رواية احببناها مريميه الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا آل شملول
أحببناها مـريـمـيـه { ١٣ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 

غادر جود وهو يشعر بسعاده غير طبيعيه تجتاحه . والغريب هو رغم ألم قلب مروان الا أنه سعيد بدرجة كبيره من أجل أخيه الذي يراه بهذه السعاده لأول مره .
مروان بهدوء : هتعشيني عشوه حلوه بقا بمناسبة الابتسامه الواسعه دي .
جود بضحكه : ومن غير اي حاجه يا حبيب اخوك .. اطلب عيني وانا تحت امرك .
مروان : ربنا يسعد قلبك كمان وكمان يارب .. ها هتعشينا اي ؟
جود : اممم .. اي رأيك في مشاوي ؟
مروان بحماس : اطلع ياعم .
جود بهدوء : قلتلي انك رايح الجامعه النهارده صحيح .. ليه ؟
مروان : كنت بسأل عن الدراسات العليا .
جود بفرحه : هتكمل ؟
مروان : يعني بفكر اكمل .. اي رأيك؟
جود : هي دي محتاجه رأي .. طبعا هدعمك وهتلاقيني في ضهرك كمان .. شد حيلك السنه دي في الجيش وان شاء الله اول ما تخلص نقدم دراسات عليا .. وربنا يوفقك يارب .
مروان بابتسامه : يارب .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
تجلس مريم مع اروي الي الفراش وتتحدث معها عن كل شئ حدث ..
اروي بضحكه : بقا قالك ديوان لمحمد ابراهيم .. بس انتي مقلتليش كان لابس اي ؟
مريم بتفكير : تقريبًا بنطلون جينز كحلي وتيشرت ابيض عليه كلمات انجلش من علي الصدر كده لونها كحلي برضو .
اروي : فين غض البصر يا هانم ها .
مريم : مركزتش بجد صدقيني .. انا بس لمحته .
اروي : اااه قلتيلي لمحتيييه .
مريم وهي تضربها بخفه : بطلي بواخه بقا .
قاطعهما طرقات علي الباب دلف بعدها اسلام بابتسامه : طبعا بتقدمي تقرير مفصل يشبه التقرير اللي قدمتهولك اروي لما رحت خطبتها .
مريم بضحكه : مش صحبتي .. يوه .
اسلام : وانا اقدر اتكلم .. المهم اي الدنيا ؟.. وبعدين صح انتي ليه مشيتي كده قبل ما ندخل ؟
مريم بهدوء : اا .. عادي يعني .. سألني علي كام حاجه وانا كمان وخلاص بقا .. اقعد لي تاني ؟
اسلام بمكر : اوك .. بما ان عندك اروي صحبتك اللي تديها وتاخدي منها تقارير .. فأنا كمان عندي جود اروح آخد منه التقرير .
مريم بسرعه : لا لا انا هديهولك انا .
ضحك اسلام واروي عليها ثم استأذنت اروي لتذهب ..
أخذها اسلام بسيارته ليوصلها .. وتحدث بهدوء وهي معه : انا مبسوط اوي لعلاقتك انتي ومريم .
اروي : وانا في قمة سعادتي عشان عندي صحبه زي مريم .
اسلام : بس ؟!
اروي : بس اي ؟
اسلام : مريم بس ؟
اروي بخجل : احم .. وزوج زيك اكيد .
اسلام بضحكه خفيفه : وانا اسعد ما يكون عشان عندي جوز الخدود اللي مبيبطلوش يحمروا دول .
اروي : لا والله !
ضحك اسلام بقوه وهو يتمتم : بس بس هتضربيني ولا اي ؟.. المهم قوليلي مريم رأيها اي في جود ؟
اروي : مش عارفه .. ملحقتش اعرف اصلا .. انت دخلت علينا .
اسلام : هتكلم تاني معاها وربنا يقدم الخير .
اروي : يارب يارب .
وصل اسلام حيث منزل اروي ونزل معها حتي باب المنزل .. وفتح لهما والدها .. لكنه اعتذر كي يعود سريعا فدلف والدها وتركها معه عند الباب .
اسلام بابتسامه ماكره : فاكره ؟
اروي بعدم فهم : فاكره اي؟
اسلام : الحضن اللي سبق وخدته هنا علي الباب ده ؟
اروي بخجل : بس بقا .
