اخر الروايات

رواية ضمير ميت الفصل السادس والعشرين 26 بقلم دنيا آل شملول

رواية ضمير ميت الفصل السادس والعشرين 26 بقلم دنيا آل شملول


 ضمير ميت

الحلقة السادسة والعشرون :

وصلا لشقة عمرو والتي اختارها وغرام معًا .. كانت من طابقين ويحيط بها حديقة صغيرة اهتم عمرو كثيرًا بها ليجعلها مليئة بالياسمين الذي تحبه غرام .. وكذلك وضع لها في إحدى الجوانب أرجوحة .. وفي جانب آخر زرع عمود مناسب الطول لكي تُعلق عليه لوحاتها حينما تقوم بالرسم ..

دلفا بهدوء وكانت غرام تجول بناظريها في المكان لإلهاء نفسها .. بينما ابتسم عمرو بهدوء وهو يُشعل الأضواء .. تقدم ومد يده لها لتدلف بهدوء ثم أغلق الباب ووقف بجوارها يجول بنظره في المكان كما تفعل .. التفتت له غرام وهي تتمتم :
اا عـ عايزه أغير فستاني .. حساه تقيل و .. وتعبت منه .

عمرو بهدوء :
تعالي .

أخذها وذهب بها لغرفتهما .. دلفت أولا والتوتر بداخلها يزداد .

عمرو بنبرة مطمئنة :
أنا هاخد هدوم وأغير تحت في حمام أوضة الضيوف .. وانتي خدي راحتك .. ولما تخلصي انزلي نتعشى مع بعض .

أنهى جملته مع انتهائه من أخذ ملابسه .. وخرج بهدوء لتتنفس غرام بارتياح .. فهي كانت كمن يكتم أنفاسه لدقائق متتالية .

أخرجت لنفسها منامة مريحة وقامت بتبديل ملابسها وأزالت الميك أب عن وجهها .. وحاولت مرارًا أن تضبط أنفاسها وتستجمع شجاعتها ..
أغمضت عينيها بقوة وهي تتمتم في نفسها :
مفيش داعي للخوف .. عمرو ده حبيبك .. مفيش داعي للخوف .

أخذت شهيقًا طويلًا ثم أخرجته بهدوء وهي تفتح عينيها تدريجيًا .. ثم خرجت من دورة المياه واتجهت للأسفل .. لتجده ينظم أطباق السفره بهدوء مرتديًا شورت قماشي أبيض يصل للركبة يعلوه فانلة كات سماوية .

تبخرت شجاعتها لرؤيته بهذا الشكل وعادت خطواتها للدرج ولكن أوقفها صوته :
تعالي ياغرام .

غرام وهي تزدرد ريقها بتوتر :
اا .. جـ جايه أهو .

نظر تجاهها وهي تتقدم بمنامتها الأورانجيه التي تُظهرها كطفلة وابتسم بخفه وهو يزيح أحد المقاعد ويتحدث بلهجة مرحك :
اتفضلي يا أميرتي .. يسعدني إننا نتشارك أول عشا لينا في بيتنا .. نورتي بيتك يا غرامي .

غرام بابتسامة هادئك اقتربت وجلست على المقعد وهي تتمتم في مرح بعد أن زال بعض من توترها بحديثه :
منور بيك يا عموري .

ابتسم بهدوء وجلس بجوارها وبدآ في الأكل بهدوء ولم تخلُ جلستهم من نظرات عمرو العاشقه وتورد وجنتيها باستمرار .. انتهيا أخيرًا وقاما بتنظيف المكان سريعًا ثم جذبها عمرو من يدها بهدوء إلى غرفتهما ..
جلس إلى الفراش وأجلسها بجانبه وهو يتمتم :
أخيرًا .

غرام بارتباك :
اا أخيرًا إيه ؟

عمرو بمرح :
قدرت أمسك إيدك وأنا متطمن إن فراس مش هينطلي زي قرد قطع .

ضحكت غرام بخفة فأخذ ينظر إليها ولملامحها الهادئة وعينيها البريئة وضحكتها الساحرة .

نظرت له غرام لتجده ينظر لها بهذا الشكل فارتبكت بعض الشئ ..

عمرو بهمس :
بحبك .

غرام وقد شعرت بالدوار يداهمها :
و و وأنا كمان .

عمرو وهو يقترب منها بحذر :
انتي كمان إيه ؟

غرام ببراءة :
بحبك !

ابتسم ابتسامه خفيفة لتنظر له في غيظ :
بردو بتشتغلني ؟!

عمرو وهو يقرب رأسه إليها :
وأنا أقدر بردو ..

وصمتت شهرزاد عن الكلام المباح .. ليحيا كل منهما في عالم النعيم الخاص بمن عشقه .. نعيم حلاله .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

أصرت روح على أن يوصلها شادي أولا ثم يذهب بسندس .. وقد نفذ رغبتها بصدر رحب .. فهو يعلم أنها تتقصد ذلك ..

