رواية مزرعة الريان الفصل السابع عشر 17 بقلم خلود عبيد
(الفصل السابع عشر )
"الصدقة "
(قال صلى الله عليه وسلم:داووا مرضاكم بالصدقة ) صدقة هى خير دواء وعلاج لكثير من الامراض
، لو أنه نعرف قيمة الصدقة وما اعظم أجرها ،
عند مرض أحدكم أو وقعه فى شده اذا اتجه إلى الصدقة او اللجوء الى الله خاشعاً ،بدلاً من الاتجاه الى منشورات الانترنت وطلب الدعاء من الاخرين لعرف ان التقرب الى الله هو الحل الأمثل"
***************************
**منذ رجوعها بعد هذه المقابلة لقائها مع "سراج غراب " ، كم شعرت بالصدمة والغباء فى آن واحد ، الصدمة عندما وجدت نفسها امام سراج غراب ، اما الغباء لانها لم تلاحظ قبل دخولها للمعرض انه تابع لعائلة غراب
لتجد امامها "حازم " ينظر لها بتفحص
لتقف قافزة سريعا
حنين = زوما اا نورت
ليكمل نظرته لها بملل حازم= اعرف تيجى كده منغير حس ولا خبر
حنين محاولة المرح ، باصطناع ابتسامة = عايزة اعملها مفاجآة ليك حلوة المفاجآة !
حازم بجدية= لا هى الصراحة حلوة ، بس مش المفاجاة لانى عرفت من يومين انك تركتى باريس واتوقعت انك جيتى على هنا ، الحلو بقى العلقة الهتضربيها دلوقتى
ليكمل بعصبيه = انتى عارفة انا قلقت عليكى ازاى ، وانا عمال اتصل والرقم يكون غير متاح ، واخر الامر اتصل على صاحبتك فى السكن دقولى نزلت مصر! ، ازاى؟ وليه ؟ ، كنتى قبليها بيوم تقولى هكمل دراسات عليا يا ابيه ، مرة واحدة تقوم فى دماغك تجى مصر ،ممكن افهم الحصل (اخر جملة بصوت عالى )
حنين بتوتر= اسفة والله يا ابيه ، انا اتخنقت فجآة فقررت انزل مصر ، ارتاح شوية
حازم = يعنى راجعة تانى ؟!
حنين مسرعة = لالا
حازم بترقب= نعم!
حنين= اقصد انى قررت اخذ خبرة الاول فى مجال هندسة الديكور وبعد كده ابقى افكر فى الدراسات العليا
حازم رافع حاجبه = يا سلام ! ، المفروض اصدق انا الكلام ده
حنين مخفضة عينها للاسفل ، خوفاً ان تنكشف امامه كذبتها ، وانها هربت من خضوع امها وسيطرتها عليها فى الفترة الاخير، وبالاخص الموقف الاخير
= هو ده الحصل ، والجو هنا وحشنى كمان
حازم مع انه لم يصدق ما قالته وسيبحث عما حدث = ماشى يا حنين ،بس شغل العيال ده مش عايزه تانى ، اوكى
حنين بطاعة= حاضر
ليرفع حازم نظره يجد "رواحة " ذهبة الى داخل القصر
حازم = رواحة ، يا رواحة !
لتنتبه له رواحة تذهب نحوه ، وعندما تجد حنين ، تجرى عليها حنين
حنين بفرح = روح انتى فين يا ابنتى من امبارح بدور عليكى (وتحتضنها )
**فرحت رواحة ب حنين فهى صديقتها المقربة منذ الصغر وذلك للقرب بين عمريهما ، فى كل اجازة لحنين من المدرسة الداخليه فى صغرها كانت تأتى الى قصر الريان ، ف "جهم الريان " كان صديق والدها المقرب ،غير صداقة أزيد وحازم الوثيقة ، كانت حنين كفرد من عائلة الريان ايضاً ، وكان اقرب الاشخاص لها من الاطفال هو "رواحة " لانها كانت تعيش فى الملحق التابع للقصر حيث منزل الشيخ طاهر
رواحة= حنون جيتى أمته ؟
حنين بعتاب مصطنع= من أمبارح يا أستاذة ، وانتى لم تاتى لى حتى !
