اخر الروايات

رواية عاصفة الهوي الفصل الواحد والخمسون 51 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي الفصل الواحد والخمسون 51 بقلم الشيماء محمد


ثقي في جوزك يا روحي. لو معندكيش ثقة فيه، ثقي في سيف الصياد. اطمني تمام. لو حسيت إن وجودك مهم هكلمك وأقولك تعاليلي. أنا فاهم الليلة دي فيها إيه وهتعامل. ما تقلقيش.
همس ردت بخوف:
تفتكر في إيه؟ وعايزنا ليه؟ أنا مرعوبة.
مسك إيدها وضغط عليها بحنية:
بصيلي يا همس.
رفعت عينيها له، فرد بهدوء:
إمتى خونت ثقتك علشان تخافي دلوقتي وإنتِ مراتي؟
ردت برعب واضح:
سيف، ده نائب العميد بنفسه. شوفت قالك إيه عني؟
قال بلامبالاة:
طظ على نفسه. اطمني، مش هسمح لأي حد يأذيكِ بأي شكل. استنيني هنا.
بص لهالة اللي كانت واقفة قريب وناداها. جت بسرعة، فقال لها:
هالة، خليكِ معاها. وياريت تعرفيها هي متجوزة مين، لأحسن باين عليها عندها فقدان ذاكرة مؤقت.
سابهم واتحرك، واتصل بـسبيدو وبلغه باللي حصل، وطلب منه يتواصل مع إمام المحامي يفهم كل التفاصيل. بعدها اتصل بنفسه بإمام:
إنت متأكد من اللي قولته؟
إمام رد بتأكيد:
للأسف أيوة. فيه شكوى اتقدمت عند رئيس الجامعة ضدك وضدها. للأسف، كل حاجة ضدكم. ومن اللي فهمته، فيه أدلة ضدكم والموضوع اتحول للتحقيق في الشئون القانونية.
سيف رد بحدة:
أدلة إيه؟ أنا حبيت همس، آه، بس ما لمستش شعرة منها قبل ما تدخل بيتي. أدلة إيه بقى اللي معاهم؟
إمام حاول يهديه:
أنا معرفش التفاصيل لسه. المهم دلوقتي اطلع إنت والباشمهندسة.
قاطعه بسرعة:
همس لأ. عايزها تفضل بعيدة عن الحوارات دي.
إمام بتفهم:
طيب، خليها بعيدة مؤقتًا لحد ما نفهم أكتر. بس خد بالك، عدم وجودها ممكن يتفسر كإهانة أو عدم احترام؟
سيف كرر بحسم:
همس هتفضل بعيدة، مهما يحصل.
إمام وافق:
طيب، اطلع وكلمني، أو أجي لعندك؟
سيف رفض وقفل المكالمة. وهو ماشي، حس بحد بيخبط فيه. لف ولقى مايا، اللي اعتذرت بسرعة:
سوري يا دكتور. أمال همس فين؟ طلعت للعميد أوريدي؟ - شهقت بتمثيل - أوعى يكون رفدوها.
سيف بص لها باحتقار وهو مكمل طريقه، لكنها جريت وقفّت قدامه:
بيقولوا مصورينكم مع بعض في أوضاع مخلة يا دكتور، قبل ما تبقى مراتك. أنا بس قلقانة عليها؟
رد ببرود وتحكم في انفعالاته:
إيه رأيك توفري قلقك لنفسك؟ أو لخالك. هو مرجعش من امبارح، صح؟ كلمي مامتك واطمني عليها. واسأليها: خالو سامح أخوكِ فين؟ العبي بعيد يا شاطرة.
سابها ومشي، ومايا وقفت مكانها مذهولة. "إزاي عرف إن سامح خالي؟ وهل فعلًا خالي ما رجعش؟"
اتصلت بأمها بسرعة، وسألتها بتوتر:
فيه إيه يا ماما؟ صوتك ماله؟
نيفين ردت بصوت متوتر:
خالك ما رجعش من امبارح، يا مايا. معرفش هو فين.
عينيها وسعت، وحسّت بالرعب. "معقولة سيف حط إيده عليه؟"

أمل دخلت مكتب كريم، وأول ما شافها قام من مكانه بسرعة. مسك إيديها الاتنين بابتسامة، :
كويس إنك جيتي.
أمل بصت له باستغراب:
ليه؟
رد عليها وهو مركز في عينيها:
كنت عايز أوضحلك اللي حصل.
أمل رفعت حاجبها وسألته:
قصدك القبض على أبو ناريمان واتهامه بغسيل الأموال هو وبنته؟ يستاهلوا.
كريم استغرب، و بهزار:
إنتِ إمتى بقيتي شريرة كده؟
جاوبته بنبرة فيها تحذير:
لا، أنا شريرة جدًا لما الموضوع يتعلق ببيتي وجوزي. المهم، سيبك منها. أنا من ساعة ما هي قالت إنها حامل وأنا "بسرّش" في الموضوع.