وصل حيث منزلها فقامت بفك حزام الأمان .. ونظرت تجاهه بهدوء وهي تتمتم :
شكرا .

شادي بابتسامة :
على إيه ؟

سندس :
عشان وصلتني .

شادي بمشاكسك :
لا ما هو مفيش داعي للشكر .. أي واحد شهم مكاني هيعمل كده .

سندس بغيظ :
وأي واحدة هيوصلها شهم زيك هتقوله شكرا .

كانت على وشك الذهاب لكنه أمسك بيدها وأعادها لمكانها مجددًا وهو يتساءل :
وياترى لو الشهم ده بيحبها .. هتقوله شكرا بس كده بردو ؟

ابتسامة خفيفة علت ثغرها وقد نجحت في إخفائها سريعًا وهي تتمتم بهدوء :
أومال هيعوز إيه ؟

شادي :
كلك نظر .. أنا واحد سنجل .. وعايش حياتي كلها سنجلة في سنجلة .. مع إني رايح جاي بين مصر وانجلترا والبنات أشكال وألوان وبردو سنجل .. تفتكري هعوز إيه ؟

سندس :
اه هتعوز إيه بردو ؟.. وبعدين بمزاجك أو غصب عنك إنت مضطر تقفل قلبك عشان الحيوانة اللي هتحبك تكون أول واحدة دخلته .

شادي رافعًا إحدى حاجبيه وبمشاكسه :
طب بتشتمي نفسك ليه ؟.. أنا مسمحلكيش على فكره .

سندس بسذاجه :
أنا حره أشتم نفسي براحتي .

انتبهت لحديثها ثم نظرت له لترى تلك الابتسامة التي تطفو على ملامحه فاحمرت خجلًا وحاولت الخروج من السيارة لكنه أمسك بيدها لتستقر مكانها من جديد وتمتم بهدوء :
سندس .. من غير مقدمات ومن غير ارتباط ومن غير نتعرف على بعض سنتين تلاته .. تقبلي تتجوزيني ؟

سندس بصدمه :
بتقول إيه ؟

شادي بهدوء :
تقبلي تتجوزيني يا سندس ؟

سندس بعدم استيعاب :
شادي إحنا .. إحنا حتى منعرفش بعض .. منعرفش ميول بعض ولا عندنا خلفية عن حياة بعض .. كل مقابلاتنا كانت عبارة عن إني خبطت فيك مرة ودي تاني مرح .. جواز إيه اللي بتتكلم فيه ؟

شادي بهدوء :
أنا مش محتاج أشوفك ألف مرة عشان أحبك .. أنا شفتك وعجبتني شخصيتك .. عجبني ثقتك بنفسك .. شجاعتك .. جرأتك .. مش لازم أقعد سنه عشان أقتنع إني بحبك .. عادي إحنا ممكن نتجوز ونتعرف على بعض عن قرب .. أنا بوعدك إنك متندميش على الخطوه دي .

سندس بحيرة :
بـ بس يا شادي أنا .. أنا ..

شادي مقاطعًا :
خدي وقتك يا سندس .. وأنا لو بعد كام سنه هستناكي .

أماءت بابتسا ثم خرجت بسرعة واتجهت إلى منزلها وهي تضع يدها تجاه قلبها بابتسامة ترتسم بسعادة على محياها .. بينما عاد هو أدراجه للمنزل وهو حائر .. هل ستوافق على عرضه ؟.. هل تشعر بقلبه ولو قليلًا فقط ؟

تنهد بقوة وهو يترك للقدر الإختيار وسلم بالأمر لله .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كان الجميع يقف في ترقب وعيونهم جميعًا مسلطة فقط على السيدة حياه والدة دالين ..

وحينما طال صمتها تحدثت دالين بنفاذ صبر : ماما في إيه ؟.. اعتراف إيه ؟.. وفارس مين اللي تقصديه ؟

حياه :
فارس رأفت الصاوي .

لايعلم فراس لما تلك الإنقباضة بقلبه .. لكنه حاول التماسك والظهور كأن لا حرب تُقام بداخله ..

فراس بخفوت :
ماله فارس ؟

= عايش وبينا .

تلك الهبارة التي نطقت بها السيدة جنات التي تنزل الدرج مستندة على يد شدا التي لا تفهم شيئًا مما يتحدثون عنه .

السيدة جومانه وقد اقتربت من السيدة حياه وأمسكت بيدها في رجاء ودموعها تنساب على وجنتيها بلا توقف :
فـ فارس ابني ؟.. فارس ابني أنا عايش ؟.. حياه .. ردي عليا .. فارس ابني عايش ؟

السيدة حياه وهي تومئ برأسها عدة مرات قبل أن تنطق :
أيوه يا جومانه .. فارس عايش .. وكلنا نعرفه شخصيًا .

