رواية ضمير ميت الفصل الثامن 8 بقلم دنيا آل شملول
ضمير ميت
الحلقة الثامنة :انتهى من جمع التقارير اللازمة له وخرج من مكتبه ويبدو عليه الإرهاق التام .. فهو يعمل على هذه التقارير منذ ليلة أمس .. دلف لغرفة مكتب والده فلم يجده .. ابتسم بتهكم قبل أن يتحرك من المستشفي بأكملها ومعه تقاريره التي قرر وأخيراً أن يواجه والده بها .. هو منذ زمن يشك بأشياء عده تحدث داخل المستشفي لكنه لم يعطِ للأمر أهميه أبدا .. لكن الوضع يختلف الآن .. فهناك الكثير والكثير يحدث هنا وعليه أن يعلم كل شئ .. وقد بدأ في أول شئ ليلة أمس حينما استطاع كشف تزوير بعض التقارير الخاصة ببعض المرضى لديهم .. هو يثق تماما الآن بأن والده يعلم بهذا .. لكن يجب أن يعترف والده بنفسه .. وبالتأكيد لن ينسى ما دار بين والده وماجد الربيعي بالأمس .. فهو قد سمع ما دار بينهما قبل دلوفه .. والآن سيحاول كشف العلاقة بين والده وبين ماجد الربيعي .. وما هو الشئ الذي يستدعي أن يختطف والده ابنة ماجد ..
أجل فوالده هو من فعل ذلك ..
عاد بذاكرته لذاك اليوم حينما خرج من غرفة العمليات وقام بإخبار عائلة المريض أنهم قد فقدوه .. قدم تعزيته لهم وغادر ..
دلف لغرفته بإنهاك ثم تفحص هاتفه ليجد محاولات عديدة من غرام في الاتصال به .. تذكر بأنها أخبرته بقدوم عمرو الليلة .. زفر بضيق .. ثم قام بغسل يديه ووجهه .. واستعد للذهاب ..
دلف لجراچ المستشفى وتحرك بسيارته متجهاً للمنزل .. ولكن أوقفته حركة غريبة في المكان .. فتاه يحملها شخصان يرتديان ملابس سوداء مريبة .. وضعوها داخل سيارة أمام باب المستشفي الرئيسي ودلفا سريعاً بعدها .
لم يعطِ لنفسه فرصة التفكير .. بل لحق بهما على الفور ودون أي تردد قام بالإتصال بأحد الأرقام ..
شادي :
دكتور فراس إزيك ؟
فراس :
شادي انت في مصر؟
شادي بتعجب :
أيوه .. في حاجه؟
محتاج خمس رجاله أمن يقابلوني على طريق ( .... ) وفوراً .
شادي بسرعة :
عيني .
أغلق هاتفه ولم يمر سوى خمس دقائق وهاتفه شادي من جديد :
فراس إحنا على الطريق .
فراس :
في عربيه نمرتها **** عطلها وخلي بالك مش عاوز حد يتعرض للأذي .
أغلق هاتفه وظل يسير كما هو خلف السيارة التي تسبقه بقليل دون أن يلفت الانتباه لكونه يتبعها .. وفجأة ظهرت شاحنة كبيرة قطعت الطريق أمام السيارة التي تسبق فراس .. ومن ثم ظهرت سيارة بداخلها شادي والخمس رجال الذين طلبهم فراس .. وأشهروا السلاح على السياره المُعنية .
اقترب أحد الرجال وأنزل السائق والآخر أنزل الفتاة التي تستقل جانبه .. نزل فراس في هذه اللحظة من سيارته .. أدخل جسده من الباب الخلفي ليري نبض تلك الفتاة .. ثم خرج وشكر شادي وطلب منه أن يتحقق من تلك السيارة ومن مالكها .. وفي أقل من نصف ساعة استطاع شادي أن يعلم كل شئ يخص السيارة .. وأنها تعود لدالين الربيعي .. أمر فراس أحد الرجال بأخذ دالين لعنوان ڤيلته التي لا يعلم أحد عنها شئ .. وطلب من آخر الذهاب للمستشفى الخاصة بوالده وإحضار الممرضة ابتهال الشافعي ليأخذها ويلحق بصديقه إلى عنوان ڤيلته .. وأخبره بأن يجعلها تقوم باللازم من أجلها ولكن عليها ألا تسمح لها بأن تفيق حتى يحضر فراس بنفسه .
