اخر الروايات

رواية رهينة بين بيدي منافق الفصل الثاني 2 بقلم مريم محمد عبدالقادر

رواية رهينة بين بيدي منافق الفصل الثاني 2 بقلم مريم محمد عبدالقادر 


يا سعدَ من صلَّى عليك وسلّما
يا خير من وطئ التُّراب ومن مشى
طبنا بجوارك سَيّدي فكيف اللقاءُ يا تُرى؟
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
لمياء كانت في أوضة يامن بتنظفها وبتبص حوليها بانبهار : ناس عايشه في العز صحيح وناس ممسوح بيهم تراب الأرض
مسكت مزهرية خزف كانت على الكومود : ألا الأغنياء دول بيضيعوا فلوسهم على حاجات غريبه أوي
الباب اتفتح مره واحده بعنف لدرجة إنه اترزع في الحيطة، ولمياء اتخضت والمزهرية وقعت من ايديها اتكسرت، ويامن دخل يقلب في الأوضة ولمياء متابعاه بخضه لحد ما فاقت : حضرتك بتدور على حاجة يا بيه !؟
يامن : ملف ماشفتيش ملف كده أصفر وكبير
لمياء راحت ناحية الكومود وطلعت الملف منه : ده حضرتك !؟
يامن قرب منها بلهفة واخد الملف منها وابتسم بسعادة وبصلها : متشكر أوي، انتى انقذتيني
سابها ونزل بسرعه وهي متابعاه بذهول : انقذته عشان عطيته شوية ورق ، يا عيني الجمال والمال برضه مش كل حاجة ، اهو الواد فلقة قمر أهو بس يا حبة عيني عقلة خفيف
بصت للأوضة اللي يامن دمرها حرفيا وهو بيقلب فيها واتنهدت بضيق : منك لله يا شيخ، ده انا ما صدقت خلصت ترويق، هروق تانى !!
**********
في البهو تحت، يامن خرج بره الفيلا ومليكة وصباح والقطة وراه
مليكة مسكت دراعه بلهفة : بالله عليك تسوق براحه وماتتهورش، أنت أغلى عندي من الشغل ده
يامن : حاضر يا مليكة
مسك ايديها بترجي : بس ادعيلي أنتى بس
مليكة بابتسامة : دعيالك يا حبيبي من قلبي ربنا يوفقك
يامن ركب عربيته ومشي ومليكة بصت لصباح وهي بتضم القطة لحضنها : أروح بقى أخد دوش أنا والقمر دي
صباح : روحي ياختي ربنا يسهلكم
مليكة ضحكت وطلعت على اوضتها وصباح بتتجنبها خالص عشان تفضل بعيدة عن القطة
*********
مرام في المستشفى كان عندها حالات كتير وبعد ما خلصت شغل ومع آخر حالة طلعت معاها ، كانت ست في نص الأربعين تقريبا ، مشت معاها لحد الإستقبال وهما بيتكلموا، ومرام كانت مهتمه بالست دي جدا لأنها تعتبر أول حالة جاتلها ومحتاجة مساعده فعلا، وعشان كده مرام قررت تهتم بيها كويس لحد ماتوصلها لبر الأمان
بعد ما خلصوا كلام ومرام خلصت نصايحها للست مشيت ومرام بصت لباباها اللى كان واقف مستنيها فراحتله
ناصر بابتسامة : كنتي شبه الدكاترة بجد وأنتى بتنصحيها
مرام كشرت : ايه شبه الدكاترة دي ما انا دكتورة بجد يا بابا
ناصر ضحك : بناغشك يا عبيطه
مرام اتعلقت في دراعه والاتنين خرجوا من المستشفى وروحوا البيت ، ومرام طول الوقت ماشيه ورا مامتها اللي بتجهز الغدا وعماله تحكيلها عن الست اللي جاتلها وهي قررت تهتم بيها وتساعدها لحد ما هناء وقفت مره واحده وبصتلها بغيظ : يا بت حرام عليكي اكلتي دماغي ، وبعدين مالك ماشيه ورايا زي الفرخ الدايخ كده ليه !؟
مرام اتعلقت في دراع مامتها بسعادة : مبسوطة جدا يا ماما ، أنا بحب أساعد الناس أوي ، بجد يا ماما مش قادرة اوصفلك شعوري ايه
هناء : ولما انتى ياللي تتشكي في ضوافرك بتحبي تساعدي الناس ساعديني احضر الغدا بدل مانتى عامله زي قلتك كده
مرام : ونعم الأم أنتى والله يا نبع الحنان عندك قدره غريبه على طحن خواطر الآخرين
هناء : امشي يا بت امشي بدل ماجي اطحنك أنا دلوقتى
مرام طلعت تجري بره المطبخ وهناء نادت عليها : تعالي خودي الشوربة دي يا بت أنتى
مرام دخلت اخدت الشوربة وطلعت جري تانى لبره، وهناء بتضحك عليها وبتدعي ربنا يهديها ويفرح قلبها
********
آخر اليوم يامن رجع البيت مع جاسم، ومليكة كانت لسه في أوضاتها بتلعب مع القطه لحد ماسمعت صوت عربية يامن فبصت من الشباك وشافته داخل الفيلا هو وجاسم فلبست إسدال الصلاة بتاعها بسرعه ونزلتلهم، بس اتفاجأت بيامن اللي واقف وباين عليه الضيق وصباح واقفه قدامه : مالك يا حبيبي ايه اللي حصل !؟
