رواية ضمير ميت الفصل السابع والعشرين 27 بقلم دنيا آل شملول
ضمير ميت
الحلقة السابعة والعشرون :استيقظت بنشاط وسعادة افتقدتهم في الفترة الأخيرة كثيرًا .. تثاءبت بتكاسل ثم نهضت سريعًا إلى دورة المياه .. أخذت حمامًا سريعًا ثم خرجت وقامت بتجفيف خصلاتها ثم ارتدت بنطال جينز أسود يعلوه شميز أبيض وبليزر أسود كات مع حذاء رياضي أبيض .. وتركت العنان لخصلاتها .. ثم خرجت من الغرفه متجهة للمطبخ .. فوجدت والدها يتناول قهوته الصباحيه .. اقتربت منه بابتسامه وطبعت قبلة طويلة على وجنته وهي تتمتم :
صباح الجمال يا قمر .
شريف بابتسامة :
صباح كل حاجة حلوة ياحبيبة بابا .. شايفك مبسوطة .. فرحيني معاكي .
فاتن وهي تفرك يديها بإحراج :
اا .. أصل أنا وعاصم رجعنا لبعض .
شريف بهدوء :
بتمنالك السعادة يابنتي .
فاتن مبتسمة بهدوء :
هنزل معاك الشركة النهاردة .
شريف بابتسامة :
أخيرا .. هتنوري شركتك تاني .
ابتسمت بسعادة وهي تتمتم :
ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي .
قامت بعمل ساندويتش من الجبن والمخلل وحملت حقيبتها ولحقت بوالدها ليتجها للشركة .
وصلا أخيرًا ودلفا وهي تتأبط ذراعه بابتسامة ..
قابلتهما روح التي نظرت تجاههما بابتسامة متسعة حينما رأت فاتن ووجها المشرق وابتسامتها التي أعادت الروح لوجهها مجددًا :
إيه ده !! بجد مش مصدقة نفسي .. أخيرا رجعتي شغلك بقا ياقمر .
فاتن وهي تحتضنها بسعادة :
طبعا .. خلاص بقا زمن اللعب انتهي .. ودلوقتي جد .
ربتت روح على ذراعها بابتسامة وهي تتمتم :
ربنا يسعدك ياحبيبتي ويديم فرحتك يارب .
شريف بابتسامة هو الآخر :
وأنا مليش نصيب من الدعاوي دي ؟
روح برحابة صدر :
لا طبعا إزاي .. وأنا أصلا ليا مين غيرك انت وفاتن وعاصم وشادي .. أنا بدعيلكم ديما من قلبي .. وربنا يتقبل يارب .
شريف بابتسامة واسعة :
يارب .. أنا هدخل مكتبي بقا عشان عندي اجتماع بعد ساعة .
دلف لمكتبه بهدوء بينما تأبطت فاتن ذراع روح وهي تجذبها لمكتبها وهي تتمتم :
تعالي بقا معايا نشرب قهوة سوا ونخطط خطه صغننه كده ع الماشي .
ضحكت روح بخفة وهي تتمتم :
خطه صغننه ؟!!.. يارب يستر من خططكوا دي .
ضحكت فاتن قبل أن يدلفا لمكتبها وتطلب فاتن قهوة من أجلهما معًا وبدآ في الحديث ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
خرجت من المنزل مبكرًا كعادتها بملابسها الرسمية متجهة لعملها .. ركبت سيارتها بهدوء لكنها رأت شيئا على الزجاج من الخارج ..
خرجت مجددًا وقامت بجذب ذاك الظرف المثبت على الزجاج بالماسح .. ثم فتحته بفضول .. وأخرجت منه وردة حمراء .. لكن ما لبست أن امسكتها حتى بدأت في السعال ..
أبعدت الوردة قليلًا .. وهي تحاول تمالك نفسها .. ثم أخرجت ورقة صغيرة من الظرف وقرأتها لتبتسم بحب وسعادة ثم قامت بضم الورقة إلى قلبها وهي تغمض عينيها رافعة رأسها للسماء بفرح .. ولكن أجفلها صوته وهو يتمتم من خلفها :
إيه ده .. قمر بالنهار ؟
نظرت له بطرف عينها وهي تتمتم :
صباح النور .. ولو سمحت لم نفسك ومتعاكسش بنات الناس .
شادي بابتسامة :
طب لو بحب بنات الناس دول أعاكسهم عادي ولا إيه ؟
سندس :
أسكت ياشادي .. إنت مش رومانسي أصلا أصلا يعني .. بتجمع كل بنات الناس في جملتك !!.. ده أي المرار الطافح ده .
ضحك على عبارتها وتابع :
مش انتي اللي قلتي ؟.. وبعدين ياستي أنا أصلا مش شايف غيرك .. فانتي المفرد وانتي الجمع .
