اخر الروايات

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان العشري

رواية للعشق وجوه كثيرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم نورهان العشري 


.

نورهان العشرى ✍️


+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


شهقه قويه خرجت من جوفه جعلت من تلك الغاضبة التي تلبسها شيطان الغيرة و تملكتها عاصفة هوجاء أطاحت بكامل ثباته و تخبطت لأجلها سحبه فهطلت أمطار عينيه تحكي مدى معاناته لتتسمر في مكانها من فرط الصدمة والتي زادت أضعاف عندما سمعت نبره صوته التي احتلها الألم و هو يقول بصوت مختنق بسبب البكاء 

+


- امشي ... امشي يا كارما و متبصيش وراكِ حتى .

+


دا احسنلك انتِ متنفعيش تكوني في حياتي انا واحد وحش و بيأذي كل اللي حواليه و يتسبب في نهايتهم . انتِ عندك حق مبقاش ينفع يكون في كلام بينا 

+


و كأن كلماته جمرات مشتعله تدحرجت من فمه فوق قلبها لتكويه بنار الندم فعضت على شفتيها بكل ما تحمل من حزن لكلماته التي مزقتها والتفتت لتضرب قلبها صاعقه مظهره المبعثر و ارتجافه شفتيه و جمود عينيه التي أخيرا أطلقت سراح دموع حبيسة ظلت تحاربه لسنوات...

+


- مازن . ان. انت بتقول ليه كدا ؟

+


لم تستطع أن تخرج من جوفها سوى تلك الكلمات الخاوية فهي لم تفق من صدمة انهياره بعد

+


و أخيرًا قرر خلع ثوب الكبرياء جانبًا و إخراج ذلك البركان الثائر في أعماقه و الذي كان يتعمد دفنه لسنوات و نبش تلك الجروح التي كان يتعمد تجاهل آلامها حتى بلغ  ذروته و ضاق قلبه ذرعا بتحمله ....

+


- كل الناس الغاليين عليا في حياتي انا اتسببت في نهايتهم .  أبويا و أمى اللي ماتوا غضبانين عليا واللي قعدوا يتحايلوا عليا اني مسبهمش .

+


صمت لثوان يريح رأسه على المقعد خلفه قبل أن يقول بقهر

+


_ امي كان عنيها فيها توسل كبير اني ممشيش واسيبها زي ما تكون كانت حاسه و بتقولي خليك جمبنا محتاجينك و ابويا اللي كان بيترجاني بردو بس بطريقته و هددني لو خرجت من البيت دا مرجعهوش تاني بس انا عاندت و اتحديتهم و مشيت و سبتهم 

+


صمت يحاول التحكم في شهقة ألم قويه تُهدد بالانفلات

+


_ و رجعت على اسوء خبر سمعته في حياتي . مش قادر انسي منظرهم و لا البروده اللي اتسربت لقلبي و انا ماسك ايد امي اللي كانت أشبه بالثلج و هي ميته و كأنها بتقولي الدفا اللي هربت منه مش هتشوفه تاني طول حياتك و فعلا مشفتوش .... 

+


أخذ يهز برأسه يمينًا و يسارًا قبل أن يُضيف بتحسُر

+


_ و لا احمد صاحبي اللي كان اقرب حد ليا كنت بدخل بيتهم عشان احس بطعم الحنان و الدفا .  لما كنت ببص في عنين والدته وهي فخوره بيه و كأنها بتحضنه بعنيها كنت بتوجع اوى بس كنت بحب اشوف نظرتها ليه اللي كانت بتفكرني بالدفا اللي اتحرمت منه . بردو اتسببت في موته...

+

                
اسودت عينيه وهو يضيف بقهر 

+


_ انا سرحت لحظه واحده بس و فجأه الدنيا اتقلبت من حواليا و محستش غير و هو في حضني و دمه سايح و بيوصيني علي اخته و امه . محمود مات عشان فداني بروحه و خد الطلقه مكاني . مات و هو بيقولي افرح وعيش يا صاحبي و كفاياك تعذب نفسك . 

+


اخفض رأسه بقهر

+


_ و نفس الإحساس اتكرر تاني . نفس العذاب من تاني ...

+


و حبل الذنب اللي كان ملفوف حوالين رقبتي ضاق بزيادة . لحد ما في يوم والدته قالتلي يا ابني انت مكان محمود الله يرحمه و احنا اتنين ستات لوحدنا و سيدرا كبرت والناس ابتدت تتكلم عليها .. 

+


كفكف عباراته قبل أن يُضيف بحشرجة قوية

+


_ حسيت من عيونها و نبرة صوتها برجاء وجع قلبي و في لحظة و من غير ما افكر لقيتني بطلب ايد سيدرا للجواز . و بعد كدا عرفت منها ان دا اقتراح سيدرا ..

+


القي بسهام حديثه ثم التفت لها بعينين تقطرات قهرا و وجعا وأضاف من أعماق ذلك الجرح الغائر بداخله 

+


- أيوا طلبتها للجواز و كنت ناوي اتجوزها و اكمل حياتي معاها  حتى لو هعيش تعيس مش مهم . المهم اني اكون نفذت وصية محمود و حافظت على اخته و امه و لو كنت هعيش اتمناكِ طول حياتي و عارف انك زي الفاكهه المحرمه عليا مش هقدر اوصلك ولو بموتي ...  

+


أضاف عندما وجد وميض عينيها الذي لمع لوهله عندما ذكر عشقه لها حتى وهي بعيده فأضاف بكل ما يحمل بقلبه من عشق 

+


- انا عمري ما نسيتك ولا لحظة بس مكنتش قادر اهوب ناحية بيتنا تاني . مكنتش قادر اقرب من هناك أبدا.  كنت أجبن من أن أواجه ذنبي . انا حكيت لمحمود عنك و كنت متفق معاه اننا بعد ما هنرجع من المهمه دي هنيجي اسكندريه عشان اشوفك واقولك اني عمري ما نسيتك.

