رواية ابو الرجالة الفصل السابع والعشرين 27 والاخير بقلم شيما سعيد
بمنزل ثريا القديم.
قالها موسى بنبرة صوت حادة بعدما علم بعدم وجودها بالمشفى، لم يبحث عنها كثيرا توقع وجودها بمنزلها، رغم قصر مدة زواجهما إلا أنها أصبحت أمام عينيه مثل الكتاب المفتوح..
مع أول دقة ليده على باب المنزل علمت أنه هو، فتحت له بصمت وظلت على هذا الوضع لأكثر من دقيقة، عادت خطوة للخلف مع اقترابه منها مشيرة إليه بتحذير ألا يخطو إليها خطوة واحدة إضافية إلا أنه جذبها لتبقى بين ذراعيه مردفا :
_ ها مش ناوية تقولي سبتي بيت جوزك وجيتي هنا تعملي إيه يا مدام فيروز؟!..
حدقت به بنظرة قوية ثم قالت :
_ مشيت لأنه بيتك وأنا مش عايزة أقعد في أي مكان خاص بيك يا موسى..
رفع حاجبه بمعنى حقا قائلا من بين أسنانه :
_ عشان بغير عليكي أبقى وحش ومش عايزة أي مكان من ريحتي؟!..
جسدها منذ حديثه وهو يرتجف، للحظة شعرت أنها بالنسبة إليه لا شيء وهذا قهرها، عضت على شفتيها بقوة تمنع نفسها من البكاء لكنها فشلت بكل جدارة، حاول إزالة دموعها إلا أنها ضربته بصدره عدة مرات متتالية صارخة :
_ إياك تقرب مني سامع إياك، مش عايزة أسمع منك أي مبرر يوجع قلبي أكتر كفاية عليا أوي الكلام اللي قولته، البيه شايف نفسه كتير عليا طيب وماله، ناوي علي ايه بقى تطلقني زي كل الجوازات اللي قبل كدة؟!.. عادي بقي ما أنت خلاص شبع....
وضع يده على فمها يمنعها من وضع أي كلمة إضافية تخرب عليهما حياته معها، التقت الأعين بنظرة عتاب واضحة وبكل منهما حديث يؤلم قلبه، همس إليها بنبرة يائسة :
_ عايزة تبعدي ليه يا فيروز؟!.. مش قادرة تحبيني صح معقول بعد كل اللي عمله فيكي..
صمت بالفعل لم يقدر على التكملة أو وصف ما بداخله، ما يشعر به لو خرج من بين شفتيه سيكون القشة التي ستقسم ظهر علاقته بها إلى الأبد، فهمت ما يود قوله، تنهدت بتعب وأكملت بدلاً عنه :
_ بلاش نوصل بالعلاقة بنا لهنا يا موسى أرجوك، أنا حبيت أساعد شخص بين الحياة والموت مش أكتر، يمكن تفكيري كان غلط أو أنت اللي فهمتني غلط بس الأكيد إن لو قلبي بيدق لراجل، الراجل ده هيبقى إنت يا موسى..
طالما تخيل مشاعره عند اعترافها الصريح بحبه وبكل مرة تظهر معه نتيجة مختلفة، وها هو الآن يعيشها على أرض الواقع، مختلفة عن الخيال، أقوى من توقعه، قلبه أراد الخروج من بين ضلوعه حتى يضمها إليه، عاد فجأة وبلا سابق إنذار لسن المراهقة ومشاعر الحب النارية به.
ترقبت ردة فعله بملامح متوترة، رغم ما حدث بينهما قبل أن تأتي لهنا إلا أنها وجدت أن هذا الوقت الأفضل حتى تأخذ علاقتهما مسارها الأروع، بللت شفتيها بطرف لسانها ليضع هو قبلة عليها مردفا :
_ معنى كلامك هو اللي أنا فهمته يا فيروز صح؟!..
أومأت إليه مردفة بالقليل من الحزن :
_ بحبك يا موسى، بس إنت قولت كلام كتير أوي وجع قلبي وحسسني إني مش غالية عليك ولا ليا مكان في قلبك..
