اخر الروايات

رواية زواج لرد الجميل كاملة وحصرية بقلم ماما سيمي

رواية زواج لرد الجميل كاملة وحصرية بقلم ماما سيمي



لحلقة الأولى

فتحت باب منزلهم وهي تتسلل للدخول في وقت متأخر فلم يبقي سوي أقل من الساعة ويأذن للفجر تسحبت علي أطراف أصابع قدمها وما أن أقتربت من الدرج الداخلي للڤيلا إلا وفتح نور البهو تخشبت في مكانها وأستدارت تواجه والدها الذي كان في أنتظارها منذو وقت كبير وقد نال منه القلق بشده وأخذ يصور له الشيطان الكثير والكثير من الظنون السيئة التي وقعت بها أبنته فا تارة يصور له وقوعها فريسه لأحد الشباب يفعل بها ما يشاء ومرة يصور له أرتكابها لحادث ومرة اختطافها أحد منافسية ليساومه علي صفقة ما وشرد في كل تلك التخيلات السيئه لم يفق منها إلا عندما سمع صوت المفتاح يدور في قفل الباب وعندما وجدها تدخل تتلصص حمدالله كثيرا ولكنه لابد من أن يعقابها علي فعلتها تلك أشد عقاب فهي زادت كثيرا مؤخرا في السهر لوقت متأخر
لوچين بتوتر: ببب با بابا أنا كككك أن
مجدي : كنتي فين لغاية دلوقتى يا لوچين
لوچين وهي تحدث نفسها : طالما قالي يا لوچين يبقي متعصب مش هعرف أضحك عليه بكلمتين بس هتصرف أزاي وهقوله أتأخرت ليه فاقت من شرودها علي صوت والدها الصارخ بها
مجدي بعصبية: أنطقي ساكته ليه كنتي فين لغاية دلوقتى ردي بدل ما أخليكي تردي غصب عنك
لوچين وهي تتمسكن: بابي انت عارف اني كنت مع صحابي في عيد ميلاد كارلا أنتمتي
مجدي: وعيد الميلاد يفضل لوش الفجر يا هانم
لوچين: كارلا كانت عملاه في النايت كليب والوقت سرقنا محسناش بيه خالص
مجدي: واللي يشوفك راجعه دلوقتي يقول أيه عليكي هيقول مستهترة أبوها مربهاش
لوچين بملل: دادي وانت من أمتي بتعمل حساب لكلام الناس دول اخر حساباتك
مجدي: كنت مبعملش حساب للناس بس بعد تصرفاتك المستهترة دي هبدأ أعمل حسابي بعد كدا مفيش خروج من البيت بعد المغرب وتقعدي تشوفي مذاكرتك يا هانم أنتي السنادي لتاني مرة بتعيدي ثانوية عامة ولازم تنجحي فاهمه
لوچين بأعتراض: أيه اللي أنت بتقوله ده يا بابي انا مش واخده علي الحبسه في البيت
مجدي بحزم: لأ ما أنتي هتاخدي عليها بعد كدا ومتخلنيش أندم أني خفت عليكي من بعد الحادثه ودلعتك ومرفضتش ليكي طلب وأديتك الحريه الكامله وانتي استغلتيها غلط كلمتي مش هتتكرر مفهوم
لوچين وهي تضرب الأرض بقدميها بغضب:أنا معملتش حاجه غلط كل صحابي بيسهروا زيي وأكتر محدش فيهم أبوه بيعمل معاه زيك كدا
مجدي: وأنا مليش دعوة بحد أنتي بنتي ومسئولة مني ويوم ما الالقيكي ماشيه في طريق غلط لازم أوقفك واخد بأيدك للطريق الصح وهتسمعي الكلام غصب عنك أطلعي نامي والصباح رباح يلي
صعدت لوچين الدرج وهي تدب بقدميها وتحدث نفسها بكلام غير مفهوم جلس مجدي في مكانه يكاد عقله يطير منه من أفعال أبنته الوحيدة راح يسترجع ذكرياته مع زوجته وأولاده من خمس سنوات فهو لديه ثلاث أبناء توأم بنتان وولد هم لوچين وليان وإياد سافروا الي شرم الشيخ لقضاء عطلتهم الصيفية وفي طريق العودة أصتدمت سيارتهم بسيارة كبيرة محملة بأخشاب أدت إلي أنقلاب سيارتهم توفي في الحادث زوجته الهام وليان وإياد ونجا هو و لوچين فرت دمعه من عينيه علي أثر تذكر زوجته وأولاده وراح يتذكر فرحته هو وزوجته يوم ميلادهم وتذكر مراحل نموهم وسط فرحته بهم وكيف كان أول يوم لهم بالروضة والمدرسة وبكائهم في أول يوم تذكر زوجته وهي توجههم الي تعلم العادات الصحيحه وتعلمهم أمور دينهم وكيف كانوا ملتزمين وخلوقين ويضرب بهم المثل في السلوك القويم هو يعترف أنه أخطأ عندما تمادي في تدليل لوچين ولكنه كان يخشي عليها بشدة ويري في ذلك التدليل أنه يعوضها عن حنان والدتها التي فقدته وأشقائها التوأم خاصتاً ليان فهما توأم متماثل وروحهم واحده لكنه أخطأ وعليه أصلاح ذلك الخطأ قبل أن يفقد أخر أمل له في الحياة وهي لوچين وحيدته.

