اخر الروايات

رواية مهمة زواج الفصل الخامس عشر 15 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الفصل الخامس عشر 15 بقلم دعاء فؤاد 


رغم نومه عند شروق الشمس الا أنه استيقظ باكرا في موعده المعتاد للذهاب الى مقر عمله بالعمليات الخاصة، فحتما آسر لن يستطيع الحضور بعد تلك الليلة العسيرة التي مرت عليه أمس، و بذلك فهو لا يتثنى له التغيب عن العمل.
استطاع أن يعد ملابسه الميري بصعوبة ثم ارتداها و هو يتحرك في الغرفة بهدوء حتى لا تستيقظ ندى، فهي ايضا قد قضت ليلتها مستيقظة في انتظاره.
انتهى من تلك المهمة الشاقة ثم وقف أمام المرآة يمشط شعره و ينثر عطره النفاذ عليه بغزارة، ثم تمم على سلاحه و من ثم تحرك بخطى بطيئة ناحية حافة الفراش التي تنام عليها، ثم برك على ركبتيه ليكون رأسه بمستوى رأسها و أخذ يمسد على شعرها و هو يتأملها بحالمية… ثم انحنى ليزيح غرتها الغزيرة عن جبينها و لثمه ببطئ، فداعبت رائحته الذكية أنفها لتبتسم و هي بين الحلم و اليقظة و قامت بلف ذراعها حول رقبته، و هي مغمضة العينين دفنت رأسها بالقرب من عنقه الذي يفوح منه عطره الذي يُسكرها لتتنفسه باستمتاع، و كان أدهم مستسلما لها تماما لتفعل به ما يحلو لها، بقيا على ذلك الوضع ثوانِ قليلة ثم سرعان ما سكنت ندى تماما و ثقل ذراعها على رقبته، فادرك أنها كانت تحلم أثناء نومها.

لم يتحرك أدهم ايضا و ظل متسمرا هكذا يحاول السيطرة على ضربات قلبه المتسارعة اثر فعلتها المباغتة، فاغمض عينيه يلملم شتات نفسه ثم تنهد بعمق و قام بابعاد ذراعها عن رقبته ليضعه بجوارها بهدوء ثم نهض و هو يخلل أصابعه بين خصلاته الطويلة كناية عن توتره… لم يرد بخياله أنه سيقع أسيرا لها بتلك السرعة.. لقد انقلب كيانه بالكامل منذ أعلنها لنفسه زوجة و كأن قلبه كان رهن اشارة منه ليقع بحبها… أحبها؟!… هل حقا هذا ما يسمونه الحب؟!
لا يدري ماهية هذه المشاعر و كيف يكون الحب… حقا لا يدري..
انتعل حذائه الميري ثم خرج من الغرفة و بداخله ثورة من المشاعر و هو لا يريد أن ينجرف نحوها..
داخل مبنى العمليات الخاصة…
دلف مكتبه لتقابله سحابة من الدخان ليتفاجأ بوجود آسر يجلس بالكرسي المقابل للمكتب بملامح بائسة و يدخن السجائر بشراهة…
ـــ انت ايه اللي جابك يا آسر؟!..
وقف أمامه تماما ثم استرسل كلامه بحدة:
ــــ انت رجعت تاني للهباب دا؟!
نظر له بخواء ثم عاد يستكمل تدخين السيجارة، فسحبها منه أدهم بحدة ثم ألقاها على الأرض ليطفئها بحذائه بينما آسر كان يتابعه بلامبالاة و كأنه مغيب أو بعالم آخر…
جلس أدهم في الكرسي المقابل له ثم قال بعتاب:
ـــ بقى هو دا الدعاء اللي بتدعيهولها…فاكر ان السجاير هي اللي هتهون عليك فراقها؟!.. مالك يا آسر فوق كدا و سيبك من شغل الصياعة دا..
صاح بعبارته الأخيرة بحدة بالغة أجفل منها آسر ثم نهض بعصبية و هو يصيح بانفعال:
ـــ أصلك متحرقتش من النار اللي حرقتني…. أنا سايبهالك و ماشي يا عم الحكيم…
ثم غادر آسر تاركا صديقه ينظر في أثره بذهول… هل قسى عليه الى هذا الحد؟!.. هل حقا لا يشعر بالنيران المستعرة بصدره؟!..
تنهد أدهم بضيق ثم استغفر ربه و دعى لصديقه بالصبر، فحتما مصابه جلل و يهذي بما لا يعي من فرط غرقه في دوامة الحزن.
بعدما قام بالإطلاع على بعض تقارير المأموريات الخاصة بعمله و بينما هو في خضم انشغاله أتاه اتصال هاتفي من شقيقته ريم، و رغم كل ما به من زحام ابتسم بسعادة من مجرد رؤية اسمها يزين شاشة هاتفه..