نفذ الإثنان ما طُلِب منهما .. بينما نظر فراس للرجل والفتاة اللذان اختطفاها .. ووجه حديثه للرجل :
ليه عملت كده ؟
لم يجب الرجل فأشار فراس لأحد الرجال فقام بلكم الرجل في معدته حتى بصق الرجل دماءً .
اقترب شادي من فراس متمتمًا بصوت خفيض :
فراس إحنا على طريق و ..
ابتلع باقي كلماته وهو يلمح تلك السيارة التي تقف على بعد منهم جميعًا وتصطف في صمت تام دون أن تظهر إلى النور .. ليتابع :
فراس المكان فيه غيرنا .. لازم نتحرك من هنا .. الظاهر معاهم ناس تانية .
نظر فراس لذاك المسجي أرضًا وحينما تأكد بأنه لن يتحدث ذهب لسيارته واستخدم أحد العقاقير التي يضعها في حقيبته الطبيه .. فغاب الرجل عن الوعي .
طلب من أحد الرجال بأن يأخذ الفتاة لمكان آمن حتى يأتيها .. ومن ثم طلب من قائد الشاحنة أن يصدم سيارة دالين من الأمام .
أمر شادي أحد الرجال بأن يعقد سيارة دالين بالشاحنة ويتحرك بها لطريق بعيد ومن ثم يتركها ويغادر .
شادي :
هنعمل إيه في الراجل ده؟
فراس :
هنسيبهولهم .
شادي :
تسيبه !!
فراس :
يلا يا شادي .
ركب فراس سيارته واتجه بها لمنزله تاركًا ذاك المسجي أرضًا في مكانه .. وانفض الجميع من حوله .
أفاق من شروده على عبثه في إصبع بنصره يتحسس خاتمه الذي أتى به عمرو .. وتساءل في نفسه :
الخاتم وقع مني لما كنت بدي الراجل إياه الحقنة لإنه كان في إيدي مش صباعي .. ولما ولعوا في العربية بالجثة حطوا الخاتم هناك عشان أنا ألبس الليلة كلها .. معقول بابا يعرف بكل ده !
وصل للڤيلا وقام بتبديل ملابسه وخرج يبحث عن غرامه .. لكن لا أثر لها في المنزل .. ذهب لغرفة والدته ولكن قبل أن يطرق الباب سمع الحوار الذي تحول لشجار حاد بينهما وكانت وقع كلمات ذلك الحوار كالسوط على جسده .. يجلده دون رحمة .. ماذا يحدث بحق الله ؟! .. ما هذا الذي يتحدثون عنه ؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أنهت كل شئ تنوي فعله ثم دلفت للسيارة ووضعت الحقائب التي جلبتها في الخلف وجلست أمام المقود وقادت حيث وجهتها الأخيره .
وصلت أخيرًا .. ولكنها وجدت شيئًا غريبًا يحدث .. لما كل تلك الحراسة على الڤيلا ؟
وصلت للبوابة الكبيرة ففتح لها الحارس الذي يعرفها جيدًا لتدلف بالسيارة وتقوم بصفها بهدوء قبل أن تنظر إلى باب الڤيلا الداخلي لتجد امرأة يبدو عليها الكبر قليلاً تخرج منها مبتسمة وتتجه نحوها .. لتعقد حاجبيها بعدم فهم وهي تدرك ملامحها التي ظهرت جليه أمامها .. أجل إنها السيدة ابتهال .
وقفت السيدة ابتهال فجأه ولم تتحرك حينما لمحت غرام وهي تنزل من السيارة وليس فراس .. ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تصل لها غرام وتصافحها بود متسائلة :
إيه ده هو فراس سبقني وظبط الڤيلا ولا إيه ؟
عقدت السيدة ابتهال حاجبيها بعدم فهم .. لتتابع غرام :
في إيه ؟.. هو فراس مش هنا ؟
نفت السيدة ابتهال برأسها وهي تنظر لها بتوتر ..