ألقت جومانه بجسدها على الأريكة وأخذت شهقاتها تعلُ وهي تتمتم من بين دموعها :
ألف حمد وشكر ليك يارب .. ألف حمد وشكر ليك يارب .

كل هذا كان تحت نظرات فراس الواقف في مكانه بلا حراك .. وكأن أحدهم سكب دلوًا من الماء البارد فوق رأسه .. تجمدت حواسه ولم يستطع التحرك أو النطق .

اقتربت دالين من والدتها وهي تمسك بيدها في رجاء :
هو فين ياماما ؟.. وليه ساكته كل ده ؟.. إيه اللي بيحصل يا ماما ؟.. وانتي تعرفي من إمته ؟.. فهميني يا ماما في إيه ؟

تحدثت السيدة جنات هذه المرة أيضًا .. فهي تعلم تمام العلم بأن هذا اليوم آتٍ لا محاله :
أنا ربيته .. وكبرته وعلمته .. أنا مبخلفش وكنت أنا وحياه أصدقاء .. جتلي في يوم مفزوعة وخايفة وفضلت تعيط كتير .. ولما سألتها عن سبب اللي بيها قالت إن ماجد مكلف ناس يخلصوا من إبن رأفت .. وإنها متكتفة ومش عارفة تعمل إيه .. وقالت إنها عرفت بمحض الصدفة إنه بيشتغل في الأعضاء البشرية مع رأفت .. ولما اختلفوا وانفصلوا كان ماجد ليه حساب مخلصش ورأفت رفض يديله حاجة وماجد هدده .. بس رأفت مسمعلوش ..
وقتها أنا قلتلها مش هينفع نسكت ولا هينفع نبلغ .. فمكنش في حل غير إننا لبسنا وخرجنا على أساس نروح البيت عند حياه لحد ما نشوف حل .. وقتها ع الطريق عدت عربية إسعاف بسرعة ولما سألنا عرفنا إن عيل ضربته عربيه ..
حياه فضلت تصرخ وتقول قتله .. أنا خدتها ورحت ع المستشفي .. كان الولد في غرفة العمليات .. وكانت المستشفى دي نفسها المستشفى اللي بيشتغل فيها مصعب الدالي اللي هو جوزي ..
كان دكتور مخ وأعصاب .. أنا جريت عليه وقلتله إن الولد ده لو اتعرف إنه عايش هيقتلوه ..
وقعدت حياه من تاني وحكتله كل حاجه ..

قرر مصعب وقتها إنه يحمي الولد ..
بعد العمليات أقنع دكتور العملية بإنه يبلغهم بوفاته وفهمه إن حياة الولد معرضة للخطر .. وفعلا ده اللي حصل .. واقتنعوا بموته وطبعا من الصدمه مكنش حد فيهم فايق ..
لف مصعب على جثة لطفل يكون شكله في نفس السن ع الاقل لحد ما لقي .. وشوهها على أساس إن الأسفلت سلخ وشه .. وبعدها أخدتوه انتوا ودفنتوه ..
فضل مصعب يهتم بالولد لحد ما بقى كويس .. بس مش فاكر أي حاجة عن حياته لانه فقد الذاكره تمامًا ..
وده كان توفيق من ربنا لأنه لو كان فاكر فكان هيخرج لإنه كبير كفاية إنه يفهم ويتكلم ..

بعدها كتبناه بإسمنا بمساعدة أصحاب لمصعب قُدامى .. أخدناه وسافرنا بره البلد ١٥ سنه بحالهم .. ومرجعناش غير لما مات مصعب واستقر لؤي هنا .

دالين وهي تضع يدها علي فمها في ذهول ودهشه :
لـ لـ لؤي ؟؟!!!!!!!

لم تكن تقل صدمة شدا أو فراس أو جومانة عنها شيئًا .. وفي الحال وقعت جومانة فاقدة للوعي .. ركض إليها فراس وحملها بين يديه ودلف بها للغرفة وأسعفها ثم خرج ليجد دالين تقف أمام الباب تنتظره .

دالين بلهفة :
هي كويسه ؟؟

أماء فراس بهدوء قبل أن يجلس إلى الأرض واضعًا رأسه بين يديه وكأنه يحاول تهدئة صراع يحدث داخل رأسه .. اقتربت دالين وحاوطته بقوه وهي تتمتم :
كل حاجه هتبقى كويسة .. بوعدك .. كل حاجه هتبقى كويسه .

فراس :
لؤي .. لؤي هو نفسه فارس أخويا .

دالين بألم :
كل حاجه هتتحل متقلقش .

وقف فراس بعد بعض الوقت ونزل للأسفل ولحقت به دالين .. وقفوا جميعًا ينظرون إليه بترقب ..

فراس :
محدش له ذنب في اللي حصل .. بس .. كمان محدش برئ .

السيدة جنات ببكاء :
أرجوك سيبني أنا أقوله وأحكيله كل حاجه .. سيبها تيجي مني أنا .

