اخر الروايات

رواية صفقة عشق الشيطان كاملة وحصرية بقلم نيران انثي

رواية صفقة عشق الشيطان كاملة وحصرية بقلم نيران انثي



" بِإمكانَك تَقبيل العروس.."

143


عِند جُملَة الكاهِن تِلك، وبينما تَنظُر لِعيناه الزرقاء الحادة، تجمّد الزَمن وعاد لِلخَلف لِلحظَة اللِقاء الأول، حينَما كان كُل شَيء أفضَل، وَقبل أن تَحتَرِق الصورَة السعيدَة التي كانَت عَليها، إنّها لَحظَة واحِدَة وَحسب تِلك التي خَرَجَت فيها عَن الحَذر، وعَن حِمايَة عائِلتَها لِتقوم بِأكثَر أعمالَها جُنونًا وتهوَّرًا، وهو الذَهاب لِلرَجُل الذي يُلقب بِأمير مدينَة سانت بطرسبرغ، والشيطان الذي يَحمي حدود تِلك المملكة، مملكته الخاصّة، والتي لا يَستطيع أحد الدخول لَها وتَحطيمَها..
" ولٰكِن ماذا وإن كانَت أُنثى واحِدَة قادِرَة عَلى ذٰلِك!.."
تِلك اللحظَة كلّفتها الكَثير، وحَتى هٰذِه اللحظَة تُدرِك أنّها سّتستَمِر بِدفع ثَمَن إندِفاعَها وتهوّرها، لِلخوض في مَعركَة مَع رَجُل مِثلَهُ، يأخُذ ما يُريدَهُ دون أن يَمنَعَهُ شَيء، كان عَليها أن تُدرِك هٰذا مُنذ اللقاء الأول، مُنذ نَبضَة القَلب الأولى، أن الخَطر قَريب مِنها، لِلحد الّذي يُمكِنَهُ إحراقَها..

22


قَبل ثمانية أشهُر | الخامس من إبريل المُخاطرات | روسيا | سانت بطرسبرغ..

+


كان يومًا ربيعي بِإمتياز، حينَما قَررت بَعد سَماعَها لِحديث والِدها وشقيقها الأكبَر، أنّها ستَقوم بالتدَّخُل في أعمالَهُم، لِأنّها كانَت قَد أصبَحت كَبيرَة بِشكلٍ كافٍ لِفِعل الأفضل، ولَم تَكُن تَعلَم حينذاك أي تَضحيَة كانَت تُقدِّمها، إرتَدَت ثيابَها وكأنّها ذاهِبَة لِمَقر عَمل العائِلَة، تجمّلَت كَعادَتها، مررت الماسكارا على رموش عَينيها الواسِعَة التي بلون البُندق، وَضعت أحمر شِفاه باللون الزَهري، وَرشّت عِطرَها المُميّز بِرائِحَة الياسمين على ثيابَها، قَبل أن تُمرِر أنامِلها على شعرَها الكستنائي الحُر، ثُم تأخُذ حَقيبتَها خارِجَة بِخُطى واثِقَة لِلخارِج، مُبتَسِمَة الثَغر كَعادَتها، لَم يَكُن شَيء قادِر على زَعزَعَة مَزاجَها، كانَت فتاة العائِلَة الوَحيدَة، والمَصَدر الرَئيسي لِوجع الرَأس بِالنِسبَة لِرِجال عائِلتها، والسَبب هو طيشَها الذي يَجعلها عِرضَة لِلمشاكِل..

23

                
في طريقَها لِلخارِج لَم تَكُن تَرغَب بِأن تُصادِف زوجَة شقيقها، لِذا أسرَعَت بِخُطواتها، لِخارِج القَصر، كان الحُرّاس كالعادَة يَقِفون بِالقُرب مِن البوابَة الداخِليّة، مُنشَغلين بِالثَرثرَة حينذاك، ولَم يَهتَم أحدَهُم بِرؤيتَها تَخرُج، مُحافِظَة عَلى خُطواتَها هادِئَة لا تَرغَب بِلفت الأنظار، ولٰكِن حيَنما وَصلَت لِسيارتها، إلتَقطَها حارَسها الشَخصي بينما يهتِف بِنَبرَة مُتشَكِكَة..

4


" إلى أين تُريدين الذَهاب آنِسة روسـيـل؟.."

59


إلتَفَتت نَحوَهُ تواجِهَهُ بِإبتِسامَة مُرتَبِكَة يَعرِفها جَيدًا، إنّها تُخطِط لِشيء مَجنون، وهو كالعادَة لَن يَترُكها دون حِمايَة كَعادَته، تَلفَتت حولَها تتفحص المَكان وقَد كان خاليًا عدا مِن وجودَهُما، لِذا إقتَربَت مِنه تُخاطِبَهُ بِنَبرَة مُنخَفِضَة آمِرَة، وهي تَنظُر لِعيناه الخَضراء الجديّة بِنظرَة بِريئَة مُخادِعَة..

1


" فيليكس!، سَتأخُذَني لِمكانًا ما..ولٰكِن لَن تُخبِر أحد.."

61


لَقد كان فيليكس حارِسَها الشَخصي رَجُل حَريص جِدًا عَليها، ووَفي لَها أكثَر مِن وفاءَهُ لِبقيّة أفراد العائِلَة، رُبما لِأنّها كبرت إلى جانِبَهُ، مُنذ كانَت طِفلَة تَذهب لِمدرسَتها، مرورًا بِالجامِعَة، وحتى الآن بينما هي في الرابِعَة والعُشرين مِن عُمرَها وهو في الخامس والثلاثين، لايزال مُرافِقًا لَها في كُل مراحِل حياتَها، بِإمكانَها أن تَثِق بِه في كُل شَيء، ولٰكِن المَكان الذي تَنوي الذَهاب لَهُ يَجِب ألّا يَعلَم بِه أحَد، لِذا كان عَليها تَحذيرَهُ، ولِأنها سَتحتاج وجودَهُ لَم تَستَبعِدَهُ، نَظر في عَينيها بِشَك قَبل أن يَزفر أنفاسَهُ مُستسلِمًا قائِلًا وهو يَفتح باب السيارة الخَلفي لها..

