اخر الروايات

رواية رسالة من زوجي الميت الفصل العاشر 10 والاخير السيد عبدالكريم

رواية رسالة من زوجي الميت الفصل العاشر 10 والاخير السيد عبدالكريم


الفصل العاشر ( الأخير )
1 ـ الضابط هاني بيه .
كنت في مكتبي بقسم حدائق القبة لما دخل العسكري وأدى التحية العسكرية وقال :
ـ واحد بيقول إنّه واخد ميعاد من حضرتك يا باشا .
قلتُ :
ـ اسمه إيه ؟
العسكري قال :
ـ بيقول اسمه المعلم إيهاب .
قلتُ :
ـ خليه يتفضل وأعملّنا قهوة يا مراد .
حينما دخل إيهاب رحبت به وطلبتُ منه الجلوس ، ثم قلتُ :
ـ ها ... عارف هتعمل إيه بالضبط .
أجاب :
ـ عارف يا بيه بس المشكلة متوتر .
قلتُ :
ـ أهم حاجة مدام نادية متعرفش ولا حاجة من اللي هنعمله .
قال :
ـ طبعا يابيه أنا مقلتُش ليها ولا حاجة ... بس أنا خايف يكون مش هو .
قلتُ بثقة :
ـ لا هو يا إيهاب ... كل الأدلة بتقول هو ... الوصف اللى وصفته مدام نادية وهو قاعد شجرة البرتقال ... الوصف اللى وصفته أنتَ لمّا كنت خارج من المزرعة بعربية الخضار ... دا حتى شجرة البرتقال هي هي يا راجل .. ومتنساش إنّي جبت خبير تصوير وخليته يقرب لي صورته وهو بيحاول يتواري خلف الأشجار .
دخل العسكري وأدي التحية العسكرية وقدّم لنا القهوة ، وشكرته وطلبت منّه المغادرة ، ثم قلتُ :
ـ بهاء بيه مأمور قسم في سوهاج قابل عم حسن امبارح بالليل ورتب معاه كل حاجة .
قال :
ـ ايوه أنا قابلت عم حسن مع شاهين لمّا كنت بستلم الشحنة بس برضه أنا خايف .
قلتُ :
ـ خايف من إيه تاني يا إيهاب ؟
أجاب بعد تفكير :
ـ ازاي هتوقعوا غسان بيه فى المصيدة ؟
قلتُ :
ـ دى حاجات مش لازم تعرفها دلوقتي ... بس احنا مش عايزين نادر يعرف إنّه نادر ... يعني مش عايزين الذاكرة ترجعله كاملة دلوقتي لحد ما الخطة تتم .
قال :
ـ طيب تأمرني أسافر أمتي ؟
أجبتُ :
ـ بكرة الصبح تكون هناك ... تحمّل الشحنة بتاعتك ... وتسلم غريب الورقة دي ... اوعى حد يشوفك ... أي غلطة هتبوظ الخطة كلها .
قال :
ـ أنا مش عارف إيه اللى فى الورقة بس مش جايز نادر لا ينفذ اللى كاتبه له في الورقة .
قلتُ :
ـ غريب معندوش حل تاني ... علشان كده مضطر إنّه ينفذ اللى في الورقة .
قال :
ـ طيب وغسان بيه هيقع أمتي ؟
قلتُ في توتر حقيقي :
ـ المفروض الخميس اللى جاي ... في الحفلة .
إيهاب كان انتهي من القهوة بتاعته وقال :
ـ طيب بعد ما أسلمه الورقة أقوله اى حاجة ؟
أجبتُ :
ـ تجيبك بعضك وتيجى على القاهرة بسرعة .
إيهاب طلب الإذن بس وهو خارج قبل ما يفتح الباب قلتُ :
ـ إيهاب ... عايز دقة ... أنا هضرب عصفورين بحجر واحد ... اللعب مع غسان بيه أصعب من اللعب بالنار ... جوز أختك هيرجعلكم وعلى ضمانتي .. بس هو حاليا هيكون الصنارة اللى هصطاد بيها غسان .
بعدما رحل إيهاب مسكت هاتفي وطلبت بهاء بيه ، وبهاء بيه مأمور شرطة في سوهاج ، قلتُ :
ـ بهاء بيه ... إيه الجو عندك ؟
أجاب عبر التليفون :
ـ جميل ... جميل جدا يا هاني .
قلتُ مبتسما :
ـ الرجالة اللى هيركبوا الكاميرات جاهزين ؟
أجاب :
ـ جاهزين يا هاني .. وربنا يستر بقا ... أنا عارف إنك مندفع واللعب مع غسان مش سهل .
قلتُ :
ـ متقلقش يا باشا ... أنا مرتب كل حاجة .
بعد هذه المكالمة بنصف ساعة أخبرني مراد إن عم حسن في انتظار الإذن بالدخول ، حينما دخل عم حسن رحبت به وطلبتُ له فنجان قهوة وقلتُ :
ـ عامل إيه يا عم حسن ؟
أجاب :
ـ الحمد لله يا بيه ... بس أنا قابلتُ بهاء بيه وحكيت له كل حاجة .
قلتُ :
ـ يا عم حسن أنتَ بستاعدنا في كشف أكبر قاتل ... خايف من إيه ؟
أجاب :
ـ يا بيه انا طول عمري في حالي ومش حمل بهدلة .
قلتُ :
ـ أهم حاجة غريب عرف إنّه هو نادر ؟
أجاب :
ـ لا يا بيه .
قلتُ :
ـ يبقي كله تمام ... بس احنا بنينا الخطة بناء على معلوماتك إنْ غريب صار مقرب من غسان بيه بعد ما عرف إنّه بيفهم في البرمجة والحسابات .
قال :
ـ يابيه غريب دلوقتي بقا غريب بيه ... والبيه الكبير مش بيعمل اى حاجة من غيره .
قلتُ :
ـ طيب ... يوم الخميس لو شفتني في الفيلا وأنا لابس لبس عامل صيانة ...إياك تبين إنك تعرفني ولا تجيب سيرة لحد .
قال :
ـ بقا حضرتك يا بيه تلبس لبس عامل صيانة ؟
قلتُ :
ـ عم حسن ... وبعدين !!!.... مش أنت عايز تكون برا الموضوع ؟
قال :
ـ والله يا بيه أنا طول عمري في حالي .
