اخر الروايات

رواية ضمير ميت الفصل الرابع 4 بقلم دنيا آل شملول

رواية ضمير ميت الفصل الرابع 4 بقلم دنيا آل شملول

ضمير ميت
الحلقة الرابعة :

تحرك من مقعده حينما دلف صديقه طبيب المشرحة .

لؤي :
رامي .. خلصلي كل اجراءات الجثه اللي جتلك دي .. قبل أي حاجة .

رامي بهدوء :
من غير ما تقول يا لؤي .. هي حاليا في المشرحة من وقت ما وصلت .. شوية وقت بس عشان أقدر اقولك اللي يفيدك .

لؤي بتعب :
الموضوع هيطول ؟

رامي :
لا مش هيطول ولا حاجه .. الجثه جايه متفحمه بالكامل يا لؤي .. وعشان نقدر نحدد نسبها هتبقي DNA مش بالتعرف على ملامحها .. لأن ملهاش ملامح أصلا .. وفي الحاله دي معرفش امته هنعمل التحليل ده .. أما التحاليل التانيه فـ عشان نعرف اذا اتقتل وبعدين اتحرق .. أو ناخد أي عينات من ع الجثه تفيدك في التحقيق .

لؤي :
المهم خلصلي الليله دي .. أنا رايح القسم .

رامي :
تمام .. وأنا أي جديد هكلمك على طول .

أماء لؤي بصمت ثم غادر الغرفه .. لكن أوقفه صوتها المترجي :
أنا مش عايزه منك غير تطمني .. أرجوك .

استدار ليواجه زيتونيتيها التي تتلألأ الدموع بها .

لؤي :
انتي مين يا آنسه ؟.. وبعدين مهتمه أوي ليه كده ؟

شدا محاوله السيطرة على هدوئها :
حضرتك أنا .. أنا اسمي شدا .. وصحبتي كانت معانا في حفلة خطوبة صحبتنا .. وبعدين راحت المستشفي عشان أختي رجليها اتلوت .. وخرجت على أساس هتعمل تليفون .. ولما اتأخرت صديقي إتصل بيها وقالتله إنها روحت .. بس الصوت مكنش صوتها فهو لما شك إتصل تاني بس لقى فونها مقفول وكلمني ولما رحتلها البيت .. طنط قالتلي إنها مرجعتش أبدًا .. ومن وقتها اختفت .. تليفونها مقفول وملهاش أثر .. وأنا صحفيه وجيت مكان الحادثه بحكم شغلي .. بس .. بس العربيه .. العربيه تشبه عربية دالين .

هنا وانفجرت في البكاء .. بينما وقف هو لا يدري ماذا يفعل ..

لؤي بهدوء :
اهدي لو سمحتي .. مبلغتوش عن اختفاءها ليه طيب ؟

نظرت له بتهكم ثم احتد صوتها فجأه وهي تقول :
هو انت متأكد انك ظابط شرطه ؟

عقد لؤي حاجبيه ناظرا لها بعدم فهم .. فنظرت له بضيق وهي تتابع :
محدش هيساعدنا قبل ٢٤ ساعه ولا انت مش عارف !

استطاع أن يدرك سخافة سؤاله ..

لكنه انتبه لشئ ما :
انتي بتقولي إنها عربية تشبه عربية صحبتك؟!

شدا بسرعه :
أيوه أيوه .

لؤي :
بس الجثه اللي كانت في العربيه جثة راجل .

شدا وقد تراخت تعابيرها وأخذت تنظر له بضياع :
يــ يعني إيه ؟.. انت بتتكلم جد !

لؤي :
أمال ههزر معاكي .

شدا من فرط سعادتها تركته وذهبت راكضه مما جعله ينظر في أثرها رافعاً حاجبيه بدهشه وهو يتمتم :
يابنت المجانين .

