رواية اكليل الصبار الفصل الرابع 4 بقلم زهرة سوداء
نهضت جالسة في فراشها تتأمل المكان حولها.. فهي لم تستطع ذلك قبلا لأن كل ما حولها كان ضبابيا وغير واضح..
تذكرت سما ما مرت به قبل ساعات... مرعد هو من أحضرها هنا ثم أخذتها الجدة وساعدتها مع باقي العائلة وأحضروا لها الملابس وها هي تجلس في جناح الضيوف ..للواقع هو منزل صغير غرفة نوم وجلوس ومطبخ وحمام خاص.. لا تعلم لو لم يكن قريبا منها ما كان سيحدث.. لقد خرجت من نافذتها حافية بملابس النوم وكان هو الوحيد هناك ولولا وجوده لكانت القرية كلها رأتها بملابس نومها وعندها سيكون معه حق باتهامها بفعل فاضح مع كل ظنه السيء بها..
إلا أن عليها الاعتراف أنه من أنقذها من موقف محرج كانت ستتعرض له رغم تفتحها واختلافها مع عادات أهل القرية الا أنها تدرك أن خروجها بملابس النوم شيء مرفوض في أي مكان مدينة أو قرية ...ثم كان قد أحضرها إلى بيته وقال لها أنها ضيفة رغم كلماتها السابقة عن عدم رغبتها في التواجد به.. يحيرها موفقه منها رغم إنها تشعر بأنه يرفض وجودها إلا أنه للواقع الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبها عندما تعرضت للأذى..
تنهدت سما تتقلب بين الأغطية.. لقد حان وقت الاستيقاظ.. نظرت إلى الساعة لقد نامت بعمق أمس رغم كل ما مر بها... رتبت سريرها واغتسلت ثم عادت لارتداء ذات الثياب ولا يمكنها الخروج من غرفتها بها رغم حالتها بالامس إلا أنها تتذكر كيف غطاها مرعد ببشته وكيف غض بصره عنها هو وصقر... هي لا تريد إحراج نفسها مرة أخرى.. لن تخرج حتى ترى أحد من نساء العائلة وتطلب منها أن تعطيها شيء لتتمكن من المغادرة إلى منزلها..
دخلت المطبخ ربما تجد شيء تشربه وَيَا حبذا لو كانت قهوة فهي تكاد تموت من اجل فنجان منها..
*********
خرج من غرفته مرتديا بدلته الرسمية ليراها هناك تقف أمام غرفتها في ممر الجناح الخاص به
"أراك ترتدي الزِّي الرسمي اليوم!" قالت صبابة
نظر اليها ببرود اعتاده كلما رآها في سنوات زواجهم العشرون "لدي اجتماع اليوم"
"ما السبب ؟!" عادت تسأله بينما يتجه الاثنان للقاعة الخاصة بالعائلة
"منذ متى تسألينني عن عملي صبابة؟ وأنتِ تعرفين جيدا أنني لو أردت قول شيء لقلته من البداية "
"لا يعجبني ما يحدث.. كل تصرفاتك..."
قاطعها مرعد بحزم "كفى ...بتِ تتصرفين بغرابة في الآونة الاخيرة ، تعليقاتكِ ، كلماتكِ ، هذا لا يليق بكِ لا بقدركِ ، ولا بمكانتكِ.. احترمي الاسم الذي تحمليه أنتِ أم الصقر، فتصرفي بما يوجبه سنكِ ومقامكِ" قال مرعد خارجا قبلها من باب جناحهما وهي تتبعه غاضبة... فهو الوحيد القادر على وضعها عند حدها
*********
جلست العائلة لتناول إفطارها الصباحي.. الساعة لم تتجاوز السادسة والنصف ومع ذلك عليهم الإسراع ليذهب كل الى مسعاه بعضهم الى الجامعة والاخر للمدرسة والأخير للعمل
"صباح الخير" تبادل الجميع التحية بينما يأخذ كل واحد منهم مكانه ملاحظا عدم وجود الضيفة.. سأل مرعد والدته
"أين الطبيبة ؟" قبل أن تجيب كانت صبابة ترد
"إنها نائمة ولم أشأ ازعاجها "
نظرت الجدة لها مستغربة.. متى فعلت؟ لقد أرسلت حفيدتها لها بملابس حتى تلحق بهم..
لما تكذب صبابة؟!
**********
طرقات على باب الجناح جعلتها تتنبه من جلستها على الأريكة بعد أن يئست من إيجاد أي شيء تشربه في المطبخ.
فتحت الباب لتطل عليها صبابة الصغيرة "صباح الخير يا طبيبة.. أرسلتني جدتي لأحضر لك الملابس لتلحقي بِنَا على الافطار "
نظرت لها سما "شكرًا لك ولها " قالت بامتنان "سأعيد لكنّ الملابس ما أن أصل إلى المنزل "
"لا داعي من الجيد أن مقاسنا واحد وأنتِ ضيفتنا" قالتها صبابة بشيء من التقدير ونظرة إعجاب بسما لا يمكنها أن تنكرها ...لا تقلقي بشأن شيء.. سأترككِ الآن لتبدلي ملابسكِ " قالتها صبابة منصرفة
بينما سما أخذت الملابس المكونة من قميص يصل لحدود الركبة وبنطال واسع بعض الشيء وحذاء ومجموعة من الملابس الداخلية الجديدة... عضت سما على شفتيها ... إنهم يغمروها بكرمهم وهذا شيء تشعره لأول مرة... أول مرة تجد أشخاص غريبين عنها يعاملونها بهذه البساطة
**********
عادت صبابة الصغيرة إلى العائلة التي كادت تنهي إفطارها "الطبيبة سما ستلحقني" قالتها صبابة الصغيرة بينما يتحرك إخوانها وأبناء عمها ليغادروا الى مدارسهم "أنتِ لم ترتدي ملابسك بعد؟!" سأل رعاد اخته صبابة "أنا لن أنتظرك"
"دقيقة واحدة واستعد" قالتها صبابة الصغيرة بحيوية تختطف قطعة خبز وبعض الجبن لتغادر المائدة..
بقية العائلة بقيت جالسة تنتظر قدوم الطبيبة التي لم تظهر بعد
نظرت الجدة فوز الى صبابة زوجة ابنها ملاحظةً الامتعاض الذي رسم على وجهها... سيكون لها جلسة معها
*********
تائهة بين دهاليز البيت لا تعرف أي باب تختار؟.. هناك ثلاث أبواب أحدهم يؤدي إلى مخرج يجعلها تغادر المنزل والثاني والثالث احتارت من تختار منهما.. فتحت أحدهما لكنها رأت ممر طويل لا تعلم إلى أين تؤدي لذا عادت وأغلقته.. وعادت للباب الثالث وحاولت فتحت الباب الأخير الذي كان موصدا... ما العمل الان سما؟؟ حدثت نفسها متراجعة هل تغادر إلى بيتها؟ عندما فتح الباب المرصود ليقطع أفكارها
طالعتها نزهة مبتسمة "صباح الخير يا طبيبة.. كيف أنتِ اليوم؟؟"
تنفست سما الصعداء أخيرا أحد سيخرجها من هذه المتاهة
"أنا بخير لكني لا أعرف كيف اصل للعائلة "
ضحكت نزهة "تلك الفتاة صبابة لابد أنها نسيت أن تخبركِ..." أشارت إلى الباب الذي فيه ممر "هذا هو الباب الموصل لقاعة العائلة وهذا هو الباب الموصل للمطبخ يتم إغلاقه من جهتنا وإذا أراد الضيف شيء ما عليه إلا ان يطرقه.. أما الباب الثالث فهو يؤدي إلى خارج البيت "
"لقد لاحظت لكني خفت استخدامه بدا لي الممر طويل وخفت أن أدخل أحد الأجنحة الأخرى" أوضحت سما..