+


صمت يسترجع مرارة ما مر به و أضاف بنبرة تتضور وجعًا

+


_  بس كالعاده الحياه بتديني القلم اللي تضمن بيه انها تقضي علي اي امل جوايا و خدت مني الانسان الوحيد اللي كان هيقف معايا و انا بواجه أسوء كوابيسي ....

+


كان يتحدث و أمطار عينيه لا تتوقف فكان يبكي و كأنه يحمل حزن أهل الأرض جميعا 

+


_ انتِ عارفه سيدرا دي كانت ملاك صغير بشعر اصفر كانت بالنسبالي عوض اني مكنليش اخت كانت بتتشعبط في رقبتي اول ما اروح عندهم و تستني اجبلها حاجات حلوة و انا جاي و كانت تتخانق معايا لو مجبتش .

+


حبل الذكريات المريرة طوق عنقه بقوة بجاءت نبرته مُتحشرجة حين أضاف

+


_  كنت بضفر لها شعرها كأنها بنتي بالظبط ... كانت شقية و جميلة و بريئه . شوفي دلوقتي بقيت عامله ازاي ؟ بقت واحده محطمة مطفيه و مكسورة و كل دا بسببي . انا مقدرتش احميها من نفسي ..

+



        
          

                
زادت شهقاته للحد الذي لم يكن قادرا على كتمانها فكان أشبه بطفل صغير تركه أحدهم عند باب منزل مهجور في منتصف الليل فصار يبكي وحشته وغربته و هجرانه ...

+


تحدثت بلهفه مدافعة عن ذلك القلب الذي ينتفض ألماً نافيه حقاره تلك التهم التي يقذف بها ذاته

+


- مازن أرجوك كفايه متعملش في نفسك كدا انت معملتش فيها حاجه . هي اللي حبتك و اتعلقت بيك من غير امل 

+


واصل الإقرار بذنبه أمامها

+


- انا اللى ادتها الامل دا يوم ما خطبتها  و بعدها اهملتها و كأنها ملهاش وجود في حياتي بعد ما كنت بعاملها زي الاميرة فجأة بقيت بتجاهل وجودها لدرجه خلتها تعرف ناس زباله و تحاول تثير غيرتي عشان تحس انها بنت جميله و مرغوبة و خطيبها بيغير عليها 

+


همست بصدمة 

+


_ ايه ؟

+


_ بسببي كان مستقبلها هيضيع لولا ان القدر رأف بيا و بحالتي و خلاني ادخل في اخر لحظه و انقذها . انا وحش اوي يا كارما انا شيطان بيسحب الروح من كل اللي حواليه و بيحبوه . كل اللي أتأذوا بسببي كان كل غلطهم انهم حبوني اوي .... 

+


التفت يُناظرها بتوسل ينافي قسوة كلماته حين قال

+


_ الحقي نفسك و ابعدي عني قبل ما تطولك لعنتي و تدمر حياتك او تنهيها وقتها مش هتحمل ابدًا . الموت عندي اهون 

+


قال الأخيره بقهر جعل من قلبها ينتفض حزنا و وجعا عليه و ود لو يهرب من بين ضلوعها لعناقه كي يبثه ذلك الدفئ الذي افتقده و يزيل عنه تلك الوحشة التي تملكته و كل تلك الذنوب التي يحملها فوق عاتقه و التي لم يكن له بها يد...

+


و بالفعل اندفع قلبها ساحبا اياها لتستقر بين جنبات صدره وهي تقول بلوعه و دموعها تغرق وجهها لتمتزج بدموعه التي اغرقت صدره 

+


-انا بحبك بحبك اوي يا مازن استنيتك السنين دي كلها و عندي استعداد استناك قدهم بس اكون ليك في الاخر حتى لو ليوم واحد انا موافقه ... 

+


تابعت بقلب مُحترق

+


_ لو موتي هييجي على ايدك انا مستعده اموت دلوقتي بس اموت و انا جنبك ... أنا بحبك اوى والله بحبك اوعى تقول علي نفسك كده تاني انا اللي هموت و هضيع في الدنيا دي لو انت مش معايا و جمبي . اوعي تسبني انا هموت من غيرك والله هموت .

+


و كأن كل خليه في جسده تعانده للتشبث بها و إخبارها بأنها الماء والهواء بالنسبة له فوجد نفسه دون وعي يطوقها بأصفاده كأنها طوق نجاته من بحر الندم الثائر الذي يغرقه شيئا فشيئا و كلما كان عقله ينهره و يأمره بالتراجع و الابتعاد عنها يشتد حصاره أكثر معاندًا له و كأنه يُعلن رايه التمرد عليه لأجل تلك المرأة الذي يجد بين حناياها ذلك الدفئ القادر علي اذابة جبال الثلوج الراسخة حول جدران قلبه ....

+



        
          

                
**************

+


كيف حالك عندما تخلد الى النوم في الرابعة فجرًا بعد ليله شاقة تتقلب على جمرات من نيران خلفها عشقًا أهوج يتحكم بكل خلية في جسدك ؟ لتستيقظ في السادسة صباحًا على موجة اشتياق عاتية تضرب قلبك في المُنتصف لتجعل من راحتك أمرًا مستحيلاً !

+


نورهان العشري ✍️

+


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

+


****

+


استيقظ يوسف في السادسة صباحا بعد أن نام لأقل من ساعتين فهو ظل مستيقظاً طوال الليل يحارب طيفها من ذاكرته خاصةً بعد ما عرفه عن ذلك الماضي المليئ بكل تلك الألغاز الذي أخذت تنهش بعقله بدون رحمه 

+


 كم يرد لو يحتويها بين جنبات صدره لحمايتها من كل تلك الأسرار و الألغاز فصغيرته نقية كالثلج و لا يريد اي شئ من ذلك الماضي اللعين أن يلطخ بياض قلبها و لا يعرف ماذا عليه ان يفعل حتي يقيها شر هذا ذلك الماضي و آثامه ؟

+


يعرف بأن تلك المرأة لم تخبره الحقيقة كاملة و بداخله شعور قوي بأن كل الحقائق المختبئة خلف الستار تحمل بداخلها كوارث حقيقية قد تقلب حياتهم رأساً على عقب ...

