اخر الروايات

رواية رهينة بين بيدي منافق كامله وحصريه بقلم مريم محمد عبدالقادر

رواية رهينة بين بيدي منافق كامله وحصريه بقلم مريم محمد عبدالقادر 



ماذا أسطر في ثنائك سيدى ، غير الصلاة مع السلام السرمدي
قلبي وأشعاري وأفكاري حكت ، أنى بغير محمد لن أقتدي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
١-١-٢٠٢٥م
مساء الخير على كل حبايبي ومتابعيني الغاليين🤍🤍
النهاردة معانا بداية جديدة مع روايتنا المختلفة والمميزة رهينة بين يدي منافق، واثقة إنها هتعجبكم، وهتعيّشوا مع تفاصيلها ومفاجآتها لحظة بلحظة.
وماتنسوش تشاركوا الرواية مع كل أصحابكم وأحبابكم، عشان نكبر بيكم وليكم
مستنية تعليقاتكم وأرائكم عشان تهمني جدًا
ويلا بينا نبدأ رحلتنا الجديدة على بركة اللّٰه 🤍🤍
_____________________________
نايم على سريره بهدوء وعمق، وزي العادة باب اوضته خبط خبطات رقيقة واتفتح، ودخلت بنت جميلة للأوضة وقعدت جنبه على السرير وبدأت تمسد على ظهره بحنان : يامن ، يامن حبيبي اصحى
يامن بنوم : ايه يا مليكة سيبيني أنام
مليكة : حبيبي الفجر أذن يادوب تقوم تتوضأ عشان تنزل تصلي في المسجد
يامن بصلها بطرف عينه بترجي إنها تسيبه ينام وهي كشرت : لأ يا يامن مش هيحصل قوم صلي الأول وبعدها نام براحتك إنما تفوت الصلاة لأ
يامن قام بتكاسل وبصلها : شريرة
مليكة بحب : خايفه عليك يا حبيبي
يامن : ربنا يباركلي فيكي يا حبيبتي
مليكة أبتسمت بحب : ويباركلي فيك ، قوم يلا عشان تلحق
يامن حرك راسه بموافقة وقام عشان يدخل الحمام ، ومليكة كانت خارجه من الأوضة بس هو وقفها : لوكا
مليكة بصتله وهو قرب منها وباس راسها : صباح الورد
مليكة أبتسمت : صباح الورد يا حبيبي
يامن أبتسم ودخل الحمام عشان يتوضأ ومليكة راحت اوضتها وهي بتبتسم من أخوها الكبير وجهزت نفسها للصلاة هي كمان
*********
تحت في المطبخ داده صباح -المسؤولة عن الفيلا الصغيرة اللي عايشين فيها- كانت بتجهز الفطار بعد ما صلت الفجر ومعاها بنت بتساعدها في الشغل
صباح بصت للبنت وزعقت : بت يا لميا أنتى نمتي وأنتى واقفه ؟! ماتفوقي يابت
لمياء بصتلها بنوم : يا أبله صباح مش قادرة خالص عايزة أنام ، أنا مش فاهمه أصلا ليه صاحيين من النجمة كده هو في حد يصحى دلوقتى !؟ الساعة لسه سته
صباح : أنتى لو بتشتغلي قد ما بتتكلمي كان زمانك خلصتى من بدري، وبعدين خودي هنا ايه حد بيصحى دلوقتى دي !؟ ايوه ياختى نصحى دلوقتى ومانحصحاش ليه !؟ هو مش الرسول عليه السلام وصى على الصحيان بدري وقال (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وبعدين هو إحنا قايمين نلعب !؟ ماورانا شغل ومصالح ، والصحيان بدري بيفتح المخ وبيخليكي نتجزي حاجات كتير في وقت قصير
لمياء قلبت عينيها بزهق وبصتلها باقتضاب : حاضر يا أبله اللي عايزينه
اتحركت بكسل للتلاجة تطلع منها خضار وراحت تغسله ، وصباح مراقبها وهي بتبرطم : والله مانتي نافعه في حاجة
وفجأة لقت اللى بيحضنها من ظهرها وكانت مليكة : صباح الخير يا صبوحة
صباح بصتلها وباست خدها بحب : صباح النور يا قلب صبوحة ايه النشاط ده على الصبح
لمياء بصت عليهم بسخرية واخدت الأطباق وطلعت من المطبخ بخنقه رايحه تحط الحاجة على السفرة، كل ده تحت نظرات صباح المتضايقة
مليكه لاحظت ضيقها فسألت : مالك يا داده حساكي متضايقة !؟
صباح : البت الجديدة اللي انتوا جايبينها تساعدني دي مكان ابتسام أنا مش عايزاها، بت كسلانه ومش بتاعة شغل ، فاكره نفسها جاية تستمتع بالفيلا وجمالها مش جاية تشتغل ، فينك بس يابتسام يابنتي راحت اتجوزت وسابتني ، والله كانت مريحاني خالص ، تقوم قبل الفجر تجهز نفسها تصلي وتجري على المطبخ تشوف ايه اللي عايز يتعمل كأنها بتعمل سباق معايا ، أما دي ولا بتساعد ولا نيله ، بتحايل عليها عشان تتحرك
مليكة : طيب وليه الذنوب دي كلها على الصبح أنتى كده اغتبتيها ؟