كريم بحيرة:
بتسريشي في إيه؟
ردت بحزم:
هي عايزة تماطل لحد ما تولد وتعيشنا في قلق طول الفترة دي كلها، صح؟
هز راسه بتأكيد:
صح. وبعدين؟
أمل فتحت موبايلها وورته حاجة:
في تحليل DNA بيتعمل للجنين وهو لسه في بطن مامته. خليها تعمل التحليل ونقفل القصة دي.
كريم مسك موبايلها يبص على الموضوع باهتمام، وبعدين رفع عينيه لها وفرحة واضحة في ملامحه:
بجد في تحليل للجنين؟
حط الموبايل على مكتبه ومسّك إيديها الاتنين بنفس الحماس:
يااااه يا أمل، ما تتخيليش أنا مبسوط دلوقتي قد إيه؟ هنقفل قصة البني آدمة دي ونخلص منها.
أمل ابتسمت بحب وقالت وهي بتحاول تخفف عنه:
بإذن الله يا حبيبي هنقفلها ونضحك عليها بعدين. المتخلفة اللي فاكرة إنه بالساهل كده تتهم حبيبي. قال حامل منك، قال... غبية.
ضمها لقلبه، وابتسامته ما فارقتش وشه. مش مصدق إن الكابوس ده ممكن ينتهي بسهولة زي دي.

سيف خبط على الباب ودخل مكتب العميد محمد السيد حسين. العميد كان قاعد مع دكتور ممدوح والنائب دكتور مكرم شهاب. سلم على محمد وممدوح، لكنه تجاهل مكرم تمامًا.
ممدوح بهزار :
عامل مشاكل ليه دايمًا يا سيف؟
سيف رد بابتسامة عملية:
حضرتك تعرف عني كده برضه؟
ممدوح رد بنفس الهزار:
ده إنت كده وأبو كده كمان.
العميد تدخل بجدية:
المهم... خلونا في المهم. دكتور سيف، ليه رفضت تيجي لما دكتور مكرم طلب منك تيجي؟ وليه غلطت فيه؟ وكمان فين الباشمهندسة همس خاطر، زوجة حضرتك؟ اعتقد إني طلبتها؟ ولا حضرتك فوق القانون؟
سيف رد بهدوء:
دكتور محمد، لحظة... واحدة واحدة عليا.
العميد سكت، وسيف كمل:
دكتور مكرم دخل المحاضرة عندي بإسلوب مش ظريف وبيتكلم بصيغة - سكت لحظة يدور على لفظ مناسب - صيغة أمر معجبتنيش، وطلب أجي لحضرتك هنا. بكل هدوء رديت عليه وقلتله بعد المحاضرة هطلع مباشرة. المفروض الحوار كان يخلص هنا.
مكرم قاطعه بنبرة مستفزة:
طلبت همس.
سيف رد بصرامة:
باشمهندسة لو سمحت.
الموضوع كان هيشتعل أكتر، لكن ممدوح تدخل:
طيب يا سيف، ليه مجبتش معاك الباشمهندسة؟
سيف رد بثقة:
مش أفهم الأول في إيه؟ ولا أنا مش كفاية؟ أنا قلتلها تنتظر تحت. أفهم اللي بيحصل الأول، وبعدها لو عايزينها هنا، هجيبها. فهموني بقى، في إيه لكل اللي بيحصل ده؟
محمد رد بلهجة فيها أسف:
في إننا طلبناك تيجي من ساعة كاملة. كان ممكن أتصرف من ساعة وأعمل أي حاجة، لكن تأخيرك خلى القرار بقى رسمي.
سيف استغرب وسأل:
قرار إيه؟
محمد رد بأسف واضح:
إيقافك عن العمل وفصل همس خاطر لحين انتهاء التحقيق في الشكوى المقدمة ضدكم.
مكرم كان مبتسم بشماتة واضحة، وسيف فكر إنه ممكن يضربه في وشه علشان يمسح الابتسامة دي. مكرم زادها و بسخرية:
إيه رأيك لو تقدم طلب... مش عارف تقدمه لمين، بس اشتري الجامعة لمراتك واشتري الدكاترة كمان؟
ممدوح حذره:
دكتور مكرم؟
مكرم بص لـممدوح وزعق:
هو اللي قال مش أنا. هيشتري لمراته الجامعة بكل اللي فيها، فاكر إن كل حاجة للبيع؟
محمد زعق بحدة:
خلاص بقى. مش ده موضوعنا. دكتور سيف، هتعمل إيه؟ أنا آسف جدًا، بس هضطر أسحب الكارنيه منها وأمنعها من دخول الجامعة. حتى إنت هتتمنع من دخول أي محاضرات، ودكتور ممدوح هيكمل مكانك لحد ما التحقيق ده ينتهي.
