رواية جبران العشق الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا جمال
جبران العشق
الفصل التاسع عشر
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤
فما كان منه الا أن ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ثغره نظر لزياد مستهجنا ليمد يديه للعسكري القادم نحوه ليضع الاصفاد في يديه وكأنه شئ معتاد اعتاد علي أن يحدث له قبلا مرارا وتكرارا ... التفت بوجهه ناحية وتر التي تنظر له عينيها متسعة في ذعر ليعطيها ابتسامة هادئة يحاول أن يطمئنها بها لتحرك رأسها بالنفي سريعا اندفعت ناحيتهم وقفت في المنتصف بينه وبين زياد تصيح في الأخير محتدة :
- أنت عايز منه ايه يا زياد جبران ما عملش حاجة ابعد عنه بقي
شخصت عيني زياد ينظر لها مذهولا وتر تدافع عن جبران بشراسة هي التي كانت قبل عدة أيام فقط تخبره أنها لا تطيق النظر لوجهه كيف !! في حين صدح صوت جبران باسم وتر :
- وتر وبعدين عيب لما تزعقي وأنا واقف .
التفتت تنظر له مذهولة عينيها تتسع في ذهول هل هذا فقط ما يهمه الرجل علي وشك أن يُزج به في السجن الآن ... لتجده يبتسم يوجه حديثه لزياد :
- معلش يا باشا المدام بس خايفة عليا ... يلا يا باشا
وتحرك مع العسكري في هدوء وسلاسة وكأنه ذاهب في نزهة وزياد خلفهم وضعوه في سيارة الشرطة لتتحرك السيارة به وهي تقف تراقب من شرفة منزلهم تبكي خوفا عليه تشعر بالعجز لم تعرف لمن تلجأ لمساعدته في تلك اللحظة لم يطرق في رأسها سوي اسم والدها هرولت إلي هاتفها تمسكه جسدها بالكامل يرتجف بعنف وكأنه يُصعق وصلت إلي رقم والدها تضع الهاتف علي اذنيها ما أن سمعت صوت والدها صرخت مذعورة تبكي بحرقة :
- بابا الحق جبران زياد قبض عليه عشان خاطري يا بابا ما تأذيهوش !
لحظات قليلة من الصمت لا يُسمع سوي صوت أنفاسها المتسارعة الخائفة ليأتي صوت والدها يخبرها في هدوء تام :
- عرفتي بقي إني أقدر آذيه بإشارة من صباعي وأنا قاعد مكاني بمكالمة ، اقدر اخليه يقضي اللي باقي من عمره مرمي في السجن
وضعت يدها الأخري علي فمها تمنع شهقاتها حتي لا يسمعها أبيها تحرك رأسها بالنفي بعنف تنهمر الدموع تُغرق وجهها لتسمع صوت والدها يكمل :
- بس زي ما دخل ممكن يخرج بمنتهي البساطة بشرط !
شرط بالطبع والدها يجب أن يقايض حتي مع ابنته يبدو أن والدها لديه وجه آخر لم تعرف به قبلا وتكتشفه الآن شيئا فشئ حاولت تمالك شتات نفسها الا تظهر ضعفها وهي تردف:
- شرط ايه ؟
ضحك سفيان لعدة لحظات قبل إن يردف يحادثها :
- دا انتي حبتيه بقي يا وتر مين كان يصدق أن وتر هانم اللي ما بيعجبهاش العجب تحب حتة بلطجي رد سجون ، هقولك الشرط بعدين دلوقتي أنا عايز منك أنك هتنفذيه قولتي إيه
تري أي شرط خبيث شيطاني يريد والدها وعدا لتنفيذه ترددت لبضع لحظات لتومأ بالإيجاب تهمس له :
- موافقة هنفذ اللي تقول عليه بس جبران يخرج
- ساعة وهيخرج
اردف بها سفيان بثقة لا مثيل لها ليغلق معها الخط لتشرد عينيها في الفراغ تفكر قلقة علي ما وافقت تحديدا !!
_________________
علي صعيد آخر في قسم الشرطة في أحدي الغرف وقف جبران في غرفة مكتب زيادة ينظر له وهو يجلس فوق سطح مكتبه أمامه يناظره بشزرات غاضبة حادة ارتسمت ابتسامة شامتة تعلو شفتيه يغمغم متهكما :
- مش قولتلك أنا اللي هلبسك البدلة الحمرا خلاص كل الادلة اللي معانا ضدك والصبي بتاعك اللي اتمسك بالبضاعة اعترف عليك
لم تتغير تعابير وجه جبران فقط ابتسم كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم مبتسما :
- صبي مين واعترف علي ايه يا باشا بالظبط ، يا باشا أنت جايبني من بيتي من حضن مراتي
نطق جملته الأخيرة في سخرية ينظر لعيني زياد متحديا لتسود عيني الأخير غضبا ... وقبل أن يحدث شئ دقات علي باب الغرفة تلاها دخول العسكري يمسك في يده بطاقة تعريف لشخص ما نظر زياد لاسم الشخص علي البطاقة ليقطب جبينه متعجبا يوجه حديثه للعسكري:
- داخله يا ابني لما نشوف اخرتها
خرج العسكري غاب للحظات ليلج الي غرفة المكتب سفيان الدالي بصحبته أحد المحامين الكبار اصحاب الاسم والصيت الذائع اقترب سفيان بلهفة من جبران يوجه حديثه إليه :
- جبران ما تخافش يا ابني !! استاذ منير محامي شاطر وأكيد في لبس في الموضوع
توسعت عيني جبران في دهشة ما الذي يحدث هنا تحديدا سفيان قلق عليه هو !! و زياد لا يقل دهشة عن جبران ينظر لسفيان مصعوقا كان يظن أن ذلك الرجل سيساعده ليحصل علي محبوبته والآن هو هنا ليساعد عدوه !!
اقترب المحامي من زياد يصافحه بابتسامة متكلفة يغمغم في هدوء :
- ياسر منير المحامي الحاضر مع المتهم جبران اقدر أعرف حضرتك ايه سبب احتجاز موكلي
ابتسم زياد ساخرا ينظر إلي سفيان ومن ثم جبران كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما :
- ابدا تهمة بسيطة خالص تجارة مخدرات اتقفش مع واحد من صبيانه شنطة مخدرات واعترف عليه
ابتسم المحامي بهدوء تام يغمغم في ثقة :
- حضرتك عارف إن تهمة المخدرات بالذات لازم يبقي ليها معايير خاصة أن الحرز اللي يتسمك يكون في حيازة موكلي ودا ما حصلش وحضرتك بتقول أن الصبي هو اللي اعترف عليه في الأغلب ممكن المتهم يقابل موكلي
ومن جديد عاد زياد يبتسم في سخرية ما يحدث هنا خدعة أو لعبة خيوط يحركها شخص ما سفيان الدالي يجلس في منتهي الغرور علي المقعد المجاور لمكتبه أمامه المحامي ضغط علي الزر المجاور لمكتبه يستدعي العسكري الواقف خارجا يطلب منه إحضار المتهم غاب العسكري لبضع دقائق ليدخل ومعه رجل لم يره جبران قبلا ليس أحد رجاله ذلك الشخص صدقا لا يعرف من يكون ولما يلقي عليه التهم جزافا ... قام زياد من مكانه متجها صوب المتهم وقف بالقرب منه يغمغم ساخرا :
- عماد السيد قولي يا عمدة شنطة المخدرات اللي كانت معاك تبع مين
نظر ذلك المدعو عماد إلي سفيان ليزدرد لعابه خائفا مرتبكا أنزل رأسه أرضا يغمغم :
- تبعي أنا يا باشا
هنا قطب زياد ما بين حاجبيه مندهشا اندفع ناحية عماد يصرخ فيه غاضبا :
- أنت يا راجل أنت مش قولت أنها بتاعت جبران السواح غيرت اقولك في طرف ساعة ، دفعولك كام بقي عشان تطلعه منها
هنا تحدث جبران يدافع عن نفسه :
- الراجل دا أنا ما اعرفوش يا زياد باشا وتقدر تسأل كل اهل الحتة الراجل دا مش من الحتة بتاعتنا اصلا
- أنا تبع المعلم طاهر الطحان هو اللي اداني الشنطة وقالي اقول كدة علي المعلم جبران عشان يتحبس والمنطقة تفضاله يحط أيده عليها
أردف بها ذلك المدعو عماد في نفس واحد تقريبا لينظر زياد له بشك نفضه بعيدا عنه يتوجه لباب الغرفة يصيح في مساعده بأن يتوجه لمنطقة طاهر ويحضره له اغلق الباب ينقل إنظاره بين جميع من في الغرفة ما الذي حدث هنا ليقلب دفة الأحداث لتلك النقطة
_________________________
علي صعيد آخر في قصر فخم كقصور بشوات العصر القديم قصر شامخ شاهق الارتفاع بشكل مخيف في أحدي الغرف علي فراش ضخم عريض يستلقي جسده جوار جسدها كلاهما غائب عن الوعي لا يعي ما يحدث حوله الآن بدأ هو يستفيق أولا يتأوه متألما من جرح كتفه ومن ألم كالمطارق يشق رأسه انتصف بجهد شاق يجلس علي الفراش ينظر حوله توسعت عينيه في فزع حين أدرك أين هو غرفته القديمة كيف ينساها وقد لاقي فيها عذابا تبكي له صخور الجبال حزنا ثبتت عينيه علي الفراغ في الغرفة وتوسعت حدقتيه ألما يتذكر كل لحظة مرت به هنا ... في تلك الأثناء بدأت أمل تصحو هي الأخري سمعها صوتها تتأوه متألمة كيف وصلوا لهنا هو حتي لا يتذكر أي شيء إطلاقا انتصفت أمل جالسة جواره أمسكت ذراعه تسأله مذعورة :
- احنا فين يا حسن وايه اللي جابنا هنا ... حسن إنت متخشب كدة ليه ... حسن رد عليا ما تخوفنيش
التفت لها بعد لحظة عينيه حمراء تري دموع ألم يجتجزها بعنف في مقلتيه خرج صوته مبحوح بتعذب :
- احنا لازم نمشي من هنا دلوقتي ، مش هينفع نفضل هنا .
