اخر الروايات

رواية لم تكن خطيئتي الفصل الحادي والعشرين 21 والاخير بقلم سهام صادق

رواية لم تكن خطيئتي الفصل الحادي والعشرين 21 والاخير بقلم سهام صادق 


الخاتمة
*****

+


احتدت عيني منير وهو يسألها للمره التي لا يعرف عددها
 - يابنتي انطقي زعلانه من جوزك ليه
طرقت عيناها باكية تترجاه ان يُطلقها قبل ان تعود اليه مكسورة ثانية
-  طلقني منه ياخالي 
انتفض منير من مكانه يخشى سماع المزيد 
 - هو شهاب اتجوز عليكي 
نفت برأسها ليزفر أنفاسه براحه عائداً لمكانه 
 - ياسميره حضري الاكل عشان نتعشا واقوم اروحها بيتها 
 - لا مش هروح.. وعايزه اطلق 
شهقت سميرة بعلو صوتها تلطم صدرها بعدما استمعت لصراخها 
 - يامصيبتي تطلقي...
طرق الباب اخرجهم من حالتهم... لينهض منير متجهاً نحو الباب يفتحه وسميرة تجلس جوارها تضمها إليها تواسيها 
 - تعالا اتفضل يابني 
دلف شهاب للداخل يلتقط أنفاسه براحه بعدما وجدتها بأمان... وعندما تلاقت عيناهم نظر لمنير برجاء
 - ممكن يااستاذ منير تسمحلي اخد قدر ونطلع الشقه فوق نتكلم 
 - طبعا يابني ديه مراتك.. قومي ياقدر مع جوزك 
وقبل ان تعترض اقترب منها 
 - بنت اختي الحلوه... اللي بتسمع الكلام 
نهضت متأففة تتحاشا النظر نحوه ... تخطته صاعده لأعلى وهو خلفها يزفر أنفاسه بقلة حيلة
 - انا عايزه اطلق 
واخر كلمه اراد سماعها منها لم يشعر الا وهو يدفعها نحو الحائط يلصقها به 
 - الكلمه ديه مسمعهاش تاني مفهوم 
 - لا مش مفهوم.. انا مش هستني اكتشف جوازه تانيه ليك..مش هتركني على الرف واكون الزوجة المطيعة الهاديه
اغمض عيناه بقوه يتذكر تفاصيل ماحدث منذ ساعات فقد كان عائداً والتعب يدب في انحاء جسده يرغب في حضنها وابتسامتها التي تزيل عنه تعبه... ولكن كل هذا تبخر في لحظة وفاطمه تقف أمامه تُخبره بتركها للمنزل والسبب اصبح يعرفه
 - جوازي من جمانه كان قبلك وقررت انسى الصفحة ديه من حياتي 
دفعته عنها وحديث نهال ومعايرتها لها يضج داخل قلبها الجريح 
 - شهاب ارجوك امشي وسيبني... انا خلاص مش عايزه حد ولا حاجه سيبوني في حالي وكفايه بقى مش هستحمل 
وانهارت في البكاء تضرب فوق صدرها... آه مقهورة لفظتها من بين شفتيها ودموعها تغرق وجنتيها لينظر إليها مصدوماً.. فالأمر يبدو اكبر من قصة جومانه 
 - قدر قوليلي قالتلك ايه..