قلتُ :
ـ خلاص ... أنت دورك خلص ... ومن دلوقتي لحد ما تخلص الحفلة .. أنت لا تري لا تسمع لا تتكلم .
وضع يده على فمه وقال :
ـ تأمر يا بيه .
2 ـ نادر التاجي
غسان بيه لمّا عرف إني فاقد الذاكرة بسبب حادث أليم شفق عليا أوي ، وكان ديما يكرر ويقول
( أنت كنز ـ أنت موهبة ياغريب ) ،
ومن بعدها وأمر إني أقيم في الفيلا واشترى لي ملابس ، وبقيت بلبس بدل وكرافتات وصرت من أهم الأشخاص في الفيلا والمزرعة ، وفى يوم كنت سهران براجع بعض الحسابات على الكمبيوتر في مكتب أعدّه البيه خصيصا لي ، المهم دخل غسان بيه وقال :
ـ بعد يومين المحامين في الحفلة هيكونوا هنا ... ساعتها عايز كل حاجة تكون جاهزة ... تطبع الورق والمستندات على الطابعة وأهم حاجة هتقلد التوقيعات بالبرامج بتاعتك دي .... وتحذف المستندات القديمة من الجهاز .
أومأتُ برأسي وافقا ، ثم سمعته يقول :
ـ أنا بقا هعزم رجال مديرية الأمن والمأمور ورجال شركة سوهاج سيتي ( sohag city) وهبات بره ... هرجع بكرة علشان ميعاد المحامين .. عايز كل حاجة تكون خلصانة يا غريب .
قلتُ بينما أنا مشغول نقل كشوف الشركة إلى البرنامج :
ـ حاضر يا غسان بيه .
تاني يوم الصبح مريت على المزرعة وكنت بتجنب اى صدام مع شاهين لأنه حاسس إني أخدت مكانته بعد ما أمرتُ إنّه يشرف على الخضروات فقط ، وأمرت أن يشرف عم حسن على الفواكة من زراعة وري وجني ونقل ثمار وصرف رواتب الأنفار ، وكمان بدأ العمال والأنفار ينظرون لشاهين بسخرية بعد ما تزعزعت مكانته في المزرعة ، وشفت عم حسن بيجري نحوي وقال :
ـ غريب بيه عامل إيه ؟
قلتُ :
ـ بخير يا عم حسن ... وأنت عامل إيه ؟ مبسوط ؟ فيه حد مزعلك هنا ؟
أجاب بسرعة :
ـ يابيه دا أنا مكنتش أحلم باللي أنا فيه ... أصير ريس على كل أنفار الفواكه وكمان مرتبي زاد الضعف وكمان بقا ليا حصة من ثمار الفواكه ..دا كرم كبير منك يا بيه .
قلتُ :
ـ ياعم حسن قلتُلك مليون مرة بلاش بيه دي ... أنا طول عمري هفضل شايل جميلك وحسن استقبالك ليا ... والآنسة رحمة عاملة إيه ؟
اجاب :
ـ تبوس ايدك يا بيه .
وهنا شردت في أفكاري ، كل اللى أنا فيه ده مجرد حلم قصير هصحى منه لمّا الكل يكتشف حقيقتي ، قاتل هربان ، هارب من جريمة قتل مش عارف عملتها امتي وازاي ، حتي غسان بيه وثق فيا ومقربني منه لأني مزور كبير ، كل الكشوفات والأوراق والمستندات اللى بعملها دي حرام في حرام ، أنا مش عارف أعمل إيه ، لو بلغت الشرطة عن غسان بيه هبقي بسلم نفسي ليهم ، رغم النقلة الاجتماعية اللى بقيت فيها بس ضميري بيعذبني ، حاولت أعوض تأنيب الضمير ده بإني رفعت رواتب العمال والأنفار وقللت ساعات العمل وخصصت حصة من الخضروات والثمار مجانا لكل عامل في المزرعة ، وبقيت بعمل مكافآت للمجتهد في عمله ووزعت كل النساء وكبار السن في الأعمال السهلة اللى مفيهاش مجهود بس رغم كل ده وضميري بيأنبني ، كل الناس بتبص لي من برا فقط ، أنا الوحيد اللى ببص لنفسي من جوه ، أنا من جوه مجرد مجرم هارب من العدالة ، ومزور محترف بيقلب الحق باطل ، المهم أفقت من شرودي على قول عم حسن :
ـ المعلم إيهاب وصل يا بيه .
سرت ناحية الفيلا مع عم حسن لمقابلة المعلم إيهاب ، حينما نظر لي كان مرتبكا قليلا ولا أعرف سر ارتباكه لكني رحبت به وبالغت في الترحيب حتي أزيل عنه ارتباكه ، وطلبت من الخدم إحضار قهوة لنا نحن الثلاثة ، ثم قمت بتسجيل تفاصيل الشحنة التى يريدها المعلم وحينما انتهي عم حسن من قهوته طلبت منه في أدب أن يجهز الشحنة للمعلم إيهاب ، ثم قمت بتسجيل بيانات الشحنة على برنامج أعددته خصيصا لمثل هذه الأمور ( تاريخ الشحنة ـ نوعها ـ مقدارها ـ تاريخ تسليمها ـ ثمنها ـ اسم المستلم ـ عنوانه ـ .... ) ،
وبعد ساعة من الحديث مع المعلم إيهاب حول الأسعار والسوق سمعت عم حسن ينادي من بعيد ليخبرني إنّه تم شحن الحصة المطلوبة ، ودّعت المعلم إيهاب وهو يغادر لكنه طلب مني أن اصحبه في سيارة النقل إلى أول طريق المزرعة ، ركبت معه وحينما تحرك بالسيارة أخذ يمدح في أخلاقي ومعاملتي النزيهة وكيف أن شاهين كان يرفع الأسعار وينصب عليه ، وكنت أسمع دون رد حتى وصلنا عن باب المزرعة الرئيسي ، فطلبت الإذن ثم نزلت من السيارة ، فنزل هو الآخر ودس في يدي رسالة مغلفة وقال :
ـ غريب بيه ... أرجو أن محدش يعرف بأمر الرسالة دي خالص ... ويا ريت تقراها لوحدك وبعدها تحرقها .
