رواية اكليل الصبار الفصل السابع 7 بقلم زهرة سوداء
تمطت في فراشها بصخب كعادتها لكن صوت الهمهمة الضاحكة أوقفها لتدرك انها ليست وحدها كيف نسيت!
"ما الذي تفعليه ؟"
"دست وجهها في الوسادة بخجل "توقف عن الضحك "
"انه زلزال وليس استيقاظ "
"شكرًا لكلماتك الرقيقة "قالت بلوم ترفع وجهها اليه
٠هل جُرحت مشاعرك "قال مقربا وجهه منها
"جدا "اجابته تظر في عينيه
"اذن اسمحي لي ان أعالج ذلك "قال مقتربا منها ليغرقها في عناق ناعم ما كادت تستجيب له حتى ابتعد "لقد استيقظتي تماما هيا الى الصلاة"
نظرت له بصدمة
"هيا سما حتى لا نتأخر "
نهضت على مضض نظرت اليه بطرف عينها عابسة ثم تجاهلته ترتدي ملابسها اقترب منها يحيطها بذراعيه بينما يضع راْسه في حنايا عنقها "لما العبوس "
شاعرة بخشونة ذقنه القصيرة ضدة نعومة بشرتها ما الذي يفعله بها أسندت ظهرها على صدره
"لن اراك حتى الغد"
عقد حاجبيه في تفكير "لم تظني ذلك بعد الصلاة سنجتمع في مجلس والدتي حتى نذهب كل الى عمله بعد الافطار وبعد العشاء سنجتمع مرة اخرى في مجلس العائلة قبل النوم "
"لم اقصد هذا انا اعني ...انك لن تبيت هنا الليلة "قالت بتردد
"سما ...قال معاتبا قبل ان يتابع "لما تنظرين للامر هكذا لما لا تفكري بان هذا يبقي جذوة الشوق متقدة "
"انا اشتاقك منذ الان "اجابته بهمس
"اذن حافظي على هذا الشوق ليحلو اللقاء "نظرت له في المراة بينما يقبل جانب عنقها اعلى كتفها قبل ان يبتعد لم تكن تشعر هكذا من قبل لكن الان عندما تراه يبتعد وتعلم انه سيقضي الليلة عند صبابة وربما يفعلان ما حدث معها الليلة الماضية تكاد ان تجن ....
يا الهي هل سيضمها هكذا كما فعل معها فكرت مازال إحساسها بدفء قبلته على كتفها وعنقها حيا
اكملت ارتداء ملابسها وخرجت خلفه تقصد مجلس الجدة حيث شاركتها الصلاة وانتظرت عودة مرعد وابناء اخيه من الصلاة
نظرت لها الجدة فوز بتدقيق جعل سما تتوتر"ما الامر يا جدة "
"تعالي الى جانبي يا ابنتي "قالت تربت على المكان بجانبها تحركت سما لتجلس فيه بينما الجدة تضع يدها على ظهرها بحنان
"كيف انت يا ابنتي ..هل انت سعيدة معنا هنا "قالت تنظر لها بتمعن بينما سما جفلت من السؤال هل عرفت ؟ "بخير انا سعيدة بالطبع"
"الحمد لله يا ابنتي كنت قلقة عليكما"
"لا تقلقي يا جدة كل شيء بخير قالت سما باسمة بينما مرعد وابناء اخيه يدخلون
المجلس كانوا يتحدثون عن الأغنام وموسم التزواج
"سيكون شتاءً قاسياً "علق صخر
"هذا الموسم سيكون مليء بالعواصف "اكد مرعد
"اذن علينا ان نبدا بأخذ احتياطاتنا نحن في بداية الخريف تقريبا "قال صقر بينما يأخذ كل منهم مكانه طوت الجدة فوز المصحف الذي بيدها وجلست تستمع للحديث الدائر وتشارك به سما الوحيدة الذي بدا عليها عدم الفهم
"عن ماذا تتحدثون ؟"
تبرع مرعد بالشرح "عادة ما يبدا موسم تزاوج الخراف في الشهر سبتمبر وهو ايضا بداية موسم الخريف وهذا الموسم يبدو انه سيكون قاسي وعاصف ويلحقه شتاء بارد لذا علينا اخذ بعض التجهيزات والتدابير اللازمة إنشاء حظائر ومأوى للأغنام الأحصنة واخبار الرعاة بضرورة اخذ احتياطهم للعودة لمساكنهم "
"ماذا عن اهل المخيم لن تصمد خيامهم "فكرت سما
"كما تعلمي لقد قدمنا طلبا لتوفير بيوت متحركة لهم (كرفانات) كما ان هيئة الأمم المتحدة للاجئين ابدت اهتمامها به وكذلك الصندوقي الخيري "
"لكن هذا ليس كافيا الخدمات الطبية المقيمة هناك لا تكفي لهم "
"بتجهيز المركز الطبي وتحويله لمشفى مصغر سيبدا باستقبال المرضى كما اننا طلبنا تعيين طبيب اخر ليساعدك وبالنسبة للمدرسة لم يبقى سوى القليل من العمل حتى تنتهي توسعته ويستقبل ابناء المخيم للدراسة فيه في الفترة المسائية "
هي تعلم عن ذلك مع انها انقطعت قليلا عن العمل بسبب زواجها وإصابة مرعد لكنها تعلم ان هناك غرفة للعلميات صغيرة حيث اجرت عملية مرعد لكن هذا ايضا ليس كافي فحسب وصفهم ان الظروف ستكون قاسية وأوضاع المخيم ليست جيدة
عقدت حاجبيها بتفكير "اتمنى ان لا يتأذى احد فكما تقولون ان الطقس سيكون بارد والخيم والكارفانات لن تقيهم من سوء الاحوال الجوية ولا من أمراض الشتاء التي ستتفشى بينهم "
"سنبذل قصارى جهدنا هناك الدفاع المدني ايضا "قال مرعد منهيا الحديث لينتقلوا الى مائدة الافطار حيث تجمع باقي افراد العائلة
تناولت بعض الطعام بينما العائلة تتحدث عن بدا الدراسة والعام الجديد أبعدت طبقها تريد النهوض للذهاب الى عملها عندما أوقفتها كلماته
"اكملي إفطارك "قال مرعد بنبرة جادة نظرت له لا تفهم ما الامر لكنها بقيت مكانها تلقت نظرة او اثنتان ممن حولها قبل ان يعودوا الى حديثهم وانهاء طعامهم وقفت مع باقي افراد العائلة لتودع الصغار الذاهبين الى مدارسهم بينما رعاد ورعود كانوا من ضمن الباقيين