اسلام : طب ما نعيده مره كمان بس .
اروي : امشي يا اسلام الله لا يسيئك .. امشي .
ضحك اسلام ثم اقترب وطبع قبله علي جبينها وغادر .. في حين ابتسمت هي بحب ودلفت للمنزل بهدوء .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
عاد اسلام للمنزل ودلف لمريم بهدوء : حبيبتي نمتي ؟
مريم : لا تعالي .
دلف اسلام وجلس بجانبها بهدوء : ها .
مريم : اي ؟
اسلام : مش عايزه تقوليلي حاجه ؟
مريم بخجل : اا .. يعني هو .. اممم
اسلام : طيب انا مش عايز توصفهولي واخلاقه والدنيا دي عشان انا عارفه .. بس عايز اعرف راحتك انتي فين ؟.. يعني مرتاحه ؟.. بتفكري ازاي ؟.. شاركيني .
مريم بهدوء : اسلام .. كان .. كان في حاجه عايزه اقولك عليها بس .. بس عشان خاطري متزعلش مني .. صدقني كان غصب عني .
اسلام بهدوء : ازعل منك اي ياعبيطه .. يلا قولي .. ومش هزعل .. لو مش عيزاه ..
مريم مقاطعه : لا لا لا مش كده .. هو .. هو اصل يعني ..
اسلام : في اي يا بت قولي علي طول .
مريم : من فتره كده .. يعني .. اا .. فاكر يوم ما .. يوم ما جيت وقلتلك عايزه اشارك في الجروب واخد ثواب وكده .. يوم خطوبتك من اروي ؟
اسلام بتذكر : ايوه فاكر .
مريم : انا في اليوم ده كنت .. يعني علقتله علي بوست كان بيسأل فيه عن حاجه وكده .
اسلام وقد تذكر حديث جود الذي أخبره بأنه عرفها واحبها بسبب هذا التعليق .. فتحدث بهدوء : وبعدين؟
مريم : بصراحه انا دخلت بروفايله .
اسلام : وبعدين ؟
مريم : قعدت فتره غايبه وبعدها لما فتحت تاني رجعت فتحت اميله .. وفضلت كده فتره .. يعني كل فتره كنت افتحه واقراله كل اللي كان بينزله جديد ... و .. و ..
اسلام مشجعا اياها : و ايه كملي متخافيش .
مريم بتنهيده : حسيت ان فيه انجذاب ناحيته .. بس لما جيت وقلتلي ان في واحد هيتقدملي انا خدت عهد علي نفسي مش هدخل بروفايله تاني ابدا .
اسلام : وبعدين ؟
مريم : انت قلتلي انه اسمه جود وانا .. انا يعني اتمنيت يكون هو نفسه .
اسلام : وطلع هو نفسه ؟
اماءت مريم عدة مرات فابتسم اسلام وجذبها الي احضانها وهو يمسد ظهرها بحنان : كبرتي يا بت مريم .
مريم وهي تشدد علي احتضان اخيها : مهما كبرت هفضل محتاجالك جنبي يا اسلام .. اوعي تبعد .
اسلام : عمري يا بنتي .. انتي اختي الوحيده وحته من قلبي وطول عمري هفضل سندك وحمايتك من العالم كله .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان صباح متعدد المشاعر .. هناك من هو سعيد وهناك من هو تعيس .. هناك هذا وذاك وما بين الاثنين الكثير من الخفايا التي تحتاج للبوح ..
كان يستعد للمغادره .. فهو سيعود لجيشه اليوم .. وعليه ان يستغل فرصة بعده عن أخيه ومريم بمحو اسمها من دماء قلبه ..
جود بهدوء : اتفضل ياسيدي .. ادي الشاي وادي البسكوت .
مروان بابتسامه : علي الله بس ميكونش الشاي تقيل زي عادتك .
جود : لا لا متخفش بقيت بظبطه يا عم .
تحركا بهدوء وركب مروان بجانب جود الذي أصر علي الذهاب معه حتي آخر محطاته كما فعل في أول يوم ..
جود قاطعًا الصمت السائد بالسياره : بتاكل كويس هناك؟
مروان بتأكيد : اوي اوي .. انت متتخيلش ان خدمتي تلت ارباعها اكل اصلا .
