رواية حياتي المفقودة الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين
لحلقة التالتة _ حياتي المفقودة 3.
مكنتش معرفة حد وكنت خايفة جدًا من اللي ممكن يحصل، ولكنني إستنيت دوري عادي وأنا التوتر هيقتـ *لني، لحد ما سمعت السكرتيرة بتنده إسمي وأنا حاسة إن عزرائيل هو اللي بيندهلي:
_ الأستاذة سهر محمد عبدالله.
كنت خايفة ومرعوبة من فكرة إني داخلة عمليات أصلًا، دخلت وبدأت العملية بالبنج اللي إداهولي وبعدها بدأت أفقد الوعيّ.
فوقت من البنج بعد وقت معرفش قد إي ولكن لقيتني في أوضة بيضا وواضح إنهم نقلوني فيها بعد العملية، ببُص بتعب على ساعة الحيطة ولقيت الساعة 2 الضهر.
دا معناه إني بقالي ساعتين ونص بالظبط هنا، فضلت ممدودة على السرير بتعب شوية وأنا مش قادرة أقوم، بعد 10 دقايق تقريبًا جات المُمرضة ولما لقيتني فوقت قالت بإبتسامة:
_ حمدًلله على سلامة حضرتك.
إتكلمت وأنا تعبانة جدًا وقولت بصوت خرج مِني بصعوبة:
= أنا حاسة إني تعبانة أوي ليه كدا؟
فضلت تعمل شوية إجراءات وقالت بهدوء:
_ من أثار العملية بس العملية نجحت الحمدلله.
كنت مفكراها بتتكلم على عملية الإجهاض وهزيت راسي بهدوء وسكتت لإني مش قادرة أتكلم، بعد شوية وقت يمكن ساعة من نفس النومة حاولت أقوم من مكاني ولكن مقدرتش.
ناديت للممرضة بتعب وقولت بعصبية نوعًا ما:
_ ناديلي الدكتور اللي عملي العملية، أنا تعبانة وحاسة بوجع مش طبيعي خالص.
بعد شوية وقت جِه الدكتور واللي عرفت إنهُ مجاش من ساعة ما فوقت لإنهُ كان في عملية تانية، إتكلمت بغضب وقولت:
_ هو في إي التعب دا مش طبيعي خالص!
ملامح الدكتور إتغيرت وقال بأسف شوية:
= هو للأسف أنا إتضطريت إني أشيل الرحم بسبب إنك ضعيفة ومقدرتيش تستحملي العملية.
حسيت بصاعقة نزلت على كتافي زي الجبل، شوية صمت بحاول أستوعب هو قال إي، وبرغم تعبي قومت من مكاني ومسكت لياقة البالطو بتاعهُ وقولت:
_ إنت إزاي تعمل حاجة زي دي؟
بعد إيدي عنهُ وقال بتهدية:
= يا أستاذة إنتِ اللي قولتيلي إنك عايزة تعملي عملية الإجهاض مهما كان التمن وماضية عقد بإنك مسئولة كامل المسئولية عن كل الأضرار الجانبية اللي ممكن تحضل.
قعدت على السرير من تاني وأنا بعيط ومش عارفة إي المصيبة اللي أنا عملتها دي، فضلت أعيط بحُرقة وأنا مش مستوعبة وبتمنى إن كل دا يبقى كابوس وأفوق منهُ، أنا إي اللي عملتهُ في نفسي دا!
بعد دقايق لقيت موبايلي بيرن والممرضة جايبهولي وبتقول:
_ يا أستاذة موبايل حضرتك رن بنفس الرقم دا كتير جدًا، ممكن يكون قلقان عليكِ.
مسكت منها الموبايل وأنا بعيط وحاطة إيدي على بُقي ومش عارفة أعمل إي ولا أقولهُ إي، لحد ما المكالمة خلصت في إيدي ورجع رن تاني.
رديت وأنا بعيط وبقول بكذب للمرة اللي مش فاكراها واللي ضيعت نفسي بسببهُ:
_ فارس إلحقني.
جالي صوتهُ المخضوض وهو بيقول بتساؤل:
= في إي يا سهر، إي اللي حصل؟
قولت من تاني بقهرة ولكن بسبب اللي عملتهُ في نفسي وكملت الكدبة وقولت:
_ أنا عملت حادثة وفقدت الجنين والرحم يا فارس.
فضل شوية ساكت وبعدين قال بصوت مكتوم وخضة:
= إنتِ فين؟
قولتلهُ عنوان المستشفى اللي كنت فيها وعقبال ما ييجي طلبت الدكتور بسرعة، أول ما جالي قولت بتوتر وتعب واضح عليا:
_ أنا هطلب منك طلب كمان وهزودلك المبلغ اللي قولت عليه الضعفين تاني، أو أقولك هديك 10 ألاف جنيه عليهم.
عينيه لمعت بعد ما سمع المبلغ واللي هيدخلهُ في 30 ألف تقريبًا وقال:
= قولي، معاكِ.
بعد ما فهمتهُ التمثيلية اللي هيعملها على فارس جوزي وإتتفقنا فضلت قاعدة في مكاني برعب وأنا خايفة وندمانة ومقهورة ومشاعر كتير جدًا مش قادرة أوصفها ولا أصُدها.