رواحة= اسفة والله ،" همام" ( اخيها ابن الشيه طاهر ) بدء امتحانات وكنت لازم ابقى جنبه عشان يشد فى المزاكرة
حازم ليجذب انتباههما انه هنا= احم احم ححمم
حنين مخفضة نظرها بخجل = اسفة ماخذت بالى ، حنين فجآتنى
حازم =لا ولا يهمك (ويمد يده بكيس بيه العديد من الكتب )
حازم= اتفضلى دول
رواحة بأستغراب = ايه دول ؟!
حازم بتصنع اللامباله =دول الكتب العايزها ، ال عم ابو الفضل مش وجدهم فى مكتبة البلد ، جبتهم ليكى من اسكندريه
رواحة بصدمة= ها ، بس ب
حازمسرعاً= خدى اعتبرهم هدية عيد ميلادك ،كل سنة وانتى طيبة
حنين = صحيح انهارده عيد ميلادها ازاى نسيت !
حنين متقدمة الى رواحة= كل سنة وانتى طيبة يا روح (وتنظر الى حازم ) شاطر يا زومة اول مرة تفتكر عيد ميلاد حد ، ده انا البفضل اقولك عيد ميلاد بكرا عشان تجبلى هدية وبتنسى!
حازم= مفيش حاجة يا رخمة ، افتكرت بالصدفة ، كنت رايح اجيب كتاب عايزه ، قولت اجيب لها بالمرة
وغادر
وترك رواحة تحتضن الكتب وتنظر له وهو مغادر باستغراب وحيرة ، اما حنين كانت تنظر لهم وتتمنئ ان تكون هذة خطوة لهم!
**********************************************
** عندما عاد الى مكتبة ،وجلس يفكر فى تلك الفتاةالتى لا يعرف عنها شئ غير ان اسمها "حنين " واستعجب خروجها مسرعة بعد تلفظ أسمه
ليلفت ويتنظر الى نتيجة العام ، ليجد ان اليوم هو عيد مولد ابنته "روح " كان كل عام يذهب الى قبرها ويرثى نفسه ، اما الان بحزن ونار مشتعلة داخله وقد علم ان ذلك القبر فارغ ، لا يعرف ماذا يفعل ولا يعرف كيف حالها، بحث بكل الطرق الداله على ماذا فعل والده قبل وفاته لكن لم يجد أى شئ يدل على مكان ابنته ، لم يعد هناك إلا طريق واحد هو "نفس " لابد انها المفتاح وتعرف الطريق الى ابنته سيذهب لها !
******************************
الظلام دامس وشديد السواد ، تجد أن انه ظهر أمامها "على وليلى " فى ضوء خافت بعيداً عنها ،تحاول ان تجرى لهم ولكنها عاجزة شئ يمنعها ، لتجد ان "رحيم " ظهر من العدم ويحبوا بأتجاههم ، لكن يتوقف ويدور وينظر لها وهو يبكى وكاد ان يلتفت
حتى تستيظ صارخة بأعلى صوت لها
رحيل بفزع من الكابوس = رحييييييم
لتتنفس بشدة وتضع يدها على قلبها من الفزع والرعب من الكابوس!!
لتلفت حولها تبحث عن هاتفها فى هذا الوقت من الليل ، تتصل مسرعة على أمها
لتطمئن على رحيم مما يمكن تفسر هذا الكابوس !
