رواية ديب كامله وحصريه بقلم حياة محمد
ديب
كانت عربيه الترحيلات متجهه للمحكمة وفيها عدد من المسجونات اللى مش عارفين مصيرهم.كانت كل واحدة شاغله نفسها بالكلام إلا هى كانت ساكته وسرحانه في دنيا غير الدنيا كانت حاسه بالفراغ وكأن الناس اختفت وهى لواحدها.حاله من انعدام الوزن وكأنها ريشه طايره في الهوا
الظاهر ان المسجونه اللى جمبها زهقت من سكوتها فالتفتت لواحده تانيه وشاورت عليها وقالت: مالها دى ساكته ومش بتتكلم مع حد ليه؟
- انتى ما تعرفهاش؟
-لأ
-بتاعت الديب يعنى ايه؟
- هو انتى ماتعرفيش حكايه صفيه والديب دى قلبت مصر كلها.!ده انتى مش عايشه في الدنيا
-ليه يا ختى ايه اللى فيها
- تعالى كده قربى وأنا احكيلك
وبعد شويه خبطت المسجونه على صدرها وقالت بدهشه: يالهوى عملت كل ده. دى جبروت ده اكيد جوزها طلقها . لأ وساكته ولا كأنها عملت حاجه.
بصت لهم صفيه وبعدها غمضت عيونها ورجعت راسها تسندها على سور العربية من غير ما تفكر ترد عليهم.
وقفت العربيه عند المحكمة بصعوبه وده بسبب تجمهر الناس قدام المحكمه رافعين شعارات (( خرجوا صفيه)) ((افرجوا عن صفيه))(( صفيه بريئه))والكل بيهتف بصوت عالى خرجوا صفيه خرجوا صفيه.
فتح العسكرى الباب وبدأت المسجونات في النزول ومجرد مانزلت صفيه.كانت ارتفعت
اصوات فلاش الكاميرات والمحمول والتف حولها حولها المراسلين ومذيعى القنوات الفضائية والتوك شو والكل بيحاول ياخد منها كلمتين اسئله كتيره وأصوات اكتر لكنها كانت صامته.رفضت ترد على اى واحد منهم ومحاولتش.حتى تخبى وشها من الكاميرات..
بدأ راجل يبعد الصحافيين والمذيعين عنها وهو بيقول: مش هسمح لحد منكم يقرب منها
سامعين
-انت مين عشان تمنعنا.؟
-انا دكتور مهاب وصفيه تبقى مراتى.
انتفض الصحافيين يسألوه : (( ايه رايك في اللى بيقول عن علاقة..
مهاب: اخرس قطع لسانك)(( وبغضب شديد))
شوفو اى حد هيجيب سيره صفيه مراتى بكلمه واحده فأنا هارفع عليه قضيه قذف وانا مستعد ارفع الف قضية ضد اى كلب هيجيب سيرتها بكلمه واحده صفيه مراتى وانا اكتر واحد عارفها وعارف الحكايه كلها وبقولها وبأعلنها إنى مع مراتى وبدعمها في كل اللى عملته.
واخد صفيه في حضنه يخبيها من الكاميرات.
لحد ما دخلوا المحكمه في حين منع الأمن المركزي دخول اى حد غيرهم وبعض المراسلين اللى معاهم تصريح بتغطية المحاكمه.
وفي الطريق للقاعه مرت على وفد اجنبي كان بيرافقهم محامى وقف رئيس الوفد وبص لها بغيظ وغضب وقال لها بلغته الأجنبية: أنتى عار على العلم والعلماء.
بصت له صفيه وردت عليه بنفس الهدوء: نعم أنا كذلك..
وسابته وكملت طريقها لقاعة المحكمه.
دخلت القفص في حين جلس دكتور مهاب مقابل لها وكل نظراته بيدعمها ويقويها ويطمنها.
في نفس الوقت دخل القاعه رجل كبير في السن بيسنده شاب فيه كتير من ملامح صفيه.
قعد الراجل وهو بيبص حواليه وكأنه في دنيا لواحده.
اعلن الحاجب محكمه ووقف الكل احتراما للقضاه.
وبعدها بدأت المحكمة والكل مركز مع وكيل النيابة وبعدها محاورات وصراعات المحامين في حين كانت صفيه في عالمها الخاص.
وفي الاخر سأل القاضي صفيه: ايه اقوالك في التهم المنسوبة لك.
