اخر الروايات

رواية سيطرة ناعمة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سوما العربي 



تراجعت للخلف مذعورة من هيئته التي تبدلت فجاءه، على ما يبدو انها قد تفوهت بكلام خطير يفوق الخيال.
هي نفسها لا تدرك ذلك....لا تشعر بحدة ما شعر...لو اندلعت فيه النار حياً لكان أرحم...صار شعوره ناحية اي شيء يخص لونا قاتل ومؤلم حقيقي ...يعلم أنه هو من إختار معايشة وضعه الراهن هو الذي لم يعلن زواجه منها.
ابتعدت لأكثر من خطوة وهي تراه يعض شفته من شدة الغضب ثم يسألها من بين أسنانه:
-قصدك إيه؟! مين الي قوى قلبك كده فجأة
-قصدك ايه؟
-كان بيقولك ايه؟ انطقي
-هو مين؟
-هو مين؟! الي كان واقف لازق لك في الجنينه وعمال يهمس لك..قالك ايه انطقي؟ قالك انك حلوه قوي وفضل يتغزل في جمالك؟! وان صوتك يجنن اي راجل! و إن حتى إسمك متدلع ولايق عليكي؟! قولي قالك ايه ولا انتي عايزه تجننيني...إنطقي بدل ما أشرب من دمك.
ابتعدت اكثر وهو يقترب يحاصرها لم يضل خلفها مساحه تهرب فيها لقد حاصرها بينه وبين الحائط وهي تقف أمامه تحذره بقوه يتجلى فيها خوفها منه بوضوح:
-اوعى تقرب ناحيتي فاهم ولا لأ.
-كماااان..ماقربش ناحيتك.
ضحك مستهتراً وأكمل:
-ومين بقا هيقدر يحوشني عنك...فكراني هسيبك تبقي مجنونة ولو انا سيبتك قبل كده عشان تاخدي عليا فدي كانت غلطتي...لازم تعرفي انك بتاعتي بمزاجك بقا او غصب عنك.
ارتعبت أوصالها وهدرت:
-أعقل يا ماهر
-أعقل ليه عشان أسيبك لغيري؟!
بدأ يفكك أزرار قميصه وقد أعلنها سيحتلها أولاً ومن ثم يتفاوض
وبدا يقترب منها وهو يردد:
-أنا الليلة يا قاتل يا مقتول ..بعترف اني حسبتها غلط...كنت عايزك تحبيني الاول وتحبي قربي وبعدين اخليكي ليا بس كنت غلطان.. انا هخليكي ليا وبعدين نتفاوض.
اتسعت عيناها برعب..حاولت الهرب وان تفر من بين يديه لكنه كان مقبلاً
تهلل وجهها تشعر بدنو الفرج حين دق الباب بصوت جنا:
-لونا..لونا
بدأها بنظره ساخره يخبرها ان لا أخد سينقذها من بين يديه لتتحول فجأة نظرته للصدمه وهو يسمعها تقول بسرعه:
-تعالي يا چنا أدخلي.
أتسعت عيناه وهو يراها تقول وتنفذ على الفور...لونا بدأت في الأنسياب من بين يديه.
فتحت چنا الباب ودلفت تقتحم الغرفه بعد دعوة لونا لتصدم وتتوقف أقدامها وهي ترى شقيقها الكبير يقف وأزرار قميصه مفتوح يحاصر لونا بين جسده والحائط.
فنطقت متوترة:
-هو في أيه؟!!!!
صك على أسنانه بغضب، يلعن لونا الف مره...كيف جعلت شقيقته الصغيرة البريئة تراه هكذا....هل تورطه؟!!
ابتعد عنها على الفور حاول أن يجلي صوته وقال:
-مافيش يا حبيبتي...حصل غلطة في الشغل بسبب لونا وكنت بحاول اشوف حل.
-انت كنت بتضربها ولا ايه؟
عض باطن فمه ونظر على لونا وقال متوعداً؛
-لأ طبعا...مع اني كنت ناوي
بللت لونا شفتيها وقالت برعب تبدل الحديث:
-كنتي عايزاني في ايه يا چوچو.