فراس بعد وقت من الصمت :
امته ؟

السيدة جنات وهي تمسح دموعها بأصابعها :
بكره .. هكلمه على كل حاجه بكره .

أماء فراس وتركهم وغادر الڤيلا .. قام بالإتصال على السيدة ابتهال وطلب منها البقاء بجانب والدته الليله ..

بينما أخذت شدا الشيدة جنات وخرجت لحازم الذي تقابل مع فراس وهو ذاهب ..

حازم :
هو فراس ماله ؟.. خد في وشه ومشي ليه كده ؟

شدا :
بعدين ياحازم .. يلا وصلني أنا وطنط .

أوصلهما حازم حيث منزل لؤي ورفضت شدا الذهاب وبقيت بجانب السيدة جنات بعدما هاتفت بدور واطمئنت عليها وأخبرتها بمكوثها مع والدة لؤي حتى لا تبقى بمفردها ..

بينما غادرت دالين مع والدتها وهي لا تعلم كيف ستتعامل مع والدها بعد هذه الليله .. لقد كان مثلها الأعلى وقد خابت ثقتها به ..
تشعر بغصه مؤلمة في قلبها .. تنهدت بتعب وبمجرد وصولهما للمنزل صعدت ركضًا لغرفتها دون أن تنظر تجاه والدها الذي كان يجلس في غرفة الجلوس .. وقد تعجب لكونها لم تحتضنه كعادتها .. وقد علم السبب بعدما أخبرته حياه بأنها قد علمت بحقيقته .. لكنها لم توضح شيئًا مما حدث .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

مر الليل ببطء وكان فراس يجلس إلى الشاطئ .. ينظر للأمواج المتلاطمة أمامه .. ترك العنان لدموعه تغسل قلبه وروحه .. فهو يشعر بالإرهاق الشديد .. ترى كيف سيتقبل فارس هذا الأمر .. هل سيقبل بفراس أخًا له .. أم أنه سيستنكر الأمر ؟.. هل سيعود فارس الأخ الأكبر والملازم لفراس .. أم أنه سيبقى بحياته ؟.. هو نفسه لا يعلم كيف ستكون علاقتهما معًا .. لقد كان يشعر بالإرتياح الشديد معه في الفترة الأخيرة .. كان يتحدث معه بعفوية مفرطة .. هل كان السبب هو رابط الدم الذي يجمعهما ؟.. أخذت الأفكار تتدفق إلى رأسه بلا رحمه .. حتى مر الليل بأكمله وأسدلت الشمس أشعتها الذهبية ..

وقف فراس واتجه إلى منزله ودلف لدورة المياه وأخذ حمامًا سريعًا ثم خرج واستقل سيارته واتجه إلى المستشفى لينهي بعض الأعمال قبل أن يذهب لغرام .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

دلف إلى منزله ويبدو الإجهاد على ملامحه .. يكاد يجزم بأنه منذ قرابة الشهر لم ينم ساعتين متكاملتين .. دلف وهو يتثاءب بتعب .. ثم صعد إلى غرفة والدته ليجدها ترقد إلى الفراش بهدوء .

لؤي وهو يقبل رأسها :
عامله إيه دلوقتي ياحبيبتي .

السيدة جنات وهي تنظر له بعيون دامعه :
اتأخرت ليه ؟

لؤي وهو يقربها لأحضانه :
معلش يا حبيبتي شغلي أعمل إيه بس .. انتي كويسه ياماما ؟

كانت السيدة جنات تتشبث في قميصه بيديها بقوة ترفض تمامًا بعده عنها .. ستموت بدونه .. لن تستطيع العيش ليوم واحد دون أن يكون لؤي بدايته ونهايته .. أخذت شهقاتها تعلُ .. فضمها لؤي إليه أكثر بقلق يتفاقم :
ماما اهدي يا حبيبتي الزعل مش حلو عشانك .. قوليلي بس إيه مزعلك ؟.. إيه اللي حصل ؟

السيدة جنات من بين دموعها :
انت عارف إني بقلق عليك لما بتطلع في مهمه وتتأخر .

لؤي بابتسامة وهو يمحي أثار الدموع عن وجهها :
ياجوجو قلبك دليلك .. أنا لو جرالي حاجه ده هيحس بيا .

وأشار بيده تجاه قلبها فأمسكت بيده بسرعة وهي تتمتم :
لا لا مش هيحصلك حاجه .. اوعى تسيبني يا فارس اوعى .

لؤي بعدم فهم :
فارس مين ؟

نظرت له السيدة جنات بصدمة .. هل نادته بـ فارس الآن ؟

لؤي حينما طال صمتها أراد أن يخفف توتر الأجواء :
حاسه إنك تعبانه ؟.. أخدك المستشفى ؟

السيدة جنات بنفي :
لا لا أنا كويسه .. شـ شدا في أوضتك .. فضلت سهرانه معايا امبارح ودخلت أوضتك تشوفها ونعست هناك .. لما قمت أصلي الفجر لقيتها .

