اخر الروايات

رواية جبران العشق الفصل التاسع 9 بقلم دينا جمال

رواية جبران العشق الفصل التاسع 9 بقلم دينا جمال




جبران العشق
الفصل التاسع
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤¤
- رايحة فين يا بنت الذوات
توسعت عينيها هلعا تنظر له مذهولة كيف بات أمامها بتلك السرعة كان يقف هناك مع الرجل الآخر لم تحرك عينيها عنه سوي لحظات ، كيف إذا !! ... ابتلعت لعاب جاف كالصحراء تحاول أن تبدو متماسكة حتي لا يشك في أمرها وكأنه لم يفعل وانتهي الأمر حمحمت تردف بلامبلاة :
- عادي يعني ما كانش جايلي نوم فنزلت اتمشي شوية .. أنا متعودة علي كدة

رفع حاجبيه ساخرا القطة الوردية تظن أنه أبله ليصدق كذبتها البلهاء ابتسم متهكما يدس يديه في جيبي سرواله يتشدق ضاحكا :
- نازلة تتمشي بلبس البيت الساعة 2 بليل ليه نازلة تقولي اغتصبي شكرا

احتدت عينيها غضبا الهمجي صاحب اللسان السليط كلماته سامة مثل سم الافعي قبضت علي هاتفها في يسراها بعنف اشهرت سبابة يمناها في وجهه احتدت نبرتها تهمس له غاضبة :
- أنا ما اسمحلكش تتكلم عني بالشكل دا للمرة الألف وبعدين أنا حرة أنت مش ولي أمري ... ايوة أنا نازلة اقول اغتصبني شكرا عندك مانع بقي

حرك رأسه بالنفي ببطئ تلذذت ابتسامته بلمحة مكر اخافتها اقترب منها خطوتين لتعود للخلف تلقائيا خاصة حين مد يده لأحد أزرار قميصه يغمغم في خبث مخيف :
- وهيكون عندي مانع ليه يا بنت الذوات دا عز الطلب !

توسعت عينيها هلعا فيما يفكر ذلك المجنون عادت للخلف تلقائيا ارتجفت شفتيها تلعثمت الأحرف تخرج من بين شفتيها ترتجف :
- ااانت لو قربت مني هصرخ أنت فاهم

لم تتغير معالم وجهه فقط يقترب يبتسم يبث فيها الرعب إلي أن وقف فجاءة تحركت عينيه بعيدا عنها لتري قسمات وجهه تتوتر للحظات نظرت إلي ما ينظر لكنها لم تري شيئا المكان فارغ لا أحد هنا ويا ليته كان ... التفتت لجبران من جديد لتراه اختصر المسافة بينهما قبل أن تعي ما يحدث كان يحتضن وجهها بين كفيه ليرتعش جسدها من حركته المباغتة وعلي حين غرة كان رأسه يرتطم بجمحمتها بعنف يُفقدها الوعي !!!
______________
رائحة الطعام الذي تحبه نجلاء عادت ... جملة رددها عقلها جعلتها تهب من فراشها ترتسم ابتسامة كبيرة فوق ثغرها نجلاء هنا ... تخبطت في مشيتها من فرحتها إلي أن وصلت إلي مقبض الباب تلمسته بلهفة تفتحه وقفت عند باب الغرفة ذلك المكان غريب عليها لا تعرف حتي أين تذهب ولا يمكنها أن تحاول أتباع مصدر الرائحة لأن رائحة الطعام تأتي من كل مكان تقريبا لذلك قررت أن تنادي عليها :
- نجلاء .. نجلاء أنتِ هنا أنتِ رجعتي ... نجلاء ردي عليا

لحظات طويلة من الصمت لم تجد منها إجابة فانتباها الخوف عليها تحركت بحذر تمد يديها أمامها حتي لا ترتطم بشئ حتي تعتاد المكان فقط المكان إلي أن الآن فارغ لا شئ تتملسه في طريقها تشجعت ربما الطريق فارغ أمامها تحركت عدة خطوات بشكل أسرع قبل أن تصرخ من الألم حين ارتطمت قدميها في ساق طاولة قصيرة جلست أرضا من الألم تمسد ساقها المكدومة برفق ... سمعت صوت خطوات تركض ناحيتها تلك ليست خطوات نجلاء شعرت به يجلس جوارها مد يديه يمسد ساقها المكدومة من حركة يديه شعرت به قلقا سمعت صوته يحادثها مذعورا :
- أنتِ اتخبطتي إزاي وليه خرجت من أوضتك انتي ما تعرفيش حاجة هنا يا رسل

توترت للغاية من حركة يديه لتمد يدها تدفع يده بخفة ليترك ساقها أصفر وجهها حرجا همست تردف متوترة :
- أنا شميت ريحة الأكل اللي بتعمله نجلاء فأفتكرتها رجعت فخرجت علي طول عشان اشوفها

انتظرت رده علي ما قالت فلم تسمع منه شيئا رائحته ابتعدت تسمع صوت خطواته أين سيذهب عاد بعد لحظات في يدن حافظة مربعة من الجلد بها قطع الثلج وضعها فوق الكدمة علي قدمها لترتعش من برودة الثلج مدت يدها تلقتط تلك الحافظة من يده ليسحب يده للخلف جلس أمامها أرضا تنهد يردف :
- وقعتي قلبي افتكرت حصلك حاجة ... نجلاء لسه ما جاتش ولا حاجة ... لما تعوزي تروحي في حتة قوليلي لحد ما تحفظي المكان