تحمحمت سندس بخجل وهي تتمتم بخفوت :
هـ هو أنا قلت إنك مش رومانسي ؟
شادي :
آه .. شوفتي بقا !
سندس :
سوري .. بسحب كلامي .. انت طلعت أوڤر أوي بصراحة .. يا نيلا .. يا أوڤر !.. وبعدين إحترم نفسك قلت .
شادي مصححًا :
لا لا .. انتي قلتي لم نفسك مش إحترم نفسك .
سندس بحاجب مرفوع :
وهي تفرق ؟
شادي بتأكيد :
طبعًا تفرق .. عارفة تفرق في إيه ؟
سندس :
إيه يا بو العُرِّيف ؟
شادي وهو يقترب بخطوات بطيئة .. لما أكون بعاكسك من بعيد كده تقولي إحترم نفسك .. أما لما بقا تكوني مراتي وأعاكسك هتقولي لم نفسك .
سندس وقد احمرت وجنتيها بخجل ثم استجمعت شجاعتها وهتفت بضيق مصطنع : طب لو سمحت يا أستاذ شادي تحترم نفسك وتوريني عرض اكتافك .
ضحك شادي بخفة ثم التفت موليًا ظهره لها وهو يتمتم :
قيسي .
سندس بعدم فهم :
أقيس إيه ؟
شادي ببراءة :
عرض اكتافي .
ضربت سندس يديها معًا :
يابني امشي من هنا .. أنا ورايا شغل .. وبعدين خد وردتك معاك .
شادي وهو يمثل الحزن :
مش حلوة ؟!!
سندس بتبرير :
لـ لا مقصدش كده .. بس أنا عندي حساسية م الورد .
شادي عاقدًا حاجبيه :
يعني إيه حساسيه م الورد ؟
سندس :
اممم .. أفهمهالك إزاي !.. بص ياسيدي .. لما بشم ورد أو لما عبير الورد نفسه يعدي عليا بفضل أعطس وعيني بتدمع وتاكلني كده وأوقات لو كانت شديده بتسببلي تعب في زوري .. بس كده .
شادي :
طب وده كله من إيه ؟
سندس ببساطة :
مش عارفه .. أنا كده .
شادي :
يادي الحزن .. يعني أنا دلوقتي لما أزعلك مش هراضيكي بورد ؟.. ولما تتعبي وتتحجزي في المستشفى مش هزورك بالورد ؟ ولما نكون في جو رومانسي وشاعري مش هيكون حوالينا ورد ؟.. ومش هعرف أقعد بيكي في جناين فيها ورد ؟.. وفي فرحنا مش هتمسكي بوكيه ورد ؟.. وكمان مش هتحطي تاج ورد على شعرك ؟.. يانهار أبيض إزاي هنعيش من غير الورد ؟
سندس بذهول :
إنت بتفوِّل عليا يا شادي ؟.. وكمان بتندب حظك ؟.. مش هتحط ورد على قبري لما أموت بالمرة ؟!! .. طب غور بقا من وشي .. غور .. وروح اجري اتجوز واحدة بتحب الورد ومعندهاش حساسية منه .. ياكشي ينفعك الورد .
شادي وهو يضحك :
يا بت بهزر .
سندس :
لا متهزرش .. ووسع من طريقي بقا خليني أمشي على شغلي بدل ما اخبطك بالعربية وأروح فيك جنايات .
شادي وهو يقف أمام السيارة :
وريني كده .
سندس :
شادي متستفزنيش أكتر من كده .
شادي بجدية :
سندس .. أنا بجد كنت بهزر .. وبعدين فرفشي كده خلي الصباح جميل وبيضحك يعني .
سندس وهي تدلف لسيارتها :
هفرفش حاضر .. سيبني بقا عشان ورايا شغل .
أماء شادي ومال إلى زجاج السيارة وتحدث بهدوء :
طب وغلاوة أغلى حاجة عندك هطلب منك طلب ومترفضيش .
سندس :
خير .
شادي :
اقبلي عزومتي على العشا الليلادي .
سندس بتفكير :
اممم .. هشوف ظروفي وأقولك .
شادي بابتسامة :
هتسمح إن شاء الله .. مستني اتصالك يا سندوس .
ابتسمت بهدوء ثم غادرت المكان وهي تبتسم بسعادة .. إنه شخص رائع حقًا .. أخذت تتذكر حروفه المطبوعة على ورقته التي وجدتها في الظرف " صباح الجمال على أجمل عيون بندقية .. ياريت بس الابتسامة تظهر على وشك عشان ابتسامتك ليها مفعول خاص جوا قلبي . "
ازدادت ابتسامتها اتساعًا وهي تسترجع ذكرياتهما القليلة معًا ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ارتدت ثيابها على عجلة من أمرها .. ثم خرجت مسرعة من غرفتها .. وجدت والدها يجلس بالأسفل وقد ضعف وجهه كثيرًا ويبدو عليه تقدم العمر .. لكنها لم تتحدث إليه وأكملت طريقها لسيارتها وذهبت للمستشفى كي تطمئن على فراس ..