🌸 انت مش مكسور .. هتخرج م النفق للنور 🌸

أخذت ترمش عِدَّة مرات وهي تُجاهد لفتح عينيها المرهقتين .. بدت الرؤيه مشوشه بعض الشئ .. وشيئا فشيئا اتضح لها سقف الغرفه ذو اللون الأبيض والذي يتوسطه نجفة من حبات اللؤلؤ ذات الطبقات ومن حولها مصابيح إضاءة من اللونين الأخضر والأزرق .. أخذت عينيها تتجول داخل الغرفه التي تمتلئ بالأجهزه وكأنها غرفة مستشفي .. لكن مظهرها لا يوحي بذلك .. فقط الأجهزه هي التي تُشعرك بأجواء المستشفيات .

تحركت رأسها لليسار لتجده يوليها ظهره وينظر من الشرفه بهدوء .. فزعت واعتدلت فجأه فتأوهت بضعف نتيجة حركتها السريعة .

استدار ببرود لتتواجه عيناه العسليتان الحادتان مع عينيها الزرقاوين المهتزة بخوف .

أخذت تنظر له بترقب وهي تحاول تذكر ما حدث معها .. ولكن لا شئ .. آخر شئ تتذكره أنها تركت بدور وحازم في غرفة المستشفى لإعطائهما مساحة للحديث معاً وقد خرجت لتستنشق بعض الهواء ولكن فجأه وبدون سابق إنذار كممها أحدهم من الخلف لتذهب فورًا إلى اللاوعي حيث الظلام .. وفقط الظلام .

أفاقها صوته المبحوح من شرودها :
هتفضلي متنحه كده كتير ؟

دالين بضعف :
اا .. ا أنا .. أنا فين ؟.. و .. و وإنت مين ؟

ضحك بقوة أفزعتها وهو يرفع رأسه للأعلي ثم أخذت ضحكته في الإنخفاض شيئا فشيئا مع تحرك رأسه للأسفل كلما انخفضت ضحكته .. وكأن تلك الحركه مرتبطه بضحكته .. حتى زالت وعاد وجهه للحده والجمود مجددا وكأنه لم يضحك من الأساس .

دالين بخوف :
ا انت انت مين .. أنا فين .. انت عايز مني إيه ؟ .. حرام عليك أنا معملتلكش حاجه ؟.. عايز مني إيه ؟

اقترب منها بخطوات بطيئه وكأنه يتعمد أن يدب الخوف في قلبها .. وقد نجح في ذلك بالفعل .. عادت هي للخلف برجفه كردَّة فعل .. فوقف على مقربة من فراشها ومال عليها قليلاً ناظراً في عينيها بقوه كأنه يحاول أن يستشف شئ ما بهما .. فرأي اهتزاز زرقاوتيها بفزع وارتجافها بخوف .. ابتسم بجانبيه ثم اعتدل وهو ينظر لها بطرف عينيه قائلا بجمود :
أنا اللي أنقذتك من اللي كانوا عايزين يموتوكي .

وضعت دالين يدها على فمها بشهقة وهي تقول بخوف :
يـ يموتوني ؟.. ليه؟ .. م مين .. مين عايز يموتني ؟

نظر لها ببرود ثم عاد للشرفة من جديد وأخذ يتحدث ببرود دون أن يلتفت إليها :
أنا اللي المفروض اسألك .. مين عايز يقتلك ؟.. وليه حاول يقتلك ؟

دالين وهي تهز رأسها للجانبين بعدم تصديق :
لا لا لا .. انت .. انت كذاب .. مفيش الكلام ده .. ا أنا ..

ابتلعت آخر كلماتها حينما رأت تلك النظرة الغاضبة والتي جعلت عيناه تزداد قتامه وهو ينظر لها بحده ..
أنزلت عينيها بخوف واستسلمت للإغماء من جديد .

زفر بضيق ثم خرج وأرسل الممرضة إليها لتهتم بشئونها بينما غادر هو الڤيلا بأكملها متجها لإحدي الأماكن .. فهناك عدة أسئله تدور في رأسه يجب أن يجد لها إجابة ...