قرب الظهيرة تململت لوچين في فراشها وفتحت عينيها علي صوت مربيتها وهي تهزها برفق لكي تستفيق من نومها العميق
لوچين بتأفف: في أيه يا داده بتصحيني ليه
منيرة الداده: قومي يا حبيبتي باباكي علي التليفون وعاوز يكلمك
لوچين بنعاس: قوليله نايمه وعندي صداع مش قادره أفتح عينيا

مجدي بغضب بعد أن أستمع الي حديثها: صحيها يا منيرة غصب عنها تقوم تشوف مذكرتها دي ثانوية عامه ودي تاني سنة ليها في تالتة لو منجحتش السنادي هقعدها من المدرسة عرفيها كدا
منيرة بحزن علي حال لوچين: حاضر يا مجدي بيه هقول لها بس متزعلش نفسك أنت ضغطك عالي ليجرالك حاجه وهي ملهاش غيرك
أنهت منيرة المكالمة مع مجدي وأستدارت للوچين تحاول افاقتها وبعد عدة محاولات أخذت الكثير من الوقت جلست علي فراشها ترتشف مشروب النسكافيه الصباحي خاصتها وجلست بجانبها منيرة تمسد علي شعرها وهي تقرأ عليها الروقية الشرعيه وبعض آيات القرآن الكريم وبعد أنتهائها تحدثت معها بعتب
منيرة: أنا زعلانه منك قوي يا چين أنتي أهملتي دروسك وبقيتي تسهري برة لوقت متأخر ومتصاحبه علي شوية عيال بايظه
لوچين بتأفف: أنتي هتكلميني زي بابي يا داده ومالهم صحابي دول ولاد ناس هاي زينا
منيرة: يا بنتي دول صحاب سوء دلوكي علي الفساد مش كفايه أنك بتعيدي الثانوية لتاني سنه واهملتي صلاتك ومبقتيش ملتزمه بمذكرتك وأهملتي نفسك كل ده عشان أيه
لوچين:دادة أنا دماغي وجعاني ارحميني شويه مش هيبقي دادي بالليل وانتي دلوقتي
منيرة: علي راحتك بس انا هوصلك رسالة أبوكي قالي لو ما قامتش وشافت مذكرتها والتزمت ونجحت السنادي هيقعدك من المدرسة ومش هتكملي علامك
لوچين بملل : أوكيه يا داده سبيني بقي عشان اخلص فطاري وأقوم أذاكر
نزلت منيرة إلي الأسفل وتركت لوچين بعد أن أنهت افطارها أخذت شور سريع وجلست علي مكتبها وبدأت تفتح كتابها وحاولت المذاكرة فرن هاتفها برقم أحدي صديقاتها
لوچين وهي تجيب علي الهاتف: الوه أهلا يا ريما
ريما: أهلا يا چين أتأخرتي ليه دي الشله هنا كلها في النادي ومستنينك عشان نروح عند هيبو محضر لينا شوية طوابع وسجاير لف أنما أيه دماغ عالي قوي
لوچين: لأ فكك مني بابا قافش عليا مش هعرف أخرج مع أني هموت وأعمل دماغ
ريما: أوه بيبي زعلت عشانك كتير بصي بعد ما نيجي من عند هيبو هجبلك مزاجك وأجي ليكي هوا ماشي يا قمر
لوچين: تبقي أنتي كدا سوه كيوت وماي لڤ وكل حاجه حلوه ميرسيه يا حبيبتي
ريما : تسلميلي يا حبيبتي مع السلامه بقي أمواه
لوچين: جود باي أمواه يا بيبي
لوچين لنفسها بعد أن أمسكت بالكتاب : أيه اللوغريتمات دي أنا مش فاهمه حاجه