7


" سيَقتُلني السيد إيغور يومًا ما بِسَببكِ.."

3


ضَحِكَت وهي تَصفق بيديها مَعًا لِإخضاعَهُ تَحت رَغباتَها دون أي مُحاوَلَة، ثُم هَتَفت بِحماس بينما تُمسِك بِحافّة الباب المَفتوح.. 

+


" هيا لا تَكُن هٰكذا مُتشائِم..ماذا تَعني الحياة دون مَخاطِر!.."

20


حَماسَها ذٰلِك قَبل أي مُصيبَة تَقوم بِها هو أكثَر ما يَجعل مِنه يَخاف، في المرّة الأخيرَة التي شاهَدها في هٰذِه الحالَة إنتهى الأمر بِوالِدها يَحبِسها في غرفتها مانِعًا إيّاها مِن الخروج لِمُدّة شهر، وهٰذا بَعد أن ذهبت لِنادي ليلي وخاضَت قِتال مَع أحد الرِجال المُتحرشين، سَبب لَهُ كسر في أحد أظلاعه، كان سيكون كُل شَيء جَيّد إن كانَت أخبرت العائِلَة أنّها ستذهب إلى هُناك، ولٰكِنّها لَم تَفعل تَعلَم جيدًا أنّهُم سيمنعوها مِن ذٰلِك، والآن يعلم فيليكس أنّها ستُقدِم عَلى فِعل مَجنون آخر، ولا يَملِك السُلطَة لِإيقافَها، لِذا قَبل أن تَركب السيارة خاطَبها بِنَبرَة جدية مُحذرًا..

18



        
          

                
" الأهَم هو ألّا تَتسببين في إيذاء نَفسكِ.."

1


إبتَسَمَت لَهُ حتى بانَت أسنانَها ثُم أردَفَت بِثِقَة، تُطمئِنَهُ دون جدوى..

+


" لا أحد سيؤذيني وأنت بِجانِبي.."

35


إبتَسَم على أثَر تعليقها، وحالَما ركبت أغلَق بابَها ليصعد هو لِمكان السائِق، ويَقوم بِتشغيل السيارة، أمّا هي فَحينما كادت تُغلِق حِزام الأمان إستَمعَت لِصوت شقيقها الأكبَر، مِمّا جَعل مِنها تَقفِز مِن مكانَها تَنظُر لِلخَلف مِن خِلال الزجاج الخلفي للسيارة المُظللة، حينَها شَهقت بِرُعب قَبل أن تَهتف بِنَبرَة مُنزَعِجَة مُتوترة..

+


" اللعنَة!!..إنّهُ دينيس!!، ما الذي جاء بِه الآن!؟.."

19


شَعرَت بِالأدرينالين يَرتَفِع في دِماءها بينما تُشاهِد شقيقها يَمشي بِجانِب أحد الحُراس يُخاطِبَهُ والغَضب في مَلامِحهُ عَيناه التي بِلون العَسل أصبَحت قاتِمَة بينما شَعرَهُ المائِل لِلأشقر كان مُبعثرًا وكأنّهُ مرر أنامِلهُ عليهِ لِلكَثير مِن الوَقت، لاحَظت كيف كان يَضغط على فكه الحاد وكأنّهُ يَكبَح غضبه، جاءها صَوت فيليكس بينما يُزيح حِزام الأمان الخاص بِه..

14


" لا أعلَم فَقط إختَبِئي.."

4


" بِالتأكيد سأختَبِئ..ولٰكِن قُم بِإطفاء السيارة وأخرُج مِنها في الحال..هيا.."

1


خاطبتَهُ بِنَبرَة مُرتَبِكَة بينما تُنزِل جَسدَها لِتختَبِئ خَلف الكرسي، وقَد كانَت ثواني قليلة قَبل أن يُلبي أمرَها، سَمِعت صوت إغلاقَهُ لِلباب وحينما فَعل، كان صَوت دينيس يَقتَرِب أكثَر..

+


" الليلَة أُريد مِن الجَميع أن يَكون متواجِد، لَدي تَعليمات جديدة لَكُم تَحت هذا الوَضع.."

+


كان ذٰلِك صوتَهُ ولَم تَكُن قادِرَة عَلى رؤيَة شَيء مَع إختِباءها، دون أن تَفهم من كان يُخاطِب، إستمرّت في الإختِباء، تُصلي ألّا يُلاحِظ دينيس وجود فيليكس، كانَت دَقائِق فَقط لِتستمِع لِصوتَهُ يَبتَعِد شيئًا فَشيء، حتى إختَفى تمامًا، وحينَها صوت باب السيارة الأمامي جَعلها تَرفَع رأسَها بِحَذر، قَبل أن يأتيها صوت فيليكس يُخاطِبها بينما يَجلِس في مقعده..

+


" الطَريق آمِنَة الآن.."

+


زَفرَت أنفاسَها مُتنفِّسَة بِراحَة، قَبل أن تَعود لِتَجلِس في مَكانها بينما تَضع حِزام الأمان مُتذمِّرَة بِإنزِعاج..

+


" هل تعلم!، أحيانًا أشعُر بِأن دينيس يمَتلِك صوت في عقلَهُ يُخبِرَهُ بِأنني على وَشك أن أفعَل شَيء.."

16


إستَمعت لِصوت ضِحكَهُ بينما يَقوم بِتَشغيل السيارة، ومَع حَركَتهما إستطرَدَت بِذات النَبرَة..

+


" أنا جادّة..إنه يظهر فَقط حيَنما لا أُريد مِنه التواجُد حولي.."

4


لَم يَكُن يُريد فيليكس التدخل في شؤون الأخوَة، لِذا إلتَزم الصَمت حتى أصبح يَقود خارِج حدود ملكية غوركي، حينذاك خَرج سؤالَهُ وهو يُراقِب الطَريق..

+



        
          

                
" إذًا إلى أين تُريدين الذَهاب آنِسَة روسيل؟.."

+


نَظرَت لِعيناه مِن خِلال المِرآة، مُبتَسِمَة أجابَتَهُ مُباشرَة..