"لا تقلقي هو يصل إلى أبواب أحدهم قاعة النساء" قالت نزهة تسير معها وتشير لأحد الأبواب ذو اللون الذهبي والاخر لونه بني غامق "هذا لقاعة الرجال.. والأخير باللون البيج هذا لقاعة العائلة نطرقه" قالت نزهة تنفذ ما تقول وسمعت صوت أحد الرجال ميزته على انه لصقر يقول ادخل ثم ندخل
فتحت نزهة باب القاعة لتجد العائلة قد غادرت المائدة ويجلسون في مجلس العائلة الذي زارته مرة من قبل وقف مرعد وباقي رجال عائلة حتى أصغرهم فارس ما أن رأوها
بتردد قالت سما "صباح الخير"
"صباح الخير يا ابنتي.. أتمنى أن تكوني بخير" قالت الجدة
"بخير شكرًا لكِ" قالت سما تتقدم الى داخل المجلس
"كنت أريد محادثتك سيد مرعد" أردفت سما تنظر له بزيه الرسمي وهناك مليون نيشان موضوع على صدره غير كتيبة التيجان والسيوف على كتفيه كأنه ينقصه الهيبة والسلطة ليأتي لباسه فيتممها..
شعرت بأنها تلميذة صغيرة أمامه.. فحاولت أن تنظر إلى أي مكان اخر لتطالعها صورة صقر الذي لا يختلف عنه حتى رعود كانت يرتدي زيه الذي يختلف عنهما باللون... اما الباقين فارتدوا الزِّي المدرسي كما يبدو إلا رعاد الذي كان يلبس زيا عسكريا قدرت أنه زي الجامعة
"حسنا نحن سنغادر" هتف رعاد ليقبل كتف كل من مرعد والجدة فوز وصبابة الكبيرة وصقر ورعود ووالدته راية ويسلم على زوجة عمه فرحة ويتبعه الآخرون كل حسب عمره وحسب والديه وعندما وصلوا لها خاطبها الفتيان بالسلام والفتيات بابتسامة وعندما جاء دور فايز الصغير لم تمنع سما نفسها من أن تنزل له وتقبل رأسه مودعة اياه
مشهد مهيب.. كل شيء في هذه العائلة مهيب ويجعلك تشعر بالفخر وقد اعتبروها جزءاً منهم وودعوها عند مغادرتهم التي لحقهم بها رعود فاعلا ذات الشيء قائلا "سلام عليكم نراكم الاسبوع القادم" عندما وصل لها
ما زالت واقفة.. صقر ومرعد واقفان أيضا ينظران لها
وهي مشدوهة من الموقف حتى أنها لا تقوى على الكلام أو نسيته لم ترى في حياتها شيء كهذا
النساء تنظر لها كأنهن ينتظرن منها شيء
"لقد قلتِ أنكِ تريدين الحديث يا طبيبة " قالت الجدة تذكرها
"تناولي إفطارك أولا ثم سنرى بعد ذلك ..." قال مرعد قبل أن تقاطعه سما
"أنا لا أريد إفطاراً كنت أريد أن أخبرك ..."
"اعتادي ان تسمعي ما يقوله الآخرين لكِ قبل مقاطعتهم.. وتوقفي عن إهانتنا يا طبيبة.. أنتِ ترفضين ضيافتنا.. بالأمس رفضتِ دخول بيتنا والان ترفضين تناول طعامنا وهذه اهانة... أنا أقدر أنكِ لا تعلمين ذلك لذا سأتجاوز عنها" قال مرعد ينظر لها بتحذير
هو مخيف دون هذه النظرة ناهيك عن زيه الرسمي.. للحظة فكرت سما أنه قد يعتقلها أو يستخدم سلاحه الموضوع على جانبه معها إذا فكرت ان تعصي أوامره
"أنا ..لم أقصد" قالت سما
تدخلت الجدة فوز ناهضة "نحن نعلم أنكِ لا تقصدين ولا تعلمين الكثير من عاداتنا... كنت سأجلس معكِ اليوم وأتحدث معكِ حول ذلك وبما أن الموضوع فتح.. وضعت الجدة فوز يدها على ذراع سما.. سأكون سعيدة بأن أعرفكِ عليها تعالي معي" قالت الجدة فوز تأخذ بيدها لتغادر
"لكني أريد أن ..." اعترضت سما شاعرة أنها في دوامة... هي لا تريد أن تبقى عليها أن تغادر
"أعلم" قالت الجدة فوز تغادر بها القاعة متجهة إلى قاعة النساء "مرعد لن يغادر الآن... سنجلس قليلا وتتناولين إفطارك وبعدها سيكون لكِ وقتا لمحادثته" لحقتها كل من فرحة وراية بينما صبابة تلكأت خلفهم تسير بغير رغبة بعد أن أعطت مرعد نظرة امتعاض دليل عدم إعجابها بالأمر
**********
"اجلسي يا ابنتي" قالت لها الجدة فوز ما أن دخلوا مجلس النساء
"أنتِ الان ضيفتنا وللضيف في عاداتنا قدر كبير... انت ستشرفيننا بمشاركتنا الطعام الجلوس... لذا منذ اليوم ستنتقل النساء لتناول الطعام في مجلس النساء والرجال في مجلس الرجال"
"لكن يا جدة.." حاولت سما أن تعترض
"اسمعي يا ابنتي.. أنا أعلم أنكِ لا تعرفين شيئاً عن عاداتنا.. أنتِ ضيفة لكنكِ في ذات الوقت غريبة عن رجال أهل البيت ولا يجوز أن تجلسي معهم... لذا أنا أخبرتك أن جلوسكِ من اليوم سيكون في هذه الغرفة... أما إذا أردتِ شيء من ابني مرعد يمكنكِ أن تطلبيه مني وأنا اخبره أو أن أذهب معكِ لرؤيته "
"أنا لا أعترض على عاداتكم... كل ما أريد قوله أنني لست ضيفة أنا سأغادر الى بيتي "
"هذا لا يجوز... ما دمتِ دخلتي بيتنا أنتِ ضيفة فيه.. هذه عاداتنا وإلا ستكون إهانة لنا... فالضيف متى قدم على صاحب البيت يُستقبل بالحفاوة والترحيب... (فهو إذا أقبل أمير وإذا جلس أسير وإذا قام شاعر) ومعنى ذلك أنه يجب على المضيف أن يستقبل ضيفه بالحفاوة اللازمة والترحيب الحار على قدومه وإظهار الوجه البشوش والفرح لمقدمه وهو يتساوى في ذلك بمنزلة الأمراء.
وإذا جلس أسير، أي أسير لمعازيبه أصحاب البيت لا يستطيع أن يعمل أي شيء إلا بإذنهم فلا يخرج إلا عند سماحهم له ولا يستطيع أن يمنعهم في تأديتهم الواجب له من كرم الضيافة.