-ابداً..بس بابا وعمو ناموا وانا كمال عاملين قاعدة في الجنينه قولت اجي اقولك تقعدي معانا الجو تحت يجنن...ولا انتي هتنامي
كادت ان تجيب موافقة لكن رد المتبجح يقول مسيطراً:
-لا سهر ايه...لونا لازم تنام عندنا شغل الصبح ولا ايه يا ...لوناا.
-بس بكره السبت...الشغل عندكم أجازة جمعه وسبت مش كده؟
ضيق عيناه...يصك أسنانه...هي توصله لمرحلة الغليان بردودها، تقف تهفو للهرب منه.
ساد صمت متوتر في الاجواء للحظات قطعه دخول كمال:
-ايه يا شباب هفضل قاعد تحت لوحدي كده في ايه؟
ثم نظر على ماهر وقميصه المفتوح وقال معلقاً:
-نفسي اشوف زراير قميصك مقفولة في مره يا ماهر..لبس الخطوبات له نظامه لازم بدله...خلاص بتهرش مش قادر تقعد شويه قميصك مقفول!!!! طبعك ولا هتشتريه.
تدخلت چنا في الحوار تقول:
-اه صحيح يا ماهر ماقولتلناش ...ايه رأيك في جميلة؟!
اتسعت عيناه....خوفاً...صار يخاف لونا ولعن شقيقته في سره كونها فتحت الموضوع من جديد فيما رفعت لونا إحدى حاجبيه وقد التقطته.
التقطت خوف عيناه...هنالك شيء حتى لو كانت غير متيقنه منه لتقول جاسه النبض:
-صحيح يا ماهر؟ ايه رأيك في جميلة؟!
-قول يا ماهر ماتتكسفش احنا زي أخواتك
كان ذلك صوت كمال الساخر ليرد ماهر:
-ماخلاص بقا...انتو هتعملوني مسختكوا النهاردة؟ وبعدين في ايه هو أحنا هنكمل كلامنا هنا في أوضه لونا ولا ايه مش فاهم.
رفع كمال أحدى حاجبيه وقد التقطت قرون إستشعار الذكر بداخله شيء ما لكنه غير متأكد فآثر الصمت حالياً.
وخرجوا جميعاً للسهر سهرة ممتعة بجنية قصرهم الجميل.
صباح يوم جديد مشمس ومشرق خرجت فيها العائلة للنادي الرياضي المشتركين فيه للعائلة كلها.
صف سيارته بغضب وترجل منها يتقدم وهو يحادث شقيقته:
-أنتي فين أنا مش شايفك
-أنا هنا عند ملعب التنس.
-خلاص خلاص شوفتك...
اغلق الهاتف يقترب منهم ليردد بغضب:
-يانهار أبوكي أسوود...يومك مش فايت يالونا.
تقدم لعندهم يحاول كبح غضبه وهو يراها تجلس لجوار شقيقته مرتدية تنورة بيضاء قصيرة وعليها كنزه قطنيه باللون الوردي وقد رفعت شعرها بسوار وردي لتزداد إشراق على إشراقها ..بدت جميلة ومميزه، تحب النظر لها وعليها....يشعر بالتعب والغلب...ما لو تتطلع أحد عليها سيصبح معذور..من سيرى كل ذلك الدلال والبهاء ولن ينظر عليه.
وهي لم تكن مبتذله....كل ذنبها انها بأفعل جميلة وبالفعل بكل حالاتها تخطف العين....بماذا سيعلق وشقيقته موجودة.
ألقى مفاتيح سيارته على الطاولة بحده ثم قال:
-صباح الخير.
ردت جنا:
-صباح النور...اتأخرت كده ليه كمال هنا من بدري.
فكر لثواني ثم قال:
-كنت بجيب لك غزل البنات بس لما كلمتيني جيت.
وقفت على الفور تهتف:
-هو شغال دلوقتي...هروح اجيب...حد عايز حاجه.
