رواية لحن الحياة الفصل السابع والخمسون 57 بقلم سهام صادق
لحن الحياة سهام صادق
ترقٌب (57)
**********
جلس أكرم بجانب شقيقته يمسح علي وجهها من أثر الدموع بعد أن فاضت له بكل شئ ..هي تعلم انها المقصوده بذلك الخبر حتي انها تعلم بهوية الفاعل ولكن بماذا سيفيد الكلام
- اكرم انا ليه بيحصل معايا كده ..ليه محدش عايز يسبني في حالي ..لما كنت بنت عاديه كنت بتعاير بشكلي وان عمر ماحد هيقبل يتجوزني ..اسمعهم وهما بيتهامسوا عليا واقول لنفسي مش مهم الناس كده كده بتتكلم .. اتجوزت جاسم شايفني قليله عليه واني مستحقهوش مع ان عمري ما كان حلمي اتجوز واحد غني ومعاه فلوس .. كل اللي كان نفسي فيه اتحب وحد يفهمني ويحتويني
وعادت دموعها تهطل بتدفق
- تعرف انا اتربيت ازاي ..بشاعة الناس وجشعهم هما اللي ربوني
كان أكرم يطالعها بآلم وحزن يستمع اليها بصمت يريدها ان تخرج كل ما يجثو علي قلبها
- امي كانت بتتهان قدامي .. امك سوأت ليها سمعتها بين الناس لما جات فضحتها انها أخدت جوزها منها مع انها هي اللي جوزتها ليه واترجتها تتجوزه .. الستات كانت تخاف لتسرق جوزها منها .. كانت بتسمع اهانتها وتسكت
فأغمض اكرم عيناه وهي لا يتخيل بشاعة والدته لهذا لحد ..سهير لم تتغير يوماً
- لقيت نفسي بكبر علي كسرت ودموع ام الغلطه الوحيده اللي عملتها انها صدقت وعود
ونهضت من جانبه تصرخ بآلم
- نرمين عايزه جوزي .. وعايدة بتكرهني ..وسهير شايفني ان عمري ماهنجح في حياتي وجاسم هيطلقني وهتبقي حياتي زي امي وحيده منبوذه
فلم يعد أكرم يتحمل رؤيتها هكذا .. فنهض يضمها بقوه
- مهرة خلاص أهدي
فتعلقت به تكتم شهقاتها علي صدره
- جاسم بيخاف علي سمعته اوي ياأكرم ..مبيحبش حد يتكلم عن حياته ..قالوا ازاي حبيني وان اخويا حرامي سرق بيته
فضغط أكرم علي شفتيه بجمود وهو يلعن افعال شقيقه المتهوره .. فقد ترك البيت بعد أخر خلاف بينهم ليقيم مع رفيق له ووالدته كالعاده لا تفعل شئ الا انها تعطيه المال فتمتم أكرم بندم
- أنا أسف علي اللي عمله كرم يامهرة
فأبتعدت عنه ترفع عيناها نحوه
- متعتذرش ياأكرم .. انا مش زعلانه من كرم لان هو برضوه مجني عليه في حياه أتكتبت علينا اننا نكون ولاد لأب معرفش يبقي اب حقيقي لينا
فطأطأ أكرم رأسه أرضً وهو يعلم انها الحقيقه .. فمن دمر شقيقه كرم ليصبح شابً عابثاً هي سلبية والده رحمه الله وتحكم والدته
..............................................
أقتربت نرمين من شقيقتها بتمهل تتفرس معالم وجهها المبتسمه ..فرفعت عايدة عيناها نحوها
- انتي اللي ورا الخبر ده يا عايدة
فتركت عايدة هاتفها تنظر اليها ثم ضحكت
- عشان تعرف تلعب معايا كويس .. انا عايدة الديمتري حتت بنت مكنتش تسوي حاجه تقف تتحداني
فحدقت نرمين بشقيقتها وهي تعلم ان الامر اكبر من مساعدتها هي لتنال جاسم ..فشقيقتها تثأر لنفسها ليس أكثروأقتربت منها تجلس جانبها تربت علي ذراعها
- عايدة انتي لازم ترجعي تتابعي مع الدكتور تاني
فنفضت عايدة ذراعها عنها ونهضت وهي تهتف بغضب
- انتوا شايفني مجنونه
وأنصرفت من أمامها كأنها تهرب من حقيقة مرضها المخفي .. مرضها الذي كانت زوجه ابيها سببً فيه.. حرق وضرب وحرمان ولم تكن الا طفله في العاشرة .. لتكبر ويكبر معها حقدها علي الناس ..
