رواية ميما الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسماء الاباصيري
19. تحول
مريم : آسفة ... سامحنى
نظر لها للحظات بوجهة خالٍ من اية تعابير او مشاعر قبل ان يردف
آسر بجمود : لماذا ؟
مريم بدهشة : عفواً ؟؟؟؟
آسر : لماذا هذا الاعتذار ؟ فى رأيك انتي بماذا اخطأتى؟
لم تغادرها ملامح الاندهاش ذاتها لكن سؤاله هذا جعلها تعود بذاكرتها للامس لترى ان كانت تفوهت بأمر آخر دعاه للغضب لكنها لم تجد ما يدعو لذلك لذا اجابت وهى تنظر ارضاً هرباً من مواجهة عيناه
مريم بتردد : ااا انا اقصد آسفة على سوء الفهم الذي حدث... لقد تسرعت فى فهم الموقف .. لا ابرر تصرفى بالطبع لكنى لم اكن على علم بكونها سكرتيرتك .... اقصد تلك الفتاة ... رنا ..... ثم اكملت دون وعي ..... لكن هذا ايضاً لا يبرر وجودها بغرفتك بهذا الوضع المخجل
لم تتلقى اى رد منه على حديثها فاضطرت لرفع نظرها اتجاهه لتراه ينظر اليها بجمود رافعاً احدى حاجبيه وكأنه ينتظر منها ان تكمل حديثها
مريم بخوف : آسر ؟؟
تنهد هو بيأس قبل ان يجيبها
آسر : آسف لكن لا يمكننى قبول اعتذارك هذا
مريم بدهشة : لماذا ؟ لقد ادركت خطأي وجئت للاعتذار
آسر : انتى لم تدركي بعد سبب غضبي والامر الذي يجب عليكي تحديداً الاعتذار بشأنه
مريم بتساؤل : بل ادركه جيداً ... انت غاضب لكوني اسأت فهم الموقف وقمت بإتهامك ب....
آسر مقاطعاً : هذا رأيك انت و ليس انا ..... بالنسبة لي لا يهمنى اتهامك
مريم : اذاً ؟
آسر : يبقى الوضع على ما هو عليه لحين معرفتك لما يجب عليك الاعتذار
تحركت بعيداً عن مقعدة لتسير بإنفعال فى انحاء الغرفة قبل ان تقف بمنتصفها لتردف
مريم بغضب : اذاً انا اعتذر عن فعلى اي شيء ضايقك امس
آسر بهدوء مستفز : لما ؟
مريم بإنفعال : فلتكف عن هذا السؤال ..... ماذا تقصد بلما هذه المرة ؟
آسر بفضول : لما تفعلين كل هذا ؟ لما تسعين لإرضائي .... انتي ..... مريم العنيدة المتمردة ذو الكبرياء والتى لم يستطع احد ارغامها على ما لا تريد ..... لما تغيرتي الآن ؟
مريم دون وعي : لاني احبك و ......
قاطعها بأن هم من مقعدة يضرب سطح مكتبه بغضب يتجه نحوها بخطوات سريعة ليصل الى حيث تقف ويهتف بها
آسر بغضب وصراخ ربما تراه لاول مرة : توقفي عن قول هذا ..... اين كبريائك ؟ اين خجلك ؟ ماذا حدث لك ؟ لما تجعلين نفسك رخيصة وسهلة المنال ؟ .... هل تظنين انى سأقع فى غرام فتاة تخبرني بحبها وعشقها لي دون حياء ؟ اين ذهب عقلك يا فتاة ..... افتحي عيناكي .... لا رغبة لرجل فى فتاة لا تعطى قيمة لنفسها
انهى حديثه هذا بأنفاس مقطوعة يلهث من قوة انفجاره بها ...... نظر لعيناها ليدرك قتله لهذا الحب ..... تركها بمكانها و خرج سريعاً من مكتبه لا يعلم الى اين لكنه لن يستطيع تحمل رؤية ما سيحدث لها بعد حديثه هذا ... استقل المصعد متجهاً الى الاسفل لكن لم يتعدى طابق واحد الا و اوقف المصعد وهو بداخله ليجد نفسه يخر جالساً بأرضيته ......... ماذا فعل ؟ ...... هل حقاً قال لها هذا الكلام ؟ ..... هل جرحها بتلك الطريقة ؟ ..... لا والله لم يجرحها انما قتلها .... ذبحها بحديثه ........ لكنه اراد ان تدرك قيمتها ... هى مريم البندارى .... ابنه عمه ...... صغيرته ....... مليكته ........ لا يجب ان تسعى لإرضاء اياً كان حتى هو ....... هو من يجب عليه نيل رضاها و مسامحتها و الاستحواذ على قلبها ....... نعم يحبها بل يعشقها ...... لكنه اراد الهروب من حبه ذاك ... يدرك كم هى صغيرة وبريئة ..... خجولة ...... نعم خجولة وماكان اعترافها سوى شجاعة ربما او تهور .... او اندفاع مراهقة ...... اراد ان يكون هو العاقل المتفهم ذو الراي الحكيم ... لكن هل يوجد تعقل فى الحب هل يوجد تفاهم فى الحب ...... الحب والعشق جنون ..... جنون ممتع لذيذ ...... يعطى نكهة للحياة لكنه و بكل غباء تسرع وجرحها لينهى هذا الحب فى مهده ....لذا فالتتحمل يا آسر نتيجة افعالك تلك ....