لتتصل وتتصل حتى ترد عليها امها وتسمع صوت رحيم وهى يبكى بصوت عالى
رحيل بفزع= ماما رحيم ماله ؟
=مفيش بس شوية سخونية
رحيل بفزع اشد = ساخن !! (وتبكى ) انا قلبى كان حاسس انه فى حاجة
= اهدء يا ابنتى مفيش حاجة ممكن يكون بيطلع له سنه
رحيل بقلق = انتى كشفتى عليه
= لا الجو مطر هنا جامد وصعب اخر بيه وهو كده يتعب اكتر ، غير كمان هلاقى فين دكتور اطفال فاتح دلوقتى
لتفكر وتفكر رحيل ، دكتور دكتور اطفال
رحيل متذكرة = نادر زوج نفس دكتور اطفال ، هو موجود هنا الآن
رحيل = خاليكى معايا يا ماما
وترتدى ملابسها سريعة وتخرج مسرعة الى الاعلى
وتخبط بسرعو وشدة على غرفة د/ نادر ، ومن شدة الخبط استيقظ بعض من فى القصر فزعاً
ليخرج هو وعليه أثار النوم وورائه نفس ، ويأتى من الغرفة المجاورة حازم وبعد دقيقتين تخرج حنين ايضا ، ويخرج أزيد من غرفته بالاسفل وينظر لما يحدث فى الطابق الاعلى
د/نادر= فى حاجة يا رحيل ؟ هلال حصل ليها حاجة ؟
رحيل بقلق وتوتر وهى تتحرك وتبكى = لالا مش هلال (وهى تعطيه الهاتف ) ده رحيم اابنى !! تعبان ، وماما مش عارفة تعمل ايه (وتبكى بشدة ))
لياخذ الهاتف ويتحدث مع امها وتشرح له الاعراض على رحيم ، لينصحها ببعض الادويه المتوفر عندها منه ، والبعض تأتى بيه من الصيداليه عن طريق الاوردر الليلى(دليفرى ليلى )
*عندما رأت نفس حالة رحيل ، تقدمة لها واحتؤاتها بحضن ، كانت رحيل شبه منهارة
د/نادر بعد انهاء الكالمة = لا تخافى ده سخونيه نيجة نمو أسنان شئ طبيعى فى الاطفال ومع الادوية ان شاء الله هيبقى كويس
رحيل = يعنى مفيش خطر يا دكتور
نادر = ابداً ، الحرارة لم تصل الى 38 ونصف يبقى الأمان مش خطر ومع الكمادات ومخفض الحرارة هيبقى كويس
رحيل =شكراً شكراً يا دكتور
وتنظر للاخرين بخجل = اسفة يا جماعة قلقتوا معايا
حازم = لا ولا يهمك ان شاء الله الولد يبقى كويس
حنين = واو عندك بيبى صغير ، لا انا لازم اشوفه
لتبتسم لها رحيل = ان شاء الله ، عن اذنكم
*وعند نزولها تجد أزيد امامها وينظر لها نظرة تفحص ودراسة
رحيل وهتعبر من جانبه
تسمعه ازيد = ان شاء الله ابنك يكون بخير
رحيل بهمس = ان شاء الله
*************************
لم تنم رحيل طول الليل كانت كل نصف ساعة تتصل على امها للتطمئن على رحيم حتى استقر حالته ، وكان أكثر ما يفزعها هو هذا الكابوس تغير الكابوس الدائما من نحوها الى رحيم ، لا تستطيع ان تتصور ان يؤذيه احدهم ، اصبحت خائفة غير النعزة التى تأتى لها دائما قبل حدوث مصيبة وكارثة ،تشعر بها تشدتد الان فى داخلها!
*********************************
** كانت فى الصباح داخلة الى غرفة الصالون ، حتى وجدت الجميع ملتف حول "نفس" يبدو عليها الايعاء والتعب
لتسأل بقلق رحيل = فى اية ؟
حنين= مفيش نفس من الصبح عمالة ترجع (القئ ) ودلوقتى دايخة
لتجد نادر جالس بجانبها بقلق ويفرك بيدها = حببتى انتى كويس ، فى ايه مالك ؟ تعبانة اخذك على المستشفى اعملك تشيك آب كامل
نفس بصعوبه = لا انا كويسة يمكن عشان مش بأكل كويس ، هأكل وهبقى تمام
نادر= لالا انتى بقالك كام يوم كده ؟ مش طبيعى !
ليأتى صوت رحيل يقطع كل التوتر ويسبب صدمة!
رحيل = ممكن الحمل بيعمل كده!
توقف الزمن والمكان وصدم كل الحضور ، حتى نفس استعادت قوتها فجآة وصدمت هى الاخرى
نفس بتفكر وهمس وتضع يدها على بطنها = حمل ! ، انا حامل
نادر وقد شل دماغة =ها لا مش ممكن اكيد لغبطة وبرد فى المعدة ، (وينظر الى نفس ان تأكد كلامهفهى من تعرف موعيدها الصحيحها)
لكن نفس كانت بعالم آخر ، وتحسب وتحاول ان تفهم واوتعرف ما تشعر لا يتحدد بها ما تشعر
نفس وهى مازالت تضع يدها على بطنها = انا حامل انا حامل
رحيل باستغراب = اه كل الاعراض دى اعراض حمل
لهب فيها أزيد بغضب = ممكن تسكتى!
صدمت رحيل من ردت الفعل!