وصلت إلى هناك تزامنًا مع وصول حازم .. ركضت إليه وهي تراه يحمل السيدة جنات متجهًا للداخل :
حازم في إيه ؟؟.. مالها طنط جنات ؟ إيه اللي حصل؟
حازم :
مش عارف .
استطاعت دالين أن تدرك بأنه من المؤكد أن لؤي قد علم بكل شئ وهذا هو سبب حالتها تلك .. أخرجت هاتفها واتصلت بشدا التي أجابتها بصوت متعب :
دالين .
دالين :
شدا في إيه ؟.. مال صوتك ؟
شدا :
أنا كويسة .. بس لؤي .. لؤي عرف كل حاجة وبطريقة وحشة وصعبة أوي .. أنا قلقانة عليه جدًا .
دالين وهي تهدئها :
اهدي يا حبيبتي بس اهدي وكل حاجه هتتحل .. انتي فين ؟
شدا :
قدام بيت لؤي .
دالين بعدم فهم :
يعني إيه ؟
شدا : يعني خايفه إنه يطلع في أي وقت ويمشي .. لازم أفضل جنبه .
وبالفعل لم تنهي جملتها حتى رأته يخرج من المنزل واستقل سيارته وغادر .. فتحدثت بسرعة :
دالين بعدين نتكلم .
أغلقت الهاتف تاركة دالين التي يتآكلها القلق ..
صعدت للأعلى وسألت عن غرفة السيدة جنات في الاستقبال وأخبروها بمكانها فصعدت إلى هناك لتجد حازم وفراس أمام الغرفة .. ركضت تجاه فراس :
فراس .. انت كويس ؟.. وطنط جومانه كويسه ؟.. وطنط جنات ؟
فراس بهدوء :
كويسين .. كلنا كويسين .
دالين بألم :
يا الله .. امته الكابوس ده ينتهي بس .
فراس وقد تحرك من أمام الغرفة :
أنا لازم أروح لغرام .. دالين من فضلك .. هما هيكشفوا على طنط ويطمنوكم .. ماما كمان في الغرفة اللي جنبها .. عارف إني بتقل عليكي بس ..
دالين بلوم :
إيه اللي بتقوله ده يا فراس .. روح لغرام واتطمن عليها وحاول تكون طبيعي على قد ما تقدر عشانها .. وأنا هستناك هنا .
فراس بامتنان :
تمام .
غادر فراس وبقيت دالين وحازم أمام الغرفة حتى خرج الطبيب وطمأنهم عليها واخبرهم بأنها صدمة عصبيه وضغط نفسي .. وطلب منهم الاهتمام بعلاج القلب حتي لا يتأزم الأمر أكثر .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل بسيارته إلى شاطئ يبعد عن منزله بساعتين ذهابًا بالسيارة .. وقف أمام البحر الذي لا يوجد حوله الكثير من الحركة .. وبدأ في الصراخ بصوت عالٍ فتت قلب تلك التي تجلس في سيارتها تراقبه من بعيد .. وقد رق قلبها وأرادت أن تذهب إليه وتنتشله إلى أحضانها تخفف عنه ما يشعر به الآن .. لكن ما باليد حيلة .. هي لن تضمن رد فعله .. بالإضافة لكون هذا أفضل بالنسبة إليه .. فهو يحتاج وبشدة لهذا الصراخ كي يفرغ هذه الشحنة السلبية بداخله ..
بقيت على حالها لأكثر من ساعتين ونصف .. خرجت من السيارة حينما وجدته راقدًا إلى الرمال بلا حراك .. تقدمت منه لتجده مغمض العينين ويبكي بصمت .. جلست إلى جواره وقد شعر بها فاعتدل وجلس مقابلها ..
نظر لها نظرات تائهة .. وبدأ في البكاء من جديد ..
قامت بمد قدميها للأمام ثم وضعت رأسه على فخذها وبدأت تعبث بخصلاته بهدوء حتي انتظمت أنفاسه وذهب في سبات عميق من شدة التعب ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أنهت بعض أعمالها وقد قررت أن تذهب لمنزل لؤي لتطمئن عليه .. فهاتفه مغلق ومن المفترض أنه هنا الآن .. كما أن اللواء يريده في مهمة ولم يستطع الوصول إليه ..
خرجت من القسم وركبت سيارتها ثم تحركت تجاه منزل لؤي .. طرقت عدة طرقات عليه .. وحينما لم تجد ردًا .. غادرت وترددت كثيرًا أن تتصل بشادي لكنها حسمت أمرها وهاتفته .