اومأت بخفة تقطب ما بين حاجبيها في عجب نجلاء لم تأتِ إذا لمن رائحة الطعام الشهية تلك ؟! رائحة العكعك التي تحب لا يمكن أن تنساها ببساطة لذلك رفعت وجهها تسأله مدهوشة :
- اومال مين اللي عمل الأكل أنا عارفة ريحة اكل نجلاء كويس

من الجيد أنها لم وجهه الوسيم الذي ارتبك رفع يده يخلل بها خصلات شعره يضعها خلف رقبته حمحم يغمغم بنبرة هادئة لامبالية :
- أنا !
توسعت عينيها اندهاشا تنظر ناحيته مذهولة ليحمحم مرتبكا يردف :
- نجلاء قالتلي أنك بتحبي البان كيك وأنا كدة كدة بعرف اطبخ فقولت اعملهولك ،هاتي ايدك يلا أنا حطيت الأكل علي ترابيزة قصاد البحر

ذلك الرجل الغريب من يكون خاطفها أم زوجها أم نجدة بُعثت لها لينتشلها من غياهب أحزانها التي تبتلعها بعنف يوما بعد يوم شعرت بأصابع يده تسمك بكفها برفق تجذبها لتقف تحركت معه خطوتين باستسلام شديد ليقفا فجاءة يسألها قلقا :
- قادرة تدوسي علي رجلك ولا اشيلك ؟!

توردت وجنتيها خجلا تنفي برأسها سريعا تهمش بصوت مرتبك خجول :
- لا ... أنا كويسة

ابتسم سعيدا حين رأي احمرار وجنتيها خجلا منه ظب محتفظا بكفها يسير بها إلي الخارج حيث ضرب جسد كل منهما تيار الهواء وهو يتراقص مع قطرات البحر المالحة جلست علي مقعدها ليجلس جوارها وسمعت جملته التي دائما ما تقولها نجلاء لها :
- أنا عملتلك أربعة بس عشان عارف أنك بتحبس تاكليم سخنين لو عوزتي تاني قوليلي اعملك !
________________
ألم بشع يدور بها مع عقلها في دوامة من الاشواك ... رفعت يدها تتحسس مقدمة رأسها لتنكمش ملامحها تتأوه متألمة بالكاد فتحت عينيها انتصفت جالسة تحاول تذكر ما حدث
الليل جبران الحقيبة الهاتف مقطع الفيديو البربري الهمجي صدمها برأسه ففقدت الوعي ... مدت يدها سريعا تلتقط هاتفها تفتحه ببصمة اصبعها تبحث بلهفة عن مقطع الفيديو لا أثر له بالطبع سيحذفه حتي لا تحمل دليل ضده قامت من فراشها تترنح قليلا لا تزال تشعر بالألم العنيف يغزو رأسها ... توجهت إلي مقعد صغير ارتمت بجسدها عليه تتسأل حائرة هل هو من آتي بها إلي المنزل ولكن والدتها ماذا قال لها هي حقا لا تفهم ما الذي يجري في مستشفي المجانين هذه ... صاحت باسم والدتها مرة واثنتين وكما توقعت والدتها ليست هنا ... توجهت إلي المرحاض نظرت لوجهها لتري بقعة حمراء مؤلمة تغطي جبهتها شدت قبضتها حانقة تتوعد له اغتسلت وبدلت ثيابها حاولت إخفاء تلك البقعة عن جبهتها قليلا بمستحضرات التجميل نزلت لأسفل قاصدة ورشة النجارة الخاصة بجبران بخطي غاضبة توجهت إليه رأته يمسك بورقة ( سنفرة ) يحرك يده بخفة علي لوح حشب ضخم يرقد أمامه كجثة دون مقدمات صاحت تحادثه محتدة :
- طبعا أنت اللي مسحت الفيديو من علي الموبايل عشان ما يبقاش في اي دليل علي قذراتك
من الجيد أنها تعلمت من اخطائها السابقة ولم يكن صوت صياحها عالي فقط خفيض هو فقط من سمعه فابتسم ساخرا ترك السنفرة من يده يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم ساخرا :
- ايه اللي أنتي بتقوليه دا يا بنت الذوات ، أنتي سخنة ولا حاجة .... فيديو ايه اللي بتتكلمي عنه أنا ماليش في الفيديوهات دي حرام يا بنت الذوات لو بتشوفيها توبي وامسحيها

توسعت عينيها اندهاشا من الذي يتحدث وكيف قلب الطاولة في لحظات بشكل مخيف لاحظت نظرات العمال المشنئزة نحوها لترمي جبران بنظرة حادة غاضبة تحركت ناحية فرشة الخضراوات الخاصة بوالدتها ارتمت علي المقعد القصير جوارها تحادثها حانقة :
- ماما أنتِ مش ملاحظة اني من ساعة ما جتلك ما قعدناش نتكلم ساعة واحدة مع بعض علي طول حضرتك علي الفرشة دي ... بابا ما كانش بيدعي يوم غير لما احكيله ونتكلم مع بعض فترة طويلة

تنهدت فتحية حزينة يائسة وتر لا تفهم قدر المعاناة والمشقة التي تتلقاها لتحصل علي بضع قروش من تلك الفرشة الصغيرة تنهدت تردف حزينة :
- والنبي يا وتر سيبي اللي مكفيني ما تزوديش علي همي ما بعتش من الصبح ولا رابطة جرير حتي