وتنهدت نرمين بأسي .. رغم كره عايدة لوالدتها
فقد تزوجها بعد ان توفت زوجته الاولي لتربي عايدة كأبنتها فهي خالتها
ولكن لم تكن الخالة الا زوجة اب مارست معها كل انواع العنف
ورغم كل ما فعلته به والدتها لم تكرهها هي وشهاب
.................................................
كانت تسير بالغرفه دون هواده وهي تنتظر قدومه .. وسمعت صوت سيارته ..فأتجهت نحو الشرفه لتجده يهبط من السياره
فلم تجد شئ تفعله الا انها ركضت نحو الفراش تجلس عليه ..تتذكر حديث رقيه لها ان لا تتحدث بالأمر ..مدام جاسم لم يتحدث به معها
فهي لم تعرف الخبر منه رغم تبدل ملامحه ..انما أكتشفت الامر من رقيه ..فغضبه برره لها انه بسبب العمل ثم انصرف بعدها
دقائق مرت وهي تجلس تفرك يداها بتوتر الي ان دلف للغرفه وسألها بهدوء
- لسا صاحيه
أندهشت من هدوئه العجيب .. وكأن شئ لم يحدث وتعلقت عيناها به وهو يتحرك بالغرفه ثم ألقي سترته بأهمال
وأقترب منها يجلس جانبها علي الفراش يمازحها بلطف
- ياسلام يامهرة لو تقومي تجبيلي عشا هنا..لحد ما اخد حمام دافي
ومال نحو وجنتها يُقبلها بدفئ
- هكون شاكر لخدماتك
فأبتسمت وداخلها صراع أن تسأله هل هو غاضب منها ويتظاهر بالهدوء ام انه قد نسي الامر ولكن كيف سينساه وملامحه بالصباح كانت لا تبشر بالخير
وحركت رأسها بلهفه ونهضت من فوق الفراش
- حاضر
فزفر أنفاسه بقوه وهو يطالعها كيف هرولت من أمامه لتُلبي طلبه
وأخذ يمسح علي وجهه بأرهاق وهو يعود بذاكرته لذلك الخبر الذي أفسد يومه .. الفاعل كان مجرد صحفي مبتدئ هذا ما وصله بمكتبه ولكنه يعلم ان ما وراء الامر شخصً اخر أكبر ..يقف خلف الكواليس
ونهض بثقل من فوق الفراش ينفض رأسه عما حدث اليوم
.................................................
صعدت له بالطعام بعد وقت لا بأس منه وداخلها تحادث مع نفسها ..ودلفت الغرفه بخطوات بطيئه لتقع عيناها عليه فوجدته يجفف شعره بالمنشفه ..فأبتسم اليها
- تسلم ايدك ياحببتي
فوضعت الطعام علي اقرب شئ امامها وهتفت بتوتر
- جاسم هو احنا ممكن نتكلم
فنظر للطعام ثم اليها
- عارف يامهرة انتي عايزه تتكلمي ف ايه
وألتقط صنية الطعام ليشرع في تناول بعض اللقيمات
- انسي الموضوع ده .. مجرد صحفي حب يعمل شوشره علي حياتي الخاصه
فجلست جانبه تنظر اليه بتمعن وكادت ان تفتح فاها لتتحدث ولكن وجدته يدس بفمها لقمه من الطعام مبتسما
- بلاش نتكلم يامهرة في الحكايه ديه
وعادت تحاول ان تتحدث معه .. ولكن لقمه اخري كانت تُحشر بفمها ليغلقه
- مش محتاجين نبرر لحد حياتنا ولا نجاوب علي اي سؤال خاص بينا .. بدايتنا ابتدت بكرم لا انتي جيتي ضحكتي عليا عشان اتجوزك ولا انا خايف من حاجه ولا من حد
عيناها كانت عالقة بكل كلمه يتفوه بها .. لم تبدي اي رت فعل الا انها أخذت تمضغ الطعام الذي بفمها حتي أبتلعته ..وفور ان أزاح صنية الطعام عنه .. اندفعت نحوه تتشبث به بقوه
- جاسم انا بحبك قوي
واخذت تبكي وتتمتم بحبها له .. وهو يضحك ويضمها اليه
- يعني حتي في حبك نكديه ياحببتي
فأبتعدت عنها تمسح عيناها بكفيها
- لا خلاص مش هعيط ..