+


و ما كان يزيد من معاناته شدة شوقه لها فهو لم يهدأ له بال سوي بعد ان أرسل له أدهم تلك الرسالة يطمئنه فيها بأن الوضع تحت السيطرة و لكن ماذا يفعل بذلك القلب الذي لا يقبل بأي شئ سوي وجودها بجانبه ؟ 

+


كيف سيستطيع الابتعاد عنها نهائيا و هو يعاني الأمرين الآن من غيابه عنها لبضع ساعات ؟

+


 و ما يؤلم قلبه أكثر و يزيد من جنونه يقينه من عشقها له فهو مازال يتذكر صورته و ذلك القميص الذي وجده في حقيبتها فكيف تريد ان تهرب منه و هي تحمل متعلقاته معها اينما ذهبت ؟ 

+


إن كانت غير متأكده من مشاعرها نحوه و ترغب بالتحرر من قيوده لما تأخذ معها ما قد يُذكرها به ؟

+


زفرة حانقه خرجت من جوفه فتلك المرأة تقوده للجنون بأفعالها تلك فهو يحتاج لإراده أهل الأرض جميعا حتي يستطيع محاربه حبه لها و جيوش شوقه التي تحاربه كل ليله تطالبه بها تتوسله بعدم إفلاتها و التمسك بذلك الخيط الرفيع الذي يخبره بأنها تعشقه حد النخاع ....

+


أخيرا استطاع ان ينهض من فوق مخدعه و يدخل الى الحمام لعل المياه تهدئ من تلك النيران المندلعة في قلبه متسلله لعقله ليخرج بعد وقت قليل يرتدي ملابسه و هو يلتقط الهاتف لاجراء مكالمه مهمه 

+


- ايوا يا ناصر لسه موصلتوش لحاجه ؟ 

+


- لسه يا يوسف بيه ادينا شويه وقت احنا بنحاول نلاقيه

+


قاطعه يوسف بغضب 

+


- بقالك قد ايه بتحاول ؟ هتعرفلي طريق الزفت دا امتى .. و لما هو مفيش جديد اتصلت عليا ليه امبارح ؟

+



        
          

                
- يا يوسف بيه احنا قلبنا عليه اسكندريه كلها ملقناش له أثر و المكتب بتاعه مقفول من يومها و الموظفين ميعرفوش عنه حاجه دا حتي مقالهمش قبل ما يقفل المكتب و بيته محدش دخله من اليوم دا و انا معين عليه حراسه لو في اي جديد هيبلغوني 

+


زمجر غاضبًا 

+


- يعني ايه عفريت ؟! فص ملح و داب ! راجعوا الكاميرات اللي عالطرق الرئيسيه كلها 

+


- في الحقيقه يا فندم دا اللي كنت متصل على حضرتك عشانه احنا من خلال مراجعتنا للكاميرات اللي عالطريق لقينا حاجه غريبه. في عربيه نوعها (..) اتقلبت في نفس اليوم دا بس لما طلعوها من الميه ملقوش عليها نمر و كمان ملقوش الجثة لحد دلوقتي ومحدش سأل عنها ولا حد جاب سيرة عن الحادثة 

+


- و انت عرفت منين الكلام دا؟

+


- في واحد ميكانيكي فاتح ورشه هناك هو اللي قال للراجل بتاعنا لما راح سأله 

+


- طب و ازاي البوليس محققش في الواقعه دي؟

+


- بيقول حققوا ولما ملقيوش حاجه ومحدش قدم بلاغات عن اختفاء حد ف الموضوع اتقفل و خصوصًا انهم دوروا كتير علي جثه في الميه ملقوش حاجة 

+


- تمام ابعتلي اسم و الراجل دا و عنوان ورشته و شوف انت شغلك 

+


اغلق يوسف الهاتف و قد بدأت الشكوك تتجمع بداخله و قد هاجمه هاجس غريب بأن هناك لغز كبير حول إختفاء هذا الوغد و انقلاب تلك السيارة و هناك رابط كبير بينهما 

+


قام يوسف باجراء مكالمة هاتفيه أخرى فجاءه صوت مازن الناعس فهو الآخر لم تمر ليلته بسلام و قد نام عند طلوع النهار ليباغته ذلك الرنين المستمر على هاتفه ليستيقظ مجيبًا على هذا المزعج 

+


- عايز ايه ؟

+


- كل دا علي ما ترد ؟ ايه ميت !

+


- كنت نايم يا ابني .... هي الساعة كام دلوقتي ؟

+


يوسف بجفاء

+


- الساعه سته و ربع 

+


- سته وربع ! 

+


انتفض مازن من مكانه فقد ظن أنه نام حتى هذا الوقت المتأخر ليصطدم بهذا الهواء البارد الذي لفح صفحات وجهه ما ان فتح النافذة لتتحول صدمته الى غضب شديد وهو يقول من بين أسنانه 

+


- وحياة أهلك ..مصحيني سته الصبح تتخانق معايا عشان نايم و سيادتك مختفي بقالك اسبوعين ! تصدق انك بجح ..

+


- بطل رغي و انجز عايزك دلوقتي في مشوار مهم هقابلك عند (.....) كمان ساعه بالكتير عشان هننزل القاهرة النهاردة 

+


اجابه مازن بحنق و استنكار

+


- يا ابني هو انا مرمطون اهلك ؟ انا مش نازل مصر دلوقتي ورايا حاجات لسه هخلصها ..