مكرم أضاف بشماتة واضحة:
والله أعلم ممكن ينتهي إمتى؟
سيف بصله كتير قبل ما يرد بهدوء ينافي الغضب اللي جواه:
من زمان أوي وأنا نفسي أعرف سر كرهك ليا. من وأنا طالب وحضرتك الدكتور الوحيد اللي ما بيحبنيش. لحد ما عرفت إن والدي رفض إن شركتك تدخل ضمن مجموعة الصياد. ومن ساعتها، وإنت بتكرهه وبتكره إبنه. تخيلتك تخطيت الحوار ده، بس شكلك لسه جواه. حاليًا، بقيت أنا المدير التنفيذي لمجموعة الصياد. ومين عارف، كان ممكن أضم شركتك لمجموعتي... - عنيه لمعت وكان هيقول حاجة، لكنه كمل - بس مش أي حد يستاهل يدخل الكيان ده.
مكرم فهم إن سيف بيلعب بيه، وابتسامته اختفت. كان هيرد، لكن ممدوح تدخل:
دكتور مكرم، دكتور سيف، لو سمحتوا خلونا نركز في المشكلة الأهم. الخطوة الجاية إيه؟
مكرم رد بسرعة:
يتصل بمراته تطلع، ويتسحب منها الكارنيه، وتطلع بره الكلية.
سيف بص لـمحمد وممدوح و بحدة:
قسمًا بالله، لولا إنّي عامل احترام لحضراتكم، كنت علمته إزاي يتكلم. - بص لـمكرم وأكد - وهعلمه، بس لما دماغي تروق.
مكرم رد بابتسامة مستفزة:
مش هتروق. قولتلك جوه المحاضرة، إنت مش هتفضل هنا. ما تخليهاش مسنودة عليك.
سيف بص له باحتقار :
ردي عليك هتشوفه بعينك، ما تقلقش. - التفت لـمحمد وسأل بهدوء:
هو وجوده هنا معانا له أهمية؟ حضرتك عميد الكلية، وحضرتك رئيس القسم. هو موجود بصفته إيه؟
محمد بص لـمكرم :
سيبنا يا مكرم دلوقتي.
مكرم رد بغضب:
حضرتك بتسمعله؟ و...
محمد خبط المكتب بإيده بغضب:
قولتلك سيبنا!
تابعوه لحد ما قفل الباب وراه، بعدها سيف اتكلم:
شكوى إيه اللي متقدمة ضدي أنا ومراتي؟
محمد أخد نفس طويل قبل ما يشرح لـسيف طبيعة الشكوى.
سيف سمعه بهدوء تام لحد ما خلص كلامه:
أنا مش هنكر إني حبيت طالبة عندي لأني اتجوزتها، بس همس ماحبتهاش بأي طريقة غير اللي مفروض أعمله كدكتور. إلا لو هتعتبروا إنها لما تطلع تسألني سؤال وأنا أجاوبها دي محاباة.
ممدوح علق بإقرار:
همس طالبة ممتازة وذكية، وكانت بتيجي مكتبي لما كنت بدرسلها تسأل في اللي مش عارفاه وتمشي. وصراحة أنا فخور إنها طالبتي المفضلة. - بص لـسيف وأضاف - أنا سبق وقلتلك الكلام ده، صح؟
سيف رد:
كل دكاترتها قالولي الكلام ده، وبناءً عليه كانت بتيجي مكتبي تسأل وتمشي.
محمد سأله بفضول:
طيب الحب ده بدأ إزاي؟ إيه اللي خلاك تحبها طالما كنت شايفها طالبة ممتازة فقط؟
سيف بص للسقف وكأنه بيفكر، بعدها رد:
بداية كلامي معاها كان مجرد خلاف بين اتنين، وبناءً عليه كان في شخصيتين: شخصية الدكتور والطالبة، وبعيد عن الكلية والمحاضرات كانت في شخصية مختلفة.
محمد سأله:
في ناس قالوا إنك إديتها الامتحان و...
ممدوح قاطعه:
سيف طلب مني أنا أحط الامتحان ورفض تمامًا إنه يحطه.
محمد بص لـسيف اللي وضح:
الترم الأول كانت علاقتنا عادية، لا كلمتها ولا كلمتني، وكنا دكتور وطالبة. لكن الترم الثاني كنا بنحب بعض، فمقدرتش أظلمها أو أظلم باقي طلبتي، وطلبت من دكتور ممدوح يحط الامتحان بدلًا مني.
محمد سند ظهره على الكرسي وبص لـسيف:
أنا مصدقك. بس في شكوى رسمية وهيكون في تحقيق شامل لأن في أطراف كتير دخلت في الموضوع. البنات اللي رفدتهم؟ البنت اللي نقلتها في المدينة الجامعية؟ في أطراف كتير. فاعذرني، أنا مش في إيدي أي حاجة دلوقتي. استأذنك تنادي الباشمهندسة.