فأبتسم بحب وهو يجذبها نحوه هامسا
- تيجي نهرب يومين لاي مكان نبقي فيه لوحدنا
وانتظر اجابتها التي لمعت في عينيها ..فحركت رأسها بحماس
- بجد ياجاسم
فداعب ذقنها بأنامله برقه وضحك وهو يري حماسها الطفولي
- قومي نجهز نفسنا ..عشان تعرفي انه بجد
....................................................
وضع كنان وجهه بين راحتي كفيه مفكراً في الماضي
ايلا التي كانت اول حب بحياته ..تزوجها رغماً عن والدته عارضت الزيجه بشده لانها ليست من عائله ثريه .. ولكن هو كالمعتاد يفعل ما يرغب
ليضعها أمام الامر ..فترضخ لرغبته .. عاشوا معاً عام أغدقها فيه بحبها لتأتي يوماً له تخبره انها لم تعد تطيق تلك الحياه وبعد ان كان الحب هو من يغلف حياتهم بدء ينطفئ ..وكما بدأت حياتهم انتهت بنفس السرعه
وانتبه علي صوت هاتف مكتبه .. ليمسح علي وجهه لعله يفيق من شروده ..ورفع سماعة الهاتف لتتجمد نظراته وهو يسمع صوت سكرتيرته تخبره بهوية من يريد مقابلته
فوقف من فوق مقعده وهو يتنظر قدومها .. فسيلا لم تكذب ميلا هنا
وبعد دقيقه كانت تدلف أحداهن وقد غيرها الزمن للأجمل
- كيف حالك كنان ..لقد غيرك الزمن
واقتربت منه تمد يدها اليه تصافحه ..وظلت للحظات يدها ممدوده له وهو يقف ساكناً وسريعا أدرك شروده فصافحها
- لما عدتي ايلا
فرنت قهقهتها عاليا وجلست علي أحد المقاعد مبتسمه
- عدت من اجل مشروع خاص سأفعله هنا بتركيا كنان
وتنهدت بألم وهي تخفض رأسها أرضا
- ولسبب اخر يجب ان تعلمه
فجلس قبالتها ينتظر منها ان يسمع السبب .. وهو يخشي الاجابه
ومرت اللحظات بصمت الي ان جاء وقت الحقيقه
- جئت لأعرف أبننا عليك كنان
................................................
وقفت في الشرفه تنظر لمياه البحر بغبطه وتتنفس الهواء بأنتعاش لا تصدق انها هنا بالغردقه .. لا تعلم كيف ومتي تم الحجز بالفندق ولكن الامر لا يفرق معها مداموا سوياً ..