لمسك نادريدنفس وينظر فى عينها التى تدور وتدور وتفكر
نادر بهدوء = نفس! ده ممكن يكون لغبطته هرمونات بلاش تحطى آملك عليه
لتغضب وتدفعه بعيداً عنها نفس وتبكى وتهتز= لا انا حامل انا حامل ، اتركنى (سبنى ) احس انى واحدة حامل حتى وكذب ، احس بأحساس الامومة ولو ساعة ، ولودقيقة ، مش مهم عندى كذب كذب! ، نفسى احس ب الاحساس ده من 15 سنة يا نادر ، حرام احسه حتى لو مش حقيقة ، ليه يا نادر ليه (وتبكى بشدة )
ليتقدم لها نادر ويحتضنها محاول ان يؤاسيها = اسف حببتى مش اقصد ، انا مش عايز تبنى أوهام سريعة وترجعى تتألمى جامد
نفس= سبنى(اتركنى ) اعيش الكذبة يا نادر أعيش اللحظة مش مهم بعدين
نادرو يمسح دموعها= خلاص خلاص ، هأخدك دلوقتى حالاً ونروح المستشفى ونعمل تحليل دم ونتأكد ونأكد يا نفس ما شى
كانت تتمنئ أن تكون حقيقة وتدعو الله من داخلها ان يحقق هذة الامنية
نفس تهز رئسها بالايجاب
بعد مغادرة نادر ونفس
نظرة ازيد لرحيل بكراهية وغضب= انتى واحدة غبية ومتخلفة
رحيل بقلق= انا عملت اية ؟
ازيد بغضب = عملتى ايه ؟ عملك اسود ومهبب ، انتى عارفة لو "نفس " انجرحت او حسه بزعل ، اانا بقى هزعلك جامد
ويغادرغاضباً
رحيل = هو فيه ايه انا قولت حاجة غلط ؟
حازم بحزن= لامفيش ، بس "نفس " عندها تأخر حمل ومشاكل ، ودايماً الموضوع مآثر على نفسيتها ، واخر حاجة انها كانت جايه المرادى تتطلق من نادر
رحيل بصدمة= تتطلق!! ، اسفة والله ما اعرف حاجة
حازم= ولا يهمك ، احنا بس الخوف لما تيجى والحمل يطلع سلبى ، نفسيتها بتبقى مدمرة، وبتدخل فى حالة اكتئاب شديد
رحيل = اسفة انا بس لاحظت الاعراض عليها تقلب مزاجها غير عدم رغبتها فى الاكل ، وتحب الاحماض ودلوقتى القئ والدوخة قولت اكيد حمل!
حازم بستفهام= ممكن ! ، انتى جالك نفس الاعراض
لتتوتر رحيل= اه اه دى نفس الاعراض بتيجى عند كتيرمن الحوامل
حازم بأمل = يارب يكون كلامك صح
رحيل بهمس= يارب
****************************************************
**منذ ان اخذ منها عينة الدم ليتم التحليل ، وهى تجلس بترقب وتوتر شديد
ليجلس بجانبها نادر محاولاً تهدئتها والتخفيف عنها
نادر ممسك يدها= نفس، الاطفال مش مهم عندى انتى الاهم
نفس= بس ممكن يا نادر صح ، ممكن ابقى ام صح
شعر انها مغيبة وكأنها فى عالم أخر
حتى سمع صوت سيدة كبيرة فى السن تتقدمة نحوهم
= ستى الاستاذة
نفس=ام عمر !