مليكة نزلت آخر درجات السلم وقربت من أخوها بخطوات مرتجفه : مالك يا يامن !؟
بصت لجاسم اللى باين عليه الضيق هو كمان ورجعت لاخوها تانى : اوعى تقول إنك خسرت !؟
مسكت وشه بسرعة بين ايديها : فداك يا حبيبي فداك ألف مسابقة وشركة، فداك الدنيا كلها
يامن اتنهد ونزل ايديها من على وشه باسهم، وسابها وطلع لاوضته بدون ما ينطق حرف، وصباح بصت لجاسم باستغراب : هو ايه اللى حصل انتوا خسرتوا بجد !؟
جاسم حرك راسه بالنفي ومليكة كشرت : لا ماخسرتوش ، كسبتوا يعني !؟
جاسم : اه إحنا شركة من التلاته اللي كسبوا
مليكة أبتسمت بسعادة ورجعت كشرت تانى : ولما انتوا من التلاته اللي كسبوا هو لاوي بوزه ليه كده !؟
جاسم اتنهد بضيق : لأن البحراوي حطلنا شرط يعجز قصاد الفوز ده
مليكة : أنا مش فاهمه حاجه
صباح : طيب هتتكلموا كده وانتوا واقفين ماتقعدوا في الصالون قدامهم أهو وانا هعملكم عصير
وفعلا صباح راحت تعمل عصير بسرعه ورجعت تانى وقعدت ومليكة قعدت على الفوتيه اللي جنبها وجاسم قعد قصادها
مليكة : فهمني بقى شرط ايه ده !؟
جاسم : شوفي يا ستى ، أول حاجة حصلت اننا دخلنا وعرضنا شغلنا وبعد ساعات إنتظار اعلنوا عن الفايزين وكنا واحد منهم، الفرحه ماكانتش سيعانا بس كل ده اتهد لما دخلنا تانى للبحراوي باركلنا وعطانا ورق مع يامن ، الورق ده قالنا إنها هتكون أول صفقة لينا وهتكون معاه بس كأنه بيحط رقبتنا تحت رجله ، الصفقة هو داخل فيها براس المال بس طالب كمية بلاستيك كبيره جدا عن الفلوس اللي دافعها وكمان الربح مش هيكون بالنص لا ده هو واخد ٧٥٪ من الأرباح ، ولما يامن أعترض قاله ده اللي عندي يا كده يا تنسحب ونعتبرك خسرت ونختار غيرك ، بالمختصر هو خيره بين الخسارة والاستعباد
مليكة : وهو يامن عمل ايه !؟
جاسم : سكت هيعمل ايه يعني والبحراوي قاله معاك يومين بس تفكر فيهم ويا توافق يا تسيب الفرصه لغيرك أولى بيها
صباح : راجل ناقص بصحيح
مليكة : داده لو سمحتى مش عايزين ناخد ذنوب بسببه
صباح : معاكي حق هو مايستاهلش أصلا
قامت وقفت : أنا هروح احضرلكم الغدا، أهو حاجة تنفعكم بدل الهم ده
صباح مشت ومليكة بصت لجاسم : وابيه هيعمل ايه بقى في الموضوع ده !؟
جاسم رفع كتافه : ماعرفش هو ماقاليش حاجة
مليكة بصت في الأرض بحزن على أخوها وفوقها من شرودها صوت جاسم اللي همس : عارفه ، رغم كل ده أنا مبسوط جدا كأن النهاردة عيد
مليكه رفعت راسها وبصتله : ده ليه بقى !؟
جاسم : عشان رجعتي تتكلمي معايا تاني زي زمان من غير الحبهان اللي بتحطيه تحت ضرسك كل مره
مليكة بهدوء : أولا أنا بسأل عن اخويا مش بتكلم في حاجة تخصك، ثانيا أنا ولا باكل حبهان ولا حاجة كل ما في الأمر أنى بس حطيت حدود بينا، أنا وانت مش اخوات بالدم ولا حتى بالرضاعة وشرع ربنا بيقول حرام نتعامل بدون حدود
قامت ووقفت : ياريت يا ابيه تتقبل الحقيقة دي ، أنت بقيت ٣٣ سنه تقريبا يعني راجل ناضج كفاية وعارف الصح من الغلط، فبدل ماتشغل نفسك بيا ممكن تشغلها بحياتك أحسن
سابته ومشت بغيظ طلعت غرفة يامن اللي كان لسه خارج من الحمام وباين عليه تعبان ، قربت منه بسرعه واخدته في حضنها : أوعى تزعل يا قلبي اكيد ربنا هيجعلك مخرج
يامن بحزن : شوفتي يا مليكة ، شوفتي اللى بيحصل معايا ، كان بيعاملنا كأننا حشرات ولا نسوى ويستحقرنا ، حسيت بخنقة فظيعه أوي
مليكة : لا عاش ولا كان اللي يقلل منك او يستحقرك يا ابيه
يامن حرك راسه يمين وشمال وسابها وراح قعد على سريره : بعد اذنك يا مليكة سيبيني لوحدي شوية
مليكة قعدت جنبه : ولما أنا أختك اسيبك لوحدك في حزنك، مين هيفضل معاك !؟ يامن حبيبي إحنا من ساعة وفاة بابا وماما واحنا مالناش غير بعض فلازم نشارك بعض في كل حاجة ، المرة قبل الحلوة
يامن فضل ساكت ومليكة مش عارفه تعمل ايه فقامت مرة واحده : استنى
خرجت بسرعة من الأوضة وبعد ثوانى رجعت تانى وفي ايديها قطتها : شوف لقيت ايه النهاردة في الجنينه !! اخدتها وقررت اربيها
قعدت جنبه وحطتها بين ايديه : شوف جميلة إزاى وبتحسن المزاج