سيف طلع موبيله واتصل بـهمس وطلب منها تطلع لعنده. وخلال كام دقيقة، الباب خبط والسكرتير دخل:
باشمهندسة همس بره.
سمح لها تدخل، دخلت متوترة، رمت السلام وبصت لـممدوح اللي رحب بيها، بعدها بصت لـسيف وللعميد بتوتر وهي ساكتة تمامًا.
العميد بص لها:
كان نفسي أتعرف عليكِ في ظروف أحسن من كده، بس زي ما فهمت سيف، أنا مضطر.
همس بصت لـسيف بتساؤل، وبعدها بصت للعميد مش فاهمة حاجة.
سيف وقف وقرب منها:
معاكِ الكارنيه بتاعك؟
بصتله بعنين مرعوبة، كأنها بتسأله لو في حاجة غلط، وهو كره الوضع ده من نظرتها، شاورلها بـ"آه" وهو يكمل:
هاتيه.
فتحت شنطتها بتحاول تتماسك، طلعت الكارنيه من محفظتها وإدتهوله. مد إيده ياخده، لكنها ما سابتهوش. بصوا لبعض، شاور لها تسيبه، أخده وحطه على مكتب العميد:
الكارنيه بتاعها. حاجة تانية؟
العميد بص لـهمس وشاور لها تقعد:
اقعدي يا باشمهندسة، عندي كام سؤال ليكِ.
قعدت وهي بتحاول تظهر قوية زي سيف، لكن أعصابها كانت بتخونها.
محمد سألها:
ليه حبيتي أستاذك يا همس؟ إزاي كان بيحبك وبيعاملك زي باقي الطلبة؟ الشيتات اللي بيطلبها؟ الدرجات الأوفر اللي بيديها للطلبة المتميزيين؟ الميدتيرم؟ إيه المعاملات الخاصة اللي عملها ليكِ تحت بند الحبيبة مش الطالبة؟
سيف غمض عينيه بإحباط، لو دي أسئلة محمد اللي في صفه، فالتحقيق معاها هيبقى أصعب بكتير.
همس ردت بصوت متماسك رغم التوتر:
حبي ليه خلاني أحاول أثبت للكل إني أستاهله، وأستاهل أكون معاه. اهتمامي بأني أكون معيدة زاد بعد ما حبيته. كنت بطلع مكتبه بسؤال، وهو بيجاوبني زي أي طالب.
محمد رد بضيق:
أنا بتكلم عن معاملته كحبيب، مش كدكتور.
همس بصت لـسيف، لكن العميد نطق بنبرة غاضبة:
بصيلي أنا مش هو، عمل إيه ليكِ كحبيب؟ ما سلمتيش شيتات وتغاضى عنها؟ واخدتي الدرجة كاملة بعدها؟ عرفك مسألة صعبة في الامتحان؟
همس ردت مدافعة:
لا، محصلش أبدًا.
محمد بتشكيك:
يعني محصلش إنك رفضتي تسلمي شيت بنفسك له، ورغم كده أخدتي الدرجة كاملة؟
سيف تدخل:
الموضوع محصلش كده.
محمد بص له:
سيف، أنا في صفك إنت وهي، لكن في التحقيق مش أنا اللي هسأل، ولا أنا اللي هحقق معاها. هتسمعوا أسئلة أغبى من كده بكتير. فأنا محتاج أفهم أنا بدافع عن إيه وعن مين؟ - بص لـهمس - الشيت رفضتي تسلميه ليه؟
همس حاولت تسترجع الموقف:
كنت تعبانة وغبت ٣ أيام من الجامعة، ولما رجعت ما عرفتش أوصل للدكتور. عامل البوفيه قاللي أسيبه معاه وهو هيوصله، وما وصلوش الشيت بعدها. ده اللي حصل.
محمد سألها بفضول:
طيب ليه أخدتي بعدها الدرجة كاملة طالما ما وصلوش الشيت؟
همس حكت اللي حصل، وممدوح تدخل:
وقتها سيف طلب مني أحط شوية مسائل صعبة زي تحدي للطلبة. جهزتله مسائل وإدتهاله.
سيف كمل:
إدتهالي قبل المحاضرة لو تفتكر. خليت كل أوائل الدفعة يمتحنوا معاها، علشان الكل يتأكد إن الامتحان مش سهل. ولو هي حلته يبقى تستاهل كل درجة أخدتها. - بص للعميد بعينيه مباشرة - همس بنت ممتازة، ذكية، وشعلة نشاط. هي أولى دفعتها وتستاهل تكون معيدة.
محمد ابتسم:
وده رأي حبيبها؟
سيف بتأكيد:
حبيبها أو زوجها أو دكتورها، كلهم وقعوا في غرامها. بس ده ما يمنعش إني مستعد أتحدى الكون بيها. مفيش طالب في دفعتها كلها يستحق مكانها زيها.
