رواية الظل الذي يلاحقني الفصل الثالث 3 بقلم محمد عادل
شعر "آدم" بقشعريرة تسري في جسده سأل: "ولماذا لم تفتحوه؟"
ردت والدته:
"لأن والدك قال إنها مجرد خرافات، وأن البيت قديم بما يكفي ليكون فيه أشياء غريبة لكنه لم يكن واثقآ، وأنا كنت خائفة."
"آدم" قرر أنه لن ينتظر أكثر قال لوالدته بحزم:
"أنا ذاهب الآن لرؤية هذا الجناح إذا كنتِ تخافين، فلا بأس لكني لن أتوقف هنا."
حاولت "والدته" أن تمنعه، لكنها أدركت أنه لن يتراجع، تبعته إلى الطابق السفلي، حيث وقف أمام باب قديم ومغلق بمفتاح صدئ.
سأل "آدم" باستعجال: .... "أين المفتاح؟"
أجابت والدته بتردد: ... "إنه في درج غرفة المكتب."
هرع "آدم" إلى غرفة المكتب، بحث في الدرج حتى وجد المفتاح كان صغيرآ، لكنه حمل وزنآ هائلآ من الأسرار، عاد إلى الطابق السفلي وأدخل المفتاح في القفل فتح الباب بصعوبة، كأنه لم يُفتح منذ سنوات طويلة.
الغرفة كانت مظلمة، والهواء فيها ثقيل برائحة الغبار والرطوبة على الجدران كانت هناك كلمات محفورة بخطوط عشوائية وغير مفهومة كلمات مثل "الظل"، "المرآة"، "ليلى"، "الحقيقة".
في زاوية الغرفة، كان هناك صندوق خشبي صغير، يشبه الصندوق الذي وجده والده من قبل فتحه "آدم" ببطء، ووجد داخله دفتر مذكرات قديم.
بدأ يقلب الصفحات، وكانت كلها مكتوبة بخط يد "ليلى".
"لقد وجدت الغرفة... ليست حقيقية، لكنها موجودة، هناك شيء ينتظرنا فيها شيء يريد أن يقول لنا الحقيقة أو يأخذنا بعيدآ"
"آدم" وقف في الغرفة المظلمة، قلبه ينبض بعنف، وعيناه مثبتتان على الجدار الخلفي حيث يأتي الصوت كان همسآ بالكاد يمكن سماعه، لكنه كان واضحآ في أذنيه، كأنه موجه إليه فقط.
التفت نحو والدته التي كانت واقفة خلفه بوجه شاحب وقلق سألها بصوت مضطرب: "أمي... هل تسمعين هذا الصوت؟"
نظرت إليه والدته بتعجب، ثم قالت:
"أي صوت؟ آدم، لا يوجد شيء، هل تشعر بشيء؟"
"آدم" شعر بوحدة خانقة الصوت كان واضح بالنسبة له، لكنه أدرك أن والدته لا تسمعه بل ربما لا تستطيع سماعه عاد لينظر نحو الجدار، الذي بدا وكأنه ينبض بشكل خافت تحت أصابعه.
مد يده ببطء، كأنه يريد أن يخترق الجدار وبرغم برودته، شعر بحرارة غريبة تسري في أطرافه تردد للحظة، ثم ضغط بيده بقوة فجأة، شعر بشيء يشبه النبض أسفل راحته تراجع بسرعة وهو يلهث، وأشار نحو الجدار:
"هناك شيء هنا...، هناك شيء خلف هذا الجدار"
والدته نظرت إليه بخوف، لكنها لم تستطع رؤية ما يراه قالت بحزم:
"آدم أنت متوتر هذه الغرفة قديمة ومخيفة، وربما مخيلتك تلعب دورآ هنا علينا أن نغادر الآن."
لكن "آدم" لم يستطع الاستماع الصوت أصبح أعلى، كأنه يناديه حاولت والدته الإمساك بذراعه وسحبه خارج الغرفة، لكنه أبعدها برفق :
"لا ، لا يمكنني المغادرة الآن هناك شيء هنا شيء يريد أن أراه
إن كنتِ لا تريدين البقاء، عودي إلى الأعلى لكنني لن أرحل."