-اه هاتيلي معاكي فشار.
قالتها لونا غير مدركه العواقب لتوافق چنا وتتجرك مغادره.
شهقه عاليه صدرت عن لونا وهي تشعر بكرسيها يتحرك ناحيته وقد جره لعنده بقوة ذراعه الغليظ حتى أجلسها أمامه تماماً وهي تسأل بخوف وقلق:
-أييييه في أيييه؟!
ناظرها بأعين حاده ونظرات قاتله لتردد:
-يادي النيلة عليااا...عملت إيه انا دلوقتي؟! انا عملت ايه؟!
-إيه الي انتي لابساه ده؟! ورافعه لي شعرك مبينه رقبتك؟!
-مالي مانا حلوه أهو
ليصرخ في وجهها بغضب:
-ماهي دي المشكلة.
ارتفع صوته وجذب الأنظار ليلاحظ ذلك ويعود يخفضه هامساً:
-أنتي حلوة قوي يا لونا ومنين مابتروحي بتلفتي الأنظار...أرحميني شويه هو انا مابصعبش عليكي...
بللت شفيتها وهي تستشعر اللين في نبرته، رأت أنها اللحظة المناسبة لاستكمال ليستة طلباتها وإستراتيجيتها التي تنساها أحياناً خصوصاً بسبب المفاجآت التي تتعرض لها فتسير على سطر وتترك سطر.
تذكرت حديث (كوتش ساره) أن لا ضرر من الإخفاقات والوقوعات والأهم الإستمرارية لذا تددلت وهي لا تحتاج بالأساس ليخرج صوتها المسهوك وقد رفعت يدها تخطفه هو وأنفاسه حين داعبت أزار قميصه تردد:
-حاضر...بس....
اتسعت عيناه وكذلك فهمه من رضوخها ونبرتها اللينه وقربها منه قد أذابه على الأخير خصوصاً مع حركة يدها يسمعها وهي تحمحم بصوتها المتدلل:
-ممكن أطلب منك طلب يا ماهر
-عيون ماهر
رفعت عيناها تبتسم له، بغض النظر عن مخططاتها ونظرتها الشخصية له الا ان طريقة نطقه وصوته بانت فيها اللهفه وإستشعرت صدقه، واكملت:
-عايزه أزور بابا زي ما وعدتني قبل كده.
مد يده يسمح على شعرها بحنان ثم قال:
-حاضر ياحبيبي أفطري كويس وأخدك ونروح ساعه ونرجع عشان نلحق الغدا مع جدو ...أوكي؟!
تهلل وجهها تسأل:
-يعني هنروح يا ماهر؟!!!
-هنروح يا حب....
#ماهر..صباح الخير...مامي أخبارها أيه؟
كان ذلك التدخل من إحدى السيدات الأنيقات وقفت ترتدي ترننج رياضي على ما يبدو كانت تمارس رياضة الركض ووقفت للتو أمامهم مستغربه تسأل ليبتسم لها ماهر قليلاً ويجاوب :
-الحمدلله بخير
-أبقى سلملي عليها كتير قولها طنط مديحه الورداني بتسلم عليكي وانتي وحشتيها كتير أكيد هتفتكرني.
-أكيد طبعا.
-هههه...الله...مين البنت القمورة دي يا ماهر؟
-أه..لونا...بنت عمتي الله يرحمها.
تقدمت السيدة بفضول تردد:
-بسم الله ما شاء الله ...هو الوراقي بيه عنده أحفاد بالجمال ده! وعلى كده انتي مخطوبة بقا يا لونا.
-أه مت..
كاز ان يجيب لولا صوت لونا التي تدخلت تقول:
-لا يا طنط.
-أوووه..معقول...هي الرجاله اتعمت ولا أيه أحنا لازم نصحح الغلط ده و....
صدح صوت عالي بأسمها يناديها فأضطرت أن تغادر سريعاً مرددة:
-أه...صاحباتي وصلوا عشان نفطر مع بعض لازم أمشي...هشوفكم تاني أكيد.