جود بضحكه : اهم حاجه مترجعليش تخين وملظلظ .
مروان : لا متخفش عليا بشرب بيبسي دايت بعد الاكل .
ضحكا معًا حتي وصل جود حيث محطة الأتوبيس التي سيركب منها مروان ..
نزل واحتضن اخاه بقوه واستودعه الله ثم عاد لشركته ..
لم يمر الكثير من الوقت حتي دلف اسلام بعد عدة طرقات خفيفه علي الباب .
جود بابتسامه : تعالي ياغالي
اسلام : كلمه ورد غطاها .. فطرت ولا هتفطر معايا .
جود وهو يعد علي اصابعه : واحد اتنين تلاته اربعه .
اسلام بعدم فهم : هو اي ده اللي اربعه ؟
جود : مش انت قلت كلمه ورد غطاها ؟.. انت في الواقع قلت اريع كلمات مش واحده .
اسلام بغيظ : ابقي خلي خفة دمك تأكلك بقا .
تحرك جود وأمسكه من ذراعه وهو يضحك : بس بقي متبقاش بايخ .. بهزر معاك يا أخي يوه .
اسلام : هتبقي زوج اخت متعب علي فكره .
انتبه جود سريعًا وتغيرت تعابير وجهه للفضول والفرحه وهو يتمتم : وافقت ؟؟
اسلام بضحكه : لا لسا هتقرر بعد يومين تلاته .
جود : ربنا يقدم اللي فيه الخير يارب .
ابتسم اسلام بفرحه لاستشعاره مشاعر جود تجاه اخته .. ثم تحركا معًا لأقرب مطعم ليتناولان طعام الإفطار .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كانت تجلس الي فراشها وتتحدث مع مريم عبر الفيس بوك وتضحك بقوه .. طرقات خفيفه علي الباب دلف بعدها معاذ ..
شهد : تعالي ياميزو .
معاذ : بتعملي اي ؟
شهد : بكلم مريم .
معاذ : واي بيضحك اوي كده لما بتكلمي مريم ؟
شهد : العريس راحلها امبارح وكانت مقابلتهم خيال .. وانا بضحك علي موقفها وتوترها منه .
معاذ : هي وافقت ؟
شهد : مبدئيًا اه .. بس هتبلغهم موافقتها بعد يومين .
معاذ : اشمعنا ؟
شهد : عشان بتصلي استخاره ولو حست بارتياح نفسي ليه هتوافق .. وصلت امبارح اول صلاه والحمد لله صاحيه مبسوطه اوي وبتتنطط .. دي حتي نزلت بوست من ديوان " تفاصيل الوحده والونس " لمحمد ابراهيم ... اقعد اسمعهولك وانت بنفسك تحكم اذا فرحانه ولا لا .
جلس معاذ بحذر فتحدثت شهد سريعًا : اسمع يا سيدي ..
بكلم ربنا عنك ..
وبدعي تكون من حظي ..
وقسمة قلبي ونصيبه .
لقيتك حلم مش ناويه ..
اسيبك تمشي ولا اسيبه .
انتهت شهد من قراءة نص الديوان ونظرت لمعاذ الذي ينظر للفراغ وتحدثت بجديه : معاذ .. مريم مش ليك .
نظر لها معاذ بألم : ليه لأ ؟.. انتي كنتي وحيده من غير صاحبه ولا حد يدلك للصح .. وانا زيك .. ليه فرحانه انها هتكون لغيري .. ليه مبتتمنيهاش ليا ؟.. ليه بقيتي انانيه واكتفيتي انك تصاحبيها لوحدك ومكنش انا كمان جزء من حياتها ؟
انفجرت شهد فجأه : عشان مريم مش ليك .. عشان مريم نظرتها للراجل وامنيتها في شريك حياتها اكبر بكتير مما تتخيل او من مقدرتك .. مريم عايزه واحد بطبيعته مبيتصنعش .. مريم عايزه واحد يحبها بجوارحه .. مش يعيش في وهم حبها لمجرد انه شاف منها موقف واتنين جننوه عشان ملهاش زي في الزمن ده .. مريم عايزه واحد يشدها لفوووق اوي وياخد بايدها لربنا مش هي اللي تشده .. مريم عايزه فرح اسلامي ميكونش فيه اغاني وهلس .. لا عيزاه دُف ومش بعيد تكون عيزاه منفصل .. مريم عايزه بيت بسيط مليان دفا وامان .. مش خوف وتوتر .. مريم عايزه حد يحافظ عليها ويخاف عليها من نفسه مش يسعي انه يطلعها وحشه .. عشان هي مريم وانت معاذ .. عرفت ليه ولا لسا محتاج تعرف اكتر ؟
كان ينظر لها بضعف وتيه وتفاجؤ وألم وحزن .. مشاعر مختلطه وحروب تُقام بداخله ..
