رواية خلخال الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير السيد
الفصل الخامس عشر
ذهب الجميع كل الى غرفته للنوم .. حاول النوم كثيراً بلا جدوى .. جلس على حافه فراشه ينظر حوله بملل .. ثم تناول هاتفه وخرج لحديقه القصر .. بشرود يتأمل الأشجار يستمع لصوت حفيف اوراقها وكأنها تعزف على أوتار مشاعره الدفينه كعادته كل يوم منذ أن حدث ما حدث أعاد رأسه للخلف مفمضاً عينيه . مسترجعاً أحداث تلك الليله ...
فلاش باك
والد هند : وانت بقي تعرف هند منين !
باسم بتوتر : هند صديقه صديقه ليا وشوفتها معاها بالصدفه حسيت انها انسانه على خلق وان هى دى الى عاوزها تكون مراتى
نظر له والد هند بشك ثم رفع راسه بكبرياء : جيت متأخر
باسم بعدم فهم : يعنى ايه !
والد هند : يعنى هند انا قريت فاتحتها على إبن واحد صاحبى وخلال كام شهر هتكون فى بيته .. ثم وقف ومد يده له مصافحاً : شرفتنا ....
باك
زفر أنفاساً لاهبه . ها هى قد تزوجت إبن صديق أبيها المزعوم .. ذلك الوغد الذى لم يحافظ على ما تمناه هو .. لم تمانع أباها فى قراره .. لم تكن تلك الهند التى تعاهدا سوياً على الحب والوفاء .. قاطع شروده رنين هاتفه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل .. نظر للهاتف مضيقاً بين عينيه ونظر لرقم المتصل ثم لهاتفه بتعجب ثم فتح الخط سريعاً
باسم بقلق : خير يا هند فى حاجه حصلت ؟
هند : لا أنا كويسه بس ...
باسم بانفعال : بس إيه فيه إيه !
هند بتوتر : بصراحه عارفه ان الوقت متأخر بس فكرت كتير أبلغك ولا لأ والآخر قررت أبلغك بالى حصل
وقف باسم بترقب وهتف : حصل إيه !
هند : أستاذ يوسف المحامى صاحبك إنضرب بالنار وهى فى المستشفى
باسم بصدمه : إيه ! مين الى ضربه بالنار وليه
هند : مش عارفه انا عرفت من آنسه حلا الصبح وهى رايحاله
باسم بتساؤل : إسم المستشفى إيه !
هند : مستشفى .....
باسم : طيب خدى بالك من نفسك ومتخرجيش اليومين دول لحد ما نعرف مين الى عمل كده
هند بخوف : تفتكر يكون ....
باسم بضيق : مش عارف بس ممكن
هند بذعر : حاضر مش هخرج أبداً
باسم برفق : متخافيش يا هند أنا دايما فى ضهرك محدش هيقدر يضايقك وانا على وش الدنيا .. يلا أنا هقفل دلوقتى
هند : سلام
باسم : سلام
إلتفت منتوياً العوده لغرفته فتسمرت قدماه عندما لمحها ...
مها بحزن : مين هند دى حبيبتك !
باسم بتوتر : ح حبيبتى لا طبعاً
مها محاوله الظهور بمظهر اللا مبالى : وانت رايح فين كده
باسم باقتضاب : نازل مصر
مها وقد اتسعت حدقتاها : مصر !! والخطوبه
باسم : هتتاجل بس أتطمن على صاحبى عمل حادثه
نظرت له مها بشك : صاحبك
باسم مغادراً : أيوه ولو سمحتى يا مها بلغى الحاج بلال بالى حصل وانا هبلغ محمد قبل ما امشي يومين بس اتطمن وابص على الشركه وراجع
مها باستسلام : حاضر
غادرها باسم ولما تغادرها الظنون .. لقد إستمعت لآخر حديثه مع تلك الهند .. كيف لها ألا تكون حبيبته أيظنها غبيه أم ماذا
جلست على مقعد بالحديقه وستار من الدموع الحبيسه يتأرجح فى مقلتيها تنعى حظها العثر .......