ام عمر= اه يا استاذة فكرانى
لتبتسم نفس=طبعا ً فاكراكى ، الحاج ابو عمر اخباره ايه
ام عمر = بخير ونعمة النهاردة بيفك الجبس الاخير ، تشكرى على الفضل العملتيه ومعانا ، ربنا يرزقك ويعطيكى من وسع يارب
نفس= ده واجب عليا يا ام عمر مش محتاجة شكر ، واحفادك عاملين ايه دلوقتى ،؟
ام عمر= بخير = راحوا (ذهبوا ) المدرسة ربنا يكرمك و يطعمك يا بنتى
نفس= المهم الحاجة بتوصلكم فى معادها
ام عمر = اه الحمد الله، شكراً يا بنتى اللهى يسعدك يارب
وتغادر ام عمر لممرضة تنادى عليها
لتجلس نفس بهدوء وتبتسم
نادر باستفهام=مين الست دى ؟
نفس= دى واحدة كنت بقضى لها خدمة
نادر= خدمة! خدمة ايه
لتتنهد نفس= من كام شهر كنت فى قسم شرطة تبع قضيه للمكتب ، وهناك لقيت الست دى العساكر بيجروا فيها وهى عمالة تعيط جامد ووراها اطفال صغيرين
ربنا اعطانى فضول اعرف حكايتها ، طلعت مقبوض عليها بشيكات غرامة وتسديد قسط ، (غرامات ) يعنى ن وعرفت حكايتها ابنها ومراته ماتوا فى حادث عربيه من سنتين ، وهى وجوزها العجوز البيصرفوا على الاولاد لعدم وجود دخل ليهم ابنها كان عامل باليوميه ، جوزها راجل كبير ناس شاروا عليه يشترى عربيه نص نقل بالقسط ، جوزها بعد شهرين عمل حادثة بالعربيه وهو نفسه اتكسر ولانه كبير فى السن محتاج عمليات ، لكن منين مفيش فلوس غير الشيكات كانت بأسم مراته الست العجوزة دى ، خرجتها واتكفلت بعمليات زوجها واتكفلت بمصاريف ولاد ابنها كمان (صدقة و كفالة يتيم )
ليبتسم لها نادر يعرف لما يعشقها الى هذا الحد ، لديها قلب من ذهب ويمتلئ طيبة وحنان يكفى العالم
نادر= يااااه عملتى ده كله وانا ما اعرفش ، طب قوليلى واخذ ثواب معاكى
نفس= وانا وانت ايه مش واحد
نادر= طبعاً واحد
ليقاطعهم صوت الممرضة تنادى الاستاذة نفس ...
********************************************************
عند دخولهم القصر وهو يبتسم لها ، وينظر لها بحب وفرح وسعادة بالغة
منذ ان اخذ التحليل من الممرضة وظهرت النتيجة ايجابية ، كان قد مسه رعشة كهربائيه ، سيصبح أباً من حبيبه "نفس"
كانت اعين نفس وقتها تنظر له بآمل ورجاء ، والله لم يضيع رجائها ابداً ،
(أن الله مع الصابرين )
ثم اخذها الى الطبيبة وتأكد من صحة الحمل ووضعها ،كانت سعادة بلغت ذروتها عندما اخبرته الطبيبة ان "نفس" لديها كيسين من الاجنة اى تؤام
وهى فى منتصف الاسبوع العاشر من الحمل
نادربفرح= يااااه يا نفس ، كل ده ومش حاسه
نفس بدموع فرح=الحمدلله الحمدلله ، قلبى كان حاسس دايما ان ربنا هيعوضنى خير
نادر= الحمد لله
********************************************
**عندما دخلوا الى القصر ، كان الجميع جالس مترقبين مجيئهم ، حتى ازيد عندما علم بدخولهم الى القصر خرج من غرفته مسرعاً ، خوفاً ان تكون حالة "نفس " سيئة
حنين = ها النتيجة اية؟
نادر بفرح = حامل الحمد لله حامل ، رحيل عندها حق طلعت حامل بجد
ليهلل الموجودين بفرح ويجرى حازم نحو "نفس" ويحملها ويدور بها بفرح
حازم= مبروك مبروك يا نفس
نفس بضحك = نزلنى يا مجنون نزلنى كده غلط
حازم بتوتر بسيط ممزوج بفرحة وهو ينزلها= اسف اسف من فرحتى والله ، الف مبروك
نادر= ابعد يا بابا ، اللع يبارك فيك عقبالك، وسع كدة
رحيل الى نفس= مبروك يا مدام نفس ، مبروك ياد/ نادر
نفس بفرحة وابتسامة= بجد يا رحيل انتى وشك حلو ، ربنا يفرحك زيى يارب
لتذهب الابتسامة من وجه رحيل وتحاول مسرعة اعادتها
وادركت نفس ما تفوهت وشعرت بالضيق لاجله نسيت انها أرملة!