كنتُ متعجبا مما يحدث لكنني وعدته باني سأفعل ما طلب ثم صعد سيارته وانطلق كالبرق ، وضعت الرسالة في جيبي وهنا سمعت من تقول :
ـ ازيك يا بيه .
كانت رحمة ، قلتُ وأنا أتحاشى النظر إلى عينيها :
ـ ازيك يا آنسة رحمة .
قالتْ :
ـ بقيت الآنسة رحمة ... مش كنت رحمة بس .
قلتُ :
ـ ما انتي كمان بقيتي تقولي بيه زيهم .
قالتْ :
ـ ما أنت طلعت بيه وابن بيه وبتفهم في كل حاجة .
قلتُ :
ـ طيب تعالي ورايا .
مشينا لحد الفيلا ثم طلبت من الخدم إحضار فنجان قهوة لها وقلتُ :
ـ بصي بقا .. أنا عايزك تكوني معايا في المزرعة .
قالتْ :
ـ ازاي ؟
أجبتُ :
ـ تكوني مشرفة على العاملات السيدات ... وتختاري المرتب اللى يعجبك .
قالت :
ـ بس دا كتير .
قلتُ :
ـ مفيش حاجة كتيرة عليكي .
قالت :
ـ الكل بيحكي عن معاملتك الحلوة للعمال والأنفار ورفع مرتباتهم ... أغبية ..ميعرفوش انك صاحب قلب أبيض نضيف ... ياريتي أنا كمان ماعرفتك .
قالت جملتها الأخيرة وقد بدت دمعة في عينيها ، قلتُ :
ـ ايه ده !!! دموع !!!
لم ترد فقلتُ بسرعة :
ـ ياستى المرتبات دي أصلا كانت حقهم من الأول بس شاهين كان بياكلها عليهم ، انا بس رجعتلهم جزء من حقهم ، والمعاملة الطيبة لأنهم يستاهلوا كده ، لأنهم أساس المزرعة ، المزرعة من غيرهم مش هتبقي مزرعة .. وغسان بيه من غيرهم مش هيبقي غسان بيه .
قالت :
ـ شفت السواق بيديك جواب ... ياتري دا جواب من حبيبة .
ابتسمت قائلا :
ـ وهو لو فيه حبيبة كانت هتبعتلى جواب مع السواق ... اطمني أنا مش بحب حد .
قالت :
ـ وأنا !!!
قلتُ :
ـ انا معاكي أهو يا رحمة ... ومش هسيبك إلاّ لما أجوزك لشاب في عمرك .
اخفت وجهها بين يديها وبكت ، تعالت شهقاتها واترعشت أناملها بعدما انسكبت دموعها ؛ فقلتُ:
ـ والله العظيم أنا بحبك .. بس مينفعش أتجوزك ..عارفه ليه .. لأني بحبك ... خايف عليكي من المجهول ... لما أعرف الماضي بتاعي هيكون مستقلبي مجهول ... اللى انتي شيفاني فيه ده مجرد بلونه هتفرقع لما الكل يعرف إني هربان من العدالة ... تحبي تكوني مرات واحد عليه سوابق .
هنا أخبرني أحد الخدم إن ( أيمن شوقي ) يطلب الدخول ، فسمحت له بالدخول ، صافحته قبل أن يجلس ، لكن بدا الارتباك عليه حينما رأي رحمة ، فقلتُ :
ـ الأستاذ أيمن يا رحمة .
كانتْ قد مسحتْ دموعها وقالت :
ـ أهلا وسهلا ... طيب هستأذن .
وغادرتْ .
أيمن شوقي موظف جديد في الضرائب ، شاب فى مقتبل العمر ، لم يتجاوز الـ 25 من عمره ، طموح ومرح وذكي ، قال :
ـ أنا راجعت السجل الضريبي وكله تمام .. بس حضرتك عملت إيه في الموضوع اللى قلتُلك عليه .
قلتُ :
ـ والله يا استاذ أيمن أنا بحاول .. بس أوعدك إنّه خير .
قال :
ـ يا غريب بيه أنا سألت من بعيد وعرفت إن أبوها رافض المبدأ بس حضرتك بقا الخير والبركة ... ولولا إني عرفت انك اكتر واحد مقرب من أبوها مكنتش هكرر طلبي .
قلتُ :
ـ اعتبرني أخوها الكبير ... ومتقلقش .
في المساء قبل أن أنام تذكرت رسالة المعلم إيهاب ، فتحت الغلاف ثم قرأت :
ـ أنا عارف كويس أنت مين وهارب عندك ليه ... ملفك كله على مكتبي ... من ساعة الهروب من المستشفى لحد شاهين وغسان بيه وعمك حسن ... أنا أعرفك عنك اللى أنت متعرفوش ... وطالما بقيت اليد اليمنى لغسان بيه يبقي جرايمك زادت جريمة ... موظف حسابات ومبرمج عند غسان بيه ملهاش إلا معني واحد ...انك مزور ... بس هنعمل صفقة ... عايزك تثق فيا ... مش هتوسل ليك علشان تثق فيا ... أنت لازم تثق فيا لان معندكش حل تاني ... أثناء الحفلة غسان بيه هيعمل اجتماع سري مع المحامين المقربين وبعض رجال شركته اللى في القاهرة .....احنا هنصور كل حاجة ... بس مش متأكدين إنّهم هيتكلموا عن الصفقة والحريق ...دورك انك تخليه يتكلم عن الصفقة والحريق ... اعتراف منه بأنه هو السبب في حريق شركة حسان بيه .... احنا عارفين إنّه زور توقيع حسان بيه وقام بتزوير عقد بيع ملكية الشركة لصالحه بعد ما كسب قضية غش الأدوية ضد حسان بيه ... وطبعا هيطلب منك حذف كل المستندات دي بعد طباعتها ...وعلشان تصدق إني معاك خطوة بخطوة ... هتلاقي يوم الخميس قبل الحفلة واحد من عمال الصيانة والكهربا والديكور هيحط فى جيبك فلاشة فاضية ... أثناء الاجتماع وقبل ما غسان بيه يطلب منك حذف الملفات ... تنسخها بسرعة على الفلاشة ..... المقابل بقا اننا هنسقط عنك تهمة القتل وتهمة التزوير وهنرجعك لوظيفتك قبل ما تفقد الذاكرة .... وعلشان تتأكد إننا شرطة مش عصابة واننا عند وعدنا واننا بنحاول نطهر البلد من أمثال غسان بيه واننا بنرجع الحقوق لأصحابها .. هتلاقي يوم الحفلة واحد من الضباط هيسلم عليك ويقولك فى ودنك ( رحمة ) ... شفت بقا إننا عاملين حسابنا لكل حاجة ... وطبعا احنا حاطين احتمال انك متعملش ولا حاجة من الخطة ... ساعتها هيتم القبض عليك بصفتك مدير حسابات الشركة ... وهيطلع منها غسان بيه .... وساعتها بقي هتتحاكم على القتل والتزوير .... بس احنا عارفين إن الأمور مش هتوصل لكده لأننا بنثق فيك .. وانت كمان هتثق فينا زي ما وثقنا فيك ... لما توصل لحد السطر دع قطع الرسالة والغلاف 100 حتة واحرقهم .