صمتها وبكائها زاده غضباً نحو شيرين متوعداً لها فمن غيرها ستفعل ذلك... اقترب منها يضمها اليه رغماً عنها 
 - اهدي ياقدر... اهدي ياحببتي
وارتجف جسده وهو يسمعها تهمس له بصوت مكسور 
-  طلقني ياشهاب 
*************************************
اتسعت ابتسامتها تُلقي بهاتفها بعدما انهت حديثها مع نهال تُخبرها بتفاصيل ما فعلته.. وهاهي الخادمه تُخبرها بمجئ شهاب إليها
اسرعت بأرتداء ملابسها وترتيب شعرها لتخرج له وعلى وجهها ابتسامة زادت غضبه
-  شهاب مش معقول 
صرخة متألمة خرجت من شفتيها عندما اجتذب ذراعها يقبض عليه
 - أنتي ايه ها.. نفسي افهم ايه الانانيه وحب التملك اللي عندك... عملتي ايه في مراتي انطقي 
-  متقولش مراتي 
صرخ بأهتياج يدفعها عنها 
 - مراتي ياشيرين... قدر مراتي.. قدر الست اللي حبيتها بجد.. قدر اللي مقدرش استغني عنها.. قدر اللي عوضتني سنين عمري اللي عيشتها معاكي.. قدر اللي رجعت قلبي يدق من جديد وعلمتني يعني ايه دفى وعيله وحب ... اقول تاني ولا خلاص
 - كفايه... كفايه ياشهاب 
-  ياريتك بتحسي وبتفهمي 
وعاد يجذبها اليه يصرخ بها 
 - قولتلها ايه وصلها للشكل ده... صور جمانه استحاله تعمل فيها كده 
-  مقولتش حاجه ديه نهال 
 - ارجعلي ارجوك ياشهاب... وانا مش عايزه حاجه تاني... انا موافقه ارجع زوجه تانيه ليك... انت كده كده مش هتخلف منها 
والحقيقه قد ظهرت وليس هو برجلاً غبي ألا يلتقطها... لقد جرحوها في نفس الشئ الذي طعنها به طليقها
 - انتوا ايه الجبروت اللي فيكم ... كامل وانا هعرف ازاي اخد حقي منه ومن مراته 
ورمقها ببغض حقيقي جعل جسدها يرتجف 
 - شهاب انا مقصدش
 - مش عايز اشوفك بعد كده في حياتي المشروع اللي بينا لو السيد رأفت منزلش يمسكه مكانك او خالد ابن عمك اعتبريني انسحبت منه... حتى السيد نشأت وجودك في معاه هلغي اي حاجه بينا وهتكوني انتي السبب 
بكت وصرخت وتوسلت وهو لم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد منها 
 - كفايه ياشيرين كفايه... ضيعتي سنين من عمري معاكي وبعدها ضيعتيني وخلتيني شايف الستات كلها شبهك... لحد هنا وكفايه 
ومثلما جاء رحل وانتزع الأمل من قلبها ولم يترك لها الا الندم والقهر.. 
اقتربت منها الخادمه تواسيها تشفق على حالها الذي تستحقه 
*********************************************
القى بكل مايقع أمام يديه يُحطمه بقدميه.... صرخ حتى تحشرج صوته 
وهتف بأسمها معتذراً فقد تزوج ممن قتلتها بل وجعل احشائها تضم طفله 
قتلت حبيبته جعلته يعيش ليالي مقهوراً يتخيل مشهد اغتصابها 
 - كان نفسي اخدلك حقك يا ياقوت...
تعلقت عيناه بتلك التي وقفت في ركن الغرفة منزوية تشهد حاله ضعفه 
 - امشي من هنا مش عايز اشوف حد 
-  حامد 
هتف بصياح يُلقي نحوها تلك الوساده التي وقعت تحت يديه 
 - قولت امشي من وشي مبتفهميش 
وأنها الحقيقه هي لا تفهم حالها...اقتربت منه وقبل ان ينهرها مُجدداً ضمته إليها 
-  طلع كل اللي جواك... انا هسمعك ومش هتكلم 
استكان بين ذراعيها دون ان يشعر يدفن وجهه بعنقها 
 - هي السبب يارحمه هي السبب لطيفة موتتها وانا اتجوزت لطيفه 
كانت خير من يستمع اليه... وخير من تقبلت غضبه هذه الليله اخرج بها كل طاقته حتى أصبحت لا تقوى على تحريك جسدها ولكنها تحملت 
طالعها وهي تنظر له بأبتسامة هادئه يمسح فوق ذراعها العاري 
-  قولتلك ابعدي عني 
وكالقطه الوديعة اندست بين ذراعيه تتمسح به
-  وانا عايزه افضل جانبك 
********************************************
انتفض من جانبها بعدما فاق من كابوسه يلهث أنفاسه بقوه... كانت كل ليلة تشعر به ولكنها كانت تخشي ان تفتح عينيها أمامه ولكن اليوم حاوطته بذراعيها دون خوف
 - اهدي ياعاصم 
لمست صدره برفق تتحسسه حتى هدأت أنفاسه يُطالعها بعيني جامدتين
 - ابعدي عني ياايمان
 - مش هبعد ياعاصم 
اضاءت عيناه بالظلمه التي يخشاها عليها منه ولكنها اليوم كانت مصممه ان تكون جانبه حتى في اسوء حالاته لقد تجاوزت معه الكثير 
-  عارف مش هبعد ليه زي ما انت مش بتبعد عني وانا خايفه من نظرتك لجروحي بتضمني ليك بتحسسني اني ست كامله ف عينك 
ضمته اليها بقوه وقد عاد عاصم الذي تعرفه في لحظاتهم الخاصه دون تعنته وقسوة قلبه 
-  انا منك ياعاصم... انا حبيتك بعيوبك وبظلامك وبكل نواقصك... 
