اخر الروايات

رواية غدر الاقارب كامله وحصريه بقلم حنين محمود

رواية غدر الاقارب كامله وحصريه بقلم حنين محمود 


غدر الأقارب – بقلم حنين محمود
البارت الأول: البداية
كانت "مروة" تعيش حياة هادئة وبسيطة في قريتها الصغيرة، محاطة بعائلتها التي كانت بالنسبة لها العالم بأسره. كانت في العشرين من عمرها، طالبة جامعية تدرس الأدب الإنجليزي، تعشق الكتابة وتطمح لأن تكون كاتبة مشهورة. ورغم الظروف المادية الصعبة، كانت ترى في والدها ووالدتها مصدرًا للأمان.
كان عمها، "يحيى"، الأقرب إليها من بين جميع أفراد العائلة. كان الرجل الخمسيني يحمل ابتسامة دافئة دائمًا، ويغمر مروة بالهدايا الصغيرة في كل زيارة. بالنسبة لها، كان رمز الحكمة والطيبة، الرجل الذي لا يمكن أن يخيب ظن أحد فيه.
في أحد الأيام، وبينما كانت مروة جالسة في غرفتها تكتب، طرقت أمها الباب برفق، وقالت بابتسامة خفيفة:
"مروة، يحيى عازمنا على العشاء الليلة. يقول عنده خبر سعيد."
قامت مروة بتثاؤب بسيط، ثم قالت:
"أكيد عم يحيى يجهز لنا مفاجأة كالعادة!"
كانت مروة تتحدث عن عمها بإعجاب دائمًا، ورغم أنه كان ثريًا جدًا مقارنة بعائلتهم، إلا أنه لم يُظهر يومًا أي تعالٍ أو استغلال.
في المساء، ارتدت مروة فستانًا أزرق بسيطًا، وخرجت مع عائلتها إلى منزل عمها الفخم. كان المنزل، كما وصفته دائمًا، وكأنه قصر من قصص الخيال. الجدران المزخرفة، السجاد الفاخر، والثريات التي تعكس ضوءًا ذهبيًا ساحرًا.
جلس الجميع حول مائدة الطعام، وكان الجو مليئًا بالضحك والبهجة. بعد انتهاء العشاء، وقف العم يحيى وأعلن:
"عندي خبر سعيد جداً. قررت أكتب كل ممتلكاتي باسم مروة."
ساد الصمت للحظات قبل أن تصيح أم مروة بدهشة:
"ممتلكاتك؟ لكن لماذا؟"
أجاب يحيى وهو ينظر لمروة بحنان:
"مروة زي بنتي. أنا ما عندي أولاد، ومروة أذكى واحدة في العيلة. أنا واثق إنها هتقدر تدير أملاكي لو حصلي شيء."
كان الخبر بمثابة صدمة للجميع، لكنه أشعل الفرحة في قلب مروة. شعرت بالامتنان الكبير تجاه عمها، لكنها لم تكن تعلم أن هذا القرار سيغير حياتها للأبد.
(يتبع...)
---غدر الأقارب – بقلم حنين محمود
البارت الأول: البداية (تكملة)
مرت أيام قليلة بعد إعلان العم يحيى عن قراره، وكانت مروة تشعر بمزيج من السعادة والحيرة. رغم حبها لعمها وثقتها به، إلا أن شيئًا بداخلها جعلها تتساءل: لماذا الآن؟ لماذا أنا بالذات؟
كان والد مروة يشاركها نفس الحيرة، لكنه فضل الصمت احترامًا لأخيه الأكبر. أما الأم، فكانت ترى أن يحيى يفعل ذلك لأنه يعلم أن مروة الوحيدة التي تستحق هذا الكرم.
لكن، لم تكن الأمور بهذه البساطة.
في أحد الأيام، بينما كانت مروة تراجع بعض أوراقها الدراسية، تلقت مكالمة من محامٍ يدعى "فريد"، يقول بصوت رسمي:
"آنسة مروة، أنا المحامي الخاص بعائلتكم. أحتاجك للحضور غدًا إلى مكتبي لتوقيع بعض الأوراق المتعلقة بالميراث الجديد."
تفاجأت مروة وقالت:
"ميراث؟ لكن عمي ما زال على قيد الحياة!"
أجاب المحامي بحذر:
"أعلم ذلك، لكن هناك إجراءات قانونية يجب استكمالها حسب طلب عمك."
