اخر الروايات

رواية اصقلها شيطان هارون وسدرة الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم سماح سماحه

رواية اصقلها شيطان هارون وسدرة الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم سماح سماحه 


      
                                          
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذًا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه، نظر لها.

+


- الشاي مظبوط جدًا حقيقي تسلم إيدك.

+


شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه، أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعًا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي، دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة، أجاب عليه مبررًا.

+


- أكيد زعلان مني لأني متصلتش عليك وعندك حق تزعل بس حقيقي بعد التعب اللي شوفته في المينا روحت الفندق نمت محستش بنفسي، المهم عملت أيه طمني.

+


زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه.

+


- زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبًا طردتنا من بيتها.

+


أومئ هارون متفهمًا.

+


- دا شيء متوقع الست مجروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها.

+


جاءه صوت حمدي خافتًا.

+


- أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها، المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت.

+


سأله هارون مستفسرًا.

+


- أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم ؟!.

+


زفر حمدي بضيق.

+


- دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب، قولي بقى أنت فين انا مخنوق وانا لوحدي.

+


حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ.

+


- تمام...... تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت........

+


وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة، تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه، ناداه حمدي كثيرًا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه له، أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس.

+


- أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم مخلصوش.

+


أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة 

+


- تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليكِ سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني 

+



                                  

          

                
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس.

+


- هارون.

+


قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة، وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها، أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها.

+


- أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه؟.

+


ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها.

+


- مين دا يا سدرة تعرفيه؟.

+


بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما، فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة بصدمة.

+


- سدرة مش معقول أنتِ هنا وأحنا قلبنا عليكٌ الدنيا في القاهرة، كان عنده حق هارون لما قال أنه أحساسه بيك ديمًا أنك عايشة ومموتيش.

+


أنهمرت العبرات من عيني سدرة وأستدارت تغادر المكان فكانت يد هارون أسرع من قرارها وأمسكت بها تسحبها ناحيته، صاح حمدي بصدمة مرة أخرى فور رؤيته لأم مراد.

+


- طنط نبيلة!.

+


فصاحت فيه أم مراد بغضب.

+


- أنت أيه اللي جابك ورايا لهنا، أنت أيه مش عندك دم ولا غبي مفهمتش كلامي، تلاقيها هى اللي بعتتك ليا تحايلني فاكرة أني هسامحها بس دا بعدها وبعدك.

+


أقترب حمدي منها يوضح لها أن قدومه لهنا هو محض صدفة لا أكثر، بينما وقف هارون متشبثًا بيدي سدرة ينظر لها وقلوبهما تقرع بقوة وكأنها طبول حرب، مد هارون يده يزيل عبراتها برفق، فأبعدت سدرة وجهها عنه وحاولت أفلات يدها منه لكن يده كانت ققيد أغلق عليها حتى كاد يدمي معصمها، فنظرت له وطالبته بتركها.

+


- سيب إيدي يا هارون.

+


فما كان منه إلا أن ضمها بقوة يستنشق عبير وجودها مرة أخرى وهو لا يكاد يصدق نفسه فمازال يشعر أنه داخل حلمٍ جميلٍ.

+


- أنت موجود بجد ولا دا حلم، قولي أنه مش حلم يا حبيبتي، قولي أنه مش حلم يا سدرة.

+


أنهارت سدرة في البكاء داخل حضنه فقد عاهدت نفسه أن تظل قوية لا يكسرها أو يهزها شيء، لكنه هو الوحيد القادر على زلزلة كيانها، أرادت الهروب منه حتى تقوى ويشتد عودها لكنها بمجرد رؤيته تداعت قوتها وأنهارت صلابتها، حاولت وحاولت حتى نجحت فى الأبتعاد عنه ثم دفعته من صدره بيديها وصرخت فيه.

+


- لأ مش حلم يا هارون دا كابوس وكابوس أسود كمان، انا مصدقت خلصت منك رجعت تاني ليه، رجعت عشان تعذبني وتتهمني بالخيانة ولا عشان تعرفني أني مليش قيمة عندك وعادي عدوك يخطفني ويموتني كمان.

+


هز هارون رأسه وعيناه تلمعان بالندم.

+


- لأ يا سدرة، لأ يا حبيبتي تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة.

+



        
          

                
أشارت له سدرة محذرة.

+


- أوعى تقرب مني فاهم، انا ولا عايزة أعرف حاجة ولا حتى أفهم منك أنت بالذات حاجة، كل اللي عايزاه أني أفضل في الحياة اللي أختارتها بأرادتي ولاقيت فيها نفسي وذاتي.

+


وقف بعض الناس من المارة وكذلك حمدي وأم مراد يشاهدون ما يحدث بصمت وقد تعجبت الأخيرة مما يدور أمامها ومن ذلك الرجل الذي تصرخ عليه سدرة وتعنفه ومن أين تعرفه، فأقتربت منها تضمها برفق.

+


- أهدي يا سدرة أهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا.

+


أبتعدت عنها سدرة وتركت المكان تركض بعيدًا فلحق بها هارون حاولت أم مراد منعه وأمسكت يده بقوة.