حركت رأسها بالإيجاب سريعا قامت سريعا بصحبته متوجهين الي باب الغرفة لم يكادا يقتربا منه فُتح من الخارج وظهر ذلك الرجل المدعو كمال شعرت بيد حسن الممسكة بيدها تنتفض بعنف ما أن رآه ذلك الرجل حقا مخيف ابتسامته خبيثة عينيه زرقاء وكأن بها جليد خاوي من الحياة حسن يشبهه لحد كبير ...لا إراديا شددت علي يد حسن تعود خطوتين للخلف لتصبح خلف ذراعه ، ما فعلت جعل قوة خفية تلتحم في أوصال حسن شعور أنه المسؤول عن أمان تلك الواقفة خلفه تحتمي به جعل نظراته تصبح أكثر حدة وحزم يحاول أن يتغلب علي خوفه من الواقف أمامه والذي ليس سوي أبيه !! احتدت نبرة صوته يصيح فيه :
- أنت عايز مني ايه يا كمال باشا أنا سيبتلك الجمل بما حمل من سنين ... عايز منه ايه تاني
ضحك كمال عاليا في سخرية يطفق حسن بنظرات خبيثة بها شئ غير آدامي لا تمت لمشاعر الأبوة بصلة اقترب خطوتين يغمغم في بساطة :
- عايز ابني حبيبي الوريث يرجع لبيته كفاية طفشان بقي ما زهقتش من أرصفة الشوارع والشغل مع اللي اسمه جبران دا في الشمال أنا باعد أيد الحكومة عنك من سنين بس كفاية كدة لازم ترجع ولا ايه
حرك حسن رأسه بالنفي بعنف أحمر وجهه ونفرت عروقه يصرخ محتدا :
- أنا مش ابنك وعمري ما هرجع للقرف دا تاني عايز ترميني في السجن ، السجن أرحم من العيشة معاك ألف مرة
ومن جديد عاد كمال يضحك عاليا رفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة :
وماله يا حبيبي ارميك في السجن واخد الحلوة اللي وراك دي لواحد من رجالتي
شهقت أمل مذعورة تتمسك بذراع حسن جسدها يرتجف هلعا ليشدد حسن علي كفها ينظر لوالده كارها كم يريد أن ينحر عنقه كما فعلت والدته انتحرت بسبب ذلك الشيطان الواقف أمامه ... عاد خطوة للخلف مع أمل عله يحميها من قبضة يد ذلك الشيطان صرخ بصوته كله :
- هقتلك يا كمال قسما بالله هقتلك لو فكرت تمس شعرة منها لا أنت ولا حد من كلابك
يعرف أن والده سريع الغضب في لحظة اختفت ابتسامة كمال وأسود وجهه غضبا ينظر لحسن متوعدا مقسما علي كسر شوكته طرقع باصبيعيه ليدلف إلي الغرفة أربعه رجال ضخام الجثة بشكل مخيف ... اشار كمال إلي حسن يغمغم متشفيا :
- كتفوا حسن باشا وهاتوا الحلوة اللي وراه دي نفرجه عرض مباشر
صرخت أمل مذعورة وحسن يحاول باستماتة إبداع هؤلاء الرجال عنهم جرح كتفه لم يساعد بالإضافة إلي انهم أربعة وهو واحد ..تكالبوا عليه يقيدوا حركته وهو يصرخ بعنف يحاول تحرير جسده منهم تمكن اثنين منه في حين أمسك أحد الاثنين الباقين بشعر أمل يجرها بعنف ناحية كمال القاها أرضا تحت قدميه صرخ حسن يتوعد لأبيه :
- هقتلك قسما بالله لاقتلك يا كمال سيبها بقولك سيبها
ضحك كمال متشفيا أشار إلى أحد حراسه يحادثه ساخرا :
- عارف فيلم الكرنك عايز اشوفه لايف يلا مستني ايه وبعدها ندبحها زي ما حصل مع مرات أحمد السقا في خطوط حمرا ولا ايه يا حسن
وجه كمال انظاره ناحية حسن الذي أصفر وجهه ذعرا يصرخ يحاول بعزم ما فيه أن يحرر نفسه من قبضة الحراس وهو يري ذلك الرجل يجر زوجته من شعرها إلي الفراش !!
___________________
ها هو المعلم طاهر يقف أمام مكتب زياد داخل الغرفة يخفض رأسه خزيا يغمغم نادما :
- الكدب خيبة يا بيه أنا إللي زقيت الواد عماد علي المعلم جبران عشان يقول إن البضاعة بتاعته عشان اشيله من الحته واحط أنا ايدي عليها ...
اشار زياد إلي الجالس جواره يكتب المحضر يغمغم حانقا يمليه ما حدث للتو لينهي كلامه قائلا :
- وعليه تقرر الإفراج عن المتهم جبران رزق السواح بضمان محل إقامة وإحالة المتهم طاهر مرعي الطحان والمتهم عماد السيد إلي سرايا النيابة
ابتسم سفيان منتصرا ينظر لجبران تلاقت عينيه للحظات مع عيني طاهر ليخفض الأخير رأسه مذعورا من ذلك الشيطان الجالس أمامه ربما شيطان الجن أقل شرا منه
قام سفيان سريعا وقف جوار جبران وضع يده علي كتفه يغمغم مبتهجا :
- كفارة يا جوز بنتي مش بتقولوها بردوا عندكوا كدة كفارة .. يلا تعالا اوصلك زمان وتر هتموت من القلق عليك خليت البت تحبك ماشي يا عم
نظر جبران له مدهوشا ما الذي يجري هنا اخذه سفيان من يده إلي سيارته صرف السائق وأصر علي أن يقود هو جلس وجبران جواره متوجهين إلي الحي الشعبي الصمت يكسو المكان صمت كسرته ابتسامة سفيان الغريبة التفت لجبران نظرة سريعة قبل أن يعاود النظر أمامه يغمغم :
- أنا عاوزك تشتغل معايا يا جبران أنت جوز بنتي وأكتر واحد اامنله دلوقتي وعلي العموم شغلانتك بسيطة وأنت شاطر فيها اوووي
الفصل التاسع عشر
الجزء الأول
¤¤¤¤¤¤¤
فما كان منه الا أن ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ثغره نظر لزياد مستهجنا ليمد يديه للعسكري القادم نحوه ليضع الاصفاد في يديه وكأنه شئ معتاد اعتاد علي أن يحدث له قبلا مرارا وتكرارا ... التفت بوجهه ناحية وتر التي تنظر له عينيها متسعة في ذعر ليعطيها ابتسامة هادئة يحاول أن يطمئنها بها لتحرك رأسها بالنفي سريعا اندفعت ناحيتهم وقفت في المنتصف بينه وبين زياد تصيح في الأخير محتدة :
- أنت عايز منه ايه يا زياد جبران ما عملش حاجة ابعد عنه بقي
شخصت عيني زياد ينظر لها مذهولا وتر تدافع عن جبران بشراسة هي التي كانت قبل عدة أيام فقط تخبره أنها لا تطيق النظر لوجهه كيف !! في حين صدح صوت جبران باسم وتر :
- وتر وبعدين عيب لما تزعقي وأنا واقف .
التفتت تنظر له مذهولة عينيها تتسع في ذهول هل هذا فقط ما يهمه الرجل علي وشك أن يُزج به في السجن الآن ... لتجده يبتسم يوجه حديثه لزياد :
- معلش يا باشا المدام بس خايفة عليا ... يلا يا باشا
وتحرك مع العسكري في هدوء وسلاسة وكأنه ذاهب في نزهة وزياد خلفهم وضعوه في سيارة الشرطة لتتحرك السيارة به وهي تقف تراقب من شرفة منزلهم تبكي خوفا عليه تشعر بالعجز لم تعرف لمن تلجأ لمساعدته في تلك اللحظة لم يطرق في رأسها سوي اسم والدها هرولت إلي هاتفها تمسكه جسدها بالكامل يرتجف بعنف وكأنه يُصعق وصلت إلي رقم والدها تضع الهاتف علي اذنيها ما أن سمعت صوت والدها صرخت مذعورة تبكي بحرقة :
- بابا الحق جبران زياد قبض عليه عشان خاطري يا بابا ما تأذيهوش !
لحظات قليلة من الصمت لا يُسمع سوي صوت أنفاسها المتسارعة الخائفة ليأتي صوت والدها يخبرها في هدوء تام :
- عرفتي بقي إني أقدر آذيه بإشارة من صباعي وأنا قاعد مكاني بمكالمة ، اقدر اخليه يقضي اللي باقي من عمره مرمي في السجن
وضعت يدها الأخري علي فمها تمنع شهقاتها حتي لا يسمعها أبيها تحرك رأسها بالنفي بعنف تنهمر الدموع تُغرق وجهها لتسمع صوت والدها يكمل :
- بس زي ما دخل ممكن يخرج بمنتهي البساطة بشرط !
شرط بالطبع والدها يجب أن يقايض حتي مع ابنته يبدو أن والدها لديه وجه آخر لم تعرف به قبلا وتكتشفه الآن شيئا فشئ حاولت تمالك شتات نفسها الا تظهر ضعفها وهي تردف:
- شرط ايه ؟
ضحك سفيان لعدة لحظات قبل إن يردف يحادثها :
- دا انتي حبتيه بقي يا وتر مين كان يصدق أن وتر هانم اللي ما بيعجبهاش العجب تحب حتة بلطجي رد سجون ، هقولك الشرط بعدين دلوقتي أنا عايز منك أنك هتنفذيه قولتي إيه
تري أي شرط خبيث شيطاني يريد والدها وعدا لتنفيذه ترددت لبضع لحظات لتومأ بالإيجاب تهمس له :
- موافقة هنفذ اللي تقول عليه بس جبران يخرج
- ساعة وهيخرج
اردف بها سفيان بثقة لا مثيل لها ليغلق معها الخط لتشرد عينيها في الفراغ تفكر قلقة علي ما وافقت تحديدا !!
