رواية ميما الفصل التاسع 9 بقلم اسماء الاباصيري
9. صفعة
مريم بدهشة وصراخ : ماذاااا؟
آسر بجدية : لما الصراخ ؟ من الان فصاعداً سيأتى الكابتن ياسر لتعليمك السباحة يومان بالاسبوع
مريم بقلق : ومن قال انى اريد التعلم ؟ انت تعلم خوفى من الماء
ليتدخل الكابتن ياسر القابع بجوار آسر ويردف
ياسر بإبتسامة : لا داعي للخوف .. معى ستتخلصين من خوفك هذا ... ثم التفت الى آسر ..... فلتتركنا الآن سيد آسر وانا سأهتم بالامر
ليومأ له آسر وهو يتمتم بكلمات الشكر و يغادرهم وهو يسمع صراخها ومطالبتها له بالتوقف
ياسر : حسنا آنسة مريم فلتذهبي الآن لتبديل ملابسك الى ملابس السباحة وسأكون بإنتظارك هنا ... ثقى بي سنحاول معاً تخليصك من خوفك هذا
لتنظر له فى خوف مدركة انها اصبحت امام امر واقع و لا خيار لها سوى الامتثال لمطلبه
ذهبت لتبديل ملابسها واثناء هذا تذكرت اخر مواجهة لها مع الماء والمتسبب فيها
فلاش باك
بعد عيد ميلادها الثالث عشر بيومان كانت ترزع البيت بحثاً عن هدية آسر لها بيوم ميلادها ... هاتفها النقال ... ليس حباً فى جالب الهدية بالطبع بل فرحاً لحصولها على احد تلك الاجهزة والتي كانت ترى اصدقائها يحملونها دوماً يتفاخرون بها امامها ... مضت ثلاثة ساعات على بحثها هذا دون فائدة ليوقفها صوت ما
رولا بإنزعاج وتأفف : تمشطين البيت بحثاً عن شيئاً ما كما تفعل قوات الشرطة ... ما بكِ؟ وعما تبحثين ؟ تزعجني رؤيتك بالجوار طوال اليوم
مريم ببراءة وحيرة : ابحث عن هاتفي النقال .. اذكر وضعه بالغرفة اخر مرة لكن لا اجده الان
رولا بخبث : اها تقصدين الهاتف الذي اشتراه آسر لك ؟ اتذكر رؤيته فى مكان ما لكنى الان لا اذكر اين بالتحديد
مريم برجاء : ارجوكي حاولى التذكر فأنا بحاجة له الآن
تصنعت الاخرى التفكير قليلاً وبداخلها تسخر من تلك الصغيرة فهى قد سيطر عليها حقدها وغيرتها منها عند رؤيتها لاخيها يحمل بيده هدية لطفلة تراها لا تقربهم بصلة وبمجرد سهوها عن هاتفها اخذته هي وخبأته منها مستغلة براءتها تلك
رولا بخبث : اه تذكرت الآن ... اظن انى رأيته عند حمام السباحة بالخارج
مريم بإستغراب : حمام السباحة ؟ انا لا اذكُر تركي له هناك كما اننى لا اذهب لتلك المنطقة من الفيلا اطلاقاً
حركت رولا كتفاها لاعلى ولاسفل مادة شفتيها للخارج
رولا : لا اعلم بشأن كلامك هذا لكني اذكر رؤيته هناك
اومأت مريم سريعاً متجهة الى الخارج نحو المكان المقصود وهناك اخذت تبحث بلهفة عليه حتى وجدت من يدفعها بقوة فقدت بسببها اتزانها لتسقط فوراً بحمام السباحة
فى السابق كانت قد تعلمت السباحة من والدها اثناء ذهابهم للمصيف .. لكن الآن وبعد ما عانته من قبل و فقدها لوالديها غرقاً نست كل ما تعلمته واصبح اكثر ما تخشاه يتمثل فى اى مساحة واسعة من الماء
ظلت تتخبط فى الماء تصرخ برعب فى حين تلك الحية السامة تقف تضحك بعلو صوتها متجاهلة صوت صراخها
ظلت لثوانى عديدة على هذا الوضع حتى وجدت من يلقي بنفسه فى الماء سريعاً لينتشلها من القاع بعد ان فقدت قواها في مقاومة الغرق
صعد من الماء حاملاً اياها وحمد ربه انها كانت مازالت بوعيها لينظر سريعاً الى اخته بنظرة تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها قبل ان تراها بعينه
آسر بغضب : ماذا يحدث هنا ؟ كيف سقطت بالماء ؟؟ اخبريني
رولا بخوف : لا اعلم فقد كانت تبحث عن هاتفها النقال منذ الصباح والآن وجدتها بهذا الشكل
لم تكن مريم فى حالة تسمح لها بالاعتراض على كلام رولا فقد كانت ما زالت تحاول الخروج من صدمة الموقف
آسر : وجدتيها بهذا المنظر و وقفتِ مكانك دون تقديم اى مساعدة لها بل تضحكين بفرح
انتهى من كلامه هذا وحمل مريم بين يده ووقف امام اخته قائلاً
آسر : اعطيني اياه
رولا بدهشة : ماذا ؟
آسر : هاتفها النقال اعطيني اياه اعلم انه معك ؟
رولا : لكن ..........