3 ـ نادية
لما سألت سارة عن مزرعة غسان بيه قالت :
ـ ايوه خالتي ساكنة هناك .
مكنتش مصدقة اللى بسمعه ، طلعت التليفون بتاعي وكتب اسم القرية وازاي اوصلها وتركت الإسكندرية .
وفى القاهرة اتصلت بهاني بيه وقلتُله :
ـ هاني بيه ... أنا قابلت واحدة تعرف القرية اللى فيها مزرعة غسان بيه .
رد وقال :
ـ ما احنا عارفين المزرعة والقرية يا مدام نادية ... بس لازم نثبت إن اللى بيكلمك على اكونت جوزك بيكلمك من المزرعة .
قلتُ :
ـ بس صاحبتي قالتلى إنّها قرية بين أسيوط وقنا ودا نفس المكان اللى مزرعة غسان بيه .
رد وقال :
ـ بين أسيوط وقنا فيه أكتر من 11 مدينة بقراهم ونجوعهم ...الصعيد فيه مزارع كتير فواكه وخضروات وقصب نجع حمادي ...دا غير إن فيه رجال أعمال كتير حولوا الظهير الصحراوي لمزارع .
قلتُ باستغراب :
ـ يعني إيه ؟
أجاب :
ـ يعني معلوماتك مش مفيدة يا مدام نادية ... بس متقلقيش ... التحريات شغالة .
م عارفة ليه كنت حاسة ان هاني بيها حماسه قل أو تعاونه قل أو مخبى عني حاجة ، بس فضلت افكر لحد ما افتكرت ان إيهاب اخويا احيانا بيجيب بضاعة من الصعيد ، علشان كده اتصلت بيه وقلتُ :
ـ إيهاب تعرف مزرعة في سوهاج اسمعها مزرعة غسان بيه .
معرفش ليه حسيته اتلخبط في الكلام وهو بيقول :
ـ إيه !!! غسان بيه !!! مزرعة ..لا ... مزرعة .. أول مرة اسمع عنها .
قلتُ بلهفة :
ـ مش انتي اخر مرة سافرت قلتُ انك مسافر تجيب بضاعة من سوهاج ؟
قال :
ـ لا ...ايه ..انا قلتُ سوهاج .
قلتُ :
ـ ايوه ... بالأمارة قلتُلى تعالى باتي مع مراتي لحد ما ارجع .. انا فاكرة كويس .
قال :
ـ اه .. سوهاج ... ما انا مرحتش سوهاج ... مكنتش الشحنة جاهزة ورحت الفيوم جبتها من هناك .
ليه بيهربوا مني ، ليه هاني بيه مش مهتم بالموضوع وإيهاب متلخبط في الكلام وبينكر إنّه كان رايح سوهاج ، وهنا جات فى بالي فكرة ، اتصلت بزيزي :
ـ زيزي .. عايزة رقم سارة .
قالت :
ـ بسرعة كده جبتليها عريس ... طيب وصاحبتك مش ناوية تفتكريها .
عامة أنا متعودة على هزار زيزي من أيام الجامعة بس قلتُ :
ـ يابت اخلصي هاتي رقمها ... فاكرة لما سألتها عن مزرعة الصعيد ... معايا اخويا بقا عايز شحنة برتقال من هناك .. فحبيت اعرف منها شوية معلومات .
وبعد ما اخدت رقم سارة اتصلت بيها وقلتُ :
ـ سارة .. انا نادية .. جبت رقم من زيزي ... فاكراني .
قالت بعد لحظات تذكر :
ـ ايوه ايوه .. اهلا حبيبتي .
قلتُ :
ـ بصي احنا متقابلناش الا مرة واحدة ..بس عوزاكي في خدمة .
قالت :
ـ ياسلام تأمري ..دا انتي تبع الأستاذة .
قلتُ :
ـ الموضوع معقد شوية فياريت الأستاذة زيزي متعرفش .
قالت :
ـ طيب فيه إيه ... قلقتيني .
قلتُ :
ـ جوزي فاقد الذاكرة وبيكلمني من المزرعة .. بصراحة مش عارفة هو اللي بيكلمني ولا مش هو ..بس انا .. انا مش عارفة اوضحلك ازاي .
ثم بكيت ،
وحينما سمعت شهقاتي فى التليفون قالت :
ـ اهدي بس يامدام نادية وقوليلى أساعدك ازاي .
قلتُ :
ـ اسفة بس غصب عني أنا مش ...
قاطعتني قائلة :
ـ استنى استنى يامدام نادية .. أنا افتكرت احاجة ..أنا قابلت واحد هناك فاقد الذاكرة .
دقات قلبي صارت كالطبل وأنا بقول :
ـ اسمه إيه .. اوصفيه .. لابس إيه طيب تكلمتي معاه طيب هو ..
قاطعتني :
ـ اهدي اهدي بالله عليكي ... رقمك ده عليه واتس .
وحينما فتحت رسايل الواتس وجدت صورة زوجي .
4 ـ الضابط هاني بيه
ضغطت على زر الاتصال في عصبية وقلتُ :
ـ جرى إيه يا معلم ايهاب .. أنت معانا ولا ضدنا .
سمعته يقول :
ـ فيه ايه ياباشا !!