+


" إلى ملكية فولكوف.."

11


" ماذا!!؟.."

36


هَتَف فيليكس مَفزوعًا لِتضحَك هي مُستمتِعَة بينما تَقوم بِتأكيد قولها..

+


" أوه نعم.."

2


رَمقها بِنظرَة عَيناه المُتَّسِعَة مِن خِلال المِرآة، كانَت تَبدو وكأنّها ذاهِبَة لِلقاء صديقاتَها بَعد مُدّة طويلَة، أو وكأنّها ذاهِبَة لِحَفلَة راقِصَة، الحَماس في مَلامِحها وصوتَها كانا كَفيلان بِجعلَهُ يُحذِّرها ناصِحًا..

+


" آنِسَة روسيل..هٰذا شَيء مَمنوع.."

3


بِالتأكيد كانَت تَعلَم جيدًا أنه شَيء مَمنوع، وهُنا كانت تَكمَن المُتعَة، قرَّبت جَسدها مِن مَقعدَهُ الذي كان أمامَها، ثُم حيَنما أصبَحت قَريبَهُ مِنَهُ هَمسَت لَهُ بِنَبرَة جدية زائِفَة..

+


" أعلَم..ولِهٰذا هي عمليّة سِريّة، أنت عَميلي السري.."

1


مُدرِكًا أنّها لا يُمكِن أن تَتراجَع، سألها مُثبتًا تركيزَهُ على الطَريق..

+


" ما الّذي ستفعلينه؟.."

+


كان القَلق جَليًا على مَلامِحَهُ، رأت ذٰلِك روسيل بينما تَعود لِتُريح جَسدها في مقعدَها، تُجيبَهُ بِما تَنوي القيام بِه وهي تَنظُر لَهُ مِن خِلال المِرآة تَدرُس تغيرات مَزاجه..

+


" فَقط حِوار صَغير مَع الماركيز ليونيد وسنعود، لَن يَحدُث لي أي شَيء.."

42


كان جَليًا عَليهِ عَدم الإرتياح، مُنذ البِدايَة كان الإعتِراض واضِحًا في مَلامِحهُ وكَلِماته، كان على ذٰلِك أن يَجعلها تَشعُر بِالقَليل مِن الخوف والتَردُد، ولٰكِن عَلى عَكس ذٰلِك كان الأمر مُحفزًا لَها ولِحماسَها أكثَر، ومَع توقّف السيارة بِسَبب الإشارَة الحمراء جاء سؤال فيليكس بِنَبرَة حَذِرَة، بينما ينظُر لَها مِن خِلال المِرآة..

+


" أنتِ هل تَعلمين أي نوع مِن الرِجال هو؟.."

7


ما تَعرِفَهُ هو شَيء قَليل عَنهُ وقد كان مِن خِلال سَماعَها لِحوار والِدها مَع شقيقيها، وكُل ما سَمِعتَهُ لَم يَمنعَها، بَل جَعلها تصمِم عَلى فِعل ما تُريد، لِذا بِعناد مُتعارَف عَليه مِنها أجابَتَهُ وقَد إرتَسمَت مَلامِح الإنزِعاج على وَجهها..

+


" لا..ولا أهتَم، أنا لا أخاف مِن أحَد.."

24


شاهَد نَظرَة عَينيها الحادّة، إنّها مُتقلِّبَة المَزاج بِطريقَة تَجعل مَن أمامَها في حالَة مِن التوجس، لا يَعلَم مَتى تَغضب ومَتى تَضحك، في ثانيَة واحِدَة قَد تَبدأ بِالصُراخ في وَجهَهُ مُتأمِّرَة وفي الأُخرى ستُخاطِبَهُ بِطريقَة وديّة، بِالرُغم مِن مَعرِفتَهُ لِتِلك الحَقيقَة كان عَليهِ أن يقوم بِواجِبهُ ويُحذِّرها، لِذا أرَدف مُحذرًا مُتمنيًا مِنها فَقط أن تأخُذ بِالحَذر وَحسب لِأن التراجُع مُستَحيل في قاموسها..

1



        
          

                
" هو لَن يقتُلَكِ بِالتأكيد..ولٰكِن تواجُدَكِ أمامَهُ لَيس بِالشيء الجيد.."

12


" فيليكس!..أنا لَن أتراجَع، فقط خُذني إلى هُناك.."

2


كما هو متوقع مِنها عارَضتَهُ بينما تَعقد ذِراعيها في حضنها، تُشيح بِوجهَها لِلجِهة الأُخرى، إستَسلَم أمام عِنادَها كَعادَتَهُ، لِأنّهُ لا يَملِك خيار آخر، وحالما أصبَحَت الإشارَة خضراء أكمل طَريقَهُ بينما يَرمي بِسؤالَهُ والفضول الآن هو ما يَشغله..

+


" ما الّذي تَرغبين بِفِعله؟.."

2


ما الّذي كانَت تُريد فعله!، حتى الآن لَا يوجَد سيناريو مُعيّن ولَم تتدرب على أي حِوار مُناسِب، هي فَقط سَتذهب لِخوض حِوار مَع هٰذا الرَجُل، وستتمنى بَعد ذٰلِك أن يستَحِق الأمر مُخاطَرتها، وألّا تَندم على إهدار وَقتها في فَراغ، وهي لاتزال تَنظُر لِلشارِع مِن نافِذتها أجابَتَهُ بِطريقَة لا توضِّح شَيء مِمّا تَنوي عليهِ..

1


" سأتحاور مَعَهُ لَرُبما يَفهم لُغتي أكثَر مِن رِجال العائِلَة.."

8


ستَتحاور مَعَهُ بِطُرُق يَعلمَها جَيدًا، إن لَم يَسير الحِوار كما يَروق لها سَتقلِب طاوِلَة الحِوار فوق رأسَهُ وتُفسِد كُل شَيء، وهُنا سيتدخل هو ليُخرِجها مِن أيًا كان ستقحم ذاتَها فيهِ، سألَها مُستَمِرًا في إتِّباع فضولَهُ..

4


" لُغَة ماذا؟.."