همس اسمها بلحن عجيب على اذنيها 
-  ايمان 
ابتعدت عنه تنظر لعينيه التي دبت الحياه بهما ثانية.. وقد قالها ابن العزيزي قالها بعدما اقسم يوماً ان لا يقولها 
-  بحبك ياايمان 
ودفئ ذراعيه غمرها... كانت تطير معه فوق السحاب..مساوءه بكفه ولحظه تقضيها بين ذراعيه تساوي كل شئ.. عاصم هو النقيض بحد ذاته ومدام احبته فلتحارب ظلامه 
*********************************************
والدعوه كانت لهدف وهي قد فهمتها رغم حداثة سنها... تأنقت رغم ما تشعر به الا انها قررت أن تظهر له انها تجاوزته وتجاوزت تلك الليله 
وقفت امامه ليُطالعها بأعين مبهورة 
-  مش هنروح الحفله 
ازدرد ريقه يرمقها بملامح شغوفه فسيكون كاذباً لو قال انه نسي تلك الليله التي حُفرت في أعماق قلبه 
-  متأكده انك عايزه تروحي الحفله ومذاكرتك طيب 
احتدت عينيها عندما شعرت برفضه لاصطحابها 
-  والله انا عارفه مواعيد مذاكرتي كويس وانا محتاجه ارفه عن نفسي قبل الامتحانات 
وتخطته تلتقط الهديه التي جلبتها لتلك المسماة " نسرين " وقد أتت إليها تدعوها لحفل عيد ميلادها وكأنها تُريد ان تُرسل لها رسالتها 
 - نسرين تزعل مني ياادهم 
وبطريقه متلاعبه هتفت عبارتها لتتسع عيني أدهم 
 - ولو قولتلك انا مش عايز اروح... وتعالى اذاكرلك 
نفضت ذراعه عنها برفق تثير مقته بنظراتها وحركاتها 
 - وانا قولتلك عايزه اروح اشوف أعياد الميلاد بتتعمل ازاي... ونسرين تزعل ياادهم 
وعادت تُكرر عبارتها حتى زادته جنوناً
-  ماشي ياعهد
اجتذبها من خصرها يُحاوطها والحنق يغمره اما هي كانت تود لو تصرخ عاليا بالقهر...فمهما تظاهرت فالجرح غائر 
*********************************************
تركت رضيعتها فوق الفراش تركض اليه بخوف من صوته 
-  مالك ياكامل بتزعق ليه
 - يعنى مش عارفه بزعق ليه 
طالعته بخوف تخاف ان يعرف مافعلته لقد اوصت شيرين بشده الا تظهرها هي
-  وطي صوتك البنت نايمه 
اجتذب ذراعها نحو غرفتهما يدفع جسدها بقوه 
 - لمى هدومك وعلى بيت اهلك يانهال
اتسعت عيناها من الصدمه فكامل زوجها لم ينطقها من قبل وهل بعد هذا العمر ستذهب لأهلها 
 - غلطه ومش هتتكرر تاني ياكامل 
 - قولت على بيت اهلك عشان تعرفي تمشي ورا كلام صاحبتك ازاي وتخسريني صاحبي... وانا اللي كنت فاكر ان شيرين اتغيرت 
واستطرد متهكما يرمقها بمقت 
-  خمس سنين اتجوزته كرهته فكل الستات وانا بغبائي بعد ما السعاده رجعت لحياته انضميت ليكم وليل نهار ازن عليه عشان يرجعها ويطلق مراته... منكم لله 
وانصرف من أمامها يضرب كفوفه ببعضهما لا يعرف أين كان عقله عندما انحاز لجبهتهم 
*********************************************
والحفله كما توقعتها حفل ليست الا لتشعرها الأخرى انها خاسرة وأنها لا تُناسب أدهم كزوجة فمازالت مراهقة في الثانويه تُذاكر دروسها اما هي امرأة كامله تليق بأدهم العزيزي
اينما كان يتحرك كانت تتحرك معه تُعرفه على والديها واصدقائها تلتصق بذراعه 
قضمت شفتيها بمقت تنظر اليه وتلتهم قطعة الحلوى بملامح قاتمة 
-  كريمة بتاكل كريمه 
التفت نحو صاحب الصوت ترمقه بأستنكار تدفع الطبق اليه 
 - خد لان نفسي اتسدت خلاص 