قلتُ في عصبية :
ـ انا مش قلتُلك إياك تعرّف مدام نادية بأي حاجة .
قالت :
ـ اقسم بالله ما قلتُلها حاجة .
قلتُ :
ـ اومال جابت صورة نادر ازاى وهو لابس صعيدي ومتصور صورة بجودة عالية .
قال :
ـ والله ما اعرف ..بس هي اتصلت بيا وفضلت تسألني اذا كنت جبت شحنة البرتقال من سوهاج وكانت تسأل عن المزرعة بس أنا قلتُلها جبتها من الفيوم ولغيت مشوار سوهاج .
قلتُ :
ـ أنا هتجنن ... جابت الصورة دي ازاي .
قال :
ـ طيب حضرتك مسألتهاش ليه ياباشا .
قلتُ :
ـ ما هو انا انكرت ان نادر فى سوهاج وقلتُلها الصورة دي متفبركة وملعوب فيها بالفوتوشوب .
قال :
ـ والله ياباشا انا معرفش اى حاجة عن الصورة ونفذت كل اللى قلتُلي عليه واديت لنادر الرسالة ووعدني إنّه هيقرأها .
قلتُ :
ـ المصيبة ان اختك عايزه تسافر لوحدها الصعيد .
قال :
ـ طيب ياباشا انا هروحلها دلوقتي واحاول أعطلها .
قلتُ :
ـ دا لو مكنتش سافرت يا إيهاب .
ثم أغلقت الخط في عصبية وتوتر .
أشعلت سيجارة وطلبت فنجان قهوة ثم اتصلت بـ بهاء بيه وقلتُ :
ـ على ميعادنا ياباشا .
قال :
ـ جميل ... جميل جدا يا هاني .
قلتُ فى نفاذ صبر :
ـ هو ايه اللى جميل يا بهاء بيه !!
أجاب :
ـ الحفاظ على المواعيد يا هاني .
ابتسمت رغم أعصابي المشتتة وقلتُ :
ـ طيب ياباشا بكرة الضهر هكون فى مكتب سيادتك .
تاني يوم كان يوم خميس ، ودا اليوم المحدد لتنفيذ الخطة ، رحب بي بهاء بيه ثم تحدثنا وقمنا بمراجعة الخطة ، وبعدها ضغط على زر على مكتبه ، ولما جه العسكري قاله :
ـ عمال الصيانة هيتحركوا امتي .
أجاب بعد أن أدي التحية العسكرية :
ـ فى انتظار أوامرك يافندم .
بعد ساعة كنا في المكان المقدس ، المكان اللى ميقدرش حد يدخله إلا بإذن ، فيلا غسان بيه ، كنت مرافق لعمال الصيانة اللى قاموا بتمديد أسلاك الكهرباء لسور الفيلا وقاموا بإضافة أكثر من نجفة في بهو الفيلا ، ثم قام عمال الديكور بوضع مقصوصات لامعة على مقدامة الفيلا ، بينما قام البعض بصناعة منصة تشبه المسرح لتحمل اعضاء الفرقة الموسيقية ، ورأيت غسان بيه يتابع كل صغيرة وكبيرة ويأمر كل خمس دقائق بسرعة الانتهاء من العمل ، كنت طبعا ارتدي قفازات وخوذة تخفي مقدمة رأسي وملابس عمال الصيانة ، وحينما أخرج غسان بيه هاتفه وبدأ يتحدث وهو يسير ناحية الحديقة خارج الفيلا علمت ان اللحظة المناسبة قد حانت ، فاقتربت من نادر أو غريب بيه كما يطلقون عليه هنا ، طبعا كنت اعرفه تمام المعرفة من خلال صوره قبل الحريق وبعد الحريق ، كنت حاملا بعض أدوات الصيانة واقتربت من نادر وقلتُ خامسا في إذنه :
ـ ممكن ندخل المكتب نمرر أسلاك الكهربا ؟
قال في صرامة :
ـ لا .. المكتب لا .
دفنت يدي فى جيبي وأخرجت فلاشة ووضعتها في يديه فارتبك ونظر حوله وقال :
ـ تفضل ... بس بسرعة .
أشرت لأحد عمال تركيب كاميرات التجسس صغيرة الحجم وخلال 10 دقائق كنا قد انتيهنا من غرس 7 كاميرا وتوصيلها لا سكليا بهاتفي ، ثم خرجنا ، خرج معنا نادر وبعد لحظة رأينا غسان بيه يدخل الفيلا وقد أنهى مكالمة التليفون ، بعد قليل انتهي عمال من تنفيذ توصيلات الكهرباء وتعليق أحبال الإضاءة الخارجية وتنفيذ الديكور الخارجي وتغطية منصة مسرح الفرقة الموسيقية بالألوان والملصوقات الورقية والزهور الصناعية ، في هذه اللحظة رأيت غسان بيه يشعل سيجارا ملونا وأشار لنادر أن يتبعه ودخلا غرفة المكتب واغلقا الباب خلفهما ، أخذت نفسا عميقا واستعددت مع العمال للرحيل ، لكن أثناء رحيلنا من بهو الفيلا رأيت مدام نادية تدخل وخلفها البواب يقول :
ـ ممنوع يا هانم قلتُلك مفيش حد هنا اسمه نادر .
وقبل آن تتكلم مدام نادية اقتربت منها ووضعت يدي على فهمها وقلتُ :
ـ جري ايه يانادية يا حبيبتي ...مش قلتُلك معايا شغل ...
كنت مازلت قابضا على فهمها وهي كانت تحاول أن تتكلم لكنني قلتُ للبواب :
ـ معلهش ...دي مراتي نادية ...قلتُلها روحي انتي المستفي بالبنت عبال ما اخلص الشغلانة اللى فى ايدي ..بس نعمل ايه بقا .. عقول ستات .
ثم اقتربت من أذنها وقلتُ همسا :
ـ انا هاني بيه واياك تتكلمي ولا كلمة الله يخربيتك .
قال البواب :
ـ هو ده سي نادر جوزك اللى دوشتينا بيه .
سحبت يدي من على فمهما فقالت :
ـ اه هو .
قلتُ :
ـ معلهش .. يظهر إن بنتنا الصغيرة سخنت تاني ... وهي مش عارفة تورح بيها فين .