وتعلقت عيناها بالشاطئ وهي تشعر بالرغبه فالذهاب نحوه والجلوس علي الرمال .. وتذكرت جاسم فألتفت نحو الفراش فوجدته مازال غافي يدفن رأسه أسفل الوساده وينام بعمق
لتبتسم وهي تتجه نحوه ..وجلست علي طرف الفراش تيقظه
- جاسم احنا بقينا العصر هتفضل نايم لحد أمتي
ووكظته علي ظهره بخفه لعله يستيقظ ولكن لم يفيد الامر بشئ
- جاسم ..ياجاسم ..ياجاسم
وظلت تردد أسمه الي ان فتح عيناه وأزاح الوساده عنه ملتفاً اليها
- في حد يصحي حد كده .. راعي اني كنت سايق العربيه اكتر من 5 ساعات علي الطريق
واعتدل في رقدته يفرك عيناه ليفيق
- ما انا بحاول اصحيك من بدري .. وكمان عايزني اصحيك ازاي
فأرتسمت شفتيه بأبتسامه ماكره
- في حبيبي ..حياتي ..روحي .. عمري .. وتبوسيني مع كل كلمه
فحدقت به كالبلهاء تشير نحو نفسها ثم نحوه
- تفتكر انا ممكن اعمل كده
وتأوهت بخفوت ثم ضحكت بعد ان جذبها من ملابسها بحنق
- مش فالحه غير تدي نصايح لغيرك ...بتيجي عند نفسك خيبه ياحببتي
فحركت رأسها بأسف تلوي شفتيها بأمتعاض
- عندك حق .. من يومي خيبه .. هننزل نتفسح امتى، الجو جميل اووي
كان يطالعها وهي تحرك له رأسها بوداعه اصبح يفهم متي تستخدمها وضحك بخبث وجذبها نحوه
- استاذه في لف الحوار عشان تفلتي من الحوار الاساسي ..تعالي بقي اوعيكي بدل ما انتي خيبه كده
ليعلو صوتها بهتاف " عايزه اتمشي علي البحر " وكما ايقظته انتهي الامر كما يرغب
................................................
جلست علياء ترتشف الشاي معهم تتجاذب الحديث مع شقيقها ورفيف التي تقص اليه مغامرتها اليوم بالمطبخ .. لتضحك علياء بصخب متذكره ما فعلته
- كنت هتولع في البيت النهارده .. والبتنجان أتحرق
وتابعت وهي تكاد تنفجر من الضحك كلما تذكرت هيئتها في تلك اللحظه
- ومافيش علي لسانها الا سنحترق .. أين سيارة الاسعاف
فضحك عمار وهو يطالع زوجته كيف تحدق بشقيته بتذمر وعلياء لا تكف عن الممزاحه .. ما يجعله سعيد بالتغير الذي طرأ علي رفيف الا انها اندمجت مع شقيقته رغم فكرها المتحرر الذي لا يناسب حياتهم ولكن تغيرها يعطي املا له بأن تتغير بالكامل
- انت تستمع ومبتسم عمار
فتنحنح عمار وتمالك صوت ضحكاته
- كفايه ياعلياء .. ما انتي ليكي ذكريات في المطبخ وعمايل سوده عملتيها فيها
وبطريقه مسرحيه غطت علياء عيناها بكفيه
- داري عليا ده انا غلبانه
وما كان من رفيف الا انها قفزت من فوق الأريكه بحماس
- لا عمار اخبرني ..حتي أسخر منها مثلما تفعل معي
فأزالت علياء كفوفها عن عيناها .. لترفع احد حاجبيها بتذمر
- كده يامرات اخويا عايزه تسخري مني .. يخونك الفسيخ اللي اشتريته ليكي عشان ناكله بكره
وكما قفزت رفيف ..جلست ثانية علي الاريكه بهدوء
ليحدق عمار بشقيقته ثم برفيف
- نهارك اسود هتأكليها فسيخ .. اوعي ديه معدتها مش زينا
فأستاءت رفيف من حديثها