ثم غادرت بإبتسامة عريضه وما أن غادرت حتى خطف ماهر ذراع لونا في يده يديرها ناحيته هاتفاً بحده:
-هو ايه الي لا يا طنط.
قالها محاولاً تقليد صوتها المسهوك لتكبت ضحكاتها المتشفية فيه وقد بدأ يروقها عذابه لتهمس ببراءة مزيفه:
-الحق عليا قولت أشيل الحرج من عليك.
-لا ما تحمليش همي تاني انا كنت هقولها انك متجوزه.
رفعت احدى حاجبها وقالت كأنها تكشر عن أنياب لديها :
-والله؟! ولما تسألك متجوزة مين؟! هممم؟! هتقدر تقولها إنه انت؟!
تحولت نظرة عيناه كأنه يسألها ماذا تقصد بمواجهتها هذه لتكمل مكتفه ذراعيها حول صدرها:
-أنت من الأول خفيت الجواز ده...ودلوقتى انت خاطب وكلها يومين والخبر ينتشر...قولت لك بلاش تورط نفسك...اتفضل بقا حلها..مش لو كان جواز عرفي زي ما نصحتك كان زمنا قطعنا الورقتين و..
صمتت تفضم الحديث...نظرة عيناه أخبرتها انها لخبطت بالحديث..وهي التي كانت تسير وفق خطة ممنهجة...هاهي الان قد خسرت نقاط قد تعود بها خطوة للخلف.
عضت لسانها المتهور...تأنبه..فجلد ماهر بلذاعة كلامها لن يفيدها في نيل ما تريد...يكفي ما مر من أيام هباء دون إحراز اي هدف أو تقدم.
رمشت بأهدابها تشعر بتهورها ثم سألت:
-رجعت في كلامك؟! مش هتوديني أشوف بابا؟!
قلب عيناه ثم رد بكياسه وخالف توقعاتها :
-هوديكي.
أتسعت عيناها مزهولة من تصرفه عكس المتوقع ليسحب نفس عميق ثم يقول:
-أقعدي هطلب لك فطار وعصير خلصيهم على ما اللعب
-تلعب أيه؟!
-سكواش...تعالي معايا تلاقي چنا راحت هناك تستنانا وكمال كمان مستني.
تحركت معه تجلس حيث طلب منها مرافقه لچنا وذهب يبدل ثيابه وبعد دقائق خرج مرتدي زي الإسكواش ...كان مفصل خصيصا له..بدى رجولي..فخم ومثير.
لينشرح صدره وتتسابق الفراشات داخل معدته وهو يرو نظرة الأنبهار والإعجاب في عينها وغصباً عنها همست شفتيها(واااو)
ابتسم بدقات قلب عاليه وهو يراها تميل على أذن شقيقته تهمس لها بشئ وعينا كل منهما عليه وقد نظرت لها شقيته ممتنه كأنها توافقها الرأي وتدعو ان يحرسه الله من العين.
تحرك ولا تساعه الدنيا يلاعب كمال وعينه لا تنقطع عن النظر للونا التي لم تختفي من عينها لمعة الإنبهار والإعجاب ليتابع ويلعب أحلى مباراة قد يلعبها في حياته ظل خلالها يفرد عضلاته ويبرز مهاراته أمام زوجته.
يطالعها كل دقيقة عين على المضرب والكره وعيّن عليها بعيناه زهر يستعرض حاله يراها تشجع وبعينيها الإنبهار.
إنتهت المباراة بفوزه ودار حول الفاصل كي يذهب إليها لكن تقدم لعنده بعض من أصداء يحيونه على تلك المباراة الرائعة يسألونه عن سر إختفاءه منذ فترة وكذلك هل خبر خطبته صحيح أم لا ينظر عليها وهو بوسطهم..عينه عليها يشعر بحلاوة الحب و مراحله،يتحدث معهم وعينه عندها يراها تنظر عليه...لا يكاد يصدق نفسه، لونا تنظر عليه...لا يصدق نفسه والله...يالهي إنه يلمح إبتسامة على شفتيها..