+



        
          

                
يوسف بسخرية 

+


- لا مانا هجيب الحاجات دي معايا القاهرة و تبقي تخلص فيها براحتك 

+


قطب مازن حاجبيه بعدم فهم قائلا 

+


-  تقصد ايه مش فاهم ؟

+


- اقطع دراعي ان ما كنت دخلت الداخليه دي بالواسطة  .. قدامك نص ساعه و الاقيك قدامي  ..

+


اغلق يوسف الهاتف و قد انتوى ان يصل الى حل كل تلك الألغاز المحيطة به و خاصةً التي تخصها 

+


بعد مرور ساعه التقي يوسف بمازن ليتوجهوا سويا لمقابلة ذلك الرجل حتى يعرفان سر هذا الحادث 

+


- الموضوع دا في أنه كبيرة يا يوسف ... 

+


تحدث مازن بعد ما قص عليه يوسف ما حدث ليكمل حديثه قائلا 

+


- اعتقد ان اللي زق احمد دا علي كاميليا حد من اعدائك في السوق 

+


- و اللي اتصل عشان ينبهني يبقي تبع مين ؟

+


قالها يوسف بسخريه فثار مازن حانقًا

+


- من غير استظراف . مين هيكون عايز يأذي كامبليا غير عشان هي مراتك ؟

+


- و مين يعرف انها مراتي ؟

+


كان استفهام يستحق التأمل فتحدث مازن بحيره 

+


- تقصد ايه ؟

+


يوسف بفظاظة 

+


- اقصد ان اللي كان عايز يخطف كاميليا عارف انها مراتي و اللي اتصل عشان ينقذها بردو عارف انها مراتي و قالهالي بالنص كاميليا الحسيني مراتك و محدش يعرف ان كاميلبا مراتي غير اللي في القصر ..

+


تحدث مازن بحذر

+


_ كلامك كبير و معناه خطير يا يوسف ..

+


يوسف بغضب

+


- ماهو عشان كدا لازم اجيب قرار الموضوع دا و لحد ما اجيب قراره كل الناس موضع شك في نظري 

+


انهي يوسف حديثه و ألقى نظرة ذات مغزى فهمها مازن علي الفور و لكنه قال بغموض 

+


- أخبار الخاين اللي في الشركه ايه ؟ لسه معرفتوش ؟

+


- مش وقته يا مازن

+


تحدث يوسف بغموض 

+


************

+


- انا مش هقدر اسافر يا ماما 

+


تحدثت غرام بخفوت وهي تنظر في جميع الاتجاهات ماعدا النظر الى والدتها حتي لا تعري سر تخبئه عيناها عن غدر رجل جعل اطفئ شعله الحياه بداخلها 

+


- ليه يا غرام؟ مش عايزة تشوفي كاميليا بنت خالتك و تطمني عليها ؟

+


تحدثت فاطمة متظاهرة بأنها لم تلحظ تبدل حال غرام منذ عدة ايام فقد أخبرها قلبها بأن صغيرتها قد تألمت بقسوة و لكنها لم تضغط عليها و آثرت ان تعالج الموضوع من جانب آخر متجنبه مواجهة قد تضر أكثر مما تنفع 

+



        
          

                
تحدثت غرام بلهفه 

+


- طبعا عايزه اشوفها و هموت و اطمن عليها بس أصل ... 

+


- أصل ايه ؟

+


غرام بمراوغة 

+


- أصلي .. تعبانه شويه ..

+


فاطمه بهدوء مستفز

+


- سلامتك . ايه اللي بيوجعك ؟

+


تلعثمت غرام قائلة

+


- ا.. اص.. اصلي قومت من النوم عندي شويه برد و جسمي واجعني 

+


تحدثت فاطمة بحنو

+


- تعالي يا غرام اقعدي جمبي 

+


تقدمت غرام بخطوات ثقيله تجاه والدتها و حتي جلست بجانبها مخفضة الرأس غير قادرة على النظر الى والدتها التي لاحظت ذلك فوضعت اناملها تحت ذقن غرام لترفع رأسها و تقول بحزم 

+


- اوعي اشوفك موطيه راسك تاني فاهمه ؟

+


ثم أخذت تمرر يدها على خصلاتها الحريرية قائله بحنان 

+


-الحياه مش كلها وردي يا غرام ... الحياة بتدينا الدروس على هيئه صدمات و الشاطر هو اللي يخلي الصدمات دي تقويه مش تضعفه و انتِ طول عمرك شاطرة 

+


التمعت العبرات بعيني غرام فتابعت فاطمة بتعقل

+


_الست الضعيفه يا بنتي بيداس عليها في الزمن دا .. انا عيزاكِ قويه و تهزمي كل مخاوفك مش عيزاكِ تكوني جبانه و تهربي من حاجه او من حد . واجهي مخاوفك لحد ما تهزميها واجهي ضعفك حتي لو كان شخص.

+


 اثبتي لنفسك و ليه انك اقوى من ان حاجه تكسرك .

+


استمهلت نفسها قبل أن تقول بنُصح

+


_ و اللي يبيعك بيعيه او اقولك اتبرعي بيه من غير ما يتهز منك شعره و خليكِ عارفه ان ربنا هيبعتلك اللي يليق بقلبك ..... 

+


اهتزت نبرة غرام وهي تقول باستهلال

+


- حضرتك بتتكلمي عن ايه ؟ مفيش حاجه ..

+


قاطعتها فاطمه قائله

+


- هششش مش عيزاكِ تكدبي عليا . انا بعرف كل حاجه من عنيكِ . يمكن معرفش تفاصيل بس عارفه ان اللي بيوجعك دا 

+


كانت تشير إلى موضع قلبها ثم تابعت بحنو

+


_  عايزة بنوتي الحلوة ترجع تنور زي الشمس من تاني مش عايزة نورها ينطفي أبدا ...