آسر مقاطعا : رولاااااا ..... اعطيني اياه والا انتي تدركين ما سيحدث لك
لتضع يديها بجيب سترتها فى خوف وتخرج الهاتف بأيدي مرتعشة لتسلمه اياه
آسر : فعلة اخرى كهذه وسترين منى اشد عقاب ...... ابتعدي عنها .. اتركيها وشأنها والا انتى من ستجنين على نفسك
اومات له بسرعة فى رعب فى حين اتجه هو يحملها للداخل ليسلمها للدادة فتهتم بها وتخبرالصغيرة بعد ذلك بكل ماحدث اثناء غيابها عن الواقع
نهاية الفلاش باك
انتهت من تذكرها لتلك الاحداث ليزيد مقتها لابنه عمها رولا وتوجهت بعد ذلك لهذا الذى ينتظرها بالخارج واعداً اياها بالتخلص من خوفها
بمكتبه يراجع بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل ... لكن يشغل باله شخص ما اعتاد ان يحتل تفكيره طوال السنين الاخيرة ...... مريم ........ تلك المشاغبة الصغيرة .. من خلقت حياة بمنزله .. يجد نفسه يتعامل كالطفل فى حضورها لم تخطئ حينما قالت انه يضع رأسه برأسها وكأنه يسترجع طفولة افتقدها بسبب جديته المبكرة فهو لم يعش سنه كباقى الاطفال ... اجبره والده على الدخول الى معشر الرجال فى سن صغيرة فقد فيها الكثير والكثير .. عند تذكره لوالده قرأ له الفاتحة ودعا له فهو برغم شدته وقسوته فى بعض الامور الا انه الان يعلم مقدار الحمل الذي كان يحمله و طبيعة عمله الصعبة كرجل اعمال لا يرحم
استيقظ من افكاره تلك على صرخات هزت ارجاء الفيلا .. قفز تفكيره فوراً اليها لينتفض من مكانه مسرعاً الى الخارج تتبعه الدادة فى فزع .. ليراها تجلس على حافة حمام السباحة ضامة قدميها الى صدرها تصرخ بعلو صوتها فى المدرب ان يبتعد عنها .... فى بادئ الامر ظن ان ياسر فعل لها امراً او تجاوز حدوده معها لتغلى الدماء بعروقه ويتقدم منه فيسدد له لكمة حاول الاخير صدها شارحاً له حقيقة الموقف فى حين اقتربت الدادة منها محتضنة اياها فى محاولة لتهدئتها
ياسر بحدة : سيد آسر لا ذنب لي بصراخها ... لقد اتيت لى تخبرنى بكونها تخاف الماء لكن لم تخبرني ان لديها فوبيا من الماء هذا امر وهذا امر اخر .... هى مريضة نفسية يجب عليها استشارة طبيب فوراً ان كانت ترغب بالتخلص من خوفها المرضي هذا
تسمر آسر مكانه عند استيعابه انه هو المتسبب فى صراخها و حالتها تلك لترتخى قبضته عن قميص الكابتن ويبتعد عنه يلقى نظرة عليها وقد خف صراخها قليلاً
ياسر : سيد آسر ارى انه لابد و ان هناك سبب لهذا الخوف وهنا هو مربط الفرس اذ يجب عليها فوراً الذهاب الى الطبيب قبل ان تواجه هذا الموقف مرة اخرى بأية مناسبة ويزداد مرضها صعوبة
اومأ له آسر فى صمت فى حين استأذن هو للمغادرة
اشار للدادة ان تأخذ مريم الى الداخل و اتجه مباشرة بعد ذلك الى غرفة مكتبه مستغرق فى التفكير بأمر ما
بعد عدة ساعات استيقظت هى من نومها على صوت هاتفها لترد دون النظر لهوية المتصل
مريم بنعاس : مرحبا من هناك؟
فرح بتعجب : ما به صوتك هل انتى نائمة ؟
مريم : مممممم
فرح : بهذه الساعة ؟ لما ؟ ماذا حدث ؟
فتحت عيناها محاولة تذكر ماحدث منذ قليل لتردف
مريم بحزن وعلى وشك البكاء : الكثير .. حدث الكثير