قال البواب .
ـ حصل خير يافندي بس ياريت تاخدها على بره علشان البيه .. مش عايزين دوشه هنا ..
5 ـ نادر التاجي .
الساعة العاشرة مساء ، ليلة الخميس ، فيلا غسان بيه ، الأضواء في كل مكان ، الموسيقي تنبعث من كل مكان وفي كل مكان ، الفرقة الموسيقية تعزف بلا توقف ، الخدم والعمال يهرولون في كل مكان ، دخان السجاير صنع سحب متقطعة ، سيدات انيفات ، رجال انيقون ، عبارات التهاني ، عبارات الترحيب ، ثم رأيت شاهين يأمر الطباخين بدفع منضدة الطعام ، منضدة أشبه بعربة طويلة مستطيلة عليها كل أصناف اللحوم والطعام ، ألتف الجميع حولها وبدأوا في تناول الأطعمة وتعالت الضحكات والموسيقي لم تتوقف ، صعد غسان بيه على المنصة ومن خلفه الفرقة الموسيقية التى توقفت عن العزف ، قال غسان بيه :
ـ بشكركم جميعا على تلبية دعوتي ... اليوم بعلن ليكم عن قبول أوراق ترشحي بعضوية مجلس الشعب عن دائرة حدايق القبة .
صفق الجميع وتعالت الصيحات ، ثم أكمل غسان بيه :
ـ كما أعلن عن شرائي شركة أصول شركة ( جارما ) بكل فروعها في مصر والدول العربية .
تعالت الصيحات مرة أخري وعبارات التهاني ، بعدها قال حسان بيه :
ـ استمتعوا بوقتكم .
عادت الموسيقى تُعزف ، ثم سحبني من يدي غسان بيه فسرت خلفه وبدأ يصافح في بعض المعازيم ، وعلى مائدة الطعام صافح احد الضباط ، ومد الضابط يده لي قائلا :
ـ أهلا بيك .
قلتُ مبتسما :
ـ أهلا بحضرتك .
فقال هامسا بعد أن مال نحوي :
ـ ( رحمة )
بعدها تركنا غسان بيه بعدما أشار لى واتجهنا إلى غرفة المكتب فوجدت 7 رجال يرتدون بدلات أنيقة فعرفت إنّهم محامين ورجال الشركة .
6 ـ الضابط هاني بيه
كنت اجلس في سيارة خارج الفيلا ومعي مدام نادية ، قمت بتشغيل هاتفي ورأيت وسمعت كل شيء ، كانت مدام نادية دامعة وعيناها مثبتتان على هاتفي تنظر إلى زوجها في لهفة وهي تقول كل دقيقة :
ـ حبيبي .. نادر ... وحشتني يانادر .. ربنا ينجيك منهم يا حبيبي .
كانت كلماتها مؤثرة فعلا وأعرف أن الموقف صعب عليها ، بس كنت بحاول أصبرها واخليها تخفض صوتها ، وسمعت عبر شاشة الهاتف نادر يقول :
ـ تغيير البيانات دي كلها كان شىء صعب .. بس المهم اننا اثبتنا إن البيع تم قبل موت حسان بيه .
قال غسان بيه :
ـ أهو حسان بيه غار في داهية ... واللى مقدرناش نعمله وهو عايش عملناه وهو ميت .
ضحك الجميع ثم رأيت نادر يقوم بطباعة بعض الأوراق التى أخذها غسان بيه وقراها بعينه بسرعة ثم تبادلها المحامين وهم يبتسمون ، وسمعت نادر يقول :
ـ بس دا كله ممكن يتكشف لو لسه التحقيقات شغالة .
غسان بيه قال :
ـ متقلقش كل حاجة كانت مدروسة .
قال نادر :
ـ بصراحة أنا قلقان يابيه ..مهما كانت كل حاجة مدروسة لكن جايز نكون نسينا اى خيط ورانا في الخلاص من حسان بيه .
غسان بيه قال :
ـ تعرف غاز المستنقعات يا غريب ..لما بنضيف له ميثان وكبريتيد الهيدروجين وفوسفين وثاني أكسيد الكربون مع شوية من تراب الدهب بيبقى ملهوش اى ريحة ...اهو كل أجهزة وتكييفات وبوفيهات شركة جارما كانت مليانة بالتركيبة دي قبل ما يفتحوا الشركة بنص ساعة ... وأول واحد هيولع سيجارة او يولع بوتاجاز مش هيلاقي نفسه ... ودا اللى عملناه فى شركة حسان .
كنت لا اصدق ما اسمع ، وانتظرت ان يقول غسان بيه اى شىء اخر لكن كام معظم الكلام عن ادارة الشركة الجديدة وادارة فروعها فى الدول العربية .
قمت بحفظ الفيديو وبعد أقل من 20 دقيقة كان الفيديو عند مدير أمن سوهاج ومدير أمن القاهرة ووزارة الداخلية عن الإرسال عبر شبكة الانترنت ، وجاءني الأمر من القاهرة بانتظار الدعم ببعض أفراد الأمن ثم الاقتحام ، لكن لم أطق صبرا ، ونزلت من السيارة بعدما طلبت من مدام نادية بعدم ترك السيارة مهما حدث ، وحينما عبرت بوابة الفيلا بحثت بعيني عن بهاء ولما رأيته اقتربت منه وقلتُ :
ـ كله تمام وبالدليل ...بس انا مش هستني وصول الدعم .
قال :
ـ بلاش اندفاع يا هاني .. أكيد الدعم على وصول .
قلتُ :
ـ ياباشا الفرصة ممكن تضيع .
قال :
ـ جميل .. جميل جدا يا هاني ... أنا عارف إن خراب بيتي على ايدك .. يلا بينا .
كان غسان بيه في الثبات حينما دفعت الباب رافعا مسدسي وقال :
ـ ايه ده .. انت مين ؟
وحينما رأي بهاء بيه خلفي قال :
ـ مين دا يابهاء بيه .
قلتُ :
ـ المفروض تكون عارفه ... ابن منطقتك ..حدايق القبة ... بس اه نسيت انك متعرفش الضباط الصغيرين .
غسان بيه قال :
ـ يعني انت موافق على اللى بيعمله ده ... دا خطر على مستقبله .