🌸 لسه الأمل موجود 🌸




ألقى الهاتف بغضب وهو يلعن بصوت عالي :
شوية بهااايم .. باعت شوية بهايم .

مهاب المساعد الخاص برأفت الصاوي وصديق عمره كذلك :
العمل إيه دلوقتي يا رأفت ؟

رأفت بغضب :
أنا بس لو أعرف الحيوان اللي عمل كده .

مهاب :
هنعرف .. هنعرف أكيد .

رأفت :
اعرفلي التحقيقات وصلت لفين .

قبل أن يتحدث مهاب .. دلف آخر شخص ينتظر رأفت رؤيته ..

مهاب بهدوء :
طب هقوم أنا وهجيلك وقت تاني يا رأفت .

تحرك مهاب تجاه الباب وقبل خروجه تمتم بابتسامة :
إزيك يافراس يابني ؟

فراس دون أن يحيد بنظره عن والده :
كويس .

ربت مهاب على كتف فراس ثم غادر الغرفه بهدوء .

رأفت وهو يقف مقابل فراس عاقداً ذراعيه أمام صدره :
خير .

فراس محاولاً أن تبدو نبرته طبيعيه :
أجازة .. عاوز أجازة .

رأفت بنبرة ساخره :
وده من امته إن شاء الله .

فراس :
من دلوقتي .. اعملي أجازه .. لاني لازم اتفرغ لغرام الفتره دي زي ما انت عارف .

رأفت بتهكم :
ليه ست غرام أول ولا آخر واحده هتتجوز ؟ .. وبعدين ناقصها إيه عشان تاخد أجازة قبل فرحها بشهر كامل ؟

فراس :
انت .. للأسف ناقصها أبوها .. وبما إن أبوها مش متفرغ ليها أصلا ... فــ أنا هضطر أوفرلها اكبر وقت ممكن عشان متحسش بالنقص ولا تحس بفراغ وجودك .

ضحك رأفت بسخريه :
ماشي ياحنين .. على العموم إعمل اللي تحبه سعادتك .. بس وقت ما المستشفي تحتاجك ياريت تركن عواطفك ناحية أختك على جنب وتؤدي واجبك كطبيب .

ابتسم فراس ابتسامه ساخره وهو يتمتم :
طبعا يا .. يا دكتور رأفت .

أنهى جملته وخرج من الغرفه دون أي إضافة وهو يود قتل أحدهم من فرط غضبه .

استقل سيارته واتجه بها إلى الشاطئ .. فربما يستطيع أن يهدئ من ثوران عقله الذي يعمل بطريقه تكاد تفقده صوابه .

وصل للشاطئ ونزل من سيارته وقام بالاتكاء على مقدمتها ناظراً لأمواج البحر التي تتلاطم مع بعضها البعض .. يحاول التفكير فيما يحدث من حوله .. وما ستأول إليه الأمور في نهاية المطاف .

قطع شروده صوت هاتفه الذي أعلن عن اتصال .. فأجاب بهدوء :
عمرو ؟!

عمرو بجدية :
فراس لازم نتقابل .

فراس بتعجب :
حصل حاجة ؟

عمرو :
لما نتقابل .

فراس :
تمام .. نص ساعة في كافيه ( ... )

عمرو :
اتفقنا .. سلام .

أغلق فراس معه زافرًا بهدوء قبل أن يستقل سيارته متجهًا إلى الكافيه .

🌸 على قد الحمل .. ربنا هيمدك بالقوة 🌸

- يعني ايه يا ماجد .. بنتي فيييين؟

هذا ما تحدثت به حياه زوجة ماجد ووالدة دالين قبل أن يتحدث ماجد بحده :
ما تهدي بقا ياحياه .. هي بنتك لوحدك ؟.. ما هي بنتي أنا كمان .. الله .

حياه بتهديد :
أقسم بالله ياماجد لو بنتي حصلها حاجه هوديك ورا الشمس .