امسك فواز اصغر ابناء صخر يدها "هل استطيع ان اقبلك "لا تعلم لما نظرت الى مرعد لتراه مبتسما
"بالطبع "قالت سما تنزل الى مستواه وتمنحه عناقا وقبلة على خده ليغادر مع باقي أخواته وابناء عمه
رات صقر وصخر ورعاد ورعود يودعون الجدة قبل ان يحذوا مرعد حذوهم مع اعطاءه نظرة لها جعلتها تتقدم هي الاخرى وتسلم عليها ليقول لها مرعد "هيا "مشيرا لابناء اخيه "ساسبقكم الى المركز "
ركبت سما السيارة معه ما الذي يحدث معه جلس خلف عجلة القيادة
"قبل ان تبدئي بالأسئلة قال يقود السيارة متجها بها الى المركز الطبي "لقد اعطيتك وقتك لتعتادي حياتنا وعاداتنا وانتظرت ان تتوافقي معها عندما اردت ان تصبحي زوجتي فعليا هذا معناه انك أصبحت منا تماما اي انك أصبحت جزءا من عائلتي وهذا يعني ان هناك أمور كنت تفعليها سابقا لا يمكن ان تفعليها الان انت لن تغادري المائدة حتى ينتهي الجميع ولن تغادري الى العمل وحدك انا من سؤوصلك وآخذك منه "
"لكن ما الفرق انا لا اقصد بقائي على المائدة او توديع الصغار والجدة هذه أمور عادية يمكنني فعلها برحابة صدر لكن انا اقصد ذهابي الى العمل ما الفرق ان ذهبت وحدي او أوصلتني انت "
"انت الان زوجة الشيخ لا يجب ان تخرجي وحدك حتى لو تم تبليغك بحالة طارئة عليك إبلاغي قبل ان تتحركي "
"ولكن ..."
"لا يوجد ولكن ...هذا مبدئيا لانك منذ هذه اللحظة اصبح عليك واجبات ستقومي بها في البيت وخارجه ان تبقي في غرفتك طوال الوقت أمرا لم يعد وارد الان عليك الاندماج باهل بيتنا والتواصل معهم وحتى مساعدتهم انا لن ادفعك في الامر مرة واحدة فانا اعلم انك جديدة على كل هذا لكني احاول ان افهمك معالم حياتك الجديدة تدريجيا فلنبدأ الان بالإفطار ووداع الصغار والذهاب الى العمل اما الباقي فسيأتي وقته تباعا لكن اريد منك ان تنتبهي لما سأقوله لك امام الآخرين وما سأطلبه"
"ولو انني لا افهم لكن حسنا سأحاول "قالت بينما يوقف سيارته امام المركز لتنزل منها
"انتظري "قال يمسك يدها اليسرى ليضع فيها سوارا مشغولا من الذهب رفع يدها الى شفتيه يقبلها "صباحيتك مباركة يا عروس انتبهي لنفسك ...اليوم لم أطالبك بوداع زوجة حقيقي لكن في الايام القادمة انا لن اتنازل عنه "قال باسما بينما هي تترجل من السيارة مصدومة منذ قليل كان يكلمها بمنتهى الجدية والصرامة ثم تحول للرقة وللمحبة نظرت الى السوار كان لونه الذهبي لامعا تتدلى منه خمس ليرات ذهب تشبه القلادة التي أعطاها اياها يوم زواجهم سيصيبها بالجنون
ضمت كفها كانها تقبض على قبلته ودخلت المركز لتبدا عملها
نفضت افكارها عن كل شيء يتعلق في حياتها الخاصة لتبدا عملها هذا افضل ما فيها فكرت سما انها تنسى كل شيء عندما تقوم بعملها كان هناك حالات كثيرة اليوم عندما انتصف النهار سالت ام السعد ان هناك حالات اخرى "لا يا طبيبة ووقفت مترددة قليلا قبل ان تنظر اليها هل أنت بخير يا طبيبة"سالتها ام السعد باهتمام
"اجل ام السعد ما بالك "إجابتها سما باسمة "ما دام ان الحالات قد انتهت والدوام ايضا قالت تنظر الى ساعتها سنغلق المركز و....”قاطعتها ام السعد
"سابقى قليلا لأنظف المركز يمكنك الذهاب انت لدي نسخة إضافية من المفتاح "
اخرجت هاتفها لتتصل بمرعد فهي يجب ان تذهب الى المشفى
"مرحبا قالت بتردد
"هلا سما ما الامر "أتاها صوته جادا
"اريد الذهاب الى المشفى "
"حسنا سأرسل لك السيارة "قال منهيا المكالمة
نظرت الى هاتفها النقال "لا مع السلامة ولا شيء !!"
اتى السائق بسيارتها نظرت له راغبة بالتمرد انها سيارتها لما عليها ان تنصاع
"هل يمكنك العودة الى المركز وحدك "
"لكن مرعد بك طلب مني ان أبقى معك ثم انا لست من انفراد الشرطة انا اعمل سائق لك فقط "
"اذن انا لست بحاجتك اليوم يمكنك ان تعود "
"ولكن ..."
"لا تقلق ساتفاهم مع مرعد بك "قالت باسمة بهدوء اخذت المفتاح منه وانطلقت
********
عاد من عمله مساءً فقد كان هناك الكثير ليهتم به اليوم والاهم التحقيق الذي أجراه مع احد المخربين والذي حصل منه على معلومات كثيرة تستدعي الاهتمام والتحرك
دخل مجلس العائلة ليسلم على والدته قبل ان يصعد مع ابناء اخيه ليغيروا ملابسهم
كان العشاء قد تجهز عندما عادوا لكن الجدة فوز بقيت في مكانها
"لما لم نبدا العشاء"
"سما لم تحضر بعد "قالت الجدة
قضب مرعد حاجبيه
"ماذا الا تعلم اين هي "قالت صبابة بسمية
نظر لها مرعد ببرود "انها في المشفى "
قال ساحبا هاتفه ليتصل بالسائق الذي عينه لسما
"السلام عليكم هل انتهت الطبيبة سما ..."