ابتسمت وتر ساخرة اخرجت هاتفها تعبث فيه لم تمر سوي دقيقتين ورأت جمع غفير من الرجال والسيدات يقفن أمامهم في أقل من عشر دقائق كان جميع ما علي الفرشة البسيطة قد اختفي آخر( حزمة) جرير كانت في يد أحد رجال جبران اخرج من جيب سرواله الجينز النقود يعطيها لفتحية يغمغم مبتسما في سماجة سخيفة :
- المعلم جبران بيمسي يا ست فتحية وبيقولك في اي الحال يزنق بلغيه والفرشة هتتنسف زي ما حصل من شوية

توسعت حدقتي وتر تنظر لوالدتها مذهولة هو من فعل ذلك ولكن كيف علم من الأساس ؟!!!
قامت والدتها تنفض الغبار عن ملابسها تغمغم سريعا :
- لاء أنا رايحة اشكر المعلم جبران ، الراجل يشكر دا أنا قولت البضاعة هتبوظ من الركنة تعالي معايا يا وتر

ابتسمت تومأ بالإيجاب لتذهب علها تكتشف جانب آخر من شخصيته الغريبة تحركت بصحبة والدتها إلي حيث ورشته وقفت خلف والدتها بخطوتين حتي يصبح المشهد كامل أمامها وكأنها تراقبه من الخارج تسمع والدتها وهي تشكره بامتنان شديد :
- متشكرة يا معلم جبران ألف شكر ليك الواحد مش عارف والله يرد جمايلك إزاي

ابتسم منتشيا بانتصاره كما توقعت يغمغم مزهوا :
- ما تقوليش كدة يا ست فتحية انتوا كلكوا مسئولين مني هو مش أنا كبير المكان ولا ايه

نرجسي بدرجة امتياز بدأت والدتها تشكره بحرارة من جديد ليغمغم جبران ضاحكا :
- ما خلاص يا ست فتحية لو عايزة تشكريني بجد ، اطلعي عندي الشقة واعملي لي طبق فتة باللحمة هتلاقي كل حاجة فوق مستنية حد يعملها

لم تتردد والدتها لحظة بل أقسمت انها ستقوم بذلك واخذت منه مفتاح شقته ... ابتسمت وتر ساخرة ترفع كتفيها لأعلي ولما لا ربما ستجد ذلك شقته شئ ما يساعدها لتحليل شخصية ذلك المجرم النجرسي التفتت فتحية لها تحادثها سريعا :
- اطلعي أنتي يا وتر وأنا هحصلك علي طول
نفت برأسها في هدوء تام عينيها هناك معلقة عند جبران تغمغم مبتسمة :
- لاء يا ماما أنا مش هسيبك لوحدك هطلع معاكِ اساعدك

ابتسمت تتحداه بنظراتها في حين ضحك هو متهكما يحرك اصبعيه السبابة والابهام علي طول ذقنه بحركة مخيفة وكأنه يتوعدها ولكنها لم تخف أقسمت أن تفك طلاسمه كما فعلت قبلا مع حالات كثيرة وهو لا يختلف عنهم شيئا حالة ؟!! مثلها مثل سابقيه
تحركت بصحبة والدتها إلي شقته في عمارة سكنية قريبة دخلت إلي شقته قبلا ولكنها هنا الآن لتحلل كل جزء فيها ... وخاصة غرفة نومه اوراقه ذوقه في الثياب اجفلت علي يد والدتها تحادثها :
- وتر خليكي قاعدة هنا مش هتاخر علي طول وهنمشي
ابتسمت في وداعة قطة وردية كما يراها تومأ بالإيجاب فئ خبث وقفت مكانها هادئة صامتة إلي أن اختفت والدتها داخل المطبخ لتبتسم في خبث تتسلل علي أطراف أصابعها بخفة تلتفت هنا وهناك أين غرفة نومه فتحت باب أول غرفة غرفة مظلمة مليئة بالكراكيب القديمة لا فائدة منها ... وربما فيها الفائدة بأجمعها ربما هنا شيئا يتعلق بطفولته وسبب ما هو عليه الآن .... ستتركها فيما بعد من الجيد أن الغرفة المجاورة لها كانت غرفة نوم ذلك القميص الملقي أرضا هو ذاك الذي كان يرتديه وهو يعطي حقيبة المخدرات للرجل في الزقاق دخلت إلي الغرفة تتطلع إلي كل جزء فيها فراش ليس بكبير كما ظنت غرفة بسيطة بشكل جعلتها تتردد في احتمال كونه نرجسي يحب الزهو بما يملك ... تقدمت إلي ( الكومود ) الصغير جوار الفراش تفتحه بخفة فارغ لا شئ سوي بضع وصلات للغاز وأخري للمياة وحجارة قديمة وقلم شبه فارغ ... أزاحت الوسادات تبحث خلفها لا شئ تماما .... زفرت أنفاسها حانقة تتوجه الي دولاب ثيابه مكتز بالملابس بشكل يعيد تشكيل فرضيتها الأولي من جديد .. ملابسه موضوعة بعناية لا علاقة لها بالغرفة المبعثرة بدأت تبحث بتروي وحذر بين طيات ثيابه علها تجد ولو ورقة استمرت في البحث فيما يزيد عن ربع ساعة كاملة
في تلك الأثناء دخل إلي شقته ليري ماذا فعلت القطة الوردية تركها نصف ساعة تعثو في منزله فسادا ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه في الأغلب ستكون فئ غرفة نومه كما اعتاد مد يده ينزع قميصه عادة لا دخل للقطة بها القي القميص أرضا باهمال يتحرك إلي غرفته الباب شبه مفتوح دفعه برفق شديد ليجدها تقف أمام دولاب ثيابه تخرج أحد القمصان تفتش بين جيوبه ... منع ضحكته بصعوبة تبدو كزوجة تبحث بين ملابس زوجها الخائن عن شعرة شقراء ... دفع الباب يدخل لتري بطرف عينيها شيئا ما يقف هناك بعيدا التفتت لتراه أمامها عاري الصدر الا من قلادة من الفضة تأخذ شكل ( موس ) مخيف ذلك المشهد تعرضت له قبلا وكادت أن تصاب بخسائر فادحة لذلك فتحت فمها لتصرخ تستنجد بوالدتها ليتحرك هو سريعا يكمم فمها بكف يده ابتسم يهمس في خبث :
- هشششش أمك برة هتسمعنا ولو دخلت وشافتنا كدة هتطب ساكتة !!