10


حينذاك نَظرَت نَحوَهُ، تنظُر في عَيناه الخَضراء وعُقدَة حاجِباه الكَثيفان، عادَت إبتِسامَتها بينما تُجيبَهُ والحَماس مُهيمنًا عَلى صوتَها الناعِم..

+


" لُغة السَلام عزيزي فيليكس..السَلام..السَلام.."

73


رَمقَها بِنظرَة سَريعَة مُنزَعِجَة، ثُم أعاد تَركيزَهُ نحو الطَريق بينما يُخاطِبها وعَدم الرِضاء جَليًا عَلى نبرته التحذيريّة..

1


" تَعتَقدين بِأنّكِ ستقومين بِحَل خِلاف كَبير بِالسلام!، آنِسَة روسيل أنتِ لا تَفهمين قواعِد اللعبة هٰذِه جَيدًا.."

1


إنّهُ لايزال جاهِلًا كم هي أُنثى صَعبَة، وأن لا شيء يُمكِن لَهُ أن يَمنعَها مِن تَحقيق رَغباتَها، حيَنما تَضع شَيء في رَأسها لا تَستَمِع لِأي تَحذيرات، بِالرُغم مِن كُل القيود التي يضعها رِجال عائِلتها عَليها إلّا أنّها لا تَمنعها مِن فِعل شَيء تَرغَب بِه، حتى وإن أنتهى الأمر بِعقوبات صارِمَة، إبتَسَم ثَغرَها على أثَر كَلِمات فيليكس قَبل أن تُزيح خصلات شعرَها لِلخَلف تُردِف بِعِناد وتَصميم..

+


" هٰذا لِأنني أنا مَن أضع القواعِد الخاصة بي وأمشي عليها.."

13


عِند كَلِماتَها إستَسلَم كَعادَتَهُ، مُتمنيًا أن تَخرُج مِن هٰذا الأمر دون أي أضرار، وألّا يَكتَشِف أحد مِن رِجال العائِلَة ما سَتفعلَهُ، لِأن حينَها قَد يَحدُث ما هو أسوأ مِن حَبسها في غرفتها، ولَن يَكُن قادِرًا عَلى فِعل شَيء لَها، أمّا هي فَلَم تَتجاهَل نَظرَة القَلق في عَيناه، تَعلَم بِأنّهُ لَا يُريد مِنها أن تُقحِم ذاتَها في شَيء كَهٰذا، ولٰكِن حينما يتعلق الأمر بِسلامَة شقيقها آركادي، سَتفعل أي شَيء، إن كان الأمر يخُص دينيس لَم تَكُن ستتدخل في شؤونَهُ بِأي شَكل مِن الأشكال، ولٰكِن آردكادي كان مُختَلِف، دينيس كان رَجُل مُسيطِر، قوي، وجشع يُحِب أن يفرض قوته عَلى من حوله، ولا يَستَمِع لِأي أحَد، حتى والِدها الذي يترُك لَهُ حُريّة التصرف، أمّا آركادي فَكان لَديهِ جانِب بِإمكانَهُ أن يَلين، لا يُقيدها أو يأمرها بِطريقَة مُزعِجَة، وَحده هو مَن يُعامِلها بِلُطف، مُدرِكًا أن حياتَها بينَهُم كَفتاة وَحيدَة قاسيَة، بَعد هروب والِدتها مِن والِدها وموتها، أصبَحَت هي وَحدها بينَهُم وحتى مَع وجود زوجَة دينيس لَم يَكُن الأمر أفضَل بِالنِسبَةِ لَها..

33



        
          

                
عشرون دَقيقَة مَضَت قَبل أن تتوقف سيارتها أمام بوابّة كَبيرَة ذهبيّة اللون، وهُناك حارسين بِأجساد ضَخمَة، بِثياب رسميّة سوداء، مُعتادَة عَلى رؤيَة تِلك الهيئَات، راقَبت أحدَهُم يَقتَرِب مِن السيارة التي توقّفَت أمامَهُم، رَجُل أصلع وقد كان رأسَهُ مُمتَلِئ بِالوشوم، بينما عَيناه الخضراء القاسيَة تَنظُر نَحوهُم، وقَد أنزَل فيليكس نافِذتَهُ ليُخاطِبَهُ بِنَبرَة رسميّة..

+


" هل الماركيز ليونيد مُتواجِد؟.."

1


" من يُريد مُقابلتَهُ؟، لَيسَت لَدينا أي أخبار عَن قدوم أحدَهُم.."

+


تحدَّث الرَجُل بِصوتٍ ثَقيل خَطير، ولَم يَكُن قادِرًا عَلى رؤيَة روسيل التي تَستَمِع لَهُ مُعتَمِدَة على فيليكس الّذي في الحال أدرَك كَم كانت فِكرَة سيئَة أن يَنقاد خَلف الآنِسَة الصَغيرَة، كان عليه الرَفض وإخبار دينيس، ولٰكِن الآن لَم يَعُد النَدم يَفي بِالغرض، لِذا تَنحنَح قَبل أن يُجيبَهُ بِثبات..

1


" صَحيح، لَم نأخُذ موعِد لِلقاء بِه لِذا....."

+


توقف عَن الكَلام حيَنما جاء صَوت روسيل التي أخفَضت نافِذتها وأخرَجَت رأسها؛ لِتُخاطِب الرَجُل بِنَبرَة ناعِمَة لَبِقَة..

+


" مرحبًا..أنا روسيل، أحتاج لِمُقابلَة الماركيز ليونيد، لِلحديث مَعَهُ فَقط قليلًا هل بِإمكاننا الدخول؟.."