- لما عمار .. انت ايضا تسخر مني حتي في الطعام
وكاد ان يبرر السبب ولكن طرقات علي باب المنزل ..أنهت الحديث فنهضت علياء من فوق المقعد هاتفه
- ديه اكيد نجلاء صاحبتي ..لسا بعتالي رساله انها قربت توصل
فطالعها عمار بتفهم وجلس علي مقعده .. ولكن صدرت شهقة من شقيقته ثم اغلقت الباب بقوه ..تنظر نحوه ونحو رفيف التي تعجبت من فعلتها
- اخوكي واقف بره
وركضت نحو غرفتها تداري نفسها بخجل .. اما ريان وقف يضحك علي هيئتها فيما كانت ترتديه .. فقد كانت ترتدي عباءة منزليه وتضع الزنط الخاص بها علي رأسها
فمجيئه لهنا ما كان الا من أجلها .. ووجد عما يفتح له الباب محدقا به بتعجب من قدومه
- الن تدعوني للدخول عمار
فأشار اليه عمار بأن يدلف .. لتقف رفيف مندهشة من قدومه .. فتقدم ريان ببطئ ينظر حولها للشقه البسيطه التي تقطن بها شقيتها
متعجبا من حال شقيقته التي اعتادت علي الحياه الرغده
وأبتسم وهو يفتح لها ذراعيه .. لتتجه اليه تحتضنه بقوه ..لا تتذكر انه احتضنها هكذا من قبل
ووقف عمار يطالعهما ..اما علياء كانت تختلس النظرات متلصصه من باب غرفتها تبتسم بسعاده
ومر الوقت وأخذ عمار يتحدث مع ريان ورفيف تشاركهم الحديث .. وأقتربت منهم علياء بالمشروبات مطأطأة الرأس تخشي ان يفضحها ريان امام شقيقها ولكنه وعدها .. واستمعت لحديثهم قبل ان تعود لغرفتها ..فريان يعرض علي شقيقها أن يسافروا لكندا من اجل ان يتعرف علي عائلتهم ويراه والده
....................................................
أخبرها أن عائد الليله .. كانت الألم يجثو علي روحها من ذلك اليوم عند علمت ماضيه المظلم ..الحقيقه قد ظهرت ولكن ع الحقيقي أدركت ان لا وجود لها معه .. وفاقت من شرودها علي صوت فتح باب الشقه ثم دلوفه بخطوات هادئه يهتف بأسمها بعد ان وضع حقيبته جانبا
- ريم
وتقدم بخطواته بقلق يخشي هجرانها .. رغم عذابه لها الا انه لا يريد ان تفارقه ..يعلم انها منذ ان دخلت حياته اصبح اناني بحبها
وفور ان وقعت عيناه عليها وهي تقف بجانب الاريكه التي كانت جالسه عليها .. اسرع نحوها يضمها بشوق
- وحشتيني
كانت ذراعيه تطاوقها بقوه ..يدفنها بين أضلعه وهي تقف متصلبه
وابعدها عنه يمسح علي وجهها بحنان
- المره اللي جايه هاخدك معايا
فأبتسمت بشحوب .. متذكره صور زوجته الراحله التي كانت كالملاك بضحكتها البريئه ..صور كثيره كان يحتفظ بها بجانب حقيقة مقتلها
- ادخل غير هدومك لحد ما أحضرلك العشا
فأبتسم بحب.. فقد أشتاق لكل شئ بها ..اشتاق لحنانها ..لمعة عيناها المحبه ونبرة صوته الدافئه .. بعده عنها مازاده الا شتياقً
يحبها دون شك ولكن قلبه يحتاج ان يخرج من سردابه
وابتعدت عنه لتجهز له الطعام ولكن الحقيقه بأن تهرب منه
تستجمع شجاعتها لباقي تلك الليله
...............................................