محمد بص لـهمس:
برضه مقولتليش يا باشمهندسة. معاملته كحبيب كانت في إيه؟ إيه اللي عمله كحبيب يؤخذ عليكم؟ بره الجامعة يا سيف؟ إيه اللي ممكن يمسكوه عليكم؟
سيف بهدوء:
مفيش أي حاجة ممكن حد يمسكها علينا.
محمد بص لـهمس بشك:
مفيش أي معاملة مميزة؟ بيحبك بالنظرات في الجامعة؟ ما بتتقابلوش بره؟ مش بيوصلك المدينة؟ ما نقلش طالبة ضايقتك في الأوضة لمكان تاني؟
همس كانت مش عارفة ترد وتجمع كلماتها، حاولت تشرح:
معاملته المميزة إنه كان موجود جنبي دايمًا، في أي وقت أكلمه أبعتله مسألة مش فهماها، حتى لو في مادة غير مادته. كنت ممكن أصحيه من النوم الفجر في ليالي الامتحانات يشرحلي نقطة وقفت قصادي، أو حتى يقول لي إني ذكية وإن الامتحان هيبقى سهل عليا، وإن عنده ثقة فيا. ده دوره كحبيب، إنه يدعمني.
محمد بص لـسيف بنظرة تحقيق:
والبنت اللي نقلتها؟ استغليت منصبك كدكتور جامعي؟
سيف ابتسم بتهكم، ونبرته كانت واضحة:
مع احترامي الشديد، منصبي كدكتور جامعي ما يعملش حاجة كبيرة. آه، نقلت البنت دي لأنها قلت أدبها وكانت محتاجة تتربى، بس اسمح لي أوضحلك إن النفوذ اللي استخدمته كان اسم الصياد، مش وظيفتي هنا. يمكن حضرتك مش مستوعب اسم الصياد نفوذه واصل لفين. مثال بسيط، دكتور مكرم اللي بره، لو وافقت أضم شركته لمجموعتي، هتلاقيه بيتحول لحمل وديع ويدافع عني كمان. فما تخلطش بين نفوذ اسمي ووظيفتي.
اتكلموا كتير جدًا لحد ما سيف بص على ساعته وموبيله اللي كان بيرن كل شوية، بعدها قال للعميد:
أعتقد حضرتك سألت كل الأسئلة الممكنة، مش كفاية ولا إيه؟ أنا مقدر اهتمامك وخوفك علينا، بس أحب أطمنك، ما تقلقش. أنا أعرف أحمي نفسي ومراتي كويس. ده غير إني ورايا محامين هيعرفوا يتعاملوا كويس مع أي حاجة قانونية.
انهوا الاجتماع، وسيف مسك إيد همس وهم خارجين. هي مسكت دراعه وهي بتسأله:
الكارنيه بتاعي؟
لبس نظارته بهدوء:
سيبيه، يلا.
ضغطت على دراعه بعناد وعنيها بتلمع من الحزن، فبصلها وحذرها:
إياكِ تعيطي وإحنا جوه الكلية، إياكِ يا همس تخليهم يشوفوا ضعفك. هسيبك تعيطي بس بره، مش هنا، فاهمة؟
أخدها وكملوا الطرقة الطويلة، لكن فجأة وقفهم مكرم وهو مبتسم بشماتة، بص لـهمس :
قولتلك، ما تتسنديش عليه.
سيف لف حواليه ببصة سريعة، تأكد إن مفيش حد، ووراه باب الحمام الرجالي اللي كان مكرم خارج منه. فجأة، ساب إيد همس، زقه جوه الحمام، ومسكه من رقبته بقوة:
زودتها أوي، بس خدها كلمة مني. أفوق بس من التحقيق ده، وأأمن مراتي، وبعدها أقسم بالله لأمحيك إنت واللي وراك من على وش الأرض. شركتك اللي بتتبجح بيها؟ بدأت العد التنازلي لدمارها. ومنصبك هنا، اللي إنت فرحان بيه؟ مش هتطوله تاني. وده وعد من سيف الصياد. نصيحة، لو تعرف تهرب بره مصر، اهرب من دلوقتي، لأني مش هارحمك.
سيف بيتكلم وبيضغط على رقبته بدراعه، ومكرم بيحاول يفك نفسه ويتنفس بصعوبة. فجأة، سيف سابه، وقع على الأرض وفضل يكح، وسيف خرج بره الحمام.
همس بصت وراه بقلق، لكنها ما شافتش حد طالع. سألت برعب:
عملت فيه إيه؟
سيف مسك إيدها، وهو بيشدها معاه:
معملتش حاجة، بس شديت ودنه. مش أكتر.