فتابعت غرام :
طب خلاص .. تعالي لو سمحتي شيلي معايا الشنط دي ندخلها جوه .. كويس إنك موجودة عشان حاجات كتير أوي عايزة أعملها وكنت محتارة بجد هعملها لوحدي إزاي .. بس ربنا رزقني بوجودك .
أنهت كلماتها وهي تعطيها بعض الحقائب وتحمل هي البعض الآخر وتهرول للداخل بمرح بحذائها الرياضي السماوي المتناسق مع ملابسها تماماً .
لكن اختفت ابتسامتها وهي ترى فتاة تقف أسفل الدرج بتوتر ووجه شاحب ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعدما نُقلت فاتن لغرفه عادية دلف إليها عاصم أولاً ..
جلس إلى مقعد مجاور لفراشها ثم أمسك بيدها وقبلها بقوه .. حركت أصابعها وهي تفتح عينيها ببطء تتمتم بضعف :
عـ عاصم .
عاصم وهو يضغط على يدها :
أنا جنبك .. جنبك ياكل حياة عاصم وعمره كله .
ابتسمت بتعب ثم أغمضت عينيها مجددًا ..
تسربت دمعة خفية جاهد لحبسها من بين جفنيه .. لكنها خرجت الآن فقط لتَنُمَّ عن حِمل ثقيل قد سقط للتو .. يا إلهِ لقد كاد يفقدها .. كيف له أن يحيا دونها .. كيف بعد كل تلك السنوات وكل هذا الحب أن ينتشلها الموت فجأة منه .. لن يحتمل مجرد الفكرة .. لن يحتمل أبدًا .. أفاقته تلك اليد التي تربت على كتفه بحنان ليلتفت بسرعة إليها فيجدها والدته .. يا إلهِ كم اشتاق إليها .. وقف بسرعة وألقى بنفسه بين أحضانها كطفل ضائع وجد مأمنه أخيرًا .
أخذ يشهق بقوه بين يديها يشكيها كل آلامه وأثقاله .. أخذت تربت على ظهره بحنان وهي تتمتم :
متقلقش حبيبي .. الحمد لله هي بقت كويسة .. فاتن قوية وهتقوم بالسلامة .. هي كمان متقدرش تسيبك في العذاب ده أبدًا .. بدأ يهدأ شيئًا فـ شيئًا .. فجلس كلاهما بهدوء ليتحدث عاصم قاطعًا الصمت بينهما :
عرفتي إزاي ؟
السيدة روح بارتباك :
مش مهم دلوقتي حبيبي .. المهم نتطمن على فاتن .
إماء عاصم بصمت .. وبعد وقت ليس بطويل دلفت شدا وحازم إلى الغرفة بعد طرقات خفيفة على الباب .
شدا :
طنط روح ؟!!
روح :
شدا حبيبتي .. ياااه سنين مشفتكيش .. اتغيرتي أوي .
ابتسمت شدا بهدوء ثم اقتربت من روح لتعانقها بود وحب .. لطالما كانت أم ثانية لها ولبدور مع والدتها التي هي بمثابة صديقة مقربة منها .. ولكن لم يدم وجودها بينهم لوقت طويل .. فلقد انفصلت عن مراد والد عاصم منذ مايقارب السبع أعوام وسافرت لإنجلترا .. وكانت تتردد الزيارات من عاصم إليها أو يتحدثان في الهاتف أو عبر مواقع التواصل وهذا بعدما استقرت وتزوجت أيضًا هناك .
حازم بابتسامة ومزاح :
إوعي تكوني مش فكراني .. أزعل والله .
ضحكت روح بهدوء وهي تقرص وجنته بأصابعها بخفه :
أنسى الدم الخفيف والضحكة الحلوة والعيون القمر دي إزاي بس !
حازم وهو يعدل ياقة تيشيرته بغرور مصطنع :
أنا قلت كده بردو .
ضحكت بخفة على حركته ثم نظرت لعاصم الذي ينظر لفاتن بترقب .. فحولت نظرها إليها لتجدها ترمش بهدوء فاقتربت منها وأمسكت بكفها بحنان وهي تقول بصوت بالكاد يُسمع :
حبيبتي ألف حمد الله على سلامتك .. كده قلقتينا عليكي .
