رواية حمايا العزيز الفصل الثلاثون 30 بقلم بسمله عماره
الفصل الثلاثون
صباح اليوم التالي في منزل مراد اجتمع الجميع على مائدة الإفطار معه كان دخول سيف و هو يحمل فريدة و يمسك بيد فارس
تحمحم قائلاً " صباح الخير يا جماعة "
توقف الجميع عن تناول الطعام و ردوا التحية قبل ان يتساءل عز " كويس انك جيت علشان تفطر معانا انت و الولاد النهاردة امال فين خديجة "
ناول الصغيرة لمدام صفيه " بعدين يا بابا الولاد موجودين "
أخذت بسمله فريدة لتساعدها في تناول الطعام عاد الجميع لتناول الطعام مرة أخرى ما ان انتهوا حتى جعلوا الأطفال يذهبون إلى اللعب بعيدا ليستطيعوا التحدث على راحتهم
نظر الجميع إلى سيف ب تساؤل ليتحمحم قائلاً " خديجة سابت البيت امبارح بليل و قبل ما حد يتهمني بحاجة انا معملتهاش ده كان قرارها عايزة ترتاح مني أنا و عيالي شوية "
تبادل مراد و زوجته النظرات ليتحدث مراد " طيب عقبال ما تحل الي بينكم انت هتفضل هنا معانا أنت و الأولاد و مش عايز اعتراض "
ليجيبه شقيقه " أنا اصلا كنت هعمل كدة معلش يا بيسو هنتعبك معانا شوية "
ابتسمت بخفة " ولا تعب ولا حاجة و بعدين الي بيساعدوني كتير متخافش اطلع انت ارتاح شوية بس "
صعد بالفعل لتنظر الأخرى إلى زوجها " مراد ممكن اروحلها أعرف ايه الي حصل و هاجي بسرعة "
ليتدخل عز " خليها تروح يا مراد علشان نشوف حل "
لتتفاجأ بهجوم الآخر " هتروح تعمل ايه يا بابا دي سابت عيالها ازاي أم يجيلها قلب تسيب عيالها يوم واحد "
نظرة الأخرى ب استعطاف " ما احنا منعرفش ايه الي حصل يا حبيبي خليني اروح بس و هاخد معايا زينة و انت خد بالك من الباقي عقبال ما أجي معاك خمس عيال يا مارو لمحت الرفض في عيناه لتتابع سريعا و الله هاجي بسرعة "
وافق على مضض لتتجهز سريعا ذاهبة إلى هناك مع طفلتها
رنة جرس الباب ليفتح لها محمد نظرة له قائلة ب توتر " أسفة لو جيت من غير ميعاد "
ابتعد الأخر ليفسح لها مجال الدخول " لا طبعا يا حبيبتي أنتِ تنوري في أي وقت "
دخلت لترحب بها زينب ابتسمت ب توتر بعد ان أخبروها ان خديجة من غرفتها لتردف " جبتلك زينة يا عمو علشان عارفة انك بتحب البنات خليها معاك عقبال ما أعقد مع خالتها شوية ثم وجه الحديث إلى طفلتها بحنو متتعبيش جدو يا زوزو "
دخلت إلى غرفتها بهدوء لتقابلها الأخرى بملامح لم تستطع تفسيرها قبل ان تنطق بكلمة فاجأتها خديجة بقولها " خير ايه جاية علشان تغلطيني ولا تديني مواعظ ولا تقوليلي قد ايه ابن عمك مظلوم و ان انا الي الغلط راكبني من اولي ل أخري "
نظرة لها الأخرى ب زهول " للاسف مش هعرف اغلط حد لان سيف اصلا متكلمش و قال ايه الي حصل بس بما انك قلتِ كدة يبقى الغلط فعلا منك أنتِ يا خديجة "
لتتابع الأخرى هجومها " و لو قلتلك هتقوليلي و هتنصحيني و لا هتحكيلي على قد ايه حياتك مثالية و قد ايه أنا غلط و قد ايه أنا معنديش قلب و ان الي بيحب مبيعملش كدة يا خديجة و الراجل مبيحبش و يحب بتتكلمي كأنك أكبر مني ب سنين مش نفس سني طالعالي في السما على طول "