ومن دون سابق انذار وقف عن الفراش وجذب اللابتوب الخاص بشهد من يدها ودفعه الي المرآه فتهشمت وتهشم اللاب كذلك وصرخ فيها بحده افزعتها : انا زيي زيك .. انا كمان ملقتش اللي يدلني علي الصح ويحبني ويحتويني .. انا كمان عايش وحيد ولحد دلوقتي وحيد .. طلعت ملقتش في حياتي غير سالي وبس .. سالي اللي ديما معايا في كل خطوه في حياتي .. مش ذنبي اللي انا فيه مش ذنبي .. ومش ذنبي اني مش فتي احلامها .. تقبلني زي ما انا وانا ههد الدنيا عشان اكون زي ما هي عايزه .. لكن متقطَّميش فيا كده .. انا كل اللي انا فيه ده مش ذنبي .
وقفت شهد وابتسمت بحنيه واقتربت منه بهدوء حتي جذبت رأسه واحتضنته بقوه وأخذت تربت علي ظهره فجلس بها الي الفراش واستكان بين احضانها ..
شهد بعد فترة صمت : لو عايز فعلا تتغير يبقي عشان نفسك مش عشان حد .. صلح من نفسك ومن حياتك .. انت حطيتني علي اول الطريق الصح ومريم بتكمله معايا .. وانا ده دوري احطك علي اول الطريق .. بس مش مريم اللي هتكمله معاك .. في حد تاني مستني منك كلمه بس عشان يقرب .. مستني منك بس اشاره ويحتويك ويخبيك عن العالم كله .. بص حواليك كويس وحاول تكوِّن لنفسك تيم صغير مليان حنيه وامان وقرب من ربنا .. انسي مريم وفكر في حياتك .. شوف بعنيك وقلبك .. مريم مش ليك يا معاذ بلاش تتعب نفسك اكتر من كده .
بعد فترة صمت اعتدل معاذ ومسح عينيه ونظر لها بهدوء وهو يتمتم : تعرفي عمي فين ؟
شهد : لا مش عارفه .. بس اكيد رقيه عارفه .
اماء معاذ بهدوء ثم غادر الغرفه متجهًا الي الحديقه حيث تجلس رقيه ..
معاذ : رقيه هو عمي فين ؟
رقيه بانتباه : هاه .. اا .. اه اه هو في شرم .. عنده مقابله هناك وهيرجع بعد يومين .
تنهد معاذ بهدوء وهو يتمتم : تمام .
كان علي وشك الذهاب لكن اوقفته رقيه بسرعه : معاذ انت كويس ؟.. مالك؟
نظر لها مطولًا قبل ان ينتبه لنفسه سريعًا وتمتم قبل ان يغادر : انا كويس متقلقيش .
غادر معاذ تاركًا اياها خلفه تنظر في اثره بحزن وهي تتمتم : ربنا يداوي قلبك يابن عمي .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يجلس الي فراشه يفكر بها وبتلك اللحظات التي اختطفها برؤيته اياها .. كان يبتسم كل فنية وأخري وهو يتذكر حديثهما معًا .. استطاع بكل بساطه ان ينتشلها من توترها حينما تحدث عن الدواوين والأشعار .. انها تعشقهم لحد الجنون .. لقد تصرفت بتلقائيه تامه وتحدثت بكل اريحيه في هذا الوقت ..