استطاعت فتح عينيها أخيرًا لترى كل شئ بوضوح .. حولت نظرها لليمين لتجد والدة عاصم تجلس القرفصاء ممسكة بيدها وتبتسم لها بحنان وبجانبها عاصم يجلس إلى طرف الفراش وعينيه حمراوان ولا تعلم سببًا لذلك .. حولت نظرها لنهاية الفراش لتجد شدا وحازم يقفان مقابلها يبتسمان لها بهدوء .. دلفت بدور في هذه اللحظة وحاولت التحدث ببعض المرح :
إيه ده لحقتي تفوقي .. وأنا اللي قلت هقعدلي عشرتاشر ساعة أعيط .
ضربتها شدا بخفة على كتفها وهي تتمتم :
نقي كلامك .
ابتسمت فاتن بهدوء ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي ترى والدتها تدلف للغرفة بفزع :
فاتن .. بنتي .. إيه اللي حصل ؟.. فيه إيه ؟.. حد ينط....
ابتلعت باقي حروفها وهي تلمح روح الجالسة إلى جانب ابنتها وتمسك بيدها فتحولت نظراتها للقتامه والغل :
انتي بتعملي إي هنا !
روح ببرود :
شوفة عينك .. مرات ابني عملت حادثة وأول طيارة جبتني عشان أتطمن عليها وأكون جنبها .
كانت تتحدث وهي تضغط على حروفها بطريقة ملحوظة .. لتتحدث سمر بانفعال :
وأنا آخر من يعلم ؟.. اللي في انجلترا بلغتوها باللي حصل لبنتي وجت قبل مني .. وأنا آخر من يعلم .
شدا بتهكم :
وحضرتك كنتي فين لما بنتك خرجت في نص الليل بعربيتها عشان يحصل اللي حصل .. معقوله مسمعتيش صوت العربية وهي خارجة م الڤيلا !
سمر بحده :
إلزمي حدودك ياشدا .
روح بهدوء لإنهاء الحوار :
شدا لو سمحتي يلا كلنا لازم نخرج .. فاتن المفروض ترتاح شويه .
ضغطت فاتن على يدها حتى لا تذهب .. نظرت لها روح وتفاجأت بتلك الدموع المترقرقة في عينيها وهي تُجاهد ألا تسقط .
تنهدت بحيرة .. فوجودها لن يُجدي نفعًا لفاتن سوي الانفعال .. لأن سمر لن تصمت .. وهذا سينتهي في نهاية المطاف بمشدة كلامية حادة ولاذعة .. فكلتاهما لم يتفاهما يومًا .
تحدثت بهدوء أخيرًا وابتسامة مطمئنة تُزين ثغرها :
حبيبتي ارتاحي شويه وأنا موجودة مش هسافر قبل فرحك انتي وعاصم .. بس شدي حيلك وقوميلنا بالسلامه .
فاتن بضعف :
خليكي جنبي متخرجيش .
سمر بضيق :
أنا هفضل جنبك .
نظرت لها فاتن بحده وكانت ستتحدث لكن يد روح التي ضغطت على يدها منعتها من ذلك .. فأشاحت بوجهها بعيدًا .
بدور بتساؤل وهي توزع نظرها بين شدا وحازم :
أمال مين اللي اتبرع لفاتن بالدم وفضل جنبها لحد ما انتوا وصلتوا ؟
حازم متذكرًا :
أيوه الممرضة تحت قالتلي في واحد جه معاها واتبرعلها بكل الدم اللي محتاجاه .. ولما خرج الدكتور شاورلنا عليه بس عما الدكتور خلص كلامه واتحرك بصيت ناحيته ملقتوش .. لدرجة شكيت إنه مكنش موجود أصلاً .
شدا عاقدة حاجبيها :
أنا مخدتش بالي من وجوده خالص ولا شفته .
عاصم :
أنا هخرج أشوف الدكتور يطمنا على فاتن وهسأل عنه .. لازم نشكره .
روح بتوتر :
ااا .. أكيد طالما اختفي حبيبي فهو فاعل خير وحب يساعد من غير ما يعرَّف نفسه .