جبران العشق
الفصل التاسع
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
تضاربت دقات قلبها تموء داخل كفه بعنف تحاول دفعه بعيدا ولكنه لا يتزحزح وكأنه اقسم إلا يتركها ... تحركت حقدتيها هلعا هنا وهناك لا مفر هنا هو أمامها وباب الدولاب المغلق يسند جسدها الذي يحاول والفرار وكفه يكمم فمها حين مل من دفعاتها قبض علي رسغيها في كفه الأخري ببساطة تنهد ساخرا يردف متهكما :
- ممكن أعرف يا بنت الذوات ايه اللي مدخلك اوضتي وبتفتشي في اي ... أنتِ مخبر يا بت ولا ايه

رفعت حاجبيها تنظر له ساخرة من تحليله الجهنمي الخارق لحدود تفكير الإنسان الغبي من الأساس حركت رأسها بالنفي تحاول جذب كفيها منه بعنف إلي أن ترك يديها وأبعد كفه عن فمها لتأخذ نفسا قويا لهثت بعنف تحادثه حانقة :
- نفسي كان هيتكتم كل دا كف ايد ... وبعدين هكون بعمل ايه في أوضتك يعني .. ااا ...ااا

تلعثمت لعدة لحظات تحاول إيجاد كذبة مقنعة في حين وضع هو يديه علي خاصرته يراقبها بابتسامة ساخرة وهي تحاول أن تكذب لتغمغم سريعا :
- ايوة أنا كنت بنضف الأوضة ماما قالتلي روحي نضيفها وأنا كنت بعلق هدوم مرمية في الدولاب وأنا هعمل ايه يعني فئ أوضتك

ضحك بخفة يومأ برأسه في صمت يرميها بنظرات متهكمة عينيه صوب ذلك الكتاب الملقي جوارها أرضا مال في لحظة يختطفه من جوارها رفعه أمام عينيه يغمغم ساخرا :
- والكتاب دا كنتي بتعلقيه بردوا ولا بتكمريه عشان تاخديه

توسعت عينيها غضبا من الفاظه السوقية المقززة لتشهر سبابتها أمام تهمس محتدة :
- ما اسمحلكش تتكلم لا معايا ولا عني بالطريقة دي ... الكتاب وقع من دولابك ... المفروض أنا اسألك كتاب من السجن إلي الحرية بتاع بيير داكو طبعة أصلية مش مترجمة بيعمل ايه في دولابك

ما تلك الأسماء الغريبة التي قالتها ذلك الكتاب اشتراه من بائع الخردة فتح صفحات الكتاب يحركه بخفة ليسقط من بين ورقه أبيض صغير غريب الشكل ولكنه تعرفه تلك الأوراق التي يضعون فيها المخدرات كالسجائر توسعت عينيها وتدلي فاهها خاصة حين غمغم ساخرا :
- حاطط فيه ورق البفرة يا بنت الذوات

رأت كنز نادر مغروس بين الوحل لم تشعر بنفسها سوي وهي تنتزعه من بين يديه بعنف تصرخ فيه :
- كتاب من أحسن كتب علم النفس عامله قرف للقرف ، أنت ايه ... أنا عمري ما تخيلت أن في نوعية زيك كدا من البشر فخور أوي أنك مخبي فيه ورا بتاع دا ... أنت فعلا عايش في سجن عمرك ما هتخرج منه للحرية

اختفت ابتسامته الساخرة شيئا فشئ إلي أن تماهت تماما قبض كفه ونفرت عروقه وهسهس غاضبا :
- أنت ليه مصرة تخرجيني عن شعوري يا بنت الناس أنتِ اللي ناجدك من ايدي أنك واحدة ست وأنا عمري ما امد ايدي علي ست

بالطبع صوت صياحهم الغاضب جذب انتباه فتحية التي خرجت تركض من المطبخ تبحث عن ابنتها إلي أن وجدتها دخلت إلي الغرفة لتتسع عينيها قلقا حين رأت جبران يقف عاري الصدر في غرفة نومه مع ابنتها ...ارتابت قلقا لتتقدم منه سريعا تنظر لوتر محتدة :
- تعالي يا وتر عيزاكي عشان نحط الأكل عن إذنك يا معلم

تحركت خلف والدتها التقت عينيها بعينيه وهي تغادر نظراتها تملئها الكره والنفور ونظراته يحتلها الغضب والغيظ منها ... ما إن خرجت من الغرفة قبضت فتحية علي رسغ يدها بعنف تجرها خلفها إلي المطبخ اغلقت الباب عليهم وقفت امام ابنتها تهمس لها في حدة :
- أنت ايه اللي دخلك أوضة نومه وازاي توقفي معاه وهو قالع كدة أنتِ مجنونة