+


لَم تُخبِرَهُ بِلَقبَها مُتعمِّدَة، نَظرَت لَهُ بِطريقَة تَجعل مِن أي رَجُل يَخضَع لَها، بِعينيها الواسِعَة البرَيئَة، وإبتِسامَتها المُغريَة، كان بِإمكانَها تَشتيت أيًا كان أمامَها عَن هَدَفه، وَقد ضللتَهُ بِالفِعل عَن سؤالَها عَن لَقبها، ولٰكِن الرَجُل حيَنما سقطَت عَيناه عَليها لَم يرى أي خَطر قادِم مِنها، لِذا أومَأ لَها بينما يُخاطِب أحدَهُم مِن خِلال سَماعَهُ الأذن السوداء، وحينَها شاهَدت البوابة تُفتَح لِيتحرك فيليكس للدخول، وبينما كِلاهُما يُغلِق النافِذَة التي بِجانِبَهُ، جاء صوت روسيل وهي تُخاطِبَهُ بِنَبرَة مُنتَشيَة إنتِصارًا..

8


" هٰذِه هي فائِدَة أن أكون أُنثى، هل رأيت كَيف أصبَح دخولنا سَهل بِمُجرَّد رؤيتَهُ لي!.."

20


ضَحِكَت مُستمتِعَة وَقد راقَبها مِن المِرآة، بينما الرَجُل حال دخول السيارة تبعَهُما لِلداخِل، مُنتَظِرًا توقفهما، حينذاك خاطَبها فيليكس بِنَبرَة صارِمَة مُنزَعِجًا..

+


" آنِسَة روسيل في المرّة القادِمَة سأخلع عَيناه مِن مكانَهُما.."

98


بِجانِب كونَهُ حارِسَها الشَخصي، كان يتولى مُهِمّة إبعاد أعيُن الرِجال عَنها، مُلبيًا أوامِر والِدَها الّذي لطالَما كان حَريصًا عَلى عَدم إشعالَها لِأي فضيحَة، بِإمكانَهُم تحمُّل كُل أفعالَها المَجنونَة، ولٰكِن أن تَفتَعِل فضيحَة تشوِّه سُمعَة العائِلَة هذا شَيء لا يُغتَفَر ولا يُمكِن أن يَحدُث، وفيليكس كان يَعلَم ما الّذي يُمكِن أن تتعرَّض لَهُ إن أقدَمَت عَلى شَيء يُهدِد سُمعَة العائِلَة، ولِهٰذا كان حَريصًا عَليها، إستَمع لِتعليقها عَلى ما قالَهُ بِنَبرَة مُلتويَة..

2



        
          

                
" لا لَن تَفعل..لأن لَن يَكون هُناك مرة قادِمَة عزيزي فيليكس.."

5


إنَتزَعت حِزام الأمان، حالَما توقّفَت السيارة، ليتوقّف الرَجُل أمامَهُما مُنتَظِرًا لَهُما، وَقد فَهِمَت روسيل أنّهُ سيُرافِقهُما حَيث هو سيّدَهُ، ترجَّل فيليكس ليفَتح بابَها، ومع إنتِظارَهُ أمامَها إلتَقطَت حَقيبتَها وترجَّلت ليُغلِق الباب خَلفها، حينذاك أشار لَهُما الرَجُل بِإتِّباعَهُ، وقَد فَعلت روزيل بِخُطوات واثِقَة لا تَهاب شَيء، بينما فيليكس خَلفها، لَم يَقودَهُما الرَجُل لِداخِل القَصر الضَخم، بَل لِلمَساحَة الواسِعَة الخَلفيّة مِن تِلك الملكية، أرض خَضراء، وأشجار مَزروعَة بِطريقَة مُرتّبَة في أجزاء مُختَلِفَة مِن تِلك المساحَة، حوض سِباحَة كَبير في أحد الأطراف، مع مَكان مُخصص لِلجلوس، ثُم مَع إقتِرابَهُم كان هُناك أصوات لِرِجال يَتبادلون الأحاديث والضِحكات، وقَد لاحَظَت أن أحدَهُم يَحمِل عَصا الجولف، بينما يَرتَدي ثياب رياضيّة بيضاء تُحدِد جَسدَهُ العضلي الطَويل، ثُم إثنان بِجانِبَهُ يَرتَديان ذات الثياب ولٰكِن بِألوان مُختَلِفَة، أحدَهُم يرتدي الرمادي، والآخر الأزرَق، وكِلاهُما يتمتعان بِلياقَة بدنيّة مُماثِلَة، لَم يَكُن واضِحًا لَها شَيء مِن مَلامِحَهُم، ومَع وَقوفَهُم بِالقُرب مِنهُم إستدار الرَجُل الذي يَرتدي الأزرق وحينَها واجَه الحارِس الذي بِجَسدَهُ مَنعها مِن الرؤيَة بِشكلٍ جَيّد، كُل ما لاحَظتَهُ هو أنّهُ إقتَرب مِن الرَجُل الذي يَرتدي الأبيض ويحمِل عَصا الجولف، والذي إستدار حال سَماعَهُ لِكَلِمَة أن ضيفته تَقِف في الخَلف، ومَع تِلك الكَلِمة وَقف فيليكس بِجانِبَها..

4


حينَما إبتَعد الحارِس الضَخم مِن مَكانَهُ مُغادِرًا، قابلَتها تِلك الأعيُن الزرقاء الحادّة، النَظرَة المُستمتِعَة في عَيناه بينما يَضع عَصا الجولف فوق كَتِفَهُ تغيّرَت لِأُخرى حائِرَة، شَيء يتعلق بِالأنثى التي أمامَهُ زعزع كيانه، عَينيها الواسِعَة كانتا تملِك شَيء خطير جعل مِنه مقيدًا حبيس تِلك النظرَة، مَلامِحها المسالِمة سببت داخِله حرب لا يعرِف سببها، وقد كان النظر لها يُغري شياطينه التي تُحِب إمتلاك كُل ما يروق له، ضاقَت نَظرتَهُ عَليها لِلحَد الذي جَعل مِن الدِماء في جَسدَها تَجِف، والسَبب أنّها لَم تَظُن أن الماركيز ليونيد قد يبدو لَها بِهٰذِه الهيئَة الخَطِرَة، بِشعرَهُ الأسود الذي تَلاعَبت بِه الرياح الربيعية، ولِحيتَهُ الخفيفة، كان رائِعًا بِطريقَة تَخطُف أنفاسَها، نَظرَة عَيناه لَها وكَيف كان يَتأمّلها جَعلت مِنها تَشعُر بِالخَطر الحَقيقي، مُتمنيّة في هٰذِه اللحظَة أن تَختَفي، وتِلك الإبتِسامَة التي ظَهرَت عَلى ثَغرَهُ جَعلتَها تَحبِس أنفاسَها، بينما تَستَمِع لِصوتَهُ يُخاطِبها بِنَبرَة مَخمليّة، مُنتَشِلًا إيّاها مِن أفكارَها..