------------------------------------------------
فتحت عيناها من حلمها الجميل . على واقع أجمل تلمست وجنته باناملها وخللت اناملها فى خصلاته السمراء .. ففتح بندقيتاه ورفرف بأهدابه ثم تثائب بكسل .. نظرت له بحنانها الفطري وكأنها خلقت لتكون أم لا لتحرم من تلك النعمه التى تاقت لها نفسها ...
حيدر : صباح الخير يا خاله
ندى بابتسامه مشرقه على غير عادتها مؤخراً : صباح الفل يا روح خالتك ندى
إعتدل حيدر جالساً ثم فرك عيناه وهتف بحماس : شوفتى عملت كيف فى البوع أمبارح !
ندى بلوم قارصه وجنته : الى عملته مزعلنى منك يا حيدر عيب تعمل كده فى الى اكبر منك
حيدر باستنكار : دى عجلها اصغر من عجلى يا خاله
إبتسمت له ندى بحنان : هى بتحبك وبتهزر معاك يا حيدر بس الى عملته بليل ده ميصحش أبداً
حيدر بضيق : أبوى كمان جالى إكده وكان عاوز ياخدنى إمعاه بس آنى وعدته معدتش هعيدها
ندى باسمه : برافو عليك كده انت حبيب قلب وروح خالتك .. ثم قبلت وجنتاهx وتسائلت : يلا نفطر !
أومأ لها حيدر وهتف بحماس طفولى : أيوة انى هموت من الجوع بطنى بتفرفر
ضحكت ندى وتناولت يده مقبله لها ثم إصطحبته للأسفل ......
------------------------------------------------
طرق غرفه صديقه بالمشفى ففتحت له حلا
باسم بإحراج : صباح الخير يا آنسه حلا
حلا : صباح الخير .. حضرتك مين !!
باسم : أنا باسم صاحب يوسف الى بعتلك هند
حلا بتفهم متنحيه عن فتحه الباب : أيوة ايوة إتفضل حضرتك
دلف باسم الى الغرفه بهدوء ونظر للراقد أمامه يبتسم بإرهاق
باسم : حمد الله على السلامه يا جو كده تقلقنا عليك !
يوسف بوهن : أنا الحمد لله تمام يا باسم ليه تعبت نفسك وجيت من الصعيد
باسم بلوم : انت بتهرج طب انا أصلا مش راجع من غيرك ثم نظر لحلا وهتف : وهناخد الآنسه حلا وهند كمان علشان تحضروا فرحى
حلا : ألف مبروك بس إعفينى
باسم بتفهم : متقلقيش هتاخد الحاج والدك معانا هيحب الحاج بلال جدا
ثم أعاد نظره ليوسف بتساؤل : فهمنى بس إيه الى حصل ومين الى عمل كده
يوسف متبادلا النظرات مع حلا : دى قضيه عندى وكان فى تهديدات تجاهلتها والآخر بعتلى واحد وقالى فلان بيسلم عليك وبيقولك دى قرصه ودن وضربنى بالنار
حلا بانفعال : والله ما هسيبه انا هدفعه التمن
باسم مقاطعاً : لا لا معلش حد يفهمنى
نظر يوسف لحلا فاومأ سامحاً لها بالحديث ... أخذت تروى ما حدث لباسم الذاهل أمامها وبعد ان انهت حديثها هب باسم واقفاً : سيبولى بقي الطلعه دى
يوسف مستوقفاً : باسم التهور هيورطنا مش اكتر وده الى هو عاوزه احنا معانا ادله تدينه وشهود كتير ولو مكانش جبان وخايف مكانش عمل خطوة غير محسوبه زى دى .. هو فاهم انه كده هددنى لكن الى حصل انه المتهم الأول فالى حصلى
حلا من بين أسنانها : وانا هقلب الصحافه عليه الى زى ده لازم يعرف ان الله حق
باسم : طيب دلوقتى فى خطر على حياتكم وانا عندى إقتراح
يوسف بتساؤل : إيه هو !
