رواية بعد الفراق الفصل الثاني 2 بقلم داليا منصور
نزل من العربية جري وهو مخضوض وشاف البنت اللي خبطها كانت واقعة على الأرض والكل ملموم حوليها وراسها بتنزف جامد وهي مغمى عليها راجل من الواقفين.
- حرام عليك أنت مش بتشوف بتركبوا عربيات ليه طالما مش بتشوف العالم اللي ماشين ارحموا بقى.
- والله يا عم أنا كنت راكب عربيتي هي اللي وقفت قدامي كيف العمود مقدرتش اسيطر على عجل العربية واصل.
- أنت لسة هتحركها شيلها بسرعة ووديها المستشفى.
وفعلا شالها وشعرها على وشها ووشها مليان د*م وركبها في الكرسي اللي ورى وركب قدام وركب جنبه الراجل وركب مع البنت ست علشان تخلي بالها منها، والراجل كان ماسك شنطت البنت اللي كانت معاها، بعد وصولهم للمستشفى دخلت بسرعة العناية وهو كان قاعد حاطط أيده على راسة وقلقان من المصيبة اللي حصلتله.
الظابط من وراه:
- أنت أستاذ يونس جلال الرفاعي.
يونس:
- ايوه أنا يونس جلال.
حضرتك خبطها المستشفى بلغت عنك واحنا جاين ناخد رأي المجني عليها.
يونس بهدوء:
- اعمل كل اللي حضرتك عاوزه بس تقوم بالسلامة أهم حاجة.
- تمام ماشي يا استاذ يونس هنستناها تفوق ولو هي اعترفت عليك هنطر ناخد الأجرأت...
يونس كان قاعد على الكرسي قدام اوضت العناية، ومكنش عارف يتحرك ولا يهدى كل شوية يبص للباب كأنه مستني حد يخرج ويقوله إنها كويسة فجأة! الباب اتفتح وخرج الدكتور، ويونس قام بسرعة وهو بيقول.
- دكتور! هي عاملة إيه كويسة؟
الدكتور:
- هي فاقت ومستنينها تفوق علشان نشوف هل في مضاعفات من الخبطة والا لاء..
وفضل واقف قدام غرفة البنت وبعد شوية خرجت الممرضة وقالت:
- المريضة بتسأل عن اللي جابها هنا.
يونس قرب بسرعة وقال:
-أنا اللي جبتها هي عاوزة إيه؟
الممرضة ابتسمت وقالت:
- ادخل شوفها بنفسك.
دخل يونس بخطوات مترددة والبنت كانت نايمة على السرير وبتبص حواليها بعيون مليانة خوف وحيرة و أول ما شافته قالت:
- حضرتك مين؟ أنا فين؟ وإيه اللي حصل؟
يونس بصوت هادي:
- أنا يونس اللي خبطك بالعربية جبتك المستشفى لما شفتك وقعتي.
البنت بتهمس :
- خبطني؟ أنا.. أنا مش فاكرة حاجة مش فاكرة حتى أنا مين.
يونس حس بالكلمة زي السيف وقف شوية وبص للدكتور وكان قلقان :
- يعني ايه يا دكتور ده وإزاي مش فاكره حاجه
الدكتور:
- واضح إنها فقدت الذاكرة مؤقتًا مش فاكرة أي حاجة عن نفسها والا أسمها ولا هي منين.
يونس اتسمر مكانه ومكنش عارف يقول إيه،
والضابط اللي كان واقف قرب وقال:
- طيب يا دكتور يعني ما نقدرش ناخد أقوالها دلوقتي؟
الدكتور:
- لا للأسف محتاجة فترة لحد ما تستقر حالتها وممكن تستعيد ذاكرتها قريب وممكن كمان تاخد تاخد وقت أطول.
يونس أتنهد وهو بيقول :
- يعني إيه يا باشا؟ أعمل إيه دلوقتي؟
الضابط بحزم :
- إحنا هنستنى شوية لحد ما تتحسن ولحد الوقت ده مش هنتتحرك من هنا مفهوم؟
يونس هز رأسه بالموافقة
البنت بخوف كانت بتبصلهم ومش فاهمة حاجة وقالت
- هو أنا ليه مش فاكرة حاحة.
يونس بهدوء:
- متخافيش الدكتور قال إنك هتفوقي وتفتكري كل حاجة قريب.
البنت بصت عليه وهي بتعيط ودموعها نازلة :
- بس أنا حاسة إني تايهة وحاسة إن حياتي كلها راحت مني.
يونس قرب منها وقال:
- صدقيني أنا هفضل هنا لحد ما تفتكري كل حاجة ومش هسيبك لوحدك.
ابتسمت بهدوء وهي بتقول:
- شكراً لحضرتك جداً على مساعدتك ليا وأنا متنازلة عن القضية أهم حاجه ترجعلي ذاكرتي وبس.
بص الظابط عليها وهو بيأكد عليها:
- أنتي متأكده من اللي بتقوليه يا استاذة.