+


- انا بحبك اوي يا ماما 

+


قالتها غرام ثم اندفعت بحضن والدتها تنشد الراحه و الحنان و بكت كثيرًا حتى شعرت بأنها و أخيراً استطاعت ان تتنفس براحه و ان تلك الغصه العالقه بقلبها قد رحلت فتنهدت بعمق حتى تملأ رئتيها بذلك الهواء النقي النابع من تلك الجنة بين أحضان والدتها التي قالت بحب 

+


- ربنا يريح قلبك يا بنتي  ..

+


 ثم اردفت بمرح 

+


- يالا قومي بلاش دلع بنات . روحي البسي و اتشيكي كدا و اثبتي لللي وجعك انه ملوش وجود جواكِ اصلا  . اكتر حاجه تجنن الراجل و تحسسه انه مالوش قيمه التجاهل و انه يحس انه اطرد من مكان كان مكتوب باسمه 

+



        
          

                
ثم اضافت بتخابث

+


_  مش هو برده كان مكتوب باسمه يا غرامه ؟

+


+


ّهبت غرام من مكانها كمن لدغتها أفعي وقالت بعجل 

+


- انا هروح الحق اجهز نفسي بقي عشان منتأخرش ثم هرولت للخارج و لكنها تراجعت إلى والدتها ثانيه لتسألها

+


- ماما طب احنا هنقعد هناك كام يوم ؟ يعني عشان اجهز شنطتي و كدا 

+


- مش كتير يعني يومين اطمن علي كاميليا و اشوف علي بيه مظهر اللي عملي فيها جيمس بوند و راح قعد هناك و قالي عدولي 

+


*************

+


ّ

+


بعد عدة ساعات كان الجميع في الطريق إلى القاهرة و كانوا مقسمين الى قسمين فاطمه مع يوسف في سيارته و كلا من غرام وكارما مع مازن في سيارته الذي ما أن رآها كم كانت جميلة و بريئة و ناعمه حتي لعن نفسه عندما تذكر كم جرحها البارحه 

+


عودة لوقت سابق 

+


  

+


بعد دقائق غير معلومة عددها رفعت كارما رأسها من على كتفه لتحتوي وجهه بحنان أنثى كفيل بتخدير جميع جروحه و قالت بصوت يحمل من العشق ما يفوق ألمه بمراحل 

+


- انت نعمه يا مازن في حياة اي حد . طول عمرك احن قلب في الدنيا طول عمر اهلك كانوا فخورين بيك ... انت حققت حلم باباك و دخلك الكليه اللي كان نفسه انك تدخلها 

+


 وحافظت على اهل صاحبك و حميت اخته و جيت على نفسك و سعادتك عشان خاطرهم و حافظت عليها من نفسها بس انت متملكش سلطة عالقلوب يا مازن لو قلبها دقلك فدا مكتوبلها و زي ما اتوجعت زي ما ربنا هيعوضها 

+


صمتت لثوان ثم تفننت في سكب الطمأنينة فوق تصدعات قلبه 

+


_ ربنا عادل اوي يا مازن تخيل انه يردك لقلبي بعد السنين دي كلها و بعد العذاب و المعاناة اللي عشتهم في بعدك اتكافئ بيك  و انك تبقي جمبي و معايا و بتحبني في عوض احلي من كدا 

+


عاند تلك الراحة التي تسللت الى قلبه جراء كلماتها وقال بجفاء

+


- انا مش الملاك اللي انتِ شيفاه يا كارما انا في اقرب فرصه ممكن اجرحك و اوجعك حتي لو مش بقصدي ... شوفي احنا مكملناش مع بعض شهر و جرحتك و وجعتك كام مرة ؟!

+


تحركت اناملها بخفه علي ملامحه التي تعشقها و قالت بحب 

+


- و انا مش عيزاك ملاك عشان انا كمان مش ملاك ... احنا بشر بنغلط و دا حقنا و لو تفتكر انا كمان جرحتك و زعلتك كتير بس بحبك حُب يكفي العالم دا كله ويفيض يبقى منستسلمش لليأس و نسيب الحياة نسرق مننا كل حاجة حلوة . لازم نعاندها و ننتصر عليها و نصبر على الوجع عشان ربنا يعوضنا خير  مش بيقولوا بعد الصبر جبر  و انا ربنا جبر قلبي بيك و بعتني عشان اقف جنبك و اطيب كل الجروح اللي جواك دي .

+



        
          

                
كانت كلماتها كالبلسم لجروحه و تلك النظرات الحانيه التي تشع حُبا لم يكن يتخيله قط فطفلته البريئة أصبحت إمرأة جميلة تستطيع بحنانها أن تمتص جميع أوجاعه وآلامه...

+


اقترب منها أكثر و قام بإسناد جبهته على خاصتها و خرجت من جوفه تنهيده احرقت بحرارتها نعومة بشرتها ليقول بصوت أجش 

+


- خايف اوي ... خايف تضيعي مني زيهم . خاايف ...

+


قاطعته واضعه ابهامها أمام شفتيه و قالت بنبرة قاطعه أذهلته و بددت خوفه بلحظات .