يامن بص للقطة اللى بصتله ونونوت بلطافه وحطها بين ايدين اخته تانى بدون اهتمام : ماشي يا مليكه سيبيني بقى شوية مع نفسي حاسس أنى مرهق أوي ومحتاج أنام شوية
مليكة قامت وبصتله بحزن وهو دخل تحت الغطا وعطاها ظهره : اقفلي الباب وانتى خارجة وماحدش يصحيني
مليكة عينيها دمعت وقالت بخفوت وصوت مخنوق : حاضر ، نوم العوافي يا حبيبي
سابته وخرجت وسمحت لدموعها تنزل، ودخلت اوضتها هي كمان ومارضتش تنزل منها ولا حتى تتغدا، ومهما صباح تكلمها تقولها لما يامن يصحى هاكل معاه
**********
تانى يوم في منطقة بسيطة بنت صغيرة وقصيرة واقفة في بلكونه بيتها وبتتفرج على خناقة في الشارع
راجل ماسك بنته من شعرها وبيزعق : وطيتى راسي في الطين يابنت الكـ/ب !؟ بتكلمي رجالة في التليفون !؟ ده أنا هقتلك واشرب من دمك
الأم مسكت في بنتها بدموع وهي بتترجاه : أبوس ايدك سيبها ، والله حرمت وماهتعملها تانى
الاب زق مراته ومسك بنته يضربها في نص الشارع والام بتصوت والناس بتحاول تحوشهم عن بعض
طلع البلكونه شاب طويل وعريض واسمر شوية وبص للبنت : هاجر بتعملي ايه !! ادخلي جوه
هاجر بصتله : ابيه محمود استنى بس أشوف اللي هيحصل
محمود شدها من دراعها جامد ودخلها وهو بيزعق : قولت جوه
هاجر نفخت بضيق ومحمود وقف يبص على اللى بيحصل لحد ما الناس فضوا الخناقه ودخل هو كمان وقفل البلكونة، بص لهاجر بشر وهي جريت استخبت ورا مامتها : ألحقيني يا ماما
محمود : ده أنا همسكك اعصرك واعلقك على باب البيت
هاجر بصتله من ورا كتف مامتها : في ايه يا حضرة الظابط، هو أنت يعني عشان عندك عصافير على كتافك هتفتري علينا بقى ولا ايه !؟
محمود بضيق : عصافير برضه !؟
منصورة بصت لبنتها وهي بتضحك : ولما يضربك بتزعلي
هاجر : ما هو عشان أنتى مقوياه عليا
محمود : مقويانى !؟ يعني مش عشان أنتى اللي لسانك أطول منك !؟
هاجر : لا عشان هي مقوياك
منصورة بصت لمحمود : أقولك على حاجة ، كسر عضمها براحتك وأنا مش هقولك حاجة
سابتهم وراحت المطبخ وهاجر بتبصلها بغيظ، ومحمود قرب منها فهي خافت وكشت لتحت وهو مسكها من قفاها : بتكشي في نفسك !؟ هتروحي فين اكتر من كده يا اوزعه !؟
هاجر بغضب مضحك : ابيه بقى بطل تتنمر عليا، وبعدين أنت اللي طويل نخله على فكرة مش أنا اللي اوزعه
محمود قعد يحرك فيها يمين وشمال زي ما بيعمل مع المجرمين، ومنصورة خرجت من المطبخ ومعاها صينيه عليها فطار : تعالا افطر يا محمود يلا عشان شغلك
بصت لهاجر : وانتى يا بت روحي البسي يلا عشان الدرس بتاعك
هاجر فلتت نفسها من ايد محمود وراحت ناحية الأكل : أنا مش هروح الدرس النهارده
منصورة : ليه بقى إن شاء اللّٰه ناقصة فشل أنتى يا أم كحكه عشان تغيبي عن دروسك !؟ مش كفاية كل سنه بتجيبي كحك في الانجليزي والسنادي اهو مشرفاني وجايبه في الحاسب كمان
محمود : فاشلة ، حد يجيب كحك في تالته اعدادي اومال هتعملي ايه في تالته ثانوي !؟
منصورة بصتلها : قومي يابت يلا عشان تلحقي ولا ناوية تجيبي كحك في العربي هو كمان
هاجر نفخت بضيق وسابتهم ودخلت اوضتها تغير ومنصورة بصت لمحمود : فكك منها دي عيله هبله قولي أنت بقى أخبار مامتك ايه !؟
محمود : الحمد لله يا خالتو بخير كلنا
بصلها بإحراج : عارف أنى متقل عليكم اليومين دول معلش استحملوني شوية بس لحد ما اجر شقة
منصورة بصتله بحزن : كده يا محمود ، بقى ده كلام تقولهولي !؟ وبعدين مين قالك إنك متقل علينا بالعكس ده أنا أول مره أحس بالأمان من ساعة وفاة جابر الله يرحمه لما أنت جيت ، اديك شايف المنطقة وكل يوم خناق واتنين ستات لوحدهم صعب يعيشوا كده وسطهم
محمود : طيب مانتى اللي رافضه ترجعي معايا البلد ، أنتى عارفه ماما هتفرح بيكي ازاى ولا جدو ربنا يديه الصحة هيفرح ازاى وكمان محمد وهمس اخواتى هيفرحوا قد ايه بهاجر !؟ هي اختنا في الرضاعة واكيد هيفرحوا أوي بيها
منصورة بحزن : لا يا محمود ماسبش بيتى وبيت جابر الله يرحمه وأروح في حته، أنا عشت في البيت ده احلى سنين في حياتي مع جابر ومش همشي من هنا ابدا