وإذا قام شاعر عند ذهابه سيذكر أصحاب البيت بما قدموا له من إكرام وتقدير أو العكس.... أما الآن فتناولي إفطاركِ وبعدها لكل حادثٍ حديث"
نظرت سما للمائدة التي أحضرتها لها نزهة والعامرة بكل ما لذ وطاب
"سم بالله يا طبيبة" قالت الجدة تشاركها هي وراية وفرحة وصبابة المعتصمة بالصمت
*******
"يجب أن نخبرها أن بيتها لم يعد آمن بعد الآن" قال صقر
"يجب أخذ الأمور بروية معها فهناك حادث يجب أن يحقق فيه... لقد أرسلت بعض الأنفار لتفتيش البيت والمركز هناك من دخله وقام بسرقة بعض الأدوية... الطبيبة ستساعدنا بمعرفتها.. وهذا يدل على الشبهة الجنائية للحريق أي نحن نواجه جريمتان الاعتداء على المركز والاعتداء على الطبيبة"
"هل ستسالها قبل ان نغادر؟!" سأل صقر
تنهد مرعد "لا اظن أنها تملك شيء لتقوله ومع ذلك سأسالها"
قالها مرعد متناولا فنجان قهوته قبل أن يسمع طرقا على باب المجلس لتدخل والدته تتبعها سما
التي أنهت إفطارها بسرعة فهي بحاجة للتحدث معه..
دخلت سما المجلس.. رائحة القهوة ملأت انفاسها
وهي بحاجة حقا لفنجان وهذه الحاجة جعلتها تنسى ما كانت ستقوله
أشار مرعد بيده التي تحمل فنجان قهوته "تفضلي يا طبيبة" مشيرا لها لتجلس بينما سما كل ما شاهدته من حركته هو فنجان القهوة اللامعة في يده... تقدمت منه بينما يهم هو بالجلوس مدت يدها لفنجان قهوته لتأخذه من يده
"شكرًا لك" قالتها بلهفة بينما هو يتحاشى لمسة يدها له ويستغني عن فنجانه لها الذي رحبت به وشربته دفعة واحدة بينما تأخذ مكانها وتجلس قبالته تحت نظرات والدته فوز وابن اخيه صقر المندهشة..
هل شربت من فنجانه من بعده غير منتبهة للنظرات التي حولها بين مستغربة وشيء اخر اكثر عمق من الاندهاش
ببراءة رفعت الفنجان أمامها لتقول لمرعد "هل لي بفنجان آخر لو سمحت ..في ذات الفنجان لا داعي لتغييره"
أضافت ابتسامة طفولية لمعالمها لتزيد من إحراج الموقف الذي لا تدركه..
تدخلت والدته لكسر الفوضى التي فعلتها سما دون أن تقصد "أعطيني إياه يا طبيبة سأملأه لك بينما تتحدثين أنتِ ومرعد"
ارتدت سما ثوب الجدية وقالت "أنا أقدر ضيافتك لي لكن لا يمكنني أن أبقى هنا..."
غابت باقي كلماتها عن ذهن مرعد فهو لا يستطيع أن يستوعب كلماتها التي تطلب فيها الابتعاد بعد أن فعلت شيئا حميما... بل أكثر شيء حميمي قد فعلته امرأة له شربت من فنجانه !
*********
ما تزال محتارة من تصرف الطبيبة... قد لا تكون تدرك الكثير من العادات هنا لكن ما فعلته لا يحتاج للإدراك... فكرت الجدة فوز وهي تدخل مجلس النساء بعد أن أرسلت نزهة بفنجان القهوة لسما
"ما الأمر بالغ الأهمية الذي تريد أن تحادث الطبيبة مرعد به؟!" قالت صبابة بشيء من النزق
لتخرج الجدة من أفكارها مقضبة الحاجبين
"فرحة, راية اذهبا الى للإشراف على الغداء" قالتها الجدة وسارعت الاثنتان للتنفيذ مدركتان أن هناك أمرا تريد أن تناقشه الجدة مع صبابة
بعد أن تأكدت من أنهما وحدهما
"اسمعيني جيدا صبابة.. تصرفاتكِ لا تعجبني مؤخرا ولا كلماتكِ التي تلقينها جزافا... ما زلت فوز الصخور كبيرة البيت ووالدة الشيخ مرعد وسكوتي عنكِ ليس قلة حيلة إنما أنا لا أريد إحراجكِ ولا إحراج أولادكِ... بينما أنتِ لا تفكرين أبعد من أنفكِ الكبير الذي تحشرينه بأشياء لا تعنيكِ..
لقد حاولتِ إهانة الطبيبة أكثر من مرة... والآن بتِّ تتدخلين بأمور لا تخصكِ.. منذ متى؟!" سألت الجدة مستنكرة
"طوال سنوات زواجكِ من ولديّ وأنتِ مكتفية بمكانتكِ ككبيرة العشيرة... تتمتعين بالامتيازات التي تمنحكِ إياها دون أن يكون لكِ علاقة بأي شيء... ولكن مؤخرا أصبحتِ تكثرين التعليق على أشياء تافهة بل أنكِ تصغرين نفسك... وهذا يضركِ ويضر صورة أولادكِ... احترمي البيت الذي تُعتبرين كبيرته.. احترمي أولادكِ ومكانتهم... واحترمي صورتكِ أمام زوجات أبنائكِ واعتبري هذا تحذير مني لأني فعلا لن أصمت إن تجاوزتِ الحدود مرة اخرى"
أتمت الجدة فوز كلماتها ناهضة بينما عينا صبابة ترمقها بصدمة شلت الكلمات على لسانها
********
تتناول القهوة في فنجانه من ذات موضع شربه غير منتبه لتصرفها يراقبها مرعد لتعود لذهنه صورتها وهي خائفة في ذلك اليوم الذي حبسها فيه انها طفلة في الكثير من تصرفاتها نظر الى صقر الذي يجلس الى الجانب الاخر رافعا كتفه انهما لا يعلمان ماذا يفعلان بها لقد طلبت محادثته وهي الان تجلس تشرب القهوة كانها تقوم بأكثر مَهَّمة ممتعة مُهِمة في العالم تنحنح مرعد فهو حقا قد تاخر لترفع عينها له
"لقد كنت تريدين محادثتي "
وضعت فنجان قهوتها الفارغ على الطاولة الجانبية التي بجانبها "اه اسفة لقد آخرتك ويبدو ان لديك عمل مهم اليوم "قالت تشير الى زيه الرسمي
"لدينا اجتماع مع القيادة اليوم "أجابها مرعد
"هل لما حدث بالامس علاقة ؟!"سالت سما
"اجل ، والاحداث السابقة ايضا"قال مرعد
"هل تظن ان الحريق مفتعل وان الفاريين هم من فعلوا ذلك "عادت سما لتسال
قال مرعد محاولا شرح الامر لها "انا متاكد من ذلك لقد دخلوا المركز الصحي واعتقد ان بعض الأدوية قد سرقت "
نهضت سما "يجب ان اذهب الى المركز "
"اهدئي يا طبيبة لقد ارسل عمي فريقا امنيا ليعاين بيتك والمركز "تدخل صقر
"طبيبة سما كنت ساحادثك قبل الحريق بيتك لم يعد امنا كما ان وجودك في منزل وحيدة وبعيدة نسبيا عن القرية غير مقبول كنت سأقترح ان تتاجري منزلا هنا في القرية وَيَا ليت ان يكون مع اشخاص اخرين ..لكن بعد الحادثة تغيرت الامور وبما انك في بيتنا فاهلا بك لتقيمي معنا "صرح مرعد عما يفكر به مما جعل سما تنظر له باستغراب
"هل فهمت جيدا ؟! ما الذي تعنيه بغير مقبول قالت بشيء من الحدة "
تدخل صقر يشرح لها بينما مرعد ينظر لها مندهشا من غضبها "اهدئي يا طبيبة ..لو لم تكوني وحدك لما وصل اليك المخربين ولما تعرضت للخطر لذا كنّا سنقترح ان تستأجري غرفة بملحقاتها عند احد العائلات التي تمتلك بيت كبير لكن ها انت هنا مرحب بك للإقامة معنا وذلك لاجل مصلحتك "
"وأمنك "علق مرعد
"هل انا في خطر ؟!"سالت سما بخوف
"بالطبع ما معنى محاولتهم احراق منزلك وسرقة المركز هم حتى ليسوا خائفين لقد اطلقوا العيارات النارية ليلفتوا نظرنا لعملهم ...امال مرعد ظهره الى الامام ليقترب من الطبيبة دلالة على أهمية ما يقول انهم خطيرين ولقد وصلوا اليك مرة والمركز الصحي هدف مهم بالنسبة لهم هذه المرة الله سلمك لكن ما أدرانا ما قد يحدث بعد "
"انت تريد ان تاجرني جناح الضيوف "سالت سما
ليضحك مرعد وصقر معا"لا انت الان ضيفة لدي يا طبيبة الم تطلبي الحماية؟"تساهل مرعد معها يفهمها
"اجل انت رجل امن "قالت سما ببديهية
"عند البدو حتى لو كنت راعي غنم وطلب احد حمايتي فساحميه هذه عاداتنا يا طبيبة نحن لا نرد احد يطلب مساعدتنا مهما كلفنا ذلك وضعك مختلف انت تعرضت لحادث كما ان وجودك وحدك خطر عليك وبعدها طلبتي المساعدة مني وانا وعائلتي سنكون سعيدين بتقديم هذه المساعدة وبقاءك معنا "
اجابته سما بتردد "يمكنني ان انتقل !"