عاصم بهدوء :
ولو يا أمي لازم نشكره على الأقل .. يلا أنا طالع شويه وجاي .
خرج عاصم وبقيت الفتيات بجانب فاتن وكذلك حازم وروح وسمر اللتان تنظران لبعضهما كل فنية وأخرى .
قطع هاتف شدا الصمت السائد في الغرفة .. فتحركت بهدوء بعد أن استأذنت بالخروج قليلاً فلحق بها حازم على الفور ..
شدا :
ها يا رحيم إيه اللي تم ؟ وصلت لحاجة ؟
رحيم بهدوء :
أيوه .. نمرة العربية لواحد إسمه فراس رأفت الصاوي .. وده طبيب جراح كبير .. إبن رأفت الصاوي صاحب مستشفي الصاوي الخاصه .
شدا بصدمة :
فـ فراس؟ !!
نظرت لحازم وهي تقول بهدوء :
مش فراس ده اللي قابلناه على باب المستشفى إمبارح والظابط اللي كان مع لؤي قال إنه يعرفه ؟
أماء حازم مؤكدًا على حديثها فتابعت شدي :
تمام يا رحيم .. تعبتك معايا معلش .. شكرًا أوي .. بس احتمال أحتاجك تاني .
رحيم :
عيب ياشدا الكلام ده .. أي حاجة في أي وقت كلميني على طول .
شدا :
شكرا يا رحيم .. مع السلامه .
أغلقت الهاتف وهي تنظر للفراغ بشرود ..
حازم :
هنعمل إيه ؟
شدا :
أنا واثقة إن التليفون اللي جه للؤي وإحنا قدام المستشفي مكنش زي ما قال قضية تانية .. هو عرف وقتها إن العربية دي لفراس .. وإحنا كالعاده لازم نسبق الظابط ده بخطوة .. وبما إن لؤي وصاحبه شغالين في القضية دي وفراس ده معرفة صاحب لؤي فأكيد في حاجه في الموضوع ده ولازم نعرفها .
حازم :
أنا بقول بس نفصل بين طنط سمر وطنط روح وبعدين نمشي .. لإن الوضع هنا بيهدد بالانفجار في أي لحظة .
شدا : فعلا .. بس عاصم يقدر يحل الموضوع ده .. هنمشي حالا .. يلا .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
جلس عاصم أمام الطبيب بهدوء ..
الطبيب :
اتفضل يابشمهندس .
عاصم :
أنا بس عاوز اسأل حضرتك عن حالة فاتن .
الطبيب :
لاااه دي الآنسه فاتن الحمد لله كويسك جدًا دلوقتي .. بفضل الله الأشعه كويسة .. وكمان هي وصلتنا في وقت قياسي جدًا .. وقدرنا نسيطر على النزيف اللي حصل وكمان ننقلها الدم المطلوب .. فـ الحمد لله .
عاصم :
طب أنا عاوز أعرف مين اللي اتبرع بالدم ده ومين اللي جابها هنا ؟
الطبيب :
اممم .. أنا معنديش فكرة عن إسمه أو هو مين بالنسبالها أو كده .. اللي عرفته إنه جابها واتبرعلها .. فحضرتك تقدر تسأل في الاستعلامات تحت وهما يبلغوك بإسمه .
أماء عاصم ثم تحرك وشكره .. وغادر الغرفة بصمت متجها للإستعلامات .. لكنه صدم عندما أخبروه أن المتبرع رفض تمامًا أن يعلم أحد بهويته .
صعد عاصم لغرفة فاتن وعقله مشتت تمامًا .. من يكون ؟ ولما فعل ذلك؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يجلس في مكتبه يراجع بعض الأوراق الخاصه بالقضية نفسها قبل أن يقاطعه دلوف عمرو المفاجئ :
سيادتك مبتتهببش ترد على تليفونك ليه؟
لؤي :
تليفوني نسيته في البيت .
عمرو :
لا فالح .. طب قوم يلا خلينا ناكل حاجة أنا واقع من الجوع .
لؤي :
لا سبقتك .
عمرو :
لؤي إنت لسه متضايق من اللي حصل امبارح ؟.. أنا بجد مقصدتش .