_________________
علي صعيد آخر في قسم الشرطة في أحدي الغرف وقف جبران في غرفة مكتب زيادة ينظر له وهو يجلس فوق سطح مكتبه أمامه يناظره بشزرات غاضبة حادة ارتسمت ابتسامة شامتة تعلو شفتيه يغمغم متهكما :
- مش قولتلك أنا اللي هلبسك البدلة الحمرا خلاص كل الادلة اللي معانا ضدك والصبي بتاعك اللي اتمسك بالبضاعة اعترف عليك
لم تتغير تعابير وجه جبران فقط ابتسم كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم مبتسما :
- صبي مين واعترف علي ايه يا باشا بالظبط ، يا باشا أنت جايبني من بيتي من حضن مراتي
نطق جملته الأخيرة في سخرية ينظر لعيني زياد متحديا لتسود عيني الأخير غضبا ... وقبل أن يحدث شئ دقات علي باب الغرفة تلاها دخول العسكري يمسك في يده بطاقة تعريف لشخص ما نظر زياد لاسم الشخص علي البطاقة ليقطب جبينه متعجبا يوجه حديثه للعسكري:
- داخله يا ابني لما نشوف اخرتها
خرج العسكري غاب للحظات ليلج الي غرفة المكتب سفيان الدالي بصحبته أحد المحامين الكبار اصحاب الاسم والصيت الذائع اقترب سفيان بلهفة من جبران يوجه حديثه إليه :
- جبران ما تخافش يا ابني !! استاذ منير محامي شاطر وأكيد في لبس في الموضوع
توسعت عيني جبران في دهشة ما الذي يحدث هنا تحديدا سفيان قلق عليه هو !! و زياد لا يقل دهشة عن جبران ينظر لسفيان مصعوقا كان يظن أن ذلك الرجل سيساعده ليحصل علي محبوبته والآن هو هنا ليساعد عدوه !!
اقترب المحامي من زياد يصافحه بابتسامة متكلفة يغمغم في هدوء :
- ياسر منير المحامي الحاضر مع المتهم جبران اقدر أعرف حضرتك ايه سبب احتجاز موكلي
ابتسم زياد ساخرا ينظر إلي سفيان ومن ثم جبران كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما :
- ابدا تهمة بسيطة خالص تجارة مخدرات اتقفش مع واحد من صبيانه شنطة مخدرات واعترف عليه
ابتسم المحامي بهدوء تام يغمغم في ثقة :
- حضرتك عارف إن تهمة المخدرات بالذات لازم يبقي ليها معايير خاصة أن الحرز اللي يتسمك يكون في حيازة موكلي ودا ما حصلش وحضرتك بتقول أن الصبي هو اللي اعترف عليه في الأغلب ممكن المتهم يقابل موكلي
ومن جديد عاد زياد يبتسم في سخرية ما يحدث هنا خدعة أو لعبة خيوط يحركها شخص ما سفيان الدالي يجلس في منتهي الغرور علي المقعد المجاور لمكتبه أمامه المحامي ضغط علي الزر المجاور لمكتبه يستدعي العسكري الواقف خارجا يطلب منه إحضار المتهم غاب العسكري لبضع دقائق ليدخل ومعه رجل لم يره جبران قبلا ليس أحد رجاله ذلك الشخص صدقا لا يعرف من يكون ولما يلقي عليه التهم جزافا ... قام زياد من مكانه متجها صوب المتهم وقف بالقرب منه يغمغم ساخرا :
- عماد السيد قولي يا عمدة شنطة المخدرات اللي كانت معاك تبع مين
نظر ذلك المدعو عماد إلي سفيان ليزدرد لعابه خائفا مرتبكا أنزل رأسه أرضا يغمغم :
- تبعي أنا يا باشا
هنا قطب زياد ما بين حاجبيه مندهشا اندفع ناحية عماد يصرخ فيه غاضبا :
- أنت يا راجل أنت مش قولت أنها بتاعت جبران السواح غيرت اقولك في طرف ساعة ، دفعولك كام بقي عشان تطلعه منها
هنا تحدث جبران يدافع عن نفسه :
- الراجل دا أنا ما اعرفوش يا زياد باشا وتقدر تسأل كل اهل الحتة الراجل دا مش من الحتة بتاعتنا اصلا
- أنا تبع المعلم طاهر الطحان هو اللي اداني الشنطة وقالي اقول كدة علي المعلم جبران عشان يتحبس والمنطقة تفضاله يحط أيده عليها
أردف بها ذلك المدعو عماد في نفس واحد تقريبا لينظر زياد له بشك نفضه بعيدا عنه يتوجه لباب الغرفة يصيح في مساعده بأن يتوجه لمنطقة طاهر ويحضره له اغلق الباب ينقل إنظاره بين جميع من في الغرفة ما الذي حدث هنا ليقلب دفة الأحداث لتلك النقطة
_________________________
علي صعيد آخر في قصر فخم كقصور بشوات العصر القديم قصر شامخ شاهق الارتفاع بشكل مخيف في أحدي الغرف علي فراش ضخم عريض يستلقي جسده جوار جسدها كلاهما غائب عن الوعي لا يعي ما يحدث حوله الآن بدأ هو يستفيق أولا يتأوه متألما من جرح كتفه ومن ألم كالمطارق يشق رأسه انتصف بجهد شاق يجلس علي الفراش ينظر حوله توسعت عينيه في فزع حين أدرك أين هو غرفته القديمة كيف ينساها وقد لاقي فيها عذابا تبكي له صخور الجبال حزنا ثبتت عينيه علي الفراغ في الغرفة وتوسعت حدقتيه ألما يتذكر كل لحظة مرت به هنا ... في تلك الأثناء بدأت أمل تصحو هي الأخري سمعها صوتها تتأوه متألمة كيف وصلوا لهنا هو حتي لا يتذكر أي شيء إطلاقا انتصفت أمل جالسة جواره أمسكت ذراعه تسأله مذعورة :
- احنا فين يا حسن وايه اللي جابنا هنا ... حسن إنت متخشب كدة ليه ... حسن رد عليا ما تخوفنيش
التفت لها بعد لحظة عينيه حمراء تري دموع ألم يجتجزها بعنف في مقلتيه خرج صوته مبحوح بتعذب :
- احنا لازم نمشي من هنا دلوقتي ، مش هينفع نفضل هنا .
حركت رأسها بالإيجاب سريعا قامت سريعا بصحبته متوجهين الي باب الغرفة لم يكادا يقتربا منه فُتح من الخارج وظهر ذلك الرجل المدعو كمال شعرت بيد حسن الممسكة بيدها تنتفض بعنف ما أن رآه ذلك الرجل حقا مخيف ابتسامته خبيثة عينيه زرقاء وكأن بها جليد خاوي من الحياة حسن يشبهه لحد كبير ...لا إراديا شددت علي يد حسن تعود خطوتين للخلف لتصبح خلف ذراعه ، ما فعلت جعل قوة خفية تلتحم في أوصال حسن شعور أنه المسؤول عن أمان تلك الواقفة خلفه تحتمي به جعل نظراته تصبح أكثر حدة وحزم يحاول أن يتغلب علي خوفه من الواقف أمامه والذي ليس سوي أبيه !! احتدت نبرة صوته يصيح فيه :
- أنت عايز مني ايه يا كمال باشا أنا سيبتلك الجمل بما حمل من سنين ... عايز منه ايه تاني
ضحك كمال عاليا في سخرية يطفق حسن بنظرات خبيثة بها شئ غير آدامي لا تمت لمشاعر الأبوة بصلة اقترب خطوتين يغمغم في بساطة :
- عايز ابني حبيبي الوريث يرجع لبيته كفاية طفشان بقي ما زهقتش من أرصفة الشوارع والشغل مع اللي اسمه جبران دا في الشمال أنا باعد أيد الحكومة عنك من سنين بس كفاية كدة لازم ترجع ولا ايه
حرك حسن رأسه بالنفي بعنف أحمر وجهه ونفرت عروقه يصرخ محتدا :
- أنا مش ابنك وعمري ما هرجع للقرف دا تاني عايز ترميني في السجن ، السجن أرحم من العيشة معاك ألف مرة
ومن جديد عاد كمال يضحك عاليا رفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة :
وماله يا حبيبي ارميك في السجن واخد الحلوة اللي وراك دي لواحد من رجالتي
شهقت أمل مذعورة تتمسك بذراع حسن جسدها يرتجف هلعا ليشدد حسن علي كفها ينظر لوالده كارها كم يريد أن ينحر عنقه كما فعلت والدته انتحرت بسبب ذلك الشيطان الواقف أمامه ... عاد خطوة للخلف مع أمل عله يحميها من قبضة يد ذلك الشيطان صرخ بصوته كله :
- هقتلك يا كمال قسما بالله هقتلك لو فكرت تمس شعرة منها لا أنت ولا حد من كلابك
يعرف أن والده سريع الغضب في لحظة اختفت ابتسامة كمال وأسود وجهه غضبا ينظر لحسن متوعدا مقسما علي كسر شوكته طرقع باصبيعيه ليدلف إلي الغرفة أربعه رجال ضخام الجثة بشكل مخيف ... اشار كمال إلي حسن يغمغم متشفيا :
- كتفوا حسن باشا وهاتوا الحلوة اللي وراه دي نفرجه عرض مباشر
صرخت أمل مذعورة وحسن يحاول باستماتة إبداع هؤلاء الرجال عنهم جرح كتفه لم يساعد بالإضافة إلي انهم أربعة وهو واحد ..تكالبوا عليه يقيدوا حركته وهو يصرخ بعنف يحاول تحرير جسده منهم تمكن اثنين منه في حين أمسك أحد الاثنين الباقين بشعر أمل يجرها بعنف ناحية كمال القاها أرضا تحت قدميه صرخ حسن يتوعد لأبيه :
- هقتلك قسما بالله لاقتلك يا كمال سيبها بقولك سيبها
ضحك كمال متشفيا أشار إلى أحد حراسه يحادثه ساخرا :
- عارف فيلم الكرنك عايز اشوفه لايف يلا مستني ايه وبعدها ندبحها زي ما حصل مع مرات أحمد السقا في خطوط حمرا ولا ايه يا حسن
وجه كمال انظاره ناحية حسن الذي أصفر وجهه ذعرا يصرخ يحاول بعزم ما فيه أن يحرر نفسه من قبضة الحراس وهو يري ذلك الرجل يجر زوجته من شعرها إلي الفراش !!
___________________
ها هو المعلم طاهر يقف أمام مكتب زياد داخل الغرفة يخفض رأسه خزيا يغمغم نادما :
- الكدب خيبة يا بيه أنا إللي زقيت الواد عماد علي المعلم جبران عشان يقول إن البضاعة بتاعته عشان اشيله من الحته واحط أنا ايدي عليها ...