راغبا برفض كلماتها عن الرحيل لا يدري لما لكن مرعد تدارك نفسه واجابها "اذا كان هذا ما تريديه يا طبيبة يمكنك فعله لكن حتى يحدث انت ستكوني ضيفة لدي "
"الان يجب ان تعذرينا لاننا سنغادر "قال صقر منهيا الحوار
"هل رايتي شيء قبل الحادثة ؟"سالها مرعد ناهضا
"لا فقط شعرت بالحرارة ثم عرفت انه حريق وانت تعلم الباقي خرجت من نافذة الغرفة "
أومأ مرعد براسه يحمل القبعة الخاصة بزيه الرسمي ليضعها على راْسه يلحق به صقر خارجين من القاعة
"ان كانوا خطرين كما قلت اليس هناك خطر عليك ..اعني عليكم "قالت سما بخوف
ابتسم مرعد لا يدري لما فكلماتها لا تدعو الى الابتسام "هل انت خائفة علينا ؟! بدا كانه تقريرا وليس سؤالا لا داعي لذلك اكمل مرعد قريبا سيتم القبض عليهم ..سأرسل احد رجال الشرطة ليصحبك الى المركز بعد انتهائهم من التفتيش لتسجيل الأشياء المفقودة من المركز الصحي وبعدها تدلي بشهادتك في التحقيق قال مرعد مغادرا
ملاحظا ما يحدث عن بعد فكر صقر تصرفات هذه الطبيبة غريبة والأغرب ردة فعل عمه هل يعقل ان يستلطفها ولكن لما لا فعمه لم يتزوج بطريقة اعتيادية يا ترى كيف ستكون ردة فعل والدته صبابة على ذلك حمل صقر تساءلاته وخرج خلف عمه تاركين الطبيبة سما خلفهما
"ان تصرفات هذه الطبيبة غريبة "قال صقر ما ان استقر في السيارة جوار عمه
"انها لا تعرف الكثير عن حياتنا ..كان من الخطأ إرسالها الى هنا ربما ينقلها والدها الى مكان اخر "اجابه مرعد بلا اهتمام
"هل ستوافق على رحيلها "عاد صقر يسأله
"وما شاننا برحيلها او بقاءها هذا امر عائد لها ولا اظن ان والدها سيتركها تبقى هنا اذا علم ما قد تعرضت له "
لقد كان مخطئا فكر صقر كيف ظن ان عمه قد يهتم لوجود الطبيبة
قاطع مرعد أفكاره "لدينا اجتماع علينا التفكير به الان دعك من امر الطبيبة فبقاءها او رحيلها امر لا يهمنا حاليا مع انني اعتقد ان رحيلها افضل وأأمن لاجلها "ايعقل ان صقر يهتم للطبيبة فكر مرعد متمنيا العكس فهو امر غير مناسب البتة وسيزيد تعقيد الامور ..لما يشعر بالانزعاج لمجرد التفكير بان صقر يحمل اهتماما خاصا بالطبيبة بات وجودها يشتت تفكيره وتفكير عائلته صبابة الرافضة وصقر المهتم وهو لا يدري الى اين قد يصل به هذا الاهتمام وهو منزعج ولا يعرف سبب هذا الانزعاج
*********
عادت الى المجلس النسائي حيث تجلس الجدة فوز توزع المهام في البيت "تعالي يا طبيبة قالت الجدة ما ان رأتها تدخل سنذهب الى المطبخ لنتمم تحضيرات الغداء نهضت الجدة تتبعها سما وصبابة تراقب باهتمام فكرة مرت في بالها لما لا ابتسمت لنفسها تخطط للقادم
كان المطبخ حديث نظرت حولها تلاحظ الباب المفضي الى الخارج نظرت من خلالها لترى شيء يشبه الفرن وشيء اخر كالقبة الصغيرة ونار وضع عليها إبريق كبير
"ما هذا ؟"الجدة التي تتابع تحركاتها
"هذا فرن للطابون وهذا صاج وهذا الإبريق لغلي القهوة "
"ما هو الطابون والصاج ؟"عادت تسال سما
"الطابون هو الخبز الذي ناكل نحن نصنعه بنفسنا والصاج لعمل خبز الشراك وهو ايضا نوع من الخبز لكنه خفيف ورقيق اما إبريق القهوة فهي تكون الذ عندما تغلى على الحطب "
تهز راسها تخزن المعلومات التي عرفتها
"جميل اذا انتن تصنعن كل شيء في المنزل "
"اجل يا طبيبة "
"ارجوك ناديني سما فقط "قالت سما مبتسمة تنظر بانبهار لما حولها لتعود وتدهش اكثر بحجم القدر الكبير الذي وضع على الغاز ليبدا التحضير للغداء
"يا جدة هل قررتي ماذا سنطبخ اليوم "سالت راية التي كانت قبلهم في المطبخ
"اجل سنطبخ منسف يجب ان تتذوق الطبيبة طعامنا "
"لكن لابد انها تعرف المنسف "تدخلت فرحة
لتسال الجدة سما "هل تذوقتي المنسف من قبل ؟"
"اه ..مرة واحدة في احد الفنادق .."