ـــ ألو… حبيبي اللي واحشني و مش سائل فيا..
ضحكت ريم بملئ فمها و كانت آن ذاك تجلس الي جوار مارتينا بالمضيفة ثم قالت بدلال:
ـــ و مين اللي يسأل على التاني يا سعادة الباشا.
ـــ الناس اللي رايقة زيك تسأل على الناس اللي محتاسة زيي.
ضحكت مرة أخرى ثم قالت بسخرية:
ـــ اه رايقة اوي… ما انت لو تعرف اللي حصلي امبارح مكنتش قولت كدا.
سألها بقلق أثاره عبارتها:
ـــ خير يا بنتي ايه اللي حصل..
ابتلعت ريقها بصعوبة لتسرد له بنبرة متوترة ما حدث لها من سرقة باختصار شديد حتى لا تثير قلقه ثم أشادت له بموقف معتصم و ما فعله باللصوص و اعادته لمتعلقاتهم المسروقة، و في النهاية قالت بنبرة يشوبها الحماس:
ـــ بس يا سيدي…بس بصراحة معتصم بيه راجل ذوق اوي و استضافنا في المضيفة بتاعته و محافظ علينا و مصمم أكمل شغل في الوحدة كأن مفيش حاجة حصلت.
سكت مليا يفكر بموقف ذلك الرجل ثم اردف بجدية:
ـــ أنا من الأول قايلك بلاش تبعدي عننا انتي اللي صممتي على رأيك… وادي النتيجة.
ردت عليه باستعطاف:
ـــ دي مجرد حادثة كانت ممكن تحصل في اي مكان يا دومي.
ـــ طيب و ناوية على ايه؟!
ـــ هكمل بقى و خلاص… معتصم بيه عين حراسة ع الوحدة.. يعني الدنيا بقت أمان.. هو بس كان عايز يكلمك يطمنك يعني ان مفيش حاجه هتحصل تاني.
هز أدهم رأسه بملامح متجهمة ثم أضمر في نفسه أمرا ثم قال:
ــــ ماشي ابقي اديله رقمي..

اجابته ببسمة واسعة:
ـــ تمام يا حبيبي.. هسيبك بقى تكمل شغلك عشان معطلكش.
ـــ تمام مع السلامة..
أغلق الهاتف و هو يتأفف بضيق ثم جلس مستندا بظهره الى ظهر الكرسي ممسكا بأحد أقلامه يطرق بها على سطح مكتبه و هو يفكر بشرود فيما قالته ريم ليحدث نفسه بخفوت:
ــــ معتصم بيه!… يا ترى حكايتك ايه و بتعمل كدا معاها ليه؟!.. مش مرتاحلك يا سي معتصم… بس هجيب قرارك.
أغلقت ريم المكالمة ثم خرجت تبحث عن معتصم لتطلب منه محادثة أخيها يستأذنه لبقائها بالبلدة، فدلتها نعمة الخادمة على مكانه حيث استطبل الجياد في الجهة الخلفية للدوار..
في تلك الأثناء كان معتصم يقف بجوار مهرة صغيرة جذابة للغاية في مظهرها، فقد فضل أن يختلي بنفسه بعيدا عن ضجيج الاحتفال بالدوار و عن أعين الناس بملابسه البيتية التي يفضلها دائما حيث كان يرتدي بنطال قطني أسود يأخذ شكل الساقين و يعلوه تيشيرت أسود أيضا و ينتعل حذاء رياضي من اللون الاسود، فكان مظهره جذاب للغاية… من يراه لا يصدق أن هذا هو معتصم بيه كبير البلدة..
و كان يتمم على إجراءات خطبة أخيه عبر الهاتف، أنهى لتوه مكالمة مع حمد يخبره فيها أنه قد اشترى الذهب و بصحبته شقيقته عائشة او عيشة كما يدعونها و زوجها هشام…
تنهد بتعب من كثرة المكالمات الهاتفية ثم أدار كامل انتباهه الي تلك المهرة الرقيقة التي تذكره في رقتها بـ “ريم”..
أخذ يمسد على شعرها الناعم و هو يحدثها و كأنها تفهمه:
ـــ قوليلي أسميكي ايه؟!..بجد محتار…الود ودي أسميكي على اسمها..ما انتي اصلك جميلة زيها بالظبط…بس خايف اتفضح…
قال تلك الكلمة ثم ضحك و كأن تلك المهرة تضحك معه…..
في تلك الأثناء وجدته ريم لتراه من بعيد يقف أمام تلك المهرة الجميلة و لكن استرعى انتباهها تلك الملابس التي تراه بها لأول مرة لدرجة أنها قد ظنت أنه ليس هو.. لولا أنها انهت مكالمة لتوها مع شقيقها لظنته هو أدهم شقيقها..أخذت تخطو نحوه بهدوء و كأنها تريد أن تستكشفه حتى سمعته يتحدث بلكنتها مثلها تماما…بحق الله هل هذا معتصم؟!