رمشت بعدم تصديق " أنا حياتي مثالية ده من امتى كل المشاكل الي بتحصل بيني أنا و جوزي دي و مثالية مفيش حد معندهوش مشاكل يا خديجة أنتِ بتكلميني كدة ليه أصلا ترجمتي كل الي كنت بقولهولك أنِ كنت بعمل ايه ها يااه ده أنا أول مرة أعرف أني وحشة اوي كدة "
نظرة لها بسخرية " محدش شايفك وحشة دي المشكلة انك عمرك ما اتشافتي وحشه حتى لما استغفلتِ جوزك و منعتي الحمل من وراه ايه الي حصل يعني ولا اي حاجة بعد عنك شوية و في الآخر هو الي صالحك لتقاطعها عندما وجدتها على وشك التحدث مش عايزة نصايح او كلام منك أنا مشاكلي هحلها بنفسي مش بمساعدتك أنتِ"
لتجيبها الأخرى " مش كل حاجة بتحصل ليا كنت بقولهالك يا خديجة بس أنتِ فعلا محتاجة مساعدة أنا أسفة أنِ جيت الاعتذار ده لنفسي مش ليكِ"خرجت من غرفتها لتأخذ طفلتها منسحبة من المنزل سريعا










ما ان صعدت إلى السيارة حتى وضعت طفلتها على مقعدها المخصص قبل ان تنفجر في البكاء مع ارتفاع صوت بكاءها بكت الصغيرة كذلك
نظرة لها ب توتر و لم تعرف حقا من يجب أن يهدأ هي ام صغيرتها تنفست بقوة و هي تحاول التوقف عن البكاء ثم حملت الصغيرة و هدهدتها قليلا " ايه يا روحي مامي أسفه و الله متعيطيش أنا كمان مش هعيط و الله خلاص "
نظرت لها الصغيرة ب أعينها الزرقاء ك والدها لتقبلها بحنو قبل ان تعيدها إلى مقعدها و هي تتحرك لتعود إلى منزلها سريعا
ما ان وصلت حتى اجتمع عز حولها هو و مراد الذي ما ان نظر إلى وجهها حتى استطاع و بسهولة معرفة أنها بكت تساءل بخوف بعد أن أخذ منها الصغيرة " مالك يا روحي ايه الي حصل "
اجابته بهدوء " مفيش حاجة حبيبي مفيش يا عمي هي أعصابها تعبانة شوية بس و محتاجة تهدى و أنا محتاجة أرتاح بعد اذنكم"
صعدت سريعا هرباً من نظرات زوجها الذي أعطى ل والده الصغيرة و صعد خلفها ركضا
نظرة له ب توتر " في ايه يا مراد عايزة أغير هدومي "
نفى ب رأسه " لا و أنتي الصادقة عايزة تكملي عياط ايه الي حصل يا حبيبتي اتكلمي "
لم تستطع التهرب منه أبدا تحركت من أمامه بحجة تبديل ملابسها ما ان خرجت من غرفة الملابس حتى وجدته يقف أمامها
اقترب منها قائلا " لأخر مرة يا بسمله هسألك السؤال ده خديجة قالتلك ايه خلاكي معيطة بالطريقة دي لو مقولتليش هروح انا لغاية هناك و أعرف "
ابتلعت بصعوبة لتبدأ في قص له ما حدث معه كان تساقط دموعها مرة أخرى تساءلت في النهاية " هو انا وحشة يا مراد نظر لها الآخر بعدم تصديق لتتابع طب أنا عمري اتصرفت ب أنانية "
نفى " لا يا روحي ولا عاش ولا كان الي ينزل دمعة واحدة من عيونك أصلا تعالي ارتاحي جنبي شوية كدة "
بقوا في صمت قليلا و هي تعبث في شعره بخفه " مراد همهم لها بخفوت مستمتعاً بيدها التي تدلك فروة رأسه لتتابع الأخرى كنت عايزة احكيلك على حاجة حبيبي "
قبل ترقوتها التي تقابله بخفة " احكي يا روحي "
تحمحمت " يوم ولادتي لما شوفت مازن مكنش معانا بسبب سيف ولا حاجة لأ احنا كنا عنده في شركته " تابعت قص له ما حدث في ذلك يوم بينما هو فقط التزم الصمت حتى النهاية
ابتعد عنها لينظر لها و رده صدمها " طب ما انا عارف أنك كنتِ هناك "
رمشت ب صدمة " ايه عارف طب و مواجهتنيش ليه و بعدين عرفت ازاي "