جِه فارس بعد شوية وكان وشهُ كإنهُ عجِز 100 سنة قُدام، إتكلم وقال بحزن واضح على ملامحهُ:
_ إزاي دا حصل يا سهر؟
شاف شكلي التعبان وعياطي فـ ضغط على جبهتهُ وحاول يتماسك وقال:
_ إنتِ كويسة طيب؟
بصيتلهُ بحزن وندم كبير أوي بس بعد إي يفيد الندم وحضنتهُ وأنا بعيط وبس وهو شدّ على حضني وسكت وأنا حاسة بيه معندهوش طاقة ولكن بيشدّ على حضني عشان يحاول ميعيطش هو كمان.
جِه الدكتور وخدهُ فارس وطلع برا وقالهُ الدكتور كل اللي حصل وإنهُ إتضطر يشيل الرحم بسبب إني ضعيفة ومقعدرتش أستحمل قوة الإجهاض.
بعد شوية وقت جِه فارس وكنت حاسة إني كويسة شوية عن ما كنت فايقة وخدني وروحنا البيت، دخلني الأوضة وقال إنهُ هيروح يغير هدومهُ في الحمام.
قومت وراه ووقفت على باب الحمام وأنا بسمعهُ عشان متأكدة إنهُ مش بس داخل يغير وسمعت صوتهُ وهو بيعيط، قلبي وجعني جدًا بسبب اللي خليتهُ يحس بيه وإحساس الفُقدان اللي هيحس بيه طول عمرهُ بسببي وبسبب غلطاتي.
رجعت مكاني على السرير وأنا مش مبطلة عياط هستيري باللي عملتهُ في نفسي، بصيت للسقف وأنا في بالي إن ربنا بيعاقبني عشان عملت كدا في روح مالهاش آي ذنب بحياتي وباللي عايزة أعملهُ.
ولكن العقاب كان قاسي أوي إني مدوقش النعمة دي طول حياتي، بس أستاهل عشان أنا اللي إعترضت على النعمة دي.
نمت ودموعي على خدي وأنا جوايا مشاعر كتير أوي مُختلطة بيعتليها الندم والخوف من اللي جاي.
عدا إسبوع على كل اللي حصل دا وكنت فوقت شوية والتعب اللي عندي راح نوعًا ما، كان فارس في الشغل في الوقت دا والباب خبط.
روحت وفتحت الباب وكانت ريم صاحبتي، دخلت وبعد ما قعدت فضلت بصالي بشك وعتاب كبير وقالت بتساؤل بطريقة اللي عارف الإجابة ومستني يسمع كدبك:
_ إي اللي حصل في موضوع الجنين دا يا سهر؟
جاوبتها وأنا عيني في القهوة اللي بين إيديا وقولت:
= قدر ربنا يا ريم.
إتكلمت بتساؤل وشك أكبر وهو مضيقة عينيها:
_ يعني مش تدخُل منك يا سهر؟
بصيتلها وقولت بغضب وحزن:
= يعني تدخل مِني هشيل الرحم خالص يا ريم؟
أكيد لأ طبعًا.
وبدأت أعيط من تاني، مش عشان أنا مظلومة أو تمثيل لأ،
ولكن عشان إفتكرت اللي عملتهُ في نفسي واللي كل شوية بفتكرهُ وبندم عليه.
قربت مِني بحزن عليا وحضنتني وقالت:
_ خلاص طيب إهدي، أكيد ربنا ليه حكمة في كدا.
فضلت أعيط وأنا عارفة حكمة ربنا، أكيد عشان إعترضت وعصيتهُ ومرضيتش باللي رزقني بيه وباللي كتير بيتمنوا ضُفرهُ حتى ولكن أنا كنت عايزة ببساطة أقـ *تلهُ بإيدي.
فضلت قاعدة معايا شوية وكالعادة دخلت عملتلي صينية المكرونة بالبشاميل اللي بحبها منها وسابتني ومشيت تحت مُحايلاتي الكتير عليها إنها تقعد تتعشا معانا ولكنها رفضت.
قعدت وإستنيت فارس لحد ما جِه ولما لقاني مجهزة السُفرة وحاطة صينية المكرونة بالبشاميل حاول يطلعنا من المود اللي كلنا دخلنا فيه وقال بإبتسامة مش حقيقية نوعًا ما:
_ الله الله، دي إنتِ اللي عاملاها برضوا كالعادة؟
إبتسمت بندم وأنا مش قادرة أبُص في عينهُ بعد اللي عملتهُ فيه ولكن إتكلمت وأنا بحاول أبقى طبيعية:
= لأ كالعادة ريم اللي عاملاها.
غمزلي وقال بضحك:
_ يعني حتى معملتيش البشاميل؟
هزيت راسي بالنفيّ وبعدين قعدنا ناكل وعملتلي كوباية نيسكافيه أنا وهو، روحت إديتهالهُ وهو قاعد بيكمل شغل على اللاب بتاعهُ، مسكها من إيدي وقال بإبتسامة:
_ تسلم إيدك، هخلص الشغل اللي في إيدي وهاجي أقعد معاكِ.
رديت عليه وأنا ماسكة المج بتاعي وماشية من قدامهُ:
= تمام يا حبيبي براحتك.
روحت قعدت في البلكونة ومسكت موبايلي وبمجرد ما مسكتهُ لقيت في رسالة جيالي خلتني أوقع كوباية النيسكافيه من إيدي:
" أنا عارف كل حاجة عملتيها والحوار والتمثيلية اللي عملتيهم على جوزك وإنها حادثة، ولكن أنا معايا بالدلليل كمان شاتك مع الدكتور والإتفاق."
الرابع م نهان