ــــ أقولك أنا تسميها ايه؟!
التفت على ذلك الصوت الذي يعرفه تمام المعرفة ليتطلع اليها بذهول…تُرى منذ متى و هي واقفة هنا؟!
أومأ دون ان يتحدث، فقد اصبح في حيرة من أمره… أيحدثها بلكنته الصعيدية أم أنها سمعت لكنته القاهروية و انكشف الأمر..
اقتربت لتقف قبالته ثم أخذت تمسد على شعر المهرة و هي تقول بابتسامة جميلة:
ـــ سميها ريمان…انا بحب الاسم دا اوي..
رمقها بشبه ابتسامة و أيضا لم يتحدث، فسألته بترقب:
ـــ ايه رأيك في الاسم دا؟!
سكت مليا يفكر بأي طريقة سيتحدث معها و لكنه قال أخيرا:
ـــ جميل…عشان مشتق من اسمك.
انفرج ثغرها بابتسامة واسعة لتقول بذهول:
ـــ أنا كنت عارفة انك بتتكلم زيي بس مكنتش متأكدة..كنت مفكرة اني كان بيتهيألي من حالة الصدمة اللي كنت فيها ساعة حادثة السرقة..بس دلوقتي اتأكدت و على فكرة بقى سمعتك و انت بتكلم المهرة من شوية.
هز رأسه بايجاب و هو يتأملها بوَلَه…كل مرة يراها فيها يتأكد أنه قد وقع بحبها..أن حبه لها يتحول الى عشق أو ربما هيام لا يدري..و لكنه حقا لا يريدها أن تتوقف عن الحديث…يستمتع كثيراً بسماع صوتها..طريقتها في الكلام..نبرتها الحماسية و انفعالها احيانا..
حين اومأ لها مؤكدا ظنونها سألته بحماستها المعتادة:
ـــ طاب قولي بقى…ازاي بتتكلم بطريقتين..و ليه مخبي عن الناس شكلك و كلامك دا..
رد و هو مازال يتأملها بابتسامة:
ـــ دي حكاية طويلة أوي.
ـــ احكي..انت وراك حاجة؟!

ـــ لأ..
ـــ و أنا كمان موارييش حاجة..
صدرت منه ضحكة بسيطة ثم بدأ الحديث عائدا بذاكرته للخلف:
ـــ أبويا الله يرحمه كان عايز يعلمني أحسن تعليم…لأن ناس البلد و البلاد اللي حوالينا بيعملو الف حساب لأصحاب الشهادات و المناصب و النفوذ و هو كان عايزني أكون كبير البلد من بعده…عمتي كانت متجوزة راجل غني اوي في القاهرة بس مخلفتش منه…كانت عايشة معاه في فيلا طويلة عريضة لوحدهم…أبويا بعتني ليها لما تميت ٦ سنين عشان تقدملي عندهم في مدرسة خاصة و هي طبعا رحبت جدا و كانت طايرة بيا من الفرحة…المهم علمتني اللهجة بتاعت الناس اللي هناك عشان محدش يتنمر عليا من زمايلي…ماهي مدرسة انترناشونال بقى و كل اللي داخلينها ولاد ذوات و رجال اعمال و سياسيين و ناس تقيلة اوي..بصراحة تعبت معايا لحد ما نستني لهجة الصعيد…. و اللي ابويا عمله معايا عمله مع حمد…بس حمد بقى محاولش يغير كلامه..بس بيعاني طبعاً و هو بيتكلم قدام امي عشان متزعلش…
ضحكت ريم و هي تقول:
ـــ اه أخدت بالي…اممم كمل.
ـــ و كملت بقى مع عمتي لحد ما دخلت الجامعة و كنت بنزل البلد في اجازة الصيف بس…امي طبعاً كانت بتزعل مني لما بتلاقيني بتكلم كدا بس لما كبرت بقيت احاول مزعلهاش و اتكلم زي ما هي حابة…مع اني كنت خلاص شربت اللهجة و الطبع و العادات بتاعت القاهرة و كان صعب عليا اوي أقلب من اللهجة دي للهجة دي لحد ما اتعودت بقى.
كانت ريم تستمع بتركيز شديد و حين انتهى سألته بفضول:
ـــ و انت خريج ايه بقى؟!
ـــ اقتصاد و علوم سياسية.
رفعت حاجبيها بذهول متمتة:
ـــ واو.. لا بجد شابوه لباباك.
ـــ و حمد خريج ادارة أعمال…و عيشة اختي بقى الحاج برضو مقصرش معاها بس محبش يغربها عند عمتي بحكم انها بنت و اخدت الثانوية العامة منازل و دخلت ألسن جامعة عين شمس..