نزلوا وبره المبني كانت خلود في انتظارهم وهالة جريت على همس : طمنيني يا همس ؟
قبل ما ترد خلود قربت منهم بشماته واضحة : سحبوا الكارنيه منك صح ؟
ضحكت جامد وبصتلها : أنا اللي هتعين معيدة مش إنتِ
سيف رد عليها : عشم ابليس في الجنة ، عيب اللي زيك يا خلود إنهم اغبية تفكيرهم محدود ، تعرفي لعبة الشطرنج ؟ إنتِ مجرد عسكري لا راح ولا جه ، عارفة العساكر وظيفتها إيه ولا أعرفك ؟ واحدة زيك مين ممكن يحميها مني ؟ - خلود هتنطق بس هو كمل - اللي بتطلعي مكتبه تعيطيله ؟ كان قدر يحمي نفسه الأول يا غبية ، ده إنتِ أكتر واحدة كنتِ قريبة وعارفة بعمل إيه في اللي يضايق همستي واتقرصتي مني السنة اللي فاتت لما ضايقتيها ، ما بالك المرة دي هعمل فيكِ إيه ؟ هسيبهالك مفاجأة .
بص لهمس وهالة : يلا بينا ، هالة هتيجي اوصلك في طريقي ؟
هالة ابتسمت بعرفان : لا مروان جاي على وصول .
أخد همس لعربيته فتحلها الباب ركبت وركب مكانه وطلعوا بره الجامعة وبعد ما بعدوا عنها مسافة كفاية سيف اللي مركز في السواقة، حاول يهديها:
همس، بصيلي... أنا قولتلك ما تعيطيش جوه الكلية، لكن هنا برا، لو عايزة تعيطي عيطي براحتك.
همس دموعها نزلت وهي بصوت مخنوق:
سيف، أنا تعبت، بجد تعبت. كل حاجة حواليا ضغط، الكل بيتهمني وبيحاربني، حتى خلود مستنية فرصة عشان تذلني.
سيف مسك إيدها وهو سايق:
إنتِ قوية يا همس، وأكتر واحدة بتقدر تقف قدام أي حد. خلود وأمثالها مجرد أدوات، زي ما قلت، عساكر على رقعة شطرنج. لا أكتر ولا أقل.
همس بصت له بعنين مليانة دموع:
بس أنا مش عارفة هقدر أكمل إزاي؟ الكارنيه خلاص اتسحب، ممكن ما أقدرش أكمل الكلية، ممكن...
سيف قاطعها بصوت حاسم:
لو إنتِ بتفكري كده، يبقى إنتِ مش مراتي. مش همس اللي كسرت الدنيا بشطارتها وذكاءها. ومهما حصل، الكلية دي مش هي اللي هتحدد نجاحك. الكارنيه؟ هرجعهولك، واللي خدوه منك هيتحاسبوا. ثقي فيا، ولو للحظة فقدتي ثقتك في نفسك، خليكِ واثقة فيا أنا.
همس بصت له وحاولت تمسح دموعها:
أنا واثقة فيك يا سيف، بس خايفة.
سيف وقف العربية بعد ما ركنها على جنب، بص لها بتركيز:
الخوف طبيعي، بس ما تخليش الخوف يتحكم فيكِ. إحنا مع بعض، وأنا مش هسيب حد يقرب منك. اسمعي مني، خلينا نركز في اللي جاي، خطوة خطوة.
همس حاولت تبتسم من كلامه، وهي بتمسح دموعها:
أنا آسفة إني ضعفت قدامك.
سيف ضحك بخفة وهو بيرجع يمسك الدركسيون:
تبقي آسفة لو ضعفتِ قدام حد تاني. قدامي؟ لا، أنا هنا عشانك، وعشان لما تضعفي أكون أنا قوتك.
كملوا طريقهم، وكل واحد فيهم عارف إن الأيام الجاية مش سهلة، لكن كل ما بينهم بيقويهم أكتر.

نور طلبت شوية حاجات من البواب، جابها بسرعة وطلع لعندها. فتحت له، وبدأت تاخد منه الأكياس كلها، حطتهم على السفرة وهي مستعجلة، لكنه وقفها:
البواب: لسه في حاجات تانية يا هانم، لحظة.
نور باستعجال: طيب، دخلهم على السفرة علشان بس في حاجة على النار.
دخلت للمطبخ بسرعة، كانت بتعمل البشاميل وخايفة يبوظ منها. البواب دخّل باقي الحاجة على السفرة زي ما طلبت منه، وقال بصوت عالي:
البواب: تؤمريني بحاجة تاني يا هانم؟
نور من جوه: لا، شكرًا، بس اقفل الباب وراك، معلش.

سيف ساب همس تعيط شوية، بعدها سألها: "تحبي تروحي الفيلا ولا الشقة؟"
همس بصتله بحيرة، من وسط دموعها مش عارفة تفكر. تخيلت تدخل الفيلا وتشوف سلوى وتتعرض لخناق وهي مش حمل أي مواجهة: "وديني شقتي."