قام بتشغيل بيانات هاتفه ووجد نفسه لا اراديًا بداخل اميلها الشخصي .. ازدادت ابتسامته اتساعًا ورفرف قلبه عاليًا ويكاد يقفز من مكانه من فرط سعادته وهو يقرأ تلك الكلمات التي انتقتها من بين دواوين محمد ابراهيم .. دلف حيث ديوان محمد ابراهيم الـ pdf الذي حمله علي هاتفه وبدأ يقرأه من البدايه حتي يصل الي كوبليه مناسب كي يكتبه هو الآخر من أجلها .. وقد وصل أخيرًا الي ما يريد .. ففتح صفحته الشخصيه وقام بكتابة الكوبليه الذي اختاره ثم أغلق هاتفه وذهب في سبات عميق وابتسامته ترتسم علي وجهه .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كانت تذاكر دروسها مع اروي في جروب الواتس اب الخاص بالمذاكره .. وحينما انتابها الارهاق اخبرتها بأن يتابعوا غدًا لأنها أرهقت وتود النوم .. وبالفعل كانت ستُغلق هاتفها وتنام .. لكنها فتحت صفحته الشخصيه أولًا لتري آخر ما قام بتنزيله وتطمئن لكونه موجود .. ابتسمت باتساع وسعادة ترفرف حولها وهي تقرأ تلك الكلمات التي شاركها منذ ساعتين تقريبًا .. لقد كان كوبليه من ديوان " واتقابلنا " .. ونصه كالتالي : ..
محمد ابراهيم قال الكوبليه ده بتاريخ ١٥ يناير ..
ودلوقتي انا هقوله بس بتاريخ ١٠ نوفمبر ..
واتقابلنا ..
والحياه احلوت وبدأت من جديد .
بنت علي هيئة سعاده ..
ماشيه بشويش في الوريد .
شوفتها حسيت بلمسة
كهربا بتمسك في روحي ..
بنت أجمل من طموحي ..
بنت أجمل م اللي كنت أتخيله ..
حسيت ساعتها بإن عمري ..
يدوب كإنه في أوله .
حسيت مشاعري اتلخبطت ..
والقلب تاه .
اسلوب عيونها في الكلام ..
ملفت أوي للإنتباه .
أسلوب عيونها في الكلام ..
أسلوب حياه .
كانت هي اول حاجه بجد تحصلي السنه دي .
كانت تقرأ ما كتبه بيده وتشعر وكأنها تقرؤه لأول مره... تشعر بكل حرف لها ولها فقط .. تشعر بسعادة تغمرها .. وحياة سعيده تناديها... تذكرت الاستخاره فتحركت بسرعه .. توضأت وصلت لله استخارة ثم استكانت الي فراشها تفكر به حتي ذهبت في سبات عميق .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كانت تجلس في السكشن شارده وحيده ذابله .. لأول مره تذهب الي الجامعه دون أي مساحيق تجميل .. ومع ذلك تبدو كطفله صغيره جميله وهادئه ..
دلف الي السكشن بهدوء وتحدث بجديه كي يصمت الجميع .. وبدأ السكشن مع بحثه عنها بعينيه حتي وقعت عليها شارده تلعب بالقلم فوق المقعد .. تابع الشرح حتي انتهي .. وبدأت الطلبه في الخروج من السكشن بينما هي لم تتحرك .. اقترب منها بهدوء ثم تحدث : ازيك يا سالي ؟
رفعت سالي عينيها العسليه اليه ونظرت له فتره قبل ان تنتبه لوجوده ولنظراتهما المعلقه ببعضهما فتحدثت ببحه أثر صمتها لفتره طويله : اهلا يا مستر .
المعيد بلال : انتي كويسه ؟
سالي : اه كويسه .
بلال بهدوء : سالي لو في حاجه اقدر اساعدك فيها قوليلي .
سالي بتنهيده : اي اللي ممكن تساعدني فيه بالظبط ؟
بلال : اي حاجه اقدر عليها هعملها عشانك .
انتبهت لنبرته فتحرك هو سريعًا قبل ان تفضحه مشاعره : انا في مكتبي ... في اي وقت احتجتي حاجه هتلاقيني .
غادر وتركها تنظر حولها بتيه .. الي متي ستبقي بهذا الوضع ؟.. لما لا تسمح له ان يساعدها ؟.. علي الاقل يستمع لما بقلبها ؟.. علها ترتاح من كم الكره والبغض الذي تحمله بداخلها .
تنهدت بتعب ثم تحركت من السكشن .. وقبل ان تخرج منه اصطدمت بإحدي الفتيات اللاتي يدلفن الي السكشن .. كادت تعنفها لكنها رأت مريم القادمه من بعيد وهي تبتسم بفرحه هي وصديقتها .. ازداد ألم قلبها وهي تراها بهذه البشاشه والابتسامه السعيده .. لمَ ليست سعيده مثلها ؟..