لولا انه لا يوجد خلفه سوى الحائط لظن انها تنظر على أي شيء عداه هو... تضخمت وتضاعفت خفاقات فؤاده...روحه تصرخ ولا أحد يسمع بأنه يا الله ل إن الحب جمييييل..لقد شعر به ...لقد دق قلبه..لما لا يبتعدوا...يريد أن يذهب لحبيبته يستمتع بحبه معها.
حاول التملص منهم..يغلق الحديث معهم بأجوبه تسويفيه مختصره كي يرحلوا ويذهب لعندها.
تجعدت جبهته بضيق وهو يبصر مقعدها قد فرغ بثواني انشغل فيها بالرد على صديقه...فترك الحديث وتركمهم يذهب لعند شقيقته التي كانت تخرج إحدى المناشف الكبيره من حقيبتها فسألها:
-هي فين لونا؟
-راحت الحمام
-مش كنتي تروحي معاها
-طب وفيها ايه هي مش هتتوه يعني وبعدين انا كنت بجيب فوطة لكمال اصله مش بيحب يستخدم فوط النادي.
لمعت عيناه وسألها بلهفه:
-چنا...هي لونا كانت بتقولك ايه عليا ؟
رفعت جنا احدى حاجبيها وقالت بمكر:
-وعرفت منين انه عليك؟
شعر بالتوتر يتدفق داخله ويعرف له طريق لأول مره منذ كان صغير:
-هي مش كانت بتوشوشك وهي باصه عليا؟ كانت بتقولك أيه؟
تبسمت جنا وقالت:
-أه ياسيدي...كانت بتقرلي ان السوت بتاعت الإسكواش تجنن عليك.
ثم رحلت تذهب لكمال و تركته خلفها تلقى الكلمة كرصاصة إخترقت قلبه قتلته...الكلام الحلو من حلاوته يقتل أحياناً..بل يكن اصعب من الرصاصة..
ماهر الأن بأوج لحظات الجنون والحب والإحساس بالحياه...يرغب في أن يقفز ..يصرخ...يصرخ بأنها معجبه به...تراه جذاب ووسيم(السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه..السوت تجنن عليه) ياللهي لا يصدق.
خرجت من الحمام لتشهق وهي تراه يقف يستند على جدار الحائط ينتظرها وما ان رأها حتى أعتدل فسألت:
-واقف كده ليه؟
ناظرها بعيناها وبعينيه لمعه...سعيد وممتن ثم جاوب:
-مستنيكي..وحشتيني.
بللت شفيتها مرتبكه..لا تملك جواب.
تبسم زياده يعلم انها لن ترد بإجابه فقال بمكر:
-ماغيرتش السوت..الي عجبتك عليا.
أطبقت جفناها تسب چنا بسرها،فهم عليها وضحك يقول:
-چنا دي الي يقولها سره يبقى هو الي فضح نفسه.
إتسعت إبتسامته وهز رأسه بتاأكيد وهو يردد:
-قالت لي..سوت الإسكواش تجنن عليا.
عض شفته بتعب وقال بفراغ صبر:
-قولي اي حاجة بقا
سألت متلبكة:
-أقول ايه؟
كان قد اقترب منها بخطورة وأنفاسه حاره..وضعهم صار خطير،ملفت ومثير فقالت:
-ماهر...
-عيون ماهر
-الناس بتتفرج علينا..ابعد احنا مش في البيت
-هو يعني واحنا في البيت عارف استفرد بيكي.
زاد إرتباكها فقالت بسرعه وقد عاودها تركيزها:
-طب يالا مش قولت لي هنروح لبابا بعد الماتش؟
ابتسم بحب يجيب:
-حاضر..بس تعالي معايا أغير ونمشي.
-اجي معاك ت أيه؟! ازاي يعني؟!!
-زي الناس أنا جوزك.
