رواية شظايا الكلمات الفصل الثالث 3 بقلم جهاد وجيه
على الجانب الأخر بجامعة« أثير» وضعت متعلقاتها بملل فوق المدرج وجلست تنتظره، لقد أخبرها جدها صباحًا بضرورة ذهابهم لشراء ثوبًا لحفل كتب كتابها، لن تنكر راحتها له، هناك كمًا من الطمأنينة والسكينة سكنت قلبها من كلماته أمس، رأت توافد الجميع للمدرج فعلمت بقدومه، الجميع يهاب جديته ووقاره ولكن وجهه البشوش معها ليلة أمس طغى على كل ذلك، ابتسمت باتساع عندما وقعت أنظارها عليه، بداية من شعره المُصفف بعناية نزولاً للحيته النامية وقميصه الازرق الذي يعلوه چاكيت أسود اللون وبنطاله الأسود جعل منه أوسم بطريقة أيقظت شرارات ممتعة بعقلها، أخفضت رأسها بخجل عندما التقت نظراتهم وغمز هو بعينيه القاتمة، احتضنت نفسها بسعادة من أفعال ذلك الوسيم، انتهت المحاضرة التي لم تخلو من نظراته وتلميحاته الغير بريئة لها ونهضت من مقعدها وتقدمت من الباب لولا صوته الرخيم الذي هتف باسمها: أثير استني
التفتت له وأخفضت رأسها خجلاً منه وقضمت شفتيها بتوتر وهمست بنعومة: نعم يا دكتور
عقد حاجبيه من ذلك اللقب الذي مازالت تتمسك به، فبعد ثلاثة أيام ستصبح زوجته! افترس شفتيه بغيظٍ منها وهمهم بضيق: أثير أنا في حكم خطيبك فبلاش ألقاب بينا يكون أفضل
هزت رأسها بتأكيد وابتسمت بتوتر بينما هو اقترب منها وأمسك كفيها بين راحتيه وهمس وأنفاسه تلفح وجهها: ارفعي عيونك ليا يا أ ثير
يضغط بقوة على حروف اسمها الصغير الذي يفعل به اللعنات، يرغب بتذوق حروفها بين ثناياه، طريقته بنطق اسمها ليست بصالحها بالمرة، فهو يجعلها بأعلى درجات الخجل منه، ولكن جزءً منها يرغب بأن يرتمي بين أضلعه لتهرب من نظراته الآن!!!
حمحم بنبرته الخَشنة ومسح بأصابعه بنعومة فوق كفيها وهمس بنبرة دافئة: تحبي نروح نجيب اللبس الأول ولا نتغدى؟
كادت أن ترد عليه لولا صوت الباب الذي صُفِعَ بقوة افزعتها وجعلتها ترتجف بوقفتها، ابتعدت عنه بسرعة عندما رأت مجموعة الفتيات التي على رأسهم « مي» تلك الفتاة التي تكرهها لسببٍ تجهله ورغم ذلك تدفع ثمنه يوماً بعد يوم، اقتربت وضمت جسدها له وأخفضت رأسها بخوف وهمست بنبرة باكية: خلينا نمشي يا راكان
كانت نظرات جميع الفتيات مصوبة عليهم، منهم الساخر ومنهم الحاقد ومنهم المُشفق! ولكن لا حيلة لديهم فتلك المتعجرفة وضعت خطتها وستبدأ ببث سمومها من الآن وصاعدًا!! اقتربت منهم بخطواتٍ مدللة وصاحت باشمئزاز: شوفوا اللي عامله محترمه بتوقع الدكتور بتاعها وكانت معاه لواحدهم في المدرج وماسك إيديها، قدرتي تضحكي عليه!