صباح بصتلها بغيظ : وهو أنا جيت جنبها ماهي فعلا كده
مليكة أبتسمت بلطف : وهي دي الغيبه يا داده إنك تتكلمي عنها بحاجة وحشه وتكون فيها ، هو مش الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال للصحابة : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) يعني لو اتكلمتى عن حاجة تسوءها وهي فيها فكده اغتبتيها، ولو حاجة مش فيها كده أنتى بتتبلي عليها وتتهميها ظلم ، وفي كلتا الحالتين ذنوب ومعصية ، وبعدين إحنا بنعامل ربنا فيها وبنعمل اللي علينا مش بنظلمها وبنحاول على قد مانقدر نتقي الله فيها إنما شغلها بقى ربنا اللى هيحاسبها عليه
صباح خبطت كف على كف : استغفر الله العظيم وأتوب إليه ، والله الواحد مش بياخد باله يابنتى ويتكلم وياخد ذنوب وهو مش حاسس لا حول ولا قوة إلا باللّٰه
مليكة أبتسمت : ربنا يهدي الجميع
صباح سكتت شوية وبصتلها تانى بغيظ : بس برضه أنا مش عايزة البت دي، ياتجيبولي واحده بتاعة شغل يابلاها أنا أشتغل لوحدي أهو التعب أحسن من حرقة الدم دي كل يوم
مليكة ضحكت عليها وعلى انفعالاتها اللى مابتعرفش تخبيها : حاضر يا داده، هقول ليامن وهو هيتصرف من عينينا ، هو إحنا عندنا كام صبوحة يعني
راحت ناحية الرخامة اللى عليها حاجة الفطار وقالت بنشاط : قوليلي يا صبوحتي محتاجة ايه وأنا هساعدك فيه
صباح : اغسلي الخيار والفراولة اللى فى الحوض دول أحسن البت دي عكتهم كده في المياه، وأنتى عرفاني بقرف أنا من شغل العك ده، فاغسليهم كويس وقطعيهم في الأطباق عقبال ماعمل أنا البيض الاملت اللى بتحبيه
مليكة : من عيوني يا داده حاضر
وراحت فعلا ناحية الحوض تعمل اللي قالته ، وصباح وقفت تبص عليها بحب وهي بتسترجع كل المواقف اللي مليكة كانت بتساعدها فيها زي دلوقتى بدون ما تتأفف أو تعترض ، دعتلها في سرها وراحت هي كمان تخلص اللي وراها
********
بعد دقايق قليله يامن نزل من اوضته بعد ما جهز للشغل، وهو نازل على سلم الفيلا شاف بنت أول مرة يشوفها قاعده على السفرة وحاطه راسها عليها ونايمه، بصلها باستغراب وعدى من جنبها وهي ماحستش بيه فسابها ودخل المطبخ : صبوحتي
صباح بصتله بابتسامة : حبيب قلب صبوحتك
يامن قرب منها وشم ريحة الأكل : جعان أوي يا صبوحة اكليني
صباح وهي بتضحك وبتشيل البيض من على النار : تعالا يا حبيبي الأكل جهز أهو ، يلا هحطه على السفرة ونفطر
يامن افتكر : اه بمناسبة السفرة في بنت غريبة نايمة بره على السفرة مين دي ؟
صباح اتصدمت وبصت لمليكة بشر : شايفه أما اقولك مش بتاعة شغل تقوليلي غيبة ونميمة ، الهانم بدل ما ترص الأكل على السفرة رايحة تنام ، يبقى لما أروح اجيبها من شعرها دلوقتى ماحدش يلومني
مليكة ضحكت : برضة براحة عليها يا دادة هي لسه جديدة ومش متعودة على نظامنا هنا
صباح شدت فوطة المطبخ اللي جنبها وبتنشف ايديها : وسع كده يا يامن اما اصحي البت دي وأشوف اخرتها ايه معاها
خرجت من المطبخ وهي بتبرطم ومليكة بتضحك عليها وهي بتقطع الفراولة، ويامن قرب منها وقعد على حرف الرخامة جنبها واخد واحدة فراولة أكلها : بس ايه الحلاوة دى أول مرة أشوف فرولاية بتقطع فراولة، ده بقى شغل غيرة وكده !؟
مليكة ضحكت وبصتله بذهول : ايه ده في ايه النهاردة مالك !؟
يامن أخد فراولة تانية أكلها وابتسم : مبسوط
مليكة : ربنا يبسطك كمان وكمان بس قولي ايه اللى حصل !؟ فرحنى معاك
يامن : عارفة يا لوكا من سبع سنين بعد وفاة بابا وماما الله يرحمهم قولتلك ايه !؟
مليكة سابت السكينة من ايدها وبصتله : قولتلي ايه !؟
يامن : قولتلك إن هيجي اليوم واوقف الشركة بتاعتي على رجليها وهخليها شركة كبيرة زي اللي بنسمع عنهم في التلفزيون ، فاكرة ؟
مليكة : اه فاكره ، ومن ساعتها وأنت فارم نفسك في الشغل
يامن : أهو الحمد لله الفرمة دي جنت ثمارها وربنا بيعوضني خير على تعبي سنين