تركته يقف مذهولاً ينظر إليها والي الطبق 
 - لا ده انا مش هسيبك النهارده 
احتدت عيناه العالقة بحركاتها يرمق ذلك الملتصق بها... ولكن عند ذلك الحد لم يتحمل رؤية المزيد فالوقح يجذبها من يدها حتى تُراقصه
دفعة قويه لطم بها ذلك المنبطح أرضاً لتتسع اعين الحضور ووالدة نسرين تركض نحو ولدها تهتف بقلق
-  حصلك حاجه ياحبيبي
- المتوحش ده يامامي وقعني... واخد البنت الحلوه ديه مني 
والمشهد كان لا يذهب من بالها وضحكاتها تصدح بالسياره تضرب كفوفها ببعضهما
-  اخرسي خالص
 - لا مش هخرس هو حتى الضحك ممنوع
هتفت عبارتها لتزيد من حنقه عمداً تمط شفتيها تنظر لاحمر الشفاه الذي تضعه في المرآة التي اخرجتها من حقيبتها الصغيره
 - والله قمر
الغضب كان يتصاعد داخله ولكنه كان يهدء منه حتي يصل بها لشقتهم
وحنقه كان يزيدها غبطة والآلم لا يولد إلا انتقاماً وهاهي تنتقم منه
ابتلعت لعابها بخوف وهو يدفعها للداخل
 - معجبه بنفسك وفرحانه مش كده
تجاوزت حديثه وكأنه لا يفرق معها 
 - انت ليه بتضيع الفرص عليا متسبني اعيش حياتي... وعيش أنت مع نسرين
 - بلا نسرين بلا زفت
تراقص قلبها تخفي ابتسامتها...تنظر اليه مستنكره
 - عيب تقول كده على خطيبتك
دفع المقعد الذي امامه وكلامها لا يزيده الا غضباً
-  انا ونسرين مجرد صداقه بتربطنا وبس
واندفع نحوها يقبض فوق كتفيها
 - وبطلي برودك واستفزازك ... بلاش تختبري صبري
 - انا بارده ياادهم... لا انا كده زعلت
اوصله استفزازها للحد الذي لا ترجع فيه
-  عهد
 - بلا عهد بلا زفت.. حرمتني حتى من الولد الوحيد اللي حبني
دفعته عنها تركض نحو غرفتها تبتسم بمكر لقد القت كلماتها وتركته يقف يستعب ما سمعه منها ليصرخ بجنون
 - عهد
دفع باب الغرفه بقدمه يراها وهي تقف أمام المرآة تفرد خصلات شعرها
-  والله كان عيل عسل منك لله ياادهم ضيعت مني فرصتي
والكلام ضاع من حلقها وهي تلتف نحوه تنظر لعينيه المظلمة من الغضب وقد أدركت انها وصلت لأقصى درجه معه ولم يعد لمكرها مكاناً
 - أدهم انا بهزر... انا
ولم تشعر الا وهو يُلقيها فوق الفراش ينظر اليها بوعيد
 - ماشي ياعهد عايز اشوف مين بقى الراجل اللي عجبك
ضربته ودفعته وهو كان ينتقم منها بطريقته الخاصه
وانتهت الليله وحل الصباح لتجد نفسها بين ذراعيه ينام براحه
ألتمعت عينيها ترد له ما فعله بها  تضربه فوق صدره تصرخ به
 - انا مش عايزه اعيش معاك تاني 
والذهول كان يرتسم فوق شفتيه فمن التي تتحدث الان وطيلة الليل تنام فوق صدره تتمسح به كالقطة بوداعة 
**********************************************
اسبوع مر وهي بعيده عنه لم يعد يشعر بطعم الحياه ولا دفئ منزله حتى فراشه هجره وعاد آله عمل.. اليوم عرف معنى أن تكون المرأة وطن
 ليست كل النساء وطن ولكن بعضهن منحهم الله تلك الميزة 
شهاب العزيزي بكل مايملك أصبح كالطفل وهي بعيده عنه ولكنه يُعطيها كل المساحه كي ترتاح ولكن اكتفي ولم يعد يحتمل
أغلق حاسوبه يُخبره سكرتيرته ان تُلغي كل مواعيده... كاد ان يتحرك ويُغادر مكتبه ولكن رنين هاتفه اوقفه لينظر لرقم المتصل بقلق 
-  أيوه يااستاذ منير 
 - تعالا خد مراتك معندناش ستات بتبعد عن بيت جوزها... 