تنهدت بملل والدتها لا تعرف أنها مرت بأشياء أسوء بمئات المرات في فترة تدريبها في أحدي المستشفيات تنهدت بعنف تُنهي ذلك النقاش العقيم قبل أن يبدأ من الأساس :
- لما نروح يا ماما هبقي اقولك يلا نوديله الأكل عشان نمشي

رمت فتحية ابنتها بنظرة حادة لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي وتر تلك هي والدتها التي كانت لا تتمني شيئا بقدر رؤيتها ولو لمرة

علي طاولة صغيرة في الصالة وُضعت الأطباق الساخنة يتطاير منها الدخان خرج جبران من غرفته متوجها إلي الصالة نظر لفتحية حين قالت :
- بالهنا والشفا علي قلبك يا معلم يلا بالإذن إحنا بقي

امسكت فتحية يد ابنتها لتجذبها معها للخارج ليتدخل جبران يردف سريعا :
- يعني تبقوا في بيت المعلم والأكل محطوط وتنزلوا من غير أكل والله ما تيجي اقعدي يا ست فتحية اقعدي يا استاذة وتر

نظرت وتر له محتدة خاصة حين لاحظت نبرة التهكم الواضحة في صوته حين نطق اسمها لتبتسم في اصفرار تحادثه :
- لاء متشكرة جدا احنا مش جعانين عن إذنك

ولكنه رفض أردف في حدة منفعلا :
- طب علي الطلاق بالتلاتة منك لانتوا قاعدين واكلين

الجملة ادهشتها هي ووالدتها معا ، من تزوج من ليطلقها ما الذي يهذي به ذلك البربري جلست مرغمة حين جذبتها والدتها تجلسها جوارها ، زاد غيظ وتر حين لم تعقب والدتها علي جملته الغريبة ... أمسكت الملعقة تتظاهر بأنها تأكل تختلس النظرات له لتراه يشمر عن ساعديه يمسك بدجاجة ليست بصغيرة الحجم تتوسط الطاولة ذلك البربري يتناول الدجاج واللحم في وجبة واحدة انكمشت ملامحها متقززة تنظر له مشمئزة وهو يمزق أعضاء الدجاجة بمنتهي العنف لتجد جزء كبير منها يوضع امامها يوجه حديثه لها بابتسامة كبيرة مستفزة :
- كلي يا بنت الذوات شكلك ضعفان خالص ... لاء أحسن توقعي مننا واحنا محتاجينك

غمزها بطرف عينيه في نهاية كلامه دون أن يهتم بأن والدتها تجلس معهم علي نفس الطاولة ومنذ متي وذلك الوقح يهتم ... كافحت رغبتها العارمة من أن تتقئ حين تنظر له وهو يأكل بيديه المغطاه بدهون الدجاجة قطعة اللحم تدخل كاملة إلي فمه أشفقت حقا علي من ستكون زوجة له لن تهنئ لها وجبة طعام واحدة معه !
أخرجها من شرودها الطويل به صوت رنين هاتفها انتزعته من جيب سترتها لتري رقم زياد ينير الشاشة قامت سريعا من مكانها تبتعد عنهم قدر الإمكان تراقبها أعين جبران بحذر أبعدت هي لاقصي الصالة بعيدا فتحت الخط تضع يدها بالقرب من فمها تهمس بصوتها :
- اهلا يا زياد ، حضرتك قربت ولا ايه

صمت لبعض اللحظات لما ذلك الرجل كثير الصمت هكذا كأنه كان يريد أن يقول شيئا ولكنه تراجع عنه سمعته زفرته الحائرة من خلال الهاتف ليغمغم في هدوء :
- قدامي ساعة بإذن الله أنا كنت متصل أقولك أنك لازم تيجي بكرة عشان نقفل التحقيق في قضية والدك صدقيني أنا حاولت ااجل التحقيق لأطول وقت ممكن بس ما بقاش ينفع اكتر من كدا

ارتسمت ابتسامة حزينة يائسة علي شفتيها اومأت برأسها بالإيجاب ابتلعت غصتها المريرة تتمتم :
- ماشي يا زياد باشا بكرة هكون عندك ... في انتظارك النهاردة ، مع السلامة

اغلقت معه الخط تزيح الهاتف من علي أذنيها شردت عينيها في الفراغ تنظر بعيدا تري طيف والدها يضحك لها ... طفقت دموع خفيفة علي سطح مقلتيها رفعت يدها سريعا تمسحها والدها سيعود كل شئ سيعود كما كان عليه الحال لتعبترها فقط تجربة جديدة وهي خير من يعشق التجارب ... الآن الأهم فالمهم ستذهب لأمل لتخبرها أن زياد علي وشك الوصول ... نظرت لوالدتها التي بالكاد أكلت بضع لقيمات من طبقها تحادثها :
- يلا يا ماما كدة كفاية ... عن إذنك يا معلم جبران

ابتسم متوعدا حين استشف سخريتها ابنة الذوات تتهكم منه سيريها من يضع القوانين هنا

توجهت وتر مع والدتها إلي منزل سيدة دخلت وتر سريعا إلي غرفة أمل تهمس لها متلهفة:
- قومي بسرعة اجهزي زياد قدامه ساعة ... بسرعة يلا
توترت قسمات وجه أمل تومأ برأسها شئ قلبها خائف وعقلها يوافق يثور وهي بين ذلك وذاك تلتف في دائرة من الحيرة

في حين علي جانب آخر نزل جبران علي سلم البيت بخطئ ثقيلة ناعسة بعد تلك الوجبة الدسمة كان يخطط للنوم لعدة ساعات ولكن تلك الداهية المسماة وتر تخطط لشئ ما تُري ما هي ... ارتمي علي مقعد أمام ورشته يصيح في صبي المقهي:
- واد يا مصطفي كوباية شاي تقيلة احسن الواحد كل لما اتنفخ وعايز يحبس !