- ايوه متأكده..
مشى الظابط وبعدين دخل الراجل اللي كان معاهم هو والست واطمنوا عليها وسابوا شنطتها وخرجوا، بعديها فتحت الشنطة علشان تشوف حاجة تساعدها علشان تفتكر اللي حصل ليها..
~~~~~~~~~
عند زينب كانت قاعدة وهي قلقانة والدنيا بتلف بيها إزاي البنت لسة مرجعتش لحد دلوقتي وخرجت كذا مرة تشوفها جت والا لسة ورنت عليها وتليفونها مغلق قالت وهي قلقانة...
- جيب العواقب سليمة يارب..
زينب خرجت تاني وراحت الطريق اللي بيودي على جامعة سلمى بنتها وكانت عماله تعيط على بنتها اللي مش عارفه هي راحت فين وملقتهاش.
~~~~~~~~~~~
عند سلمى فتحت شنتطها ولقت التليفون حاولت تفتحه بس لقته مقفول بباسورد وهي مش فكراه وشافت بطاقتها بأسم سلمى جلال الرفاعي.
يونس:
- ها عملتي ايه افتكرتي حاجة.
سلمى:
- مش عارفه والله أنا لقيت بطاقتي وعرفت أسمي وكمان أسم عيلتي بس.
يونس بهدوء:
- طب وريني كده ممكن اعرف مين هو.
سلمى بأبتسامة:
- حاضر اتفضل.
وادته البطاقه بس كانت مقلوبة على الأتجاه التاني لسة هيقلبها ويشوف أسم أبوها.
- استاذ يونس.
ده كان صوت الممرضه وهي بتديه ورق الخروج بتاع سلمى اللي هو طلبه منها من انشغاله حط البطاقة في جيبه ونسى يشوف البطاقة.
- تمام هاتي ومضى على الورق ودفع مصاريف المستشفى وخرج هو وسلمى وكان ساندها.
- أنا هروح فين.
يونس بهدوء:
- هتروحي معايا بيتي.
بقلم داليا منصور الفرجاني...
سلمى بخوف:
- أنت بتقول أيه يا جدع أنت أنا أه فاقدة الذاكرة بس مش لدرجة تاخدني شقتك أنا...
قاطعها يونس وهو بيقول:
- انتي فهمتي ايه عاد أنا قاعد مع مرات ابويا وابويا وكمان اخواتي الصغيرين وجدتي وكمان ابن عمي يعني متخافيش.
سلمى ارتاحت ليه ومش عارفه ليه كأن قلبها اللي بيجرها انها تروح معاه.
- طلاما مش قاعد لواحدك موافقة.
وفعلا خدها وراح على البيت اللي اشتروه جديد بعد تعب جلال وقعدته على الكرسي، بعد ربع ساعة دخل يونس هو وسلمى وهي كانت ماسكة في ايد الجاكيت بتاعه.
- مين دي يا يونس.
ده كان صوت مرات ابوه.
بقلم داليا منصور الفرجاني.
- دي سلمى أنا خبطها بعربيتي وفقدت الذاكرة فاطريت اجيبها عنها لأنها مش فاكرة هي مين.
مرات ابوه بكره:
- ايوه وأحنا نعمل ايه شوفلها مكان تاني تقعد فيه جايبها هنا ليه.
يونس اتعصب وكان هيزعق بس سلمى مسكت ايده:
- خلاص أنا همشي مش لازم تعمل مشكلة.
مرات ابو يونس بكره:
- اعملي نفسك محترمة شكلك عاملة كدا وانتي حاطة عنيكي على يونس علشان توقعيه بحركاتك دي بس مش عليا دأنا مديحة الناصحة اللي مفيش بنت تضحك عليا.
- جرا ايه يا مرات عمي ميصحش اللي بتقوليه ده بيقولك البنت فقدت الذاكرة بسبب يونس حاولي تراعي ربنا فيها.
بصت مديحة ليهم ودخلت اوضتها وهي مدايقة كانت جدت يونس واقفة وحست أن زينب قدامه راحت ليها وحطط اديها على راسها وهي بتقول.
- اسمك ايه يا حبيبتي.
سلمى ابتسمت بسبب الجده وهي بتقول:
- أنا مش فاكره بس اتهيقلي انا قرأته كان سلمى.
الجدة:
- متزعليش زاكرتك هترجع والله وهترجعي لأهلك.
سلمى حست بحب اتجاه العجوز وحضنتها لا إرادي ومتعرفش السبب، وروها اوضتها وبعدين يونس دخل اوضته وقعد على السرير وبيطلع التليفون علشان يرد على اللي بيرن وقعت بطاقة سلمى، نزل يجيبها من الأرض وقراء أسم الأب انصدم؟؟؟
- مش معقول ده يحصل يعني......
ياترى ايه اللي حصل مع يونس وهل هيعرف حقيقة سلمى؟ وهل زينب هتلاقي بنتها والا لاء؟ وهل سلمى هيرجعلها زاكرتها....