لؤي بابتسامة مشرقة :
طب ارتاحي انتي شويه وأنا هطلب فطار وأصحي شدا ونفطر كلنا سوا .

أمسكت بوجنتيه بيديها وهي تنظر له في حب كبير :
ربنا يفرح قلبك يابني ويسعدك ويريح قلبك .

قبل لؤي يدها ثم تركها وذهب لغرفته ..

طرق عدة طرقات خفيفة على الباب وحينما لم يأته إجابه دلف إلى الغرفة بهدوء وحذر ..
رآها تتمدد إلى فراشه بهيئة ملائكية هادئة .. يا إلهِ يكاد يُجزم أنها شخصين لا شخص واحد ..
جلس القرفصاء بجانب الفراش ثم مد أطراف أصابعه ورفع خصلاتها خلف أذنها وأخذ يتأملها عن قرب .. فهذه اللحظات لا تحدث كثيرًا .. إنها تبدو كمن سحب من لسانه أثناء الولادة حينما تكون مستيقظة .. ابتسم بخفة على أفكاره .. بينما تململت هي بهدوء حتى فتحت عينيها ليكون وجهه هو أول شئ تراه مع هذا الصباح ..

اعتدلت سريعًا وأمسكت بيده وهي تتحدث في قلق :
لؤي انت كويس ؟.. فيك حاجه ؟

لؤي وهو ينظر لها بابتسامه لم تفارق محياه :
كويس أكيد .

شدا وهي تتنهد براحة .. فهو لم يعرف بشئ إلى الآن :
الحمد لله .

لؤي :
قلقتي عليا ؟

شدا بتأكيد :
أيوه طبعًا .

ازدادت ابتسامته اتساعًا لتتدارك شدا نفسها على الفور .

وأيضًا انتبهت لكونها في غرفته فبررت :
ااا أنا .. أنا آسفه على دخولي بس .. بس أنا يعني كنت .. كنت ..

لؤي بابتسامة :
محصلش حاجه لكل التوتر ده .. عادي يعني ما هي هتكون اوضتك قريب .

هل قال لا داعي للتوتر الآن ؟!!.. ماذا ستفعل إذًا بعد ما قاله للتو ؟!!

شدا بارتباك :
اا أنا .. أنا هقوم أشوف طنط .

لؤي وهو يمسك بيدها :
شدا في حاجة عايز اقولهالك .

شدا بتوتر وهي تنظر لكل شئ بعينيها عداه هو :
اا أكيد .. إيه ؟

لؤي :
احنا كنا بنتكلم امبارح وأمجد بيه قاطعنا .. فدلوقتي بقا عايز أقولك إني بجد بـ ..

ابتلع آخر كلماته مع صوت طرقات الباب الذي أعلن عن وصول الإفطار .. أغمض عينيه بقوة وهو يكاد ينفجر غيظًا .. فتلك هي المرة الثانيه التي يحاول أن يبوح فيها بمشاعره ويقاطعه شئ ما .. ابتسم بهدوء معاكس لثورانه من الداخل ثم تحرك تجاه باب المنزل وأخذ الطعام ودلف مجددًا ليجدها تدلف لغرفة والدته .. تنهد بهدوء وهو يتمتم في نفسه :
أكيد حاجه من الاتنين .. يا انتي نحس .. يا حد باصصلنا في أم العلاقة دي .

وضع الإفطار على الطاولة ثم صعد لغرفته وأخذ حمامًا سريعًا ونزل للأسفل ليجد شدا تضع الأطباق فوق الطاولة ..
نظرت له بتوتر بسبب هيئته التي تراه عليها لأول مرة .. إنه يرتدي بنطال قماشي رصاصي مع تيشرت أبيض يتداخل معه خطوط رصاصيه من الجانبين بنصف أكمام ..

لؤي بهدوء :
أنا جعان أوووي .. يلا نبدأ .

اقترب ثلاثتهم من الطاولة وكانوا على وشك الجلوس ولكن طرقات الباب منعت لؤي من الجلوس فذهب ليرى من الطارق .