اعاد تشغيل المصعد ليرجع فوراً الى مكتبه ينوي انقاذ ما يمكن انقاذه
رولا بغضب : تلك الحقيرة من تظن نفسها ؟
صافي بهدوء : ماذا حدث ؟
رولا : الحقيرة ذهبت للشركة تطلب رؤية آسر لتمارس دور صاحبة الشركة وتعامل رنا بغرور وتكبر ؟ " اخبري السيد آسر بأن ابنه عمه ترغب برؤيته"
من تظن نفسها ؟
صافي بهدوء مغيظ : لا اظن رنا عاجزة عن رد اهانتها تلك لذا لما الغضب؟
نظرت لها ابنتها بغيظ لهدوءها المستفز فتجيب بغضب متزايد
رولا : من اين لكي بهذا الهدوء ؟ ...... امى ألم تلاحظى دفاع آسر المستمر عنها؟ كما ان علاقتهم تصبح افضل بمرور الوقت
صافي بغموض : فلتهدأي قليلاً ..... لا يعلم احد ما سيحدث بعد دقائق لذا لما الغضب والانزعاج فقط شاهدى ما يحدث حولك بصبر و ترقب ثم ان رأيتي دافع لتدخلك افعلى ذلك لكن دون لفت الانظار نحوك
رولا بترقب : تخططين لشئ ؟
صافي بثقة : اظننتى اننى سأترك لها الساحة ؟ فقط راقبي بإستمتاع و بهدوء
رولا بهتاف : سأفعل ..... اااااه امي كم احبك ......
قالتها بصراخ معانقة والدتها فى حبور لتبتسم كلا منهما ابتسامة شيطانية
رولا بحماس : والآن اخبريني على ماذا تنوين ؟
بداخل فيلا البندارى
فارس : لا فائدة من عنادك .... لم افهم لما رفضتى المجيء معي بسيارتي
فرح بنفاذ صبر : حقاً لا تعلم ؟
فارس : اعلم ماذا ؟
فرح بإستسلام : لا يجوز وجودي معك بالسيارة وحدي ..... لا يجوز شرعاً
فارس بتعجب : فقط لهذا السبب؟
فرح بغضب : أتستخف بهذا السبب ؟
فارس : لالا بالطبع معك حق بذلك لكن ظننت رفضك بسبب كرهك لتواجدك معى بأي مكان
فرح : و من قال انى اكرهك ؟
فارس بخبث : اذاً تحبيني ؟
فرح : لا فائدة منك ؟ ..... ثم اطلقت تنهيدة لتردف بعدها .....لقد سألت الدادة عن مريم واخبرتنى انها بخير لكن ذهبت للخارج منذ قليل أننتظرها ام ماذا ؟
فارس : تأخر الوقت قليلاً لذا اظن يجب عليك الذهاب
فرح بتردد : نعم هذا صحيح لكن اريد الاطمئنان عليها
فارس : انتى اذهبي للمنزل وانا سأبقى لارى ما بها وسأطلب منها محادثتك
فرح : حقاً ؟
فارس : نعم لا داعى للقلق والان هيا لأوصلك
نظرت له فى غضب قبل ان يتدارك ما قاله سريعاً
فارس : فقط سأوقف لك سيارة اجرة
فرح بإبتسامة : حسناً هيا بنا
دخل غرفته ليري ما توقعه ......... تجلس ارضاً بإحدى جوانب الغرفة تضم ساقاها الى صدرها خافضة رأسها بين ذراعيها تجهش بالبكاء ..... انفطر قلبه لرؤيته لها بهذا الشكل وادرك صعوبة مهمته ..... تقدم نحوها بهدوء ثم انحنى ليكون فى مستواها و بيده كوب من عصير الليمون طلبه من رنا عساه يهدء من انفعالها قليلاً
آسر بهدوء : مريم
شعر بها تجفل ليتوقف نشيجها قليلا ً قبل ان ترفع رأسها نحوه بهدوء تناظره بنظرة لم يفهمها لكنها بالتأكيد ليست بمصلحته
آسر : فلتشربي العصير ربما يجعلك تشعرين بتحسن
تناولت الكوب منه وماهى الا لحظات وكان محتوى الكوب مُفَرغ على وجهه وملابسه لتهب بعدها واقفة تناظره بغضب واحتقار ومازالت بقايا دموعها على وجنتيها
مريم : حقير
ليقف هو الآخر وعلامات الغضب على محياه .... امسك بمرفقها بقوة ليزأر بها
آسر بصراخ : ألزمى حدودك عند حديثك معي والا ........