أومأ إليها مؤكدا على حديثها ثم قال بقوة :
_ أيوة يا فيروز أنتِ مالكيش مكان في قلبي، أنت قلبي كله على بعضه، بلاش عتاب في كلام قولته من غيرتي خلينا في الكلام الحلو اللي إحنا بنقوله دلوقتي ده..
حركت كتفها بدلال مردفة :
_ ويا ترى بقى إيه هو الكلام الحلو ده يا موسى باشا؟!..
_ إني بحبك يا عزيزة...
_____ شيما سعيد _____
بالمشفي..
ظلت ثريا تحدق بباب غرفة العمليات وهي تسأل نفسها للمرة الأولى بحياتها هل عدم وجود كمال معها سيؤثر عليها؟!.. الفكره بمفردها جعلتها تبكي، لطالما تمنت بعده والآن تخشى من تلك اللحظة، ربما لأنه بدأ بإظهار حبه لها أو لأنها بدأت تكتشف مشاعر بداخلها إليه غير مشاعر الكره..
كمال تغلب على صدمته وقام على قدميه حتى يكون المتبرع لولده، ونوح بالغرفة المجاورة لهم لا يوجد به قطعة واحدة سليمة، أما خاطر ربما يكون الأقل ضررا وها هو الآن يضم زوجته إليه ليكون الداعم الوحيد لثريا وهادية..
همست هادية بخوف:
_ هما اتأخروا جوا كده ليه يا خاطر بقى لهم أكتر من ساعتين ونص؟!..
أغلق عينيه وأسند رأسه على كتفها بتعب مردفا :
_ مش عارف يا هادية بس اللي أنا متأكد منه إن أبويا وفريد فيهم قوة تهد جبال وما حدش فيهم هيستسلم للنهاية دي..
أومأت إليه بأمل ثم نظرت لوالدتها مردفة:
_ إنت وماما محتاجين راحة، أنا هفضل موجودة وأول ما يطلعوا من العمليات هاجي أقولكم، لكن وقفتكم دي غلط كبير جداً عليكم كفاية هما مش هيبقى اللي جوه وانتوا كمان...
_ أنا كويس يا هادية وواخد مسكن، مش هتحرك من هنا غير لما أطمن على أبويا وأخويا لو مامتك تعبانة دخليها ترتاح..
لا فائدة... يبدو أن العناد طبع بتلك العائلة ومن الواضح أكثر أن ثريا أصبحت نسخة طبق الأصل منهم، قبل أن تنطق هادية بحرف واحد أشارت إليها مردفة :
_ هادية أنا مش هسيب جوزي روحي اطمني على البنات في الحضانة وتعالي..
أتت النجدة من عند الله مع فتح باب غرفة العمليات، كانت ثريا الأسرع بالوصول إلى الطبيب متسائلة بلهفة:
_ عاملين ايه يا دكتور أرجوك قول كلام يطمنا..
_ الحمد لله يا مدام اطمني العمليه إلى الآن نقدر نقول إنها نجحت، الاتنين كويسين جداً لما يفوقوا هنعمل شوية أشعة وبعدها أقدر أطمنكم وأقول لكم ألف مبروك..
لم يشعر خاطر بنفسه إلا وهو يسجد أرضا، وعيناه تبكي، بكاء فرح، بكاء نصر، بكاء شكر، لم يفكر عقله إلا بشيء واحد أن الله أعطى لهم فرصة جديدة للعيش بين يديه وعلى طاعته فهمهم:
_ الحمد لله يا رب الحمد لله..
_____ شيما سعيد ____
بغرفة نوح..
كانت تجلس عطر على المقعد المقابل للفراش وبيدها كتاب الله الكريم وبين كل شهقة والثانية تمسح دموعها، عاد إليها نبض قلبها من جديد مع سماعها لاسمها من بين شفتيه، أغلقت الكتاب سريعا واقتربت منه بدقات قلب متلهفة مرددة:
_ نوح إنت سامعني يا حبيبي لو فوقت وسامعني رد عليا..
_ عطر.
_ أنا جنبك وإنت كويس وأوعدك إن احنا نبقى كويسين بس إنت لازم تقوم..