وبمجرد أن فتح الباب جف حلق السيدة جنات التي تقف خلفه وهي تنظر تجاه السيدة جومانه الواقفة على الباب تنظر للؤي بعيون يملؤها الشوق والحنين والألم ودموعها تنهمر بلا توقف .. اقتربت بهدوء ومدت يديها وأمسكت بوجهه بين يديها ودموعها لا تكف عن الهطول .. بينما يقف لؤي لا يعلم ماذا يحدث ..
هناك شعور غريب راوده تجاهها ولا يعلم ما هو .. لكنه انتبه سريعًا للموقف فابتعد عن مرمى يديها للخلف وهو يتمتم :
طـ طنط جومانه ؟.. انتي كويسه ؟.. مالك بتعيطي ليه ؟

السيدة جومانه وقد نظرت تجاه السيدة جنات نظرات غاضبة ثم أعادت النظر للؤي الواقف أمامهم لا يفهم شيئًا وتحدثت بصوت مهزوز لم يفهمه أحد :
فـ فارس .. ابني

أنهت كلماتها وسقطت فاقدة للوعي .. ولكن قبل أن تصل للأرض كان لؤي قد التقفها بين يديه وهو يشعر بكهرباء تسري في جسده من قربها هذا .. لكنه تجاهلها وقام بحملها وخرج من المنزل وهو يتحدث إلى شدا :
شدا خلي بالك من ماما وأنا هودي طنط المستشفى .

أنهى جملته وهو يقف أمام سيارته ووضعها بداخلها ثم قاد بأقصى سرعته متجها لمستشفى فراس ..

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تململت في فراشها وهي تستشعر صدره الصلب أسفل وجنتها .. ابتسمت بهدوء قبل أن ترفع رأسها لتنظر إلى ملامحه الهادئة في حب تام .. إنه أعظم اختياراتها حقًا .. بقيت تتأمله لوقت لا تعلمه حتى فاجئها قوله :
هتفضلي مبحلقالي كده كتير ؟

غرام وهي تشهق مبتعدة عنه .. لكنه منعها من ذلك وهو يحاوطها ليعيدها لأحضانه من جديد :
رايحه فين يا حلوه .. هو دخول الحمام زي خروجه ولا إيه ؟

غرام بخجل :
بس بقا يا عمرو .. انت مبتبطلش تكسفني .

عمرو بضحكة :
قطتي وبحب اناغشها .

غرام وهي تمرر إصبعها على صدره :
طب قطتك عايزة تجهز للمعرض اللي بعد أسبوعين .. فعايزه رسوماتي من البيت .

عمرو رافعًا إحدي حاجبيه :
إحنا لسا داخلين امبارح .. هتسيبيني عشان الرسم !

غرام وهي تنظر له بغيظ :
إيه تسيبيني دي .. وبعدين أصلا إنت مضطر تساعدني .. ده حلمي وانت مش هتتخلى عني فيه .

ابتسم لها بهدوء وهو يتحدث :
حبيبي بيتضايق بسرعة .. أنا مش بس هساعدك يا قطتي .. أنا هعمل كل اللي أقدر عليه عشانك .. يلا قومي نعمل شاور ونفطر وأنا هبعت اللي يجبهم من البيت ونطلع الجنينه نظبط الدنيا .

غرام وهي تنهض في نشاط :
فله يا فله .

دلفت لدورة المياه لتأخذ حمامًا سريعًا بينما أمسك بهاتفه وحاول الإتصال بـ لؤي عدة مرات لكنه لم يجب .. فاستنتج كونه نائمًا أو في العمل .. لم يبقى سوي فراس الآن .. اتصل عليه .. فأجاب فراس ..

فراس :
خير .

عمرو بضحكة :
انت شايل مني بقا !

فراس :
غرام كويسه ؟

عمرو :
في أحسن ما يكون .. وعايزين منك خدمه .

فراس :
متجمعش بس .

عمرو بضحكه :
طب هي عايزه منك خدمه .

فراس :
إيه ؟

عمرو :
عايزه رسوماتها من البيت عشان تجهز للمعرض .

فراس :
هي لحقت زهقت منك .. على كل حال أوك .. أنا ورايا كام حاجه بس هخلصهم وكده كده جاي .. فهجيبهم معايا.

عمرو :
خلاص مستنيينك .. بس لعلمك هي مزهقتش مني ولا حاجه هي معرضها بعد أسبوعين وده حلمها من زمان ها .

فراس :
تمام .. أول ما اخلص هاجي بقا .

عمرو :
معلش يافراس لو بتقل عليك .. أنا والله كنت هخلي لؤي يجيبهم بس بتصل بيه ما بيردش .

فراس وقد تبدل حاله بعد سماع إسم لؤي لكنه تدارك نفسه سريعًا :
خلاص يا عم انت هترغي .. قلتلك أنا كده كده جاي .

عمرو :
ماشي ياكبير .

أنهى عمرو الاتصال تزامنًا مع خروج غرام من دورة المياه مرتديه سلوبت زيتي اللون بعلامة إكس من الخلف وأسفله شميز أبيض .. وقفت أمام المرآه بهدوء وبدأت في تصفيف خصلاتها ورفعته للأعلى كذيل حصان كعادتها .. وما إن انتهت حتى التفتت لعمرو الذي لا يزال ممددًا إلى الفراش يراقبها :
إيه بقا ؟.. مش ناوي تعمل شاور ولا إيه ؟

عمرو بغمزة :
أول يوم بقا وبراقب حراكاتك يعني .