وقف ماجد بغضب فوقفت فاتن بينهما وهي تقول بخوف :
اهدى يا أونكل .. اهدى الله يكرمك .. معلش ياطنط والله كلنا اعصابنا تعبانه .. هترجع إن شاء الله .

قاطعهم صوت شدا التي يبدو وكأنها كانت تركض :
عمو ماجد .. لقينا عربية دالين .

ماجد بسرعه :
قصدك إيه بعربية دالين ؟.. ودالين فين ؟

شدا :
الخبر اللي نزل عن عربيه عامله حادثه ومشكوك في كونها بفعل فاعل .. كانت عربية دالين .

شهقت حياه وكذلك فاتن وبدور لتتابع شدا :
بس دالين مش فيها .

ألقت حياه بجسدها على المقعد خلفها وأغمضت عينيها براحه لم تدم حينما تابعت شدا :
بس كان فيها واحد ومات واتاخد ع المشرحه .. بس دالين مش عارفين مكانها .

تحرك ماجد من أمامهم جميعاً وأخرج هاتفه وقام بعمل أكثر من اتصال .

بينما خرجت شدا مسرعه وأخذت سيارتها واتجهت لقسم الشرطه .

🌸 افتكر مهما حصلك .. إن كله بيبقى خير 🌸

تحرك عاصم بسرعه حينما سمع بما حدث من فاتن وقام بمهاتفة شدا التي أخبرته أنها في طريقها لقسم الشرطه ..
أغلق معها على اتفاق بأن يتقابلا هناك .. وهذا ما حدث بالفعل .

شدا :
كويس إنك جيت .

عاصم :
ليه مكلمتونيش من وقتها ؟

شدا :
محدش كان فيه دماغ ياعاصم .. المهم دلوقتي لازم نقابل اللي ماسك القضيه دي .. لازم نكون معاه خطوه بخطوه .

عاصم بهدوء :
تعالي معايا .

دلفا للقسم وسألا عن مكتب لؤي الأديب بعدما علمت شدا من حازم بأن من يمسك بتلك القضيه هو لؤي الأديب .

طُرق الباب فسمح لؤي للطارق بالدلوف .

أدى العسكري التحيه وأخبره بأن المهندس عاصم الراوي والصحفية شدا المهندس يودان رؤيته .

لؤي بحده :
انت مش شايفني مشغول يابني آدم انت .. صحافة إيه اللي بتتكلم عنها .. غور قولهم مش فاضي .

قاطعه دلوف شدا التي يبدو من وجهها الغضب وكأن احدهم قام بسبِّها الآن :
انت من واجبك تقابل أي حد ييجي مكتبك حتى لو القضايا فوق دماغك متلتله .. مش تقول مش فاضي .. ثم إن إحنا هنا عشان القضيه اللي سعادتك شغال فيها مش جايين نلعب .

ضرب لؤي المكتب أمامه بقبضته وهو يهدر :
انتي اتجننتي يابت انتي !! .. ازاي تدخلي مكتبي بالطريقه دي؟

شدا بتهكم :
والله انت مسبتليش طريقه تانيه .

لؤي :
اطلعي بره .

دلف عاصم وأمسك بـ شدا من كتفها كي يهدئ من حدة الموقف .. فهو يعلم بأن لؤي لن يكون في حالته الطبيعية أمام لسان شدا الغاضبه .. وسيتحول المكان لكتلة من النيران التي ستخرج من أذن كليهما الآن .

عاصم بهدوء :
إحنا آسفين جدا يالؤي باشا .. بس الموضوع يخص القضيه اللي حضرتك شغال عليها .

هدأ لؤي بعض الشئ ثم أمر العسكري بالذهاب .. وجلس عاصم وشدا أمامه في جو مشحون .

لؤي بترقب :
إيه اللي عندكوا يخص القضيه .

شدا بانفعال :
لا إحنا معندناش .. انت اللي عندك وهتقولنا دلوقتي .

أغمض لؤي عينيه بإنفعال كازاً على أسنانه بغضب وهو يوجه حديثه لها بتهديد :
قسما بالله كلمه تانيه منك وهحطك في الحجز بتهمة التعدي على شرطي بالسب .