مليكة ابتسمت وقربت منه : بالله ، بتتكلم جد !؟
يامن : والله العظيم
مليكة : طيب احكيلي اللى حصل ، كده يا يامن اخس عليك ازاى ماتجيش تقولي !؟
يامن : يابنتي لسه مافيش حاجة حصلت ، بس ممكن تقولي كده الباب بس اتفتح اخيرا ، في راجل أعمال كبير اوي اسمه ناصف البحراوي عامل زي مسابقة كده للشركات والمكاتب الصغيرة زينا، الهدف منها دعم الشباب الطموح ، كل شركة بتقدم عرض والاحسن هو اللي بيكسب في مجالة
بصلها بتفاؤل : حاسس أنى هنجح في المسابقة دي ، عارفه إحساسي بيقولي إن هدف البحراوي الحقيقي من المسابقة دي مش العروض اللى هتتقدم ، اللي هينجح في المسابقة دي هيتعاقد مع شركة البحراوي واحدة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط، فأكيد هيختار إنسان مميز يعتمد عليه في المستقبل
قام من على الرخامه ومسك ايديها : ادعيلي يا مليكة بالله عليكي انجح في المسابقة دي، بجد بجد هتبقى صفقة العمر اللى قضيت سبع سنين بفحت في الصخر عشانها
مليكة بابتسامة : ربنا يوفقك يا حبيبي ويكتبلك الخير كله ويرضيك بيه
يامن : اللهم آمين
صباح دخلت عليهم ووراها لمياء اللى ماشيه مغمضه : ايه يا ولاد هتفضلوا قاعدين ترغوا كده ، الأكل برد
يامن : جايين أهو يا ست الكل
مليكة راحت تغسل ايديها وصباح بصت للمياء : روحي حطي طبق الفراولة ده على السفرة ، يلا اتحركي
لمياء مالحقتش تتحرك وكان يامن أخد الطبق : لا هاخده أنا بدل ماتنام مننا في الطريق وتروح الفراولة بتاعة لوكا
لمياء بصت ليامن بكسوف وصباح خبطتها في دراعها : عاجبك كده !؟
مليكة قربت منهم ومسكت ايد صباح وايد لمياء : يلا بقى بطلوا مناقرة في بعض ويلا نفطر
خرجوا كلهم وقعدوا على السفرة ولمياء مستغربه بساطتهم ، وعم حامد الجنايني انضملهم وبدأوا ياكلوا كلهم
يامن بص لمليكة : عندك كلية النهاردة ؟
مليكه : اه الساعة ٨ يادوب اخلص فطار وهلبس وأروح
يامن : ربنا معاكي يا حبيبتي عايزك تتخرجي بامتياز زي كل سنة ، خلي اللي يشوفنا يقول ولاد العزاوي خلفوا أبوهم ورفعوا راس أهلهم وهما عايشين وهما ميتين
مليكة بابتسامة : ماتقلقش
يامن خلص فطار وقام وقف : طيب امشي أنا بقى عشان ألحق أوصل ، انتوا عارفين الطريق بعيد
صباح : مش فاهمه أنا يعني أنت شركتك بعيده عن هنا ومليكة جامعتها بعيده هي كمان ، ايه اللي مقعدكم هنا !؟ ماتنقلوا من الكامبوند ده وتريحوا نفسكم
يامن : لا يا داده أنتى عارفه إن الفيلا دي هي اللى فاضلالنا من ريحة بابا وماما الله يرحمهم ومش عايزين نسيبها
صباح اترحمت عليهم وسكتت ويامن ودع اخته وراح على شغله وهي كمان طلعت اوضتها عشان تجهز خلصت وركبت عربيتها الصغيرة وراحت جامعتها
*******
في مكان تاني في واحده من الشقق في عمارة فاخرة ،واحدة بتنادي بغيظ على بنتها : أنتى يا زفته ياللي أسمك مرام اصحي بقى حرام عليكي طلعتي روحي ، أنتى يا بت
مرام اتقلبت في السرير وغطت وشها بالبطانية وكملت نوم ، وهناء دخلت الأوضة بتاعتها وفتحت الستاير وشدت الغطا من عليها : قومي يا نيلة
مرام قعدت تحرك ايديها ورجليها بعشوائية واعتراض : يا ماما بقى مش عايزة أقوم ، قولتلكم مش هروح المستشفى دي يعني مش هروح ، مش عايزااااااااه
هناء ضربتها على كتفها بغيظ : اومال عايزة تروحي فين يا مجنونة يا دكتورة المجانين انتى ، العباسية !؟
مرام قعدت بغيظ وبصت لمامتها : اسمها دكتورة أمراض عقلية ونفسية واسمهم مرضى عقليين مش مجانين ، وبعد اذنك احترمي مشاعرهم شوية
هناء خبطت كف على كف : لا حول ولا قوة إلا باللّٰه مشاعر ايه دي يا بت اللي احترمها !؟ ده على اساس أنهم بيفهموا أصلا الكلام اللي بيتقال !؟