فرح بقلق : ماذا هناك !!! تبدين على وشك البكاء هيا اخبريني ما حدث
مريم : فرح ألا تستطيعين المجئ الان ؟
فرح : بالطبع ارغب بذلك لكن والداي ليسا بالمنزل لذا لا استطيع الخروج ... ممم ماذا عنك ؟ لما لا تاتين لي انا وحدي هنا وسنستمتع معاً
مريم بهدوء : حسناً سأبدل ملابسي وآتى اليك وداعاً
فرح : وداعاً
تحركت بهدوء لتغيير ملابسها ونزلت الى الاسفل وقبل خروجها وجدت من يوقفها بصوته الذي كرهته
آسر : الى اين ؟
مريم بتأفف : الى الخارج
آسر : نعم ارى ذلك لكن سؤالى هو الى اين بالخارج ؟
مريم بحدة : و ما شأنك انت ؟
آسر بغضب حاول اخفاءه : ماذا ؟ ماذا قلتي ؟
مريم : قلت ما شأنك بي ؟ لما تهتم ؟
آسر بغضب : لا خروج من المنزل والآن عودي لغرفتك
مريم : بل سأذهب ولن يمنعني احد
آسر : مريم ... الآن الى غرفتك ... فوراً
ارتجفت اوصالها من نبرته تلك لتنظر له فى غيظ وغضب وتضرب بقدماها الارض كالاطفال قبل ان تتجه للداخل مرة اخرى قاصدة غرفتها وهى تتمتم همساً ببعض كلمات الاعتراض والتى تجاهلها هو عن عمد و فى طريقها لغرفتها اوقفها صوت اخر لكن هذا المرة صوت تمقته لا تطيق سماعه
رولا : اذاً لا يأمن لها بالخروج وحدها من المنزل فمن مثلها بتصرفاتها تلك ستجلب العار للعائلة
مريم : أواثقة انتِ انى من سيجلب العار للعائلة ؟ فقط انظرى لنوعية ملابسك وتصرفاتك لتدركي من يجلب العار
رولا : الفتاة مهما ارتدت فإن تصرفاتها هى ما تصنفها من ان تكون محترمة او ساقطة كما اننى لا اذكر نقد آسر لملابسي كما ينتقد خاصتك
مريم بسخرية : لا يُنصَح الا من يُستَبشر منه الصلاح ... لذا اظنه لا ينتقدك لعلمه انه قد فات الاوان على اصلاحك
رولا بغضب : انتى ... كيف تجرؤين على التحدث معى هكذا ايتها الساقطة
مريم بحدة : لست انا الساقطة هنا على مااظن
لتقوم رولا بصفعها على وجهها فتلتفت لها مريم بحدة وعيناها تتقد ناراً
رولا بصراخ : حقا لم يستطع والداكِ تربيتك تربية سليمة فهما لم يكونا ببيئة تصلح لذلك. ..لا ألومهما
لتشعر رولا بإحدى خديها حاراً إثر صفعة تلقتها ... لكن مِن مَن ؟ من يصفعها وهى ترى عدوتها تقف امامها تحدق بها فى دهشة مساوية لدهشتها هى ... لترفع نظرها ببطئ الى من قام بتلك الفعلة فلا ترى امامها سوى ..... اخيها ..... آسر
لتهتف به فى ذهول وصراخ
رولا بصراخ : آآآسر ؟؟؟؟؟؟؟
مريم بدهشة وصراخ : ماذاااا؟
آسر بجدية : لما الصراخ ؟ من الان فصاعداً سيأتى الكابتن ياسر لتعليمك السباحة يومان بالاسبوع
مريم بقلق : ومن قال انى اريد التعلم ؟ انت تعلم خوفى من الماء
ليتدخل الكابتن ياسر القابع بجوار آسر ويردف
ياسر بإبتسامة : لا داعي للخوف .. معى ستتخلصين من خوفك هذا ... ثم التفت الى آسر ..... فلتتركنا الآن سيد آسر وانا سأهتم بالامر
ليومأ له آسر وهو يتمتم بكلمات الشكر و يغادرهم وهو يسمع صراخها ومطالبتها له بالتوقف
ياسر : حسنا آنسة مريم فلتذهبي الآن لتبديل ملابسك الى ملابس السباحة وسأكون بإنتظارك هنا ... ثقى بي سنحاول معاً تخليصك من خوفك هذا
