رواية خلخال الفصل العاشر 10 بقلم هدير السيد
الفصل العاشر
طرقات سريعه على باب مكتبه جعلته يعقد بين حاجبيه بتعجب وهتف : ادخل
دلفت الى المكتب بملامح منزعجه ساحبه خلفها فتاه فى بدايه العقد الثانى
هب واقفاً وتحرك مقترباً منها بتساؤل
يوسف بقلق : فى إيه يا حلا مالك ؟
ثم أشار للمختبئه خلفها : ومين الآنسه
حلا بانفعال : الآنسه تم إغتصابها وعاوزاك تساعدنى نرفع قضيه ونقلب الرأى العام
الفتاه بخوف : لا لا أرجوكى أهلى يموتونى ثم همت بالإنصراف
حلا ممسكه يدها ثم تكلمت برفق : ترضى الى إتعمل معاكى يتعمل مع غيرك !! تعرفى ان بسبب سكوت البنات قبلك انتى بقيتى فى الموقف ده !! ثم متشغليش بالك بأهلك ثم نظرت ليوسف واردفت : انا وأستاذ يوسف هنقنعهم ومش هنخلى وسائل الإعلام تعرف شكلك ولا إسمك ثم نظرت ليوسف الممتقع الوجه وهتفت برجاء : صح يا يوسف
اومأ لها موافقاً ثم أشار لهم بالجلوس : إتفضلوا أقعدوا وياريت أسمع الحكايه بالتفصيل
جلست كل من حلا والفتاه وبدأت الفتاه تحكى قصتها بحرج حتى انتهت
طحن يوسف أسنانه وهتف : القضيه دى بتاعتى وانا هودى إبن .... ده فى ستين داهيه ثم نظر لحلا وأضاف : للأسف ظاهره الإستغلال الجنسي من جانب الاساتذه للطالبات انتشرت جداً وبسبب خوف الأهالى وسلبيتهم بيستمروا فى قذارتهم دى بدون رادع ثم نظر للفتاه أغرقت وجهها الدموع بحزن وسألها : تعرفى بنات حصلت ليهم نفس حادثتك !
أومأت الفتاه موافقه وهمست ببكاء : بس مش هيرضوا يتكلموا فى بنات خافوا يقولوا لأهلهم وقرروا قبل الجواز ييعنى يعملوا عمليات يرجعوا بنات تانى و تتقفل الحكايه من غير فضايح
يوسف بانفعال : ده إسمه نصب من حق الى هيرتبط بيهم يعرف ذنبه إيه يتخدع
حلا مجيبه بسخريه : ببساطه لأن محدش هيتقبلها وبيعتبروا ان بكاره البنت أهم شئ للأسف بنات كتير منحله وبتظهر بمظهر المحترمه وبتحافظ على بكارتها وبيتجوزوا عادى لكن لو بنت فعلا محترمه وتم إغتصابها بيعتبروها عار على المجتمع للأسف مجتمع معاق
أومأ لها يوسف موافقاً ثم توجه بالحديث للفتاه : أنا وحلا هنيجى معاكى وهنتكلم مع أهلك وياريت تبلغينا بأسماء البنات التانيه الى تعرفيهم وحصلهم كده واحنا هنتصرف
أومأت الفتاه باستسلام يبدو أنه متأصل فيها
فوقفت حلا هاتفه : يلا يا يوسف
(الإستسلام والخضوع طرفان فى معادله واحده لا يطبقها سوى مجتمع عاق يلفظ أبنائه خارجه والمجتمع هنا ليس بمكان بقدر ما هو كيان كأسره علمت بناتها الإستسلام اصبحت كالقاضى والجلاد والفتاه مدانه بانوثتها فى مجتمع يقف إجلالاً للخداع )
------------------------------------------------
صف سيارته فى مدخل القصر وترجل منها فترجلت ليلى بدورها متلفته حولها بانبها هاتفه : ياااااه وانا الى فاكره الصعايده عايشين فى بيوت صغيره وبيناموا فوق الفرن
محمد بسخريه : ده فى المسلسلات الى واكله عقلك انما فى الواقع لأ
ليلى بضيق : مالها المسلسلات !
محمد : لا بقولك ايه مش وقتك الله يكرمك الناس مستنيانا .. ثم اشار لها بيده لتتقدمه .....