لكنها غادرت المكان سريعًا دون اي كلمه ولم تدري بنفسها الا وهي امام مكتب بلال .. طرقت بهدوء ودلفت لينظر لها مطولًا .. فتحدثت بهدوء : متأكد انك هتساعدني ؟
بلال : كل اللي هقدر عليه هعمله عشانك يا سالي .
تنهدت بقوه ثم جلست الي مكتبه وبدأت تتحدث بخفوت : انا .. انا وحيدة أهلي .. عايشه بين أم وأب مبيعملوش حاجه غير يا بيتخانقوا يا بيمثلوا الهدوء والسعاده عشان في ضيوف عمل في البيت .. نشأت مشتته نفسيًا .. مكانش ليا غير معاذ .. عرفته من وانا عندي ست سنين وطول عمري انا وهو مع بعض .. كنت عيله في اولي اعدادي وكل حفلات المدرسه مكنش حد بيحضرها معايا لا بابا ولا ماما .. والكل بدأ يشاور عليا ويضحكوا باستهزاء ويقولوا ملهاش أهل .. امها وابوها مبيحبوهاش .. وقتها ثقتي في نفسي اتهزت وحسيت فعلا انهم مبيحبونيش .. طول الوقت الداده هي اللي بتراعيني وتساعدني في احتياجاتي .. حفلات المدرسه مبقتش احضرها .. مبقتش اقعد في مكان في ناس عشان محدش يشاور عليا .. مكنش ليا غير معاذ اللي كان محسسني بحبه كصاحب .. وشهد اخته مكنتش بتحبني وديمًا تسيب المكان اللي بكون فيه وتمشي .. وعشان كده اكتفيت بمعاذ وبس .. لحد ما معاذ كمان سافر هو واخته وعمه وبنت عمه .. بس شهد قبل ما تسافر قالتلي استمتعي بحياة مفيهاش معاذ .. وفعلا معاذ سافر ومكناش بنتكلم كتير غير في اضيق الحدود .. خسرت صاحبي الوحيد من الدنيا .. فكان لازم اتحول لشخصيه شرسه تنهش اي حد يفكر يتكلم معاها ولو نص كلمه .. وكانت بداية المأساه من عند مريم .. اتخبطت في صحبتها ولما زعقتلها مريم وقفت في وشي وخلتني معرفتش ارد بنص كلمه .. وقتها حسيت اني رجعت تاني للبنت بتاعة اولي اعدادي لما اتشاور عليا واتقالي ملهاش اهل ومحدش بيحبها .. وحسيت بالعجز والضعف وقمة الألم .. ان البنت اللي خبطت فيا دي ليها حد مستعد ياكل اللي يغلط فيها ..
كلمت معاذ اللي وعدني يجيبلي حقي بمجرد رجوعه .. وده اللي عمله فعلا .. بدأنا نخطط ازاي نوقعها .. مكنتش اعرف اني بحط نهاية لعلاقة الصحوبيه بيني وبين معاذ .. وخسرته ورجعت لوحدي تاني البنت بتاعة اولي اعدادي تاني .
انهت حديثها بتنهيدة ألم وهي تمسح عيونها بقوه .
بلال بهدوء : سالي .. تقبليني في حياتك ؟
نظرت له سالي بعدم فهم فتحدث مجددًا بهدوء : ممكن تديني رقم والدك ؟
سالي بعدم فهم : ليه ؟
بلال : هتعرفي قريب .
تنهدت قبل ان تعطيه رقم والدها ثم استأذنت لتغادر وهي تتمتم : انا المفروض امشي بقا .. و .. وشكرا عشان سمعتني .
بلال بابتسامه : متشكرنيش علي حاجه .. انا حتي معملتش حاجه عشانك لسا .
سالي : كفايه انك قطعت من وقتك وسمعتني .. بعد اذنك .
غادرت سالي تاركه بلال الذي تمتم في نفسه : انتي جواكي بنوته حلوه اوي يا سالي .. ولازم اخليها تظهر .. ولازم اخلي الكل يشاور عليكي .. بس المره دي يشاوروا بحب .
**************************