جحظت عينيها بانفعال وكادت تتحدث وتعنفه إلا أن سبقها عاصم حينما أمسك بيدها وضغط عليها بقوه وأمسك هو بدفة الحوار :
أنا آسف مره تانيه يا فندم .. حضرتك إحنا عرفنا بإن العربيه اللي تعرضت للحادثه على طريق مصر إسكندرية الصحراوي هي نفسها عربية دالين الربيعي اللي اختفت امبارح تماما .. وعرفنا كمان إن الجثه اللي كانت في العربيه جثة راجل مش بنت .. فـ من فضلك ساعدنا نعرف فين دالين واي حصلها .

لؤي بسخط موجهاً نظره لشدا التي تنظر أمامها بغضب مكبوت :
ماشاء الله الصحافه ما بتصدق .

نظرت له بعصبيه وقبل أن تتحدث قاطعها عاصم مجددا :
أرجوك يا لؤي باشا .. دالين صديقتنا وأختنا ولازم نعرف إيه اللي حصل .. أنا عارف حضرتك بتعمل اللي عليك وزياده وربنا يكون في العون .. بس إحنا اللي يهمنا دالين نتطمن عليها ونعرف هي فين .

لؤي بتنهيده :
بما إنكوا اتعرفتوا على عربيتها وأجزمتوا كمان إنها ليها وده طبعاً قبل أصلا ما التحقيقات تخلص .. فـ أنا هحول مسار التحقيق بحيث ياخد دفتين .. واحده في البحث عن دالين دي والتانيه تحقيق الحادثه .. ودلوقتي عايز أعرف كل حاجه عنها .

شدا بعصبيه :
انت بني آدم بـ ..

لم تكمل جملتها بسبب ضغط عاصم على يدها بقوه آلمتها فحولت حديثها لعاصم بغضب :
ايدي يابني آدم .

عاصم بضيق :
شدا من فضلك متتكلميش غير لما تهدي .. هو هيساعدنا .

زفرت شدا بضيق وتابعت حديثهم بصمت .

🌸 لكل فلان نصيب من ترتيبات الله 🌸

جلس على أحد المقاعد في انتظار عمرو حتى لمحه يدلف للمطعم باحثاً عنه فأشار بيده له حتي رآه وذهب تجاهه ..
جلس بهدوء وطلب قهوته .. ثم نظر لفراس وكأنه يتحقق من شئ ما داخل عينيه .. لكنه لم يجد سوى الثبات والجمود .

فراس بنفاذ صبر :
انت جايبني عشان تبصلي ؟

أخرج عمرو خاتم فضي من جيبه ووضعه أمام فراس على الطاوله دون أن يتحدث مراقباً فراس الذي لم يتحرك ساكناً ولم تتغير تعابير وجهه كذلك .

فراس :
إيه ده ؟

عمرو :
مش ده خاتمك اللي سألتك عليه غرام إمبارح .

مال فراس بجذعه إلى الطاوله وهو يقول بصوت خافت :
انت بتحقق معايا ؟!

عمرو :
أنا مبحققش معاك يافراس .. وأنا واثق إن في حاجه غلط .. ولو مش واثق من ده مكنتش أخدته من المعمل الجنائي وعرضت نفسي للخطر وجبتهولك عشان اسألك بنفسي وكنت هسيبها لحد ما هما اللي يجيبوك .. وأظن كده انت مديونلي بشرح تفصيلي للي يحصل ده .

زفر فراس بضيق ثم ارتشف قهوته بصمت طال .

عمرو :
فراس .. أنا واثق فيك ومنك .. بس أتمنى انت كمان تثق فيا وتحكيلي اللي حصل قبل ما يحصل حاجه ويفلت الموضوع من ايدينا وساعتها مش هقدر أعملك حاجه .

فراس بضيق :
وأنا مش محتاج مساعدتك في حاجه .