دراستي في المدارس الانترناشيونال عرفتني على أصدقاء كتير من الوسط الهاي كلاس و استغليت الموضوع دا في تأسيس شركة في المجمع التاني و بدأت الشركة تكبر شوية و بدأت أشارك ناس تقيلة و رجال أعمال كبار.. و شوية شوية اسست مصنع في ٦ اكتوبر و اهو شوية قاعد هنا و شوية في شركتي و الدنيا ماشية الحمد لله.
هزت رأسها باعجاب واضح من مسيرته الناجحة ثم استرسلت أسئلتها الفضولية:
ـــ بس انت بقيت كبير البلد ازاي و امتى؟..
اجابها و هو ينظر لتلك المهرة الجميلة يواري ناظريه عنها حتى لا ينكشف ولهه بها:
ـــ ابويا كان دايما بيقعدني معاه في القعدات العرفية و المقابلات اللي كان بيعملها مع كبار البلد و المأمور و ظباط المركز و كان دايما يشركني في المشاكل اللي بيناقشوها و بياخد برأيي… لحد ما دخلت ثانوية بقى هو اللي يخليني أدير القعدات دي و أكون انا صاحب الكلمة و الرأي لحد ما دخلت الجامعة و اتخرجت بقيت انا أساس القعدات العرفية و الاجتماعات لدرجة ان ابويا كان اوقات بيبعتلي ارجع من القاهرة مخصوص لو في مشكلة كبيرة عشان انا اللي احلها…اهل البلد كلهم بقوا شايفيني انا الكبير و بقوا بيتعاملو معايا على هذا الاساس تمام زي ابويا ما كان بيخطط…و كان لازم عشان افضل محافظ على المكانة دي أحافظ على عادات البلد و تقاليدها و التزم بلبسي و لهجتي كصعيدي..عشان افضل كبير في نظرهم دايما.
هزت ريم رأسها بتفهم عدة مرات ثم قالت باعجاب:
ـــ لا بجد أبهرتني يا معتصم بيه.
ضحك بملئ فمه ثم قال:
ـــ بيه ايه بقى؟!… قولي معتصم بس.
حانت منها ابتسامة خجلى ثم قالت برقة:
ـــ اول مرة اشوفك بتضحك كدا… كنت فاكرة انك ضد الضحك..
أجابها بضحكة بسيطة:
ـــ ما خلاص بقى الوجه الآخر للكبير انكشف و بان..