غرام بابتسامة :
طب قوم ياعم المراقب إعمل شاور عما أحضرلنا لقمه .

عمرو :
ماشي يا حبيبة قلب عم المراقب .

أنهى كلمته وهو يحاوطها بحب طابعًا قبلة رقيقه على عنقها ..
ابتعد بهدوء ودلف لدورة المياه يأخذ حماما سريعًا .. في حين هبطت هي للأسفل لتعد الإفطار لهما ..

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

أنهى فراس المكالمة مع عمرو ثم أمسك بالتقرير أمامه مجددًا ليراجعه ولكن أتت له إحدى الممرضات ركضًا وهي تتحدث بلهاث :
دكتور فراس .. والدة حضرتك هنا .

فراس وهو يتحرك :
هنا فين ؟

الممرضة :
في غرفة ١٢ ومعاها الدكتور علي .

ذهب فراس سريعًا حيث أرشدته الممرضه فوجد لؤي يجلس في الممر على إحدى المقاعد بملابس بيتيه .

فراس بعدم فهم :
لؤي ؟!!.. في إيه ؟.. انت بتعمل إيه هنا ؟

لؤي بهدوء :
أبدا .. أنا كنت في مهمة زي ما انت عارف بليل ومجتش غير الصبح .. يدوب غيرت هدومي ووالدتك جت .. ومفيش دقيقة وفقدت الوعي قدام الباب فجبتها على طول .

فراس مغمضًا عينيه بقوه :
طيب هدخل أشوفها .

وبالفعل دلف فراس إليها فوجد الطبيب بالداخل ..

فراس :
هي كويسه يادكتور علي ؟

علي بهدوء :
والله يا دكتور فراس مش عارف أقولك إيه .. بس هي تقريبًا تعرضت لصدمة .. ومن الواضح إن ضغطها واطي من فترة طويلة ومتعالجش .. ده غير إنها مش آكلة أي حاجة من يومين تقريبًا .. وهي في الواقع مناعتها ضعيفة .. بس أنا عملت اللازم وكتبتلها على كل العلاج اللي يفيدها ويساعدها .. حمد الله على سلامتها .

أنهى علي حديثه ثم خرج بهدوء .. وبقي فراس بجوارها .. لا يعلم ماذا عليه أن يفعل .. من يقف في الخارج ليس إلا أخاه الأكبر والذي عاش لسنوات يظن بأنه قد فارق الحياة ..

ومن تتمدد أمامه والدته التي عانت كثيرًا لأجله ولغرام .. لكن لما أخفت عنه شئ كعمل والده ؟.. كان عليها أن تفعل شيئًا ..

تنهد بقوه قبل أن يعيد التفكير بالأمر .. بالتأكيد هناك حل لكل هذا ..
أفاق من شروده على طرقات الباب ودلوف لؤي بعدها :
هي كويسه دلوقتي ؟

فراس بتأكيد دون أن ينظر إليه :
اه .

لؤي واضعًا يده على كتف فراس :
إن شاء الله تقوم بالسلامه .

فراس وقد شعر بصاعقه كهربيه تتسرب إلى جسده :
شـ شكرًا .

لؤي :
فراس إنت كويس ؟.. مالك في إيه ؟

فراس بهدوء :
مفيش حاجه أنا كويس .. تقدر تروح ترتاح شويه .. ومتشكر أوي عشان جبتها بسرعة .

لؤي ببعض الضيق :
إيه اللي بتقوله ده يا فراس .. مفيش شكر بين الاخوات .

نظر له فراس بصدمة .. هل علم بكل شئ ؟؟.. هل أخبرته السيدة جنات بالحقيقة ؟؟.. لكن لما يقف هكذا وكأن هذا شئ عادي أو معروف بالنسبة إليه ؟

لؤي بهدوء أخرجه من دوامة شروده وأفكاره :
إيه .. مبتعتبرنيش أخوك !.. طب خلاص نمشيها اصحاب يا عم .. مفيش شكر بين الصحاب برضو .

ابتسم فراس بتصنع لإنهاء الأمر :
إنت فعلا أخ جدع ومفيش منك .

لؤي بمزاح لتهدئة الأجواء :
لا لا متبالغش لحسن بتكسف .

ابتسم فراس بهدوء وهو يربت على كتف لؤي قبل أن يستئذن لؤي للمغادرة .. وقد عاد أدراجه للمنزل مجددًا .. ولكنه حائر وشارد فيما حدث .. لما أتت السيدة جومانه إلى منزله في هذا الوقت من الصباح ؟.. ولما اقتربت منه بهذا الشكل ؟.. ولما ذاك الشعور الذي تسرب إليه بمجرد لمسها لوجنتيه ؟.. وماذا كانت تقصد بقولها فارس ؟

أفاق من شروده على صوت أبواق السيارات العالية .. فأدرك بأنه شرد حينما وقف في الإشارة .. وقد فُتحت منذ فترة .