مرام قامت من على السرير : ما هو طول ما انتوا بتنشروا الإشاعات المغلوطة دي عنهم مش هتوصلوا للحقيقة ابدا ، المرضى العقليين دول بني ادمين طبيعيين ليهم حقوق الإنسانية وحقهم يعيشوا زيهم زي غيرهم ، مش غلطتهم إنهم اتولدوا بمرض عقلي أو مشكلة في المخ ، وبرضه مش مشكلتهم أنهم اتعرضوا للاذى أو صدمة من حد قريب منهم وصلتهم للحالة دي اللي بتسموها الجنون ، يا ماما هو انتي ماسمعتيش جودي بلانكو وهي بتقول (‏ في مستشفى الطب النفسي لا يأتينا المرضى، بل ضحاياهم ) الناس اللى إحنا عايشين وسطهم هما اللى مرضى يا ماما
هناء بصتلها شوية بصمت وقامت مره واحده ضرباها على كتفها : امشي يا بت أنتى بالهبل بتاعك ده ، جايه تعملي فيلسوفه عليا وانتى لسه مابتعرفيش تربطي رباط الكوتشي بتاعك عدل ، اتنيلي يلا روحي افطري عشان تنزلي شغلك ، يلا اتحركي
ناصر جه على الصوت ووقف على باب اوضة بنته : في ايه انتوا الإتنين صوتكم واصل لآخر الشقة ليه !؟ مالكم !؟
مرام راحت مسكت في دراع باباها بطفولة : حبيبي يا نصورة يا قمر ، أنت بتحبني أوي صح !؟
ناصر بصلها بطرف عينه : عايزة ايه ادخلي في الموضوع على طول !؟ وبلاش الشوية دول أنا حافظك كويس
مرام بصتله باستعطاف : مش عايزة أروح مستشفى الشرطة
ناصر بجدية : مش إحنا اتكلمنا كتير في الموضوع ده يا روما خلاص !؟
مرام : يا بابا بقى بالله بالله أنا عايزة أروح مستشفى الهبة عشان خاطري
ناصر : لا يا مرام يا مستشفى الشرطة اللي أنا شغال فيها يا بلاها شغل من أصله وتتجوزي بقى وتقعدي في بيتك
هناء دخلت في الحوار : والله أنا ياما قولت كفاية كده وتتجوز بقى بس هي اللي راكبة دماغها وشغلي يا ماما شهادتي يا ماما
مرام بزهق : ادينا بدأنا أهو كلام كل مرة
راحت ناحية دولابها واخدت هدومها بتاعة الخروج : أنا ماشية وسيبهالكم خالص
مشت بغيظ وهي بتدبدب في الأرض زي الأطفال ودخلت الحمام وهناء متابعاها : ربنا يهديكي يا بنت بطني
ناصر بصلها بضحك : هيهديها إن شاء اللّٰه
هناء بصتله بغيظ : بتضحك !؟ وهو أنا هستغربه ليه !؟ ما أنت اللي مقويها ومشجعها على المهلبية اللي في دماغها دي
ناصر ضحك اكتر وقرب مسك ايدها : يا ست أنتى استهدي بالله بقى لامتى هقولك الجواز ده نصيب ورزق من ربنا، لا حد بيقربه ولا يبعده ويوم ما نصيبها يجيلها هتلاقيها اتجوزت كده لدرجة إن ماحدش فينا هيحس بالوقت ، سيبيها على الله
هناء بصتله : ونعم بالله بس يا ناصر أنا نفسي أشوفها عروسه، وبعدين هما الشباب اللي اتقدمولها دول يتعايبوا برضه ، دول كانوا شباب زي الورد والله ، وهي اللى تتشك في ضوافرها دي تطلع القطط الفطسانه فيهم، لا يا ماما ده قصير وده طويل وده أسمر وده أبيض وده رفيع وده تخين لحد ماهتجيبلي الخفيف
ناصر : لا حول ولا قوة إلا باللّٰه ولا كأني قولت حاجة
هناء ضربته في صدره : يوه يا راجل مش بفضفض معاك مافضفضش يعني
ناصر : لا يا حبيبتي فضفضي وهو أنا قولت حاجة
سابها وخرج للسفرة عشان يفطر وهي راحت وراه وفي الوقت ده خرجت مرام بكامل أناقتها من الحمام وأول ما هناء شافتها شهقت : ايه يا بت ده اللي أنتى عملاه في نفسك ؟
مرام وهي بتبص على نفسها : ايه يا ماما ده الزي الرسمي لمصر أنتى ماتعرفيش ولا ايه ؟
ناصر بص على بنته اللى كانت لابسه عباية بيتي باللون البينك ولافه الطرحة لورا زي الفلاحات ، وهي بصتلهم : حلو صح ؟
ناصر : أنتى هتنزلي المستشفى كده ؟
مرام قعدت على السفرة جنبه وبدأت تاكل : اه هروح كده ، ليه ؟
هناء كانت لسه هتتكلم بس ناصر وقفها ، كلهم خلصوا آكل وناصر راح اوضته يغير لبسه وهناء بصت لمرام : وأما أقوم اديكي بالشبشب فوق دماغك يبقى حلو ؟
مرام : في ايه بجد أنا مش فاهمه مالك هو أنا عامله حاجة غلط !؟
هناء : عامله ايه يا عين أمك ، غلط !؟ قومي يا مرام غيري اللي أنتى لبساه ده وإلا والله__
مرام قطعت كلامها : محسساني أنى نازلة ببدلة رقص ، ده حتى طقم الفلاحين ده قمر وأنا بحبهم أوي الصراحة ، ولا أنتى من الناس اللي بتتنمر عليهم بقى !؟
هناء : لا إله إلا الله وهو أنا قولت حاجة عليهم انتي عايزة تركبيني الغلط وخلاص !!