باسم ناظراً لحلا : بعد إذنك عاوز اقابل باباكى
حلا ويوسف فى نفس الوقت : ليه !!!
------------------------------------------------
دلفت الى غرفه الجلوس فوجدت جمالات جالسه بمفردها .. نظرت حولها .. لا أحد آخر
ليلى نفسها بتساؤل : أمال راحوا فين دول تكونش حمالات كلتهم .. ثم نظرت لحجمها واردفت : والله تعملها دى قادره وكرشها يساع من الحبايب ألف ... لعبت حاجبيها بشقاوة وقفذت بجانب جمالات
ليلى : بتعملى إيه لوحدك كده يا ست امو محمد
جمالات بغيظ : بنت انتى بلاش طريقتك بتاعه الحوارى دى
ليلى بضيق : حوارى حوش حوش هوانم جاردن سيتى الى قاعده جنبها . ثم غمزتها وتابعت : مبلاش جو صفيه العمرى ده وخليكى بنت بلد كده
نظرت لها جمالات بضيق فزفرت ليلى بضيق مصطنع : لا حول ولا قوة الا بالله الوليه دى لازم تشوف دكتور انف واذن
ثم إقتربت من اذنها صارخه : تشربى حاجه يامو محمد
دفعتها جمالات فى صدرها فارتدت للخلف
ليلى : بتزقينى علشان بقولك تشربى إيه !! تصدقى ان انا الى غلطانه ثم هبت واقفه ونظرت لها من فوق كتفها لاعبت حاجبيها بمشاكسه وهتفت : على فكره فى برص على هدومك ثم تركتها وانصرفت ضاحكه من منظر جمالات التى هبت مزعوره تنفض جلبابها الانيق وتخلت أخيراً عن دور سيده القصر !!
------------------------------------------------
جلست فى أقصى حديقه القصر تقرأ وفجأه ظهر امامها من العدم ذلك العملاق ببنطاله الاسود وقميصه الابيض الذى ابرز قوامه العضلى الممشوق
غيث : حاسبي
لم تعى سوى بساعدان عضليان يرفعانهاx بعيداً عن مقعدها الذى تهاوى فوقه سلم خشبى طويل كان يستخدمه العاملون على تزيين القصر إستعدادا للحفل
إبتلعت ريقها بخوف وتنبت لوضعها بين يديه فاعتدلت سريعاً وهمست : متشكره لحضرت
الشخص : ولا يهمك حصل خير
هاجر بذهول : هو حضرتك مصرى
ضيق بين عينيه وتسائل : أمال هندى
ضحكت هاجر بانطلاق وهتفت بطريقتها المرحه المحببه : لا قصدى يعنى إنك لبسك وطريقه كلامك يعنى ...
اومأ لها بتفهم وهتف : انا لسه مخلص كليتى فى جامعه القاهره فعلشان كده مبتكلمش صعيدى الا لما بنفعل بس بيطلع العرق الصعيدى الى جوايا يعلن عن نفسه
اومأت هاجر بتفهم ثم تابعت بتساؤل : وحضرتك خريج إيه بقي !
الشخص : زراعه وانتى !
هاجر : لا انا لسه مستنيه التنسيق ان شاء الله طب
الشخص بمزاح : ده انتى شاطره بقي
اومأت له هاجر : انا طول عمرى نفسى أحقق رغبه بابا الله يرحمه وابقي دكتورة اطفال
الشخص : إنتى من ضيوف مصر بتوع الحاج بلال !
هاجر : ايوة انا اخت العريس
أومأ لها فتابعت : أنا هاجر وحضرتك
الشخص : انا غيث ... غيث عارف الصاوى !!!