محمود : لامتى يا خالتو لامتى هتعيشي على ذكراه كده !؟ انتى لسه صغيره ومن حقك تعيشي ، طيب أنتى عارفه إن سامح بتاع محل الموبيليا متقدملك !؟
منصورة بصتله بصدمة : وهو يعرفك منين سامح ده !؟
محمود : لما شافنى اول امبارح وأنا مروح مع هاجر كلمنى تانى يوم وسألني ابقى مين ولما عرف أنى ابن اختك الكبير كلمني وقالي أنه عينه منك من زمان بس كان محرج يكلمك فماصدق لقى راجل يكلمه واتقدم
منصورة كشرت بغضب فهي كانت حاسه بمشاعر سامح من زمان من نظراته ليها اللي كلها حب، بس حياءه كان بيمنعه يتكلم وده اللى كان مريحها شوية إنه مش هيكلمها، إنما دلوقتى لما كل حاجة اتكشفت مش عارفه تعمل ايه ، قامت بسرعه من على السفرة : قوله أنى مش موافقه ومش هتجوز بعد جابر
جت تمشي بس محمود مسك ايدها بسرعة وقفها : بلاش تهربي بالشكل ده يا منصورة، شكلك بيقول إنك عارفه مشاعر الراجل، وبصراحه بقى هو باين عليه محترم جدا وشاريكي ففكري بعقلك شوية ، بنتك محتاجة اب وسند في حياتها وأنتى كمان لسه صغيرة ومحتاجة راجل في حياتك ، انتى اتجوزتي جابر الله يرحمه وانتى لسه عيله عندك ١٨ سنه ودلوقتى عمرك ٣٥ ، سنه يعني اللى في سنك دي بتكون لسه بتبدأ حياتها، حرام عليكي تحبسي نفسك بالشكل ده ، وجابر الله يرحمه وزي ما بيقولوا الحي ابقى من الميت
منصورة بصتله بدموع وهو قام طبطب على كتفها : يمكن ماكونش حاسس بيكي بس على الاقل فاهمك ، بس دي سنة الحياة وانتى ماينفعش باي شكل تقعدي مترهبنه كده من غير جواز ، ففكري وردي عليا
سابها ودخل اوضته يغير لبسه وخرج تاني واخد هاجر ونزل ركبوا عربيته الصغيرة وهاجر قاعده ساكته على غير عادتها
محمود : مالك يا بت مش متعود عليكي ساكته كده !؟
هاجر بصتله بحزن : هي ماما هتتجوز عمو سامح بجد !؟
محمود أبتسم : أنتى سمعتي !؟ لو عايزة الحق أنا أتمنى توافق
هاجر بصت قدامها بحزن وقالت بخفوت : وأنا مش عايزاها توافق
بصتله بهجوم : إحنا مش محتاجين راجل في حياتنا ، بقالنا سنين عايشين لوحدنا والحمد لله مش ناقصنا حاجة
محمود وقف عربيته قدام السنتر اللي هاجر بتاخد فيه دروسها وبصلها : لا ناقصكم يا هاجر ، ناقصكم اهم حاجة في الحياة وهي الأمان ، إحنا عايشين في مجتمع عامل زي الغابة ، القوي بياكل في الضعيف واشباه الرجال وكلاب السكك مابيصدقوا يلاقوا ست مالهاش ظهر وبيتجرأوا عليها ، أنتى لسه صغيرة وماتعرفيش أنا بتكلم عن ايه بس أنا ظابط وكل يوم بيورد عليا بلاوي أشكال وألوان
هاجر بدموع : انت موجود معانا ماحدش يقدر يقرب مننا
محمود حط ايده على خدها : لامتى !؟ أنا معاكم دلوقتى بس لامتى ، انتى عارفه أنى هنا انتداب لفترة معينة وهرجع تانى مكانى
هاجر : بس___
سكتت وماعرفتش تقول ايه ومحمود أبتسم : أنا فاهم أنتى خايفه من ايه بس ماتقلقيش، أمك عمرها ما هتتخلى عنك أو تفضل حد عليكي، اديكي شيفاها أهو عايشه سنين على ذكرى جوزها الله يرحمه وهو مابقاش ليه وجود أساسا يبقى هتفرط فيكي أنتى وانتى بنتها وحته من قلبها !! يعني هي لو حست إن الجوازه دي هتضرك هتفشكلها
بص قدامه بسخرية : ده لو وافقت أصلا من الأول
هاجر بهمس : بس هي ممكن تحبه
محمود : ممكن بس أكيد مش اكتر من حبها ليكي ، هاجر يا حبيبتي أنا عايزك تبقى فاهمه حاجه كويس أوي ، أنتي اهم حاجة بالنسبة لمنصورة أي حاجة تانية تيجي بعدك، واى حاجة هتحس بس إنها بتأذي مشاعرك أنا متأكد إنها هتمحيها من حياتها بشكل نهائي فمتخافيش ابدا من حاجة
هاجر هزت راسها بفهم وهو : انزلي يلا عشان درسك
هاجر نزلت من العربية ومحمود وراح القسم يستلم شغله الجديد
*********
مليكة اخدت دور برد قوي وكانت تعبانه بس يامن ماحسش بيها ولا لاحظ شكلها التعبان بسبب انشغاله في أفكاره ، وفي ليلة كان قاعد في مكتبه زي العادة دخلت اخته عليه وهي شايلة مج هوت شوكليت حطته على المكتب وقعدت جنبه
مليكة : هتفضل طول الوقت ساكت كده !؟
يامن : بفكر بس