عمرو :
فراس أنا مبعرضش عليك مساعده .. بالعكس أنا جاي وطالب منك انت تساعدني .

قطب فراس حاجبيه بعدم فهم فتابع عمرو :
القضيه مش بتاعتي يافراس بس أنا هساعد فيها .. بلاش تحطني في موقف صعب مع غرام .. لإن لو حصلك حاجه هي مش هتسامحني مهما حصل وهتشوفني مذنب .. انت فاهم قصدي صح ؟

فراس بتنهيده :
طيب يا عمرو .. هحكيلك ..

قص فراس ماحدث بالتفصيل لعمرو الذي ازدرد ريقه بتيه :
يعني إيه ؟.. أنا .. أنا مش فاهم حاجه .

فراس :
اسمع ياعمرو .. أنا قلتلك اللي حصل ده وعايزك تحط إيدك في ايدي لحد ما أوصل للحقيقة كامله .. مش عايز حقايق من الشرطه .. عايز أوصلها بنفسي .

عمرو :
بس يافراس اللي انت قلته ده يدين أبوك .. وكمان اللي بتتكلم فيه ده هيوصله للسجن .

فراس بتأكيد :
وصدقني لو حقيقي أنا بنفسي هسلمه .

لم ينكر عمرو إعجابه بشخصية فراس الآن .. فمد يده لفراس وقال بهدوء :
اتفقنا .. إيد واحده ؟

نظر فراس ليده الممدوده ثم مد يده هو الآخر وتمتم :
اتفقنا .

🌸 اعمل اللي عليك وجرب 🌸

رمشت عدة مرات قبل ان تتضح لها الرؤيه .. بدأت دموعها في الهطول .. فتقدمت الممرضه الأربعينيه منها ووضعت يدها علي كتفها مما أفزع دالين وتحركت للخلف بسرعة .

السيدة ابتهال :
اهدي يابنتي .. متقلقيش .

دالين بخوف :
اا انتي مين ؟

ابتهال بابتسامه حنونة :
أنا إسمي ابتهال يابنتي .. ممرضه بس كبيره زي ما انتي شايفه .

دالين :
طب .. طب أنا فين؟

الممرضه ابتهال بهدوء :
انتي في أمان ياحبيبتي متخافيش .

دالين :
أنا .. أنا عايزه أروح .. أرجوكي اعتبريني بنتك وخليني أروح .

ابتهال وقد حرنت لأجلها :
إهدي يابنتي .. صدقيني والله فراس بيه دكتور طيب وخلوق .

دالين :
فراس مين ؟

ابتهال :
دكتور فراس ده اللي إحنا قاعدين دلوقتي في ڤيلته .. هو دكتور جراح شاطر أوي وابن حلال ومحترم وفي حاله .. هو اللي جابك هنا وبعت جابني عشان آخد بالي منك .

دالين :
طب .. طب هو جابني هنا ليه ؟

ابتهال :
معرفش يابنتي .. هو اتصل بيا من شويه وزمانه على وصول .

قاطعهما صوته :
لا أنا وصلت فعلا يا ست ابتهال .

وقفت ابتهال ونظرت له بابتسامه :
أهلا يادكتور .. اتفضل حضرتك .

فراس :
شكرا يا ست ابتهال .. أنا جبت أكل تحت .. إذا سمحتي بس افرديه وتعالي ساعديها عشان تنزل ونتغدا .

ابتهال بسرعه :
حاضر من عنيا .

ذهبت ابتهال للأسفل .. بينما نظر فراس لدالين التي تكومت على نفسها وهي تنظر له بخوف مما أثار ضيقه :
هو أنا عملتلك حاجه لخوفك ده ؟

دالين :
لـ لأ .. بس .. بس انت مين وليه جايبني هنا .. واي معني كلامك الصبح إنك انقذتني من ناس خطفوني؟

تنهد فراس ثم نظر لها بهدوء :
نتغدى وأقولك .