شادي :
الو ..
سندس :
شادي أنا سندس .. متعرفش لؤي فين ؟
شادي :
لؤي ؟.. لا مش عارف .. في حاجه ولا إيه ؟
سندس :
مش عارفة أنا قلقانة .. هو مجاش لحد دلوقتي القسم .. وجيتله البيت ومحدش فيه .. واللوا عايزه ضروري .. وفونه مقفول مش عارفه أعمل إيه .
شادي :
قابليني عند مستشفى فراس .
أغلقت الهاتف وغيرت اتجاهها إلى المستشفى .. وصلت إلى هناك فوجدته ينتظرها عند الباب .. وقبل أن تصعد السلالم وجدا فراس يخرج من البوابه ..
شادي :
فراس !!.. انت كويس ؟.. مالك عامل كده ليه ؟
فراس بهدوء :
مفيش حاجه أنا كويس .
سندس :
متعرفش لؤي فين ؟
فراس وقد لاحظ شيئًا غريبًا على بعد من مكانهم :
اا .. لـ لؤي ااا ..
وقبل أن يتحدث ارتفع صوت طلقة نارية .. تعرف طريقها جيدًا .. لتخترق هذا الجسد بكل قسوة ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
استقل سيارته سريعًا بعدما هاتف دالين ليطلب منها مرافقته لجلب هدية من أجل فاتن ..
فأخبرته كونها بالمستشفى .. فلم ينتظر أن يستفسر عن شئ ليذهب سريعًا إليها غير منتبه لتلك السيارة التي تتبعه وبداخلها هذين الملثمين .. وصل حيث المستشفي ونزل من سيارته سريعًا حينما لمح شادي وفراس وفتاة ما يبدو من ثيابها أنها شرطية ..
صعد السلم درجتين درجتين .. في حين تلعثم فراس وهو يتحدث إلى سندس ناظرًا خلفها لشئ ما .. شعرت من نظرته كونه مريب .. فالتفتت لتلمح ذاك الملثم الذي يشهر سلاحه .. وبحركة سريعة أخرجت سلاحها ودفعت عاصم ليقعا معًا من فوق الدرج .. لتستقر الرصاصة في صدر فراس بلا رحمة ..
بقي لثوانٍ واقفًا قبل أن يسقط بين يدي شادي الذي هرع إليه قبل أن يسقط ليصرخ بصوته كله فخرج له طبيب وممرضين بالترولي وحملا فراس لغرفة العمليات .. ثم تحرك شادي ليحمل تلك التي فقدت وعيها إثر سقطتها تلك وارتطام رأسها بالأرضية .. بينما حاول عاصم الوقوف على قدمه لكنه لا يستطيع الضغط عليها أبدًا ..
في حين هربت السيارة فور إطلاق الرصاص .
هرع شادي للداخل وأرسل ممرضين لعاصم فحملاه وهو يتألم من قدمه التي إلتوت تحته .. دلف عاصم ليراه الطبيب ويخبره بكونه التواء وسيحتاج لتجبيسه لنصف شهر .
بينما تمت معالجة جرح رأس سندس .. فتحرك شادي تجاه غرفة العمليات وحينما رأى إحدى الممرضات تخرج سألها بقلق عن حالته .. فأخبرته بأن يدعو له وغادرت دون أي إضافة ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صرخت بألم وهي تضع يدها على صدرها مما أفزع عمرو الذي هرع إليها في خوف وقلق :
غرام .. غرام حبيبتي مالك ؟.. إيه بيوجعك ؟.. في إيه ؟
لم تستطع التحدث لكنها ركضت من أمامه وهي تصرخ باسم فراس .. فعلم عمرو من فوره أن مكروهًا ما أصاب فراس .. فهو يعلم جيدًا بأن أحدهما إن أصيب بسوء يشعر به الآخر ..
دلف لسيارته وركبت بجانبه ليقلها سريعًا إلى المستشفى وهو يحاول في يأس الإتصال على فراس .. لكن لا إجابة ..
وصلا أخيرًا لتدفع غرام الباب وتندفع بعده وكانت على وشك السقوط بسبب هذا الإندفاع .. فلم يكن عمرو قد أوقف السيارة تمامًا .. لكنها أمسكت بإحدى الأعمدة قبل أن تسقط أرضًا ومن ثم ركضت مجددًا للداخل .. وما إن دلفت حتى صرخت بقلق :
فرااس .. فراس فيين ؟
أتتها إحدى الممرضات وأخبرتها بأنه في غرفة العمليات ولم يخرج بعد .. لم تعطها غرام فرصة لأن تتم حديثها بل دفعتها من طريقها وركضت بسرعة إلى الأعلي حتى وصلت لغرفة العمليات لتجد شادي مسندًا رأسه إلى الحائط وهو جالس إلى إحدى المقاعد .