اخرج سيجارة تبغ من علبته الخاصة اشعلها ينفث دخانها الأبيض الملوث ليري من بعيد حسن يقترب منه جذب مقعد من المقهي يضعه أمامه يغمغم سريعا :
- جايبلك حتة شغلانة سقع ... بص يا سيدي المعلم عويض من أسيوط دا بتاع مقابر وآثار وتماثيل عايزاك في شغل معاه

ابعد جبران السيجارة عن شفتيه ابتسم ساخرا ينفث دخانها قبل أن يضحك في تهكم :
- آه مش دول بتوع انزل يا محمد عمك لقي تماثيل دهب وعايزين حد يصرفهم قديم أوي الحوار دا يا حسن دا زمان محمد هرب بالتماثيل

ضحك حسن في سخرية يغمغم سريعا :
- ما تبطل هزار يا جبران دول تجار آثار وسلاح وحشيش

- ياللهول ما بيؤدوش بنات بالمرة
قالها جبران ضاحكا لينفجر في الضحك بعدها مباشرة في حين ابتسم حسن متهكما :
- هزر هزر مش وقت خفة دم يا جبران الحوار أكبر من كدة الناس دي ما بتتفاهمش غير بالسلاح

اختفت ابتسامة حسن الساخرة قبب ان ينخفض بصوته يهمس في حذر :
- طرف خيط لصاحب الظل !
اختفت ابتسامة جبران في لحظة اعتدل يقترب من حسن القي السيجارة من يده يهمس له بحذر:
- أنت متأكد

اومأ حسن له يؤكد له ما قال لتشرد عيني جبران يفكر في ذلك الإسم وصاحبه ، صاحب الظل حاكم السوق السوداء الجميع يمشي بأمره حتي سفيان ومن معه لا أحد يعرف لا شكله ولا اسمه ولا حتي صوته صاحب الظل لقب أطلقه هو علي نفسه ، الجميع يسعي لمعرفة من صاحب الظل هذا ؟!
جذب انتباههما معا وقوف سيارة دفع رباعية سوداء أمام منزل أمل لينزل منها ذلك الضابط زياد يحمل في يده باقة من الأزهار وعلبة حلوي تبدو فاخرة ... نظر كل من حسن وجبران إلي بعضهما البعض في حيرة لمن جاء هو
___________
في الأعلي في غرفة أمل وقفت أمام مرآة الزينة الصغيرة في غرفتها تتنفس بعنف لا تنظر لما ترتدي الحكاية ليست سوي لعبة لتتخلص من قيود حسن ... فقط تحاول أن تهدئ وتر جوارها تشجعها بأن تثبت بأن ما سيفعلانه هو الصحيح لتتخلص من تحكم حسن المفرط فيها ، لتعش حياتها كما تريد
بعد أن هدأت قليلا تبخر ذلك الهدوء في لحظة دق جرس الباب انتفضت لتهرول وتر سريعا تفتح جزء صغير من باب غرفة أمل تنظر منه للخارج لتري زياد يدخل يبتسم في لباقة وتهذيب يصافح زوج والدة أمل ذلك الرجل الطيب لا تذكر اسمه الآن نظرت له تبتسم ممتنة تمنت حقا أن يكن هو عريس لأمل فتاة في مثل طموحها تستحق زوج كزياد بالطبع سيدعمها لتصل إلي ما تحلم ، ليس حسن ذلك البلطجي الذي يريد خادمة له لا أكثر يفرض نفسه عليها بالقوة غصبا ...
توجه زياد إلي أحد المقاعد يجلس علي مقعده المتحرك بالقرب منه زوج السيدة سيدة التي تجلس علي الأريكة جوار والدتها يتطلعان للضابط الوسيم صاحب الأعين الخضراء يتسألون عن سر زيارته المفاجئة ... حمحم زياد بهدوء يحادث الرجل الجالس أمامه :
- بص يا عم صابر من غير مقدمات مالهاش لازمة أنا راجل بيحب يدخل في الموضوع علي طول أنا جاي طالب ايد بنتك أمل علي سنة الله ورسوله

- جاي تخطب خطيبتي يا باشا

صاح بها حسن محتدا وهو يدخل من باب المنزل المفتوح لما نسيوا إغلاق الباب ... دخل حسن بعنف كعاصفة هوجاء مليئة بالأتربة وقف ينظر لزياد يتحداه بنظراته دماءه حرفيا كانت تغلي من الغضب ذلك الرجل هنا ليأخذ محبوبته منه لن يسمح له أبدا ... توترت الأجواء من جميع الأطراف عادا زياد الذي ابتسم في سخرية ينظر لحسن متهكما يحادثه :
- خطيبتك ازاي ... المعلومات اللي عندي أن آنسة مش مخطوبة

في تلك اللحظة تحديدا دخل جبران يبتسم في هدوء ورزانة لا يعرفها من الأساس يحادث زياد مرحبا :
- نرحب بالباشا الأول منورنا والله يا باشا ، بس معلش يا باشا امسحها فيا انا معومات جنابك لمؤخذة يعني في اللفظ ناقصة حسن قارئ فتحته علي أمل والفتحة عند ولاد البلد مش خطوبة بس لاء دي اكنها كتب كتاب بالظبط ... يعني أنت دلوقتي جاي تطلب ايد واحدة متجوزة يا باشا

توسعت عيني وتر في دهشة من تلك الكلمات التي قالها ذلك البربري الذي بات حكيم قومه فجاءة !!!! .... التفتت لأمل تدفعها للخارج تهمس لها محتدة :
- اخرجي قولي لاء ما حصلش دافعي عن مستقبلك اللي بيضعه البلطجي دا

اومأت أمل سريعا لتندفع للخارج نظرت لزياد تبتسم وكأنها تعرفه منذ سنوات طوال تحادثه برقة !! :
- ازيك يا زياد الورد دا جميل أوي !