60


" أنا قَد لا أذكُر أسماء النِساء، ولٰكِن لا أنسى مَلامِحهُن.."

61


فَجأة كانَت تَشعُر بِأنّهُما يَقِفان لِوحدَهُما، وأن لا أحد حولهُما يُشاهِد، تَأمّلها وهو يَشعُر جيدًا بِإرتِباكَها بِسَبب نَظرَة عَينيها الواسِعَة، والتي جَعلت مِن قلبِه يَشهق أمامَها، شَيء في الأُنثى التي أمامَهُ جَعلَهُ يَتوقف قليلًا يَتأمّلها بِشَغف، وشيء في داخِلَهُ يُخبِرَهُ بِأن عليهِ الحَذر، شَيء يَخُصّها أخبرَهُ بِأنّها لَيسَت إعتياديّة، ولَيست واحِدَة مِن النِساء اللواتي كُن مَعَهُ، لِذا إقتَرَب خُطوتين مِنها، وحينَما فَعل إقتَرب فيليكس خُطوَة حاميَة، جَعلت مِنه يرمقَهُ بِطريقَة مُحذِّرَة، وكأنّهُ يُخبِرَهُ بِأنّهُ يَقِف في أرضَهُ ولَن  يَجرؤ عَلى فِعل أي شَيء متهور قد يُكلِّفَهُ حياتَهُ، ثُم عادَت عَيناه الزرقاء الثاقِبَة تَنظُر لَها، تِلك النَظرَة الوديعَة في عَينيها لَم توقِفَهُ عن سؤالها بِشَك..

4



        
          

                
" مَن أنتِ؟.."

24


لَم تَكُن روسيل أُنثى شُجاعَة بِالكامِل، بَل متهورة مَجنونَة، وحينما تبدأ الأمور تَكون خارج مصلحتها، أو تُعرِّضَها للخطر تَركُض كَسنجاب جبان دون أن تَنظُر خَلفها، وقَد أخبرها يومًا ما فيليكس حيَنما شاهدَها تَختَبِئ مِن دينيس بَعد هروبَها مَع أصدِقائها لِأحد الملاهي لِلشُرب " طالَما لَيست لَديكِ الشَجاعَة الكافيَة لِمواجَهة عواقِب أفعالَكِ المتهورة لِماذا تُقدِمين عَلى فِعلها؟.."، يومها أجابَتَهُ بنبرتها المجنونة " أنا أستمتِع بِشعور الأدرينالين، الأهَم هو أن أفعَل ما أُحِب.."، الآن وفي اللحظَة التي نَظرَت لِأعيُن الرَجُل الذي يفوقَها طولًا كانَت تُريد الهروب دون عودَة، لِأنّها تَعلَم أي رَجُل هو، لَقد سَمِعت بَعض الشائِعات عَنه، ولٰكِنّها لَم تَهتَم وخاطَرَت بِالقدوم، ولٰكِن الآن تُريد أن تأخُذ هٰذِه المُخاطرَة على مَحمَل الجد، بللت شَفتيها ثُم إبتَسمت تُريد تَقديم نَفسَها ولٰكِن صَوت الرَجُل الذي يَرتدي الأزرق سَبقها وهو يَقول بِنَبرَة مُدرِكَة عاليَة مُتقدمًا مِنهُم..

3


" اللعنَة!..إنّها إبنَة إيغور غوركي.."

32


إتّسَعت إبتِسامَتها، بينما تَنظُر لِكِلاهُما، لاحَظَت تغيُّر تَعابير ليونيد لِلتجهم، وقَد عادَت عَيناه نَحوَها حيَنما قالَت بِنَبرَة ناعِمَة مُتحديّة..

+


" أوه نَعم..وجِئت لِأخبِرَك أن تَبتَعِد عَن طَريق أخي.."

189


رَفَع ليونيد حاجِباه الكَثيفان مُعجبًا بِطَريقَتها في تحديه أمام رِجالَهُ، بِالرُغم مِن الإرتِباك الّذي كان جَليًا عَليها مُنذ وقوفَها أمامَهُ، إلّا أنّها الآن تواجِهَهُ بِتِلك الإبتِسامَة التي جَعلته قَتيلها، ولَم يُشاهِد يومًا أُنثى لا تُحاوِل إغراءَهُ، بَل تُحاوِل إغراقَهُ بيديها الناعِمتان، البَريق الشَرِس في عَينيها الواسِعَة كان مُحفِزًا لَهُ، لِيُمارِس ألعابَهُ المُلتويَة عَليها لِذا بِإبتِسامَة جانبية جاءَت كَلِماتَهُ بِنَبرَة مُتلاعِبَة..

4


" هل أظلّت الغزالَة الصَغيرَة طَريقَها يا تُرى!.."

12


" قُل كَلِمَة أُخرى وسَتُقتَل.."

147


خَرَجَت كَلِماتَها بِطريقَة متهوِّرَة، وأي فِكرَة كانَت في عقلَها عَن السَلام غادَرتها، وأصبَحَت الآن تُريد خَنقَهُ بقبضتها حتى تُغادِر تِلك الإبتِسامَة المُستَفِزّة وَجهَهُ، توقعت رؤيَة الغَضب في مَلامِحَهُ مَع كَلِماتَها أو أن يَقتَرِب أحد رِجالَهُ مِنها ليُلقيها خارِجًا، ولٰكِن أيًا مِن ذٰلِك لَم يَحدُث وكأنّهُم يعلمون بِأنّها لَن تَفعل أي شَيء، وحينَها عاد صوتَهُ المخملي يُداعِبها بِطريقَة جَعلت داخِلها يتلوى إرتِباكًا..

4


" أنا قَتيل حُسنَكِ بِالفِعل.."