لم يكمل لان السائق اخبره بما فعلت سما ليرد بهمهمة غير واضحة "حسنا اجل ساتي لك "قال مرعد منهيا مكالمته
"هل هناك شيء "سال صقر
"لا سما لديها عمل في المشفى لا أريدها ان تعود مع السائق وحدهما ساذهب لاحضرها "
قال وخرج مسرعا ليخرج من البيت قبل ان يفلت غضبه من عقاله
********
تحدثت مطولا مع الطبيب المسؤول عن هنادة فكرة إحضارها الى المنزل ليست جيدة ابدا يجب ان تذهب الى المدينة اولا جلست معها وحاولت ان تحدثها قليل من الاستجابة افضل من لا شيء فكرت سما عندما خرجت من غرفتها وقفت في الممر تتحدث مع مدير المشفى وطبيب اخر كانت هناك حالة يتشاورون حولها انتهى الحديث بينما سما تضحك على تعليق اطلقه الطبيب الشاب حول الحياة في الصحراء لتتوقف ضحكتها في المنتصف عندما رأته يقف في بداية الممر خلفه السائق ليس خوفا انما مفاجئة من حضوره المهيب والتماع الغضب في عينيه
تقدم من وقفتهم راسما الهدوء على محياه لكن نظرته كانت تشعل بنيران أدركتها سما فقد لفحتها حرارتها الغاضبة
"مرعد بيك اهلًا بك "قال مدير المشفى "يجب ان نعتذر نحن ناخذ الكثير من وقت الطبيبة "
مد مرعد يده ليصافحه بشبه ابتسامة
"انها مصاعب العمل لا باس "
"لم اكن اعلم انك متزوجة هنا والسيد مرعد زوجك"قال الطبيب الشاب
"بهاء الأحمدي طبيب مقيم هنا لقد استلمت عملي منذ اسبوع "قال مادا يده ليفعل مرعد بالمثل
"تشرفت بك اتمنى ان لك إقامة جيدة هنا "
"وربما اجد عروسا واستقر مثل الطبيبة سما "قال الطبيب بهاء ضاحكا لكن ضحكته لم تجد صدا عندهم سوى ابتسامة مترددة عند سما
"سنغادر اذا انتهيت "قال مرعد لتسرع سما
"اجل هيا "
عند باب المشفى "أعطني مفتاح سيارتك "قال مرعد
"لماذا ؟"
هاتيه قال مرعد بحزم لتنفذ سما بسرعة اخذه منها ليناوله للسائق "تعرف ما ستفعل "قال مرعد ليمسك ذراعها ويتجه الى سيارته
"ما الذي تفعله؟"قالت سما عندما شعرت بخشونته معها
"الم اكن واضحا عندما قلت ان لا تذهبي الى اي مكان لوحدك وان تخبريني قبل ذلك "
"لقد أخبرتك"
"ولكنك تعمدتي ان تذهبي وحدك "
"انا ذهبت الى المشفى "
"وحدك لا اعلم لما تتصرفين هكذا "
"انه عملي مرعد "
"كان طلبي واضحا سما انا لم أتدخل بشؤون عملك ولا تأخرك كل ما طلبته هو ان تخرجي بعلمي ولا تكوني وحدك ما الصعب في ذلك "
تبرمت سما مكانها مشيحة بوجهها عنه
اكملت الطريق بصمت لم يحاول مرعد ان يقطعه
عندما وصلت الى البيت نظرت في مصف السيارات الخاص بالعائلة ولم تجد سيارتها التي عاد بها السائق
"اين سيارتي ؟"سالت تترجل من سيارة مرعد
"لا تقلقي انها في امان لكن انت لن تحتاجي لها حاليا سأضع احد سياراتي مع السائق تحت امرك "
"ما معنى هذا سألت سما وقد بدا صوتها يحتد قليلا
"اولا اخفضي صوتك سما قال مرعد بصرامة واهدئي سيارتك قد حفظتها لك لانك لن تخرجي او تتحركي بعد الان الا معي او مع السائق "
"لكن انا لا اذهب لأي مكان سوى عملي ..."
"ستذهبي وتعودي معي او مع السائق انا لا انكر عليك عملك لكن انت لن تخرجي وحدك "
ضربت الارض بقدمها بغضب والتفت تريد الدخول الى المنزل لكن يده أمسكت ذراعها بشدة
"اياك ان تديري ظهرك لي مرة أخرى سما اهدئي سندخل الى المنزل ولا اريد ان يلاحظ احد شيء "
"انا لا اريد ان ارى احد "قالت تطرف بعينها
اخذ نفسا عميقا قبل ان يزفره بشدة "اسمعي سما لقد أخروا عشاءهم من اجلك ستدخلي وتتناوليه معهم ثم اصعدي الى غرفتك وافعلي ما تريدين "
قال يضع ذراعه على كتفها ويدخلان معا دون ان ينتبها الى عيني سهاد التي تراقبهم وسارعت لنقل الأخبار الى والدتها التي بدورها ستوصلهم الى صبابة
كانوا جميعا ينتظرون قدومهما في مجلس العائلة
"هل نحضر العشاء "قالت نزهة
"بسرعة من فضلك "قالت الجدة فوز
"اسفة لجعلكم تنتظرون "قالت سما
"لا يا ابنتي يعافيك الله لابد انك متعبة "
"للواقع اجل كان يوما طويلا "قالت تجلس الى جوارها
"ستخبرينا على المائدة "قالت الجدة تمسك يدها وتنهض معها متجهتان الى المائدة يتبعهما الباقيين
كان الطعام شهي او انها جائعة جدا لكنها لم تاكل فهي غاضبة فعلا من تصرف مرعد معها ومحاولاتها للظهور بشكل طبيعي أفقدتها شهيتها
"حسنا أخبرينا عن يومك "قالت الجدة تحثها
"في المركز الحالات كالمعتاد لكني ذهبت الى المشفى من اجل هنادة ..متى ستعطيني الحقيبة الخاصة بها "
سالت رعود "متى تريدين ؟"فال محاولا ابداء عدم الاهتمام "يمكنني غدا ان أعطيك اياها واوصلك"
"ماذا عني لقد قلت انك ستاتي معي الى المدينة "تدخل رعاد
ضرب رعود على راْسه دليل انه نسي "نؤجلها ليوم اخر "