وهنا واحد من المحامين مبتسما :
ـ اقتحام دون إذن نيابة .
بهاء بيه اخرج إذن النيابة بالاقتحام والتفتيش ووضعه أمام انف المحامي فقال غسان بيه :
ـ والبيه النشيط ده عايز يتفتش عن إيه ؟!
قلتُ :
ـ احنا مش هنفتش ...احنا كل حاجة معانا .
وهنا كان أفراد الدعم قد وصلوا وانتشروا في كل شبر في الفيلا ، ثم سمعت نادر وهو يخرج شيئا من جيبه :
ـ الفلاشة دي عليها كل حاجة قبل التزوير وبعد التزوير .
وبدأ غسان بيه يفقد أعصابه وقال لنادر :
ـ أنت بتقول إيه يا حيوان أنت .
ثم أكمل كلامه :
ـ أنا مش مزور وكل أوراقي سليمة .
قلتُ :
ـ مش مزور ... طيب ومقتل حسان بيه واكتر من 27 واحد من الموظفين دا غير المصابين .
قال بعدما نهض في عصبية :
ـ ما احنا خلصنا من الموضوع ده ... دي كلها اتهامات ومن غير أي دليل ... واظن انت عارف يعني ايه اتهام واحد زيي وبدون دليل .
وضعت مسدسي في جيبي واخرجت هاتفي وضغطت على زر تشغيل الفيديو وقلتُ :
ـ الفيديو ده قدام الوزير دلوقتي .
وحينما بدأ الفيديو بدأ غسان بيه في الإنّهيار وتحول لون وجهه للون الأزرق وبدأت أنامله ترتعش .
حينما خرجنا جميعا من الفيلا خلف غسان بيه وهو مكبل اليدين ومعه المحامين وشاهين رأيت مدام نادية تقف بالخارج ، وما إن رأتنا حتي أسرعت ناحية نادر واحتضنته وقبلت جبهته ويديه ، وتعجبتُ من حب وإخلاص هذه السيدة حينما رأيتها تركع لتقبل قدمه ، هل مازال في الدنيا حب مثل هذا !!!!
طبعا نادر مكنش فاهم حاجة وأكيد بيقول في نفسه مين دي .
وبعد أيام من التحقيقات اتضح إن شاهين كان واحد من اللى تسللوا الى الشركة مع المجموعة اللى وضعوا غاز المستنقعات في الشركة وإنّها جه ساعة الحريق علشان يعرف الأخبار ويتأكد إن حسان بيه مات وكل المستندات اتحرقت ، بس ساعتها لقي تليفون مرمي في الزحمة ، أخده وشال الخط وانتو عارفين الباقي ، الغريب إن شاهين قال إنّه ميعرفش مدام نادية ، بس لما دخل على اكونت نادر عرف إنّها مراته وبدأ يلعب لعبته اللى كان كل هدفه منها الفلوس وبس ، وإنّه لما قام بتصوير نادر وهو تحت شجرة البرتقال قام بتصويره بالصدفة ، وإنّه استخدم طريقة الحمام الزاجل لأنه شافها في فيلم قديم وحس إنّها طريقة محكمة يقدر يكررها بدون ترك اى دليل أو شىء يثبت هويته ، وقال برضه إنّه مكنش عارف إن صاحب التليفون لسه عايش خاصة إنّه قرأ اسمه في قائمة المتوفين ، وحاليا غسان بيه ومعاه 12 شخص بيتحاكموا فى تهمة الحريق والتزوير .
7 ـ نادر التاجي .
السيدة جات واترمت تحت قدمي وفضلت تضحك وتبكي في وقت واحد ، في الأول ظنيت إنّها مجنونة ، مكنتش فاهم هي مين ولا بتعمل كده ليه ، وكانت بتناديني باسم أول مرة اسمعه ( نادر ) ، كمية اللهفة اللى شفتها فى وش السيدة دي لا توصف ، لدرجة إن كل الحضور تركوا منظر غسان بيه المكبل وبدأوا ينظروا للست وهي متمسكة بيا ومنهارة ، ومن بين الحضور كانت رحمة اللى كانت فاتحة فمها وبتنظر وهي في قمة الاستغراب ، السيدة أخرجت من ملابسها تليفون محمول وقالت لي :
ـ مش فاكرني ... مش مهم ... طيب فاكر دي .
وبدأت مخيلتي ترسم لى صورة طفلة صغيرة ...
ـ بابا أنا لما اكبر عاوزه ابقي مهندسة زيك .
ـ بابا أنا مخصماك علشان نسيت تجيبلي الشكولاته اللى بحبها .
ـ بابا نفسي اكبر بسرعة علشان تجبلي عجلة والعب لوحدي فى الشارع .
ـ بابا انا بحبك قد الدنيا دي كلها .
انتهبت من شرودي حينما رأيت رحمة تقول في تعجب :
ـ أنت بتعيط يا بيه .
لاحظت وقتها أن دموعي تنهمر بشدة ، قالت السيدة :
ـ نادر ...انا مراتك .
وبدأت مخيلتي تظهر فيها صور مشوشة
( شاب يقف أمام المرآة بشارب مصفر منمق يرتدي بدلة انيقة ويحكم ربط رابطة العنق ، ثم يضع البرفان ويمرر يده على شعره ويسمع صوت انثوي يقول )
ـ نادر .. الفطار جاهز يا حبيبي .
أفقت من شرودي وقلتُ :
ـ نادية .
كان الجميع قد انصرفوا ماعدا انا ونادية ورحمة وعم حسن ، كنا ندمع جميعا ، لكن رحمة لم تكن تدمع من أجل لقاء زوجتي بي ، أنا اعرف هذه الدمعة جيدا ، غادرت رحمة وهي تمسح دموعها في صمت .
قال عم حسن دامع العينين :
ـ مبروك يا بني ... أنت ابن حلال .
أمسكت يد زوجتي وضغطت عليها في حنان فقالت :
ـ يلا هنسافر .
قلتُ :
ـ هنسافر بس فيه مشوار مهم لازم اعمله بكرة بالليل وبعدها هنسافر .
قضينا ليلتنا في الفيلا ، وتاني يوم استعددنا للسفر ، وفى المساء ناديت على احد الخدم فقلتُ له :
ـ يلا تروح زي ما قلتُلك وتقوله غريب بيه هيستناك هناك .