مرام : اومال انتي معترضه على ايه !؟
هناء مسكت علبة المناديل حدفتها عليها : على اللبس يا جزمة ، إذا كان في الريف والصعيد عادي البنات تمشي كده فهنا لأ ، هنا اللي هيشوفك هيضحك عليكي
مرام : عشان ناس مريضة وناقصة
هناء : لا يا عين أمك عشان حاجة مش مألوفه ، لكل مقام مقال وكل مكان ليه لبسه المتعارف عليه لو غيرتيه الناس هيستغربوكي
مرام : أنا حرة ماحدش ليه دعوة بيا واللي مش عاجبه مايبصش
هناء كانت لسه هترد بس ناصر خرج من الأوضة : يلا يا مرام !؟
مرام بصتله : أنت نازل بجد !؟
ناصر : ايوه يلا عشان مانتأخرش ، هوصلك النهارده عشان أول يوم وبعد كده تروحي لوحدك
مرام قامت بتردد وقربت من باباها اللي واقف على الباب-بقلم/مريم عبدالقادر-وهو مدلها ايده زي عادته عشان تمسك فيها وفعلا مسكتها وثواني وسحبت ايدها تاني ومشت بزهق على اوضتها تغير لبسها ، وهناء بصت لجوزها
ناصر : بنتك لا هي صغيرة ولا هي هبلة بس برضه مش بتيجي بالعند والخناق واديكي شوفتي أهو
دقايق ومرام خرجت من اوضتها لابسه فستان بسيط ولافه الطرحة عادي وراحت تلبس كوتشيها وبصت لباباها اللي قعد جنبها وربطلها الكوتشي وقام اخدها في ايده
هناء : تروحوا وترجعوا بالسلامة
ناصر باس راسها : مع السلامة يا حبيبتي
مرام : مع السلامة يا ماما
هناء : مع السلامة يا حبايبي
نزلوا الاتنين ركبوا عربية ناصر اللي بص لمرام للحظة وبص قدامه تاني : أنا ولا بجبرك ولا بضغط عليكي ومش غلط أنى أخاف عليكي
مرام : بس يا بابا أنا___
ناصر قطع كلامها : ايوه كبيرة وشخصيتك قوية وتعرفي تدافعي عن نفسك وكل حاجة ، بس أنتي في الآخر بنتي الوحيدة وطبيعي أخاف عليكي
بصلها : أنتى حته من روحي يا مرام
مرام عيونها لمعت بالدموع وبصت في الأرض : آسفة
ناصر : طلاما عرفتي غلطك يبقى اسفك مقبول
كملوا طريقهم للمستشفى وناصر عرف مرام على المكان والدكاترة وراح على قسم الباطنه وهي راحت لقسم الأمراض العقلية وهي من جواها مخنوقة
**********
يامن وصل شركته ودخل على مكتبه على طول وطلب السكرتيرة
لينا : افندم
يامن : لينا عايزك تجهزي إجتماع فورا مع رؤساء الأقسام ويوسف وجاسم ، ألا هو فين جاسم صحيح !؟ لسه ماجاش !؟
رد عليه جاسم اللي دخل المكتب على سؤاله : بقالي نص ساعه هنا
يامن بصله : عرفت الجديد !؟
جاسم : قصدك البحراوي !؟
يامن أبتسم : اه دي فرصة العمر يا جاسم ولازم نستغلها
جاسم قعد قصاد منه : قولي على خطتك ناوي على ايه بالظبط !؟
يامن : هقولك على كل حاجة بس نتجمع الأول
بص للينا : روحي يا لينا انتى شوفي اللي قولتلك عليه
لينا حركت راسها بفهم وخرجت من المكتب وجاسم بص ليامن : ها ياخويا يابن أمي وابويا قولي دماغك دي فيها ايه بالظبط !؟
بامن بصله : كل خير يا سيمو ماتقلقش ، يلا على غرفة الاجتماعات
راحوا لغرفة الاجتماعات وقعدوا مع باقي الفريق وكل واحد بيقول افكاره وبيخططوا للصفقة اللي هيعرضوها على البحراوي ، عدى كذا ساعة والاجتماع خلص وخرج الكل من الأوضة واتبقى يامن واصحابه
يوسف مدد ايديه لفوق وشد جسمه جامد وهو بيتنهد : تعبت ياولاد
جاسم ضحك : لحقت ده إحنا لسه بنقول يا هادي
يوسف : يا عم بقى بطل تكسر مجاديفي ، الله
بص ليامن : ماتشوف أخوك ده يا يامن
يامن بصلهم وابتسم : بطل تكسر مجاديفة يا جاسم، خليه هو كده كده هيغرق دلوقتى فى الشغل لوحده
جاسم ضحك ويوسف بص ليامن بقرف : انتوا عيال خنيقة أوي
قام وقف : انا هروح بقى تعبت أوي الصراحة ومحتاج اشحن، الظاهر كده من بكرا الشغل هيكون من نار وأنا محتاج استعدله
يامن بصله : سماح المرادي بس
يوسف : تسلم يا غالي ربنا يخليك للغلابة يا بيه
طلعوا كلهم من الأوضة وهما بيضحكوا ويوسف ركب عربيته ومشي ويامن وجاسم روحوا البيت مع بعض ، وصباح استقبلتهم : مساء الجمال على الحلوين
جاسم : ازيك يا صبوحه بقالي كتير ماشفتكيش
صباح : مانت اللي ماحدش بقى يشوفك غير من العيد للعيد
يامن بيبصلهم بملل : يا أوفر بطلوا افوره ايه بقالي كتير ماشفتكيش ، ومن العيد للعيد ده !؟ مش على اساس إنك كنت هنا الجمعة اللي فاتت