توسعت عيني حسن مما حدث توا في حين ابتسم جبران ساخرا تلك إذا هي الداهية التي كانت تخطط لها وتر كان عليه أن يعرف أن تلك الداهية صاحبة عقل شيطان وما جديد أليست ابنه سفيان ابتسم ساخرا دون تعقيب في حين صاح حسن بصوته كله يصرخ فيها غاضبا :
- الورد دا أنا هحطه بإيدي علي تربتك ... خشي اوضتك وما تطلعيش براها لهكسر دماغك

ارتجف نابضها خوفا تثبت قدميها في الأرض بعنف لن تهرب هي ليست بجبانة أو ضعيفة لن تدعه ينتصر هنا جاء دور زياد الذي اندفع ناحية حسن يمسك بتلابيب ثيابه بشكل مهين له يصيح فيه :
- ولااا اقف عوج واتكلم عدل بدل ما اشدك من قفاك واعلمك الأدب من النهادرة لاء من دلوقتي حالا لو لمحت ضلك بس جنب ضل خطيبتي ، ها سامع خطيبة زياد باشا هسففك تراب الأرض

تسارعت أنفاس حسن بعنف شديد أحمر وجهه وقتمت حدقتيه عينيه مثبتة علي تلك التي تقف هناك تنظر له تبتسم متشفية تشمت به !! ... رفع يده يُبعد يد زياد عنه ابتسم في هدوء يومأ بالإيجاب في هدوء يسبق عاصفة الصحراء رفع يده يربت علي كتف زياد بخفة يتمتم مبتسما :
- ألف مبروك يا باشا ربنا يتملك علي خير ، عن إذنك

وغادر في هدوء مخيف هدوء بث في قلبها الرعب توترت حدقتيها تنظر ناحية جبران لتري ابتسامة لا تقل رعبا عن هدوء حسن ترتسم علي ثغره صافح زياد يغمغم مبتسما :
- عقبال البكاري يا باشا وابقي اعزمنا بقي عن إذنك
ولحق بصديقه وساد صمت غريب من جميع الجهات ... لم تخرج وتر حتي لا تشك والدتها أن لها يد في الموضوع وتسمعها محاضرة طويلة عن مدي خطورة جبران وأنها لا يجب أن تتحداه أبدا ... حمحم زياد يوجه حديثه لصابر يحاول طمئنتهم :
- يا عم صابر أنا جاي وعايز بنتك في الحلال وما تخافش من حسن أنا هعرف كويس اوقفه عند حده نقرا الفاتحة

اضطربت عيني الرجل العجوز خوفا ينظر لسيدة التي لا تقل عنه رعبا ابتلع لعابه تنهد قلقا يغمغم متوترا :
- يا زياد إنت عريس ما تترفضش طبعا ، وأنا أكيد مش هحب اجوز بنتي لبلطجي اكيد هطمن عليها مع حضرتك ... بس حسن مش هيسيبنا لا هو ولا المعلم جبران

هنا شعرت زياد بالإهانة حقا زياد لا يقل نرجسية عن جبران لا يحب أن يُقلل اي من كان من قدره ثارت ثورته يغمغم منفعلا :
- طب يبقي يفكر يتعرضلها بحرف مش بكلمة وشوف أنا هعمل فيه ايه

أنا ، أنا ، أنا ها هو مغرور آخر يعتز بالأنا يقدسها حد الموت ابتسمت وتر ساخرة تراقب ما يحدث الرجل المسكين خاف من حدة زيادة ليومأ برأسه سريعا يوافقه فابتسم زياد يغمغم :
- بإذن الله هيكون لينا قاعدة تانية نحدد فيها ميعاد الخطوبة عن اذنكوا ونتكلم اكتر بسبب اللي حصل دا اعتقد ما فيش مجال لأي كلام دلوقتي عن اذنكوا

صافح الجميع اختطف نظرة سريعة حوله يبحث عنها عله يراها ليري طيفها من خلف باب غرفة شبه مغلق ابتسم لها كم كان يتمني أن تكن وتر هي العروس بدلا من أمل هل تُري أحبها بتلك السرعة !!
______________
- واد يا سلكة تروح للواد عاطف نابطشي الأفراح وتقوله المعلم جبران عايزك وبعدين تعدي علي عمك طه بتاع الفِراشة تقوله المعلم جبران عايزك بردوا بلا غور

انتهي جبران من دفع الاوامر لصبيه ليلتفت برأسه إلي حسن الذي يكاد يحرق خشب المقعد من نيرانه المستعرة غضبا تنهد بعمق يغمغم ببساطة :
- اهدي يا حسن اللي أنت عاوزه أنا هعمله اديني بعت اجيب النباطشي وبتاع الفراشة اهو وهعملك ليلة يحكي ويتحاكا بيها الحتة كلها لشهر واتنين وتلاتة وهجوزهالك اهدي بقي