"والدته" كانت على وشك الرد، لكنها شعرت بارتباكه الحقيقي لم ترغب في تركه وحده، لكنها أيضآ لم تستطع فهم ما يحدث قالت بصوت مضطرب:
"سأكون في الطابق العلوي إذا شعرت بأي شيء غريب تعال فورآ"
خرجت والدته من الغرفة، وتركت "آدم" وحيدآ مع الجدار الذي بدا حيآ تقريبآ .
وقف "آدم" لبضع لحظات يراقب الجدار ثم قرر الاقتراب مرة أخرى وهذه المرة كان عازمآ على كشف السر ضرب بيده الجدار بقوة، لكن ما حدث جعله يتجمد في مكانه.
الجدار لم يتحطم، لكنه اهتز برفق، وكأن هناك سطح مائي خلفه ثم ظهرت على السطح كلمات جديدة، مكتوبة بخط يشبه خط "ليلى"
"آدم، لا تخف، الغرفة ليست كما تبدو هي مفتاح، لكن المفتاح ليس لك"
تراجع "آدم" خطوة للخلف وهو يحاول استيعاب الكلمات ماذا تعني المفتاح ليس لك؟ ولماذا يشعر أن الغرفة تتحدث إليه؟
بينما كان غارقآ في أفكاره، سمع صوتآ آخر، صوت خطوات خلفه التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحدآ، الغرفة كانت فارغة تمامآ ومع ذلك، شعر بوجود شخص يقف قريبآ منه، يراقبه بصمت.
قال بصوت مرتجف: "من هناك؟ من أنت؟"
لم يجب أحد، لكن الصوت عاد، هذه المرة أقرب وأكثر وضوحآ كان همسآ، لكنه لم يكن من الكلمات التي يمكن فهمها، كان كأنه صوت شخص يتحدث بلغة قديمة وغامضة.
"آدم" بدأ يشعر بالاختناق الهواء في الغرفة أصبح ثقيلآ وكأنه يسحب الحياة منه لكنه لم يستطع المغادرة شيء ما كان يجذبه للبقاء، شيء لا يمكن مقاومته.
ثم، فجأة، انطفأت الأنوار بالكامل الغرفة غُمرت في ظلام دامس لكن وسط هذا الظلام، بدأت تظهر أضواء صغيرة على الجدران، كأنها نجوم تتشكل من العدم.
في وسط هذا العرض الغريب، ظهر وجه "ليلى" كان شفافآ ومشرقآ لكنها بدت حزينة نظرت إليه مباشرة، وقالت بصوت عميق ومليء باليأس:
"آدم، لا تذهب أبعد عن هذا، ليس كل الأسرار يجب أن تُكتشف."
صرخ آدم وقال :
"ليلى ما الذي يحدث هنا؟ لماذا أنا؟ ولماذا تركتِ هذه الرسائل؟"
لكن "ليلى" لم تُجيب اختفى وجهها تدريجيآ، تاركآ "آدم" وحده مرة أخرى.
في تلك اللحظة، قرر "آدم" أنه لا يمكنه التراجع هناك شيء كبير خلف هذه الغرفة، شيء قد يغير كل شيء لكنه لم يكن مستعدآ لما سيكتشفه بعد ذلك.
كانت أنفاس " آدم " تتسارع، وعيناه تتحركان بين الرسومات والدفاتر كأنها تبحث عن إجابات وسط الفوضى، أخذ الدفتر الكبير في يديه وبدأ يقلب الصفحات بسرعة، كانت هناك ملاحظات مكتوبة بخط "ليلى"، بعضها عبارات قصيرة غامضة، مثل:
"الظلال تعرف الحقيقة."
"الأصوات ليست من الماضي."
"آدم، استمع إليهم."
توقف عند صفحة بدت مختلفة عن الباقي، مرسومة بحبر أحمر وكأنها خارطة تُظهر خطوطاً متشابكة، تقود جميعها إلى نقطة واحدة وهي (الغرفة الشرقية)
فجأة، شعر بحركة خلفه استدار بسرعة، لكنه لم يجد أحداً ورغم ذلك، كان هناك صوت ناعم، أشبه بهمسات، يقول: "آدم... لا تخف."
حاول السيطرة على ارتجافه، لكنه شعر أن الصوت ليس غريباً كان مشابهاً لصوت "ليلى" لكنه أعمق وأبعد.