"كيف هذا الا يقيم والدك دعوات لرجال الدولة انه عين ؟" عادت الجدة تقول
"انا لم اكن أقيم مع والدي حتى تخرجت كنت اعيش في الخارج وعندما عدت الى هنا التحقت بوظيفتي وبدات في التخصص وكنت أبقى في المشفى ولا أغادره الا نادرا وعندما يحدث كنت اعتزل في غرفتي للقيام بالأبحاث او النوم لذا فانا لا اعرف الكثير عن الحياة الاجتماعية هنا "قالت سما بابتسامة مترددة
"لا تقلقي هنا سنعلمك كل شيء ولن تتركي وحيدة ابدا "ربتت الجدة على كتفها مما جعل سما تبتسم "انا اريد ان اجرب صنع الخبز "تنظر متحمسة للفرن "هذه رضوة المسؤولة عن الخبز قالت الجدة فوز تشير الى المراة الجالسة امام الفرن والتي اومات لسما وحيتها
وهذه نزهة تعرفينها المسؤولة عن جناحي والمجالس وجناح الضيوف وهذه حمدة تساعدها الى جانبها سمية التي تطهو الطعام صيتة ورحمة وحسنية كل واحدة منهن تهتم بقسم من المنزل جناح مرعد وصقر وصخر "لم تتصور سما ان يكون لديهم هذا العدد من الخدم او كما أسمتهم الجدة مساعدات فهي لم ترى الا نزهة خلال زيارتها الى البيت
"الان يمكنك ان تساعدي رضوة في الخبز اذا اردتي يا سما ونحن سنذهب الى اعمالنا "قالت الجدة مبتسمة لها بينما سما ترد لها الابتسام دون ان تخفي حماسها
جلست سما على المقعد الخشبي الصغير الى جانب رضوة التي كانت تعجن وتغني وسما تتابعها باهتمام "انها اغنية حزينة لكني لم افهم كلماتها سالت سما تلاحظ حركات يدي رضوة التي تتبع اللحن الذي تغنيه اريد ان افعل مثلك "عادت تقول في فضول
"العجن صعب عليك في البداية لكني سأجعلك تخبري معي ما رايك يا طبيبة"قالت رضوة باسمة بينما تلتفت الى عاملات البيت وراية وفرحة من ضمنهن "وانتن كل الى عمله حتى لا ابلغ الجدة "كلماتها جعلتهن يبتعدن مسرعات وضاحكات
********
توجهت الجدة الى مجلس النساء كان هناك بعض الاتصالات عليها ان تجريها تهنئة بمولد احدى نساء القرية الاطمئنان على سلفتها واتصال اخر تهنئة برجوع ابن ابن عّم لها عاد من الدراسة دخلت صبابة عليها بينما تنهي اتصالها الأخير
"لدينا اسبوع حافل "علقت صبابة ثم اكملت "اتصلت بزوجة اخي سيصل ابنها بعد يومين لقد أنهى دراسة الطب وفكرت بانه من ابناء المنطقة فلما لا نجعله يأخذ مكان الطبيبة سما وترحل هي الى مدينتها "
"لما تشغلي بالك بهذه الامور يا صبابة منذ ان اتت هذه الطبيبة وانت لا تطيقين حتى ذكر اسمها لما كل هذا ؟"حاورتها الجدة بمنطق "هل هو كيد النساء هل تخافين على مرعد منها "زادت الجدة متعمدة
لتبتسم صبابة بغرور "اخاف على مرعد قالت تضحك في سخرية لا يا ام عديّ انا لا اخاف على مرعد لو اراد ان يتزوج لفعلها منذ زمن لكنه لن يفعلها ولن يتزوج علي لآخر يوم في حياتي هل تظني انني لا اعلم انك عرضت عليه الامر منذ سنين وهو رفض وبشكل قاطع قالت صبابة تغيظها مرعد لن يحضر لي ضرة مهما حاولتي ...انا اخاف على اولادي منها وخصوصا رعود هي بالنسبة لهم شيء جديد لم يروه من قبل لباسها تصرفاتها شيء غريب وانا اخاف ان يفتنهم ذلك لذا ارغب في ابعادها انا لن اخفي عليك "
قاطعتها الجدة "هذا يعني انك لاتخافي ان تدخل البيوت هنا وتصبح لها حظوة لدى اهل القرية"عالمة بانها تضرب على الوتر الحساس لدى صبابة "لا أخفيك انها فاتنة وبسيطة وقريبة من القلب جدا قليل من التعديلات واراهنك ان اهل القرية كلها سيحبونها ويرحبون في وجودها وانا ساساعدها على ذلك "حرب باردة تدور بين الاثنتان نظرت لها صبابة بتحدي"لن تتمكن من ذلك فوقتها بات قصيرا "إجابتها صبابة بوعد فلقد عزمت هذه الطبيبة أيامها باتت معدودة هنا "سأجهز نفسي هناك بعض الزيارات علي القيام بها كما ان المجلس النسائي سيجتمع قريبا ويجب ان احضر له "اخرجت كلماتها وغادرت المجلس بغرورها المعتاد بينما الجدة فوز تتابعها استمتعي بذلك صبابة فغرورك وأنانيتهم سيكونان سبب نهايتك فلا يجدر بشخص حاقد مثلك ان يكون كبيرا
********
جلست سما تتابع حركات العجن التي تقوم بها رضوة وهي تغني
"ما معنى من هول ما جرى "قالت سما تحاول ان تفسر الكلمات التي تسمعها
"هذه القصيدة هي قصة يا طبيبة " إجابتها رضوة
"تبدو حزينة ما قصتها "
إجابتها رضوة "ليست حزينة تمام تقول القصة ان هناك فارس نشمي يضرب فيه المثل بالرجولة وكان من قبيلة كبيرة مشهود لها بالكرم والجود كان خيّالا يسافر في الصحراء وخلال سفر ذهب الى قبيلة اخرى استضافوه وراى ابنتهم احبها وهي أحبته وتعاهدا على الزواج الفارس كان له ابنة عّم وفي عرفنا ابنة العم تتزوج ابن عمها لذا الفارس عاد الى قبيلته وحلل ابنة عمه اي انها تستطيع ان تتزوج من اي شخص غيره لكن ابنة عمه كانت تحبه ولم تقبل بان يتركها اتفقت مع فتاة اخرى ان تتهمه بانه كلمها وامسك يدها اتت الفتاة صائحة نائحة الى والد الفارس واتهمته بانه كلمها وامسك يدها رغما عنها وهذا في عرفنا مصيبة كبيرة هرب الفارس واستنجد بالشيخ مشهور واصبح في وجهه" قاطعتها سما " ما معنى هذا"
"دخل عند الشيخ مشهور وقال له انه في وجهه والشيخ مشهور كان رجلا حكيما وقاضيا وله كلمة مسموعة نصب المجلس العشائري وطلب الشيخ مشهور من اهل الفتاة الصلح وطالب الفارس بتبيض وجهه لانه بريءطبعا الفتاة تمسكت بموقفها وطالب اَهلها بحقهم ولم يرضوا التنازل وطالب الفارس ببراءته الشيخ مشهور حكيم ويعرف عن الفارس انه رجل نخوة ولا تصدر العيبة منه لذا طلب من الفتاة ان تروي ما حدث مرة واثنتان وثلاثة وجد في حديثها خلل وفي كل مرة تسرد القصة تهفو عن بعض التفاصيل شك في الامر فتدخل مع والدها وأخبره ان هناك أمرا خاطئا فالمعروف ان الفارس يحب فتاة من عشيرة ثانية وانه كان مسمى لابنة عمه من قبل فلماذا ينظر لفتاة ثالثة اتفق مع والدها ان يخفف عنهم وان لا تجر الفتاة لمجلس رد الشرف اذا اعترفت بالحقيقة ومع اصرار والدها وإخوتها اعترفت الفتاة ان ابنة عمه هي من أجبرتها على فعل طبعا القضية اخذت اشهر وصبر حتى حلت وتسود وجه ابنة عمه والفتاة لكن الشيخ مشهور اتفق مع الفارس ان يكتفي بإعلان براءته ولا يقاضيهما وهكذا كان وبعد اعلان براءته تزوج من الفتاة التي احبها اما عن ابنة عمه فقد لجات الى شيخ اسمه عواد طالبة منه الحماية وان تكون من اهله فتزوجها الشيخ عواد وحماها ضد اَهلها اما أهل الفتاة فقد تم إجلاءهم من القبيلة وبقوا منبوذين حتى اخر حياتهم "