230


الشيء الّذي كان عَليها أن تَفعلَهُ حينذاك هو أن تَصفعَهُ وتُغادِر، نادِمَة عَلى إختيار السَلام لِمُخاطَبَة رَجُل يُلقَّب بِالشيطان الّذي يُغري مَن حولَهُ، ويأخُذ ما يُريدَهُ دون أن يُحاسِبَهُ أحد، الشعور الذي راودَها حينذاك لَم يسبق لَها وجربتَه، شَيء في داخِلَها يَجعلها تُريد رَكلهُ بَعيدًا، شعور مُزعِج يَجعلها غير قادِرَة عَلى الكَلام، رِئتيها أصبَحتا ثقيلتان، بينما تَنظُر لِبريق عَيناه الحادّة التي تتأمّلها بِإستِمتاع، حيَنما شاهَد فيليكس أن روسيل على وَشك التهور إقتَرَب مِنها بينما يُخاطِبها مُحذرًا بِصوتٍ مُنخفِض..

11



        
          

                
" آنِسَة روسيل...."

+


أوقَفتَهُ في الحال، مُبتَعِدَة عَنه مُقتَرِبَة مِن ليونيد الذي يُراقِبها هو ورِجالَهُ مُترقبًا خُطوتَها التاليَة، وحينما كانَت تُريد صفعَهُ كَبحَت تِلك الرَغبَة بينما تَقِف أمامَهُ ليخفض هو بَصرَهُ مُراقِبًا عَينيها الواسِعَة والتي إزدادت إتِّساعًا وهي تَرفع نَظرَتها لِتُقابِلَهُ، حينذاك شَعر بِقلبِه يشهَق مُجددًا، ورَغبَة عميقَة راودته في الإستِدارَة لِمنع الرِجال مِن النَظر لَها، مِن التمتع بالنظر لها، وحدَهُ من يحق لهُ رؤيَة هٰذِه الأعين المتحديّة، بللت شفتيها بِتوتر لِتسقُط عيناه التي تحت تأثير عِطرها لِثغرَها، كُل ما يخُصّها كان جذاب بِطريقَة تَجعلَهُ يَختَنِق بِأنفاسَهُ أمامَها، ثُم أخرَجَهُ صوتَها الناعِم مِن تأمُّلاتَهُ وإضطِرابَهُ الوِجداني، وهي تُخاطَبِهُ بِنَبرَة ثابِتَة..

68


" إسمَعني..أخي آركادي لا ينوي أي شَيء سيء لَك، إنّهُ رَجُل مُسالِم بِإمكانَك التَفاهُم مَعَهُ إن خاطَبتَهُ بِالطَريقَة المُناسِبَة، الأرض التي تنوي أخذَها مِنه تَعني لَهُ الكَثير، ولٰكِن بِإمكان كِلاكُما التوصل لِحَل مُناسِب لِجَميع الأطراف.."

19


حينذاك كانَت تَبدو لَهُ بَريئَة، بِنظرتها الوديعَة وصوتَها الناعِم المُتأمِّل، وكأنّها لَيسَت الأُنثى ذاتَها التي هددتَهُ قَبل قَليل بِالقَتل، ذٰلِك التَناقُض المُغري، كان كَفيلًا بِجذبَهُ نَحوَها، بِطريقَة شَرِسَة لَم يُجرِّبَها مِن قَبل، ولِأنّهُ مُدمِن لِتجرُبَة كُل ما هو جَديد، أحب الشعور ذٰلِك، مُتجاهِلًا حَقيقَة أنّها ابنة غوركي، وحَقيقَة أنّها تحدته أمام رِجالَهُ، إبتَسَم يُخاطِبها بِنَبرَة مُغريَة..

6


" إخرُجي مَعي الليلَة، ولَكِ ما جِئتِ لِأجلَهُ.."

168


حينذاك إبتَعدَت خُطوَة عَنه، تَبتَعِد عَن خَطر الإشتِعال، شَيء يَخُصّهُ يَجعل مِنها في حالَة غير مُستَقِرّة، وهٰذا لا يَتعلق بِعدَم تعامُلَها مَع الرِجال الغُرباء، ولٰكِن يتعلق بِالنَظرَة التي يَحمِلها نَحوَها، لَم يَسبق لَها وأثار رَجُل شَيء كَهٰذا في داخِلها بِجانِب الخوف مِنه والذي جاهَدت في إخفاءَهُ عَن أنظارَهُ التي تَختَرِقها، النظرَة الخَطِرَة في عَيناه بِإمكانها إغراء الأُنثى المَجنونَة في داخِلها، ولِأن الإقتِراب مِنه مُحرّمًا رَفعَت رأسَها بِعِناد بينما تُجيب عرضَهُ بِنَبرَة مُتمرِّدَة..

1


" لا أخرُج بِرِفقَة الغُرباء..خاصةً الأعداء.."

32


وَقف فيليكس بِجَسدٍ متوتر بِجانِبَها، كان خائِفًا عَليها مُنذ البِدايَة بِسَبب هذا، كان يَعلَم أن رَجُل مِثل الماركيز ليونيد فولكوف حيَنما تَسقُط عَيناه الشَرِسَة عَليها سَيرغَب بِاللعب، ولٰكِن ما لا يَعرِفَهُ أن روسيل لَم تَكُن أحد فرائسَهُ التي بِإمكانَهُ الحصول عَليها بِسهولَة، وبِإمكان كَلِمَة واحِدَة أن تُثير جينات الغَضب التي تَخُص عائِلَة غوركي، وَغضب روسيل لَيس بِالشيء الّذي يُريد أحدَهُم التعرُّض له، راقَب كَيف كان الماركيز مُحافِظًا عَلى مَزاجَهُ، وإبتِسامَتَهُ لَم تَختَفي مُتجاهِلًا كُل ما قالَتَهُ روسيل أنزَل عصا الجولف التي كانت على كَتِفَهُ لُتُلامِس الأرض، ثُم مد يدَهُ نَحوَها بينما يُقدِّم نَفسه بِطريقَة رسميّة دون أن تُزاح نَظرَة عَيناه المُتلاعِبَة عَنها..