ازيد = مبروك يا نفس ، يا ريت تبطلى بقى عايزة اطلق عايزة اطلق دى
نادر= بطل رخامة يا ااض على مراتى وام عيالى
ـازيد= طيب ياعم ،مبروك ليك
نفس= الله يبارك فيك يا ازيد عقبالك يارب
هنا جمد ازيد وكأنه اصبح صخر وتثلج
لم يرد عليها والتفت سريعا مغادراً
شعرت نفس بالالم لاجله ، والنقص الذى تسببته (ليلة ) بداخل ازيد والاذلل الذى الحق بيه
تتمنئ ان يجد من يعوضه
*****************************************************
مر يومان واجواء القصر بسعادة ، لم تغادر نفس الى منزلها أصر نادر عليها الراحة حتى تتدخل فى الاسبوع الثانى عشر ويكون الجنين ثبت جيداً وحالتها مستقرة
كان هناك فرح بالجوار وارادت رحيل ان تذهب وتشاهد اجواء الافراح فى البلد
"بلد عجيب منذ بضع ايام كانت تنوح وتتحترق والآن تتزين لاجل فرح ، لا يتمسك الانسان البسيط مادياً بالاحزان كثيراً، ويحاول فى لحظات الفرح ان يسرقها من الزمن ويعيش فيها وان كانت معدودة "
ذهبت "نفس" الى "أزيد " وجعلته يسمح لها بالذهاب رغم منعه لهامن مغادرة جدراً القصر ، ولكن طلبت نفس ان يكون هدية حملها على ان رحيل هى اول من استبشر انها "حامل " وتريد رد الفرحة لها ، فسمح لها ـازيد بالذهاب مع رواحة والعودة معها
*********************************************************
كانت رحيل بأجواء الفرح وتنظر لها بانبهار ، كانت عادتهم تشبه عادات الصعيد فى التلفاز ، من الكرم فى طعام الضيف ، والاجواء الشعبية القديمة بالاغانى القديمة ، والرقص بالحصان
رواحة= تعرفى ان "ازيد بيه " كان زمان اى فرح يجى بالحصان بتاعه ويرقص على المزمار والطبل ، كان بيضرب بالنار زى العريس
رحيل بدهشة= بتتكلمى جد
رواحة= جد الجد كمان ، صحيح كنت صغيرة ساعتها بس فكرة كويس ، كان جميل اوى الرقص بالحصان
رحيل= وايه بقى ضرب نار العريس ده كمان
رواحة = هتشوفى دلوقتى وابقى افهمك
لترى رحيل العروس وهى بالفستان الابيض وهى سعيدة وحولها اهلها وأقرابئها ، لم تعرف كم شعرت بالالم والحرمان الشديد
فستانها كان اسود بسبب موت رفيقتها منذ الطفولة ، والدمع كان هو المصاحب لها وقتها فلم يكن مر على وفاة ابيها عام لتموت بعده "ليلى " ، كانت المصائب تتوالى عليها وكانت الاخيرة موت "على "
*******************
لتسمع زغاريط وزغاريط ( واغنية يارمانه واحدة و) والدق على الدف والطبل ، تهليل النساء
لتصعد العروس الى مسكنها
رحيل =هنمشى دلوقتى
لتضحك رواحة = لا لسه ضرب نار العريس
ليمر نصف ساعة ، وتجد صوت طلق نارى من اعلى المنزل
رحيل بخضة= ايه ده فى ايه ،هما مش وقفوا من شوية ؟
لتضحك رواحة بشدة = ده ضرب نار العريس ، عشان ياكد ان الزواج تم ، ده من العادات الغريبة هنا
لتصدم رحيل = انتى بتتكلمى جد ، زى الصعيد كده
رواحة= لالا مش زى الصعيد ده ، ضرب نارى من فوق بيت العريس ياكد ان اساس بيته بدء يتبنى وياكد على عفاف مراته ووقوته لتحمل المسؤاليه الجايه
رحيل= اول مرة اسمع الكلام ده عن الارياف
رواحة= مفيش حد فى الشرقيه او الارياف بيعمل كده غير "مزرعة الريان "
رحيل = ليه بقى
رواحة= لان كل الموجود فى البلد اصواله من مكان تانى ، الريان جامع بين كل اشكالهم وعاداتهم ، وعمل ليهم كيان خاص بيهم
رحيل = بلد غريبة ، زى صاحبها
لتضحك رواحة وتقوم للمغادرة
ولكن جاءت امراءة وسلمت على رواحة ، وبعدها تغير حالها الى الحزن وانها على وشك البكاء
لتلاحظ رحيل = مالك يا رواحة ؟!
لم ترد ولكن غادرت مسرعة وخلفها رحيل متعجبه
********************************************
فى اليوم التالى
**على الباب الداخلى للقصر تقف وتنظر بأعين تمتلئ بالخبث والانتصار المرتقب،
كانت هناك رحيل تأتى ببعض الريحان من الحديقة ، لتنظر من الواقف امام الباب وستدخل ويدور وجهها وتراه ، ولكن الاخرى لم تراها
رحيل بصدمة = ليلة!!