لتنظر له فى خوف مدركة انها اصبحت امام امر واقع و لا خيار لها سوى الامتثال لمطلبه
ذهبت لتبديل ملابسها واثناء هذا تذكرت اخر مواجهة لها مع الماء والمتسبب فيها
فلاش باك
بعد عيد ميلادها الثالث عشر بيومان كانت ترزع البيت بحثاً عن هدية آسر لها بيوم ميلادها ... هاتفها النقال ... ليس حباً فى جالب الهدية بالطبع بل فرحاً لحصولها على احد تلك الاجهزة والتي كانت ترى اصدقائها يحملونها دوماً يتفاخرون بها امامها ... مضت ثلاثة ساعات على بحثها هذا دون فائدة ليوقفها صوت ما
رولا بإنزعاج وتأفف : تمشطين البيت بحثاً عن شيئاً ما كما تفعل قوات الشرطة ... ما بكِ؟ وعما تبحثين ؟ تزعجني رؤيتك بالجوار طوال اليوم
مريم ببراءة وحيرة : ابحث عن هاتفي النقال .. اذكر وضعه بالغرفة اخر مرة لكن لا اجده الان
رولا بخبث : اها تقصدين الهاتف الذي اشتراه آسر لك ؟ اتذكر رؤيته فى مكان ما لكنى الان لا اذكر اين بالتحديد
مريم برجاء : ارجوكي حاولى التذكر فأنا بحاجة له الآن
تصنعت الاخرى التفكير قليلاً وبداخلها تسخر من تلك الصغيرة فهى قد سيطر عليها حقدها وغيرتها منها عند رؤيتها لاخيها يحمل بيده هدية لطفلة تراها لا تقربهم بصلة وبمجرد سهوها عن هاتفها اخذته هي وخبأته منها مستغلة براءتها تلك
رولا بخبث : اه تذكرت الآن ... اظن انى رأيته عند حمام السباحة بالخارج
مريم بإستغراب : حمام السباحة ؟ انا لا اذكُر تركي له هناك كما اننى لا اذهب لتلك المنطقة من الفيلا اطلاقاً
حركت رولا كتفاها لاعلى ولاسفل مادة شفتيها للخارج
رولا : لا اعلم بشأن كلامك هذا لكني اذكر رؤيته هناك
اومأت مريم سريعاً متجهة الى الخارج نحو المكان المقصود وهناك اخذت تبحث بلهفة عليه حتى وجدت من يدفعها بقوة فقدت بسببها اتزانها لتسقط فوراً بحمام السباحة
فى السابق كانت قد تعلمت السباحة من والدها اثناء ذهابهم للمصيف .. لكن الآن وبعد ما عانته من قبل و فقدها لوالديها غرقاً نست كل ما تعلمته واصبح اكثر ما تخشاه يتمثل فى اى مساحة واسعة من الماء
ظلت تتخبط فى الماء تصرخ برعب فى حين تلك الحية السامة تقف تضحك بعلو صوتها متجاهلة صوت صراخها
ظلت لثوانى عديدة على هذا الوضع حتى وجدت من يلقي بنفسه فى الماء سريعاً لينتشلها من القاع بعد ان فقدت قواها في مقاومة الغرق
صعد من الماء حاملاً اياها وحمد ربه انها كانت مازالت بوعيها لينظر سريعاً الى اخته بنظرة تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها قبل ان تراها بعينه
آسر بغضب : ماذا يحدث هنا ؟ كيف سقطت بالماء ؟؟ اخبريني
رولا بخوف : لا اعلم فقد كانت تبحث عن هاتفها النقال منذ الصباح والآن وجدتها بهذا الشكل
لم تكن مريم فى حالة تسمح لها بالاعتراض على كلام رولا فقد كانت ما زالت تحاول الخروج من صدمة الموقف
آسر : وجدتيها بهذا المنظر و وقفتِ مكانك دون تقديم اى مساعدة لها بل تضحكين بفرح
انتهى من كلامه هذا وحمل مريم بين يده ووقف امام اخته قائلاً
آسر : اعطيني اياه
رولا بدهشة : ماذا ؟
آسر : هاتفها النقال اعطيني اياه اعلم انه معك ؟
رولا : لكن ..........