إقترب من جده مقبلاً يده المستنده على عكازه فربت الحاج بلال على رأسه ونظر لها ثم اشار لها لتتقدم
أقبلت ليلى عليه مقبله يده بدورها فابتسم لها بلال بهدوء وهتف : منورة الدار يا بنيتى
ليلى بابتسامه : منور بيك يابا الحاج
ضرب محمد على راسه ومال عليها هامسا من بين أسنانه : آبا الحاج دى فى ذئاب الجبل صح الله يخربيتك يا بعيده
نظرت له بضيق وفتحت فمها لتتكلم فأشار لها بالسكوت ناظراً جهه جده المتابع للموقف بتسليه
صباح الخير يا جد..... ثم ماتت باقى الكلمات على شفتيها عندما لمحته
الحاج بلال : صباح الرضا يا بنيتى تعالا سلمى على جوزك
إقتربت منها ليلى مسرعه محتضنه لها فهى الوحيده التى تعرفها فى هذا المكان .. ربتت ندى على ظهرها برفق
ليلى : وحشتينى يا ست ندى
إبتعدت ندى عنها هامسه
ندى بابتسامه مهزوزه : إزيك يا ليلى
ليلى بضيق : عايشه .. ثم اضافت بصوت خافت : والله ما لمسنى
نظرت لها ندى بشك ثم تناولت يدها وإستاذنت من الجميع منصرفه بصحبتها
بمجرد ان وصلتا الى حديقه القصر تكلمت ندى : انتى رفضتيه !
أومأت لها ليلى نفياً : لا هو الى مش طايقنى لوحده
تهللت ملامح ندى فنظرت لها ليلى بحنان مردفه : طالما بتحبيه أوى كده ليه جوزتيه
ندى : علشان يحقق حلمه يا ليلى
ليلى بمزاح : طيب تاخديه لوحدك وتدينى التليفيزيون الحلو الكبير الى فى الصاله
ضحكت ندى بانطلاق على مزحتها وهتفت : مجنونه .. المهم روحى سلمى على الباقى علشان جمالات هانم متقلبش عليكى
تذكرت ندى حماتها المصون وهتفت : يا ساتر الست دى بتفكرنى بفيفى عبده فى تمسليه الحقيقه والسراب ثم رفعت يدها للسماء وأردفت : عقبال ما اشوفها مشلوله زيها وبؤها جاى على جنب كدهو ومتعرفش تقول خمسه مواااه جمالات بنت أمو ثم ضيقت بين حاجبيها وتسائلت : إلا هى إمها كانت امو ايه !
ندى ولم تستطع كتم ضحكتها : معرفش
ليلى باستسلام : خلاص امو جمالات المهم الدعوة تكمل علشان ربنا يقبلها
أتاها صوت جمالات هاتفه بحقد :دعوة إيه دى الى تكمل م تضحكونا معاكوا
همست ليلى لندى : يا ساتر يارب زى القضا المستعجل الحيزبون دى مرات ابو الهول
كتمت ندى ضحكتها فاعتدلت ليلى ورسمت إبتسامه مصطنعه على شفتها وهتفت : يا أهلاً يا أهلاً يا حماتى منورة
جمالات باستنكار : حماتى !
ليلى : ايوة امال أقولك ايه !! يا خالتى أمو محمد !
جمالات بذهول : خالتى !
ليلى صارخه بأذن جمالات : انتى مبتسمعيش يا حماتى طب كده كويس سمعاااااانى
دفعتها جمالات منصرفه وسط ضحكات ندى التى لم تستطع منعها فأدمعت عيناها من الضحك
إندفع محمد لخارج القصر وأقترب من ليلى والشرر يتطاير من عينيه وهتف : انتى عملتى إيه مع أمى
رفعت ليلى كتفيها ببرائه وهتفت بتساؤل : عملت إيه !
محمد مقترباً بخطوره كازاً على أسنانه : عملتى ايه امى داخله القصر بتكلم نفسها
ليلى بذهول : يا عينى هى إتجننت !! معلش الصعيد اسمع ان الشمس فيها حاميه تلاقيهل خدت ضربه فوق نافوخها ق قصدى اسمها ايه ضربه شمس
محمد محاولا السيطره عل أعصابه : طي ادخلى جوة علشان متعصبش عليكى
اومأت له برأسها وغمزت ندى خفيه ثم دلفت للقصر
نظر محمد لندى ثم إقترب ناظراً لها بلوم : مش عاوزة تسلمى عليا !