وطالع قدر الباكية بنظرات خبيثه يغمز لها وسميره تقف تضع بيدها فوق فمها حتى لا تطلق زغروطتها 
-  واه عرفنا خلاص سبب تمرد مراتك...وربنا يصبرك عليها الشهور اللي جايه 
قطب شهاب حاجبيه والحيرة ارتسمت فوق ملامحه وهو يدلف للمصعد 
 - قصدك ايه يااستاذ منير 
-  عد الشهور من دلوقتي سبع شهور ويشرف ليكم عزيزي صغير 
صدمة وسعاده ملئت قلبه... ارتعشت يده فوق الهاتف وهو لا يُصدق ما سمعه... دمعت عيناه يحمد الله على نعمته 
كان يعلم أن الله مدام منحه السعاده دون أن يسعى سيتم نعمته عليه
**************************************
ابتسم بسعاده وهو يسطحها فوق الفراش ينظر إليها بحب تأكد منه بعد هجرها 
 - البيت كان مضلم من غيرك 
ارتفعت عيناها نحوه تستنكر كلمته فلو كان اشتاق إليها ماكان تركها تلك المده 
 - ماهو واضح... سبتني اسبوع 
اتسعت مقلتيه ذهولاً وهو لا يُصدق انها في النهايه جعلته حتى في هذا مخطئ.. تنهد بيأس مقترباً منها 
 - قدر انا كل يوم بجيلك عند خالك...وفي الاخر تقوليلي سبتني اسبوع 
-  لو كنت عايز تاخدني كنت هتجبني غصب عني 
فرك جبهته بكفه والارق ينهش جسده 
-  يعنى نسيبكم على راحتكم مش نافع نستخدم العنف مش نافع
اشاحت عيناها عنه ليطلق أنفاسه متنهداً
-  متعرفيش انا سعيد ازاي... اه ياقدر لو اقولك على فرحتي وسعادتي 
ذكرها بفرحتها التي سجدت لله شكراً عليها ولكن لا تعلم لما احبت ان تنكد عليه فرحته 
التفت بعينيها نحوه لتجد ماصدمها شهاب يبكي 
 - انت بتعيط ياشهاب 
 - بعيط من الفرحه..حياتي اتغيرت في سنه... اتغيرت من ساعه مدخلتيها ياقدر 
ندمت على سوء ظنها به...ندمت لأنها للحظة فقدت الأمل
 - خفت ياشهاب... خفت منك ترميني لو مخلفتش.. وجعوني .. وانت كمان حسستني اني في حياتك على الهامش ليا وقت وهينتهي 
حضنها بقوه يخرج فيه اشتياقه 
 - مش عايز ادمجك في العالم بتاعي عايزك في عالم ليا لوحدي ياقدر... عارف انها أنانية مني بس انتي السبب حنانك وحبك خلاني كده
وابتعد عنها ينظر إليها يمسح عنها دموعها التي باتت تحزنه
 - والله بحبك وحتى لو مكناش خلفنا مكنتش هسيبك... الغبي اللي يسيب السعاده تروح من ايده عشان طمعان في حاجه زياده وناسي يشكر ربنا على اللي في ايده وانا غرقان في نعم ربنا مكنتش هبص لحاجه مش ليا وانسى اللي عندي 
القت بجسدها عليه تحتضنه بقوه 
 - انت ازاي كده 
ابعدها عنه يُطالعها بأبتسامه متسعه يميل برأسه يميناً ويساراً يُمازحها 
 - كده ولا كده 
*******************************************
سارت بين الأراضي جواره لا تُصدق انه من اقترح عليها هذا بعدما وجدها تجلس حزينة في غرفتها
 - الجو جميل اوي ياعاصم 
التف نحوها ينظر لعينيها التي تشع سعاده 
 - بقيتي كويسه دلوقتي 
اماءت برأسها والسعاده تملئ قلبها من اهتمامه حتى لو كان بسيطاً
صدح صوت خلفهم وصاحبه يلهث 
 - ياعاصم بيه. ياعاصم بيه 
ولم يكن صاحب الصوت الا صاحب الأرض ... هذا الرجل الذي اشفقت عليه وهي ترى نظرته الكسيرة وتعلقه بأرضه
 - شكراً يابيه على اللي عملته معايا
وقفت تتابع المشهد بأعين متسعه وقلبها يدق سعادة ...فعاصم لم يأخذ ارضه بل ودفع دينه 
******************************************
والخبر الذي تلقاه الحج محمود كان اسعد خبر يسمعه...اقترب منه عاصم بعدما علم الخبر 
 - مبروك ياحج جالك حفيد ينضم لعيلة العزيزي 
دمعت عيني الحج محمود يرفع يديه يحمد الله على نعمه... شهاب بشره بخبر حمل قدر والان يُبشره عاصم بأنجاب لبنى 