اشار زياد إلي الجالس جواره يكتب المحضر يغمغم حانقا يمليه ما حدث للتو لينهي كلامه قائلا :
- وعليه تقرر الإفراج عن المتهم جبران رزق السواح بضمان محل إقامة وإحالة المتهم طاهر مرعي الطحان والمتهم عماد السيد إلي سرايا النيابة
ابتسم سفيان منتصرا ينظر لجبران تلاقت عينيه للحظات مع عيني طاهر ليخفض الأخير رأسه مذعورا من ذلك الشيطان الجالس أمامه ربما شيطان الجن أقل شرا منه
قام سفيان سريعا وقف جوار جبران وضع يده علي كتفه يغمغم مبتهجا :
- كفارة يا جوز بنتي مش بتقولوها بردوا عندكوا كدة كفارة .. يلا تعالا اوصلك زمان وتر هتموت من القلق عليك خليت البت تحبك ماشي يا عم
نظر جبران له مدهوشا ما الذي يجري هنا اخذه سفيان من يده إلي سيارته صرف السائق وأصر علي أن يقود هو جلس وجبران جواره متوجهين إلي الحي الشعبي الصمت يكسو المكان صمت كسرته ابتسامة سفيان الغريبة التفت لجبران نظرة سريعة قبل أن يعاود النظر أمامه يغمغم :
- أنا عاوزك تشتغل معايا يا جبران أنت جوز بنتي وأكتر واحد اامنله دلوقتي وعلي العموم شغلانتك بسيطة وأنت شاطر فيها اوووي
جبران العشق
الفصل التاسع عشر
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
- أنا عاوزك تشتغل معايا يا جبران أنت جوز بنتي وأكتر واحد اامنله دلوقتي وعلي العموم شغلانتك بسيطة وأنت شاطر فيها اوووي
كلمات تبدو في الظاهر بسيطة عادية خرجت من بين شفتي والد زوجته ولكن خلف المعني البسيط معني آخر خبيث مبطن التف برأسه له يسأله بابتسامة بسيطة :
- شغلانة ايه يا سفيان باشا بالظبط
ضحك سفيان بخفة نظر لجبران بجانب عينيه ليعاود النظر للطريق أمامه يغمغم :
- أنا عندي مصنع بيعمل كراسي وصالونات موبيلا زي ما بتقولوا عنها وأنا عارف أنك نجار شاطر وأنا بصراحة ما عنديش وقت للمصنع دا فايه رأيك لو توليت أنت إدارته
صمت للحظات قبل أن يلتفت برأسه إلي جبران ابتسم في تهكم يغمغم ساخرا :
- ولا أنت كنت فاكرني عايزك في حاجة تانية
بادله جبران بابتسامة متهكمة كل منهم ينظر للآخر والحرب الباردة قائمة غمغم جبران من بين ابتسامته الواسعة :
- هفكر !
فقط كلمة واحدة ليدهس سفيان الدعاسات أسفل قدميه بعنف لتنطلق السيارة بهم بعنف دقائق ووصلت إلي الشارع الرئيسي المجاور للحي .... نزل جبران من السيارة انحني بجذعه ينظر لسفيان الجالس بداخلها ارتسمت ابتسامة صفراء علي ثغره يغمغم :
- ما تتفضل يا عمي ولا الوقت أتأخر بقي وأنت أكيد مشغول مش فاضي
ابتسم سفيان متهكما يردف ضاحكا :
- بتمشيني بالذوق يا جوز بنتي بس معلش أنا هبقي ضيف رخم ... هركن العربية واحصلك أصلي عايزك في موضوع مهم
خبت ابتسامة جبران يومأ علي مضض تحرك يتجه للحي يزفر أنفاسه حانقا كان يمني نفسه بليلة خاصة والآن ماذا دخل إلي الحي ليري وتر تقف في الشرفة عينيها تخترز الطريق بتلهف الخوف يأكل قسمات وجهها بشراسة رفع يده يلوح لها يبتسم ليمطأنها أنه هنا رأي كيف هدأت قسمات وجهها وشقت ابتسامة واسعة شفتيها هرولت للداخل لتفتح باب المنزل مرت في طريقها علي مرآة صغيرة في الصالة لتشهق مذعورة من منظرها شعرها مبعثر عينيها حمراء خطينمن الكحل الأسود يحفران وجهها وضعت يدها علي فمها رآها وهي تشبه نداهة الحقول هرولت إلي المرحاض تصفع وجهها بالماء لتسرع إلي غرفتهم تعدل من زينة وجهها قبل أن يصعد
لم تكن هي وحدها من تنتظره في الشقة الصغيرة في الطابق الثالث هناك من تنتظر علي أحر من الجمر هي الأخري ...ولكن الفرق أنها بكامل زينتها وقفت خلف باب شقتها تستمع إلي خطواته وهو يصعد إلي أن وصل إلى الطابق فتحت باب شقتها سريعا اندفعت ناحيته دون مقدمات وقفت أمامه دون أن تلامسه تغمغم مذعورة :
- معلم جبران أنت بخير أنا شوفت البوليس بياخدوك .. حرام عليهم بجد أنت عملت ايه عشان ياخدوك من بيتك في نص الليل
كم هي لطيفة تلك الصفا التي تقف أمامه لطيفة وجميلة ، جميلة بشكل مخيف حقا تجعلك تقف حائرا أمام براءة ملامحها المبالغ فيها وخبث عينيها المخيف خليط غريب غير مفهوم رسم ابتسامة مجاملة يغمغم :
- أنا كويس يا آنسة صفا كان سوء تفاهم
أراد أن يتحرك ليصعد لتتحرك هي الأخري تقف أمامه تغمغم مرتبكة :
- الحمد لله يارب أنك بخير ، أنا عارفة أن الوقت مش مناسب بس أنا كنت عايزة اشكرك علي اللي عملته عشاني في الشارع
لما تأخر لتلك الدرجة حركت ساقها اليسري بسرعة متوترة توجهت إلي الباب تفتحه لتسمع صوته يأتي من أسفل قطبت ما بين حاجبيها ارتدت حذائها تنزل الدرجات بحذر تنظر لأسفل لتتوسع عينيها غضبا حين رأته يقف أمام تلك الملونة يبتسم يحادثها :
- ما حصلش حاجة يا آنسة صفا دا واجبي وأنا ما اسمحش إن حد يضايق واحدة في منطقتي أبدا
- طول عمرك شهم يا معلم
صاحت بها وتر غاضبة وهي تطوي الخطي ناحيتهم سريعا نزلت إليهم وقفت أمامه تنظر لعينيه وافقت علي شرط لا تعرف ماهيته لصالح أبيه فقط لأجل أن يخرجه وهو هنا يتغزل في تلك الصفراء :
- بقالي ساعة فاتحة الباب مستنياك تطلع وأنت واقف تضحك مع الآنسة صفا اقولك بات عندها يا جبران
ودون حرف آخر هرولت لأعلي ليصعد يهرول خلفها يصيح سريعا :
- وتر استني يا وتر ... استني والله أنتي فاهمة غلط
في حين وقفت هي تبتسم متلذذة بانتصار ... توسعت عينيها حين رأت سفيان يقف أمامها يبتسم هو الآخر يطفقها بنظرات ساخرة من أعلي لأسفل رفع يديه يصفق لها ببطئ يغمغم متفاخرا :
- لاء تربية صاحب الظل بصحيح ...روزا الجميلة ولا أنا غلطان
توترت نظراتها للحظات لتنفي برأسها سريعا تغمغم محتدة :
- روزا مين يا أستاذ أنت أنا اسمي صفا وبعدين مين الظل دا ... أنت غلطان في واحدة تانية
ضحك سفيان بخفوت ضحكة خبيثة مشبعة بالسخرية التف حولها ببطئ يهمس لها :
- روزا الجميلة وجه نحتته الملائكة وقلب أودعته الشياطين مش دي الجملة اللي محفورة علي باب أوضتك في قصر صاحب الظل باللاتيني خليفة سونيا جرهام ولا ايه يا روزا
في لحظة تبدلت نظراتها المرتبكة إلي أخري ثابتة واثقة فارغة من اي مشاعر واستقامت وقفتها وارتفع رأسها في غرور وابتسامة جنية
من أعماق النيران ارتسمت علي شفتيها جذبت يده سريعا تدخله إلي شقتها أغلقت الباب لتقترب منه تحرك اصبعها السبابة علي كتفيه تلتف حوله تغمغم ساخرة :
- سفيان الدالي هنا ليه ... روزا هنا عشان صاحب الظل عايز يضم جبران لينا أنت بقي عايز ايه
روزا حقا محترفة كم يحب تلك الشيطانة قبض علي رسغها الذي يتحرك علي ذراعه يقربها منه بعنف لترتطم بصدره قرب فمه من اذنها يهمس ساخرا :
- هو عايز يجنده وأنا عايز اقتله we are not the same
وضحك رفع كفه يمسح علي وجنتها بخفة ثقلت أنفاسه يهمس لها بنبرة خبيثة بلكنة روسية ممتازة :
- أنتِ حقا إبنة الشيطان
توسعت عينيها فزعا تنظر له مذهولة ليفتح هو الباب آخر ما سمعته كان صوته العالي وهو يصعد درجات السلم لمنزل ابنته :
- يا وتر يا حبيبة بابا ما تبقيش عصبية كدة
أغلقت باب منزلها تستند عليه تتنفس بعنف تنظر للفراغ مذعورة كيف عرف سفيان ذلك اللقب !