صرخ بصوت متردد " من هناك؟ "
الصوت لم يجب، لكنه استمر كأن الكلمات تأتي من داخل رأسه.
عاد للدفتر، وبينما كان يتصفح الصفحات الأخيرة، وجد رسالة بخط يد "ليلى" موجهة إليه:
"آدم، إذا كنت تقرأ هذا فأنت الآن أقرب مما كنت أعتقد كل ما كنت أراه وأسمعه ليس وهماً إنها الحقيقة، لكنها تلبستني حتى لم أعد أفرق بين الواقع والخيال ستجد الإجابة في مذكراتي القديمة ولكن كن حذراً ليس كل ما ستجده سيكون كما تتوقع"
ثم سرح " آدم " وتذكر أشياء قد كانت "ليلي" تتحدث معه عنها.
(فلاش باك)
في أحد الأيام، قبل اختفاء "ليلى" كان يجلس معها في حديقة الجامعة كانت تبدو هادئة على غير عادتها سألها بصوت قلق:
"هل كل شيء بخير؟ تبدين شاردة"
أجابت وهي تحدق في الأفق :
"آدم، هل تؤمن أن هناك عوالم أخرى حولنا؟ عوالم لا نراها لكننا نشعر بها؟"
"آدم" بدهشه وأستغراب: ... "ماذا تقصدين؟ مثل الأرواح؟"
"ليلى" بالنظر إلي السماء:
"أكثر من ذلك، هناك أشياء تتجاوز الإدراك البشري أشياء لو عرفناها، قد تغير كل شيء نؤمن به."
"آدم" بدهشه مجددآ :
"لماذا تفكرين بهذه الطريقة؟ هل حدث شيء؟"
ابتسمت ابتسامة غامضة، وقالت:
"ربما في يوم ما سأخبرك لكن ليس الآن."
---
عاد "آدم" إلى الحاضر أخذ الدفتر وخرج من الغرفة الشرقية عازماً على قراءة كل شيء ليكتشف الحقيقة لكنه شعر أن شيئاً ما يتبعه كل خطوة كان يخطوها داخل المنزل القديم كانت تتردد كأن هناك خطوات أخرى تعكس صوته.
وقف في منتصف المنزل، واستدار بسرعة، محاولاً مواجهة ما كان يشعر به.
"من هنا؟! أظهر نفسك!"
لكن لم يكن هناك أحد فقط الصمت.
عندما خرج أخيراً من المنزل، شعر بالهواء البارد يلفه كان الليل قد حل، والشارع كان خالياً تماماً وضع الدفتر في حقيبته، لكنه لم يستطع مقاومة إحساس غريب بأن شيئاً قد تغير.
في المنزل عندما بدأ في قراءة الدفتر، وجد أول صفحة مكتوبة بخط "ليلى":
"آدم، هناك شيء عليك أن تعرفه عني، أنا لم أكن وحدي أبداً."
الصفحات التالية كانت عبارة عن يوميات مفصلة تصف كيف بدأت "ليلى" تشعر بوجود أصوات وأشكال غير مرئية تصف لحظات كانت تشعر فيها أن هناك من يراقبها، وكيف بدأت ترى ظلالاً تتحرك في زوايا غرفتها.
لكن ما أذهله هو وصفها لشخص يبدو مثله، يظهر لها في أحلامها، يقول لها نفس الكلمات التي يسمعها الآن: "استمر، لا تتوقف."
"آدم" جلس على أريكته في الغرفة المظلمة يتنقل بين صفحات مذكرات "ليلى" وكأنه يبحث عن خيط يربط الماضي بالحاضر، كانت الكلمات تتناثر أمامه، كل حرف يضيف المزيد من الغموض إلى ما كان قد بدأه.
(همسوا لي، أخبروني أنني سأكون المفتاح المفتاح لماذا؟
ماذا يعني ذلك؟ كلما حاولت أن أبتعد، كلما اقتربوا مني أكثر.)
"آدم" شعر كأن قلبه يتوقف عن الخفقان كانت هذه الجملة هي نفسها التي سمعها في صوته في تلك اللحظة المقلقة في المنزل
لم تكن مجرد كلمات، كانت تنبؤات، أو ربما، تحذيرات.