صوت نشيجها وصل لمسامعه مما دفع الدماء لتتدفق بأوردته بقوة شديدة، رفع ذراعيه وأحاط كتفها وهتف بتأكيد وعيناه مسلطة على تلك الحقودة: اللي بتتكلمي عنها دي خطيبتي وكمان يومين وهتبقى مراتي، فخدي بالك من كلامك كويس، المرة دي هقول عيله وطايشه بس المرة الجاية هخليكِ عبره لأي واحده من نوعيتك يا مي
اهتز جسد « مي» بعنف من تصريح « راكان» هل حقاً سرقت ذلك أيضاً منها؟ هل ستصبح زوجته؟ تلك السمينة البشعة فضلها الجميع عليها، صوت غليان دماؤها وصل لمسامعه، لابد من نهاية لتلك الحاقدة، احتضن « أثير» وحمل متعلقاتهم وكاد أن يخرج لولا صوت أحد الفتيات عندما هتفت بجملة شقت صدر تلك الخائفة: تلاقيه غلط معها وعاوز يستر عليها يبنات عادي
هزت « أثير» رأسها بهستيريا شديدة أسفل ذراعيه وهتفت بغضب ودموعٍ حُفرت على وجنتيها: أنتِ واحده مش محترمه عشان كدا مفكرة كل الناس زيك
_ أكيد لبسته بلوى من بتوعها ما هم كدا ولاد الاغنية
_ معرفش هيتجوز البنت دي إزاي دي وحشه
_ تخينه شبه الكورة
_ ملهاش ملامح أصلاً
سمعت سخريتهم وتنمرهم عليها، لم يقدر لسانها على النُطق ولو بحرفٍ واحد، تلك الغصة التي وصلت لروحها جعلتها ضعيفة عن مواجهة اي شيء، لقد أساء لها الجميع، لم تجف دموعها مطلقاً، لما العالم بتلك الوحشية التي تقبض روحها؟ هل يستمتعون بتصويب خناجرهم بصدور الضعفاء؟
نظراته الهادئة التي أخفت شرارات الغضب والقسوة أربكت جميع الفتيات، لم ينظر لها لأنه يقسم لو تمعن بدموعها لقضى عليهم جميعاً، تقدم منها مجدداً ودفعها بخفة للخارج، أعطاها نظرة حانية والتفت عائداً للمدرج مجدداً، وضع يده بجيب بنطاله وسار بينهم، ابتسم بقسوة وهتف بتحذير: مره والدي قالي يا ابني العيب لو طلع من أهل العيب ميبقاش عيب، زيكوا بالظبط، قلة الادب اللي اترسخت فيكوا والحقد والنقص اللي عندكوا اللي بتطلعوه على غيركوا مينفعش نعاتبكوا عليه ولا نقول ليه، بس نقدر نوقفه عند حده، لازم نتعلم الادب من قليل الأدب دي حكمة تانية والدي قالهالي بردو وتنطبق على اللي شبهكوا، بغض النظر عن شعوركوا ناحية أثير واللي هو زي قلته يعني وجوده زي عدمه، لآخر مره بحذر الكل، أثير مش خط أحمر، تؤ دا مليون خط وخط يخليكوا تفكروا مليون مره قبل ما تعدوهم عشان تطاولوا عليها بالشكل دا، لو هي مش جميلة بالنسبة ليكوا فهي بالنسبالي أميرة، خدوا بالكوا عشان مبسبش حق حد يخصني
***************************
خطت خطواتها خلف « هبه» هاربة من خِصار نظرات ذلك البرادة الباردة، شهقت بغنف عندما قبض على معصمها بقوة طفيفة، استدارت لتصبح بمواجهته وظلت نظراتهم هي اللغة السائدة عليهم، صوت أنفاسها الحادة جعله سعيدًا للغاية، تبدو شهية بعفويتها وغضبها ووقاحتها؟! جذبها بقوة لتصتدم بصدره العضلي وهتف ببرود: بتنفخي لي يا عُقلة الإصبع أنتِ؟
كورت قبضتها بقوة وحاولت تهدئة أنفاسها قدر المستطاع وابتسمت باصفرار وهتفت بسماجة: طب شوف عُقلة الإصبع دي هتعمل فيك إيه