آسر مقاطعا : رولاااااا ..... اعطيني اياه والا انتي تدركين ما سيحدث لك
لتضع يديها بجيب سترتها فى خوف وتخرج الهاتف بأيدي مرتعشة لتسلمه اياه
آسر : فعلة اخرى كهذه وسترين منى اشد عقاب ...... ابتعدي عنها .. اتركيها وشأنها والا انتى من ستجنين على نفسك
اومات له بسرعة فى رعب فى حين اتجه هو يحملها للداخل ليسلمها للدادة فتهتم بها وتخبرالصغيرة بعد ذلك بكل ماحدث اثناء غيابها عن الواقع
نهاية الفلاش باك
انتهت من تذكرها لتلك الاحداث ليزيد مقتها لابنه عمها رولا وتوجهت بعد ذلك لهذا الذى ينتظرها بالخارج واعداً اياها بالتخلص من خوفها
بمكتبه يراجع بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل ... لكن يشغل باله شخص ما اعتاد ان يحتل تفكيره طوال السنين الاخيرة ...... مريم ........ تلك المشاغبة الصغيرة .. من خلقت حياة بمنزله .. يجد نفسه يتعامل كالطفل فى حضورها لم تخطئ حينما قالت انه يضع رأسه برأسها وكأنه يسترجع طفولة افتقدها بسبب جديته المبكرة فهو لم يعش سنه كباقى الاطفال ... اجبره والده على الدخول الى معشر الرجال فى سن صغيرة فقد فيها الكثير والكثير .. عند تذكره لوالده قرأ له الفاتحة ودعا له فهو برغم شدته وقسوته فى بعض الامور الا انه الان يعلم مقدار الحمل الذي كان يحمله و طبيعة عمله الصعبة كرجل اعمال لا يرحم
استيقظ من افكاره تلك على صرخات هزت ارجاء الفيلا .. قفز تفكيره فوراً اليها لينتفض من مكانه مسرعاً الى الخارج تتبعه الدادة فى فزع .. ليراها تجلس على حافة حمام السباحة ضامة قدميها الى صدرها تصرخ بعلو صوتها فى المدرب ان يبتعد عنها .... فى بادئ الامر ظن ان ياسر فعل لها امراً او تجاوز حدوده معها لتغلى الدماء بعروقه ويتقدم منه فيسدد له لكمة حاول الاخير صدها شارحاً له حقيقة الموقف فى حين اقتربت الدادة منها محتضنة اياها فى محاولة لتهدئتها
ياسر بحدة : سيد آسر لا ذنب لي بصراخها ... لقد اتيت لى تخبرنى بكونها تخاف الماء لكن لم تخبرني ان لديها فوبيا من الماء هذا امر وهذا امر اخر .... هى مريضة نفسية يجب عليها استشارة طبيب فوراً ان كانت ترغب بالتخلص من خوفها المرضي هذا
تسمر آسر مكانه عند استيعابه انه هو المتسبب فى صراخها و حالتها تلك لترتخى قبضته عن قميص الكابتن ويبتعد عنه يلقى نظرة عليها وقد خف صراخها قليلاً
ياسر : سيد آسر ارى انه لابد و ان هناك سبب لهذا الخوف وهنا هو مربط الفرس اذ يجب عليها فوراً الذهاب الى الطبيب قبل ان تواجه هذا الموقف مرة اخرى بأية مناسبة ويزداد مرضها صعوبة
اومأ له آسر فى صمت فى حين استأذن هو للمغادرة
اشار للدادة ان تأخذ مريم الى الداخل و اتجه مباشرة بعد ذلك الى غرفة مكتبه مستغرق فى التفكير بأمر ما