رفعت صفيه عيونها وقالت بصوت ميت: انا معترفه بكل التهم دى.
القاضي: مادامت المتهمه معترفه يبقى حكمت المحكمة على المتهم ب
في نفس الوقت صرخ واحد من بين الحضور: استنى يا حضرة القاضي استنى ماتحكمش
القاضي: مين اللى اتكلم
مهاب: انا دكتور مهاب زوج المتهمه وانا شاهد فى القضية دى
القاضي: واحنا سمعنا شهادتك
مهاب: مش كلها فيه لسه امور عايزه توضح في القضية دى.
وكيل النيابة: زوج المتهمه عايز يتوهنا عشان يتأجل الحكم في القضية.
مهاب: انا مش عايز اتوه حد بس انا عايز أوضح للمحكمه الدوافع اللى وصلت المتهمه الحاله دى .
القاضي: قول يا دكتور مهاب احنا سامعينك
مهاب: مش انا اللى هتكلم المتهمه هي اللى هتتكلم وتحكى لكم بنفسها.
وكيل النيابة: ماهى المتهم رفضت الكلام سواء كان في النيابه أو في المحكمه
مهاب: بس لازم تتكلم (( وبص لها)) وقال: اتكلمى يا صفيه قولى اتكلمى.دافعى عن نفسك
اتحمس بعض الموجودين وقالوا معاه: اتكلمى يا صفيه اتكلمى يا صفيه دافعى عن نفسك
القاضي بصوت عالى: هدووووووء
فجأة قام الرجل الكبير ومشى لحد قفص المتهمين وبص لصفيه وقال لها بصوته المهزوز الضعيف: اتكلمى يا صفيه قولى يا بنتى قولى
وكان كلمته لها هى اللى فوقتها من حالة الضياع اللى كانت فيها.
لأنها ابتسمت ابتسامه ضعيفه لاول مره من شهور وقالت للقاضي بصوتها الهادئ: سيادة القاضي تشرب شاي.
انفجرت المحكمة بالضحك.بس سكتهم القاضي وبعدها قال لها بغضب: انتى جايه تهينى المحكمه.
هزت رأسها بلا وقالت: انا مقصدش اهين المحكمه انا بسألك تشرب شاي لأن حكايتى بتبدأ بكوبايه شاي
هزت رأسها بلا وقالت: انا مقصدش اهين المحكمه انا بسألك تشرب شاي لأن حكايتى بتبدأ بكوبايه شاي والحقيقة انها مش كوبايه واحده لأ دول كانوا ١٤ كوبايه .اصلنا كنا فريق مكون من ١٤عالم وباحث عشر رجال واربع بنات.كنا كلنا مع بعض فريق بتكليف من الحكومة اننا نتجه لفحص الاوديه الجافه في سلسه جبال البحر الأحمر.اصل الاقمار الصناعيه اكدت ان مصر معرضه لهطول كمية امطار مش مسبوقة.
و سرحت لبعيد وبدأت تسترجع الذكريات لأول الحكايه.
في المكوباص المتجه لمنطقه جبال البحر الاحمر.
صفيه: حد عايز يشرب شاى
طاهر' : الحقينا يا صفيه بكوبايه
محمد: وأنا كمان.بالله عليكى.
صفيه: متخافوش انا عامله حسابكم كلكم ومليت تورمصين كبار بالشاى.
دكتور مهاب: هى عارفه انكوا شويه مقاطيع فسهرت طول الليل تطبخ لكم.
مازن: يا سلام تعيشى يا ام الكرم.يابختك يا دكتور مهاب انت ومراتك مع بعض في الشغل ومع بعض حتى في التكليف ده.
ليلى: مين ده اللى بيقول يابختك مش انت اللى فرحان انك اخدت اجازه من المدام
صفيه: هو فرحان طيب والله لاقول لها وهاخليها تعلقك
مازن: هتعلقنى على ايه هو انا رايح اصيف واتفرج على المزز ده انا رايح فى الصحرا هتفرج على رمله وجبال
نسمه: تصدقوا انا متحمسه اوى للرحله دى
محمد: رحله ايه يا ماما احنا رايحين نعمل ابحاث مش نتفسح ونتدلع.
نسمه: وليكن بس هنخرج من جو المعامل وهنعيش في خيم يعنى اكشن وحركات.