"لا داعي لذلك يمكن لرعاد ان يأتي معي الى المدينة شاعرة بعين مرعد التي تسلطت عليها الان وخصوصا عندما وضع كوب الماء من يده بحركة ملحوظة بالطبع بعد إذنك مرعد كنت اريد اخبرك انني ساذهب الى المدينة غدا حالة هنادة تستدعي طبيب متخصص وهي لا تتعامل بشكل جيد مع الأطباء انا بحاجة لطبيبة أنثى ولا يمكن توفرها هنا"
"وماذا عنك الست طبيبة أنثى ؟"سالت صبابة ساخرة منها
"انه ليس اختصاصي ..."قاطعها مرعد
"بالطبع سما يمكنك الذهاب عافاك الله لكل ما تقدمي اعلم ان عملك متعب جدا لذا طلبت ان يحضروا طبيب لمساعدتك لانه كما يبدو ان مدير المشفى يطمع بخدماتك لن اقول لك ان لا تشجعيه لاني اعلم ان قلبك وطيبتك لن يتحملا ان لا تساعدي من يحتاجك لكن رجاء انتبهي لنفسك و لا تتعبيها "
لم تقل صدمة اي شخص على المائدة عن صدمة سما بكلماته الرقيقة هل يمدحها ابتسم رعود بينما يغمز صخر الذي تحاشى نظرته حتى لا يضحك
بينما عيني صبابة تحترق حقدا
تحاشت سما النظر اليه فهي حقا ترغب بان تذهب وتضمه لاول مرة يدافع عنها ضد تلك الحيزبونة صبابة ولو انه بطريقة غير مباشرة لكنه أوقفها عند حدها نهض الجميع بعد انتهاء العشاء وانسحب الصغار كل الى غرفته جلست العائلة في المجلس لتناول القهوة
"لا سما لا تتناولي القهوة انت بحاجة للنوم والراحة والقهوة ستسبب لك السهر نزهة احضري لها لبن مخيض "قال مرعد مما جعلها تعيد الفنجان "اشربي اللبن والى النوم "لقطة اخرى صادمة فكرت سما تتناول كوب اللبن من نزهة وشربته وتمنت للجميع ليلة سعيدة وصعدت الى غرفتها
بعدها بدقائق
نهض صقر وصخر ورعود "سنذهب الى المجلس "
"اسبقوني سالحق بكم "نفذ ابناء اخيه بينما تحرك هو صاعدا الى جناح سما
خرجت من الحمام تلتف بمئزرها وقفت امام خزانتها تحاول ان تختار ما تلبس هو لن يأتي فاليوم عند صبابة فكرت تحاول ان تجبر نفسها على تقبل ذلك ما بالها هي تزوجت منه وهو متزوج قبلها وتعلم انه يقضي ليلة هنا وليلة هناك حتى انه في السابق لم يكن يأتي هنا الا قليلا لماذا ترفض الفكرة الان هل لانها أصبحت زوجته ام لانها كما قالت لها تلك الفتاة قد أحبته ..وهل هي أحبته فعلا ؟؟ بماذا تفسر مشاعرها له اذن يا الهي ايعقل انها أحبته من البداية دون ان تدرك ! فكرت مصدومة من اتجاه افكارها ثم ما معنى ما فعل قبل قليل هل يحاول ان يظهر اهتمامه لك انه يسترضيها بعد غضبه منها نفضت افكارها التي ستقودها الى الجنون اعادت ما بيدها لتحمل منامة بالون الاسود واُخرى خضراء
"الاسود "أتاها صوته من الغرفة الخارجية في الجناح
قفزت من مكانها مجفلة
"متى وكيف دخلت ؟!"سالت سما تنظر اليه بفزع
"دخلت ! ماذا تفعلين "
"اختار ملابسي كما تلاحظ "
"وقد اخترت لك الاسود "قال ناهضا متجها اليها بينما هي تقف مكانها
"لم تاكلي على العشاء"
نظرت له بتردد"إما زلت غاضبا "تقترب منه
"لست غاضبا لتصرفك بقدر غضبي لانك اخفيته عني "
"انا اسفة "همست
"لا احب الاعتذار سما وهناك أمور الاسف لا يكفي لحلها "وضعت يدها على ذراعه عندما لاحظت انه يريد الابتعاد رفعت نفسها اليه لتضع قبله على خده
"ان بقيت غاضبا لن أأكل !"
"لااا قال مقتربا منها ودون ان تدرك كان مئزرها مفتوحا لترى نظرته التي شملت جسدها هل ممكن للنظرة ان تثير كل هذه المشاعر فكرت تشعر بان كل جزء من جسدها ينبض حيا فقط لمجرد ان نظره سقط عليه ربما هي طريقة النظر ...فهو ينظر لها كانها لوحة يتمعن في تفاصيلها وبمهل كانه يخاف ان لا يعطي لكل جزء حقه
لم تفق من تاثير نظرته شعرت بيده التي تجذبها اليه ليمنحها عناقا دافئا بينما يديه تتجول على جسدها بادئا من عنقها الى صدرها قبل ان تنحدر الى اسفل تشبثت كفها في ذراعه محاولة ان تثبت وان تبتعد عن إصابته تغرق نفسها اكثر في عناقه فلمسته ترغمها على الاقتراب منه حد الانصهار تشعر نفسها على حد الحافة يثيرها حد الجنون وفي لحظة ابتعد عنها يتنافسان لأخذ نفسهما الذي نسياه في غمرة اقترابهما اخرجت أنيناً خافتا بينما تراه يأخذ خطوة تبعده عنها اكثر
"مرعد .."قالت بصوت مرتعش رغبة
"اريد ان اعلمك شيئا هناك اخطاء لا تعالج بالغضب ولا الاغراء وخصوصا معي اريدك ان تفهمي ان حياتك معي تغيرت انت أصبحت شيخة كل كلمة لك ملحوظة كل تصرف محسوب الخطا غير مسموح والاعتذار لا يحل شيء ان اردت ان تمحي الخطا عليك بالأفعال عليك ان توفقي الخطا وتسرعي لإصلاحه "وفقت مبهوتة هل اقترب منها انتقاما
"هل تنتقم مني "قالت اول شيء فكرت به
"هل تسمي وصالنا انتقام ...."
قاطعته "انت فعلت ذلك ..."