نفذ طلبها رغم صعوبة الأمر عليه وفتح عينيه مردفا:
_ آسف..
كلمة واحدة نطقها، ربما تكون للمرة الأولى ولكنها صادقة، خرجت من أعماق قلبه لتصل إلى قلبها المغرم به، تنهدت ثم مررت كفها المرتجف على وجهه مردفة:
_ بتعتذر على ايه يا حبيبي ؟!..
أخذ نفسا عميقا لعله يقدر على التنفس بشكل منتظم، ثم أجابها بنبرة صادقة:
_ على كل حاجة يا عطر من أول ما شوفتك وحبيتك وإنتِ بتخسري، من غيري كانت حياتك أحسن بكتير، مشاكلك كترت ووجعك بقى أضعاف أنا آسف على كل ده، وآسف لأني مش هقدر أبعد، هبقى أناني معاكي يا عطر لأني لو بعدت هموت وأنا عايز أعيش.
رسمت على معالم وجهها إبتسامة سعيدة من بين دموعها ثم وأمأت إليه عدة مرات مردفة:
_ وأنا كمان عايزك تعيش يا نوح، عايزة أعيش معاك كل حاجة حلوة مش عايزة أحس الإحساس اللي أنا حسيته الأسبوع اللي فات ده، حافظ على نفسك لأن حياتك مش من حقك لوحدك ده حقي أنا كمان والمرة دي مش هسامحك والله العظيم مش هسامحك لو خسرتك يا إبن أبو الدهب..
رد اليها الإبتسامة بأخرى أكثر من رائعة قائلاً:
_ حقك عليا، فريد وخاطر عاملين ايه أنا السبب في الحادثة كانت كل حاجة سودة في عينيا وهما دفعوا التمن معايا هما كويسين صح؟!..
بتلك الحالات مسموح بالكذب خصوصا لو كانت الحقيقة ستجعله بحالة صحية سيئة وهذا ما تريد البعد عنه كل البعد، ابتلعت لعابها ثم قالت بنبرة صوت حاولت أن تكون قوية بقدر المستطاع :
_ هما الحمد لله كويسين جداً إنت بس عشان كنت السواق اللي الدنيا باظت معاك على الآخر..
أخذ نفسه براحة قائلاً:
_ مش مشكلة الحمد لله إن هما كويسين وأنا كمان بقيت كويس..
ضمت يده السليمة إلى صدرها مقبلة اياها عدة قبلات ثم رفعت عينيها لتنظر بداخل عينيه وهنا فقط اطمئن قلبها على وجوده معها فقالت:
_ كنت الأول الكل بيقول عليا مجنونة بحبك، لكن بعد الفترة اللي فاتت دي أنا بقيت مهووسة بيك..
ماذا يقول لإمرأة مثلها ، وماذا فعل بحياته حتي يعطيها الله إليه؟!.. أشار إليها لتقترب منه أكثر ليضع رأسها على صدره وشفتيه تعطي لخصلاتها عدة قبلات عاشقة هامسة:
_ تقولي ايه بقي لواحد كان من الأول مهووس ؟!.. كلمة بحبك بقت قليلة أوي يا عطر ، مشاعري ليكي تستاهل كلمة أكبر وأقوي من كدة ، بس تعرفي إنك رزقي الحلو في الدنيا ومن هنا ورايح هعمل كل حاجة عشان تبقي رزقي الحلو في الجنة..
أبتعدت عنه مردفة بمشاكسة:
_ ده على أساس إنك هتدخل الجنة بكل مصايبك إللي فاتت دي ؟!..
أومأ إليها ببراءة مردفا:
_ يمكن ربك كريم وكبير.. وحتي لو دخلت النار هتبقي معايا ريحي نفسك..
حركت رأسها بمعنى لا فائدة وقالت:
_ مفيش فايدة فيك..
____ شيما سعيد ____
مر شهر كامل..
بغرفة فريد..
أشار لهالة بيده حتى لا تعطي له معلقة أخرى من الطعام مردفا بابتسامة مرهقة:
_ خلاص كفاية بجد يا هالة مش قادر..