نظرت سما لرضوة بانبهار من القصة التي سمعتها والتي دون ان تدري تخيلت الفارس بطلها هو مرعد مندهشة من التفاصيل التي روتها رضوة وكيف انه مع ان ابنة عمه والفتاة قد ظلمتاه الا انه اختار ان لا يقاضيهما واكتفى ببراءته
"كان يجب ان يعاقبهما على ما فعلتا هذا ليس عدلا لما الفتاة تعاقب وابنة عمه لا "قالت سما
"الرجل النشمي يكتفي بأخذ حقه ولا يزيد عليه والفارس كان نشمي ومن اهل الجود أما عن ابنة عمه فهي أصبحت بحكم الميتة بالنسبة لاهلها وحرم عليها دخول القبيلة "
ابتسمت سما تشعر بان الحق اخذ مجراه ولو انها كانت تفضل ان ابنة عّم الفارس تنبذ هي الاخرى "قولي لي قصة اخرى "
"ليس اليوم يا طبيبة هيا لنخبز الخبز الان وفي الغد ساقول لك قصة جديدة "
سعيدة بمعرفتها الجديدة ومتحمسة لتعرف اكثر عن العالم الذي أصبحت جزءا منه نهضت تساعد رضوة وتصنع اول رغيف لها في حياتها
مسكت سما رغيف الخبز الذي صنعته ووقفت تنظر له بفخر اول شيء تصنعه بيدها ارادت ان تركض الى الجدة فوز لتريها اياه وكأن الاخيرة عرفت بتلك الرغبة ظهرت امامها قائلة"مرتد قد ارسل نفرا ليرافقك الى المركز الأمني "
"هل رايتي رغيفي "قالت سما متحمسة كطفلة صغيرة بينما الجدة تبتسم لها "سلمت يدك يا طبيبة مع الايام سنأكل خبزا من صنع يدك بالكامل"
"اجل لقد وعدتني رضوة ان تعلمني العجن "قالت سما سعيدة تطبق رغيفها وتطلب كيسا لحفظه
"سآخذه لاريه لسيد مرعد "قالت سما بحماس بينما عيون الجدة تراقبها هذه الطبيبة تتصرف بعفوية دون ان تدري ما تفعل
خرجت سما من المطبخ لتقف حائرة "من اين اخرج "قالت للجدة التي تتبعها
"اتبعيني يا طبيبة "تبعتها سما الى الممر ثم الباب ثم القاعة الرئيسية التي تفضي الى المدخل الرئيسي للمنزل "لن اعرف ابدا دهاليز المنزل "قالت سما محبطة
"لا تقلقي يا طبيبة قريبا ستتعلمي وتتعرفي على كل إرجائه "
"اتمنى ذلك قالت سما ارآك قريبا يا جدة"
"وعليك السلام يا ابنتي "قالت الجدة
ابتسمت لها سما بإحراج تخرج لتجد رجل الأمن الذي سيرافقها الى المركز خلال الطريق تفاجات سما بعدد من نساء القرية توقفنها وتطمنئن على حالها بعد حريق منزلها لقد تم تقبلها فكرت سما بسعادة تدخل المركز الأمني وتتجه الى مكتب مرعد
"تفضلي يا طبيبة سنذهب الى المركز الطبي لتتعرفي للأدوية والأدوات الناقصة "
جلست سما في المقعد امامه "هل وجدتم شيء؟"
"لا لا دليل انما قد تأكدنا ان الحريق بفعل فاعل قد احرق الستار في غرفة منزلك ومنها انتقلت الى باقي الاثاث هل كانت النافذة مفتوحة ؟"سال مرعد
"اجل قالت سما بنبرة مذنبة وقبل ان تخبري اعلم انه ليس تصرف صحيح مني لكني كنت مشوشة ولم انتبه "
أومأ مرعد براسه"الاعتراف بالذنب فضيلة وصمت قليلا هل أخبرت والدك بِمَا حدث "
"لا ..لم افعل سيخرجني من هنا لو قلت له "
"لكنك ترغبي بان تنتقلي "علق مرعد على كلماتها
"لا ..لم اعد ارغب بذلك للواقع متذكرة كلمات رضوة عن الحماية انا اطلب حمايتك سيد مرعد لأبقى هنا انا اريد ان اكون في حمايتك ومن اهل بيتك "
لوهلة صدم من كلماتها ونظر لها عل تدرك ما تطلب منه نظرت سما اليه عندما صمت "هل طلبي غير مناسب بالنسبة لك ؟"سالت سما
"لا يا طبيبة قد سبق واخبرتك انك مرحب بك في بيتي وسيسعدني ان تقيمي معنا "
"لكني لا اريد ان اكون ضيفة انا اريد ان اكون من اهل البيت قالت سما تخرج رغيفها من الكيس حتى انني بدات اتعلَّم عاداتكم وبدات اليوم بالخبز قالت تمد له الرغيف تذوق اول رغيف خبزته في بيتك "
"تحتاجي للكثير لتتعلمي قال مرعد يحاول ان يفهمها انها تطلب شيء ابعد من كلماتها "
"وانا مستعدة لذلك لقد قدر علي ان اتي الى هذه القرية وهنا سيصبح بيتي وحياتي وانت والجدة فوز ستساعداني على ذلك ..تذوق رغيفي لقد شربت قهوتك صباحا وانت ستتناول رغيفي الان اظن انه هذا عادل كفاية "قالت سما باسمة
اي عدل نظر لها مرعد يمد يده للرغيف ويقسم منه ويتذوقه كانه مسير هي تطلب الكثير دون ان تعلم او حتى تدرك الى اين يؤدي طلبها
٤*٦
تتضارب الأفكار بعد كلمات الطبيبة هل يخبر والدته ام يتعامل معها كما يعتقد انها تفكر بكلماتها هي بالطبع لا تدرك ان طلبها هذا يعني ان يتزوجها بالطبع هي لا تريد ذلك وضع مرعد يده على جبينه كل ما تريده ان تبقى معهم وتحتويها عائلته وهذا ما سيفعله وسينسى طلبها الغريب نهائيا وقف مرعد وقد اتخذ قراره يعود الى حيث كانت تقف في المركز الصحي تجرد الأدوية التي تم سرقتها
"هل انتهيتي "
"اظن ..اجل لقد تم اخذ مضادات حيوية حقن مسكّن شاش ضمادات أدوات لعمليات بسيطة يمكنك ان تقول انه اختار مواد الاسعاف الأولي "
"حسنا فلنثبت هذه المواد في التحقيق "قال مرعد للكاتب الذي نفذ
"حسنا لم يبقى لنا عمل هنا سيتم ترتيب المركز حتى يبدا دوامك غدا فيه كالعادة وسيتم وضع حارس عليه ليلا نهارا "
"هذا جيد ماذا بالنسبة لبيتي سابقا اريد اخذ ما تبقى من أغراضي "
"سيصبح منزلا للحراسة ما ان تخليه "
"حسنااذن ساذهب لاخضر ما يمكنني حمله في سيارتي "قالت سما
أومأ مرعدا لها طالبا من احد أنفار الأمن ان يساعدها امتلات سيارتها الكبيرة بكل ما استطاعت حمله اما الباقي فقد استغنت عنه وركبت سيارتها التي انطلقت خلف سيارة مرعد