أغلقت سهير هاتفها سريعا بتوتر بعد ان سمعت طرقات اكرم علي باب غرفتها
- تعالا ياأكرم
ليدلف أكرم ..وتقدم من فراشها يجلس جانبها
- عايزه اتكلم معاكي شويه
فربتت سهير علي يده
- اتكلم ياحبيبي
وفور ان بدء حديث أكرم بشقيقه هتفت سهير بأمتعاض
- عندعايز تسوء سمعت اخوك وتطلعه مدمن ... ولعلمك ان سألته وقالي ان مش بشرب غير حشيش والخمره وفين وفين ..ما كل الشباب بتشرب عادي يعني
ونهضت من فوق فراشها تدور بالغرفه بحنق
- انت من كتر قاعدك مع بنت زينب ..بقيت تكره اخوك وتتهمه بالباطل
فوقف أكرم مصدوما منها ..حتي وهو يخبرها أن شقيقه مدمنا ويجب ان يذهب للمصحه لا تري شئ وتبرر له
- انتي مصدقه كلام ابنك .. بقولك ابنك بيشم بودره انتي مش مستوعبه
فحدقت به سهير بضيق
- مين اللي قالك عن اخوك كده .. ابني مبيكذبش عليا
فدار أكرم حول نفسه غير مصدقاً ما يسمعه منها .. امه لا تصدقه رغم ان حاله كرم تجعل الاعمي يري
- امي كرم هيضيع مننا .. لازم نلحقه قبل فوات الاوان
فهوت علي الفراش تنظر حولها تفكر بالامر قليلا
- طب اتصلي بأخوك
ليضحك أكرم وهو يعلم ان اتصاله وقدوم كرم سينتهي بأنه هو الكاذب وكما اعتاد كرم سيمثل الدور بأحتراف
.....................................................
جلست علي المقعد المجاور له تقلب في طعامها .. وهو يخبرها انها أشتاق للطعام من يدها
- حقيقي أكلك كان وحشني ..تسلم ايدك
وألتقط كفها يطبع عليه قبلة حانيه .. فأرتعش جسدها وخفق قلبها وهي تحدق بعيناه فكان يبتسم لها .. اليوم الذي قررت في البعد بعد ان تواجه يعاملها وكأنه يحبها .. يقدم لقلبها العطش لكل ما يحتاجه وقلبها كالعاده ماهو الا كالأحمق يهوي ان يلحق عاليا ثم السقوط
وأنهوا تناول طعامهم مع أسئلته عما فعلته في فترة غيابه وقبل ان تحمل الاطباق أمسك يدها وقد بدء الشك يسري داخله
- فيكي ايه ياريم .. سكوتك ده قلقني
فتجمدت يدها علي الطبق الذي كانت ستحمله .. ونظرت اليه بتشويش ثم اشاحت بعيناها بعيدا عنه
- خليني اشيل الاطباق الاول واعملك قهوتك وبعدين نتكلم
فخرج صوته بحزم
- لاء هنتكلم دلوقتي
فطالعته وهي ترطب شفتيها بلسانها .. وقد هرب الكلام منها وعندما سمعت صوته الجامد
- أتكلمي ياريم
فما كان منها الا ابتعدت عن عيناه تدور حول نفسها وتمسح علي جبينها
- انا عرفت الحقيقه .. كل حاجه شوفتها في الصندوق اللي مخبيه ..مكنتش بدور علي سبب جفاءك .. كان نفسي اعرف منك انت
وعندما تذكرت بداية معاملته لها الي ذلك اليوم
- بس انت كنت هتقولي ازاي وليه .. انا ولا حاجه في حياتك .. انا بنت ضعيفه وغلبانه اتجوزتها اشفاق علي سمعتها .. ونمت معاها مجرد ضعف منك مش اكتر
فأقترب منها بعد اخر جمله نطقتها وقبض علي ذراعيها بقوه
- اخرسي انتي مراتي .. انا مضعفتش انا كنت محتاج حبك وحضنك عشان يشفوني
كانت تهذي من الألم والخيبه ..لولا حبها له ماكانت شعرت بكل هذا
- طلقني يا ياسر
فتجمدت عيناه عليها ..أبتعد يأخذ انفاسه بصعوبه
وبعدها لم تشعر الا وهو يحمل مفاتيحه ويخرج من المنزل تاركاً اياها تطالع خطاه بأعين باكيه
...............................................