غرام بخوف وقلق :
فـ فراس فين ؟.. فراس ماله ؟
وقف شادي سريعًا ونظر لها ليعرف على الفور بأنها غرام .. وكاد يتحدث إلا أن أوقفه وصول عمرو الذي تحدث بلهاث :
في إيه ياشادي ؟.. فراس فين ؟.. وإيه اللي بيحصل؟
شادي بخفوت :
انضرب بالنار وهو في العمليات دلوقتي .
صرخة ضعيفة متألمهةخرجت من بين شفتيها باسمه قبل أن تسقط بينهم فاقدة للوعي .
انتشلها عمرو سريعًا ودلف بها لإحدى الغرف ليأتي طبيب ما ويعطيها مهدئ لتذهب في سبات عميق ودموعها لا تزال تغرق وجنتيها .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
استيقظ من نومه مستشعرًا الألم بعنقه .. فاعتدل سريعًا حينما وجد شدا تنظر إليه بأجمل ابتسامة رآها بها يومًا ..
لؤي بهدوء :
أنا .. نمت كتير ؟
شدا بابتسامة :
يعني ساعتين تلاته أربعه كده .
لؤي بابتسامة خفيفة :
متأكده إنهم مش خمس ساعات !
ضحكت بخفة وهي تتمتم :
لا لا موصلوش خمسة .
تنهد بهدوء قبل أن يتحدث بتردد :
اا .. هـ هما .. هما كويسين ؟
شعرت شدا بتردده فأجابت بهدوء :
ان شاء الله يبقوا كويسين .. دالين مع طنط جنات وحازم مع طنط جومانه وأكيد فراس معاهم كمان .. بس زيادة اطمئنان هقوم أجيب تليفوني من العربية ونتطمن عليهم .
تحركت بخفة لتذهب لسيارتها وجلبت هاتفها لتتفاجأ بكم الاتصالات التي أتتها من دالين وشادي وكذلك عمرو ..
هاتفت دالين أولًا لترد عليها الأخرى في قلق :
إيه ياشدا .. فينك كل ده قلقتيني عليكي .
شدا بهدوء :
آسفه حبيبتي .. بس أصل تليفوني كان في العربية وأنا نزلت ونسيته .
دالين :
تمام مفيش مشكلة .. لؤي كويس ؟
شدا بهدوء :
نوعًا ما .. إيه أخبار طنط جنات وطنط جومانه ؟
دالين :
إلى حد ما كويسين .. بس طنط جنات بتفوق تنادي على لؤي وأطمنها فترجع تنام تاني .. أما طنط جومانه مفقتش لحد دلوقتي .
شدا بهدوء :
ان شاء الله خير .. ربنا يعدلها .
دالين :
شدا بليز .. كلمي لؤي يجيلها .. الدكتور بيقول إن جسمها مبيستجبش لعلاج القلب لإن نفسيتها تعبانه .. هي محتاجاه جنبها .
شدا بتنهيده :
سلميها لله ياحبيبتي .
دالين :
ونعم بالله .. يلا أسيبك أنا ... بس خلي تليفونك جنبك ومتقلقنيش تاني عليكي .
شدا :
حاضر يا حبيبتي .. يلا سلام .
أغلقت شدا مع دالين وهي تنظر تجاه لؤي الذي ينظر لها باستفهام ..
أخبرته شدا بحالة السيدة جنات ليتنهد بتعب وهو ينظر للفراغ بأعين زائغة ..
ترددت شدا في مهاتفة شادي لكنها حسمت الأمر وهاتفته .. فبالتأكيد هناك أمر ما قد حدث .. وإلا لم يكن ليهاتفها كل ذلك .. أتاها صوته الهادر :
شدا انتي فين ؟.. ولؤي فين ؟
شدا بقلق :
اا .. فـ في إيه يا شادي ؟
شادي :
فراس اتضرب بالنار .
شهقت شدا وهي تضع يدها علي فمها في ذهول متمته :
فراس ؟!!!
جذب لؤي الهاتف من يدها ليتحدث هو إلى شادي :
إيه اللي حصل ؟.. ماله فراس؟
شادي :
فراس انضرب بالنار وسندس دماغها مفتوحه ومينفعش تتحرك كتير وعاصم رجله اتلوت وعمرو مشغول مع مراته عشان أعصابها تعبانه عشان فراس والعربية هربت باللي فيها وأنا مش عارف أتصرف لوحدي .
أغلق لؤي الهاتف دون أن يستمع لأي حرف آخر وهو يتحرك من مكانه موجهًا حديثه لشدا :
يلا بسرعة .
تحرك كل منهما تجاه سيارته وقادا بسرعة متجهين إلى المستشفى ..