مليكة : بتفكر في ايه !؟ شيفاك تايهه بقالك كام يوم ، احكيلي يا حبيبي وشاركني همومك
يامن بصلها : هو مش هم أكتر منه حلم ، زمان كنت بحلم أعمل شراكة مع واحدة من الشركات العملاقة ، كنت فاكر إن لو ده حصل هتكون اتفتحتلي طاقة القدر وهطير بقى وهفرد جناحاتي ماكنتش أعرف إن حتى لو طاقة القدر اتفتحتلي هتفضل جناحاتي مربوطة ومتحرم عليا أطير ، البحراوي جايبني وعارف هو عايز ايه ، عايز شغلي بس مصمم يخليني تحت ضرسه عايز يفضل هو اليد العليا وأنا يفضل لاوي دراعي ومشغلني عنده
مليكة : مش يمكن أنت فاهم الموضوع غلط ، يمكن بس هو خايف على شركته وشغله فعايز يضمن وجودك ووجودهم، وحقه برضه ده تعب سنين وطبيعي يخاف عليه ودورك أنت تطمنه ، اديله الأمان وعرفه إنك مش ممكن تخلى بيه في يوم ولا تهد اللى بناه
قربت بكرسيها منه وطبطبت على شعره بحب : وأنت أذكى حد يلاقي حلول ، أكيد هتعرف تلاقي حل وسط بينكم
يامن بصلها وابتسم وفكر شوية واتنهد وهو بيرجع ظهره لورا وبيسند راسه على الكرسي : على رأيك
وتمتم بهمس : فعلا ده مش وقت القاعدة دي لازم ألاقي حل
بصلها ومسك ايدها الصغيرة واتكلم بحماس زي عادته كأن طاقته كانت مسحوبة منه واخيرا رجعتله : متشكر اوي يا مليكة مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه !؟
مليكة ضحكت بصوت عالى : لا والله بجد اضحك عليا كمان ، أكيد كنت هتوصل للحل برضه بس بعد ما تكتئب حبتين تلاته ، أنا بس اختصرت الوقت
بصتله بحب : ما يهونش عليا اشوفك مهموم أو زعلان
يامن أبتسم بسعادة فهي اخته الصغيرة ومع ذلك دايما بتحتويه وتخاف عليه كأنها الكبيرة، وهي مدت ايديها جابت مج الشيكولاته : خد اشرب ده هيدفيك بدل التلج اللي إحنا فيه ده
يامن ضحك وهو بيمسك المج وبيقربه من وشه : جيبالي هوت شوكليت ، ده بدل ماتجيبيلي قهوة كده افوق بيها
مليكة : لا يا حبيبي قهوة ايه وبتاع ايه ، كتر القهوة غلط عليك أشرب ده وروح نام
يامن ضحك : وهغسل سناني قبل مانام ، أطفال احنا
مليكة قامت : ايه المشكلة لما نكون اطفال هو حد يكره !؟
يامن : أكيد لا وبالبيجامة القمر اللي أنتى لبساها دي ماقولكيش
مليكة بصت على بيجاماتها اللى عليها رسومات فراشات لطيفة بألوان مبهجه : دي بنوتاتي مش أطفال يا عديم المعرفة
يامن أبتسم : كنتي جاية ليه !؟
مليكة : كنت عايزة اطمن عليك مش أكتر واتطمت الحمد لله
سكتت شوية : اه كنت عايزة احكيلك كمان أنى اتعرفت على صديقة جديدة بس بما إنك مشغول فخليها بعدين ، أنت أصلا بقالك أسبوع كل ماكلمك عن حاجة تقولي بعدين
يامن بصلها بحزن : مليكة أنا آسف والله
مليكة لمت الروب التقيل اللي كانت لبساه عشان تدفى وربعت ايديها : عارفه إنه غصب عنك وعشان كده ساكته ، أنت فوق كتافك حمل كتير وأنا مقدره والله
يامن : أوعدك هعوضك ، استحميليني بس يوم كمان ، أنا بكرا هقابل البحراوي وهحل الموضوع معاه وبعدها هفضالك
مليكة أبتسمت وحركت راسها بموافقة وطلعت بره الاوضة لقت لمياء قدامها فمسكت أيدها وضغطت عليها فهي كمان ضغطت على ايدها : أساعد في حاجة !؟
مليكة أبتسمت واتكلمت بهمس : ساعديني أطلع اوضتى
لمياء طلعتها اوضتها وسندتها لحد السرير وساعدتها تنام : انتي كويسه !؟
مليكة : دماغي هتموتني يا لمياء من كتر الدق وزوري كمان بيوجعني
لمياء حطت ايدها على راس مليكة : السخنيه رجعت تانى ، وبعدين !؟
مليكة : ماتقلقيش ساعدينى بس أخد شاور ساقع وانام
وفعلا لمياء سعدتها تاخد شاور بارد ونيمتها تانى فى السرير وفضلت جنبها لحد ما نامت بعد ما اخدت علاجها
بعدها لمياء نزلت لتحت ولقت جاسم قاعد مع يامن في المكتب فسابتهم ودخلت المطبخ تشطبه وبعدها راحت تنام هي كمان بعد ماتأكدت إنهم مش محتاجين حاجة
ووقت الفجر مليكة صحيت وحست إنها كويسه فقامت اتوضت وصلت ركعتين قيام ليل، ودعت لوالديها بالرحمة وفضلت تدعى لاخوها كتير من كل قلبها ، خلصت وقعدت كان الفجر اذن فراحت عشان تصحي أخوها زي عادتها، خبطت على الباب وهي عارفه إنه مش هيقوم عشان نومه تقيل بس هي عادة عندها متعلمها من صغرها ، خبطت وفتحت الباب بهدوء بس سمعت صوت رجولي بيرد عليها بنعاس : مين بيخبط !؟