 - عايز اسافر لاختك ياعاصم... عايز اشوف بنتي
وارتفعت عيني الحج محمود وهو يسمع ما لم يُصدقه... بكى وتلك المره كان بكائه سعاده 
 - كلنا هنسافر ليها ياحج... انا وانت وايمان
******************************************
طالعت قدر صورة الصغير تنظر لملامحه بسعاده 
 - ده شبه عمر ياشهاب 
اقترب منها يُحاوطها بذراعيه سعيداً لسعادتها 
 - بس انا شايف انه شبهك انتي 
التمعت عيناها وهي تنظر للصغير مجدداً
-  هو انا حلوه كده 
 - طبعا ياحببتي 
تعلقت عيناها به ونظرة واحده كانت تحمل كل ماانبته بقلبها 
رجلاً أمات داخلها ما سمعت عنه في الحكايات ليأتي اخر يُعلمها كيف يكون الحب 
اغمضت عينيها تشعر بيديه تُداعب وجنتيها ثم بعدها لم تعرف كيف أصبحت بين ذراعيه وهذا هو شهاب يخطف أنفاسها دون شعور منها لتسلمه مفاتيح حصونها 
*************************************************
أتت للبلدة مرغمة بعدما انتهت امتحاناتها ولكن لم تكن تظن ان ارغامها سيجلب لها تلك السعاده... حامد يفتح لها ذراعيه يهز لها رأسه بأن تقترب منه 
حدقت به تخشي ان تكون تحلم من شدة توقها لحضنه 
ابتلع ريقه بآلم وهو يراها تارة تقترب خطوة وتارة أخرى تتراجع 
 - تعالي ياعهد 
وكأنها كانت تنتظر سماع صوته نظرت لادهم الذي طالعها بحنان يحثها على الذهاب اليه ولم تشعر بتحرك قدميها الا عندما أصبحت أمامه 
احتضنها بقوه 
 - سامحيني ياعهد... انا عمري ماكرهتك بس غصب عني... القسوة اتزرعت جوايا وقلبي كان ضلمة 
بكت كما بكى هو لتبتعد عنه ترفع عيناها نحوه 
-  انا كنت بدعي ربنا كتير انك تحبني... كان نفسي تحضني من زمان اوي 
واردفت وهي تمسح دموعها بأكمامها كالاطفال 
-  بيقولوا حضن الأخ حلو اوي 
وعادت تحتضنه ليبتسم وهو يغمرها بين ذراعيه
-  عندي ليكي مفاجأة هتفرحك
ابعدها عنه يسحبها خلفه...والصدم كانت من نصيب كلتاهما 
-  ابله رحمه 
ركضت نحو رحمه التي ضمتها بحب تمسح فوق وجهها وقد اشتاقت اليها
 - أنتي كويسه ياحببتي... عملوا فيكي ايه
ورحمه القديمه تعود فشرارتها لم تنطفئ الا مع واحداً...
اطرقت عهد رأسها بخجل لا تعرف ما تخبرها به .. فألتقطت عيني رحمه رجلاً  يقف خلف حامد 
-  هو ده جوزك 
ارتفعت عيني عهد نحوه ترمقه بخجل لتندفع رحمه نحوه تمسكه من قميصه 
 - خلاص عهد رجعت لبيتها وحضن اخوها طلقها وشكراً لخدماتك...
 - نعم... انا جايب مراتي هنا عشان تخدوها... انطق ياحامد 
وقف حامد يشاهدهم.. يضحك على أفعال زوجته.. احتقن وجهه يجذب تلك التي وقفت جوار شقيقها مستمتعه 
-  هو انا مقولتلكيش ياابله .... عهد حامل 
وشهقه طويله خرجت من بين شفتي رحمه... لتخفض عهد عيناها تسبه بسرها.. لقد احرجها وانتهى الامر رغم وعده لها بأن يبقى الأمر بينهما 
-  حامل ازاي 
 - خد مراتك من قدامي ياحامد... اقولها ايه ديه 
واجتذب عهد خلفه رغم أعتراضها يرمق رحمه بنظرات مستنكره... وحامد يقف لا يفعل شئ إلا الضحك 
-  اختك وشوفتها... ابقى تعالى لينا عند بيت عمك الحج محمود
*******************************************
نظرتها اليه اوجعته تظن انه احضرها للندن حتى تخضع لعملية التجميل... ارتجفت شفتيها تنظر له 
 - لدرجادي مش حابب شكلي ياعاصم
ضمها اليه يفهم مشاعرها 
 - لو مش عايزه نبدء المشوار مش هجبرك بس اوعي تفتكري اني بعمل كده عشان ارضى نفسي... انا بعمل ده عشانك انتي... انتي كامله في عيني وهتفضلي كامله طول عمرك 
التمعت عيناها بآلم تخفي دموعها عنه... ليسحب يدها مُغادراً المشفى 