"انا اردتك ان تدركي ..انا اريدك ارغبك بجنون لكن ان ظننتي انك ممكن ان تستغلي ذلك لشيء اخر فأنت مخطئة وصالنا هو كالنسمة تبهجنا تلطف ما حولنا حتى انها تسعدنا وانت تعلمي ذلك معك اصل للسماء للنجوم وما بعدها لكن حياتنا لا تتوقف عليها سما هل فهمت ما اعني ليس هذا ما يجمعنا يجب ان يكون بيننا تفاهم ادراك وإحساس قبل كل شيء ..نظر لها برقة قبل ان يقول تصبحي على خير سأعد الساعات لأكون معك "
"على الإقل اخبرني الى اين تذهب كنوع من التفاهم والإدراك انت تطلب مني ان اخبرك عن تحركاتي لكن بالنسبة لك انا لأعرف شيء "
"انه عمل "اجاب ببساطة
"اجل ..."قالت تهز راسها بعلامة ان يكمل
"أمور عملي لا أناقش بها سما عليك فهم ذلك "
"ماذا عن خلوتك وسهرك في الديوان و...."
"ما بك سما .."
"لا شيء فقط كنت اسال "قالت بتهكم
اخذ نفسا عميقا يحاول ان يهدا نفسه
"نامي جيدا قال بصبر اراك غدا "
ماكاد مرعد يغادر بعد ابناء اخيه حتى سارعت صيته والدة سهاد لتخبرها بما حدث
*****^
كان بعد الفجر عندما عاد جلس قليلا عند والدته ثم صعد ليغير ثيابه قبل الافطار خطواته قادته الى جناحها راها تخلع ملابس الصلاة لتظهر منامتها السوداء ابتسم في النهاية هي تفعل ما يطلبه منها رفعت راسها لتراه يجلس في الغرفة الخارجية ما تزال غاضبة من تصرفه خرجت وجلست على ابعد مقعد منه هي اذن ما تزال غاضبة
"حرما يا ام عدي "نظرت اليه
"جمعا "قالت بهمهمة وصمتت قليلا "هل هناك شيء "سالت بما انه صامت وينظر لها بتمعن مد يده لها
"تعالي "نظرت الى يده بتردد قبل ان تمد يدها اليه ليسحبها لتجلس في حضنه ابعد شعرها عن وجهها اثر حركته المفاجئة "انه الشوق...الم تشتاقي لي "
صمتت سما متفاجئة مرة يكون قاسيا حازما واُخرى رقيق ولطيف أبعدت نظرها عنه بينما تشعر بأنفاسه تضرب جانب وجهها ليضع قبلة في تجويف عنقها جعلتها تغمض عينيها قرب وجهها منه "سما"همس مما جعل تنظر اليه "انت لا تعاملني بإنصاف مرة غاضب واُخرى ..."
"واُخرى ماذا ؟"
"لا ادري انت تشتتني لا تنظر لي هكذا "قالت تبعد وجهها
"اخرى اريدك بجنون انا لا اغضب منك سما انما عليك اخاف عليك وأريد حمايتك هل هذا خطأ؟"
"لا لكن أسلوبك قاسي"
رفع حاجبيه "متى كنت قاسيا معك هل اهنتك ..."
"لااا "
"انا احب ان يكون كل ما بيننا واضح اذا اردت قول شيء قوليه مباشرة وانا سأتقبله مهما كان "
اومات براسها
"حسنا هل تريدي شيء؟"
نظرت له باندهاش "انت لن تغادر الان "
"اذا اردت أبقى "قال ببساطة
"وانت الا ترغب بالبقاء "اذا اراد ان ينكر فهي ستفعل بالمثل
"بالنسبة لي انا لا اريد ان افارقك لكني لا اريد ان افرض وجودي عليك "
"حقا ؟!"قالت سما "اذن لا تذهب "قالت ووضعت يديها على كتفيه ورأسها على صدره لتجعل جلوسها اكثر راحة وأغمضت عينيها لدقيقة لم تصدر عنه اي حركة فتحت عينيها لتراه ينظر لها اخفضت عينيها بخجل "حسنا لا تبدئي بشيء ولا تنهيه "همس قرب اذنها
"لكنك فعلت "
ضحك "لكني بالفعل أنهيته "
"اسمع انا لا يمكنني مضاهاتك بالكلمات ولا الأفعال اجد نفسي احيانا لا افهم وكأنني حمقاء "
"اذن دعيني انا أقوم بذلك "بالطبع لم تفهم ما يقول وظهر ذلك في نظرتها له "اه كم انت صغيرة يا سما من يظن انك تنظري لي بمثل هذه البراءة "
"انا لست صغيرة "قالت محتجة
"اذن بريئة "
"وهل البراءة عيب !"