وصلها ونزل معاها لحد ما دخلها الشقة. وقف قدامها : "أنا لازم أنزل، إنتِ عارفة اني مجبر اسيبك وانزل، صح؟"
بصتله بعينين متفاجئة، مش مصدقة إنه هيسيبها، بس فاهمة إنه لازم يسيبها ويشوف حل للي هما فيه. غمضت عينيها تحبس دموعها اللي مشوشه رؤيتها: "روح شوف وراك إيه، أنا هدخل أنام، ما أخدتش كفايتي من النوم امبارح."
سابته ودخلت أوضتهم، رمت شنطتها ورمت نفسها على السرير تعيط، وحست إن كل حاجة بتتبخر من بين إيديها، ومش بعيد تخسر كل حاجة.
سيف فضل مكانه، واقف قدام الباب، مش عارف يعمل إيه. عارف إنها جوه بتعيط، عارف إنها بتتألم بسببه، وعارف إنها ممكن تخسر حلمها بسببه. فضل ماسك باب الشقة، مش قادر يدخل يطمنها، ولا قادر يسيبها ويمشي.
جوه، همس بتعيط وبتدعي من كل قلبها إنه يدخل لعندها. "معقول هيسيبني منهارة ويمشي؟ معقول هيدمرني ويدمر حلمي ويمشي؟ اترفدت من الكلية بسببه أو بسبب حبي له. دلوقتي حتى مجرد حضن يطمني بيه مستخسره فيا؟"
وأخيرًا سمعت صوت قفلة الباب. دموعها نزلت أكتر، وهي بتفكر: "إزاي قلبك قدر يا سيف يسيبني كده ويمشي؟ إزاي طاوعك تسيبني منهارة بالشكل ده؟"
سمعت الباب بيتفتح وهو دخل لعندها، اتعدلت بسرعة ورمت نفسها في حضنه، فضمها لقلبه. مكنش عارف يقولها إيه، بس عارف إنها محتاجة لحضنه.
فضل يهدي فيها، شالها وحطها على السرير، مسك وشها بإيديه الاتنين ومسح دموعها: "أنا سيبتك تعيطي علشان تفضي الشحنة اللي جواكِ. دلوقتي اسمعيني، إحنا اللي مرينا بيه مكنش سهل، وكان أصعب بكتير من دلوقتي. همس، إحنا سيبنا بعض وكنت هتجوز شذى غصب، فاعتقد أو أنا حابب أفكر إن مفيش أي حاجة مقارنة بإننا مع بعض تكون مهمة. ولا أنا غلطان يا همس؟"
بصتله بعينين تايهة، فكمل: "سبق وقُلت لأبويا إني مستعد أبيع الكون كله علشانك. أسيب الشركة والجامعة، واخدك وأسافر بره نعيش أنا وإنتِ وبس، بعيد عن كل ده. إحنا لسه فيها، شاوري وهبيع الكون كله. هدخلك أكبر جامعة في العالم، تتخرجي منها ونشتغل فيها أنا وإنتِ. حلمك مش هسمح لحد يدمره."
همس ابتسمت وسندت راسها على صدره: "بس أنا عايزة أفضل هنا في جامعتي دي. نسافر بعدها، بس ما أطردش بالشكل ده يا سيف. مش كده أبدًا."
ضمها أوي لصدره وبعدها بعد عنها شوية علشان يشوف عينيها. بعد خصلاتها اللي لزقت في وشها من الدموع: "إنتِ ما اطردتيش. سحب الكارنيه ده ولا حاجة، مجرد إجراء علشان دكتور محمد يوريهم إنه أخد إجراء ضدنا، مجرد منظر. بتثقي فيا ولا لأ؟"

شاورت بدماغها "أيوة"، فكمل: "القضية دي هتخلص وهتدخلي امتحاناتك في وقتها. بالنسبة للدروس، أنا معاكِ على قد ما أقدر وبابا كمان، وباقي المواد هجيبلك الدكاترة اللي تشاوري عليهم البيت. مطلوب منك تسيبي المشاكل دي ليا، أنا هتعامل معاها كلها، وإنتِ تركزي في مذاكرتك وبس. مش عايز في دماغك أي حاجة غير مذاكرتك. همس، إحنا دخلنا تحدي، ولازم نكون قدّه. تمام يا روحي؟ قومي خدي شاور، بطلي عياط، وافتحي كتبك، طلعي كل طاقة الغضب جواها. أنا في ظهرك يا روحي، وهسندك. ما تقلقيش من الدنيا كلها، أنا قدّها. ثقي فيا؟"
تقابلت عينيهم في نظرة طويلة، همس حست إن في خوف جوا عينيه لأول مرة تشوفه. حست بتوتره وقلقه، وإن المشاكل دي ممكن تكون أكبر منه. حست إنها كحبيبة مش قادرة تطمنه زي ما هو بيحاول يطمنها. صمتهم طال، ونظراتهم ثابتة، مليانة كلام كتير.