-  خلاص ياحببتي... انا عايزك كده صدقيني 
وبعد أن كانت دموعها تُغرق وجهها... أصبحت الابتسامه تشق شفتيها بأتساع وصوت ضحكاتها تتعالا ولأول مره ترى عاصم كالطفل الصغير 
رحلة حب نعموا بها حتى عمر كان ينظر اليه متعجباً من تغيره ولكن تغيره كان في صالحه .. ف لبني السعاده عادت لعينيها وهي ترى عائلتها حولها تنعم بدفئهم
فتحت عيناها تنظر اليه وهي تتحسس ملامحه
 - مش هتقولي سر كوابيسك ياعاصم 
زفرة طويله حملت جميع أوجاعه يغمض عيناه يُحارب ذكرياته وماضيه 
 - السر اللي بيموت بيدفن يا ايمان
والمعنى كان واضح انه لا يُريد الحديث عن سره.. لم تغضب منه ، تعلم تماماً ان سره ماهو الا بحر ظلامه
اقتربت منه تدفن رأسها بصدره تتمسح به 
 - انا عايزه اعمل العمليه ياعاصم 
***********************************************
وقف يُطالعها وكأنه اب يُطالع ابنته وتلك كانت هي الحقيقه.. هو يراها كل شئ بحياته كما تراه هي كل عالمها
اقترب منها يُحاوط خصرها بذراعيه
 - هتتأخري كده على أول يوم جامعه
نظرت لوضع حجابها تهتف بحنق
-   مش عارفه ماله مش راضي يتظبط
 - أنتي ليه صاحيه النهارده تتخنقي مع دبان وشك
والتذمر كالعاده يكون صدى ما لايعجبها منه
 - تعالي ياعهد اظبطهولك لان لو فضلنا على مزاجك النهارده لا انتي هتروحي الجامعه ولا انا هروح الشغل
توهجت عيناها بالحب تنظر اليه وهو يهندم لها حجابها ،وبعدها سحبها نحو طاولة الطعام ليطعمها بيديه وهي تُطالع كل ما يفعله بسكون...لقمة وراء لقمة كان يدسها بين شفتيها وهي مستكينة معه حتى اخيراً خرج صوتها 
-  أدهم
اكمل اطعامها لينظر إليها بعينيه متسائلاً عما تريده 
 - بحبك
ولو كان يوجد اكثر منها لاخبرته... ورغم الوجع الذي سببه لها من قبل الا ان ما فعله ويفعله يمحي مامضي 
والكلمه ونظرتها الهائمة به كانت تفي وتزيد... نبض قلبه واتسعت ابتسامته ونسي انه تأخر عن عمله من أجلها ومن أجلها يفعل ما تُريد 
وأمام بوابة الجامعه توقف بسيارته تنظر له وللجامعه بقلب خافق والحلم تحقق دون أن تفقد حلمها الآخر 
 - يلا يابشمهندسه كده هتتأخري على أول محاضره 
*******************************************
جاورهم الحج محمود والسعاده تغمر قلبه... مُشيراً لهم ان يُكملوا حديثهم في العمل... عيناه لا تُصدق ان عاصم يجلس يُحاور زوجته بل ينصت إليها ويستمع لنصحها في بعض الأمور... لم يتغير عاصم جذرياً ولكن تغيره أصبح واضح وهو سعيد فلم تخيب نظرته ب ايمان التي تمنى داخله لو كان ابنه وجدها منذ زمن
وبنظرة اب علم ان ابنه أصبح عاشق لزوجته... ف اللهفة التي أصبح يراها داخل عينيه كلما توجعت او بكت تُخبره بتلك الحقيقه وهو خير سعيد بهذا
ولم يكذب من قال ان النساء بيدها ان تغير الرجال بحنانها 
**********************************************
ضجر من تقلباتها عليه... تحبه ولا تطيقه وبين هذا وهذا كان يجن جنونه 
خرج صافعاً الباب خلفه يتركها تبكي كالعاده 
-  خلاص تعبت وقرفت كل يوم نكد 
أسرعت نحوه السيده رسميه تشفق عليهم فوحدها من عرفت الحقيقه من نعيمة بعد انتحار لطيفة خشت ان يظل الذنب يلحق بها طيلة عمرها وتنال عقابها فأخبرته بصنيعها نادمه متوسله لها الا تخبر أحداً... والسحر انتهى مفعوله ورحمه لم تعد تفهم حالها... يُدلل ، يُرعى ، ويصبر وهي لا تخبره الا انها لا تطيق أنفاسه 
 - استهدي بالله يابني... انا هدخل ليها معلش استحمل ديه حامل 
زفر حامد أنفاسه بسأم فلم يعد يتحمل رفضها واخبارها الدائم له انها لا تطيقه