كان المساء قد حل عندما وصلا عند المدخل طلب منها مرعد ان تتجه الى مجلس النساء وهو سيرسل من يفرغ سيارتها
*********
كان العشاء متعة بين نساء العائلة شاعرة بالسعادة كونها جزء منهن ما ضاع منها في طفولتها وحياتها سابقا عاد ليعوض بدفء هذه العائلة فكرت سما تشارك فتيات العائلة المبهورات بها الحديث
اطمئنت على جرح صخر فقد بدا يلتئم وغادرت الى جناحها
ايام توالت على إقامتها عند مرعد وكل يوم كان يجعلها تشعر بصواب ما فعلت عندما بقيت عنده المركز الصحي اصبح ممتلا بالمرضى والمراجعين ونساء القرية يبادلونها السلام اذا ما تقاطع طريقها معهن لقد تغير كل شيء للافضل
********
مرت عدة ايام ولم يراها كان هذا جيدا بالنسبة له فكر مرعد هاي تتابع حياتها في سلام ومن اخبار والدته يبدو انها قد استطاعت كسب ود الجميع ابتسم وهو يسمع صوت الضحكات الصادرة من سطح منزله حيث تجلس النساء في ايام الحر
جلس مع ابناء اخيه يتجاذب أطراف الحديث عندما اخبره صخر "غريب ان لا احد من عائلة الطبيبة قد سال عنها ولا هي ذهبت اليهم "
"هي سعيدة معنا هنا يبدو انها اخيرا قد استقرت وآلتهت بعملها "علق صقر مما جعل مرعد يتذكر كلماتها عن كونها ترغب بان تكون من اهل بيته لقد تناسى الامر وقرر انها لان تدرك ما تقول لكن عليه ان يطلب منها ان لا تخبر احد بذلك فالأمر لا يحتاج تعقيدات اكثر
"اظن انها لم تخبر والدها لانها تعلم انه سينقلها وهي لم تعد ترغب في ذلك "قال مرعد ناهضا "ساذهب لمجلس الشيخ راضي "قال يدعو ابناء اخيه
"انا سأرتاح لا رغبة لي بالسهر اليوم "قال صقر وتبعه صخر الاخر
**********
أمضت سهرة ممتعة معهن ثم توجهت الى جناحها ابتسمت لنفسها وهي تتذكر كيف ضاعت بين اروقة المنزل ولولا مساعدة صبابة الصغيرة لما عرفت طريق العودة عند ذكر اسم صبابة تذكرت صبابة الكبيرة ونظراتها صحيح انها لم تعد تهاجمها كما السابق الا ان نظراتها لها قاتلة هزت سما راسها تطرد هذه الأفكار ما همها منها الجميع يتقبلها وهذا المهم
*******
كان الوقت متاخرا نسبيا عندما عاد الى منزله ولا يعلم لما لف في اتجاه جناح الضيوف ليرى أضواءه منارة عليه ان يكلم الطبيبة ايستخدم الهاتف النقال ام ينتظر الى الغد ربما يطلبها في المركز رجح الفكرة الثانية وسار عائدا الى طريقه عندما لفت نظره حركة عند سياج مدخل جناح الضيوف بلا تردد تقدم ليرى ماذا هناك ليراها تقف بمنامتها صحيح انها وضعت على مئزرا طويلا الا انه كان مفتوح يسمح لأي كان ان يرى جسدها
*******
ترددت عندما لاحظت اسم اخيها مؤمن يطلبها فهي من فترة لم تكلم احد منهم كنوع من الغضب لانهم لا يسالوا عنها لكن تحت إلحاح رنين الهاتف واصرار مؤمن رضخت وإجابته "ما الذي يحدث معك لما لا تردي"بادرها مؤمن غاضبا منا جعلها ترد عليه الإرسال ضعيف في الداخل لذا وضعت مئزرها عليها كيفما اتفق وخرجت تحدثه
كانت غاضبة وأخذت تسرد عليه ما حدث معها وهو يهداها ولم ينهي المكالمة الا عندما اخذ عنوانها طالبا زيارتها على مضض اعطته ما طلب وأقفلت الهاتف ووقفت تتنفس بعمق عندما لاحظت خيالا يهبط عليها
"ما الذي تفعلينه هنا "قال مرعد بصوت خشن منا جعلها تنتفض
"كنت اجري مكالمة والإرسال ضعيف في الداخل "لا ليس هذا اوان اغضاب مرعد لقد انتهت من تلك الحقبة الى الايد
"استري نفسك يا طبيبة"قال مرعد مما جعلها تجذب أطراف مئزرها وتلفها حول جسدها "الم نتفق ان لا تخرجي ليلا وحدك لأي سبب كان "
"اسفة لكني اضطررت لذلك "
"حسنا عودي الى الداخل ...وَيَا طبيبة كنت اريد ان اخبرك انها فرصته ليكملها لا اريدك ان تخبري احد انك طلبت ان تكوني من اهل بيتي ولا حتى والدتي"
"لماذا "قاطعته سما
"هذا افضل اوضح لها مرعد والان عودي الى جناحك ولا تخرجي منه وحدك ابدا "
*********
كان قد عاد الى البيت متجها الى جناحه عندما سمع صوت صراخ قادما من جهة جناح الضيوف فاسرع ليعود الى هناك وفي لحظة كان صقر وصخر والجدة وصبابة الكبيرة هناك كانت احدى المساعدات تولول بطريقة غريبة خرجت سما عندما سمعت الصوت تلف المئزر حولها تقدمت الى المساعدة تطمئن عليها "ما الذي حدث"نطقت سما بالسؤال الذي يريد الجميع طرحه
"خرجت لأخرج القمامة لاحظت سيارة سوداء تحوم حول المنزل "
"متى حدث هذا ؟"سال صقر بينما سما تسيقها كاس ماء وتضع يدها على رسغها تراقب نبضها
"الان قبل ربع ساعة "
نظرت سما "هذا غريب لقد كنت والسيد مرعد في الخارج منذ قليل ولو نرى شيء "قالت تنظر الى مرعد
"لم نلاحظ شيء "عادت تؤكد بينما العيون تتجه الى مرعد الذي أومأ براسه انها تزيد الامور تعقيدا "لم يكن هناك شيء عندما عدت من مجلس الشيخ راضي كانت الطبيبة في الخارج ايضا ولم ترى شيء"
نظرت صبابة الى سما كانت مع مرعد في الخارج لأي شيء"ربما انه احد اهلك يا طبيبة قليلون الذين يملكون سيارة فخمة هنا "
رفعت سما نظرها اليها "ولماذا سياتي احد أقاربي؟"
"اتعلمون ماذا اظن اعتقدت ان المساعدة متعبة وقد تهيأ لها انها رات ...شيئا ما لذا اذهبي وارتاحي حاليا ولا تفكري بالأمر قالت سما في وجه المساعدة باسمة بارتباك انسحبت المساعدة الى قسمها
"لا داعي لكل ذلك يبدو انه تهيأ لها فعلا "قال مرعد "كل الى جناحه ونفذ الآخرون بينما مرعد يسير الى جانب والدته
"امي قال مرعد بينما والدته تنظر له بحيرة اشياء كثيرة تحدث في هذا المنزل "اريدك ان تحدثي الطبيبة بشان ملابسها "
قال وذهب تاركا امه في حيرة اكبر وصبابة تنظر لهم بحقد
جاء النهار عاديا وذهب كل الى علمه الا هي بقيت في جناحها تتاكلها الأفكار ماذا كان يفعلان في الخارج وكيف فشلت خطتها ببذر بذور الشك بها فكرت صبابة بحنق بينما تستمع لمساعدتنا تدعوها الى الغداء