في اليوم التالي، ذهبت مروة برفقة والدها إلى مكتب المحامي. وقعت على أوراق عدة، كانت كلها مكتوبة بلغة قانونية معقدة لم تفهمها بالكامل. وبينما كانت توقع، دخل عمها يحيى فجأة مبتسمًا وقال:
"مبروك يا مروة، أنتِ الآن رسمياً وريثة أملاكي."
ابتسمت مروة بخجل وقالت:
"شكرًا لك، عمي. سأكون عند حسن ظنك."
غادرت مروة المكتب، وهي تحمل شعورًا غريبًا. كان هناك شيء لا تعرفه، كأن الجو من حولها يحمل تحذيرًا خفيًا، لكنها قررت تجاهله.
---
الصدمة الكبرى
مر شهر كامل على انتقال ملكية الأملاك رسميًا باسم مروة. في البداية، لم يحدث أي شيء غريب. كان عمها يحيى يزورها باستمرار، ويؤكد لها أن كل شيء يسير على ما يرام. لكن في أحد الأيام، وفي منتصف الليل، استيقظت مروة على صوت طرقات عنيفة على باب المنزل.
فتحت أمها الباب لتجد رجال شرطة يقفون أمامها، يسألون عن مروة. جاء والدها مسرعًا، وقال بدهشة:
"ماذا يحدث؟"
قال أحد الضباط بصرامة:
"نحن هنا للقبض على الآنسة مروة بتهمة الاحتيال والاستيلاء على ممتلكات بطريقة غير قانونية."
انهارت الأم وصرخت:
"احتيال؟ كيف؟! مروة لم تفعل شيئًا!"
لكن الشرطة كانت تحمل أدلة قاطعة، كلها تشير إلى أن مروة استولت على ممتلكات عمها باستخدام وثائق مزورة.
حاولت مروة الدفاع عن نفسها، لكنها لم تفهم كيف أصبحت في هذا الموقف. تم اعتقالها وأخذها إلى مركز الشرطة، بينما كان والدها يحاول تهدئة أمها المصدومة.
---
الحقيقة تنكشف
أثناء التحقيق، اكتشفت مروة أن الأوراق التي وقعتها في مكتب المحامي لم تكن لنقل الأملاك بشكل قانوني، بل كانت تفيد بأنها أجبرت عمها على التنازل تحت التهديد. كانت الأدلة مصطنعة، لكن طريقة ترتيبها جعلتها تبدو حقيقية.
تذكرت مروة وقتها كلمات المحامي، وعرفت أن هناك مؤامرة خلف كل هذا.
بعد أيام من التحقيق، ظهرت مفاجأة أخرى صادمة. اعترف أحد الموظفين في شركة العم يحيى أنه تلقى تعليمات مباشرة من يحيى نفسه لتزوير الأدلة ضد مروة.
انكشفت الحقيقة: كان يحيى قد خطط لكل شيء!
قرر أن ينقل الأملاك لمروة، ثم يدعي أنها خدعته ليسترد كل شيء بشكل قانوني، ويتخلص من أي ضرائب أو التزامات. كانت الخطة محكمة، ولم يكن يعتقد أن مروة ستكتشفها يومًا.
---
التحول
رغم الصدمة الكبرى، قررت مروة ألا تستسلم. استعانت بمحامٍ ذكي يدعى "عادل"، والذي ساعدها على جمع الأدلة اللازمة لإثبات براءتها. قضت مروة شهورًا في المحاكم، تواجه نظرات الشك واللوم من أقاربها.
لكن في النهاية، وبعد معركة قانونية طويلة، أثبتت براءتها. بل وأكثر من ذلك، حصلت على حقها الكامل في الأملاك بعد أن قدم العم يحيى اعترافًا رسميًا بجريمته مقابل تخفيف العقوبة عليه.
---
بعد كل الألم والخيانة، استطاعت مروة أن تحول تلك التجربة إلى دافع للنجاح. افتتحت مشروعًا صغيرًا باستخدام جزء من الميراث، وبدأت حياتها من جديد بعيدًا عن العائلة التي خذلتها.
وفي يوم من الأيام، وبينما كانت تجلس في مكتبتها الخاصة تكتب روايتها الأولى، قالت لنفسها بابتسامة:
"حتى الغدر يمكن أن يصنعنا أقوى."
يتبع ...


الثاني من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close