 - ادخليلها يارسميه وعقليها... عشان خلاص زهقت 
نفذت رسمية طلبه لتنظر لرحمة التي اخذت تبكي حتي مشاعرها المضطربة
 - لا حولا ولا قوه الا بالله.. والله ديه عين وصابتكم يابنتي بعد ما رجعتم من الحج
ازدادت رحمه في بكائها تضع بيدها فوق بطنها من شدة آلمها 
لتسرع رسميه إليها 
-  يابنتي كفايه عياط عشان اللي في بطنك 
 - تعبت ياخاله رسميه تعبت... كل يوم خناق وهو مش قادر يفهم انه غصب عني 
 - يابنتي ماهو مافيش راجل بيقبل مراته ترفضه وتقوله مش طيقاك... استهدي بالله واخرجي صالحيه 
هزت رأسها رافضه فهي تعلم نهايه المُصالحة... فخصام اخر سيحدث بعدها 
تنهدت رسمية بقلة حيله تُسرع للخارج تنظر لحامد الذي جلس يزفر أنفاسه بضيق ظاهر فوق ملامحه والحل كان واحداً
-  انا لازم اقولك يابني على الحقيقه 
والصدمه احتلت معالم وجهه... يعود بذاكرته لتغير رحمه فجأة بعد تلك الليله... دار حول نفسه كالثور الهائج لطيفة حتى بعد مماتها خلف كل شئ 
انصرفت رسميه تطرق رأسها أرضاً.. ليهوي فوق مقعده مجدداً يضع وجهه بين كفيه ...رحمه لم تعد تحبه لقد بطل السحر 
مرت ساعه وهو جالس هكذا لينهض بعدها عازماً انه سيعيد حبها له من جديد
دلف للغرفه يُطالعها لتتعلق عيناها به 
-  حامد انا والله ماعارفه فيا ايه 
ولم يعد غبي لا يفهم شيئاً اسرع إليها يضمها بحب 
-  خلينا نروح يومين اسكندريه نشم هو.. وانا هصبر يارحمه ومتزعليش مني لما اتعصب عليكي مبقتش قادر تبقى بعيده عني
************************************************
سارت جواره تتعلق بذراعه تسمع مزاحه وتضحك رغماً عنها
-  كفايه ضحك عليا
 - مش قادر ياقدر... منظرك مش راضي يروح من عيني وانا بشدك زي العيله الصغيره تدخلي الميه وانتي بتضربيني
 - اومال عايزني أغرق
تعالت ضحكته فالتفت الأنظار نحوهم في ساحة الفندق ولكنه كان لا يهتم
-  هتغرقي على الشط
وكظته بذراعها وهو يلتقط مفتاح جناحهم ومازال يُمازحها ولكن تلك المره بنظراته
تجمدت عيناها نحو المرأة التي كانت على مقربة منها والأخرى تنظر اليها بتدقيق ثم انتقلت عيناها نحو زوجها تُشيعه بنظرات فهمتها
نظرة مشمئزة احتلت شفتيها تجذب ذراع شهاب بعيداً عن عينها ولم تكن المرأة الا " شمس" التي وقفت تحدق بهم وخاصه بطن قدر المنتفخة
أخرجت هاتفها تلتقط لهم إحدى الصور بعدما توقف بها شهاب بعد بضعة خطوات يسألها عما بها
والصوره لم تكن إلا له... وكأنها تُريد زيادة أوجاعه وحرقته لم يكفيها مافعلته به لتجعل قلبه يحترق وهو يُحدق في الصوره ودموعه رغماً عنه انسابت فوق خديه وآه مؤلمة استوطنت قلبه
لتنظر له والدته وهي تحمل الطفل الرضيع ذو الأربعة أشهر بحسرة على حالهم... تدعو ليلاً ونهاراً على شمس ومافعلته بولدها وكسرته امام الناس بعدما هربت مع عشيقها الذي لم يكن الا صاحب العقار الذي أمامهم
 - مالك ياكريم
والقهر والحسرة وحدهم كانوا ينهشوا روحه ليقترب من والدته يضع الهاتف أمامها... لتهتف سميحه دون تصديق 
 - ديه قدر... مين الراجل اللي معاها ده
والرد كان واضحاً بطن منتفخة ورجلاً يضمها اليه والسعاده تغمر ملامحها
-  جوزها عارفه مين ده... شهاب العزيزي
والاسم نطقه بمراره ليرحل من أمامها... وعدالة الله تحققت ولم يحرمها الله لا من زوج ولا من طفل
وهو حصد ما اراد وجاء له الطفل واختفت السعاده

2


تمت بحمدالله
************
بقلم سهام صادق ( سيمو )


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close