ثم اصطحبت زوجتي وذهبت إلى بيت عم حسن ، رحب بنا الرجل وزوجته لكن لم نري رحمة ، قدمت لنا زوجة عم حسن الشاي فقلتُ لها :
ـ لا شاي ايه ... اعملي شربات يا مراتي عمي .
قالت في ابتسامة صافية :
ـ والله يابني حكايتك أغرب من الخيال ..بس رجوعك ولم الشمل ده فعلا محتاج شربات .
طبعا مرات عمي حسن فهمت غلط ، بس مش مشكلة .. كمان شوية وهتفهم كل حاجة ، بعد قليل سمعنا طرقات باب ورأيت الأستاذ ( أيمن ) موظف الضرائب الجديد يدخل ، رحبت به ثم طلبت من عم حسن أن ينادي زوجته وحينما حضرت قلتُ :
ـ الأستاذ أيمن شاب محترم وأنا تعاملت معاه كتير وعمري مش شفت منه إلا خير ... وهو جاي يطلب ايد رحمة .. وأنا هموت وأسافر وأشوف بنتي ..بس رحمة برضه زي بنتي فلازم أشوفها سعيدة قبل ما أسافر .
عم حسن قال :
ـ والله يا غريب بيه الأستاذ أيمن محدش يقدر يقول في حقه حاجة بس الأمر يرجع لصاحبة الأمر .
قلتُ :
ـ لا .. العروسة سيبوها عليا انا ... هي فين البت دي .
تعجبت زوجتي مما تسمع بس مفيش وقت اشرح ليها ، المهم نهضت وتوجهت إلى غرفة رحمة ، حينما رأتني دمعت عيناها فقلتُ :
ـ يابت مش انا طلعت عجوز .. أنا طلع عمري 36 سنة ... انتي بقا 20 ولا 19 سنة .... قوليلى يا عمو .
رفعت عيونها الدامعة نحوي فتدفقت الدموع أكثر ولم ترد فقلتُ :
ـ مش انتي بتحبيني ؟
أومات برأسها موافقة بنعم فقلتُ :
ـ خلاص يبقى تسمعي كلامي .. الواد عنده 25 سنة يعني قريب من سنك ... أخلاق واحترام واهم حاجة إنّه بيموت فيكي ... يلا وافقي بقا علشان اروح لبنتي وانا مطمن عليكى .
قالت وهي ترتعش وصدرها يعلو ويهبط :
ـ أنا بحبك .
قلتُ :
ـ ماشي .. واللي بيحب واحد مش يسمع كلامه .. عارفه نورا ...بنتي نورا لما مش بتسمع الكلام بعملها ايه .
اقتربت منها وأمسكت اذنها فابتسمت فقلتُ :
ـ أقول مبروك .
قالت :
ـ وحبي ليك .
قلتُ :
ـ خليه زي ما هو .. بس حب اخوي ... حب ابوي ... ومع الوقت هتعرفي انك كنتي غلطانة .
قالت :
ـ عمري ما أكون غلطانة إني حبيتك .
قلتُ :
ـ طيب يعني أتجوزك على الست اللى قاعدة بره دي اللي مش فاهمة حاجة علشان تكهربنا احنا الاتنين .. ولا ارجع لبنتي بعروسة جديدة تقولها يا مرات ابويا .. يارحمة ادي نفسك فرصة تفكري كويس ... أنا مجرد عابر سبيل شفتيه في طريقك والقصة انتهت .. وعامة ياستي موافقتك هتكون مبدئية ، قراية فاتحة .. ومفيش كتب كتاب إلا لو حبتيه زى ما هو بيحبك ...ولما تلاقي نفسك حبتيه اتصلي بيا وأنا هاجي أحضر كتب الكتاب والفرح ... حرام عليكي عايز اسافر بقا ... انا مش بضغط عليكي ...انا علشان بحبك فـ عارف مصلحتك ... انا اقدر اخرج دلوقتي واطرد الواد العسول اللى بيموت فيكي ده واقوله معندناش بنات للجواز ... بس انا طالب منك تدي لنفسك فرصة ... قلتُي إيه .
قالت :
ـ ماشي يا ضياء .
قلتُ :
ـ تعالى بقا هاتي الشربات للواد المسكين اللى تخلل بره ده .
بعد ساعة تركت بيت عم حسن أنا وزوجتي ، لكن لم اتركه إلا بعدما سمعت زغروده تدوي فى البيت ورأيت ابتسامه على وجه رحمة ، وهي تجلس في خجل بجوار الأستاذ أيمن .
وفي العاشرة مساء كنت أنا وزوجتي فى القطار الذي غادر محطة سوهاج إلي القاهرة .
تمت بحمد الله .
خاتمة المؤلف ::
أولا : بشكر أي حد شرفني بمتابعة الرواية وأنا عامة مكنتش متوقع كل درود الأفعال الجميلة عن الرواية ومكنتش متوقع كمية المتابعات وكمية الرسايل اللى وصلتني على الخاص بسبب الرواية ودا بفضل ربنا ثم بسببكم .
ثانيا : بما ان ده الفصل الأخير فى الرواية فياريت تعليقاتكم على البوست تكون عن الرواية ورأيكم فيها لأني هاخد الكومنات بتاعتكم واعمل بيها فيديو واحطها في صفحتي الشخصية فياريت بلاش حد يعلق بتم ياريت التعليق يكون عن إحداث الرواية ورأيكم فيها .
ثالثا : اللى اول مرة يقرأ لي رواية فأحب اقوله ان فايته كتير واتمني يشرفني ويقرأ روايات اخرى من تأليفي مثل :
رواية جزيرة الوشم .. فانتازيا رومانسية
رواية نصف ملتزمة ...دينية رومانسية
رواية مدينة أوكجي .. هى فى معرض الكتاب حاليا
رواية فتاة أشلول .. فانتازيا ورعب
السفر الى أشلول .. مغامرات ورومانسية
رواية قرية المنسين ..رعب اسود
رواية وعد شاريس .. دي شغال فيها حاليا ونشرت منها 7 فصول على صفحتي الشخصية
رواية رسالة من زوجي الميت
بالعامية المصرية
تأليف : السيد عبد الكريم


تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close