في تلك اللحظة، شعر بشيء غريب، شيء كان يراوده منذ بداية هذا المسار ليس فقط الأصوات، بل حتى الأنماط في الرسومات التي رآها، والظلال التي شعر بها شيء كان يتنقل بين عينيه يراوده ويسحب عقله في اتجاهات غير مرئية، غير مفهومة.
همس لنفسه بينما عينيه تستقران على إحدى الرسومات الغريبة التي كانت قد رسمتها:
"ليلى ، هل كانت تعرف شيئآ أكثر مما كانت تقول؟"
كان الرسم يمثل شكلاً هندسياً معقدآ مثل دوائر متشابكة تتحرك وتلتف حول بعضها البعض بشكل غير طبيعي مع ذلك، كان هنالك شيء في الرسم، شيء تذكره "آدم" شيء كان يراه مرارآ وتكرارآ في الأماكن التي لا ينبغي له أن يراه فيها.
(فلاش باك) ..
قبل أن يختفي في آخر مرة جلس فيها مع "ليلى" كانت قد أخبرته بشيء أثار شكوكه بشكل غريب في تلك الليلة، جالسين معآ على السطح، يشاهدان النجوم في السماء.
قالت "ليلى" بصوت منخفض، وهو يلتفت إليها بنظرة مصاحبه بالقلق:
"آدم، هناك شيء أخبرني إياه أحدهم شيء غريب جدًا"
"آدم" بتوتر : "ماذا؟"
"أخبروني أنني لست في مكاني الطبيعي أنني في مكان لا ينتمي إليّ، وأنك أيضآ، أنت أيضآ هنا لسبب آخر"
"ماذا تعني؟ ليلى، توقفي عن هذه المزاح!"
"لم أكن أمزح كانت الأصوات تأتي من داخلي وكلما حاولت الهروب كلما استمرت في متابعتي ظلالي يحيط بي شيء غريب يحدث إذا لم أتمكن من الهروب، فأنت أيضآ ستتأثر."
نظر إليها في صمت، لم يستطع أن يجيب لكن تلك الكلمات استمرت في صداه، حتى الآن.
---
بينما كان يغلق المذكرات، شعر بشيء ثقيل في صدره كانت الغرفة مشحونة بالطاقة الغريبة نفسها التي شعر بها عندما بدأ في البحث عن الحقيقة.
ثم شعر فجأة بشيء آخر وقع قدمين على السلالم صوتهما كان خافتآ، ولكن ما جعله يقف فجأة هو أن الصوت لم يكن له، لا، لم يكن هناك أحد في المنزل.
قال بصوت مرتجف، ولكن الإجابة كانت صمتآ عميقآ "من هناك؟"
مع كل خطوة يقترب منها الصوت، كانت الضوضاء في عقله تزداد والرسوم في دفتر "ليلى" تصبح أكثر وضوحآ، كأنها تقترب منه كأن كل شيء في حياته كان قد رسمه على تلك الصفحات.
ثم، بينما كان يحاول التراجع، نطق الصوت الذي يراوده:
"لا تبتعد، أنت في المكان الصحيح."
"آدم" وقف في مكانه، يداه ترتجفان بدأ في اللحاق بالصوت، لكن مع كل خطوة يخطوها، شعر أن عقله يكاد يتفكك المكان نفسه كان يدور حوله، كأنه في دائرة مغلقة، محاصر.
في تلك اللحظة، كانت الصور في ذهنه تختلط ماضيه، ماضي
"ليلى" كل شيء بدأ يندمج في شيء واحد كان في المكان الذي كان يجب عليه أن يكون فيه، لكنه لا يعرف لماذا أو كيف.
أغمض عينيه، وحين فتحها وجد نفسه في مكان مختلف تمامآ الغرفة كانت نفسها، ولكنها بدت كأنها قديمة جدآ، مليئة بالغبار والمرايا المكسورة في الزوايا، كانت هناك أشكال غير واضحة تتحرك.
كان هذا المكان هو المكان الذي رآى فيه أول مرة وجه "ليلى"
قبل أن تختفي، في ليلة عاصفة، كانت تجلس هناك وتبتسم له.
صرخ وهو يتقدم نحو الظل الذي كان يظهر في الزاوية: "ليلى؟!"
لكن الجواب لم يكن منها بل كان الصوت نفسه، ولكن الآن أصبح أكثر وضوحآ وأكثر حدة.
"أنت هنا لأنك بحاجة لذلك، لأنك يجب أن تكون هنا."