عبدالله: وناموس وعقارب وتعابين وديابه
نسمه: يا ماما بجد انت بتهزر
عبدالله: لا والله مابهزر انتى متخيله هتلاقى ايه في الصحرا احمد السقا راكب حصانه ولا احمد عز بيعمل سفارى
محمد: ماتحبطهاش يا اخى ماتزعليش يا نسمه اصل يمكن الاحمدات مشغولين بس كريم عبد العزيز واسر ياسين فاضيين هتلاقيهم هناك مستنينك.
نسمه: والله العظيم انتوا رخمه بوظتوا الصورة الحلوه اللى فى خيالى قولى لى يا صفيه انتى متحمسه زيي.
هزت صفيه راسها بلا وقالت: انا بالزات عمرى مااتحمست انى اروح المكان ده.
ليلى: ليه يا صفيه؟
صفيه: لانى كنت عايشه في المنطقة دى
ليلى بانبهار: واو انتى كنتى عايشه في الصحرا انتى من البدو
هزت صفيه راسها وقالت: مش بدو بس تقدرى تقولى مجتمع بسيط كان لنا بيوت وحياة كامله كنا عايشين فيها.بس اتهجرنا من ارضنا وبيتنا
الكل كان منتبه لكلامها
مريم: ليه!!!!!
صفيه: لان بيوتنا كانت مبنيه في مجرى نهر جاف ولما حصل سيل ٩٤ وغرقت المنطقه اجبرتنا الحكومه اننا نسيب بيوتنا ونرحل
مريم ' : ايه سيل ٩٤ ده انا اول مره اسمع عنه.؟!!
احمد: تصدقوا وانا كمان انا اعرف زلزال ٩٢ بس سيول ٩٤ ماسمعتش عنها
دكتور مهاب: عشان كنتوا صغيرين او ممكن تكونوا لسه ما اتولدتوش دي سيول كبيرة بسبب امطار حصلت على جبال البحر الاحمر وبسببها غرقت قرى كامله حتى نهر النيل لونه اتغير بسببها.
احمد: ياااااه وانتوا كنتوا من ضمن اللى غرقت بيوتهم.فى السيل.
هزت صفيه راسها بأه.
مريم: بس تلاقيكى كنتى صغيره اوى ساعتها
صفيه: كان عندى حوالى سبع سنين بعدها جينا القاهره.
نسمه: يعنى يطردوكم من بيوتكم عشان تيجى القاهره وتقابلى الدكتور مهاب وتتجوزيه حاجه قمة الشاعرية.
صفيه بحزن: الموضوع مش بالرومانسية اللى انتى متخيلاها يا نسمه
احمد: يعنى انتى كنتى صغيره اوى اكيد مش فاكره اى حاجه صح.
صفيه: كنت صغيره اوى مش فاكره كل حاجه بس مش قادره انسى صوت امى وهى بتصرخ وبتنادى على عليا وعلى اخواتى.مش قادره انسى بابا وهو شايلنى على كتافه ومتعلق بباب الجامع عشان يحمينى ويحمى نفسه من السيل..ولا يمكن انسى صوت سلوك الكهربا وهى بتتقطع والمحولات وهى بتنفجر .
بسمه بدموع: بس ربنا نجاكى صح
صفيه: الحمد لله ربنا نجانى بس اخد السيل امى واخواتى التلاته.
مريم::ياه ده انتى عشتى مأساه
(( مد الدكتور مهاب دراعه وضمها لصدره وباس راسها في حنان وكانه بيقول لها انا دايما معاكى)).
وبعد فتره قال لها: لسه بدرى على ما نوصل حاولى تنامى
صفيه: انت عارف انى مش بعرف انام في المواصلات.
مهاب: معلش غمضى عيونك وارتاحى لسه الطريق طويل.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
وبعد ساعات ظهرت الجبال من بعيد ضخمة ومهيبه.وقفت العربيه في الرست عشان تمون ويرتاحوا شويه وهناك قابلهم مندوب من المحافظه وسلمهم سيارة دفع رباعي عشان تسهل لهم المشى في الصحراء وكمان واحد من سكان المنطقة هيكون دليلهم في الصحراء.
اتحرك الموكب المكون من ثلاث عربيات الاولى الدفع الرباعي بيسوقها واحد من العلماء ومعاه الدليل والتانيه عربيه اللى فيها المعدات والمؤنه والعربيه الاخيره هى الميكروباص اللى فيه باقى الفريق.