مليكة وقفت مكانها وردت الباب تاني ومادخلتش واتوترت فهى ماكانتش تعرف أن جاسم بايت معاهم، واتكلمت بهدوء : ده أنا يا ابيه جاسم
جاسم أول ماسمع صوتها فاق وقعد على السرير : تعالي يا ملوكة ادخلي
مليكة : لا مايصحش أنا جيت بس اصحى يامن عشان صلاة الفجر، صحيه أنت بقى ويلا بسرعة على المسجد عشان تلحقوا الصلاة
سابته ومشت بسرعة على اوضتها دخلت وقفلت على نفسها، وهو بص ليامن اللي نايم جنبه واتنهد بضيق أكبر وخنقه من تصرفات مليكة معاه : يعنى هيحصل ايه لو دخلت صحت اخوها، هاكلها أنا ولا هاكلها !؟
وخبط على ظهر يامن : وأنت يا ميت قوم بقى
فين وفين لما يامن قام نص نايم زي عادته ودخل اتوضى وفاق وراح يصلي هو وجاسم
*********
مرام كانت في المستشفى قاعده فوق السطح وبتبص على شروق الشمس، قطع شرودها صوت ذكوري غريب بالنسبالها : اللي واخد عقلك
مرام بصتله كان شاب وسيم فعلا ولابس بالطو دكتور : مين حضرتك !؟
الدكتور طلع على سور السطح وقعد زي ما هي عامله : سليم ، دكتور سليم عظام
مرام : أهلا بيك وأنا دكتورة مرام نفسي
سليم بصلها بابتسامة : عارف وعارف كل حاجة عنك من يوم ما جيتي المستشفى هنا
مرام كشرت وهو رفع ايده بدفاع : مش قصدي حاجة وحشة والله ، أنتى بس كنتى دكتورة مميزة عن كل اللى قابلتهم في حياتى وفضولي خلانى اسأل عليكي مش أكتر
مرام : واشبعت فضولك يا دكتور !؟
سليم : لو كنت اشبعته ماكنتش هبقى قاعد معاكي دلوقتى
مرام بصتله بثقة : وعمرك ماهتعرف تشبعه
نطت من فوق سور السطح وبصتله : ابدا
مشت بخطوات ثابتة زي عادتها وهو بيبص عليها بإعجاب كبير : نوعي المفضل ، القوة والثقة والجمال
حط ايده على دقنه : بس أنا برضه مش قليل
أبتسم : لما نشوف يا مرام مين فينا اللي هيوقع التانى في حبه الأول
*********
صباح راحت المطبخ تحضر الفطار بس لقت لمياء جوه بتعمل مشروب سخن فاستغربت : تتحسدي يا لميا والله ايه النشاط ده على الصبح !؟
لمياء أبتسمت : اتعودت بقى يا أبله خلاص، وبعدين مليكة كانت تعبانه بليل وسخنت تانى فقولت أعملها كباية أعشاب تحسنها شوية
صباح قلقت على مليكة ولسه هتطلع تطمن عليها لقتها داخله المطبخ بحماس زي عادتها بس باين عليها التعب
مليكة : صباح النعناع الجميل اللى ريحته وصلالي لحد فوق
لمياء صبت النعناع في كباية : ده عشانك انتى
مليكة أبتسمت : بجد والله !! تسلم ايدك يا حبيبتي
صباح : لسه شكلك تعبان يا لوكا
مليكة بصتلها بابتسامة هادية : ماتقلقيش يا صبوحه أنا كويسه الحمد لله
قربت منهم بسرعة كأنها عايزة تخبي حاجة ومسكت ايديهم وهمست : النهاردة عايزة أعمل مفاجأة ليامن ، هو بقاله يومين زعلان وأنا قررت افرحه شوية ، عايزة نعمل حفلة صغيرة بمناسبة إنه فاز في المسابقة
صباح : مش قالك اتشرط عليه وعجزه
مليكة بصتلها : طول ماربنا معاه مافيش حاجه هتعجزه بإذن اللّٰه، وبعدين هو قالي إنه هيحل الموضوع مع البحراوي النهاردة، وأنا واثقة في يامن وواثقه إنه هيرجع النهاردة ماسك نجاحة وفرحته بايديه
صباح أبتسمت : معاكي حق ، قوليلي بقى بتفكري في ايه وأنا هساعدك
لمياء اتحمست من حماسهم : وأنا كمان هساعدكم
صباح بصتلها وابتسمت فهي ملاحظة تغيرها للأحسن بقالها فتره، ومليكة كمان أبتسمت : تعالوا اقولكم
**********
محمود في القسم قاعد على مكتبه وبيبص على ملفات قدامه، قطع تركيزة زميل أعلى رتبه منه : ها يا حضرة الرائد وصلت لايه !؟
محمود بصله : لسه مافيش حاجة مهمه
المقدم سعد : لا كده مش حلو خالص ، أنا سمعت إنك أحسن واحد يشتغل في قضايا الخـ.طف والاتـ.جار اللى شبه دي، الظاهر كده كله اشاعات
محمود سند على مكتبه وبص لسعد بضيق عرف بمهارة يخفية : إشاعات !! لو فعلا كانت إشاعات ماكانش زمانى قاعد قدام حضرتك دلوقتى ، وبعدين انتوا عطيني ملف قضية مافيهوش اى معلومات يعتبر ، واحد اسمه المستعار حتاته ودور بقى يا محمود