أسبلت جفناها...هي لن تجادله...لقد حسمت تلك النقطة الجدال مع ماهر غير مجدي، هو لديه أفكاره التي لن تتغير مهما هزت وحاورت لذا تنهدت تقول:
-اه صح...طب يالا.
ضحك يسير أمامها، لن يخفى عليه انها ماعادت تجادل...وباتت لونا تأخذه على قدر عقله كما يقول المثل...فضحك بقوه اكبر.
_______سوما العربي________
تقدمت تكمش على قميصه يشعر بها،الخوف يسيطر عليها وهي تسير في الرواق المؤدي لاحد الغرف حيث يقودهما الطبيب الذي كان يتحدث وهي تحاول الهروب من الخوف والتركيز مع ما يقوله:
-الحالة لسه مش مستقرة، بس كويس انك جيتي النهارده، ده هنعتبره إختبار كويس وإن شاء الله خير
-اختبار لايه يعني؟
-هو فضل فتره كبيره في مصحة يعني...
قضم حديثه ينتقي الكلمات لكنه لم يجد وصف أخر فأكمل:
-زباله والمعامله هناك كانت زباله وطبعاً العلاج كان عشوائي...احنا إستلمناه في مرحله حرجه جداً وبنحاول معاه وان شاءالله الوضع يكون بيتحسن.
انكمشت بزياده تتمسك بماهر الذي سأل:
-يعني نقدر ندخله دلوقتي؟
-اه طبعاً يا ماهر بيه بس هما خمس دقايق على ساعتك هو اصلا الزيارة ممنوعه عنه بس أنا عملت لكم انتم إكسبشن عشان بتقول بنته..مش هي بنته بردو؟
-اه والله مانت شوفت البطاقة.
-تمام يا أنسه انفضلي.
=مدام على فكرة.
قالها ماهر مصححاً بضيق لينظر الطبيب بإستغراب يراه معتوه ثم أكمل:
-سوري..أتفضلوا.
دلفت معه للداخل وهي تهز رأسها بجنون منه تردد:
-ابقى سجلها على شرايط بعد كده، خلاص خليتني مدام بالعافيه؟!
تبسم يتقدم معها وهو يقول:
-لا لسه بس هخليكي مدام، وبالرضا مش بالعافيه.
ضمها له بحميميه وحراره جعلتها تهتز لثواني ثم انتفضت تتذكر أين هما الأاان..ماهر حقاً يقودها للجنون.
وقفت تنظر حولها للغرفه النظيفه جداً وعصريه لكنها فارغه من والدها تسأل أين هو...لحظتها أنفتح باب الحمام وخرج منه الممرض يسحب معه والدها...إنه هو....كانت لونا تشبهه لحد كبير..انه النسخه المذكرة منها...جميل مثلها لكن بوجه شاحب وجسد صار هزيل وكذلك كان طويل الجزع..لونا أقصر بكثير.
تركت يد ماهر و وقفت لوحدها تطالعه..فاضت عيناها بالدموع تسأل هل يتذكرها؟! ولما صار هزيل هكذا؟!
اقتربت منه تحتضنه ليجعد مابين حاجبيه ثواني وانفرجت ملامحه يردد:
-لونا..بنتي حبيبتي...وحشتيني.
تهلل وجهها تسأله:
-بابا انت فاكرني؟
-حد ينسى روحه يا لونا؟
ثواني وتجلى الخوف على ملامحه يقول:
-أهربي..أهوبي يا لونا..أنا سايب لك فلوس كتير..خديها ومش مهم البيت سبيهولوا..خدي الفلوس وسافري وماتقلقيش عليا..المهم مايعرفش يوصلك.
-هو مين
-أنور..عمك..هو..هو السبب..كان هيموتني..مش هيسيبك في حالك..أهربي...أهربي.
ارتعبت...ليس من عمها..بل من الحالة التي وصل لها والدها.
نظرت لماهر بخوف ورعب تشعر بقلة الحيلة فقالت:
-ماتخافش يابابا انا.