_____________
في شقة جبران اندفعت ناحية وتر ناحية غرفة نومهم تفتح دولاب الثياب بعنف تخرج حقيبتها القتها علي الفراش تفتحها علي مصرعيه تنزع الملابس تلقيها داخلها بعنف ... هرع جبران خلفها وقف أمامها يمنعها من أن تكمل ما تفعل يغمغم سريعا :
- يا وتر بطلي جنان بالعقل كدا لو حبيت اخونك هخونك علي السلم يا بنتي والله هي اللي وقفتني
احتدت نظراتها لتكمش قطعة الثياب في يدها تلقيها عليه تصيح غاضبة :
- مش مبرر كان ممكن تسيبها وتمشي مش واقف تضحك وتهزر معاها ولا كأن في نجفة هتموت من القلق عليك
داعبت ثغره ابتسامة خبيثة مشاكسة يقبض علي قطعة الثياب التي القتها عليه يتحرك صوبها يسحق المسافة الفاصلة بينهما ... لتتوتر حدقتيها للحظات تحاول أن تحافظ علي ثباتها لن تضعف أمامه هي غاضبة وجدا ... عادت خطوتين للخلف لتشهق حين تعثرت بطرف البساط أسفلها وارتطم جسدها بسطح الفراش الوثير لتتسع ابتسامة جبران يغمغم ضاحكا :
- السجادة دي جدعة بفلوس حلال
قبل أن تتحرك لتقوم اقترب هو سريعا ارتكز بركبته علي سطح الفراش يقبض علي رسغيها بخفة داخل كفيه لتصيح فيه حانقة تتلوي غاضبة تصرخ فيه أن يتركها :
- سيبني يا جبران روح لست صفا بتاعتك خليها تقف تضحكلك تاني أنا هموت من القلق عليك وأنت واقف تضحك وتهزر ولا علي بالك اصلا انا بكرهك
نزل برأسه بالقرب منها يغمزها بطرف يسراه يغمغم مشاكسا:
- افتكر أن اللي بيكره حد ما بيغرش عليه ولا ايه وبعدين في حد يكره جوزو حبيبه أبو عياله
توقفت عن التحرك هدأ غضبها قليلا فقط كادت أن تستلم حين دق باب منزلهم وصدح صوت والدها من الخارج :
- وتر يا حبيبة بابا انتوا لحقتوا نمتوا ولا ايه
ابتسمت متشفية حين احتقن وجهه غضبا تحركت شفتيه يتمتم بشئ ما لم تسمعه ابتعد عنها يتحرك للخارج يفتح الباب لوالدها الذي ابتسم في سماجة ينظر لجبران ساخرا توجه ناحية أحد المقاعد جلس يضع ساقا فوق أخري يوجه حديثه لجبران :
- واقف ليه يا جبران ما تقعد يا جوز بنتي دا البيت بيتك حتي ، وتر حبيبتي اعملي لي فنجان قهوة
سبه جبران في سره ينظر له حانقا والأخير يبتسم له باستفزاز يثير الأعصاب غضبا !!
______________
منذ ساعات وهي ترتمي بين أحضانه ترتجف تبكي بلا توقف تقبض علي قميصه ترفض الابتعاد عنه ولو للحظة وهو يلف ذراعيه حولها يحاول طمئنتها ينظر للفراغ نظراته تحمل مزيحا حزينا من الألم والكسر كادوا ان يغتصبوا زوجته أمام عينيه
Flash back
وجه كمال انظاره ناحية حسن الذي أصفر وجهه ذعرا يصرخ يحاول بعزم ما فيه أن يحرر نفسه من قبضة الحراس وهو يري ذلك الرجل يجر زوجته من شعرها إلي الفراش القاها فوقه يجثم فوقها يقبض علي رسغيها يمزق ثيابها يعري جسد زوجته ... وهي تصرخ باسمه لينقذها وهو يقف عاجزا بين ايدي الرجال يقاوم يصرخ دون إجابة وكان حله الأخير أنه ارتمي بجسده أرضا أسفل قدمي والده يتوسله بنبرة ذليلة منكسرة :
- أبوس ايدك يا بابا سيبوها وأنا هعمل اللي أنت عاوزه ... والله هعمل كل اللي تؤمر بيه بس سيبوها
ابتسم كمال في غرور وهو يري حسن اخيرا يعود لذلك الطفل الذليل الذي يتوسله ليسامحه اشار بيده للحارس ليبتعد عن أمل مد كمال يده يربت علي رأس حسن يغمغم متشفيا:
- هو دا حسن ابني اللي أنا اعرفه اللي ما يخرجش عن طوع أبوه أبدا ... هسيبك ترتاح يا حبيبي خد مراتك في حضنك احسن شكلها مرعوب أوي وهنكمل كلامنا بعدين
اشار لحراسه لينسحبوا جميعا من الغرفة وهو خلفهم نظر لحسن يبتسم ساخرا قبل أن يجذب باب الغرفة يغلقه بالمفتاح من الخارج ... لم يستطع رفع رأسها لم يجرؤ علي فعلها لن يستطع أن يراها بعد ما حدث لها بسببه إلا أنها هي من هرولت إليه ارتمت بين أحضانه تشهق في البكاء فما كان منه إلا أنه طوقها بذراعيه يبكي في صمت
Back
نزلت دموعه دون صوت يشدد علي احتضانها خوفا عليها من القادم ..سمع صوتها تهمس مرتعدة من بين شهقاتها المتتابعة :
- أنا عايزة امشي من هنا يا حسن
عليهم أن يفعلوا ذلك ولكن كيف والده يحتجزهم بحث في ثيابه عله يعثر علي هاتفه لا شئ بالطبع اخذوا هاتفه وهاتف أمل توقف عقله عن العمل للحظات قبل أن يتذكر هو هنا في غرفته القديمة كان يخبئ هاتف أسفل ثيابه في الدولاب يتمني فقط أن يجده التف برأسه في أنحاء الغرفة يتأكد إلا كاميرات مراقبة هنا ... هرع إلي دولاب ثيابه يبحث أسفل الثياب إلي أن وجده هاتف قديم بطاريته الصغيرة موضوعة جواره يتمني فقط أن يعمل وضع البطارية به ... يحاول فتحه بعد عدة محاولات انارت الشاشة ، البطارية ضعيفة عليه أن يتذمر سريعا اي رقم ليساعده صدم رأسه بقبضته يحاول التذكر قبل أن ينفذ شحن الهاتف ... توسعت عينيه ليضغط علي الأزرار سريعا لا وقت للتردد يتمني فقط ان يساعده من سيطلبه ...رنين الهاتف مرة والثانية والثالثة إلي أن سمع صوته ليغمغم متلهفا :
- زياد ما فيش وقت أنا حسن ، أنا محبوس أنا وامل في فيلا كمال اللي علي الصحراوي بسرعة بالله عليك الحقنا
صمت الأخير للحظات قبل أن يسمعه يغمغم ساخرا :
- ايه حيلك حيلك أنا إيه اللي يخليني اساعدك اصلا انا مالي ما تتخطف ولا تتقتل حتي ما تتصلش بيا تاني يا صديقي القديم سلام
واغلق الخط في وجهه صاح حسن غاضبا باسمه ليسمع صوت صافرة قادمة من البطارية انتهي الشحن فقط مكالمة واحدة لم تؤتي ثمارها نظر لأمل عاجزا ، خائفا من أن يأخذ أي خطوة وهي بصحبته خوفا عليها من أن يؤذوها اقترب منها لتحتمي به تخبئ جسدها الظاهر من أسفل ملابسها الممزقة بين أحضانه تبكي بحرقة :
- أنا عاوزة امشي والنبي يا حسن أنا خايفة ليجيوا تاني مشيني من هنا أبوس إيدك
غص قلبه ألما يومأ لها سيخرجها من هنا بأي شكل كان حتي لو اعطي حريته وربما حياته ثمنا لانقاذها
______________
تثائب جبران للمرة العاشرة تقريبا ينظر لحماه العزيز بأعين شبه مغلقة وهو يشرح مميزات العمل عنده تبقي أن يخبره أن العمل لديه في مصنع الأخشاب سيكسبه أجنحة وقوة خارقة ويجعله يطير خرجت وتر من المطبخ تحمل أكواب العصير للمرة الثانية وضعتهم علي الطاولة تجلس جوار جبران لتستيقظ حواسه الناعسة التصق بها ينظر لسفيان باهتمام زائف يلف ذراعه الايمن حول كتف وتر التي نظرت له حانقة تحاول إبعاد يده غاضبة ليبتسم هو متسليا بغضبها يلاعب حاجبيه مشاكسا ليضحك سفيان يغمغم :
- خلاص بقي يا توتا ما تبقيش حمقية كدا ، وبعدين يا ستي لو البت دي مضيقاكي أنا هخلص منها خالص مبسوطة كدة يا ستي
انتقل بعينيه إلي جبران يسأله مبتسما :
- ها يا جبران قولت ايه موافق تيجي تشتغل معايا
قبل أن يرد علا صوت دقات باب منزلهم الرحمة الساعة تجاوزت الثالثة ليلا من سيأتي الآن قام سريعا يفتح الباب ليجد سيدة والدة أمل هرعت إلي الداخل تصيح مذعورة :
- الحقني يا معلم جبران حسن وآمل خرجوا من الصبح بدري عشان امتحان أمل ولحد دلوقتي ما رجعوش وموبيلاتهم الاتنين مقفولة
انا قلبي واكلني علي بنتي حاسة أن في مصيبة حصلتلهم
شخصت حدقتيه قلقا حسن اختفي هرع يركض للخارج ليلحق به سفيان يغمغم سريعا :
- استني يا جبران يا ابني أنا اقدر اساعدك !!