ختمت كلماتها بركلة قاضية اسفل معدته جعلته ينحني للأمام وخرج منه سبة بذيئة ابتسمت هي بانتشاء على هيئته وعدلت من طرحتها وهتفت بوقاحة: أبقى خد بالك بعد كدا يا استاذ برادة أصل البرد غلط من هنا ورايح عليك
خطت عدة خطوات وانحنت ساحبة حقيبة صديقتها بينما هو ابتسم بخبث ونهض على غفلة منها وجذبها مجدداً لصدره لتلفح أنفاسه الماكرة حجابها من الخلف، لن تكذب إن قالت أن أنفاسه وصل صداها لعُنقها! ابتلعت ريقها بصعوبة من قُربه الشديد منها وهتفت بقوة واهية: أبعد عني
أطلق « براء» ضحكة ساخرة على قوتها المزيفة وجذبها لصدره بقوة مصطنعة وهمس بمكرٍ: والله ما يحصل قبل ما نصفي حسابنا سوا
أغمضت عينيها بقوة وانحنت على كفه الممسك بعضدها وغرست أسنانها الحادة به ولم تكتفِ بذلك فقط بل وأعطته نظرة قاتلة ورفت كفها الصغير وهبطت فوق وجنتيه بصفعة وصل صداها لخارج الغرفة من حولهم، تنفست بعنف وصوتها يعلو ويهبط بقوة شديدة، أغمضت عينيها مجدداً وفتحتهم على هيئته الغاضبة، لم تهتم بل رفعت سبابتها بوجهه وهتفت بتحذير: المرة الجاية اللي إيدك هتلمسني فيها هتلاقيها مرمية جنبك، مش عشان بسكت عن سخريتك وقلة زوقك عن شكلي أو طولي تقوم تتطاول عليا وتفكرني شبهك، لا فووووق واظبط نفسك كدا
رفعت الحقيبة على ظهرها وأولته ظهرها ووقفت على أعتاب الغرفة وألقت نظرة ساخرة عليه وهتفت بغضب: يا ريتني ما شوفتك في يوم
خرجت وتركته بنيرانه الغاضبة لتتأكله، احتدت عيناه الزيتونية وأبيضت سُلمياته بسبب ضغطه الشديد عليها، مسح على خصلاته السوداء بقسوة وهتف بنبرة جامدة: يا ريتك ما شوفتيني
« براء عبد الباري: صاحب الخامسة والثلاثون عاماً، عيناه الزيتونيتين التي تجعل منه أحد أُمراء ديزني المنحوتين، طويل القامة، عريض المنكبين، تكمل طالته الجذابة بلحيته السوداء الكثيفة»
***********************************
لم تحاول فتح أي حديث معها بسبب نظراتها الهادئة، لم تعهدها هكذا، اكتفت بالتربيت فوق كتفها وهمست بحنان: أنتِ مش غلطانه يا ورده
أسندت رأسها على نافذة السيارة وأغمضت عينيها بحزن وهمست بنبرة لأول مرة تختبرها « هبه» منها: يا ريتني ما شوفته يا هبه، ياريت قلبي ما لمحه، ياريته ما جه
أشفقت « هبه» عليها فهي تحفظها عن ظهر قلب، لقد استمعت لبعض الكلمات منهم عندما ذهبت لتحضر حقيبتها، تعلم قلب صديقتها المُحب لذلك البارد، ذلك الثلاثيني الذي أوقعها به دون جدوى منه، وكسر آمال قلبها المسكين بمحاولاته الدائمة للسخرية منها، أغمضت « هبه» عينيها عندما تذكرت مآساتها مع العشق وما عانته مع وهمست بلوعة حزينة: ياريته ما جه فعلاً يا صاحبتي وياريت قلبي الخايب ما شافه ولا لمحه
عندما يُصاب جُزءً منا بجُرحً خارجي ويتم تقطيبه يترك ندبة صغيرة بنا للأيام قدرة على تخفيفها ولكن ليس محوها، ولكن عندما تكون الندبة تلك المرة داخلية بل ومنا ايضاً يُصبح من المستحيل محوها ويجب علينا دوماً الخوف من تكرارها والابتعاد الجذري عنها....