انتفض يصرخ فيها:
-أهربي بقولك...خدي الفلوس وسيبي له البلد كلها مش مهم البيت انا هنا مرعوب عليكي.
حاول ماهر التدخل يقول:
-ماتقلقش يا عمي..لونا في حمايتي ماحدش يقدر يقرب منها.
اهتز محمد يقول بجنون كأن هناك صاعق كهربائي موصل به يهزي:
-لا لا..بردو.
-ياعمي لونا تبقى مراتي..أنا اتجوزت بنتك..انت مش فاكرني.. الي جبتك المصحه هنا.
هز محمد رأسه بجنون يقول:
-مش فاكرك مش فاك...
توقف عن الحديث ونظر له يسأله :
-إنت إتجوزت بنتي؟
ضم ماهر لونا لأحضانه وقال مبتسماً:
-أيوه...أنا ماهر إبن خالها وعمها مايقدرش يهوب ناحيتها ..مايقدرش اصلا يجرب ينطق إسمها.
دار محمد برأسه يغمض عيناه ويفتحهم ثم قال:
-لا ..لا..
صمت يضيق عيناه وينطر لهما بإستهجان ثم يسأل:
-أنتو مين أصلا؟!
-أصلاً ؟!
سأل ماهر تحيّناً مع شهقة لونا المصدومة من ذلك الإنقلاب المفاجئ والسريع.
________سوما العربي _________
جلست لجواره حزينه مشتته تشعر بالضياع..وضعها غير واضح وغير مريح ولا مفسر …الإحباط يسيطر عليها من كل النواحي.
حالتها كانت صعبه جداً عليها وعليه..مد يده يضمها لأحضانه بيده الحره مردداً:
-أهدي يا حبيبي…مش الدكتور طمنك وقالك ان ده طبيعي بل ان في تقدم لأنه افتكرك وافتكر أحداث مهمه؟ ليه بتعيطي يا روحي؟
-اتخضيت.. وهو كان واحشني…مش عارفه أخرة كل ده ايه؟ منه لله عمي..أه صحيح..الفلوس.
زاغت عيناه وأرتبك في جلسته يسب ويلعن…لما تذكرت.
التفت له تسأل:
-هو انت مش هتجيب لي فلوسي من عمي؟! بابا فاكر انها معايا.
حمحم بحرج يقول:
-اه …هجيبها أكيد
-أمتى؟
نظر لها بتوتر يراها تضيق عليه الخناق ولن يفلح التسويف هي تريد ميعاد ثابت..فلجأ للمراوغة يسأل:
-ايه يا روحي مالك النهاردة..
-لا بس اصلك عمال تعرف الناس كلها عليا على أني مدام.. قولت لبابا انك جوزي وقهرت الراجل بيعرف خبر جواز بنته من الناس و ولا همك..يبقى تعمل بالموضوع بقا وتجيب لمراتك حقوقها ولا ايه؟!!!
-عندك حق..من بكره هتحرك في الموضوع ده يا حبيبتي.
قالها بمهادنة..مضطر..لونا تريد جواب واضح فلم يجد بد من المسكنات لكنها صرخت في وجهه:
-ماتبطل بقا.
-لونا ماتعليش صوتك عليا..أول وأخر مره تزعقي فيا كده وبعدين أبطل ايه؟!
-بطل كلامك وتصرفاتك دي…عمال تلزقني فيك وتحضني وكل كلامك معايا يا حبيبي وياروحي بطل تقولي كده.
رمش بأهدابه وهو مازال يقود ورد صادقاً تلك المرة:
-عشان انتي روحي بجد يا لونا.. أنا بقت روحي فيكي.
زمت شفتيها تردد:
-أمم..والمفروض اصدق..ده انا فاكرة اول لما جبتني بيتكم وكنت بكلمك اقولك عربيتك حلوة بفتح كلام لطيف معاك عشان تتقبلني كبنت عمتك..رديت عليا قولت لي خليكي في حالك… الكلام البسيط ماكنتش متقبله مني؟ فجأة كده بقيت حبيبتك؟
هز رأسه يقول بصدق:
-أعمل إيه انتي شخصية مستفزة.