في منزل بحي الدقي بالقاهرة وهو منزل المهندس أحمد المنصوري ترقد والدته علي فراشها فهي مريضه منذو فتره كبيرة ولا تقوي علي الحراك كثيرا إلا لذهابها الي دورة المياة والوضوء بمساعدة أبنها أحمد فهو كل ما لديها بعدما توفي زوجها وأحمد لا يزال طفلا بعمر العامين أغلقت علي نفسها وربت أحمد وجعلت منه رجلا يعتمد عليه ناجحا في حياته العمليه وايضا في بيته فهو من يخدم والدته في مرضها يطعمها ويحممها ويبدل لها ملابسها يهتم بأعطائها دوائها ويذهب بها الي الطبيب في معاد متابعتها .
يدخل غرفتها صباحا وهو يحمل صنية بها طعام الإفطار بعد أن وضائها وتركها تصلي
احمد: يلي يا ست الكل عشان تاكلي وأديكي الدوا قبل ما اروح شغلي
حبيبة والدة احمد: تسلملي ويسلم عمرك يا قلب أمك تعباك معايا غصب عني يا عمري
أحمد ملتقطا يد والدته يقبلها: لو قولتي الكلام ده تاني هزعل قوي أنا كلي ليكي ولو عملت أكتر من كدا مش هوفيكي حقك عليا
ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا
حبيبة: ويخليلك ليا يا نور عيوني
جلس احمد وحبيبة يتناولان طعامهما سويا وأحمد يطعم والدته في فمها لعدم تحكمها في أمساك الطعام وبعد انتهائهما من تناول الطعام امسك احمد منشفة قطنية صغيرة مبلل طرف منها بالماء ومسح لولدته فمها ويدها ثم أعطاها دوائها وذهب ليرتدي ملابسة للذهاب لعمله رجع إلى والدته قبل مغادرته لكي يطمئن عليها
أحمد: ماما طنط حورية اللي بتيجي تنضف جايه النهاردة أنا جمعت لها الهدوم اللي عاوزة تتغسل في سبت الغسيل في المطبخ وجايب لها امبارح الخضار والفراخ واللحمه اللي هتطبخهم لينا للأسبوع في التلاجة ودولاب المطبخ ودي الفلوس بتاعتها عشان لو أتأخرت في الرجوع أديها أنتي ماشي
حبيبة: حاضر يا حبيبي لما تيجي هعرفها متقلقش أنت وتوكل على الله روح شغلك انت عشان متتأخرش
أحمد: ماشي يا حبيبتي انا ماشي عاوزة حاجه قبل ما أمشي
حبيبة: عاوزة سلامتك لا اله الا الله
أحمد: تسلمي يا حبيبتي محمد رسول الله

ذهب احمد الي عمله في شركات مجدي الأسيوطي للمقاولات والبناء والتعمير
دخل علي مجدي بعد أن أستدعاه مجدي لمراجعة اوراق أحدي المشروعات المشرف عليها احمد طرق الباب وأنتظر الرد
أحمد بعد أن أذن له مجدي: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مجدي بأبتسامه حانيه: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أحمد بحرج: أنا أسف يا فندم أنا عارف أني أتأخرت نص ساعه عن معاد الشغل
مجدي بأبتسامة حانيه: أنا مقدر ظروفك عشان خاطر الست والدتك وفعلا بدعي من ربنا يقويك أنت مثال للشباب الناجح البار بوالديه
أحمد: ربنا يخليك يا فندم
مجدي بأستفسار: فين الأوراق بتاعت مشروع العمرانيه عشان نراجعها سوي
أحمد: الاوراق اهه يا فندم جبتها معايا كنت براجعها في البيت أمبارح
وبعد مراجعة الاوراق
مجدي بفخر: طول عمرك متفوق وناجح ونظرتي فيك مخيبتش من أيام الكلية وأنا بدرسلك فعلا تستاهل تبقي الموظف المثالي زي ما كنت طول عمرك الطالب المثالي
أحمد: ربنا يخليك ليا يا فندم ولولا دعم حضرتك ليا مكنتش وصلت للي وصلتله بعد ما حضرتك أدتني فرصة أشتغل في مجموعتك دي فرصه أي شاب يحلم بيها
مجدي: وانت تستاهل اكتر من كدا
أحمد : بعد أذن حضرتك عندي مرور علي كام موقع يدوب اروح عشان أقدر اخلص جميع طلبيات العمال قبل معاد المرواح
مجدي: ماشي روح أنت عشان متتأخرش عشان والدتك.
غادر احمد الشركة لأنهاء عمله والذهاب سريعا الي والدته

في المنزل عند لوچين جاءت لها ريما وكارلا وهما يحملان لها تلك السموم المسماه بالمزاج جلست لوچين علي فراشها تدخن تلك اللفائف المحشوه بنبات البانجو المخدر وقامت الفتيات يفتحنا الموسيقي ويرفعا من صوتها وأخذوا يتمايلوا وهم في حالة يرثي لها من فرط ترنحهم وسكرهم
هزت منيرة رأسها بيأس علي حال تلك الفتيات وليس هم فقط أنها مشكلة جيل بل هي مأساة بكل المقاييس وعادات سيئه تدمر شبابنا وتجعلهم مغيبين لا يعتمد عليهم في شئ غضبت منيرة كثيرا ثم دخلت الي الغرفة وهي تضرب يد علي يد ثم أطفأت مشغل الموسيقي وأخذت لوچين من يدها وهي تعنفها
منيرة : أيه اللي بتعمليه في نفسك وفينا ده هتفضلي لامتي في الاستهتار ده
لوچين وهي تترنح: بس بقي ياداد هتفوقيني وانا ما صدقت عملت دماغ
منيرة بعد أن ألقتها علي الفراش وتوجهت الي صديقتها : بره اطلعوا بره لو أعرف أنكم هتعملوا فيها كدا مكنتش خليتكم تقابلوها.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close