مدت شفتها السفلى بطريقة لذيذة ثم وضعت المعلقة بطبق شوربة الخضار مردفة:
_ وبعدين معاك يا فريد أكلك ده مش هينفع صحتك محتاجة تاكل كويس وتاخد علاجك..
ببراءة غريبة وبعيدة عنه كل البعد نظر اليها ثم قال:
_ ما أنا شاطر وبعمل كل اللي أنت بتقولي عليه يا هالة..
أعطت إليه إبتسامة لطالما رآها ولكنه بدا يشعر بها بتلك الأيام فقط أصبحت مصدر سعادته وأساس راحته، جذب كفها لتقترب منه واضعا يده خلف عنقها مردفا:
_ إنتِ حلوك قوي يا هالة يا بختي بيكي كل ما أبص في وشك بعرف إني راجل محظوظ ومحظوظ قوي كمان..
رفعت حاجبها بسخرية لذيذة وقالت:
_ يا سلام يا اخويا دلوقتي بقيت في نظرك أحلى ست في الدنيا أمال زمان كنت محتاج تكشف نظر..
ضحك بخفة قائلا:
_ لازم تفصليني وتخرجيني عن المود عشان ترتاحي بس إنتِ فعلاً حلوة قوي وأنا زمان ما كنتش محتاج أكشف نظر أنا كنت محتاج أتخبط على دماغي عشان أعرف قيمة اللي في ايدي، إنتِ كمان يا هالك كنتي محتاجة خبطة قوية عشان تبقي أقوى من كده وتقدري تدافعي عن حقك وتقولي الحاجة دي بتاعتي....
لأول مرة بحياته يراها بتلك الشراسة، لفت يديها حول عنقه وضغطت ضغطة خفيفة قبل أن تقول بنبرة تحذيرية يفوح منها رائحة التهديد الصريح:
_ لأ ما أنت خلاص بقيت شاطر وعارف إنك بتاعي ومن حقي، وأوعدك يا روح قلبي إن لو عينيك الحلوين دي بصت لأي ست في الدنيا غيري هحط صوابعي الاتنين فيهم، فتلم واعمل حسابك إن جاي لك عيل في السكة محتاجك جنبه تسنده بدل ما تتسند عليه بعد ما أعميك..
ضحك من أعماق قلبه، ربما هذا ما كان يريده شعوره بغيرتها عليه، تعلم من صغره أن الغيرة أساس الحب والبرهان الأقوى عليه ومع ذلك كانت دائماً محبة ومطيعة، تفعل ما يأمرها به وتتحمل ما لم تتحمله امرأة، ربما يكون لا يستحقها، إلا أن القدر جعل نبتة صغيرة تطرح بأعماق رحمها لتعطي إليه فرصة من ذهب حتى تأخذ منه الحب المستحق، ويتعلم معها المعنى الحقيقي للمشاعر..
جذبها أكثر ليغلق يديه عليها يضعها على صدره لو يقدر لفتح قلبه وجعلها بداخله إلى الأبد همس بنبرة محبة:
_ طيب بمناسبة الجو الشاعري اللي احنا عايشين فيه في المستشفى ده ما تقومي تقفلي الباب وتيجي تطمني عليا بضمير يا عالم اللي تأثرت الكليه بس ولا وإلا...
وضعت يدها على فمه بسرعة تمنعه من تكملة وقاحته مردفة:
_ اسكت تعرف تسكت هو أنت ما ما تسترش في حتة أبداً ..
غمز إليها قائلاً:
_ يا بت بحبك وعايز أعبر لك عن حبي أبقى غلطان..
_ لأ مسك.... ايه أنت قولت إيه ؟!..
_ بحبك يا هالة..
توقع ألف رد فعل إلا بكائها، انهارت بالبكاء ورنين كلمته يتردد بداخل أذنيها لتقول بنبرة متقطعة:
_ إنت قولت إن إنت بتحبني بجد يا فريد؟!..