كلهم ضحكوا وجاسم : بجد يا اخي نسيت والله اصلكم بتوحشوني أوي
لمياء كانت واقفه جنب صباح ومتنحه في جاسم لأنه كان وسيم جدا بدرجة مش طبيعية وهي بتكلم نفسها : يانهاري هو في رجاله كده ، يخربيت جمالك ده أحلى من الممثلين الاتراك
وفي الوقت ده نزلت مليكه من اوضتها تستقبل أخوها بحب : حمد لله على السلامه يا ابيه
يامن بصلها : لوكتي ، الله يسلمك يا قلب ابيه
جاسم بصلها : مافيش حمد لله على السلامة ليا أنا كمان يا لوكا، ايه ماوحشتكيش !؟
مليكه بصتله : ماتشوفش وحش يا ابيه حمد لله على السلامة، بعد اذنكم
سابتهم ودخلت المطبخ هي ولمياء يحضروا الغدا ، وجاسم بص ليامن : هي حاطه حبهان تحت ضرسها ولا ايه !؟ ايه المقابلة دي !؟
يامن : فكك فكك تلاقي في حاجة مضيقاها ولا حاجة ، المهم تعالا غير هدومك عشان هتبات النهاردة هنا
جاسم كان لسه هيعترض بس يامن شده من ايده وطلع معاه لاوضته، وبعد وقت كان الكل متجمع على السفرة بيتغدوا، ويامن وجاسم بيتكلموا في الشغل وجاسم عينيه بتروح على مليكة من وقت للتاني
صباح حطت المعلقة من ايدها على السفرة ، وبصتلهم بزهق : ما كفاية كلام في الشغل بقى
يامن : معلش يا داده بس حقيقي ورانا شغل كتير وهنبقى مشغولين جدا الفترة اللي جاية
مليكة قامت تحط طبق السلطة قدام يامن وحطت أيدها بتلقائية على رقبتها عشان الطرحة بتاعتها ماتجيش على الأكل
جاسم : طيب ماتقلعيها بدل ما هي مضايقاكي كده
مليكة بصتله بحاجب مرفوع ويامن رفع عينه بص على اخته وقال بهدوء : تقلعها إزاى يعني يا جاسم وأنت قاعد !؟
جاسم بصله : إحنا زي الأخوات يا يامن ولا ايه !؟
يامن بصله : إحنا مش زي الأخوات يا جاسم إحنا اخوات فعلا وكلنا اعتبرناك أخونا من يوم ماتقابلنا، بس ده ماينفيش حقيقة إنك مش محرم ليها وماينفعش تقلع حجابها قدامك
جاسم رفع ايديه باستسلام : أنا عارف أنى مش هعرف اصد قصادكم ، خليكي يا بنتي اعملي اللي تعمليه
يامن قام وقف وبص للمياء اللي متنحه في جاسم : لو سمحتي يا آنسه فنجانين قهوة لينا وهاتيهم على المكتب
بص لجاسم : يلا يا جاسم نشوف اللي ورانا
جاسم حط المعلقة على السفرة بغيظ : ايوه بقى قول كده أنت مقعدني عشان الشغل وأنا اللي قولت واحشكم
يامن : مش هنكر إنك واحشنا فعلا بس ده مايمنعش إننا نشتغل برضه
جاسم قام وقف : ماشي يا عم براحتك
صباح : طيب كمل أكلك يابني الأول
جاسم : لا يا داده أنا كده تمام هقوم بقى قبل ما هولاكو ده يدور الضرب فيا
صباح بصت للمياء اللي لسه متنحه مع جاسم : قومي يا لميا اعملي اللي البيه قالهولك
لمياء بربشت كذا مره وقامت : حاضر يا أبله صباح قايمه أهو
دخلت المطبخ تعمل القهوة ويامن وجاسم دخلوا المكتب وفضلت صباح ومليكة اللي صباح بصتلها : مالك يا بت أنتى !؟
مليكة بصتلها باستغراب : مالي في ايه بالظبط !؟
صباح : بتتعاملي مع جاسم كده ليه هو مش أخوكم الكبير برضه ليه التعامل ده !؟
مليكة اتكلمت بصوت خافت وهي بتفتكر موقف قديم : لا يا دادة هو مش أخونا الكبير أو على الأقل ماقدرش اعتبره اخ بالنسبالي، اذا كان يامن بيعتبره اخوه الكبير وماما وبابا الله يرحمهم كانوا بيعتبروه ابنهم من بعد ما تكفلوا بيه ده مش معناه أنه أخويا ، هو مش اخويا ومش محرم ليا واحنا الاتنين كبرنا ماينفعش نتعامل بدون حدود ، هو ويامن بيعتبروا بعض اخوات على راسي ماقولتش حاجة بس خرجوني أنا بره العلاقة دي لو سمحتم
صباح : خلاص ماتزعليش كده براحتك هو أنا جيت جنبك
سكتوا شويه وبعدها صباح بصتلها : قولتي ليامن على موضوع البت اللي تيجي تساعدني مكان لميا !؟
مليكة قامت : والله يا داده رغم أنى معترضه على قطع عيشها بالشكل ده لكن هقوله حاضر بس بعدين
صباح : لا دلوقتى هو جاسم يعني غريب
مليكة بصتلها بقلة حيلة ودخلت المكتب عند يامن بعد ما اخدت القهوة من لمياء ، حطت الصينية على المكتب وابتسمت : بالهنا
يامن : الله يهنيكي
مليكة : ابيه كنت عايزة اكلمك في موضوع داده صباح طلباه منك
يامن : بعدين يا لوكا بعدين
مليكة : طيب اسمع طيب داده صباح بتقول ضروري تشوفلها__
يامن قطع كلامها : يا مليكة بقى قولتلك بعدين ، شوية بس اخلص اللي في ايدي