ابتسمت ثم قالت بلا تفكير:
ـــ بس أحلى بكتير من الوجه الاولاني.
دق قلبه بعنف اثر تلك الاطراءة و سكت يتأملها بحالمية حتى أخجلها من فرط تأمله لها، فهربت من مرمى ناظريه و هي تتحسس شعر المهرة و تسأله مغيرة مجرى الحديث:
ـــ بس مش غريبة انك تجوز اخوك الصغير قبل ما تتجوز انت؟!
اخذ نفسا عميقا و هو يفكر… ماذا لو علمت أنه متزوج بالفعل!.. و ماذا ايضا لو عرفت ملابسات تلك الزيجة و تفاصيلها؟!.. حتما ستشمئز منه و يسقط من نظرها ذلك الذي أبهرها منذ ثوان….ان كان قد ندم على زواجه بنرمين.. فلم يكن ندمه أشد من تلك اللحظة التي تقف فيها أمامه الآن.
أخيرا تحدث و هو يتحاشى النظر في عينيها كناية عن كذبه:
ـــ مكنش عندي وقت للجواز… مشاكل و املاك هنا.. و شغل الشركة هناك.. غير اني مقابلتش اللي تخليني افكر حرفيا في الجواز.
رفعت حاجبيها باستنكار:
ـــ انت عايز تفهمني انك متعرفتش على بنات في حياتك؟!
ـــ لا طبعاً عرفت كتيير جدا بحكم دراستي في الجامعة و خروجاتي اللي كانت اغلبها في السخنة و الساحل و شرم.. دا غير مجال شغلي.. يا بنتي دي البنات كانت بتتمنى بس نظرة مني..
قال عبارته الأخيرة بغرور مع غمزة من عينه، الأمر الذي اغاظها كثيرا، فسألته بتهكم:
ـــ اممم…. و مفيش بقى واحدة منهم لفتت نظرك؟!
ضيق عينيه بتفكير ثم قال بحالمية و دقات قلبه تتسارع معلنة عن هيامه بها:
ـــ في……بس مش منهم.
من نظرته الهائمة و نبرته الحنونة التي تحدث بها فهمت أنه ربما يقصدها… ذلك الشاب اللعوب يبدو من غروره و وجهه الآخر الذي أظهره لها أنه يتلاعب بها أو ربما يريد أن يتسلى معها ليثبت لها أنه محط أنظار الفتيات كما قال لها… و لكن على من؟!.. فهي ليست صيدا سهلا كما يظن.

انفرج ثغرها بغتة لتصيح و كأنها تذكرت شيئا ما:
ــــ شوفت الكلام اخدنا و نسيت أنا كنت جيالك ليه اصلا.
ابتسم بغموض فقد فهم ما يدور بخلدها و تهربها المقصود من ذلك الحوار الذي بدأته….. “حسنا فالأيام بيننا”
ـــ خير؟!
ـــ كنت جاية اديك رقم أدهم عشان تكلمه… انا كلمته و فهمته اللي حصل و قولتله انك عايز تكلمه.
أومأ ثم فتح هاتفه لتمليه الرقم و يقوم بحفظه على هاتفه، ثم استأذنت منه و غادرت من أمامه ليعود الى مهرته الصغيرة بحالة جديدة غمرته بها تلك القطة المتمردة…ريم..
في أحد النوادي الراقية بالتجمع الخامس..
تجلس دارين مع صديقتها المقربة دنيا…
ـــ اتفضلي يا قلبي… العمل المرادي مضمون مية في المية..
التقطت دارين منها زجاحة بنية صغيرة تشبه زجاحة الدواء ثم دستها سريعا في حقيبة يدها ثم قالت بنزق:
ـــ شرب تاني يا دنيا؟!.. هو مفيش حاجة تانية غير الحاجات اللي بتتشرب دي؟!
لوحت يدها لتقول:
ـــ معرفش بقى يا داري.. هو انا هتشرط على الشيخ دا في دي كمان… انتي متعرفيش انا ببقى مرعوبة ازاي و انا بكلمه.
لوت شفتيها لجانب فمها لتقول بتافف:
ـــ أوف.. انا مش عارفه ازاي متأثرش بالعمل الأولاني زي ما انا عايزة..يا خسارة مالحقتش أفرح بنجاح الخطة.
اقتربت منها برأسها لتقول بهمس:
ـــ ماهو بيقول تأثير العمل كان ضعيف لأنه محافظ على صلاته و قريب من ربنا.. انما المرادي هو عمل حسابه و عمل سحر أقوى.. بس طبعاً انتي عارفة انه كله بحسابه..

هزت رأسها و هي تقول بلامبالاة:
ــــ ميهمنيش الفلوس.. المهم يحصل اللي أنا عايزاه بالظبط.
اومأت بتأكيد:
ـــ هيحصل متقلقيش.. بس اهم حاجة يشرب منه معلقة على كوباية عصير.
اومات دارين بشرود ثم سألتها دنيا بترقب:
ـــ بس قوليلي هتقابليه ازاي و تشربيه العمل بعد ما قطع علاقته بيكي؟!
اجابتها و هي تنظر في نقطة ما في الفراغ:
ـــ هتصرف… في فكرة كدا في دماغي هحاول أنفذها.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close