بدأ الموكب الدخول في المناطق الصحراوية وهناك عدى على مناطق واضح انها مهجورة من سنين شوارع خاليه ومتكسره وبيوت متهدمه خاليه وحتى عمدان النور مايله واسلاكها متقطعه وكانها شاهده على كارثة كبيرة مر عليها سنين طويله.
الكل كان بيشوف المنطقه بقلب مقبوض حزين.
مريم: هل دى بلدكوا يا صفيه.
هزت صفيه راسها بأه وعيونها متعلقه بمأذنه الجامع الضخمه الشيئ الوحيد اللى صمد في وش الكارثة.
الكل سكت احتراما لحالة صفيه.
وبعد فتره بسيطه كانت العربيات في وسط الصحراء.متجهه للجبل الضخم.
نسمه: واو مش معقول انتوا متأكدين اننا في الصحراء المكان يجنن
عبدالله: واضح ان المنطقة اتعرضت لأمطار غزيرة أوى ومن فتره وده سببب الحشائش والنباتات الخضراء المنتشره في كل مكان
احمد: لأ وفيه كمان برك ميه كبيرة اوى
صرخت مريم: وقفوا العربيه بسرعه وقفوا العربيه.
وقف السواق العربية بفزع وسأل: فيه حاجه حصلت عايزنى اوقف ليه
مريم: أصلى شفت معزه
(( كل اللى فى العربية قالوا: ربنا ما يحرمك من الهبل))
مريم باعتذار: اسفه ماقصدش بس بجد شفت معزه كبيرة بتشرب هناك
اخيرا وصلت العربيات للمكان المناسب اللى اشار عليه الدليل وقفت ونزل كل الموجودين وبدأ الكل بسرعه يجهز الخيام ويفرشها
بصت ليلى في تليفونها وقالت: تصدقوا ان مفيش اي شبكة محمول شغاله
محسن: شئ طبيعي الجبل حاجب اى ارسال.
عبدالله: مش كان نفسكوا في مغامره وحركات اشربوا بقى.بقولك يا نسمه ايه احساسك وانتى هتقضى عشر ايام من غير نت ولا فيسبوك ولا يوتيوب ولا اى وسيلة اتصال بالعالم كله
نسمه: انا بندم من دلوقتي الحياة من غير فيسبوك جحيم
عبدالله: هو انتى لسه شفتى حاجه طب هتعملى ايه بالليل لما تضطرى تنامى من الساعة ٨ بعد العشاء عشان مفيش كهرباء
نسمه:: حرام عليك يا اخى انا والله هعيط.
ارحمنى بقى
عبدالله: اشتغلى اشتغلى قبل ما المغرب مايدن وتباتى اول ليله في الهواء الطلق.
&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى حين كانت صفيه بتنزل المعدات مع جوزها الدكتور مهاب. اتفاجات بالموجود وسط المعدات وبيشيله مهاب بسرعه قبل ماتشوفه.
صفيه بقلق: ايه ده يا مهاب انت جايب سلا*ح!!؟ليه
سحب مهاب السلا*ح وقال: دى بند*قية صيد يعنى مش سلاح أوى.(( وبمرح)):يعنى اشمعنى انتى تشيلى السلا*ح واحنا لأ.
صفيه: لا والله انت بتضحك على مين انت عارف كويس ان السلا*ح اللى معايا مش سلا*ح اساسا ده بنستخدمه في تخدير الحيوانات المفترسة وانا جايباه عشان هاخد عينات من الحيوانات اللى هنا وده شيئ طبيعي لكن انت جايب سلا*ح ليه؟.
التفت مهاب حواليه واتأكد ان مفيش حد سامعهم وبعدها قال بجديه: للأمان .
صفيه بجديه: امان من ايه تقصد يعنى من الديابه والتعابين اللى فى الصحرا.
بص لها مهاب بجدية وقال: مش بس التعالب والتعابين يا صفيه.
صفيه بقلق: تقصد ايه ؟!
مهاب:: إحنا في الصحراء وفى حته مقطوعة والبحر ورا الجبل ده.
صفيه بقلق: قصدك
هز مهاب راسه وقال: ايوه اقصد المهربين وتجار المخدرا*ت.
&&&&&&&&&&&&&&&&
انتظروا احداث مثيره وشيقه وجديده جدا في قصة ديب وسؤال لكل المتابعين في توقعاتكم مين هو (( ديب)) وايه علاقته بالقصه.