*******
كان باب البيت الذي وصفته له مشقوقاً فتحه ودخل ليطالعه الصمت بدا لوهلة انه فارغ كان لا احد فيه فتقدم الى داخله ليلاحظ هيكل فتاة تقف في ركن تلك القاعة وبدت كانها لم تشعر بدخوله فهي شاردة ولا تنظر اليه فقد اعطته ظهرها اقترب منها حتى بات خلفها وتنحنح لكنها لم تعر وجوده اهتماما فما كان منه الا ان نكزها في كتفها
******
كانت قد انتهت صبابة الصغيرة من الغداء وخرجت الى القاعة المرفقة بمجلس النساء في هذه الفترة تشعر بالإحباط الشديد فاخوها لا يقتنع بان تذهب الى الجامعة وضعت السماعة على اذنها لتسمع سورة ياسين فكلما كانت في ضيق تستمع لها أدارت ظهرها تتكا على الطاولة العالية في المدخل عندما شعرت بنكزة على كتفها
لتسحب السماعات من اذنها قبل ان تطالعه عينان سوداوان فتحتها على آخرهما في صدمه مع شهقت مرعوبة خرجت منها قبل ان تدفعه بيدها لتحاول الهرب من الجهة الاخرى لكنه اسرع ليمسك ذراعها مندهشا من الرعب الذي بدا عليها
"انتظري لو سمحتي"هتف بها لتصرخ وفجاة قبل ان يدرك رأى امراة تدخل القاعة ونظرت لهما بجمود قبل ان تصرخ الاخرى"ويلاااااااه"في ثانية كانت القاعة قد امتلات بالعيون والأشخاص من حوله وهو كالابله يقف ممسكا بتلك التي كما يبدو قد شل لسانها من الرعب من بين العيون كان عيون سما هو ما لاحظه والتي لم تبدو اقل منهم صدمة "يا ويلي"هتفت سما قبل ان تتقدمه مما جعله يترك الفتاة التي ركضت للمرأة الاكبر كانها تحررت من الرهن بينما سما وقفت امامه تنظر له بمشاعر مختلطة كل هذا في اجزاء من الدقيقة قبل ان يسود القاعة البكاء وشيء من العويل نظرت سما له برعب قبل ان تقف وتحميه خلفها من العيون التي تقدح شرارا وغضبا
"انتظرن ارجوكن هتفت سما الامر ليس كما يبدو ثانية قبل ان يدخل مرعد عليهم ليرى المشهد يتبعه صخر ورعادوبعض الرجال الآخرين ميزت منهم الشيخ جضعان يا الهي صرخت في ذاتها لن تنتهي هذه المِحنة على خير ابدا مرعد كشر عن اسنانه كانه مفترس مستعد ان ينقض عليها مما جعلها تهتف في محاولة يائسة لإنقاذ الموقف مما تعلمته عنهم وعن عاداتهم "نحن في وجه الشيخ جضعان "صرخت سما لا تعلم ان كان ما تفعله صحيح ام خاطىء لكنه على الاقل أوقف تقدمهم منهما مما جعلها تتنفس الصعداء
جحظت عينا مرعد الا يوجد حد لغبائها لقد وضعتهم الان في موقف سيّء اكثر مما كانوا فيه الان هم مضطرون لعقد محكمة ولن تنتهي على خير
"حياكم قال جضعان انتم في وجهي "
ثم نظر الى مرعد "اختر الوقت الذي تريد لنلتقي اما عنهما فهما سيبقيا عندي "
"الامر لا يستحق "قال مرعد رغم معرفة بعدم جدوى تعليقه
"كيف لايستحق هتفت صبابة لقد تهجم على حفيدتي"
تظر لها مرعد مما جعلها تصمت بينما صخر امرها هي ومن معها بالانصراف
"من هذا ؟"سال مرعد سما التي بدت مرتبكة وما تزال تحمي الرجل خلفها الذي لا يبدو عليه انه يفهم شيء مما يحدث حوله
"انه اخي "قالت سما بهمس "لقد دعوته لاني اردت مساعدته فهو طبيب ايضا "
فعلا لا حد لغباءها فكر مرعد يحاول ان يقدر الكارثة التي ألقيت عليهم بسبب تصرفاتها عندما لمعت في راْسه فكرة عرف ما الذي سيطلبه الم تخبره انها تريد ان تبقى في حمايته عاد للشيخ جضعان "يجب ان يحضر والدهما"
غير مستوعبة ما الذي يحدث حولها رات ان الشيخ جضعان يرافقها هي واخيها خارج منزل مرعد لم تكن تعلم او تقدر وقتها انها قلبت حياتها رأسا على عقب
جلس مرعد وأولاد اخيه منذر الصافي والشيخ جضعان الذي كفل سما واخيها مؤمن وباقي وجهاء العشيرة
تنهد مرعد كان بغنى عن كل ذلك لو لم تتسرع سما لكن الان هي قد وضعتهم جميعا في موقف لا يحسدون عليه فكر كثيرا في مخرج فهو يعلم الحكم قبلا لكنه سيحاول قصار جهده ليتدارك الامر وهو ما سعى اليه مع الشيخ جضعان ووالدها
"الطبيبة سما واخيها مؤمن ووالدها منذر الصافي في وجهي أتوا يطلبون الصلح من الشيخ مرعد وهو مشكورا وافق ولم يرفض لكن يا شيخ منذر الشيخ مرعد له حق عندكم فما قولك بحق الشيخ مرعد "
"قال القاضي جضعان
ليرد منذر الصافي "يا وجوه الخير انا اقر واعترف بان اولادي اخطؤوا بحق الشيخ مرعد وال بيته انا مستعد لأي شيء يأمر به "
تدفع الفدية"ساله مرعد
"ادفع ما تريد يا شيخ مرعد بوجه الشيخ جضعان "قال منذر
"العين التي نظرت لابنتنا تعمى واليد التي امتد لها تقطع واللسان الذي كلمها يقطع "
صدم منذر والشيخ جضعان وهم بالكلام
"انتظر يا شيخ جضعان انا لم أطلب حقي من ابنته التي ادخلت رجلا الي بيتي دون ان تخبرني وهي في حمايتي"
"اطلب ما تريد يا شيخ مرعد "قال جضعان
"عليك ان تبيض حرمة بيتي "
"يا شيخ مرعد وكرامة لوجوه الخير ولوجهي "قال جضعان يستعطفه
"مهر ابنتنا دينار ذهب عن كل كليومتر من بيتها الى بيتك"
"عندي "اجابه منذر
"مئة ناقة وضحاء"
"عندي"
"فرستان اصيلتان"
"عندي "
"لكل دقيقة وقفها ابنك في بيتي خمسون دينار ذهب"
"عندي"
"ابنة تفدي عين ويد ولسان أخاها تكون لنا كما أخذتم ابنتنا "
"عندي "قالها منذر بتردد فليس له ابنه الا سما
"قم "قال مرعد "اعفيك من الفرستان"وقف منذر وقال"أوقفتني بفرستان اصيلتان بما تجلسني"
"اعفيك من المئة ناقة"
"يا شيخ مرعد اليس لديك كرامة لوجه الله"قال الشيخ جضعان
"لا اله الا آلله قال مرعد وأعقب "اعفيه من ثمن دقائق وقوف ابنه"
"وكرامة لصاحب البيت "عاد جضعان
"يدفع نصف دينار ذهب لكل كيلومترا من بيته لبيتنا مهرا لابنتنا"
صمت جضعان فهو لن يضغط على مرعد اكثر زواج مؤمن من ابنة صقر سيرد كرامتها وزواج مرعد من سما سيبيض حرمة بيته
نظر الى منذر الذي أومأ براسه له انه موافق
"لنقرأ الفاتحة "
" زواج ابنتنا سيكون بعد عام من الان حتى تنهي دراستها المدرسية" قال مرعد
"توكلنا على الله قال جضعان يتبعه منذر الذي بدا يقرا الفاتحة لإنهاء الإتفاق بينما يفكر ما الذي سيقوله لأبناءه مؤمن الذي سيتزوج فتاة لم يرها في حياته وسما التي ستكون زوجة ثانية وستتزوج فدوة لأخيها ولخطئها بحق مرعد