+


- ياريت تسبها في حالها يا جدع أنت وأديك شايف أنها مش عايزاك وكرهه وجودك.

+


نظر لها هارون بغضب ثم أبعد يدها برفق.

+


- أنتِ مش عارفة حاجة ولا فاهمة أيه اللي حصل سبيني انا لازم ألحقها.

+


حاولت الأعتراض واللحاق به لتمنعه فوجدت حمدي يقف في وجهها يشير لها أن تتأنى.

+


- استني يا طنط انا هفهمك كل حاجة.

+


صاحت به أم مراد.

+


- أبعد عن وشي أنت كمان.

+


هز حمدي رأسه برفض وأصر على منعها.

+


- متخافيش على سدرة من هارون لأنه يبقى جوزها وعمره ما هيأذيها دا بيحبها وبيعشقها وبيدور عليها بقاله سنة.

+


أتسعت عين أم مراد متعجبة ونطقت بخفوت.

+


- جوزها؟!..... سدرة مقلتش ليا أنها متجوزة انا كنت فكراها بنت.

+


نظرت لحمدي تسأله.

+


- وليه هربت منه المدة دي كلها.

+


أشار لها حمدي على مقعدين بجوارهم.

+


- ممكن تتفضلي هنا وهحكيلك كل حاجة.

+


نظرت له أم مراد بضيق فهى ترتاب في أمره منذ أن جاء برفقة أبنتها الهاربة صابحًا لطلب عفوها والسماح عنها، لكنها مضطرة لسماعه حتى تعلم ما في الأمر وجلست وجلس حمدي بجوارها وبدأ يقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية وسرد كذلك قصة تعارفه بأبنتها إلى أن جاء بها لهنا.

+


لم تبتعد سدرة كثيرًا فقد لحق بها هارون سريعًا وأمسك بها يوقفها أمامه، حاولت سدرة التملص من بين يديه والهروب لكنه عجزت أمام قوته الجسدية فصرخت بها كي يتركها.

+


- سبني يا هارون بقولك سبني.

+


ضمها هارون من ظهرها لصدره وأمسك يديها يقيد حركتها.

+


- أسيبك دا انا ما صدقت لقيتك، مفيش حاجة هتقدر تبعدك عني تاني فاهمة.

+


صرخت سدرة بهياج.

+


- انا بكرهك، بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني، أبعد عني أنت مينفعش تلمسني كدا لأني مبقتش مراتك خلاص.

+


أقترب هارون برأسه من رأسها وتلامست وجنتيهما بلمسة أرسلت القشعريرة لكامل جسديهما وهمس لها بخفوت نجح في أثارة مشاعرها.

+


- انا رديتك في اليوم اللي أتخطفتي فيه وبعد ما عرفت أنك بريئة.

3


هدأت سدرة قليلًا ونظرت له من طرف عينها.

+


- أه طبعًا عشان عرفت أني بريئة ردتني صح، أنما لو معرفتش كان زمانك لسه مطلقني، لكن انا اللي مش عايزاك يا هارون وحتى لو ردتني فانا هرفع عليك قضية طلاق ولا خلع.

+


زمجر هارون بغضب.

+


- بقى كدا يا سدرة عايزة تخلعي هارون البنا بذات نفسه دا أنتِ بتحلمي.

+


أجابته سدرة بعناد وأصرار.

+


- أه هخلعك ومش هقعد على ذمتك يوم واحد فاهم.

+


أومئ لها هارون بسخرية.

+


- تمام حقك بس من هنا لغاية ما المحكمة تحكم ليكِ أنتِ مراتي وهتفضلي معايا وتحت طوعي فاهمة.

+


ضربت سدرة الأرض بقدميها تحاول الفرار منه دون جدوى.

+


- أنت بتحلم عمر ما في سقف هيجمعنا تاني يا هارون فاهم.

+


تركها هارون ولفها يمسك معصميها بيديه وقرب وجهها من وجهه يحدثها ببحة وعلى وجهه أرتسمت ابتسامته الجذابة ترسل بها لعالم اللاوعي.

+


- وحشني اسمع أسمي منك جدًا ياريت متبطليش تقوليه تاني.

+


أهتزت أوصالها وكادت تهوى كما هوى قلبها وعقلها في غياهب حبه لكنها أبطنت ما تشعر به وصرخت في وجهه.

+


- انا بكرهك، بكرهك ياريت ما قبلتك تاني.

+


لم يحرك هارون ساكنًا وأجابها بابتسامة حالمة.

+


- وانا بحبك وبعشقك وكنت بدعي ربنا أنه يرجعك ليا بالسلامة تاني والحمدلله أنه أستجاب دعايا.

+


ثم زفرة بقوة وقال بنبرة يشوبها الجمود.

+


- ودلوقتي آن الأوان أننا نرجع لبيتنا تاني يلا بينا.

+


وئد هارون كل محاولات سدرة بالهرب منه وأخذها رغمًا عنها للفندق ومن هناك أخبر سائقه بالأستعداد للرجوع مرة أخرى إلى القاهرة وبالفعل نجح في السيطرة عليها وأعادها حيث كان ينتظرهما الجميع بعدما أخب ثمرهم هارون عبر الهاتف أنه وجدها بالصدفة في الاسكندرية.

+



 السادس من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close