_______________
أتي الصباح في مكان بعيد تماما قصر فخم تحيط به حديقة كبيرة بها أرجوحة كبيرة علي أحد الجوانب ومقاعد استراحات فخمة وطاولة كبيرة حولها مقاعد من الخشب تتراص ... جلست هي علي أحد المقاعد تنظر للاشجار حولها تغمض عينيها يلامس خديها نسيم الهواء لا تعرف حقا لولا مكوثها مع تلك العائلة الغريبة المجنونة بكل المقاييس لما كانت خرجت من قوقعة خوفها ولو قليلا وكأنها تتعافي فقط بالضحك معهم بالانسجام مع نسيجهم جميع من في هذا البيت يملك طابع خاص به ولكنهم معا صورة نادرة الوجود ... ابتسمت بخفة تنظر لذلك الذي يخرج من باب المنزل يهرول مر في طريقه عليها ليبتسم لها يغمغم سريعا :
- صباح الفل يا حياة عن إذنك معلش عندي حالة ولادة مستعجلة ، هروح اسمي المولود حسام واجي
ولوح لها سريعا ليغادر لتضحك هي حسام ابن صاحب البيت ذلك الشاب مجنون يعشق اسمه بدرجة غريبة زوجته لطيفة حساسة كثيرة البكاء ولكنها مرحة مشاكسة مثله مرت عدة دقائق قبل أن يخرج صاحب البيت ذلك الرجل الذي تشعر في بيته حقا بالحياة من جديد ... عند باب المنزل من الداخل كانت تقف زوجته ما عرفته في فترة مكوثها هنا أن ذلك الرجل يعشق زوجته بدرجة لم تعرفها سوي في الروايات وقصص العشق المأساوية التي تنتهي بموت أحد البطلين أو كلاهما .. ودعته زوجته بعناق طويل قبل أن يتحرك في طريقه لسيارته مر بها فابتسم جذب المقعد المجاور لها يغمغم مبتسما :
- صباح الخير يا حياة ها عاملة ايه النهاردة
ابتسمت خجلة تومأ برأسها بالإيجاب تهمس مرتبكة :
- الحمد لله أحسن ، أنا بجد مش عارفة اشكر حضرتك إزاي علي كل اللي بتعمله عشاني أنت ودكتورة لينا ودكتور قاسم وكل اللي في البيت
ابتسم برفق يردف ببساطة :
- تشكريني علي ايه يا بنتي ، أنتي زي لينا بنتي ، قومي بس انتي كدة وانشفي واشوفك احلي بنوتة بتضحك وتبقي كدة شكرتيني وزيادة ... يلا همشي انا عشان ورايا شغل كتير لو احتاجتي حاجة ما تتكسفيش تطلبي أبدا
وقف عن مقعده ليري سيارة سوداء تقف في حديقة منزله من الداخل نزل زياد من السيارة ليتحرك خالد توجه إليه مد زياد يده سريعا يصافحه يغمغم معتذرا :
- خالد باشا صباح الخير ، أنا آسف لو جاي بدري أنا بس كنت عايز أشوف حياة قبل ما اروح شغلي لو ينفع يعني
ابتسم خالد في اصفرار نظر لساعة يده ليعاود النظر إليه يغمغم :
- معاك عشر دقايق ما أنا مش فاتحها كافيتريا اشواق عشر دقايق وثانية هقدر أوردر للحراس انهم يرموك برة يلا روح
توسعت عيني زياد قلقا ليهرع إلي حياة جذب المقعد المجاور لها يغمغم سريعا متوتر:
- مافيش وقت طمنيني عليكي بسرعة انتي كويسة عاملة ايه دلوقتي
قطبت جبينها متعجبة من حالته ليقاطعها يردف سريعا :
- مش وقت اندهاش يا حياة بالله عليكي خالد باشا كلها دقايق وهيرميني برة الفيلا طمنيني عليكي مبسوطة هنا
اومأت له سريعا تخبره بإيجاز سريع عن كرم أهل البيت في كل شئ حتي في المشاعر ليبتسم مطمئنا علي حالها ... تنهد بارتياح يهمس لها :
- الحمد لله ، ما تعرفيش أنا الفترة اللي فاتت كنت هتجنن عليكي ازاي الحمد لله أنك بخير
ابتسمت خجلة من كلماته هل يا تري سيأتي اليوم ويحبها زياد وهي ايضا تقع في حبه ويكونا معا أسرة صغيرة خبث ابتسامتها في اللحظة التالية حين تذكرت ما فعله بها صاحب الظل أخذ منها كل شئ حتي قدسية جسدها العذراء ، زياد لن يقبل الزواج منها بعد أن يعرف أنها ليست عذراء ادمعت عينيها قهرا وألما قامت من مكانها تخفض رأسها ارضا في خزي تهمس بصوت خفيض مختنق :
- عن اذنك يا زياد أنا تعبانة ومحتاجة أنام
تركته وهرعت إلي الداخل دون أن تعاود النظر إليه وقف ينظر فئ أثرها مدهوشا لما تغيرت في لحظة سمع صوت يأتي من جواره يتمتم في هدوء :
- مسكينة حياة الشيطان دا سلب منها كل حاجة حتي روحها دبحها عشان يرصي مرضه محتاحة راجل بجد عشان يعوضها عن كل اللي شافته تعرف لو ابني الكبير ما كانش متجوز أنا كنت جوزتهاله
فهم ، فهم المعني المبطن الخفي في كلمات خالد الواقف جواره ليومأ له متفهما سيكون ذلك الرجل الذي يجب أن يدخلها يقدم لها نعيم الدنيا كتعويض بسيط عما لاقت وسيفعل
______________________
علي الجانب الآخر في تلك المنطقة الصحراوية كان لا يزال القمر ظاهرا ولو قليلا حين وقفت سيارة كل من مجدي وسفيان في حديقة المنزل تحركا معا إلي داخل القصر ليجدا صاحب الظل في انتظارهما بالداخل قام يحتضن كل منهما يرحب بهما بحرارة جلسا علي مقاعد متقاربة في غرفة الصالون أمامهم طويلة قصيرة الأرجل يتراص فوقها زجاجات الخمر والاكواب ... مال سفيان بجسده يلتقط أحدي الزجاجات يصب في كأس كل واحد منهم وضع الزجاجة علي الطاولة ليرفع الكأس لأعلي يغمغم مبتسما .
- في صحة وصول صاحب الظل بالسلامة
اصطدمت الكؤوس ببعضها مصدرة صوت مميز مزعج رفع كل منهم الكأس إلي فمه يرتشفه جرعة واحدة وضع صاحب الظل كأسه يوجه حديثه لسفيان.تحديدا :
- انتوا طبعا عارفين ان انتوا درعاتي هنا ، انتوا هنا ملوك السوق السودا وأنا ما اقدرش اقولكوا بتعملوا ايه عشان أنا بعزكوا بس يا سفيان باشا جبران السواح يلزمني يعني ما تحاولش تقتله أنا محتاجله يمكن بعد كدة أنا اللي اقتله
ضحك سفيان ساخرا يضطجع بظهره.إلي ظهر المقعد الوثيؤ يغمغم متهكما :
- معقولة دا أنا قولت أنك أول واحد هتطلع أمر أنك تصفيه بعد ما اتجوز خطيبتك اللي كانت هتبقي مراتك ولا ايه يا وليد
ضحك وليد عاليا يزيح القناع الفضي عن وجهه يلقيه بعيدا يغمغم :
- أنت عارف يا عمي اني مستعد اعمل اي حاجة عشان احافظ علي مكاني هنا علي القمة بنتك حلوة وكل حاجة بس شغل جبران عندي أهم وبعدين بمنتهي البساطة تقدر تطلقهم وساعتها طارق هيكتب عليها بس صوري قدام الناس وتيجيلي تاني إنت عارف أنا كنت أول لمسة أنا اللي حافر بصمتي علي ضهرها !!
الفصل التاسع عشر
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
- أنا عاوزك تشتغل معايا يا جبران أنت جوز بنتي وأكتر واحد اامنله دلوقتي وعلي العموم شغلانتك بسيطة وأنت شاطر فيها اوووي
كلمات تبدو في الظاهر بسيطة عادية خرجت من بين شفتي والد زوجته ولكن خلف المعني البسيط معني آخر خبيث مبطن التف برأسه له يسأله بابتسامة بسيطة :
- شغلانة ايه يا سفيان باشا بالظبط
ضحك سفيان بخفة نظر لجبران بجانب عينيه ليعاود النظر للطريق أمامه يغمغم :
- أنا عندي مصنع بيعمل كراسي وصالونات موبيلا زي ما بتقولوا عنها وأنا عارف أنك نجار شاطر وأنا بصراحة ما عنديش وقت للمصنع دا فايه رأيك لو توليت أنت إدارته
صمت للحظات قبل أن يلتفت برأسه إلي جبران ابتسم في تهكم يغمغم ساخرا :
- ولا أنت كنت فاكرني عايزك في حاجة تانية
بادله جبران بابتسامة متهكمة كل منهم ينظر للآخر والحرب الباردة قائمة غمغم جبران من بين ابتسامته الواسعة :
- هفكر !
فقط كلمة واحدة ليدهس سفيان الدعاسات أسفل قدميه بعنف لتنطلق السيارة بهم بعنف دقائق ووصلت إلي الشارع الرئيسي المجاور للحي .... نزل جبران من السيارة انحني بجذعه ينظر لسفيان الجالس بداخلها ارتسمت ابتسامة صفراء علي ثغره يغمغم :
- ما تتفضل يا عمي ولا الوقت أتأخر بقي وأنت أكيد مشغول مش فاضي
ابتسم سفيان متهكما يردف ضاحكا :
- بتمشيني بالذوق يا جوز بنتي بس معلش أنا هبقي ضيف رخم ... هركن العربية واحصلك أصلي عايزك في موضوع مهم
خبت ابتسامة جبران يومأ علي مضض تحرك يتجه للحي يزفر أنفاسه حانقا كان يمني نفسه بليلة خاصة والآن ماذا دخل إلي الحي ليري وتر تقف في الشرفة عينيها تخترز الطريق بتلهف الخوف يأكل قسمات وجهها بشراسة رفع يده يلوح لها يبتسم ليمطأنها أنه هنا رأي كيف هدأت قسمات وجهها وشقت ابتسامة واسعة شفتيها هرولت للداخل لتفتح باب المنزل مرت في طريقها علي مرآة صغيرة في الصالة لتشهق مذعورة من منظرها شعرها مبعثر عينيها حمراء خطينمن الكحل الأسود يحفران وجهها وضعت يدها علي فمها رآها وهي تشبه نداهة الحقول هرولت إلي المرحاض تصفع وجهها بالماء لتسرع إلي غرفتهم تعدل من زينة وجهها قبل أن يصعد
لم تكن هي وحدها من تنتظره في الشقة الصغيرة في الطابق الثالث هناك من تنتظر علي أحر من الجمر هي الأخري ...ولكن الفرق أنها بكامل زينتها وقفت خلف باب شقتها تستمع إلي خطواته وهو يصعد إلي أن وصل إلى الطابق فتحت باب شقتها سريعا اندفعت ناحيته دون مقدمات وقفت أمامه دون أن تلامسه تغمغم مذعورة :
- معلم جبران أنت بخير أنا شوفت البوليس بياخدوك .. حرام عليهم بجد أنت عملت ايه عشان ياخدوك من بيتك في نص الليل
كم هي لطيفة تلك الصفا التي تقف أمامه لطيفة وجميلة ، جميلة بشكل مخيف حقا تجعلك تقف حائرا أمام براءة ملامحها المبالغ فيها وخبث عينيها المخيف خليط غريب غير مفهوم رسم ابتسامة مجاملة يغمغم :
- أنا كويس يا آنسة صفا كان سوء تفاهم
أراد أن يتحرك ليصعد لتتحرك هي الأخري تقف أمامه تغمغم مرتبكة :
- الحمد لله يارب أنك بخير ، أنا عارفة أن الوقت مش مناسب بس أنا كنت عايزة اشكرك علي اللي عملته عشاني في الشارع
لما تأخر لتلك الدرجة حركت ساقها اليسري بسرعة متوترة توجهت إلي الباب تفتحه لتسمع صوته يأتي من أسفل قطبت ما بين حاجبيها ارتدت حذائها تنزل الدرجات بحذر تنظر لأسفل لتتوسع عينيها غضبا حين رأته يقف أمام تلك الملونة يبتسم يحادثها :
- ما حصلش حاجة يا آنسة صفا دا واجبي وأنا ما اسمحش إن حد يضايق واحدة في منطقتي أبدا