مليكة أبتسمت بضيق : حاضر يا ابيه
سابتهم وخرجت لداده صباح اللي قربت منها بفضول : ها قالك ايه !؟
مليكة : مش قولتلك بعدين اديه أهو احرجني وقالي لما اخلص اللي في ايدي
صباح نفخت بزهق وهي مسكت ايدها : أنا بقول تستحمليها وهي شوية شوية هتاخد على الشغل وأنا معاكي لو احتاجتي أي حاجة ، قولتي ايه !؟
صباح بصتلها : هقول ايه يا بنتى لا إله إلا الله
مليكة أبتسمت : محمد رسول الله
**********
جوا المكتب جاسم بص ليامن : ليه كده احرجت أختك
يامن : ولا إحراج ولا حاجة هخلص بس الورق ده وهشوف هي عايزه ايه عنيا ، بس أخلص
جاسم بصله كتير جدا وبعدها همس : أنت اتغيرت أوي يا يامن
يامن رفع راسه وبصله باستغراب : أنا ماتغيرتش أنا بس بشوف الأولويات
جاسم : وهو ده التغير اللي حصل ، زمان كانت هي أولى أولوياتك دلوقتى بقيت بتقارن بينها وبين باقي الأولويات
يامن تضايق جدا من جواه وجاسم شد الورق بص فيه : الميزانية بتاعتنا رايحه في داهيه ومش هتنفع خالص
يامن حاول يسكن صوت ضميره شوية ، وركز مع جاسم : أعمل ايه كنت بفكر في القرض بس خايف
جاسم : فعلا القرض مخاطرة يا تصيب وننجح كلنا يا تخيب ونروح كلنا كلابوش
يامن : طيب والعمل !؟
جاسم وهو مركز في الورق : أكيد ليها حل فكر بس معايا
الاتنين قعدوا يفكروا ويشتغلوا لحد وقت متأخر من الليل
*********
مرام رجعت من المستشفى مخنوقه ومش طايقه حد ، دخلت اوضتها تغير وبعد وقت دخلت مامتها عليها بابتسامة أمل : ها يا روما احكيلي عملتي ايه في شغلك النهارده !؟
مرام بصتلها بغيظ : ده على اساس إنك يا ماما مش عارفه أنى رايحه غصب عني أصلا ومخنوقه !؟
هناء قعدت جنبها : لا إله إلا الله هو اللي هنعيده هنزيده يا مرام ولا ايه !؟ وبعدين تعالي هنا ايه اللي مضايقك أوي كده في المستشفى هو حد يطول يجيله شغل في مستشفى الشرطة ، أنتى هبله يا بت !؟
مرام بتعب : يا ماما مش بالمراكز والاسامي أنا مش عايزة اشتغل فيها مش حاسه نفسي فيها ، هي فعلا مستشفى كبيرة وكل حاجة بس القسم النفسي هناك بيتعاملوا معاه كأنه باطنه ولا قلب ، دكتور قاعد في مكتبه وبيدخله ناس تكشف عنده ، مافيش غرف ولا أماكن لمساعده المرضى
عدلت قعدتها وبصتلها : طيب بالله عليكي أنا النهارده دخل عندي حالة شاب باين عليه الهم وأنا قولت بقى ده اكيد عنده اكتئاب حاد ومحتاج مساعده اقوله مالك يقولي بوسي بنت طنط شاهي مش رضت تتجوزني واتجوزت بوبو ابن طنط سوسو ، ايه ده ها تسميه ايه !؟ هو في ولد اسمه بوبو وبعدين في ولد يقول مش رضت !؟
هناء كانت كاتمه ضحكتها بالعافية ومرام مكمله بغيظ : وواحده تانيه دخلت عندي وقعدت تعيط ومنهاره قولت يا ساتر استر احكيلي مالك يا حبيبتي ، تقولي كنت بتفرج على مسلسل واتعلقت بالبطل أوي بس هو اتجوز البطله ومش قادره أعيش بعد ماخاني، مش هقدر اشوفه معاها عايزه أمـ.وت ، اعملها ايه دي ها !؟
هناء ماقدرتش تمسك ضحكتها أكتر من كده واتفتحت في الضحك ومرام بتبصلها بغيظ : بتضحكي !؟ طيب بالله عليكي ده تسميه ايه !؟
هناء : طيب والله تستاهلي أهو كل الغلب اللي غلبتهولي من وانتي صغيره هيطلع عليكي دلوقتى
مرام بصتلها : ماما أنا بتكلم بجد على فكره
هناء بهدوء : طيب فهميني ايه الفرق بين المستشفى دي والمستشفى اللي أنتى عايزاها مش كلهم مستشفيات وكلهم بيجيلهم عيانين !؟
مرام : لا يا ماما ، المستشفى دي شامله كل حاجة زيها زي اي مستشفى تانية بس على نضيف أوي وعناية اكتر بس مافيهاش اللي أنا عايزاه ، مستشفى الهبة بقى مستشفى نفسي يعني مركزه كل جهدها علي الأمراض العقلية والنفسية عندها أماكن مخصصه لرعاية المرضى وعلاجهم، وبيجيلها ناس تعبانين بجد ومحتاجين حد يساعدهم، حد ياخد بايدهم ويخرجهم بره الضلمة اللى واقعين فيها ، مش تقوليلي سوسو وبوبو والممثل اللي اتجوز
هناء : طيب هقولك على حاجه جربي شهر ، هو شهر واحد ، مش يمكن تحبي المكان بعد ماتتعودي عليه
مرام : ولو ماتعودتش !؟ ولو ماحبتهوش !؟
هناء قامت : ساعتها نتكلم ، سيبي بكره لبكره وربنا يقدم اللي فيه الخير