تجمد في مكانه، كان يدرك أن هذه ليست الحقيقة التي كان يأمل في الوصول إليها كل شيء أصبح أكثر تعقيدآ.
وقف "آدم" للحظات، محاولاً تهدئة أنفاسه المتسارعة شعر بأنه في مواجهة مع شيء أكبر من مجرد ذكريات عائلية أو أوهام قديمة لم يكن هذا مجرد جدار أو غرفة، بل كان جزء من لغز أكبر بكثير .
اقترب مجددآ من الجدار، لكنه هذه المرة لم يلمسه بدلاً من ذلك همس:
"إذا كنت تعرفينني، فأخبريني ماذا أريد؟ ما الحقيقة التي أبحث عنها؟"
في تلك اللحظة، ارتجف الجدار كأنه استجاب لصوته، وظهرت كلمات جديدة:
"الحقيقة ليست في الماضي، بل في داخلك ما تبحث عنه كان دائمآ معك"
شعر "آدم" بارتباك أكبر ماذا تعني هذه الرسالة؟ هل يمكن أن يكون هو نفسه جزء من هذا السر؟ هل "ليلى" كانت تحاول أن تقوده إلى إدراك شيء يتعلق به شخصيآ؟ .
قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، بدأت الغرفة تهتز بلطف، وكأنها تنبض بالحياة الأشياء القديمة التي كانت متكدسة بدأت تتحرك قليلاً، والغبار الذي كان يغطيها بدا كأنه يتلاشى ببطء في زاوية مظلمة من الغرفة، ظهر وميض خافت، كأنه يدعوه للاقتراب.
تقدم "آدم" بحذر نحو الوميض وعندما وصل، وجد صندوقآ صغير آخر، لكنه كان مختلفآ هذه المرة كان الصندوق مُزين برموز غريبة تشبه الحروف، لكنها غير مفهومة على سطحه كانت هناك مرآة صغيرة، وعندما نظر فيها، رأى شيئآ غريبآ لم يكن انعكاسه فقط
بل كانت هناك صورة أخرى تظهر بجانبه صورة لـ"ليلى".
لكنها لم تكن "ليلى" التي يعرفها بدت أكبر سنآ، وأكثر حكمة وكأنها كانت تحاول التواصل معه اقترب أكثر من المرآة، وهمس:
"ليلى، إذا كنت تسمعينني... أخبريني ماذا أفعل؟"
ردت الصورة بصوت خافت، لكنه كان واضحآ بما يكفي ليصدمه:
"آدم، لا تبحث عن الإجابات في الخارج عليك أن تتذكر، كل شيء يبدأ بك"
قبل أن يتمكن "آدم" من الرد، تلاشى الصوت والصورة، وعاد الصندوق إلى طبيعته شعر "آدم" بأن شيئآ داخله قد استيقظ، كأن هناك ذكرى دفينة تحاول العودة إلى السطح لكنه لم يكن مستعدآ بعد لفهمها بالكامل.
خرج من الغرفة وعاد إلى والدته التي كانت تنتظره بقلق في الطابق العلوي نظر إليها، وقال بهدوء:
"أمي، أعتقد أنني أعرف أين أبحث الآن، لكنني بحاجة لبعض الوقت... وحدي."
نظرت إليه والدته بقلق، لكنها لم ترد كانت تعرف أن شيئآ ما تغير في ابنها، وأنه الآن على وشك مواجهة الحقيقة التي حاولوا إخفاءها عنه طوال هذه السنوات.
اندفع مره اخري للعليه، محاولآ دخولها، لكنها بدأت تتشقق في اللحظة التي حاول فيها الدخول، تلاشت الغرفة بالكامل، ووجد نفسه مستلقيآ على أرضية غرفته في منزله، مصابآ بالذهول.
لكن عندما استعاد أنفاسه، لاحظ شيئآ على يده كانت هناك علامة غريبة تشبه نقش دائري ثم همس لنفسه:
"ما الذي حدث؟ وما هذا الذي رأيته؟"
نهض ببطء، وقرر أن هذه ليست النهاية هناك المزيد مما يجب أن يعرفه، والمزيد مما يجب أن يواجهه، الحقيقة لم تكن مجرد ذكرى أو شبح من الماضي، بل كانت مفتاحآ لشيء أكبر مما تخيله.