حرك رأسه بالنفي مرة بعد أخري بعنف لا .. لا يكفي ... لا يكفي أبدا ، لا يكفي نظرة الشماتة والانتصار التي رآها في عينيها وذلك الزياد يهينه أمامها كم كانت سعيدة وكم شعر بالذل والإهانة لأنه يحبها فقط ... خرج من شروده حين رأي ذلك الزياد ينزل من منزلهم رمي حسن بنظرة ساخرة متهكمة يملئها الاحتقار والاشمئزاز ومن ثم استقل سيارته وغادر ليهب حسن واقفا يشعر برغبة ملحة في البكاء عينيه أحمرت تكاد تنفجر منها الدماء التفت لجبران يهمس له محتدا :
- الدخلة آخر الأسبوع دا وبلدي !! أنا هجيب مناخيرها الأرض ، صبرك عليا يا أمل !!
________________
عالم أسود وكر لشياطين من الجحيم حفل اُقيم في الجحيم المكان مخيف ملهي ليلي مخصص لهم هم فقط لأصحاب القلوب السوداء في منطقة راقية للغاية يمكن أن تكن داخل مصر ويمكن أن تكن خارجها ولكنها في الأرجح خارجها وقفت الكثير من سيارات الدفع الرباعي نزل جيش كامل من الحراس هنا السلاح أرخص من الطعام توجه أحد الحراس إلي أحدي السيارات الضخمة فتح بابها ينحني برأسه احتراما وخوفا ... نزل من السيارة وقف جوارها بمعطف أسود من الصوف وسروال حلة لمصمم شهير قفازات من الجلد تغطي يديه قناع أسود يغطي وجهه لا يظهر سوي عينيه اللامعة بلونها الأسود الحاد وشعره الطويل يتدلي منه غرة تغطي جبينه ... هرول صاحب الملهي إليه اقترب منه يحادثه مرتجفا :
- سس..سسيدي صاحب الظل ... جلالتك المزاد في انتظارك لتختار ما تريد قبل بيعهم

لاحت ابتسامة شرسة مخيفة علي ثغره لم يرها أحد غيره .... تحرك للداخل بخطي واسعة يدس يديه في جيبي معطفه ما أن دخل للملهي توقفت الاصوات خوفا ذلك الرجل لا يُفضل الاقتراب منه أبدا ... وكأن الشيطان تجسد علي الارض في جسده اقتربت احدي النادل تأخذ منه المعطف لتظهر حلته السوداء وقميصه الأبيض ورابطة عنقه السوداء تحرك إلي طاولته الخاصة يضجع بظهره الي ظهر اريكة سوداء من الجلد اشار بيده ليبدأوا العرض فُتح الستار أمام عينيه ليظهرن أمامه فتيات ربما اغلبهن عاهرات هنا للمزاد الخاص بهم ... ذوق ذلك الملهي تدني كثيرا لا شئ جديد ملفت رأي مثلهم الكثير مط شفتيه قليلا بدأ يشعر بالاستياء لف رأسه ناحية صاحب الملهي ابتسم يغمغم ساخرا :
- بدأت أشعر بالملل أين الجديد سام ، أسرع فوقتي كما تعلم يُقاس بجرامات الذهب

توسعت عيني الرجل مذعورا ألم يعجبه أي منهن تلك المجموعة الأفضل التي سيقامر عليها في حفل الليلة لا يوجد أحد لا يوجد ... لا يوجد غيرها !!! .. لم يكن لديه حل آخر هي آخر من تبقي ربما تنقذه من تلك الورطة ... غاب لبضع دقائق ليظهر من جديد يقبض علي ذراع فتاة ربما هي في بداية العشرينات تصرخ فيه تتلوي بين يديه أن يتركها وإلا قتلته وقف بها أمامه يغمغم سريعا :
- جلالتك ابنه أخي اتمني أن تنال إعجابك

رفع يسراه يحرك سبابته وإبهامه تحت ذقنه ينظر لها يقيمها بنظراته مختلفة عنيدة شرسة ليست سيئة ليست سيئة اطلاقا لا تذكره ولكنه يعرفها جيدا وكم هو سعيد الحظ ليعثر عليها ببساطة دون حتي أن يبدأ في البحث عنها اومأ برأسه في هدوء يشير لأحد حراسه :
- خذوها إلي أحدي السيارات .!!
________________
من سنين لما بدأت احاول اكتب ولسه بحاول ولسه هحاول أكتر دايما كنت بنتظم في مواعيدي ليه عشان نفسي وعشان المتابعين احتراما ليهم وبناءً لشريحة من المتابعين عارفين إن الكاتبة لازم يكون عندها سبب قهري يمنعها من النزول ... لما خلصت سلسلة أسير عينيها حلقات خاصة ربنا يعلم أنا بدأتها عشانكوا وما كنتش حابة اعمل حلقات خاصة بس ما رضتش ازعل حد ... وبقي فوق الضغط ضغط
تخيل كنت بشطب رواية المعرض وبكتب في جبران العشق والحلقات الخاصة 3 روايات مع ضغط فترة الإمتحانات ضغط اقسم بالله يخليني احيانا احس إني بلف في دايرة من التعب .... امبارح شوفت تعليقات كتير بتتهكم وبتتريق وبتشتم عشان الحلقات الخاصة بتنزل كل أسبوع مرة فكنت مش فاهمة دا جزائي إني قولت ما زعلش الناس ... وللأسف ضغطي علي وعينيا بقيت مش شايفة حاجة خالص من كتر ما هي بتحرقني ...
أنا كان نفسي انزل الفصل امبارح واخدة عهد اني هرجع تاني امشي المواعيد زي السيف عشان دا شئ مش جديد علينا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close