"انها اجمل ما فيك ولا تنظري لي هكذا ثم تقولي انني من يبدا "
"ربما اريدك ان تبدا انت ؟"
"ياااه ظننت انك لن تقوليها ابدا "لم تعد هناك كلمات انحنى يعانقها برقة بداية سرعان ما تحولت لتملك وهي كالعادة مجرد نظرة منه تجعلها تذوب هناك شيء في لمسته فهي بين الرقة والشدة ناعمة وخشنة تجعلها تفقد اي شعور اخر الا بها وهي تجتاح جسدها وتثير كل خلية فيه بينما هي لا تملك سوا التعلق به اكثر ليتعمق قربهما غير راغبة او سامحة بابتعاده حملها الى السرير يتأملها بينما يقترب منها الا يعلم ان مجرد نظرته عذاب فهي تغزوها تشعر بها بكل نبض صاخب في قلبها
"مرعد "همست فهي حقا لم تعد تحتمل
"عيونه "قال مقتربا منها اكثر ممرمغا انفاسه في عنقها قبل ان يهبط اكثر متجولا في جسدها المرحب قبل ان يغرق نفسه به وسط أنغام آهاتهما
بعد وقت تحرك مرعد "سما "همهمت تستند راسها على صدره "يجب ان نذهب لقد تأخرنا "
"حسنا "قالت ترفع راسها تشعر بتراخي جسدها مما جعل مرعد يبتسم احمر وجهها خجلا
"لا تضحك "
"لا تغضبي لك نفس التأثير علي "
"يوما ما ساملك ذات التأثير عليك "
"انت تمتلكيه بالفعل "ناهضا ليسحبها معه
"جهزي نفسك بسرعة ولا تتاخري في المدينة سأشتاق لك "وضع قبل على شفتيها وغادر
تنهدت سما انها تحبه همست لنفسها
كانت رحلتها مع رعاد طويلة وصامتة
حتى وصلوا الى المدينة وتفرقت طرقهم مع وعد منه بان يلقاها في بيت والدها الذي احتفل بقدومها "كيف تسير التجديدات "
"بخير ربما الافتتاح سيكون بعد اسبوع هل ستاتي "
"بالطبع "قال والدها "كيف حالك انت هل امورك بخير "
"بخير "قالت منهية الحديث بينما والدتها اخذتها وبدات معها حديثا نسائيا مطولا تطمئن به عليها
"هل انت حمقاء سما ...انه زوجك لا يوجد اي نوع من الخجل بينكما "
"لا استطيع امي "
"ما الذي لا تستطيعينه اي جيل هذا هذا وانت طبيبة "
"وما شان الطب في هذا "
تنهدت والدتها "اسمعيني جيدا انا لن اقول لك افعلي هذا او ذاك كل ما سأطلبه ان لا تكبتي نفسك تصرفي سجيتك فكما يبدو ان زوجك يعلم ما يفعل تماما "
اتى رعاد الى منزلها ليعودا معا الى القرية
"يجب ان تتناول الغداء "قالت
"لا وقت علينا ان نعود "
"نصف ساعة لن تأخرنا والدي سيغضب "قالت بينما تتجه معه الى المائدة العامرة تبادل هو ووالدها بعض الحوارات انه واثق بنفسه رغم صغر سنه بعد انتهاء الطعام جلسا لتناول القهوة قبل مغادرتها كانا وحدهما
"هل ممكن ان اسالك "قالت سما بتردد
"بالطبع اسالي "
"انت ستتزوج من ابنة عمك "
"صحيح "
"اي واحدة "
"لم يتقرر بعد "
"اعني انك لا بد منجذب لأحدهما "
"انا لا افرق بينهما نحن لا نتمعن بالنظر في نساءنا ولا نساء غيرنا "
"انا لم اقصد ذلك رعاد انا اعلم عاداتكم لكن الا تظن انه ظلم ربما تحبك احداهما وتتزوج من الاخرى "
"لا تقلقي من ذلك كلاهما تعلمان ان احداهما ستكون زوجتي وعندما يحدث يمكن ان تكن لي المشاعر وليس قبل ذلك "
"اسفة ان كانت كلماتي ازعجتك "
"لا باس هل نغادر "
"هيا "
دخلا المنزل لتتفرق طرقهما دخلت مجلس العائلة لتجد الجميع حاضر
"كيف كانت زيارتك "سال مرعد بعد ان سلمت على الجميع
"جيد الحمد لله ابي يوصل سلامه وسياتي يوم الافتتاح ..رعود اريد حقيبة الفتاة "
تبرم رعود "هذه الفتاة تهمني اريد ان اعرف كل شيء عنها "قال دون مواربة
"تهمك باي شكل "سالت سما
"وما شانك انت تدخلت صبابة ما الذي تعنيه بانها تهمك ؟
عادت لتسال ابنها
"انا اريد ان اتزوجها "صرح رعود
"هذا مستحيل عادت سما تقول وقبل ان تقولي اي شيء صبابة اصمتي "
"هلا صمتما أنتما الاثنتان "هدر مرعد
"اهدا رعود الامور لا تاخذ هكذا "وجه كلماته الى ابن اخيه
"هل لي ان اقول شيء "تدخلت سما
"انا لست ضد الامر في النهاية هذا امر شخصي لكن اتحدث كطبيبة الفتاة ليست مستعدة ابدا لذلك لا نفسيا ولا جسديا هي ترفض ان ترى رجلا على بعد متر منها لا انصحك بان تحاول التقرب منها الان على الاقل "
"هو لن يتقرب منها لا الان ولا في المستقبل انت لن تتزوج من لاجئة بلا اهل "
"انا لست صغيرا ليقرر احد عني ان اردت الزواج منها ساتزوجها "قال وانصرف
"متى ستتعلمي ان تصمتي صبابة "قال مرعد وانطلق خلف ابن اخيه يتبعه صقر وصخر
نظرت سما حولها ثم ذهب الى غرفتها
********
بقي الرجال في الخارج فقد ذهبوا الى مجلس مرعد واجتمع الرجال فيه بعد ان تحدث مرعد الى ابن اخيه وطلب منه الانتظار على الاقل حتى تعالج الفتاة ثم يروا ماذا سيحدث فهو اقتنع بكلمات سما حول حالتها
طالت السهرة معه حتى بدا الرجال بالانصراف ولم يبقى سوى المقربين من العائلة
تململ الشيخ جضعان وهو ينظر لمرعد
"ماذا هناك شيخ جضعان احس انك تريد قول شيء"
بتردد"يا شيخ مرعد ..كنت أريدك في امر ما "
"تفضل"
"اعذرني يا شيخ لا اريد التدخل لكني اسال فقط لاني مدين بالاعتذار "
"قلقتني يا شيخ جضعان ما الامر "
تنهد الشيخ جضعان قبل ان ترق نظراته في لحظة نادرة "انا ادين بالاعتذار لزوجتك على معاملتي السابقة لها ليس انا فقط بل الجميع وانا اتحدث بالنيابة عنهم ...اجد صعوبة باني قد حكمت عليها دون حتى ان اسمع منها او اعرف الحقائق لكن اعذرني لما ساقول بيتك كان ومازال مصدر ثقة وما يصدر عن اهله ليس قابل للنقاش انه الحقيقة المجردة و...."
قاطعه بقلة صبر انه يذكر بيته واهله هذا ليس بالأمر الهين "شيخ جضعان ما الامر انك لا تجمل الامر بكلماتك هذه "
"لقد قيل لنا ان الطبيبة قاتلة وانت تعمل لكي تخرجها من بيننا لذا لا يجب علينا التعامل معها بل حتى ولا ان نهيء لها إقامة سهلة لكن بعد زواجك منها اختلف الامر حتى عرفنا شيء جديد ..اعذرني بني لكن من واجبي اخبارك خصوصا وانا ارى ان هذا الكلام مشكوك بصحته وانا ارى مدى عملكما معا لمساعدة أهل قريتنا ...لكن ما تتناقله الالسن ان زواجكما لم ولن يتم ...انا لا يحق لي التدخل ..."
انها قاتلة هذا امر انتهوا منه لكن ان يشككوا بها !!!