بعد عدة ساعات استيقظت هى من نومها على صوت هاتفها لترد دون النظر لهوية المتصل
مريم بنعاس : مرحبا من هناك؟
فرح بتعجب : ما به صوتك هل انتى نائمة ؟
مريم : مممممم
فرح : بهذه الساعة ؟ لما ؟ ماذا حدث ؟
فتحت عيناها محاولة تذكر ماحدث منذ قليل لتردف
مريم بحزن وعلى وشك البكاء : الكثير .. حدث الكثير
فرح بقلق : ماذا هناك !!! تبدين على وشك البكاء هيا اخبريني ما حدث
مريم : فرح ألا تستطيعين المجئ الان ؟
فرح : بالطبع ارغب بذلك لكن والداي ليسا بالمنزل لذا لا استطيع الخروج ... ممم ماذا عنك ؟ لما لا تاتين لي انا وحدي هنا وسنستمتع معاً
مريم بهدوء : حسناً سأبدل ملابسي وآتى اليك وداعاً
فرح : وداعاً
تحركت بهدوء لتغيير ملابسها ونزلت الى الاسفل وقبل خروجها وجدت من يوقفها بصوته الذي كرهته
آسر : الى اين ؟
مريم بتأفف : الى الخارج
آسر : نعم ارى ذلك لكن سؤالى هو الى اين بالخارج ؟
مريم بحدة : و ما شأنك انت ؟
آسر بغضب حاول اخفاءه : ماذا ؟ ماذا قلتي ؟
مريم : قلت ما شأنك بي ؟ لما تهتم ؟
آسر بغضب : لا خروج من المنزل والآن عودي لغرفتك
مريم : بل سأذهب ولن يمنعني احد
آسر : مريم ... الآن الى غرفتك ... فوراً
ارتجفت اوصالها من نبرته تلك لتنظر له فى غيظ وغضب وتضرب بقدماها الارض كالاطفال قبل ان تتجه للداخل مرة اخرى قاصدة غرفتها وهى تتمتم همساً ببعض كلمات الاعتراض والتى تجاهلها هو عن عمد و فى طريقها لغرفتها اوقفها صوت اخر لكن هذا المرة صوت تمقته لا تطيق سماعه
رولا : اذاً لا يأمن لها بالخروج وحدها من المنزل فمن مثلها بتصرفاتها تلك ستجلب العار للعائلة
مريم : أواثقة انتِ انى من سيجلب العار للعائلة ؟ فقط انظرى لنوعية ملابسك وتصرفاتك لتدركي من يجلب العار
رولا : الفتاة مهما ارتدت فإن تصرفاتها هى ما تصنفها من ان تكون محترمة او ساقطة كما اننى لا اذكر نقد آسر لملابسي كما ينتقد خاصتك
مريم بسخرية : لا يُنصَح الا من يُستَبشر منه الصلاح ... لذا اظنه لا ينتقدك لعلمه انه قد فات الاوان على اصلاحك
رولا بغضب : انتى ... كيف تجرؤين على التحدث معى هكذا ايتها الساقطة
مريم بحدة : لست انا الساقطة هنا على مااظن
لتقوم رولا بصفعها على وجهها فتلتفت لها مريم بحدة وعيناها تتقد ناراً
رولا بصراخ : حقا لم يستطع والداكِ تربيتك تربية سليمة فهما لم يكونا ببيئة تصلح لذلك. ..لا ألومهما
لتشعر رولا بإحدى خديها حاراً إثر صفعة تلقتها ... لكن مِن مَن ؟ من يصفعها وهى ترى عدوتها تقف امامها تحدق بها فى دهشة مساوية لدهشتها هى ... لترفع نظرها ببطئ الى من قام بتلك الفعلة فلا ترى امامها سوى ..... اخيها ..... آسر
لتهتف به فى ذهول وصراخ
رولا بصراخ : آآآسر ؟؟؟؟؟؟؟