-أفندم؟!!!!!!
سألت بصدمه تراه يسبها لا تدرّك إنه يمدحها مدح بالغ المعاني
فصل حديثهم صوت هاتفه يعلن عن إتصال من شقيقته فجاوب على الفور يسمعها تسأله:
-ايه يا ماهر انتو فين؟ جميلة هنا هي وعيلتها وكلنا مستنينكم على الغدا.
زم شفتيه بضيق ثم قال:
-لا يا جنا اتغدوا انتو انا هتأخر.
-ازاي وجميلة الي هنا دي..الو…
اغلق الإتصال كي لا تطلب منه إستفسار واغلق الهاتف كله حتى لا يتصلوا به.
وصار بإتجاه البيت دون كلمه حتى وصل..سحبها من ذراعها لأنها كانت تجلس مازالت غاضبه من تصريحه انها مستفزه
دلف للداخل يصعد غرفتها يعلم ان البيت خال من الجميع لا يوجد سوى والدته بفراشها…ولج بها لغرفتها يغلق الباب عليهما نظرت له بضيق وغضب تسأله:
-أنت بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟!
-عشان أشرحلك براحتنا
-تشرح لي ايه
-إنك فعلا مستفزة
-تاني ؟
سحب نفس عميق…حاول الشرح يقول:
-أيوه يا لونا…انتي في حاجات مابتبقيش مدركاها…انتي جميله ومميزه لدرجة مستفزه بتخلي اي ولد يستفز منك لانك بتكوني عجباه بس خايف اصلا يقرب متوقع انك هتصديه..مين يقول ان بنت زيك ممكن تبص لأي واحد عادي..انتي عارفه يا لونا ليه الناس في المنطقة عندكم صدقت كلام عمك؟!
-ليه؟! أنا عمري ما عملت حاجة غلط وكنت بعامل الكل بإحترام.
-صدقوه عشان هما ماصدقوا اصلا لقوا عيب فيكي..شاب مش عارف يوصلك..بنت غيرانه منك حتى الستات الكبار والرجالة الي من منطقتك وعابوا فيكي لما دورت وراهم لاقيت كل حد فيهم عنده بنت بيقارنها بيكي..شوفتك بس بتنغص عليهم عيشتهم..وجودك في اي مكان بيوتر الجو..ايه مش بتلاحظي كده من زمان؟!
همست بضياع وقد عاودها شعور بلحظات أليمه:
-أيوه…كنت بحس بالرفض…أنهم رافضيني وأني مش مقبوله وبيقولوا عليا بتسهوك.
-عشان هما عايزينك تبقي دكر زيهم…وانتي أنثى..أنثى زي ما أنزل في الكتاب.
قالها وهو يغرق عنقها بقبلاته يطمئنها بهمسه:
-لازم يغيروا منك يا لونا …غصب عنهم..أعذريهم.
ذوبها بكلماته فأغمضت عينيها تسمعه وهو يقول:
-أنا بحبك…خليكي معايا…عمرك ماهتندمي والله..ماحدش هيحبك قدي…بحبك والله.
قالها بعدما نجح كلياً بتغليف عقلها..يضمها لأحضانه وقد تخلص من ثيابه بلحظه هامساً:
-عايز أبقى جوزك يا لونا..موافقه يا روحي؟! عرفت باباكي كمان..همممم؟؟ وافقي عشان خاطري.
عضت على شفتيها…لسانه يطلب الأذن لكنه بالفعل بدأ يفعل غير منتظر السماح يلمسها بلمسات تذيب الحجر ويهمس في أذنها بوصف بالغ ..قاتل..ذوبها…لكن لسانه مازال يتوسل لتوافق:
-موافقه يا روحي؟ وافقي بقا..وافقي..
كانت لحظة ضعف نجح في إستغلالها…ماهر كان ماهر جداً فيما يفعل…لن يترك لونا…لن يتركها الا وهي له كما يظن..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close