كانت عيناه تقدحان شرارا غضبا حارق يهدد بحرق كل من هم أمامه أعمامه اولاد أخيه الذين يسمعون ما يقول الشيخ جضعان أهل قريته الذين يتبادلون الهمسات واللمزات حوله وحول أهل بيته
"كفى ...قالها قاطعا اي كلمة اخرى وقاطعا الهمهمات التي حوله
من من أهل بيتي اخرج هذا الكلام شيخ جضعان "
"يا شيخ مرعد انا لا اريد ان ...."
"من شيخ جضعان اريد ان اعرف من من أهل بيتي"
"لا اعلم انما هي اخبار تتناقلها الالسن وقد وصلت الينا "
كانت أصابعه تئن من وطأت احكامه قبضتيه يريد ان يحطم من حوله جميعا
"شيخ جضعان هذا الكلام الذي قلته الان سيدفن كما خرج ولا اريد ان اسمع شيء منه مرة اخرى نحن الرجال لا نعيد حديث النساء الفارغ وكل منا يصمت أهل بيته ... وأهل بيتي خط احمر لا أريد ان اعرف ان حياتنا متداول بين الآخرين "
"بالتأكيد بني الامر انتهى "سارع الشيخ جضعان بالرد يريد الهرب من تلك النار المشتعلة بجنون في عين مرعد "أرخص لي بالذهاب "
قال تاركا المجلس حامدا الله على نجاته
تحرك أعمامه مغادرين قبل ان يهدر بصوته
"لن يغادر احد ... هناك حساب بيننا يا عمومتي وعلينا ان نسويه.... من منكم سمع هذا الحديث وسمح بانتشاره دون ان يفكر ان يخبرني او حتى ان يصمته ها ..من ...لما لا ابدا بكم صقر وصخر ورعود ابنائي الذين ياكلون معي كل يوم وينامون تحت سقف بيتي ...ماذا عنك عمي مكرم الم يصلك خبرا الم تفكر بان تخبري على الاقل"
"يا ابن اخي لقد سمعت لكني بالطبع لم اصدق شيء "
"هل كنت ستصمت لو انها ابنتك ؟..ام لانها غريبة لا باس بان تلوكها الالسن ونسيتم انها زوجتي "
"عمي تدخل صقر نحن لم نسمع بشيء من هذا صدقني والطبيبة منا وفينا لم نكن لنصمت لو علمنا ان شيئا قد مسها "
هذا الكلام سيبقى ولن يخرج لاحد ولا اريده ان يتداول بين الناس وفي اي وقت سمعتم عن احد يتكلم به اريد ان اعرفه لانني اقسم غريمي في هذا الامر ان كان رجلا او امراة او حتى قبيلة بحالها لن ارحمه "
وانصرف
عند عودته الى البيت كان الغضب قد احتل كل جزء منه بينما ابناء اخيه يعتصمون بالصمت
"عمي الغضب لن يحل شيء"
"انه من اهل بيتي هذا الحديث لن يخرج او يصدق الا اذا صدر من احد يقيم ببيتي فمن هو الخائن الذي يتناول طعامي ويبصق به "
كلامه صحيح وهم يعلمون ذلك "حسنا نحن ستصمت حاليا ونتتبع الحديث ومصدره وعندها سنصل الى الشخص "قال صقر
"سأخرج بمهمة "اعلن مرعد
"لكن يا عمي تدخل صخر
"احتاج لابتعد "
*******
هناك أمرا ما فهو على غير عادته نظرت سما له
"هل انت بخير "
"اجل قال مقتربا منها بينما تقف هي امام المراة"
"لكنك عابس "
"لدي مهمة لمدة اسبوع تقريبا "
"لهذا انت عابس اذن لا تذهب "
"انا عابس لاني سأبتعد عنك قال يقبل كتفها
"اذن لا تبتعد "
"لو بعدت المسافات يا سما ستبقي دوما قريبة مني "
وضعت يدها على كتفه "هل كل البدو شعراء"
"اذا عشقوا "قال لها مبتسما
"انا احبك "قالت تهمس وتدفن راسها في صدره يا آلُلُه هل يجب ان تقول له هذا الان
غمرها قريبا من قلبه الذي هدر صاخبا غير قادر على احتواء مشاعره التي انهمرت تغرقهما معا
قبل الفجر نهض ينظر لها تتململ من ابتعاده
"مرعد "
"سما يجب ان أغادر "
"الان "قالت تمط شفتيها باعتراض
"سأعود اهتمي بنفسك ولا تخرجي وحدك عديني بذلك "
"أعدك قالت تنظر له بينما تضم ساقيها الى صدرها
اقترب منها فهي تبدو كطفلة الان وهي لا تعلم ما يحدث من وراءها قبل قمة راسها
"سأشتاق اليك ...حبيبتي "لقد نطقها الكلمة التي لم يقلها لاحد من قبل قالها لها الكلمة التي كانت تغلي في صدره دون ان يدري من زمن كانت لها هي وحدها
تمسكت به ترفع نفسها اليه لتطبع قبله على خده
"وانا سأشتاق لك "
بعد اسبوع
وقفت سما تتحضر للاجتماع اليوم تتوجه جهودها صحيح انه في الفترة الاخيرة قل عدد النساء الآتيات الى المركز وبوجود الطبيب الجديد الذكور كلهم تحولوا له لكن لا باس المهم ان كل شيء يسير بشكل جيد
أخذ الاجتماع طابع احتفالي خصوصا عندما قرر والدها الحضور للتأكد من ان توصياته قد تمت اجتمع الرجال في بيت مرعد في ديوان خيمته نظرت لتللك المتسللة بحقد متى اصبح لها مكانة بينهم والأكثر انهم جميعا باتوا يحترمونها حتى اولادها اما مرعد فشيء اخر فنظراته تقول انه تعلق بها كيف يحدث هذا وهما متباعدان حتى انه لم يردها بل هي من رمت نفسها عليه واهلها يساعدوها في ذلك كانهم يروه هبة من السماء لهم
جلست في احد أطراف القاعة تراقب انصراف النساء بعد تحية الطبيبة الحنون حدثت نفسها ساخطة و هي تحاول التمسك بالصبر فما يحدث كثير لقد تهمشت وأخذت تلك الطفيلية مكانها