السعاده كانت مرتسمه علي شفتيه وهو يجد صغيريه يتقافزان عليه
فأقتربت منه مرام تعطيه فنجان قهوته مبتسمه ثم حملتهم عنه
- بابا وراه شغل عيب كده
فهمهم الصغيران ونطقوا بأسمه
- كيم ..كيمو
فلم يتمالك كريم ضحكاته .. فضحك وهو يلتقطهم بعد ان اغلق حاسوبه الشخصي
- كيم وكيمو مين ده .. فين بابا
فأشاروا اليه ضاحكين .. ليعانقهم .. وأخذ يقبلهم ويدغدغهم
فوقفت تطالعهم بحب ثم أرتسم علي وجهها الحزن ..فصغيريه ليسوا متعلقين بها مثل والدهم .. فكريم رغم انشغاله بالعمل الا انه يغدق عليهم حنانه ويوفر من وقته كي يجلس معهم ويلاعبهم
زوج واب حنون لا تعرف ماذا كانت تريد اكثر من ذلك .. نجاحها لم يحرمها منه بل اخبرها ان يريدها ان لا تجعل العمل اهم اولاوياتها من حياتهم
وتعلقت عين كريم بها ..فأحس بحزنها من تعلق الصغار به وحده فهمس لهم ..ليهبطوا من فوقه ملتفين حول والدتهم التي انحنت علي الفور لهم تضحك علي كلماتهم التي تتآكل منها الاحرف
..................................................
سقطت دموعها بعد ان انهت مكالمتها معه متحججه بأمور العمل ولكن كان لديها رغبه بأن تعلم متي سيعود من عطلته ..فقد مرت ثلاثة ايام وهو مازال مسافر .. وألقط بهاتفها علي الفراش
- ليه يوم ما أحب ..احب راجل متجوز
لتسقط بعدها علي فراشها تكتم صوت شهقاتها
- غبيه يانرمين
.................................................
السعاده كانت تحاوطهم وهو يركض خلفها علي شاطئ البحر الخالي الا منهم وفور ان وصل اليها حملها ضاحكا
- مش اد الهزار بتهزري ليه
فضحكت وهي تتعلق بعنقه
- حرمت ياجاسم
ووضعت يدها علي بطنها
- اللي بيخليني اعمل فيكي المصايب ديه هو ابنك
فحدق بها وببطنها المنتفخه ووضعها علي الأرض رافعا حاجبيها بمكر
- انتي هتتهمي ابني كمان .. وحياتك كله بيتسجل .. وهنعمل تحالف عليكي
فضحكت بدلال ثم تعلقت بعنقه
- ايه رأيك نعمل احنا التلاته تحالف
فتعلقت عيناه بها ثم ضحك
- ولما نعمل احنا التلاته تحالف .. هنكون ضد مين
فأبتعدت عنه تشيح بيدها
- ضد نفسنا ياحبيبي
فخذبها نحوه يضم خصرها اليه ويكملوا سيرهم
- انتي حقيقي خسارة في البلد ديه ياحببتي .. اجاباتك ديما مبهره
.............................................
وضعت علياء صنية الضيافه من اجل احدي صديقات رفيف دون أن ترفع عيناها نحو الضيفه التي كانت منشغله في الحديث معها
فهتفت رفيف كي تجعل ناريمان تتعرف عليها
- اعرفك علي علياء شقيقة عمار
لتتجه عين ناريمان نحوها بعد ان أستدارت بجسدها .. لتتسع عيناها بمكر فتابعت رفيف
- ناريمان صديقتي علياء
فشحب وجه علياء وهي تنظر اليها ..فقد رأتها لدي ريان
فأبتسمت ناريمان بخبث
- رأيتها من قبل
فدارات عين رفيف بينهم .. تتذكر اين رأت ناريمان علياء ..فعلاقتها ب ناريمان قد انقطعت بعد امر ريم وياسر ومساعدتها لها في الزواج من عمار
- رأيتها لدي شقيقك رفيف
جاءت الاجابه صادمه لرفيف التي تعلقت عيناها بعلياء
وفي تلك اللحظه دلف عمار الشقه .. فتجمدت ملامح علياء نحو شقيقها وهي تتمني ان لا تكمل ناريمان حديثها
- شقيقه زوجك تعمل لدي ريان بشقته ولكن لا أعلم اهذا هو الامر .. ام يوجد شئ أخر