أماءت بهدوء .. وبالفعل أتت ابتهال وساعدت دالين على الوقوف .. فقاطعهما فراس بتقديمه حقيبه صغيره لابتهال وهو يقول ناظراً لدالين :
دي هدوم تقدري تلبسيها دلوقتي عشان تاخدي راحتك شويه .

نظرت له بامتنان فهي حقاً تشعر بالضيق من هذا الفستان ولكنها عقدت حاجبيها وهي تنظر له ببعض الخوف :
هو أنا هطول هنا؟

فراس متجاهلا سؤالها :
ساعديها ياست ابتهال وأنا هستناكوا تحت .

خرج بهدوء من الغرفة لتتنهد بضيق ثم دلفت لدورة المياه الملحقة بالغرفة وقامت بالاستحمام ثم ارتدت ما جلبه لها وكان عبارة عن بنطال أسود واسع يتزين من الجانب الأيسر بثلاث نجمات فضيه وتيشرت أحمر بنصف أكمام تزينه من الأمام كلمه كُتبت بالإنجليزيه باللون الأسود وتتزين أطراف الكلمة من الجانبين بثلاث نجمات فضيه تشبه نجمات البنطال .

جففت شعرها سريعًا ثم رفعته بعشوائيه وخرجت لتقابلها أعين ابتهال التي نظرت لها بإعجاب واضح وهي تردد :
بسم الله ماشاء الله يابنتي قمر منور .. الله أكبر يحفظك ربنا .

ابتسمت دالين بهدوء وأخذت تفرك يديها بتوتر .. فأرادت ابتهال أن تهدئ من توترها فتقدمت منها وهي تقول بهدوء :
متخافيش يابنتي .. دكتور فراس محترم .. واشهدله بأخلاقه العاليه .

ابتسمت دالين من بين توترها وهي تهز رأسها بهدوء ثم نزلت مع ابتهال بهدوء حتى قابلتها أعين فراس الذي أشاح بنظره بعيداً عنها حتي لا يظهر إعجابه بطلتها التي سلبت أنفاسه .

🌸 انت بكره من الخذلان تتعافى 🌸

أخذت تنظر لهما بعدم رضا حتي سألها لؤي :
انتي كنتي فين وقت ما دالين اختفت ؟

إلى هنا وفقدت جميع حصون هدوئها تجاهه .. وقفت بغضب ومالت إلى مكتبه واضعه كفيها على المكتب أمامه وهي تتحدث بحده :
أسلوبك ده تستخدمه مع المشتبه فيهم وقت التحقيق .. وسؤالك ده أظن عاصم قال إجابته من قبل ما تتفضل حضرتك تسأل أصلاً .. لما حكالك تفصيلياً عن كل واحد فينا .. فـ ان مكنتش سيادتك قد القضيه متشلهاش بدل ما انت بتضيع في وقتك ووقتنا بأسئلتك اللي بتعيدها بصيغ مختلفه .. ثم إني شايفاك قاعد متربع على مكتبك ومبتدورش ورا المجرمين اللي عملوا كده ولا انت مستني الأخبار تجيلك من الصحافه اللي بتهري زي ما انت بتقول .. ولا تكونش شايف إن الصحفيين فشله وبيستنوا الأخبار تجيلهم .. أي نعم فيها تزويغ حقايق بس على الأقل بنخرج ندور وندعبس ورا الحقيقه اللي سيادتك قاعد على مكتبك مستنيها توصلك .. زي بالظبط كده لما سبت بتوع المعمل الجنائي شغالين على جمع المستمسكات امبارح وسعادتك رحت ناشرلي كام عسكري يمنعوا دخول الصحافه لمنطقة الحادثه وخدت بعضك وخلعت .. قال إيه رايح تتطمن ع الجثه .. ده على اساس إن الجثه تبقى جثة واحد صاحبك مثلاً .. ورايح كأنك هتتعرف عليها .. فوق لقضيتك ياسيادة العميد وإلا قسما بالله هقلب الدنيا عليك وأنا قدها ولو مش مصدق في ظرف ساعات أجبلك أكبر جريده في مصر وتشوف ساعتها الأخبار بنفسك .