ندى بارتباك : ل لا أبداً
إقترب اكثر وهمس قرب اذنها : طب موحشتكيش
نظرت له نظره عتاب صامته وتسائلت : يعنى انا الى وحشتك
أومأ لها بتأكيد ثم إقترب من شفتيها وهمس : جداً
رفعت نظراتها العاشقه إليه وهمست : وليلى
محمد مبتعداً بضيق : يا ندى انتى الى دخلتيها بيننا
ندى : علشانك . علشان بحبك ومش قادره أسعدك
محمد وقد لانت ملامحه فسحبها الى أحضانه مقبلاً قمه رأسها واستنشق رحيق خصلاته مسبلاً أهدابه هامساً : وحشينى أوى يا ندى
------------------------------------------------
جالسه فى غرفتها كمن ينتظر تنفيذ حكم الإعدام به فقد وصل أخاها والعائله كلها أتت
للترحيب به والإتفاق على زواجها . نزلت دمعه حاره منها مسحتها بسرعه عندما طرق باب غرفتها
مها : أدخل
دلفت جمالات الى الغرفه بسعاده : يلا يا مها جدك عاوزك تحت ولاد عمك جم وعريسك زى القمر ومهندس زراعى انا عن نفسي عجبنى
نظرت لها مها بملامح غير مقروئه وأومأت برأسها موافقه ثم همت بالإنصراف معها
إستوقفتها والدتها وفتحت دولاب غرفتها متناوله عبائه قيمه كانت قد إشترتها لها عندما علمت بقرار الحاج بلال
جمالات : إلبسي دى وحطى طرحتها على راسك علشان جدك انتى عارفاه وانا هستناكى بره
أومأت لها مها فتركتها الأم وانصرفت ... شرعت فى تغيير ملابسها بملامح غير مقروئه وكأنها إستسلمت لمصيرها فهى تعلم أى مصير ينتظرها وتعلم أيضاً انها تستحقه !!
------------------------------------------------
كعادته كل يوم أتى مصطحباً إبنه الى قصر الصاوى .. إستقبله الحاج بلال مرحباً : تعالا يا حمزة يا ولدى جرب .. ألقى السلام على الجميع و إقترب من الحاج بلال وانحنى باحترام مقبلاً يده .. ربت بلال على رأسه وهتف : الله يرضى عليك يا ولدى ثم اشار للمقعد بجانب فجلس حمزة بهدوء
بلال : النهارده هنجرى فاتحه بتنا مها على ولد عمها غيث
حمزة بابتسامه : الف مبروك يا حاج طيب بالاذن وهم بالوقوف فاستوقفته يد بلال هاتفاً : انت كمان هتحضر وتبارك الجوازة معانا انت واحد منينا يا حمزة ومامنينك على لحمنا عترفض لراجل كبير طلب إياك
إبتسم له حمزة : ما عاش الى يرفضلك طلب يا كبيرنا
ربت بلال على كتفه ونظر للجميع وهتف يلا يا محمد حط يدك فى يد ولد عمك وإجروا الفاتحه
السلام عليكم
قاطعهم هذا الصوت الواثق لباسم فنظر له محمد بذهول : إنت جيت امتى
باسم : يا راجل رد السلام الاول ثم إقترب مقبلاً يد بلال الذى ضحك له وهتف : أمنور يا باسم يا ولدى والله ولك شوجه ثم أصاف معاتباً : عاش من شافك
باسم باحترام : والله مشغول يا حاج انت عارف وأدينى جيت أهو
بلال : زين عملت يا ولدى علشان تحضر إمعانا جرايه فاتحه اختك مها
باسم مقاطعاً : بعد إذنك يا حاج سيدنا المصطفى قال لا يسم المسلم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته
الجميع : عليه الصلاه والسلام
بلال : أيوة صوح يا ولدى بس ايه لازمته الحديت ده
باسم ناظراً لمحمد : أنا يا حاج طلبت مها من محمد
بلال بانفعال : كيف يعنى ثم نظر لمحمد بغضب : كيف تتصرف من دماغك بدون إذن
نظر محمد باستفهام لباسم الذى بادله نظرته بأخرى راجيه فأجاب : معرفتش اقول ايه يا حاج وانت كنت مصمم
هب غيث واقفاً : إيه الحديت الماسخ دى البت لابن عمها
بلال مقاطعاً : معادش ينفع يا ولدى طالما خطبها من أخوها
ثم نظر لباسم وهتف : وفين عيلتك يا ولدى ليه ماجوش
باسم : كنت بس مستنى اشوف قرار حضرتك وهبعت أجيبهم أكيد بعد إذنك
علت الهمهمات فى الغرفه وتلألات الدموع فى عين مها التى كانت تهم بالدخول وتوقفت عندما سمعت صوت باسم وتابعت الحوار من أوله
وقف بلال طارقاً بعصاه على الأرض وهتف : معاوزش اسمع نفس الى حصول حصول وكل شى نصيب وانت ولد زين هتحافظ على بتنا على بركه الله نجروا الفاتحه