أومأ إليها هامسا:
_ بحبك يا هالة وعايز أعيش عمري كله معاكي، تقبلي نسيب البلد دي ونسافر ونبدأ أنا وإنتِ من جديد بعيد عن فلوس أبوكي وعن كل حاجة وحشة عشناها هنا؟!..
_ موافقة أسيب الدنيا كلها عشانك وأبدأ معاك في أي حتة بس تحبني يا فريد..
_ بحبك..
______ شيما سعيد ______
بعد مرور عشر أعوام..
بأول أيام شهر رمضان المبارك، تجمعت عائلة أبو الدهب بمنزل الراوي، دلف موسى لغرفة السفرة وفيروز تعلق ذراعها بين ذراعه ويدها الأخرى موضوعة على بطنها المنتفخة، إبتسم بوقار للجميع قبل أن يقترب من كمال مقبلا يده مردفا :
_ كل سنة وإنت طيب يا حاج كمال..
_ وأنت طيب يا ابني أتأخرت كل ده فين؟!..
أقترب من والدته وفعل معها بالمثل ثم أجاب بهدوء وهو يساعد فيروز على الجلوس :
_ في الشركة يا حاج ما أنت عارف محدش مضمون ممكن أسيب له مالي..
أومأ إليه كمال مصدقا على حديثه لتقول فيروز بتعجب :
_ نوح وعطر فين لحد دلوقتي المغرب قربت تأذن؟!..
أجابتها هادية التي كانت تضع يدها على يد هذا المتحرش :
_ في الطريق بيقولوا عندهم مفاجأة عايزين نعرفها..
قطعت حديثها مع سماعها لحديث خاطر المنحرف :
_ بقولك إيه يا كنافة المغرب تأذن من هنا نطلع نرتاح في أي أوضة لحد التروايح..
جزت على أسنانها مردفة :
_ أسكت أحسن لك بدل ما أعلى صوتي وعمو كمال يسمعك وقتها هيمسح بيك الأرض..
نظر إليها بضجر وقال بنفس الهمس :
_ عيلة فقر بس لينا بيت يلمنا ووقتها بقى شوفي عمو كمال هيعمل لك ايه يا أم كمال..
دق هاتف كمال ليقول بنبرة سعيدة :
_ ده فريد بيرن من دبي فيديو كول يلا كلنا نكلمه..
تجمع من بالغرفة للحديث مع فريد إلا ابن الراوي وحرمه المصون، جذبها للخارج لتقول بتعب :
_ بالراحة يا موسى أنا في التاسع ومش قادرة أجرى، اهدى على نفسك مش هيطلع من الموبايل هو..
جذبها لتبقى بين يديه ثم همس إليها بغيرة :
_ حتى لو بينك وبينه ألف ميل مش من حق حد يسمع صوتك غيري فاهمة يا أم الرجالة..
إبتسمت على هذا اللقب وخصوصا إنها أنجبت إليه ثلاث أولاد غير ريان، جاءت لترد عليه دلفت عطر وخلفها نوح بسعادة تشع من ملامح وجهيهما لتقول فيروز :
_ كنتوا فين إنتوا الاتنين انطقوا..
جذبتها عطر ودلفت بها لغرفة السفرة مرة أخرى ثم أشارت لنوح مردفة بلهفة :
_ قول إنت الخبر ده يا حبيبي..
أومأ إليها بحماس طفل صغير ثم قال بنبرة مرتفعة وكأنه يود إيصال الخبر للعالم بأكمله :
_ عطر حامل...
بهجة سيطرت على المكان بين الأحضان الحارة والمباركات الخارجة من القلب، إبتسمت ثريا بسعادة مردفة :
_ أخيراً يا بناتي شوفتكم فرحانين واطمنت عليكم عقبال ما أطمن على ورد وجوري..
ضم موسى فيروز إليه هامسا :
_ عايز بعد ما تولدي تجيبي ليا بنت شبهك يا فيروز..
حركت رأسها بقلة حيلة مردفة :
_ كان على عيني احنا عملنا كل اللي نقدر نعمله والدكتور قالك خلفتك كلها ولاد يا أبو الرجالة..
_ مدفع الإفطار أضرب...
____ شيما سعيد ____
تمت بحمد الله