أراد عاصم أن يتدخل ولكن منعه وقوف لؤي مواجهاً لها آخذاً نفس وضعيتها حيث مال بجذعه أمامها واضعاً كفيه على جدار مكتبه وأصبح وجهيهما متقابلاً في وضعية استعداد تام للهجوم ثم تحدث صارًا على أسنانه بغضب مكبوت :
دي آخر مره هسمحلك فيها تتعدي حدودك معايا .. وصدقيني المره الجايه هتكوني مشرفه في الحجز .

ابتسمت بسخريه وهي تقول باستخفاف :
ده اللي معروف عن واحد زيك .. ودي أقصى حاجه تقدر تعملها .

اعتدلت بعد جملتها الأخيرة وقامت بجذب حقيبتها بعنف وخرجت من المكتب صافقة الباب خلفها بقوة جعلت عاصم يغمض عينيه بضيق .. لقد كان عليه ألا يجعلها تأتي إلى هنا .. فهو يعلم مدى سلاطة لسانها ولذاعته .. ستخرب كل شئ تلك الغبية .

لؤي :
تقدر حضرتك تتفضل وأي جديد هنبلغكم .. بس ياريت متهتموش أوي بكلام الصحافه عشان بيحبوا الهري كتير .. ولحد دلوقتي لسه الأدله الجنائية متحفظ عليها .. فـ أي خبر مصدره خارج مكتبي أنا مش مسئول عنه .

أماء عاصم بهدوء ثم تمتم معتذراً وغادر المكتب على الفور .. تاركاً خلفه لؤي الذي جلس إلى مقعده بإنهاك لكنه سرعان ما نظر لسقف الغرفة مستنداً بظهره إلى كرسيه كعلامة مميزه لديه حينما يدخل في دوامة أفكار تشغله .

أخذ يفكر في تلك الجريئة والمتبجحة كما أسماها .. إنها تمتلك ثقه بالنفس غريبة .. وكذلك لمَّاحه جداً .. هو لم يقصد أبدا أن يُعيد الأسئلة ذاتها .. لكنه متعب وعقله مشتت وغير قادر على التركيز .. هو فقط أراد أن يسمعها .. أرادها أن تتحدث أكثر أمامه .. لا يعلم سبباً واضحاً لهذا .. لكن ما يعرفه حق المعرفه أنه أرادها هي المتحدِّثه لا عاصم .. لذلك حوَّل دفة الحوار إليها غير منتبه تمامًا لكونه يُعيد نفس الأسئلة التي أجابه عنها عاصم دون أن يسأل حتي .

زفر بضيق وهو يمرر يده على وجهه وشعره بضيق .. فلا يجب أن يفكر هكذا .

زجر نفسه بعنف ثم عاد للأوراق أمامه مجدداً يتفحصها بتركيز أكبر .. ولكن هيهات فهو لم ينم منذ ما يُقارب الثلاث ليالٍ .. وكذلك تلك المتعجرفة أخذت حيزًا لا بأس به من تفكيره المتعجرف .. تباً لماذا يفكر بها الآن !.. عليه أن يُركز في الملف أمامه .
لكن تُري ما اسمها وكم عمرها تلك الغبية مع فظاظة لسانها هذا .. تبدو صغيرة في العمر ويبدو أيضًا أنها غير متزوجه أو مخطوبة فهي لا ترتدي أي خاتم خطبة أو ما شابه في يدها .

ألقى بالملف من يده على ظهر المكتب بعنف وهو يقول بحده لنفسه :
إيه ؟!! إيه التخلف اللي أنا بعمله ده !! .. وزفتة إيه اللي بفكر فيها .. ومتجوزة ولا مخطوبة إن شالله تكون عفريته أنا مالي .

قام بعنف وأخذ جاكيته ومفاتيح سيارته وغادر بضيق .

°° يتبع °°


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close