سعد قام وقف وظبط بدلته الميري : ما هو ده بقى دور الظابط يا حضرة الرائد، ونصيحة منى لو مش عايز النسر اللي على كتفك ده يطير دور بسرعة ورا المجرم ده وحاول توصل لأى حاجة، عشان اللوا هنا مابيهزرش
سابه ومشي ومحمود نفخ بضيق : اللوا هنا مابيهزرش ، اعمله ايه يعني !؟
بص للملف اللى قدامه : ما كله من أشكالكم، انتوا اللى بتعملوا فينا كده وتخلوا اللى رايح واللي جاي يلطش فينا ، بس على مين !؟ هجيبك هجيبك حتى لو في بطن أمك
********
مليكة كانت بتجهز الفطار مع صباح وأول ماشافت يامن نازل من غرفته ابتسمت ابتسامتها الجميلة : صباح الخير
يامن : صباح النور
صباح : ايه الحلاوة دى كلها يا ولاد !؟
يامن : النهاردة يوم من أهم ايام حياتنا ولازم نتظبط طبعا
صباح : ربنا يوفقكم ياحبايبي، تعالوا افطروا يلا دي ملوكة هي اللى عامله الفطار النهاردة
فطروا كلهم وصباح قامت تعمل الشاي ومليكة بصت ليامن : موني عايزاك تروح النهاردة بدري شوية، يعني ماترجعش بعد مانام عايزاك في حاجة
يامن قام وقف : وأنا كمان عايزك في حاجة تعالي معايا
اخدها ودخلوا المكتب : جاسم بيشتكي منك
مليكة : مني أنا ليه وهو في كلام بينا أصلا !؟
يامن : ايواااا هي دي، بيقولي مش عايزة تتعامل معايا ولا تكلمني ولا تبص في وشي أصلا
مسك كتافها : أنا مقدر شعورك انه مش من العيلة ومع ذلك بيشاركنا حياتنا بس ده مش سبب يا مليكة إنك تقلي منه ، هو في الاخر يعتبر أخونا واقرب صديق لقلبي ومش عايز اخسر حد زيه عشان فلوس وغيره
مليكة برقت جامد : بقى أنا هعامله وحش عشان الفلوس ، هي دي فكرتك عني يا يامن !؟
يامن : مش قصدي بقى اووف قصدي ، يعني___
مليكة رفعت ايده من على كتفها : ولا قصدي ولا قصدك، ماكنتش اعرف إن دي نظرتك لأختك ، بس وليه لأ ما أخوها الكبير كل همه الفلوس والشغل والشركة
يامن بنرفزة : وهو ده كله عشان مين !؟ مش عشانك !؟ عشان تعيشي مرتاحة ومش ناقصك حاجة
مليكة : لالالا أنت حتى ماتعرفش ايه الحاجات اللى بتخليني مرتاحه يا يامن، وجودك معايا وكلامك عندي اهم من الفلوس والشركة
يامن : وهو لما أنا اسيب الشركة وافضل معاكي مين هياكلنا !؟ ولا هنقعد نشحت !؟
مليكة : على الأقل تفضيلي نفسك شوية
يامن : مليكة ، بطلي اسلوبك ده ماتحسسنيش إنك مراتى اللى هاجرها وعايزاني أفضل جنبها واحس بيها ، أنتى من امتى بقيتي كده !؟
مليكة : أنت اللي من امتى بقيت كده !؟ هو أنا لازم اكون مراتك عشان تحس بيا !؟ ماينفعش تحس بيا وأنا اختك !؟ ولا أنت مش بتحس غير بالحاجة اللى تخصك وبس !؟ شركتك صفقتك شغلك صاحبك ، عايزني اكلم صاحبك عشان ماتخسرهوش ، ده بدل ماتخليه هو يلزم حدوده معايا ويفرق بين ايام ماكنا أطفال ودلوقتى !! ماكنتش أعرف أنك مش بتخاف عليا كده يا يامن
يامن بصلها بغضب لأول مرة في حياته واتكلم بحزم : غلط مش عايز يا مليكة ماتنسيش أنى اخوكي الكبير
مليكة بحزن : مش ناسيه يا ابيه ، بس الظاهر حضرتك اللي نسيت أنا ابقى ايه في حياتك
يامن عطاها ظهره فهي كلامها صح تماما ، كل سنه كان بيبعد عنها اكتر واهتمامه بيها بيقل بسبب محاربته مع شغله ، وكمان اخر فترة ماكانش بيكلمها تقريبا ، بس هو قالها تصبر عليه شوية، ليه هي مش عارفه تحس بيه !؟
الباب خبط وكان جاسم اللى بيستعجل يامن فساب مليكة ومشي بس هي وقفته على الباب واتكلمت بصوت مخنوق : ماتتاخرش يا يامن ، وربنا يوفقك في صفقتك ، ماتقلقش خير أنا دعيتلك كتير في القيام
يامن مشي وصباح راحت لمت الاطباق ونظفت السفرة ولقت مليكة خاجة من المكتب بابتسامتها الجميلة : ها يا داده محتاجاني في حاجة !؟
صباح : لا يا ملوكتي تسلم ايدك ، شوفي أنتى هتعملي ايه وأنا هنزل السوق أنا والبت لميا هنجيب الخضار ومكونات الأكل اللي اتفقنا عليه
مليكة : خلاص ماشي يا حبيبتي وأنا هكلم البنات عشان ننزل المول اشتري الهدايا اللى قولتلك عليها
صباح : ربنا يفرح قلبك يا بنتى زي ما بتفرحي قلوب الناس
مليكة : اللهم آمين