وصلا بعد وقت طويل .. ليدلف لؤي ولحقت به شدا ..
سأل عن فراس فأخبروه بأنه لا يزال بغرفة العمليات .. وصل حيث غرفة العمليات ليجد شادي يقف بجانب الغرفة مستندًا إلى الحائط وتجلس بجانبه سندس التي يلتف حول رأسها شاش طبي .. وعاصم يليها بقدم ممدد مجبس ..
ركض تجاه شادي الذي سأله عن سبب تأخره فأجاب بهدوء :
مش وقته .. عايز أعرف اللي حصل .
اقتربت منه سندس وهي تتمتم :
لؤي تعالى معايا .
تحركا بعيدًا عن المكان قليلًا لتتحدث سندس بصوت خافت لا يسمعه سوى لؤي :
اللي ضرب النار مكنش قاصد فراس أبدًا .
لؤي بعدم فهم :
أومال مين ؟
سندس :
عاصم .. اللي ضرب النار كان قاصد عاصم مش فراس .. بس زقتي لعاصم خلت الطلقة بدل ما تدخل في ضهر عاصم دخلت في صدر فراس .. أنا بعتت لمتخصص تفريغ الكاميرات وفتحت محضر .. كل حاجة واقفة على إن فراس يفوق بالسلامة بس وياخدو أقوالي أنا وعاصم وشادي .
لؤي بتنهيدة :
فراس عامل إيه دلوقتي؟
قاطعهم خروج الطبيب وليد وهو يتحدث بسرعة ووجه متعرق :
الحمد لله قدرنا نخرج الرصاصة .. بس محتاجين دم فريش .. فين والدته أو أخته ؟؟
اقترب لؤي سريعًا وهو يتحدث :
خد مني الدم اللي تحتاجه .. أنا أخوه .
نظر الجميع تجاهه بفاه مفتوح قبل أن يتحدث وليد بعدم فهم :
أخوه إزاي يعني ... فراس معنـ ..
لؤي مقاطعًا :
إنت لسا هتلوكلوك .. ياعم اخلص الأول وبعدين ابقي اسأل .
أماء وليد قبل أن يرسل معه إحدى الممرضات كي تجهزه لنقل الدماء إلى فراس .
غادرت شدا هي الأخري لتصعد لدالين لترى السيدة جنات وجومانه ..
دلفت بهدوء لغرفة جنات فوجدت دالين غاف بالقرب منها على إحدى المقاعد .. اقتربت بهدوء لتوقظها .
دالين :
شدا ؟.. انتي جيتي امته ؟
شدا بهدوء :
لسه جايه .
دالين :
لؤي جه معاكي ؟
شدا :
أيوه .. بس هو تحت
دالين :
يعني إيه ؟.. مش هيطلع يشوفها ؟!
شدا بتوتر وارتباك :
ا اا اكيد هيطلع .. اا أنا هروح أشوف طنط جومـ ..
قاطعتها دالين :
شدا في إيه ؟
شدا :
مفيش حاجة .. عايزه اتطمن عليها بس .
دالين :
شدا إحنا مش معرفة إمبارح بس .. إحنا معرفة سنين .. قوليلي في إيه ؟
شدا باستسلام :
دالين .. فراس اتصاب .. بس والله هو كويس وخرجوا الرصاصه ودلوقتي هينقلوله دم من لؤي وهيبقى كويس .
اغرورقت عينيها بالدموع وهي تنظر للفراغ .. لقد كان صوت الرصاص حقيقي حين سمعته .. لقد شعرت بألم في قلبها لكنها كذبت نفسها وشعورها .. ركضت من أمامها متجهة حيث غرفة العمليات لتجد لؤي مرتديًا الواقي وفي طريقه للغرفة ..
دالين بدموع :
لؤي .. لؤي في إيه ؟... فراس ماله ؟.. هو كويس صح ؟
لؤي وهو يطمئنها :
اهدي الحمد لله هو كويس .. هيتنقله دم بس ويبقى تمام .
أجفلهما صوت غرام التي تركض تجاههم وهي تنادي على دالين بلهفه :
دالين .. دالين فراس يادالين .
احتضنتها دالين وهي تمسد على ظهرها بهدوء :
اهدي اهدي هو كويس الحمد لله .. مفهوش حاجه .. هيكون بخير .. فراس قوي وهيرجعلنا بالسلامه .
كان لؤي ينظر تجاه غرام بشرود أفاقه منه صوت الممرضة :
لو سمحت يلا .. مينفعش نتأخر .
رفعت غرام رأسها عن كتف دالين لتسقط عسليتيها في عينيه التي تنظر لها نظرة غريبة لم تفهمها .. واعتلى ثغره ابتسامة كشفت عن غمازتيه الغائرتين .. قبل أن يتحرك مع الممرضة للداخل .