+



        
          

                
" أنا الماركيز ليونيد فولكوف.."

75


حينذاك نَظرَت لَهُ روسيل تَشعُر بِالريبَة، وهي تَنقُل بَصرَها بِبلاهَة بين يده المعلقة في الهواء وبين وَجهَهُ الذي يُقابِلها، لا تَعلَم ما الّذي عَليها فِعلَهُ، هل تَجرؤ على وَضع يَدها بيد عدوّها!، والقبول بِدعوَتَهُ الصَريحَة لِلخروج مَعَهُ!، رُبما تَكون صغيرَة في العُمر ولٰكِن مَع أسلوب حياتَها القاسي، كانَت تَعلَم أن ذٰلِك خاطِئ، إنّهُ فِكرَة خاطِئَة، وَقد راودَتها مُجددًا رَغبَتها في الركَض بَعيدًا عَنه كَعادَتها بَعد كُل مُصيبَة تَفتعلها، ولٰكِنّها لَم تَكُن تُريد أن تَظهر جبانَة أمام عدوها، أو أن تَكون خَصم سَهل، حتى مَع نَظرَة الإغواء في عَيناه الزَرقاء، لَن تَخضَع تَحت سِحرَهُ، لِذا بِنَبرَة ناريّة خاطَبتَهُ وهي تَتجاهَل النَظر ليده التي لاتزال ممتدة نَحوَها..

+


" وأنا روسيل غوركي..ولا أضَع يدي في يد عدوي.."

95


أسلوبَها الغير لائِق لَم يُغضِبَهُ، حتى مَع إهانَتها الثانيَة لَهُ أمام رِجالَهُ، كان مُستمتِعًا في لُعبَة الغوايَة التي تُمارِسها عَليهِ، لَم يَتجاهَل الإنجِذاب الّذي يَشعُر بِه نَحوَها، لَطالَما كان مُتصالِحًا مَع كُل غرائِزَهُ ومَشاعِرَهُ، والآن الشيء الّذي يَرغَب بِه، هو الحصول عَلى هٰذِه الأُنثى العَنيدَة بِأي طَريقَة، ولِأنّهُ مُعتاد عَلى أن يُحافِظ عَلى لباقتَهُ بِالرُغم مِن كُل شَيء، وبِالرُغم مِن تحديها لَهُ ووقاحَتها تِلك، أنزل يدَهُ مُستمِرًا في مُحادَثتها بِذات الإبتِسامَة والنَبرَة الثابِتَة المخملية..

5


" بِإمكانَكِ تَغيير هٰذا بِقبول دَعوتي آنِسَة روسيل، رافقيني الليلَة ولَكِ ما جِئتِ لِأجلَهُ.."

8


حائِرَة القَلب وَقفَت أمامَهُ، لا تَعلَم هل كان ذٰلِك فَخًا!، أم عَق إتِّفاق مُبرَم!، ولٰكِن ما تَعرِفَهُ هو أن رَجُل مِثلَهُ ينتَمي لِطبقَة النُبلاء، ومُعتاد على مُواعَدَة النِساء، لَن يؤذيَها جَسديًا، بَل يُريد فَقط الحصول عَليها كَسائِر النِساء، وهٰذا ما كان مُستَحيل، مُلاحِظًا بَريق التَردُد في نَظرَة عَينيها الواسِعَة، وطَريقتَها في النَظر لَهُ بِحَذر مِن تَحت رموشَها الطَويلَة، أكمَل بِإصرار أثار حَماسَها..

+


" في تمام الساعَة السابِعَة ليلًا، في مطعم عائِلتي الجديد، أخمِّن بأن حارسكِ يعرِفَهُ.."

1


ما الّذي يَحدُث حيَنما يَقِف الشيطان الذي إعتاد على إغراء الجَميع بِكُل أساليبَهُ الملتويَة، أمام أُنثى هي من كانت تمارس عليهِ لُعبَة الإغراء التي تُسقِطَهُ على قلبِه أمام قدميها!..

5


هل كان هناك شيء بِإمكانَهُ مَنعها الآن مِن التهور!، والخوض في شَيء مُختَلِف عَن كُل سابِق، الرَجُل الذي أمامَها كان فِكرَة مَجنونَة، فِكرَة سيئَة، كان مُحرمًا، جُرم لا يُغتَفَر، وهي كانَت الأُنثى ذات الأعيُن المُغريَة والإبتِسامَة الفاتِنَة، التي تُغريها الأفكار السيئَة، الأُنثى التي بِإمكانَها اللعب بِذيل أسد شَرِس، وحينَما يُهاجِمَها بِشراسَة ستُقاتِلَهُ بِنعومَتها وتَقتُلَهُ، الأُنثى التي لا تَقبَل أن تَكون فريسَة سَهلَه، سَتتحدا الرَجُل الّذي يُثير نيرانَها، وستُثبِت لَهُ أن حينَما يَجرؤ أحدَهُم عَلى إدِّعاء الثَبات أمامَها، سَتقتُلَهُ بِقبضتها الناعِمَة، وتَحرِقَهُ على مَهل مُتَلذِذَة بِطعم الإنتِصار المُغري، مُنتَشيَة بِإضافَة رَجُل آخر إلى قائِمَة ضحايا عَينيها..


29


________________________
نِهايَة الجُزء🥀..

+


أهلًا أهلًا أهلًا بكم جميعًا 🤩✨..

1


أخيرًا وبعد عام من الإنتظار قررت البدء بنشر فصول الرواية🥳، أتمنى أن تكون ملجأ لكم ولي، وأن تأخذوا أبطال الرواية بصدر رحب🫂🖤..

9


وكما أقول دائمًا أنا أضع قلبي ومشاعري جميعها في كل رواية، وأتمنى أن تكون رحلتنا هنا ممتعة، وأن أستطيع لمس جزء من شخصية كل قارئ✨..

5


آرائكم بالبداية؟

29


والشخصيات بشكلٍ مبدئي ؟

22


وكيف إنتهى برأيكم الأمر بروسيل وليونيد متزوجان بالرغم من المشاكل بين العائلتين؟


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close