+


- اوعي تخاف ابدًا ربنا مخلقناش عشان يعذبنا يا مازن و خوفك دا ضعف إيمان منك و انا مش عايزاك تكون كدا .. احنا هنحط ايدنا في ايد بعض و نكمل مشوار حياتنا سوا و هنرمي حمولنا علي ربنا و مش كل حاجه هتحصلنا هنحمل نفسنا ذنبها في قدر مكتوب منقدرش نمنعه او نقف قدامه كل اللي نقدر نعمله اننا نقول يارب و بس و نحاول نصلح اللي الدنيا لخبطته 

+


تقطيبه من بين عيناه ظهرت لتجعلها تقول بتوضيح 

+


- يعني هننفذ وصيه محمود الله يرحمه هنقف جنب بعض و نخلي سيدرا تتعالج وترجع لحياتها الطبيعيه تاني و نرجع البنت الجميله البريئه اللي ضحكتها ماليه وشها و هتقف جنبها كإنك محمود الله يرحمه و هتثبتلها ان اللي هي فيه دا وهم في دماغها بحكم انك الراجل الوحيد اللي في حياتها و انا هكون جمبك و هساعدك

+


لاحت الاستفهامات بسماء عينيه فأجابته بصدق

+


 _ هبقي بالنسبالها الأخت اللي بعتتها الحياه ليها بعد السنين دي كلها و مش همل و لا هزهق و لا هغير منها ابدا حتى لو قالتلي الف مرة انها بتحبك 

+


- و ايه مخليكِ متأكده كدا انها مش بتحبني ؟ 

+


باغتها سؤاله الذي اربكها للحظات و لكنها ابت التراجع او اظهار الخوف من احتمالية ان تكون تعشقه بالفعل فقالت بعمليه 

+


- من خلال دراستي و قرأتي لعلم النفس فهمت ان سيدرا متعلقه بيك تعلق مرضي شايفه انك عوض عن اخوها الله يرحمه اللي اخده الموت منها . فانت بالنسبالها بديل له بالاضافه لانها اتعودت على وجودك الدايم في حياتها فكرة انك تبعد عنها او حد ياخدك منها دي فكرة مستحيله بالنسبالها عشان كدا اقترحت علي مامتها موضوع الخطوبه . عشان تضمن انك تفضل جمبهم و معاهم و موفرلهم عنصر الامان اللي اختفي بموت أخوها .

+


أوشك على مقاطعتها فلم تُعطيه الفرصة إذ تابعت بثقة

+


_ و لما خطبتها و اهملتها جرحت كبريائها كأنثى فعملت اللي عملته دا عشان تخليك تغير و بكدا ترجعلها ثقتها بنفسها اللي ضيعها إهمالك ليها  

+


بدأ بالاقتناع ولكنها لم تبتر بذور الشك من قلبه 

+


- كل دي احتمالات بس لو مكنتش بتحبني مكنتش رجعت تاني 

+



        
          

                
عاندته في محاولة لإثبات وجهة نظرها

+


- و بردو لو كانت بتحبك مكنتش هتقول عليك البي قالته و تسوء سمعتها بإيدها عشان بس تبعدني عنك و هي عارفه و متأكده انك عمرك ما هتتجوزها بعد اللي هي عملته و لو تفتكر و احنا مع بعض في الكافيه كانت بتتكلم انها مهمه في حياتك و ليها وجود فيها و دا اللي هي عايزه تحافظ عليه حيز وجودها في حياتك و صدقني دا كل اللي يهمها انها تفضل ليها مكان جواك 

+


بات حديثها يتغلغل إلى بواطن عقله فيقنعه بمنطقيه حديثها خاصةً و هو يتذكر كم كانت سيدرا منهارة بعد وفاه اخيها و لم تجد من يحنو عليها سواه  فقد كانت دائمًا تحكي له ادق تفاصيلها و اسرارها و لكن تبدل كل هذا عندما اخبرته والدتها بأن تلك الخطبه لن تستمر طويلا و انها ستنتهي عند انهائها جامعتها و انهما سيسافران إلى الخارج فتبدل حالها عندما علمت هذا الاتفاق الذي وضعته والدتها حين شعرت بمدى ثقل تلك العلاقه علي مازن و لكن واجبه كان يمنعه من الإفصاح عن ما يدور بداخله وأصبحت فتاة مختلفة عن الذي عرفها فبدأت محاولاتها للفت انتباهه لها بالعديد من الحيل والأساليب الغريبة التي كان يتجاهلها عمدا الة ان انتهي الحال بها بتلك المحاولة الغبيه التي كانت ستودي بمستقبلها إلى الهلاك لولا العناية الإلهية التي ارسلت مازن في تلك اللحظة ليمنع حدوث الكارثة ....

+


ّ

+


عند هذه النقطه آلمه قلبه كثيرا و تذكر ما وضعت نفسها به بسببه و قال بلا وعي 

+


- انتِ بتقولي كل الكلام دا بس عشان تجبريني افضل معاكِ و اتخلص من احساسي بالذنب ناحيتها انتِ متعرفيش هي كانت هتعمل ايه في نفسها عشان تخليني اغير عليها ؟ 

+


صدمها حديثه وطريقته و خاصةً حين تابع 

+


_ دي صاحبت شله زباله نصحوها تمثل انها تعرف واحد عليا عشان قال ايه اغير عليها ! و فعلا عرفوها على واحد بحجه انه اخو صاحبتها و متفقين معاه انها تغيظني بيه و الحيوان دا استغل سذاجتها و عبطها و طلب منها انه يقابلها عشان يتفقوا هيعملوا ايه

+


صمت يحاول كظم غيظه قدر الإمكان قبل أن يقول بحرقة

+


_ و هناك كان عايز يعتدي عليها لولا ان مامتها كانت شكه فيها و سمعت جزء من مكالمتها معاه و كلمتني و لحقتها على آخر لحظه و عشان كدا مامتها اجبرتها انها تسافر و تيجي دلوقتي تقوليلي دي مبتحبكش و موهومة بيك !

+


غضبت كارما من حديثه و غلى داخلها غيظا من إصراره على التمسك بحقيقه أنها تعشقه و لكنها تمالكت نفسها قائله بقوة و بنبرة حازمة 

+


- انا هتجاهل النص الأول لكلامك عشان انا وانت عارفين اني عمري ما هجبرك انك تكون معايا ابدا و لو انت مكنتش عايز تبقي معايا بنسبة مليون في الميه فأنا اللي مش عيزاك ...