اقترب عمرو من غرام وأسندها لتجلس إلى أحد المقاعد لتجلس دالين بجوارها قليلًا .. ثم تحركت بهدوء وهي تتمتم :
هعمل حاجه بسرعه وأجي .
كانت على وشك الصعود للأعلى ولكنها رأت شدا تخرج من المصعد وهي تسند السيدة جنات بهدوء .
دالين :
اتحركتي ليه بس ؟
شدا :
فاقت ورفضت تفضل فوق .. هي وعدتني هتكون متماسكة وقوية .
دالين :
يارب يسهل الأمر .. طب هطلع أشوف طنط جومانه وأحصلكم
وبالفعل صعدت دالين لتجد السيدة جومانه تحاول النهوض وحازم يحاول منعها ..
دالين :
هتروحي فين ياطنط بس ؟
السيدة جومانه بتعب :
فارس .. عايزه أروح لفارس .
دالين بهدوء :
طب ممكن تهدي وتسمعيني ؟
السيدة جومانه :
مش هسمع .. عايزه أروح لابني .
دلفت الممرضهةة في هذا الوقت لتستمع لآخر ما قالته جومانه .. فتحدثت بهدوء غير مدركة بعدم علم السيدة جومانه :
هو كويس حضرتك متقلقيش .. خرجوا الرصاصة من صدره ودلوقتي بينقلوله دم وهيبقي كويس ان شاء الله .
السيدة جومانه بوجه شاحب :
هي بتقول إيه ؟.. رصاصة إيه ودم إيه ؟.. انتي بتقولي إيه ؟
دالين :
طنط عشان خاطري الانفعال مش كويس عشانك
السيدة جومانه بغضب :
قوليلي هي بتتكلم عن إيه .
دالين باستسلام :
فراس اتصاب اصابه خفيفة الحمد لله بس والله هو كويس .. وفارس بينقله دم .
تحركت السيدة جومانه بقلق وهي تتمتم :
ودوني لاولادي فورًا .
تحركت السيدة جومانه مع حازم ودالين للأسفل وجلست بجانب ابنتها وعينيها مسلطة على السيدة جنات ..
لا تعلم هل تغضب منها لكونها تضم ابنها إلى أحضانها منذ سنوات في حين تحيا هي في عذاب وهم موته ..
أم تشكرها لأنها أنقذته وبقيت بجانبه حتى أصبح رجلًا كـ لؤي .. وقفتا معًا واقتربتا من بعضهما بهدوء ثم احتضنت كل منهما الأخرى وبكيا معًا مما أثار الاستغراب داخل غرام التي تنظر تجاههما بعدم فهم .
تحركت دالين إلى حانب غرام التي مالت إليها وهي تسألها :
هو في إيه ؟
دالين :
ااا .. أبدًا ... ممكن يكونوا أصحاب مثلا .
غرام :
دالين .
دالين باستسلام وترقب :
مش عارفه هو ده الوقت المناسب ولا لا .. بس .. اا ..
عمرو :
بس إيه يا دالين .. في إيه ؟
دالين :
أصل طنط جنات أخدت فارس وربته لحد ما كبر .
نظر لها عمرو بعدم فهم .. بينما تحدثت غرام :
فارس مين ؟.. انتي بتتكلمي عن إيه ؟
دالين بتنهيدة :
هحكيلكم كل حاجه .
بدأ دالين في قص كل شئ عليهما مما جعلهما ينظران لبعضهما في صدمة ..
غرام :
فـ فارس .. فارس أخويا أنا عا .. عايش ؟
قاطعهم فتح باب غرفة العمليات وخروج لؤي الذي يستند على الطبيب وليد الذي تعلو شفتيه ابتسامة هادئة :
حمد الله على سلامته يا جماعة .. هو إن شاء الله هيتنقل لغرفة عادية بعد شويه .
غادر وليد إلى مكتبه .. بينما وقف لؤي وعينيه معلقة على السيدة جنات التي تنظر له بأعين متورمة من البكاء وشفاه تهتز بقوة .. اقترب منها بهدوء ثم جذبها إلى أحضانه لتتشبث به بقوة وتترك العنان لشهقاتها ..
مما أثار الدموع بأعين الجميع تأثرًا بهذا الموقف ..
بدأت ترتخي قبضتها حوله حتى فقدت الوعي بين يديه .. ليقترب شادي مسرعًا ويحملها متجهًا بها إلى إحدى الغرف .. بعدما نادى على الطبيب كي يفحصها .
بينما تحولت نظرات لؤي لتلك التي تقف وتنظر له بشوق وحنين ولهفه ودموعها تنزل على خديها كالسيل بلا توقف ..