قبل جبهتها بخفة " أولا أنا عارف أنك كنتِ عنده في الشركة لكن الحوار الي دار أكيد لأ لأني للأسف مش ساحر بالنسبة لمواجهتكيش ليه علشان اللحظة دي يا حبيبتي نظرة له بعدم فهم ليتابع اللحظة الي تيجي فيها تقوليلي على كل حاجة و أنتِ في حضني من غير خوف أو توتر مش احنا اتفقنا على كدة "
حركة رأسها إيجاباً و هو يعانقها لتريح رأسها على صدره لتتساءل " طب ناوي تعمل معاه ايه "
تنهد بقوة " مش وقته يا حبيبتي حاولي متفكريش في حاجة و نامي دلوقتي "











عودة إلى منزل عائلة خديجة
ما ان رحلت بسمله حتى توجهت زينب إلى غرفة ابنتها و فتحتها بقوة لتنتفض خديجة بفزع لكن تحدثت والدتها بحدة " قولتلها ايه يا خديجة خرجها من عندك بالمنظر ده خسرتيها هي كمان صح "
لتتحدث الأخرى " يا ماما انا "
لكنها قاطعتها بحدة " أنتِ ايه دي جتلك لغاية عندك الوحيدة الي كانت جنبك و استحملت كل المواقف الي بترمي فيها كلام زي الزفت دلوقتي بقى قولتيلها ايه و يا ترى جاية هنا من غير عيالك ليه ايه الي في دماغك عايزة ايه "
تدخل محمد قائلا " في ايه يا زينب وماله لما تيجي بيت ابوها و اكيد يعني جوزها زعلها "
أوقفته كذلك " أنت بالذات تسكت عمال تدلع فيها و اقول معلش بنته الوحيدة حقه يدلعها ملهوش غيرها كرهت الواد في عيشته و كان مستحمل علشان بيحبها لكن هي شافت انه عادي انه يستحمل عادي انه يتنازل عادي انه يسمع إهانات من أبويا كل شوية و يسكت لا و يحاول يراضيك كمان شوفت قد ايه هو غلطان "
هدر محمد ب تبرير " أنا كنت خايف عليها مش سهل عليا انها تبقى لحد تاني "
نظرة له زوجته ب استنكار " خايف عليها من مين من اكتر واحد حبها هو كل حاجة بياخدها الراجل من حبيبته و مراته لمسه ولا مشاعر و مشاركة لكل حاجة بتحصل في يومهم و مسؤولية ليه معلمتهاش كدة و أنت بتعلمها ازاي تبقى دبش في ردها على أقرب الناس ليها بحجة انها بتحمي نفسها او ان سيف ميتجاوزش حدوده في فترة الخطوبة ليه معلمتهاش تتنازل علشان الي بتحبهم أديها هتخسر كل حاجة هتخسرهم واحد ورا التاني أولهم الي لسه ماشية دلوقتي "
تنفست بقوة " الي أنتِ متعرفهوش بقى يا خديجة ان ولادك الي أنتِ رمتيهم دلوقتي في بيتها في حضنها بيتعاملوا أحسن معاملة ب حنان يكفي العالم كله أشهرت أصبعها السبابة في وجه ابنتها ب تحذير فوقي يا خديجة و اعرفي انتِ عايزة ايه قبل ما تخسري الباقي "
تركتها و خرجت لينظر الآخر إلي ابنته قليلا قبل ان ينسحب كذلك و هو يفكر في كل كلمة قالتها زوجته
ما ان أُغلق الباب حتى بكت الأخرى و هي تشعر بالضياع












في المساء في منزل مراد حيث الجميع
تنهدت بسمله براحة بعد نوم يزن و جلست على الأريكة بعد ان وضعته في فراشه " ولد زنان ثم نظرت إلى عمها لتردف بتلميح مش عارفة طالع لمين ده يا عمي مقضيها زن عايزني أكون جنبه و بس "
ضحك عز بخفة ليسايرها " طالع ل واحد كبير كدة عامل فيها دكتور اسمه مراد "
هنا ضحك سيف كذلك خاصة بعدما رفع شقيقه حاجبه ب استنكار " بقى كدة ماشي يا بابا انت بتقسم عليا أنت و بنت أخوك ماشي خليك فاكرها بس "