قامت تجهز وكلمت صحابها ونزلوا سوى ، وهي بتسوق العربية وقفت في إشارة ورفعت ايدها على الدركسيون فشافت الخاتم السوليتير اللى في ايدها، وافتكرت يوم مانجحت في الثانوية العامة واتقبلت في كلية العلوم، أخوها عملها حفلة كبيرة وعطاها الخاتم ده هدية ، كان خاتم سوليتير ستيتمنت متفصل مخصوص عشانها ومحفور عليه اسمها، وافتكرت جملته ليها يوميها
مليكة : كتير اوي كده يا ابيه ليه كلفت نفسك !؟
يامن بابتسامة : أنتى مافيش حاجه تكتر عليكي ابدا، وطول مانا عايش أوعدك هحاول على قد ماقدر أسعدك ، أنتى هتكوني الأولى دايما في حياتى وعمرى ما هفضل حاجة عليكي مهما يحصل
مليكة همست وهي باصه للخاتم : خلفت وعدك ليا يا ابيه ، وقدمت عليا حاجات كتير
اتنهدت بضيق واتحركت تانى بالعربية لما الإشارة فتحت ووصلت للمول ونزلت قابلت صحباتها، وفضلوا يتسوقوا كتير لحد ماخلصوا شراء كل اللي عايزينه
*******
في مكان تاني اتنين مجهولين بيتكلموا في الفون : ها عملت ايه !؟
شخص تانى : كله تمام يا كبير العملية ماشية زي السكينة في الحلاوة
الكبير : خلي بالك منها لحد ماجي عارف لو كـ/ب واحد منكم لمسها هعمل فيه ايه !؟
الشخص : ماتقلقش هي بحطتها من ساعة ماجيبناها ماحدش لمسها ولا حركها
الكبير : يكون أحسن ليكم برضة ، أنا هقفل دلوقتى بقى عشان مشغول وهكلمك بعدين
قفل السكة وبص لنفسه في شاشة الفون السودا : لما نشوف بقى هتفرحوا لحد امتى !؟
قام وخرج من المكان اللي كان فيه وهو بيخطت للخطوة الجاية
*********
عدى اليوم ويامن وجاسم طبقوا في الشغل بعد ما قدروا يوصلوا لحل وسط مع البحراوي، وراحوا لمصنع البلاستيك بتاعهم عشان يبدأوا شغل، وكملوا لتانى يوم شغل بدون توقف، لحد وقت الظهر تقريبا روحوا هلكانين ونفسهم يناموا ولو ساعة واحده بس
عدوا على محل حلويات ووقفوا يجيبوا تورته عشان يحتفلوا ويامن وقف يختار : ايه رأيك في البينك دي !؟
جاسم : بينك يا راجل مالقتش غير البينك !؟
يامن : عشان ملوكتى
جاسم اتكلم بنبرة جدية : ومين قالك إن مليكة بتحب اللون البينك !؟
يامن بصله باستغراب : ما كل البنات بيحبوا اللون ده
جاسم : مليكة لأ
شاور على تورته بيضاء متزينه بلون ذهبي : خد دي هي بتحب الأبيض أكتر
يامن استغرب بس ماحطش في باله كتير، كان كله همه يروح حالا ويشوف ملوكته ويصالحها ويفرحها بالخبر السعيد ويشوف ابتسامتها الجميلة اللى بتحلى أيامه
أول ما دخلوا الفيلا كانوا بيضحكوا بسعادة وبصوت عالي ، لقوا داده صباح في وشهم : فينكم ياولاد كل ده ومش بتردوا على تليفوناتكم ليه وقعتوا قلبي !؟
يامن خرج الفون من جيبه حطه على الترابيزة : معلش يا داده فوني فصل شحن ونسيت اشحنه
جاسم : وأنا اللى منه لله ده ماكانش سايبلي دقيقة حتى اتنفس فيها
يامن بسعادة وقف قدامها وهو هيطير من السعادة : بس فكك إحنا نجحنا يا صبوحه صفقة عمري نجحت اخيرا
بص حوليه بحماس : ألا فين مليكة أقولها الخبر !؟ اكيد هتفرح
وبدأ ينادى : لوكا ملوكتي فينك أنا جيت
صباح بصت ليامن بصدمه : هي مليكة مش معاك !؟
يامن بصلها باستغراب : معايا فين !؟
صباح : في شركتك
يامن : لا يا داده أنا كنت طول الليل في المصنع ويادوب عديت على الشركة وأنا مروح اخد شوية ورق وهي ماكانتش هناك
صباح بصتله بتوتر وهو بصلها بقلق : هي مليكة قالتلك هتيجيلي النهاردة على الشركة ولا ايه !؟ ماجتش
صباح قعدت على الكرسي وقعدت تخبط على رجليها : يا مرك يا صباح ، يا سواد السواد يا صباح
يامن قعد قدامها على الأرض بخوف : في ايه يا داده فهميني !؟
صباح : مليكة من امبارح بره البيت
الكلمة وقعت على يامن زي الصاعقة وابتسم بعدم تصديق : ماتهزريش بقى وهو من امتى مليكة بتبات بره البيت !؟ دي اخرها الساعة 8 بتكون هنا ، قولي بجد عاملين مفاجأة ولا ده مقلب ولا ايه !؟
لكن بصة الرعب اللى كانت فى عين صباح كانت كفيلة تشرح كويس مدى حقيقة الموضوع وأنها مش بتهزر
__________يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close