أخيرًا نطقت بهزار: "تعرف إن دي أول مرة من يوم ما حبينا بعض تبص لعينيا كل الفترة دي من غير ما تبص لشفايفي وتتمنى تقرب منهم؟"
سيف بص لها شوية مستغرب. معقول هي بتطلب منه دلوقتي يبوسها؟ ولا هو غبي وما بيفهمش؟ طيب هل لو باسها فده معناه... معناه إيه؟ إنه سطحي وده تفكيره؟ ولا هي محتاجة قربه بالشكل ده؟ هو ليه دلوقتي حاسس بالغباء المطلق؟
همس استغربت لأنها حست بحيرته بس مش فاهمة هو محتار في إيه. فسألته باستنكار: "إنت بجد بتفكر تبوسني ولا لأ؟"
هنا سيف ما انتظرش، قرب منها وباسها بكل الحب والحنان، حاول يحسسها بالأمان والاحتياج ويطمنها إن حياتهم هتكون كويسة طول ما هم مع بعض.
أخيرًا بعد عنها لما حس إن أنفاسها اتقطعت، مسك وشها بين إيديه: "افتحي عينيكِ."
بصتله وهو كمل: "محدش هيقدر يمس حبنا يا همس. حبك كان ومازال أجمل حاجة حصلت في حياتي، ولو الزمن رجع هعيد حبك ده بكل تفاصيله، حتى بلحظات الغباء... يمكن لأن اللحظات دي خلتنا نقدر حبنا ونحافظ عليه ونخاف عليه."
همست بحزن: "هيشوهوا الحب ده يا سيف، أو هم بيشوهوه فعلًا."
مسك دقنها ورفع وشها لفوق: "مش هسمحلهم، اطمني. أنا للأسف لازم أنزل الشركة، الكل مستنيني. إنتِ عارفة إننا بنحارب في كذا جبهة دلوقتي، فلازم أكون في الشركة وأفهم مع إمام إيه اللي بيحصل وهنواجهه إزاي. مش هتعيطي لما أمشي، صح؟"
ابتسمت تطمنه، وقبل ما يقوم من جنبها شدته عليها وباسته هي المرادي. بعدها بصت في عنيه : "حتى لو خسرت الدنيا كلها واترفدت من الجامعة، فصدقني قصاد حبك كسبانة. حبي وجوازي منك هو المكسب الحقيقي يا سيف. حبك هو حلمي، ولو الزمن اتكرر، هقولك من أول يوم شوفتني قاعدة على عربيتك إني عشقتك وهفضل أعشقك لآخر يوم في عمري. حبك مكسبي، ولو هختار ما بين الكلية وحلمي وإنت، ثق تمامًا إني هختارك إنت وبس."
باسها برقة ووعدها: "وأنا كفاية عليا اختيارك ده. تحبي أجيبلك أي حاجة قبل ما أمشي؟ أو تروحي لهند ومامتك؟"
رفضت بهزة من دماغها، وحست إنه قلقان عليها مش عايز يسيبها كده. فقامت من مكانها: "هاخد شاور زي ما قولتلي، وهذاكر شوية أو هنام، ولو حبيت أنزل هكلمك أو أكلم نصر يجيلي. اطمن إنت."
سابها ونزل، ركب عربيته واتصل بسبيدو: "إنت فين دلوقتي؟"
سبيدو رد عليه: "كلنا عندك في الشركة، عرفنا باللي حصل وإحنا في انتظارك، تعال."

نور خلصت البشاميل وقعدت في الصالة ترتاح شوية، استغربت إن إيان لسه ما صحيش. قامت على المطبخ، قفلت الفرن وطلعت الصينية تحطها تبرد شوية. بعدها دخلت تصحي إيان علشان ياكل معاها.

فتحت الباب الموارب لكنها اتفاجئت إن السرير فاضي. قلبها وقع، نادت عليه: "إياااان!" لكن مفيش أي صوت. بدأت تدور عليه في كل مكان في الشقة، من غرفة لغرفة، ومن زاوية لزاوية، لكن مالوش أي أثر.
حست بالانهيار بيقرب منها، لكنها حاولت تقف على رجليها. نزلت جري على البواب، اللي أول ما شافها وقف مستغرب: "خير يا هانم؟"
نور برعب ودموع بتملأ عينيها: "إبني إيان... ما شفتوش؟ ما نزلش قدامك؟"
البواب رد بحيرة: "إبنك؟ إنتِ قاعدة لوحدك يا هانم، من ساعة ما جيتي معندكيش إبن!"
نور صرخت فيه: "إبني كان معايا! جبته النهارده وجيت!"
البواب بصلها مستغرب: "يا هانم، محدش كان معاكِ، وحتى لما طلعتلك الحاجة كنتِ لوحدك."
نور بصت حواليها بانهيار، مش عارفة تفكر ولا تعمل إيه. فجأة بدأت تصرخ بأعلى صوتها: "إيااااااااااان! إياااااااااان!"
البواب ضرب كف بكف: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم."
صوت نور فضل يعلا: "إياااااااااااان!"





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close