- طول عمرك شهم يا معلم
صاحت بها وتر غاضبة وهي تطوي الخطي ناحيتهم سريعا نزلت إليهم وقفت أمامه تنظر لعينيه وافقت علي شرط لا تعرف ماهيته لصالح أبيه فقط لأجل أن يخرجه وهو هنا يتغزل في تلك الصفراء :
- بقالي ساعة فاتحة الباب مستنياك تطلع وأنت واقف تضحك مع الآنسة صفا اقولك بات عندها يا جبران
ودون حرف آخر هرولت لأعلي ليصعد يهرول خلفها يصيح سريعا :
- وتر استني يا وتر ... استني والله أنتي فاهمة غلط
في حين وقفت هي تبتسم متلذذة بانتصار ... توسعت عينيها حين رأت سفيان يقف أمامها يبتسم هو الآخر يطفقها بنظرات ساخرة من أعلي لأسفل رفع يديه يصفق لها ببطئ يغمغم متفاخرا :
- لاء تربية صاحب الظل بصحيح ...روزا الجميلة ولا أنا غلطان
توترت نظراتها للحظات لتنفي برأسها سريعا تغمغم محتدة :
- روزا مين يا أستاذ أنت أنا اسمي صفا وبعدين مين الظل دا ... أنت غلطان في واحدة تانية
ضحك سفيان بخفوت ضحكة خبيثة مشبعة بالسخرية التف حولها ببطئ يهمس لها :
- روزا الجميلة وجه نحتته الملائكة وقلب أودعته الشياطين مش دي الجملة اللي محفورة علي باب أوضتك في قصر صاحب الظل باللاتيني خليفة سونيا جرهام ولا ايه يا روزا
في لحظة تبدلت نظراتها المرتبكة إلي أخري ثابتة واثقة فارغة من اي مشاعر واستقامت وقفتها وارتفع رأسها في غرور وابتسامة جنية
من أعماق النيران ارتسمت علي شفتيها جذبت يده سريعا تدخله إلي شقتها أغلقت الباب لتقترب منه تحرك اصبعها السبابة علي كتفيه تلتف حوله تغمغم ساخرة :
- سفيان الدالي هنا ليه ... روزا هنا عشان صاحب الظل عايز يضم جبران لينا أنت بقي عايز ايه
روزا حقا محترفة كم يحب تلك الشيطانة قبض علي رسغها الذي يتحرك علي ذراعه يقربها منه بعنف لترتطم بصدره قرب فمه من اذنها يهمس ساخرا :
- هو عايز يجنده وأنا عايز اقتله we are not the same
وضحك رفع كفه يمسح علي وجنتها بخفة ثقلت أنفاسه يهمس لها بنبرة خبيثة بلكنة روسية ممتازة :
- أنتِ حقا إبنة الشيطان
توسعت عينيها فزعا تنظر له مذهولة ليفتح هو الباب آخر ما سمعته كان صوته العالي وهو يصعد درجات السلم لمنزل ابنته :
- يا وتر يا حبيبة بابا ما تبقيش عصبية كدة
أغلقت باب منزلها تستند عليه تتنفس بعنف تنظر للفراغ مذعورة كيف عرف سفيان ذلك اللقب !
_____________
في شقة جبران اندفعت ناحية وتر ناحية غرفة نومهم تفتح دولاب الثياب بعنف تخرج حقيبتها القتها علي الفراش تفتحها علي مصرعيه تنزع الملابس تلقيها داخلها بعنف ... هرع جبران خلفها وقف أمامها يمنعها من أن تكمل ما تفعل يغمغم سريعا :
- يا وتر بطلي جنان بالعقل كدا لو حبيت اخونك هخونك علي السلم يا بنتي والله هي اللي وقفتني
احتدت نظراتها لتكمش قطعة الثياب في يدها تلقيها عليه تصيح غاضبة :
- مش مبرر كان ممكن تسيبها وتمشي مش واقف تضحك وتهزر معاها ولا كأن في نجفة هتموت من القلق عليك
داعبت ثغره ابتسامة خبيثة مشاكسة يقبض علي قطعة الثياب التي القتها عليه يتحرك صوبها يسحق المسافة الفاصلة بينهما ... لتتوتر حدقتيها للحظات تحاول أن تحافظ علي ثباتها لن تضعف أمامه هي غاضبة وجدا ... عادت خطوتين للخلف لتشهق حين تعثرت بطرف البساط أسفلها وارتطم جسدها بسطح الفراش الوثير لتتسع ابتسامة جبران يغمغم ضاحكا :
- السجادة دي جدعة بفلوس حلال
قبل أن تتحرك لتقوم اقترب هو سريعا ارتكز بركبته علي سطح الفراش يقبض علي رسغيها بخفة داخل كفيه لتصيح فيه حانقة تتلوي غاضبة تصرخ فيه أن يتركها :
- سيبني يا جبران روح لست صفا بتاعتك خليها تقف تضحكلك تاني أنا هموت من القلق عليك وأنت واقف تضحك وتهزر ولا علي بالك اصلا انا بكرهك
نزل برأسه بالقرب منها يغمزها بطرف يسراه يغمغم مشاكسا:
- افتكر أن اللي بيكره حد ما بيغرش عليه ولا ايه وبعدين في حد يكره جوزو حبيبه أبو عياله
توقفت عن التحرك هدأ غضبها قليلا فقط كادت أن تستلم حين دق باب منزلهم وصدح صوت والدها من الخارج :
- وتر يا حبيبة بابا انتوا لحقتوا نمتوا ولا ايه
ابتسمت متشفية حين احتقن وجهه غضبا تحركت شفتيه يتمتم بشئ ما لم تسمعه ابتعد عنها يتحرك للخارج يفتح الباب لوالدها الذي ابتسم في سماجة ينظر لجبران ساخرا توجه ناحية أحد المقاعد جلس يضع ساقا فوق أخري يوجه حديثه لجبران :
- واقف ليه يا جبران ما تقعد يا جوز بنتي دا البيت بيتك حتي ، وتر حبيبتي اعملي لي فنجان قهوة
سبه جبران في سره ينظر له حانقا والأخير يبتسم له باستفزاز يثير الأعصاب غضبا !!
______________
منذ ساعات وهي ترتمي بين أحضانه ترتجف تبكي بلا توقف تقبض علي قميصه ترفض الابتعاد عنه ولو للحظة وهو يلف ذراعيه حولها يحاول طمئنتها ينظر للفراغ نظراته تحمل مزيحا حزينا من الألم والكسر كادوا ان يغتصبوا زوجته أمام عينيه
Flash back
وجه كمال انظاره ناحية حسن الذي أصفر وجهه ذعرا يصرخ يحاول بعزم ما فيه أن يحرر نفسه من قبضة الحراس وهو يري ذلك الرجل يجر زوجته من شعرها إلي الفراش القاها فوقه يجثم فوقها يقبض علي رسغيها يمزق ثيابها يعري جسد زوجته ... وهي تصرخ باسمه لينقذها وهو يقف عاجزا بين ايدي الرجال يقاوم يصرخ دون إجابة وكان حله الأخير أنه ارتمي بجسده أرضا أسفل قدمي والده يتوسله بنبرة ذليلة منكسرة :
- أبوس ايدك يا بابا سيبوها وأنا هعمل اللي أنت عاوزه ... والله هعمل كل اللي تؤمر بيه بس سيبوها
ابتسم كمال في غرور وهو يري حسن اخيرا يعود لذلك الطفل الذليل الذي يتوسله ليسامحه اشار بيده للحارس ليبتعد عن أمل مد كمال يده يربت علي رأس حسن يغمغم متشفيا:
- هو دا حسن ابني اللي أنا اعرفه اللي ما يخرجش عن طوع أبوه أبدا ... هسيبك ترتاح يا حبيبي خد مراتك في حضنك احسن شكلها مرعوب أوي وهنكمل كلامنا بعدين
اشار لحراسه لينسحبوا جميعا من الغرفة وهو خلفهم نظر لحسن يبتسم ساخرا قبل أن يجذب باب الغرفة يغلقه بالمفتاح من الخارج ... لم يستطع رفع رأسها لم يجرؤ علي فعلها لن يستطع أن يراها بعد ما حدث لها بسببه إلا أنها هي من هرولت إليه ارتمت بين أحضانه تشهق في البكاء فما كان منه إلا أنه طوقها بذراعيه يبكي في صمت
Back
نزلت دموعه دون صوت يشدد علي احتضانها خوفا عليها من القادم ..سمع صوتها تهمس مرتعدة من بين شهقاتها المتتابعة :
- أنا عايزة امشي من هنا يا حسن
عليهم أن يفعلوا ذلك ولكن كيف والده يحتجزهم بحث في ثيابه عله يعثر علي هاتفه لا شئ بالطبع اخذوا هاتفه وهاتف أمل توقف عقله عن العمل للحظات قبل أن يتذكر هو هنا في غرفته القديمة كان يخبئ هاتف أسفل ثيابه في الدولاب يتمني فقط أن يجده التف برأسه في أنحاء الغرفة يتأكد إلا كاميرات مراقبة هنا ... هرع إلي دولاب ثيابه يبحث أسفل الثياب إلي أن وجده هاتف قديم بطاريته الصغيرة موضوعة جواره يتمني فقط أن يعمل وضع البطارية به ... يحاول فتحه بعد عدة محاولات انارت الشاشة ، البطارية ضعيفة عليه أن يتذمر سريعا اي رقم ليساعده صدم رأسه بقبضته يحاول التذكر قبل أن ينفذ شحن الهاتف ... توسعت عينيه ليضغط علي الأزرار سريعا لا وقت للتردد يتمني فقط ان يساعده من سيطلبه ...رنين الهاتف مرة والثانية والثالثة إلي أن سمع صوته ليغمغم متلهفا :
- زياد ما فيش وقت أنا حسن ، أنا محبوس أنا وامل في فيلا كمال اللي علي الصحراوي بسرعة بالله عليك الحقنا
صمت الأخير للحظات قبل أن يسمعه يغمغم ساخرا :
- ايه حيلك حيلك أنا إيه اللي يخليني اساعدك اصلا انا مالي ما تتخطف ولا تتقتل حتي ما تتصلش بيا تاني يا صديقي القديم سلام
واغلق الخط في وجهه صاح حسن غاضبا باسمه ليسمع صوت صافرة قادمة من البطارية انتهي الشحن فقط مكالمة واحدة لم تؤتي ثمارها نظر لأمل عاجزا ، خائفا من أن يأخذ أي خطوة وهي بصحبته خوفا عليها من أن يؤذوها اقترب منها لتحتمي به تخبئ جسدها الظاهر من أسفل ملابسها الممزقة بين أحضانه تبكي بحرقة :
- أنا عاوزة امشي والنبي يا حسن أنا خايفة ليجيوا تاني مشيني من هنا أبوس إيدك
غص قلبه ألما يومأ لها سيخرجها من هنا بأي شكل كان حتي لو اعطي حريته وربما حياته ثمنا لانقاذها
______________
تثائب جبران للمرة العاشرة تقريبا ينظر لحماه العزيز بأعين شبه مغلقة وهو يشرح مميزات العمل عنده تبقي أن يخبره أن العمل لديه في مصنع الأخشاب سيكسبه أجنحة وقوة خارقة ويجعله يطير خرجت وتر من المطبخ تحمل أكواب العصير للمرة الثانية وضعتهم علي الطاولة تجلس جوار جبران لتستيقظ حواسه الناعسة التصق بها ينظر لسفيان باهتمام زائف يلف ذراعه الايمن حول كتف وتر التي نظرت له حانقة تحاول إبعاد يده غاضبة ليبتسم هو متسليا بغضبها يلاعب حاجبيه مشاكسا ليضحك سفيان يغمغم :
- خلاص بقي يا توتا ما تبقيش حمقية كدا ، وبعدين يا ستي لو البت دي مضيقاكي أنا هخلص منها خالص مبسوطة كدة يا ستي
انتقل بعينيه إلي جبران يسأله مبتسما :
- ها يا جبران قولت ايه موافق تيجي تشتغل معايا
قبل أن يرد علا صوت دقات باب منزلهم الرحمة الساعة تجاوزت الثالثة ليلا من سيأتي الآن قام سريعا يفتح الباب ليجد سيدة والدة أمل هرعت إلي الداخل تصيح مذعورة :
- الحقني يا معلم جبران حسن وآمل خرجوا من الصبح بدري عشان امتحان أمل ولحد دلوقتي ما رجعوش وموبيلاتهم الاتنين مقفولة
انا قلبي واكلني علي بنتي حاسة أن في مصيبة حصلتلهم
شخصت حدقتيه قلقا حسن اختفي هرع يركض للخارج ليلحق به سفيان يغمغم سريعا :
- استني يا جبران يا ابني أنا اقدر اساعدك !!