+



        
          

                
تابعت ما ان وجدت كلماتها تصل لمنتصف الهدف و تجلى ذلك في نظرات عينيه التي أرسلت اعتذارات صامتة  و ملامحه التي لانت قليلًا و أيضًا تلك التنهيده التي خرجت من منتصف قلبه الذي عنفه بشده علي غباء كلماته و ذكره بصدق حديثها 

+


- كلامك اللي انت بتقوله دا كله بيبين ان كلامي صح لما حست ان انت مش هتكون في حياتها بدأت تلجأ لأي حاجة تقربك منها . لو فكرت في كلامي بعقلك و ركنت قلبك على جنب هتعرف ان عندي حق ...

+


القت كلماتها بوجهه و همت بالخروج من سيارته فلم تعد قادرة على البقاء معه دون أن تنخرط في نوبه بكاء عنيفة جراء ذلك الجرح الذي سببته كلماته و لكن اوقفتها قبضته بلهفه فقد أوشك قلبه علي الانخلاع عندما رآها تغادره و هذا الشئ الذي لن يسمح به ابدا فهو إن كان يحبها سابقا فبعد ذلك السلام الذي وجده بجانبها فقد اصبح يعشقها و لن يقدر علي فراقها قلبه مادام ينبض بالحياه 

+


- رايحه فين و سيباني ؟

+


تلك اللهفه في صوته هزت قلبها بعنف ولكنها حاولت التماسك أمام سحر عشقه الذي يطوقها و التفتت له قائله 

+


- ماشيه عشان مكنش بجبرك تفضل معايا  

+


آلمه قلبه لحزنها الواضح في عينيها الجميله و اقترب منها محاولا ان يراضيها و لكنها فاجأته بوضع يدها حائل بينهما وهي تقول بحزم 

+


- علي فكرة يا مازن باباك ومامتك ممتوش غضبانين عليك و لا حاجه عشان بابا و ماما راحوا عندهم بعد ما انت مشيت و بابا اتكلم مع انكل توفيق و فهمه ان اسلوبه معاك غلط و هو اعترف بدا و نوى يصالحك اول ما ترجع و طنط كمان كان دا كان رأيها وكانت بتعيط و بتتوسلك عشان متخرجش من البيت و انت زعلان منهم و دا اللي قالته لماما …

+


تفشت الصدمة بملامح وجهه و خاصةً حين تابعت

+


_ و محمود صاحبك كمان انت مجبرتوش انه ياخد الطلقه بدالك و يضحي بروحه عشان خاطرك لو هو مش شايف انك تستحق دا مكنش عمل كدا …

+


تبدلت نظراتها إلى أخرى قاسية قبل أن تتابع

+


_ اما بقي سيدرا فاللي يخصها انت اكتر واحد ادري بيه و عارف اذا كنت غلطت و لا لأ ؟  و لو عايز تعتبره ذنب بدل اللي اتشال من على كتافك فصدقني مش همنعك و استمتع بالمعاناة بقي براحتك عن اذنك 

+


عودة للوقت الحالي 

+


أضاء قلب كارما من جديد عندما قرأت تلك الرسالة على هاتفها من ذلك الذي كان يقود السيارة بسلاسه و لا يدري شيئا عن كل تلك المشاعر التي أثارتها كلماته البسيطه في قلبها 

+


- " وحشتي قلبي اللي طول الليل سهران يفكر فيكِ و خاصمني عشان خاطرك " 

+


أغلقت كارما هاتفها بأصابع مرتعشة و دقات قلب جنونيه فهي نوت عدم الرد عليه عقابا له علي حديثه الأخير معها ففاجئها برساله أخرى فقد التقمت عينيه يداها المرتجفه وهي تمسك بهاتفها و قد عزمت عدم الرد عليه كما توقع 

+



        
          

                
- " طب ما تجربي تطاوعي قلبك المسكين دا اللي وصلني صوت دقاته من هنا  " 

+


ارتبكت كثيرًا هل لهذه الدرجه هي مكشوفه امام عينيه؟  و هل فعلا سمع دقات قلبها الجنونية  فبللت شفتيها من فرط الخجل ففاجئها برسالة آخري صدمتها 

+


- " وحياه امك لو عملتي الحركة دي تاني لهوقف العربية في نص الطريق و اديكِ بوسة ترجع عقلك لراسك تاني " 

+


شهقت كارما من وقاحته و التفتت اليه غاضبه و لكنها أمسكت لسانها في آخر لحظة حتى لا تشتبك معه فهي قد أقسمت الا تحادثه طوال الطريق 

+


- " انت قليل الادب ووقح جدا " 

+


انهت كارما رسالتها و ضغطت علي زر الارسال ليفاجئها مازن بضحكه صاخبه و كأنه راق له حديثها كثيرًا 

+


- " قليل الادب دا بيعشقك " 

+


أرسل مازن رسالته ليتورد وجهها خجلا فتصبح كالبدر في سماه 

+


- " مش هرد عليك "  

+


أرسلت رسالتها بعد ان عاندت قلبها و رفضت التسليم لعشقه الذي يأسرها ليجيبها بحب 

+


- " مش مستنيكِ تردي عشان عارف الاجابه . انا بس نفسي ادوقه "

+


" هو ايه دا "

+


 ارسلت رسالتها بعد ما احتارت في معنى رسالته ليفاجئها برسالته الوقحه 

+


- " التوت اللي في شفايفك دا هموت و ادوقه " 

+


قامت كارما  بلكمه في كتفه قائله بغضب مصطنع 

+


- بطل قله .... 

+


ليقاطعها بابتسامه ساحره قائلاً 

+


- بحبك ....

+


غرقا للحظات ببحر من العشق فهي لأول مرة تراه ينظر إليها بتلك النظرات فكانت عينيه خاليه من كل شئ سوى عشقه لها 

+


 لأول مرة تجد صورتها المنعكسه بعينيه بمثل هذا الصفاء و الذي يوحي بأنه قد تخلص من ذلك الذنب الذي كان يشوب ملامحه و يضفي علي عينيه هذا الإنطفاء و الحزن كان ينظر إليها و كأنه يراها للمرة الأولي يرغب بالسعادة معها من كل قلبه يشعر و كأنه ولد من جديد معها فإن كان سابقا يحبها فالآن بات يعشقها .....