لؤي :
من إمته بزعل منك ياصاحبي ؟
عمرو :
خلاص يبقى تقوم تاكل معايا عشان أستأكد .
لؤي بضحكة :
تستأكد !!
عمرو :
أيوه بالظبط كده .
طلب عمرو طعام لهما وجلسا يأكلان بهدوء ..
عمرو :
مقلتليش يا لؤي .. ليه قلتلي إن فراس ممكن يكون ليه يد في القضيه دي؟
لؤي :
زي ما قلتلك موضوع العربيه .
عمرو :
بس مينفعش نجزم بحاجة زي دي قبل ما نتأكد .. يعني جايز مجرد صدفة .
لؤي :
أنا مأجزمتش يا عمرو .. أنا قلت إحتمال .. وطالما إحتمال يبقى لازم يدخل ضمن التحقيقات .. ودالين اللي فص ملح ودابت دي .. وكمان موضوع الجثة اللي هتجنني أصلا .. وكمان الخاتم اللي اختفى .. في حاجة غلط ياعمرو .
عمرو بتنهيدة :
لؤي أنا هقولك كل حاجة .
عقد لؤي حاجبيه بعدم فهم فتابع عمرو بهدوء :
أنا عارف كل اللي حصل .. بس عايزك توعدني إن حتى لو القضية وصلت للتقييد ضد مجهول متتصرفش أي تصرف يندمني إني قلتلك الحقيقة دي .
لؤي :
إيه الكلام ده ياعمرو ؟.. فيه إيه ؟
أخذ عمرو شهيقًا طويلاً وبدأ يقص كل شئ على لؤي الذي فغر فاهه بذهول ولم ينطق بأي حرف من هول ما سمعه للتو ؟
عمرو بهدوء :
أنا مقدرتش أشوفك في التوهه دي كتير يا لؤي وقلتلك كل اللي حصل .. بس بتمنى تعذر فراس .. فكرة اكتشافه إن أبوه بيشتغل في الغلط وإن واحدة كانت هتدفع تمن حاجة لسا هو ميعرفهاش .. حاجات كتير اتشوشت في دماغه .. وده كان سبب تصرفه .
لؤي باستنكار :
وانت قلتلي كل ده عشان مدورش ورا فراس وأوصل لكل ده لوحدي واقبض عليه مش كده ؟
عمرو :
إنت عارف إن أنا مش كده ياصحبي .. بس أنا فعلا حاسس بتعبك بسبب القضية دي .. وده السبب الأساسي إني أقولك كل حاجة .. وتاني حاجة هو فراس .. إحنا كمان يلزمنا نعرف إي سبب إن أبوه يفكر في خطف البنت دي .. وفراس هو اللي هيوصلنا من غير ما نتعب نفسنا .
صمت لؤي قليلا ولكنه تحدث بما ألجم عمرو تماماً وتركه وذهب .
أغمض عمرو عينيه بقوة ووضع رأسه بين يديه .. والآن ماذا سيحدث ؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل كل من شدا وحازم لمستشفي الصاوي الخاصة ودلف كليهما بهدوء .. سألت عن مكتب الدكتور فراس لكن أخبروها بمغادرته لها في الصباح ولن يعود اليوم مجددًا .. فطلبت عنوان منزله وبعد محاولات استطاعت الحصول عليه وذهبا مجددًا حتى وصلا للعنوان ..
ولكن قبل أن تفكر في أن تصِفَّ السيارة رأت تلك السيارة التي غادرت بسرعة وبداخلها فراس فقررت اللحاق به .
حازم :
بتعملي إيه يامجنونة ؟
شدا :
اللي انت شايفه .
حازم :
شدا إحنا مبنتهموش .. إحنا بنشك فيه مش أكتر .
شدا بحده :
حازم .. نقطني بسكاتك .
زفر بضيق ثم نظر من النافذة بجانبه بصمت بينما هي تحاول أن تبقى خلفه تمامًا دون أن ينتبه لكونها تلاحقه .. حتى وصل لإحدي الڤيلل ودلف إليها وأُغلق الباب خلفه .. نظرت لتلك الحراسة التي تحاوط الڤيلا وبدأ الشك يتسرب أكثر وأكثر لداخلها .. حتى قررت المخاطرة .
°° يتبع °°