_______________
أتي الصباح في مكان بعيد تماما قصر فخم تحيط به حديقة كبيرة بها أرجوحة كبيرة علي أحد الجوانب ومقاعد استراحات فخمة وطاولة كبيرة حولها مقاعد من الخشب تتراص ... جلست هي علي أحد المقاعد تنظر للاشجار حولها تغمض عينيها يلامس خديها نسيم الهواء لا تعرف حقا لولا مكوثها مع تلك العائلة الغريبة المجنونة بكل المقاييس لما كانت خرجت من قوقعة خوفها ولو قليلا وكأنها تتعافي فقط بالضحك معهم بالانسجام مع نسيجهم جميع من في هذا البيت يملك طابع خاص به ولكنهم معا صورة نادرة الوجود ... ابتسمت بخفة تنظر لذلك الذي يخرج من باب المنزل يهرول مر في طريقه عليها ليبتسم لها يغمغم سريعا :
- صباح الفل يا حياة عن إذنك معلش عندي حالة ولادة مستعجلة ، هروح اسمي المولود حسام واجي
ولوح لها سريعا ليغادر لتضحك هي حسام ابن صاحب البيت ذلك الشاب مجنون يعشق اسمه بدرجة غريبة زوجته لطيفة حساسة كثيرة البكاء ولكنها مرحة مشاكسة مثله مرت عدة دقائق قبل أن يخرج صاحب البيت ذلك الرجل الذي تشعر في بيته حقا بالحياة من جديد ... عند باب المنزل من الداخل كانت تقف زوجته ما عرفته في فترة مكوثها هنا أن ذلك الرجل يعشق زوجته بدرجة لم تعرفها سوي في الروايات وقصص العشق المأساوية التي تنتهي بموت أحد البطلين أو كلاهما .. ودعته زوجته بعناق طويل قبل أن يتحرك في طريقه لسيارته مر بها فابتسم جذب المقعد المجاور لها يغمغم مبتسما :
- صباح الخير يا حياة ها عاملة ايه النهاردة
ابتسمت خجلة تومأ برأسها بالإيجاب تهمس مرتبكة :
- الحمد لله أحسن ، أنا بجد مش عارفة اشكر حضرتك إزاي علي كل اللي بتعمله عشاني أنت ودكتورة لينا ودكتور قاسم وكل اللي في البيت
ابتسم برفق يردف ببساطة :
- تشكريني علي ايه يا بنتي ، أنتي زي لينا بنتي ، قومي بس انتي كدة وانشفي واشوفك احلي بنوتة بتضحك وتبقي كدة شكرتيني وزيادة ... يلا همشي انا عشان ورايا شغل كتير لو احتاجتي حاجة ما تتكسفيش تطلبي أبدا
وقف عن مقعده ليري سيارة سوداء تقف في حديقة منزله من الداخل نزل زياد من السيارة ليتحرك خالد توجه إليه مد زياد يده سريعا يصافحه يغمغم معتذرا :
- خالد باشا صباح الخير ، أنا آسف لو جاي بدري أنا بس كنت عايز أشوف حياة قبل ما اروح شغلي لو ينفع يعني
ابتسم خالد في اصفرار نظر لساعة يده ليعاود النظر إليه يغمغم :
- معاك عشر دقايق ما أنا مش فاتحها كافيتريا اشواق عشر دقايق وثانية هقدر أوردر للحراس انهم يرموك برة يلا روح
توسعت عيني زياد قلقا ليهرع إلي حياة جذب المقعد المجاور لها يغمغم سريعا متوتر:
- مافيش وقت طمنيني عليكي بسرعة انتي كويسة عاملة ايه دلوقتي
قطبت جبينها متعجبة من حالته ليقاطعها يردف سريعا :
- مش وقت اندهاش يا حياة بالله عليكي خالد باشا كلها دقايق وهيرميني برة الفيلا طمنيني عليكي مبسوطة هنا
اومأت له سريعا تخبره بإيجاز سريع عن كرم أهل البيت في كل شئ حتي في المشاعر ليبتسم مطمئنا علي حالها ... تنهد بارتياح يهمس لها :
- الحمد لله ، ما تعرفيش أنا الفترة اللي فاتت كنت هتجنن عليكي ازاي الحمد لله أنك بخير
ابتسمت خجلة من كلماته هل يا تري سيأتي اليوم ويحبها زياد وهي ايضا تقع في حبه ويكونا معا أسرة صغيرة خبث ابتسامتها في اللحظة التالية حين تذكرت ما فعله بها صاحب الظل أخذ منها كل شئ حتي قدسية جسدها العذراء ، زياد لن يقبل الزواج منها بعد أن يعرف أنها ليست عذراء ادمعت عينيها قهرا وألما قامت من مكانها تخفض رأسها ارضا في خزي تهمس بصوت خفيض مختنق :
- عن اذنك يا زياد أنا تعبانة ومحتاجة أنام
تركته وهرعت إلي الداخل دون أن تعاود النظر إليه وقف ينظر فئ أثرها مدهوشا لما تغيرت في لحظة سمع صوت يأتي من جواره يتمتم في هدوء :
- مسكينة حياة الشيطان دا سلب منها كل حاجة حتي روحها دبحها عشان يرصي مرضه محتاحة راجل بجد عشان يعوضها عن كل اللي شافته تعرف لو ابني الكبير ما كانش متجوز أنا كنت جوزتهاله
فهم ، فهم المعني المبطن الخفي في كلمات خالد الواقف جواره ليومأ له متفهما سيكون ذلك الرجل الذي يجب أن يدخلها يقدم لها نعيم الدنيا كتعويض بسيط عما لاقت وسيفعل
______________________
علي الجانب الآخر في تلك المنطقة الصحراوية كان لا يزال القمر ظاهرا ولو قليلا حين وقفت سيارة كل من مجدي وسفيان في حديقة المنزل تحركا معا إلي داخل القصر ليجدا صاحب الظل في انتظارهما بالداخل قام يحتضن كل منهما يرحب بهما بحرارة جلسا علي مقاعد متقاربة في غرفة الصالون أمامهم طويلة قصيرة الأرجل يتراص فوقها زجاجات الخمر والاكواب ... مال سفيان بجسده يلتقط أحدي الزجاجات يصب في كأس كل واحد منهم وضع الزجاجة علي الطاولة ليرفع الكأس لأعلي يغمغم مبتسما .
- في صحة وصول صاحب الظل بالسلامة
اصطدمت الكؤوس ببعضها مصدرة صوت مميز مزعج رفع كل منهم الكأس إلي فمه يرتشفه جرعة واحدة وضع صاحب الظل كأسه يوجه حديثه لسفيان.تحديدا :
- انتوا طبعا عارفين ان انتوا درعاتي هنا ، انتوا هنا ملوك السوق السودا وأنا ما اقدرش اقولكوا بتعملوا ايه عشان أنا بعزكوا بس يا سفيان باشا جبران السواح يلزمني يعني ما تحاولش تقتله أنا محتاجله يمكن بعد كدة أنا اللي اقتله
ضحك سفيان ساخرا يضطجع بظهره.إلي ظهر المقعد الوثيؤ يغمغم متهكما :
- معقولة دا أنا قولت أنك أول واحد هتطلع أمر أنك تصفيه بعد ما اتجوز خطيبتك اللي كانت هتبقي مراتك ولا ايه يا وليد
ضحك وليد عاليا يزيح القناع الفضي عن وجهه يلقيه بعيدا يغمغم :
- أنت عارف يا عمي اني مستعد اعمل اي حاجة عشان احافظ علي مكاني هنا علي القمة بنتك حلوة وكل حاجة بس شغل جبران عندي أهم وبعدين بمنتهي البساطة تقدر تطلقهم وساعتها طارق هيكتب عليها بس صوري قدام الناس وتيجيلي تاني إنت عارف أنا كنت أول لمسة أنا اللي حافر بصمتي علي ضهرها !!