*********************************************
مضى يومان دون أحداثٍ تُذكر غير مرض والد « ورده» وعدم ذِهابها للعمل، بينما بقيت « هبه» تذهب بمفردها وترى نظرات القلق والتردد بأعين براء وفضوله الذي ينهشه للسؤال عن رفيقتها، حياتها هادئة إلا حدٍ ما، شقيقتها راقدة بالفِراش وبصعوبة تنظم وقت عملها ووقت رعايتها ووقتًا بسيطًا لراحتها، وقفت أمام بائعة الخضروات أسفل منزلهم وهتفت ببشاشة: الحساب كام يا أمي
ابتسمت السيدة على طيبة تلك الفتاة التي تأتيها بنهاية كل إسبوعٍ لتأخذ مُشترياتها وتكاد تقسم أنها ترى بسمتها من خلف نقابها الأسود رغم حجبه لها، كما يقولون البسمة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها كل الشعوب والبشر، اقتربت السيدة منها وتمتمت بطيبة: 50 جنيه يا بنتي
رفعت محفظتها البالية وأخرجت المال ووضعته بهدوءٍ لها وهمست ببسمة زائفة: اتفضلي يا أمي، شكراً
همست السيدة بحنان: ربنا يسترك وييسرلك أمورك يا بنتي
همست «هبه» بتمني: يارب... يارب
صعدت درجات السُلم البسيطة بخطواتٍ متعثرة بسبب عباءتها وتعبها الظاهر، لقد قامت بواجِبات « ورده» حتى لا يُجازيها المدير عن تقصيرها بالعمل، ست ساعاتٍ من القراءة والكتابة بلا هدنة تُذكر جعلوها اشبه بالمومياء المتحركة، وها هي الساعة السادسة وانتهى يومها بالعمل ليبدأ يومها بالأعمال المنزلية، فتحت باب المنزل بهدوء ورفعت نِقابها ودلفت وأغلقته بقدمها وهتفت بتعب: رحمه...
لم تُكمل حديثها وجحظت عينيها من الجالس أمامها مُحتضنًا شقيقتها وهمست بصدمة: أنت....؟!!!!
******************************************
جلس بتوتر ينتظر قدومها، لقد حرمته من رؤية فستان كتب كتابهم وقررت وانتهى الأمر، ينتظرها على أحر من الجمر، لقد تخيلها سيدة القصر بأحد الأفلام القديمة وهو خادمها المخلص، أجل ذلك الخادم الذي وقع بشِباك ربة عمله وبعد مناوشاتٍ وصراعاتٍ قد لاذ بها، يشعر بأنه طالبًا ثانوي ينتظر نتيجته النهائية التي ستحدد مصيره الواقعي، دقات قلبه تكاد تصم آذان الجالسين من حوله، لما عليه أن يُحبها كل ذلك الحب المُرهق لقلبه؟! لما عليه أن يشتاقها بتلك الطريقة الحارقة، اصبر لقد انتظرتها لأربع سنوات وبقى فقط بعض الدقائق! هَمس لنفسه وابتسم بسمة بلهاء عندما رآها تتقدم من الدرج ونظراتها الخائفة تلحقها اليوم أيضاً، طريقه معها طويل ومُعبأ بالاشواك والعقابات التي يجب تخطيها معاً، لم يدري من أين ولما سقطت تلك الدمعه المُنفردة من مقلتيه القاتمتين و ذلك الثوب الأرجواني الذي ينساب بحرية على جسدها الممتلئ بأنوثتها بأكمامه التي تنتهي عند عضدها ببعض الزخارف الفضية التي تُعطيه جمالاً فوق جمالها، وخصلاتها النارية التي عقدتها بطريقة مُثيرة جعلته يرغب بدفن روحه بها بلا قلق أم خوف، هي الآن أشبه بحورية خفيفة تغوص بأعماقه لتُنعش قلبه؟ لا بل أقرب لفراشة ظريفة تُداعب روحه ليلهو خلفها بخفة شبابية؟! أحقا تلك الفتاة الجميلة بعد دقائق ستصبح على اسمه؟!