اردف زين الذي كان يعانق والدته من ناحية و الناحية الأخرى كانت تعانق هي فارس عابثة في خصلات شعره بحنو " مش هتنيمينا أحنا كمان يا مامي "
نظرة إلى ثلاثتهم " يلا يا سيدي و هحكيلكم حدوتة كمان وقفت ليقفوا معها الأطفال لتردف للجميع تصبحوا على الخير "
قبل الأطفال جدهم بحب يليه والدهم كذلك ثم صعدوا معها
لم يتبقى سوى الشقيقين و والدهم ليردف عز ب تساؤل " مالكم يا ولاد فريدة "
بدء سيف بالتحدث " مش عارف يا بابا مش عارف هل أنا غلطت أصلا لما تنازلت من الأول ولا ده طبيعي بين اي زوجين انهم يتنازلوا شوية علشان المركب تمشي بس الي اكتشفته ان انا بس الي كنت بتنازل على حاجات كتير "
ضحك بخفة ليتابع " جت في يوم قالتلي مش عارف بقى كانت تقصد ولا لأ بس لمحتلي على مراد انه معظم الوقت قريب من مراته مكانتش أول مرة تقارن بينا و بينهم بس ليه أصلا فكرة شوية طب أنا برجع ألاقيها تعبانة او في وسط الولاد الي أنا عارف انهم يتعبوا أي شخص مهما كان قدرة تحمله و مش جهزالي أصلا لما اراعي ده أبقى مش عارف أكفي مراتي و لو بطلب ده كل شوية هبقى ايه راجل شهواني مبيهموش غير نفسه و بس صح "
هنا تدخل مراد ب تفكير " طب و ليه مفهمتهاش ده و على فكرة انا مش راجل شهواني لحسن تكون بتلمحلي أنا كمان ولا حاجة "
نفى سيف سريعا " لا طبعا مقصدش انا معرفش ايه الي بيدور بينك و بين مراتك انا مش عايش معاكم بس أنت مثلا بعد ولادة عز و زين محصلش بينكم حاجة لفترة اكتر من ست شهور ليه هي مشافتش ده مثلا "
تنهد بقوة ليتابع " حتى يوم الي لبستنا فيه في الشغل بسبب الراجل الي ضحك عليها ده مرضتش أجي عليها و عديت لها مع انها موثقتش فينا ك عيلة هي عايشة معاهم و أفتكرت ان ممكن حد يتصاب عندنا و نرميه مبقتش فاهم طيب مين الي غلط فينا انا ولا هي ولا تربيتها و دلع ابوها ليها فين الغلط أنا بس كنت عايزها تتنازل و لو شوية علشانِ أنا ....على الأقل تثبتلي حبها "
نظر عز ل مراد " و أنت يا كبير يا عاقل "
نظر الآخر في الفراغ ليتحدث مُفكراً بعمق " أنا كمان مبقتش فاهم يا بابا ألوم مازن و أبعده عنها للمرة التانية ولا أعمل ايه .... فكرة أحط نفسي مكان مازن هل لو حد جه أجبرني أني ابعد عنها و أسيبها علشان تبقى ليه هو و أنسى حلم سنين كان بيكبر كل يوم هعرف اتعامل معاه عادي بسهولة ولا هاكله ب سناني "
تساءل عز بخفوت " و لقيت ايه"
اجابه ب حزن " لقيت اني هكون عايز أكله ب سناني و أبعده عنها حتى لو لقيت انها سعيدة معاه مكنتش بردوا هعرف أسامح خاصة و انها مختارتش بينا "
هنا تحدث سيف " لا هو اجبره ان يبعد علشان يبقى مفيش مجال ل الاختيار طب ما تبعده عنها أظن انها دلوقتي كرهته "
ليتابع مراد " فكرة في كدة بس خفت أنِ أبقى أناني .....أنا لما بتبقى قاعدة معاه كنت ببقى بغلي من جوه بس كنت بتحمل علشانها بس الي خلاها تخبي عليا من الأول أنها محتاجاه ك صديق كانت بتثق فيه و قريب منها زمان لو انا طلبت منها تبعد عنه هتكتفي بيا ك حبيب و زوج و صديق ولا هيجي في مرة هتحس انها ناقصها حاجة ثم أكمل حديثه في نفسه خاصة بعد الي حصل بينها و بين خديجة النهاردة كمان الي أنا متأكد انها مش هتعديهولها بسهولة "