تحرك بسيارته متجها للمنزل .. محاولا تجاهل ما حدث ..

دلف بهدوء ليجد السيدة جنات تركض إليه بدموع ولهفه :
في إيه ؟.. قالتلك إيه يا لؤي ؟

لؤي عاقدًا حاجبيه بعدم فهم وقد علم بأن هناك شئ ما تخفيه والدته .. شئ يتعلق بالسيدة جومانه .. فأراد أن يستدرج الحديث منها فتمتم :
قالت اللي كان المفروض تقوله .

جنات وقد زاد بُكاها وأمسكت بيديه بقوه وأخذت تتحدث بشهقات متتالية :
غصب عني .. والله غصب عني يا حبيبي .. أنا طول عمري بعتبرك ابني حته مني .. خفت عليك يا لؤي .. خفت عليك منهم .. أبوك مش يستحقك أبدا والله .. أنا كان غصب عني صدقني والله كان غصب عني .. أنا خفت عليك .. خفت يحاولوا يموتوك تاني ؟.. هربت بيك عشانك إنت صدقني .

كان لؤي يقف كمن سُكب على رأسه دلوًا من الماء البارد .. ثم أتى آخر وصعقه بكهرباء ..

تائه .. ضائع .. مشوش .. غير مدرك لما تتحدث عنه .. هو من الأساس لم يفهم شيئًا مما تقوله .. ماذا تقصد بأنها هربت به خوفًا عليه ؟.. وماذا تقصد بأن والده لا يستحقه ؟.. أي والد هذا الذي تتحدث عنه ؟.. ماذا تقصد بأنها لا تعتبره سوى إبنها ؟.. هل هذا يعني أنه ليس بإبنها ؟.. ما هذه الدوامة ؟!!

أفاق من شروده ودوامته على جسدها الذي ارتطم بالأرض وشدا التي هرولت إليها تحاول مساندتها .. اقترب بأعصاب مرتخيه يحاول رفعها عن الأرض .. لكنه يشعر بأنه خائر القوى .. لا يستطيع ..

وفجأه وجد من يحملها عنه ولم يكن سوى حازم الذي وصل بعد لؤي مباشرة وقد سمع الحوار بأكمله ..

أخذها حازم إلى السيارة وانطلق بها بعدما طلب من شدا البقاء بجوار لؤي ..

دلفت إليه بهدوء وتوتر .. ماذا يجب عليها أن تفعل الآن ؟؟.. كيف تواسيه ؟.. كيف تداوي جرح قلبه الآن ؟.. لقد سجن والده بنفسه .. والآن وبعد كل تلك السنوات يكتشف فجأة بأنه شخص آخر غيره .

جلست إلى جانبه أرضًا وأمسكت بيده بين يديها فوجدتها باردة جدًا .. أخذت تدلكها له بهدوء وهي تحاول جاهدة أن تجد الكلمات المناسبة في موقف كهذا :
لـ لؤي .. طنط جنات وقفت جنبك وكبرتك ومش سابتك أبدًا لوحدك .. وكانت بتعاملك إبنها لأنها بتعتبرك فعلًا إبنها .. ودلوقتي هي في وقت عصيب .. اللي شيفاه إبنها بقالها سنين وبيكبر قدام عينيها عرف حقيقة إنه مش إبنها .. ودلوقتي هي تعبانه أوي ومحتاجه دعمك .. محتاجه إنك تكون جنبها وتقويها وتطمنها إنك مش هتتخلى عنها .. مش إنت مش هتتخلى عنها يا لؤي ؟

نظر لها لؤي بعينان فاقدتان للحياه :
انتي تعرفي إيه عن الموضوع ده ؟

ازدردت شدا ريقها بتوتر .. الآن فقط علمت بأن لا أحد إعترف بالحقيقة سوى السيدة جنات نفسها وأن السيدة جومانه لم تتحدث إليه في شئ .. لقد كان يستدرج السيدة جنات لا أكثر .. والآن هي مكلفة بمهمة إخباره بكل شئ .

أغمضت عينيها ثم فتحتهما بهدوء وبدأت تقص كل شئ عرفته عليه .. وكان هو يستمع إليها بكل اهتمام .. وما إن انتهت حتى أغمض عينيه بألم ثم تحرك من جانبها متجهًا للأعلى ..

شدا من خلفه بخفوت :
لؤي !

لؤي بألم :
سيبيني لوحدي من فضلك .

شدا برجاء :
لؤي أرجوك .

لؤي بلهجة غير قابله للنقاش :
قلت عايز أبقى لوحدي .

أماءت شدا بهدوء ثم أخذت حقيبتها وغادرت المنزل .

بينما صعد هو للأعلى وقام بتبديل ملابسه مجددًا وخرج من المنزل متجهًا إلى اللامكان .. المهم الآن أن يبتعد بقدر المستطاع ليستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الصدمات .

يتبع .......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close