*********
كانت سعيدة جدا اخيرا استطاعت ان تقدم شيء لهم صحيح انه بمساعدة والدها ومركزه ولكن ما فائدة المركز اذا لم نساعد من يحتاج هذا ما تعلمته من مرعد لقد اخبرها انه شعور لا يوصف ان تدخلي السعادة الى قلب اشخاص يحتاجونها وهي لأول مرة تحس بذلك المشفى الصغير الذي تم إنشؤوه والمنح العلاجية للحالات الصعبة وتطوير المدرسة وبعض منح التعليم أشياء بسيطة جدا امام امل رسم في عيون هؤلاء الأشخاص لقد عملت خلال الفترة السابقة بجهد ومرعد ساعدها بكل امكانياته لتحقق ذلك ابتسمت كم الفرق واضح بين الان وسابقا عندما أتت هنا كان يبذل جهده لينغص عليها أقامتها اما الان فالعكس تماما ...فقط اليوم ادركت معنى كلماته ان الناس هنا بحاجة للثقة ليتعاملوا معها بحاجة ليشعروا انها منهم وهو فقط من منحها ذلك وجوده جانبها دعمه زواجه منها ولو انه نوعا ما متذبذبا فكرت بغصة سرعان ما ابعدتها فهي لا تريد ان يفسد سعادتها بل سعادتهم شيء ابتسمت للمراة الكبيرة كانت زوجة الشيخ جضعان التي تقدمت منها تضمها شاكرة وتدعو لها
"ادامك الله يا بنتي ورزقك انت والشيخ مرعد بالذرية الصالحة ...انت شيختنا ومنا نحن ناسف لما حدث لكني واثقة ان الشيخ مرعد سيعرف من وراء ذلك أرجو ان تسامحينا"
"انا الأكثر سعادة لكوني منكم لم افعل شيء انه واجبنا ...ولكن ما الذي حدث ولما أسامحكم "قالت سما ضاحكة تحاولي ان تفهم ما الذي تقوله زوجة جضعان "ما الامر ؟!"قالت عندما ران صمت على الجميع بينما زوجة جضعان تتحرك للمغادرة بعد ان ادركت ان الطبيبة لا تعلم شيء
بينما صبابة كانت قد وصلت حد الانفجار شيختنا ...؟؟؟هذه ال***** شيختهم هل جن هؤلاء الناس كيف يستقبلوها بينهم هل نسيوها هي الشيخة صبابة ارملة عدي كبير الصخور لا والله لن يحدث هذا ابدا ستريها قدرها وتضعها في مكانتها
كانت زوجة جضعان ومع معها اخر المغادرين من النساء لتبقى فقط نساء البيت
****
غادر الوزير والدها ومن معه بعد ان اطمأن على انتهاء العمل في المشفى وتوسعة المدرسة وتلاه المشايخ الآخرين وباقي رجال القرية بقي هو وأعمامه وأبناؤهم وأبناء أخيه الثلاثة
كان سعيد بالانجاز الذي حققاه معا هو لن ينكر انها عملت بجد طوال الفترة الماضية تغيرت ...هو يعرف ذلك لم تعد تلك الطبيبة التي التقاها قبل ثلاث أشهر لكن تبقى غصة في قلبه يجب ان يعرف من هو غريمه
ما كادت زوج جضعان تغادر حتى هبت صبابة من مكانها
"يال وقاحتك وقلة حياءك كيف تجاسرت وسميت نفسك شيخة انت مجرد متسللة بيننا ..."
"توقفي صبابة لا اسمح لك بان ترفعي صوتك بحضوري "تدخلت حماتهما
"انا لن اصمت اكثر وانا أراها تزرع نفسها هنا عليها ان تعرف قدرها بان أيامها باتت معدودة نحن لا نريدها ..بعد ان بدات كل الألسنة تلوك سيرتها ."
"من قال لك هذا سما زوجة ابني مثلك تماما وما يحق لك يحق لها ونحن سعيدون بوجودها لا احد يطلب رايك وان كان لا يعجبك سيكون لنا حديث اخر "
دافعت حماتها عنها فقد اكتفت فعليا من صبابة في السابق لم تكن تتدخل لانها ولا مرة تجاوزت حدودها كان مجرد تعليق استفزاز اما ان تهاجمها علنا وفي حضورها فلا
كانت مصدومة ما سبب كل هذا الكره بالطبع هي ضرتها وقد أفسدت حياتها لكنها صدقا لم تقصد ارادت فعلا ان يحيوا جميعا بوئام تعلم معنى وجود زوجة ثانية ويؤلمها ذلك لكن تحاول ان تتقبل الامر وتدفن داخلها مشاعر الغيرة لما لا تفعل صبابة مثلها لو انها تحب مرعد لفعلت ....لن تقول شيء شعورها بالذنب اتجاهها يمنعها ماذا عليها ان تفعل ...؟! تساءلت سما بصمت
باستهزاء وسخرية انها فرصتها التي انتظرتها طويلا "زوجة ابنك هه؟؟!!! اي زوجة اسالي كنتك أين منديلها اساليها اين ينام مرعد عندما يكون دورها ..."
شهقت سما من هول ما قالت انها تشكك بها
رد فعل سما زاد تأكدها "اما ان زواجهما لم يتم او ان مرعد وجد فيها ما ينفره"
"اخرسي هتفت سما فهي لن تسمح لها ان تهينها بهذه الطريقة مطلقا
"كففففففىىىىى "هدر صوت مرعد ليعم الصمت المكان
حاولت ان تستجمع انفاسها الغاضبة نظرت له لم تره يوما بهذا الشكل تشعر انه يحترق عيناه تقدح شرار ايعقل انه غاضب منها لقد اخبرها ان لا تجعل صبابة تستفزها وان تبتعد عنها قدر الإمكان لكنها اهانتها اهانة كبرى لايمكنها معها الصمت
"سما اذهبي الى جناحك "امرها بحزم تعلم انها لن تستطيع معه الرفض او حتى المناقشة لكن لما يعاقبها هي صبابة هي من اخطات حاولت ان تكون احرف على شفاهها
"سما "هذه المرة اتبع قوله نظرة صارمة
"لقد اهانتني لا يمكنني ان انسحب هكذا ببساطة انا لن اصمت هذه المرة "مشاعر حارقة تهدر داخله "سما هدر بأعلى صوته اذهبي الى جناحك وحقك انا كفيل بأخذه لك " كلماته الهادرة جعلتها تنسحب لكنها غاضبة تدك الارض بخطوات لن تصمت ابدا عن هذا ....