طبطبت على شعرها بحبان : قومي يا قلب أمك عشان تتعشي الوقت أتأخر وعرفاكي طول اليوم مابتكليش
مرام اتنهدت بضيق وقامت معاها عشان يتعشوا كلهم وبعدها دخلت اوضتها تانى عشان تنام
*********
بتمر الأيام ويامن مشغول مع جاسم ويوسف طول الوقت بالشغل والاجتماعات، وقعدته مع مليكة بتقل كل يوم عن اليوم اللي قبله، وكل ماتيجي تكلمه على حاجة يقولها بعدين أو بكره وهي بتحاول ماتزعلش منه وتقدر مشغولياته بس غصب عنها بتحس بالحزن ، فمن بعد وفاة باباها ومامتها في حادثة العربية من عشر سنين ويامن هو كل دنيتها، هو اخوها الكبير بحبه ليها، وأبوها بخوفه عليها، ومامتها بحنيته ورعايته ليها ، فى كل لحظة كان معاها ودايما محاوطها باهتمامه، ودي وأول مرة ينشغل عنها بالشكل ده
بسم : لوكا فينك روحتي فين يا بت !؟
دي كانت بسمة أقرب صديقة لمليكة اللي كانت قاعدة مع صحباتها التلاته بسمة وآيه وشهد ، ومليكة بصت لبسمة بتوهان : ها قولتي ايه !؟ معلش ماخدتش بالي
آيه بمكر : اللى واخد عقلك يتهنى بيه يا لوكا
كلهم ضحكوا وهي أبتسمت : يتهنى بيه وماله، المهم يكون مرتاح ومبسوط
كلهم بصولها بذهول وهي ضحكت : في ايه !؟ بتكلم على يامن عشان دماغكم ماتحدفش لبعيد بس
كلهم ضحكوا وهي بصت لمكان بعيد وابتسمت ،قامت وقفت : اهي وصلت
كلهم بصوا مكان ماهي بتبص ولقوا بنت سمرا شوية ومتوسطه الطول جايه عليهم، ومليكة راحت سلمت عليها وحضنتها : حمد لله على السلامه ، كل ده تأخير
دنيا : سوري والله الدكتور طول أوي في المحاضرة فطلعت متأخر ، عامله ايه !؟
مليكة : بخير الحمد لله وأنتى أخبارك ايه !؟
دنيا : الحمد لله
شهد : مش تعرفينا بالقمر !؟
مليكة بابتسامة : دي دنيا في آخر سنه إقتصاد وعلوم سياسيه
كلهم رحبوا بيها ودنيا أبتسمت بسعادة من لطفهم معاها وكملوا قعدتهم مع بعض، وبعدها شهد وآيه مشوا مع بعض لمشوار سوى، ومليكة اخدت بسمة ودنيا تروحهم
دنيا : ماكانش ليها لزوم خالص اتعبك معايا
مليكه : لا تعب ولا حاجة يا حبيبتي أنا كده كده بعدي على بيتك وأنا مروحه، وكمان بسومه ساكنه معاكي في نفس المنطقة
بسمة بصتلها : بجد والله !؟
مليكه : اه الشارع اللي جنبك على طول
بسمه بصت لدنيا : ده إحنا طلعنا جيران بقى وأنا ماعرفش
دنيا بابتسامة : أحلى جيران
وصلوا البيت وبسمة ودنيا نزلوا ومليكة كملت طريقها للفيلا ، ركنت عربيته ونزلت منها، وقبل ماتدخل الفيلا سمعت صوت قطة صغيرة جنبها ، اتلفتت حوليها ومشت ورا الصوت لحد ماوصلت عند سور البوابه ولقت قطه صغيرة جدا قاعده بترتجف وتنونو بصوت ضعيف
مليكه شهقت ونزلت بهدوء على الأرض : يا روحي
مدت ايدها ومسدت على راس القطة وظهرها بلطف عشان تطمن، وبعدها شالتها بهدوء بين ايديها والغريب إن القطة كانت مستكينه جدا معاها وماحاولتش تهرب
مليكة أبتسمت ودخلت الفيلا وهي بتنادي على صباح اللي خرجت من المطبخ على صوتها : حمد لله على السلامه يا ملوكه
شهقت مرة واحده لما شافت القطة ورجعت لورا : ايه ده ايه ده !؟ طلعي البتاعة دي بره
مليكة بصتلها بذهول : بتاعة يا داده دي قطة ، روح ، ده إحنا دينا أمرنا بالرفق بالحيوان
صباح : كان على عيني والله يا بنتى بس بقرف منهم
مليكة بصت للقطة البيضا الصغيره وابتسمت : حرام عليكي يا داده بقى الكائن العسول ده حد يقرف منه ، طيب بالله عليكي بصلها كده، يا الله على جمالها
قاطع الإتنين صوت يامن اللى دخل من الباب ومليكة بصتله : ايه ده يا يامن أنت جيت بدري كده ليه !؟ مش قولت معاد الإعلان عن الفايز في مسابقتك النهاردة، معقوله خلصتوا بدري كده !؟
يامن دخل مكتبه بسرعة من غير مايرد عليها، والاتنين استغربوا ودخلوا وراه لقوه عمال يشيل ويحط في الورق بتوتر
مليكة بقلق : في ايه يا حبيبي بتدور على ايه !؟
يامن بصلها بخوف : الملف يا مليكة الملف
مليكة : ملف ايه يا يامن ؟
يامن وهو بيفتح في الأدراج : ملف العرض بتاعي اللي المفروض اديه للبحراوي
مسح على وشه وسند على المكتب بعد مالقاهوش : أنا ضعت يا مليكة، ضعت
__________يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close