+


- بعد إذن الحب ياريت نبص ع الطريق قدامنا مش عايزة اموت وانا في عز شبابي …

+


كان هذا صوت غرام الغاضب من خلفهما لينتفض كلامها فزعين ليدرك مازن انهم كادوا أن يتسببوا في حادث و توالت عليه اللعنات والسُباب من السائقين حوله لتضحك غرام بشده علي مظهره الغاضب من أولئك المجانين لتقول من بين ضحكاتها 

+


- وسع صدرك يا ميزو لسه ياما هتتشتم و هتتمرمط بسبب الحب ولا انت عايز تاخد الصاروخ الروسي كدا سوليطي موليطي و لا ايه يا كوكو ؟

+



        
          

                
- بس يا بيئه....

+


تحدثت كارما بعد ان حاولت السيطرة علي خجلها و أردف مازن متوعدا 

+


- ماشي يا غرام الكلب اما وريتك .

+


غرام باستخفاف

+


- و لا تقدر تعملي حاجه 

+


تجاهل حديثها و قال مقترحا 

+


- بقولك ايه يا ميمو ما تنامي الطريق لسه طويل قدامنا بتاع سبع ساعات على ما نوصل و اكيد هتتعبي .

+


- ليه ان شاء الله راكبين سلحفاه هنوصل في سبع ساعات !  و بعدين مين دي اللي تنام عشان اصحى الاقي نفسي بتحاسب في القبر و لا ايه ؟

+


قالت كارما بلهفه 

+


- بعد الشر عنك يا ميمو متقوليش كدا 

+


- أيوا ياختي ثبتيني مانا هنام من هنا تقضوها انتوا نظرات و همسات من هنا و غرام الغلبانه تروح في الرجلين لا يا حبايبي قاعده علي قلبكوا ...

+


انفلتت ضحكه ناعمه من ثغر كارما لتشعل بجوفه نيران الشوق فصاح في غرام متوسلاً 

+


- أبوس إيد أهلك نامي نص ساعه بس عايزها في موضوع مهم 

+


تحدثت غرام التي كانت تعرف ما يريده ذلك الماكر فصاحت بمكر

+


- موضوع مهم ! اه عليا انا الكلام دا ! و دا موضوع نظري ولا عملي ... و لا تكون ناوي تجرب التوت ؟ انسي يا بابا انا قاعده على قلبك اساسا امي بعتاني معاكوا نادورجي . اي حاجة هكا ولا هكا تلاقوني على دماغكوا على طول فاهمني طبعًا 

+


- وديني لهكون مربيها  

+


قالها مازن لكارما مغتاظا لتطلق الأخيرة ضحكه كي تغيظه اكثر ليقترب منها قليلًا ليقول من بين أسنانه بصوت خفيض لا يسمعه سواها 

+


- اضحكي ضحكه زي دي تاني و انا ورحمة أمي لهكون شارحلك الموضوع عملي و واكل التوت كله قدامها و تبقي توريني هتعمل ايه بنت فاطمه .

+


القي كلماته و عاد يعتدل في جلسته أمام المقود تاركا تلك التي كان الخجل يغمرها و تتملكها السعادة الغامرة بعشقه لها ....


+


*****************

+


- آلو .. أيوا يا شادي .. عرفتلي المعلومات اللي طلبتها منك ؟ تماام انا مسافه السكه هكون عندك 

+


انهى علب مكالمته ثم توجه نحو أدهم الذي كان يتناول قهوته و يشتعل قلبه شوقا لحبيبته التي لم تفارقه صورتها منذ ذلك اليوم الذي افترقا فيه و تلك النبرة الحزينة التي رمقته بها عندما غادرته و كلماتها السامة التي تقتله ببطئ و التي تتردد بأذنه طوال الوقت كي تذكره مدى حقارته معها 

+


 أه لو تعلم كم يعشقها؟ كم يتمني أن يغمض عينيه ويفتحهما ليراها امامه ؟

+


يكاد يقسم انه سيغرسها بجانب قلبه و لن يسمح لها بمغادرته أبدا 

+


أخرجه من شروده صوت على الذي قال 

+


- أدهم هخلع انا ساعتين ورايا مشوار مهم وبعدين هرجع عشان ....

+


قاطعه رنين هاتف أدهم الذي أشار له بالانتظار للرد على المكالمه الوارده 

+


- أيوا يا رائد .

+


 تنبه على عندما سمع ذلك الاسم لينصب تركيزه  بتلك المكالمة التي ما ان انتهت حتى قال أدهم 

+


- انا مضطر امشي انا كمان عشان في شغل متعطل في الشركه و يوسف مش موجود 

+


- تمام روح و انا كمان هخلص مشواري و ارجع على طول . الا قولي يا ادهم هو مش رائد دا الي كان هنا و جدك طرده ؟

+


أدهم بامتعاض

+


- اه يا سيدي دا واحد من الناس اللي جدي غضبان عليهم و رافض صداقته مع يوسف و حتي كمان رافض وجوده في الشركة 

+


- و ليه كدا ؟

+


 استفهم علي محاولا ألا يظهر الاهتمام الذي ظهر جليا في عينيه

+


- بعدين بقي يا علوة انت مش وراك مشوار مهم  نتكلم لما تيجي  يالا بينا .

+


انصرف كلا منهما إلى وجهته و بعد مرور ساعه كان علي يدخل الي المقهي وعيناه تبحث عن ضالتها حتى وجد ذلك الرجل بإنتظاره يلوح له فتقدم منه و تبادلا السلامات ليدخل على في الموضوع قائلا 

+


- قولي عرفت ايه عنه ؟

+


- اسمه رائد محمود نصار وووووووو

+


يتبع ...



التاسع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close