_ راكان يا ابني
انتبه على صوت والدها الضاحك وضحكات الجميع من حولهم على هيئته الشاردة بدرجات السلم، لقد شرد بها ولم يشعر بما حوله، ابتسم بسعادة ومسح على خصلاته وهتف بعشق: بنتك وعمايلها يا عمي والله أنا برئ
فركت « أثير» كفيها بتوتر من التجمع حولها، لم تكن يوماً اجتماعية، تُفضل الانفراد بنفسها عوضاً عن التواجد مع أُناسٍ يجعلوها مزحة لاحاديثهم الساخرة، خفضت رأسها عندما رأت تطلعه لها بتلك الطريقة الهائمة، تنفست براحة لا تعرف مصدرها عندما نطق المأذون بجملته النهائية « بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير»
هل اصبحت زوجته بعد انتباهها لوجوده بأربعة أيامٍ فقط!!! ما هذا الجنون الذي تلبسها لتوافق على تلك الكارثة؟! نهضت من مقعدها بعنف متجاهلة الجميع ونظراته القلقة واندفعت لغرفتها مباشرة تنوي الانعزال عن كل تلك الأمور السخيفة! حالت قدمه بين إغلاقها للباب وصوته القوي: افتحي الباب يا أثير
ابتعدت عن الباب ببطء وأولته ظهرها وتنفسها يتضح بقوة من حركة جسدها الخائف، لقد شعر بنفورها من نظرات الجميع لها، شعر بخوفها ورهبتها التي تُلازمها عند المواجهة، تنفس بعمق واقترب محتضنًا خصرها لصدره ولم يُعطي لشهقتها المتفاجئة أية اهتمام وهمس بنبرة رخيمة واثقة: مراتي خايفه ومترددة من إيه؟
ابتلعت لُعابها من قُربه المفاجئ والساحق لها وذلك اللقب التملكي الذي بعثر خلاياها الأنوثية وارتجف جسدها بسبب أنامله التي رُفعت لتتلمس الظاهر من عنقها وظهرها، فضلت الصمت بسبب عجزها عن إخراج حروفها ولكن صوته الحاد الذي اربكها: عشان كدا رفضتي تخليني أشوفوا يوم ما كُنا بنقيس، عشان ضهره مكشوف بالطريقة دي، والله لو كنت اعرف ما كنتي قربتيه من جسمك
ارتفعت أناملها بخوف وقبضت على يده الممُسكة بخصرها وكأنها تتلمس الدعم أمامه منه!! وهمست بضعف: فكرته هيعجبك!
لانت نبرته واختفت ملامحه الحادة التي لم تراها وهمس بهيام: دا جنني يا هانم
ابتسمت بخجل لغزله البسيط وحاولت فك حِصاره من خصرها ولكنه عوضًا عن ذلك دفن وجهه بعنقها مما جعلها تكاد تسقط للأمام من فرط خجلها وقلة حيلتها أمام هجومه الضاري عليها وهمست بخجل: راكان بلاش كدا لو سمحت
هل سيصمد أمام حروف اسمه الخارجة من شفتيها العفوية؟! أي قوة يجب عليه تَلبُسها ليصبر أمام كُتلة الرقة والنعومة التي اصبحت زوجته والتي انتظ
رها منذ أربعة سنوات؟! ليتها لم تنطق اسمه، لثم عنقها بشفتيه بقبلاتٍ هائمة ومُتريثة وكأنه يخبرها بطِباعه الهادئة التي سيتشاركانها معاً منذ اليوم، عَض بخفة نحرها الناعم وسط قبلاته المُلتهبة التي جعلتها كقطعة من الحلوى الذائبة بين يداه، استنشق خصلاتها المتوهجة التي طالما تمنى أن يغفو عليها وهمس بحرارة وعشق: قلب راكان وروحه فداكِ يا هانم