مريم بإستخفاف : وإلا ماذا ؟ هاااا ..... هل ستقوم بضربي ؟
آسر بتهديد : و هل تظنين الامر مستبعد ؟
ارتجفت اوصالها بخوف وهى تعلم قدرته على ذلك
آسر : انتي غاضبة ادرك هذا ....... حزينة استطيع رؤية ذلك ....... مجروحة اعلم ......... لكن مهما حدث لا يجب عليك نسيان مع من تتحدثين ......... وبخصوص حديثي معك منذ قليل فأنا لم اخطئ بحرف به ..... قصدت كل كلمة لعّلك تستيقظين من اندفاعك وتهورك ..... والآن ستجلسين بهدوء على هذه الاريكة خلفك لأطلب كوب عصير آخر وستكونين مطيعة وأليفة كفاية لتتناوليه دون اعتراض وبعدها ستنتظرين حتى انتهى من اعمالي لنغادر معاً ...... أفهتمى ؟
قال كلمته الاخيرة بصراخ مخيف لتحرك رأسها لاعلى واسفل بسرعة وخوف
ثم امتثلت لاوامره سريعاً ليتجه هو من فوره لطلب هذا العصير من سكرتيرته والتى سيقتلها الفضول لمعرفة ما يحدث وراء هذا الباب
يجلس بالفيلا فى انتظار ابنة عمه شارد فى الفتاة التى احتلت تفكيره منذ فترة ليرن هاتفه فيرد دون النظر الى هوية المتصل
فارس : مرحباً ..... من معي ؟
........... : عيب عليك يا فتى هل نسيت صوتي
فارس ضاحكاً : و هل يمكننى نسيان مثل هذا الصوت ؟
............... بمرح : انقذت نفسك ..... كيف حالك ؟
فارس : بخير ... وانت كيف حالك؟
.............: بخير حمداً لله ........ اخبرونى بقدومك لمكتبي اليوم ..... ما الامر ؟
فارس : حمداً لله ...... نعم لقد مررت على مكتبك اليوم ..... لدى ما اطلبه منك
............. : فلتأمر ؟
فارس : الامر لله يا صديقي ... فقط سمعت بكونك اجريت اختبار مفاجئ اليوم
............... : وااااااو وكيف علمت بذلك ؟ يبدو ان لديك جواسيس بين طلابي
فارس بضحك : لدي طرقى واساليبي الخاصة ... فلنأتى للمهم ...... قريبتي طالبة لديك ولم تستطع الحضور اليوم لاسباب خارجة عن ارادتها لذا هل يمكنك تدارك هذا ؟
............... : اذا توصية ...... ممم و ما المقابل يا صديقي ؟
فارس بمرح : حسنا حسنا فقط اطلب ما تريد
.............. : سنرى ذلك فيما بعد فقط اخبرني أسمها وسأتولى الامر لا تقلق
فارس : اسمها ..... مريم .... مريم احمد البنداري ....ابنه عمي لابد انك لاحظت الاسم
................ : ماذاااا؟؟؟؟؟؟
فارس بتعجب : ماذا ؟ ما الامر ؟
................. : بالله عليك ابنة عمك ؟؟؟؟؟؟
فارس : نعم هى ابنة عمي لكن لما تسأل؟
............. : لا شئ فقط ....... عرضت عليها الزواج بالامس
فارس بصراخ : زواااااج ؟
محمد : نعم ..... عرضت الامر عليها لكنها ......... فارس يا صديقي فلتساعدنى بهذا الامر ارجووووك
فارس : لحظة لحظة ..... انت تريد الزواج بإبنة عمى .... مريم ..؟
محمد : نعم واريد مساعدتك بهذا
فارس بتفكير ومكر : نعم نعم بالتأكيد سأساعدك فأنت صديقى العزيز والآن استمع لما سأقوله لك ونفذه بالحرف
تناظره فى غيظ ..... مجنون .... تقسم انه مجنون ...... ألا يجب عليه الاعتذار عما قاله ام انه كان يقصده بالفعل ....... هذا ال ......... توقفت عن سبه عندما انتبهت عليه يرفع رأسه ويوجه نظراته الحادة اليها لتبتلع ريقها فى توتر وتخفض عيناها ........ تباً تباً لكى يا مريم ستظلين دائماً جبانة فى حضوره ..... هكذا حدثت نفسها اخذت تؤنب نفسها حتى شعرت بتحركه لترفع نظرها نحوه فتراه يرتدي جاكيتة بدلته مستعداً لذهابهم ثم اتجه نحوها فى هدوء اخافها قبل ان يتحدث بهدوء
آسر : اذاً ..... لقد انتهيت .... هيا بنا ميما
رفعت عيناها نحوه فى دهشة تحولت لغضب لتنهض من مكانها وتقف امامه فى تحدي
مريم : مريم ..... اسمي مريم ..... ان اردتنى ان ألزم حدودي معك اذاً فلتلزمها انت الآخر يا .................. ابن العم