اقتربا من بعضهما بخطوات بطيئة ثم انتشلته من ملابسه واحتضنته وهي تقبل كل إنش في وجهه وتدفن رأسها بعنقه تستنشق رائحته التي افتقدتها منذ سنوات .. لتبتعد بعد وقت طويل .. فأسندتها دالين لتجلس إلى المقعد لترتاح قليلًا ..
بينما عيني لؤي كانت تبحث عن تلك التي يعشقها فراس ولا يطيق عليها الهواء حتى ..
اقتربت منه بخطوات بطيئة بالكاد تحرك قدميها .. حتى لم يبقى بينهما سوى خطوة واحدة فانتشلها عن الأرضية ليدفنها بين ذراعيه بقوة .. الآن لديه أخت .. بعد كل تلك السنوات من الحرمان لديه أخت .. لقد كان يشعر طيلة حياته بالنقص بسبب عدم وجود أخت له تشاركه آلامه وأحزانه .. يشاكسها قبل خروجه وبعد عودته .. والآن أصبحت لديه أخت بالفعل ..
بينما كانت غرام تبكي بصمت وهي تتشبث بقميصه بقوه تشتم رائحته التي لا تختلف عن فراس .. حتى سمعا صوت عمرو الذي اقترب بجديه مصطنعه :
بس بس كفاية .. ابعد عنها لو سمحت كده .. إيه إيه في إيه .. أنا كنت جايب آخري من فراس وباجي اشتكيلك وتهونها عليا .. دلوقتي بقيت انت وفراس .. اشتكي لمين دلوقتي .. لا كده كتير بصراحة .
ضحكوا بخفة على مزاحه قبل أن يقترب عمرو منه ويحتضنه بقوه وهو يتمتم :
وبقينا نسايب ياض يا لؤي !..
لؤي وهو يربت على ظهره :
وانت الصادق منافسين .. انت عارف إن عمري كله راح وأنا مفكر معنديش أخت .. ودلوقتي ظهرت أختي .. معتقدش هسيبهالك قبل ما أشبع منها .. دا لو شبعت .
عمرو بغيظ :
دا باينه مرار طافح .
لؤي :
لازم تتقبل الواقع .
عمرو باستخفاف :
هه .. الواقع مليان قواقع .
ضحكوا جميعًا عليه قبل أن يخرج الممرض وهو يسحب الترولي الخاص بفراس ليدخله إلى غرفة عادية .. وطلب منهم ألا يدلفوا جميعًا مرة واحدة حتى لا ينتكس .. فهو بحاجة إلى الراحة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أنهت عملها وهاتفت عاصم الذي أخبرها بما حدث باختصار .. لتذهب تجاه مكتب روح الذي انتهت هي الأخرى وأخبرتها بما قاله عاصم فتحركتا تجاه المستشفى بسرعة ..
وصلتا تزامنا مع خروج شدا ودالين وعاصم الذي يتسند إلى حازم ..
فاتن :
رايحين فين ؟..
ثم شهقت وهي تنظر لعاصم :
عاصم إيه اللي عمل في رجلك كده ؟!
اقتربت روح بلهفه ليتحدث بهدوء :
اهدوا مفيش حاجه .. أنا بس وقعت من ع السلم ومجرد التواء .. خمستاشر يوم وافكها .
اقتربت فاتن بهدوء :
طب تعالي اسند عليا أنا .
حازم بسخرية :
حتى في دي فيها نحنحة .. ارحمونا بقا .
عاصم بضحكه :
وانت مالك انت .. منفسن ليه ؟.. ولا بدور مصدرالك الوش الخشب .
حازم بحسرة حينما تذكر بدور التي لا تترك فرصة إلا وتلقي دبشًا بوجهه .. فتحدثت شدا :
هنرغي النهارده ونمشي بكره ولا إيه ؟
حازم بسرعة :
لا يامعلمه .. يلا يلا مشينا .
فاتن :
طب انتوا هتروحوا فين ؟
شدا :
هنغير الهدوم دي ونجيب لبس للكل هنا واكل ونرجع .
فاتن :
طب إيه ؟.. الدنيا كويسه جوه ولا إيه ؟
دالين :
الحمد لله تمام .
ذهبوا جميعًا وكل منهم قام بعمله ليعوداوا للمستشفى من جديد .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
قام المتخصص بتفريغ الكاميرات .. ليجدوا بأن السيارة بالفعل كانت آتيه خلف عاصم ..
شاهدوا بالضبط ماحدث .. لكن السيارة لا تعلق أي نمر .. والرجلين ملثمين .. والأمر يبدوا صعبًا بعض الشئ ..
سندس :
هنعمل إيه ؟
لؤي :
مفيش غير حل واحد عشان نعرف مين اللي ورا الموضوع ده .
سندس :
إيه هو ؟
لؤي :
تعالي معايا وهتعرفي .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يتبع ...
