رواية ميما الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسماء الاباصيري
13. ضياع
آسر بجدية : فلتجد لنفسك مقعد آخر ...... هذا مكانى انا
ابتسامة صغيرة ارتسمت على ثغر فارس قبل ان يمتثل لطلب آسر ويتحرك سريعاً من مكانه الى احدى المقاعد الخلفية بجوار احدى الفتيات والتى تنظر له نظرات عاشقة .. فى حين جلس هو بجانبها لتناظره بتساؤل
مريم بذهول : ماذا تفعل هنا ؟
آسر ببرود : كما ترين ... قررت مشاركتكم المعسكر ... انهيت اعمالى هنا و ارغب ببعض المرح
مريم بتهكم : آسر ومرح بجملة واحدة .... اشك فى امكانية حدوث ذلك لكن لنرى ما سيحدث
آسر بغموض : فعلاً لنرى
اما فى مكان آخر بنفس الحافلة
فرح بخجل : مرحباً انا فرح .... انت فارس قريب مريم اليس كذلك؟
فارس بإبتسامة : بلى انا فارس ابن عمها مرحباً فرح اظنك صديقتها المفضلة فرح والتى اصابني الصداع من كثرة حديث مريم عنها
فرح بمزيد من الخجل : حقاً ؟ .... اسفة ان كانت ازعجتك بالحديث عنى تلك الثرثارة
فارس بمرح : ههههههههه لا بأس لا داعى للاعتذار فأنا اعشق حديثها ذاك و مواقفكما المسلية معاً ... ولقد ادركت من حديثها مدى قربكما من بعضكما البعض .. اتمنى حقاً ان تستمرا بهدة الصداقة الى الابد فأنا ارى انها احسنت الاختيار
فرح بسعادى وخجل : سنستمر ان شاء الله شكراً لك واتمنى ان تستمع معنا بالمعسكر
فارس بشرود ومكر محدقاً بشخصان بعينيهما : سأستمتع بالتأكيد فلقد بدأت الاحداث بالاشتعال
تحركت الحافلة الى مكان المعسكر وقبل الوصول إليه بمسافة ليست بالقصيرة قرروا التوقف والترجل من الحافلة لإكمال باقى الطريق سيراً على الاقدام
سُمِع تذمر من بعض الافراد على هذه الفكرة لكن تحمست بطلتنا لها كثيراً وأسرعت بمغادرة الحافلة واتجهت مباشرة لتناول حقائبها والاستعداد للسير لكن وجدت من يوقفها بحديثه
آسر : فلتتركيها سأتولى انا امرها
مريم بغباء : ماذا ؟
آسر : الحقائب .... اتركيها سأحملها انا
مريم بتعجب : اتمزح ؟ تريد حمل حقائبي بدلا عنى؟؟
آسر : هذا ما قلته بالظبط هيا لا وقت لدينا لقد تحركوا بالفعل
ثم تقدم منها وتناول حقيبتها وحقيبته ثم استدار لينضم الى الطلاب المتجهين للمعسكر
اسرعت هى بخطواتها تلحقه ثم سبقته ووقفت امامه لتفاجئه بفعلٍ شَل من حركته وجعله مسمراً بمكانه
حسناً .. هى وضعها كالتالى .... تقف على اطراف اصابع قدميها قريبة منه جداً لا يفصل بينهما سوى عدة انشات قليلة يستطيع ان يستشعر تنفسها السريع ورائحتها العطرة المُسكرة بالنسبة له لكن لحظة ... هل هى تضع يديها على جبينه حقاً وتنظر له بتلك العينان القلقتان والتى اصبحت تُثمله كلما نظر اليها ..." اااه منك ايتها الصغيرة ماذا تفعلين بى "... كان هذا لسان حال بطلنا آسر
استيقظ من صدمته تلك على صوتها القلق
مريم بتعجب : لست مصاب بالحمى حرارتك عادية
آسر بصوت حاول جعله طبيعي : ومن قال انى كذلك؟
مريم : فلتنظر لتصرفاتك اولاً ... قررت فجأة المجيء معنا للمعسكر والآن تتصرف بلطف معى وتحمل عنى حقيبتى ..... بل والأدهى انك فضلت الجلوس بجانبي على ان تجلس بجانب احد آخر ...... انا ..... اكثر شخص تمقته بهذه الرحلة بل ربما بحياتك كلها
آسر بهدوء : اولا قررت المجيء معكم رغبة مني فى الحصول على بعض الراحة والاستجمام وثانياً عيب فى حقى كرجل ان تسيري بجانبي حاملةً حقائبك دون ان اعرض عليك مساعدتى ... ثالثاً والاهم ...... انا لا امقتك اطلاقاً
مريم بخبث : اذن تكرهنى ؟؟؟
آسر : بالطبع لا اكرهك
مريم : تبغضنى ؟؟؟
آسر بتأفف : ليس هذا ايضاً
مريم بخبث : لا تمقتنى ولا تكرهنى و لا تبغضنى ... اذن ...... ؟
توقفت عن حديثها فجأءة ليطالعها هو بتساؤل يحثها على اكمال كلامها
مريم : تحبني ؟!!!!
توتر من سؤالها المفاجيء ومن نبرتها التى غلب عليها المزاح ليجيب محاولاً تغيير الموضوع
آسر بإرتباك : اااااا .... هيا هيا لقد تخلفنا عنهم كثيراً لقد سبقونا بمسافة ليست بالقليلة يجب علينا اللحاق بهم سريعاً
مريم بمرح : حسناً حسناً .... سأتغاضى عن تغييرك للموضوع .... اه ولمعلوماتك ان ايضا لا اكرهك .... او هذا ما اظنه الآن
قالت جملتها الاخيرة تلك بهمس وسارت خلفه بخطوات سريعة محاولان اللحاق ببقية الافراد
فرح : لا يمكنك فعل ذلك ارجوك ارجعها لى
فارس : اااااه كفى تذمراً قلت لكِ لا بأس حقاً ليست بثقيلة كما اننا اوشكنا على الوصول
فرح بخجل : لكن كيف يمكننى تركك تحمل حقائبي عنى ... انا اسفة حقاً لذلك
فارس : كفاكِ اسفاً منذ مقابلتك صباحاً وكلما تحدثتى بجملة ما يتبعها الأسف
فرح دون وعي : آسفة لذلك
فارس بإنزعاج مصطنع : اااااااه لا فائدة منك حقاً .... لازالت تتأسف لقولها آسفة ... كفاكِ حديثاً يا فتاة فلتلتزمى الصمت قليلاً افضل لكِ ولي
اكملا سيرهما فى صمت لعدة دقائق قبل ان يمل هو سريعاً من هذا الهدوء فينظر لها يبدأ حواراً معها ليرى سيلاً من الدموع تذرفها واضعة يديها على فمها محاولة ايقاف صوت شهقاتها توقف سريعاً مكانه واستدار ليصبح مواجهاً لها فى وقفته
فارس بصدمة : اهدأي فلتهدأي رجاءاً لما البكاء ماذا حدث هل تأذيتي ؟ أأنتى بخير ؟
وفى هذه اللحظة سمحت لشهقاتها بالخروج ليزداد بكاءها شدة
فارس يتوتر : حسناً حسناً فلتجلسي هنا لتهدأي قليلا ً... رجاءاً هيا اجلسي على هذه الصخرة .... نعم هكذا .....
انحنى ليكون فى مستواها بعد جلوسها على صخرة ما وقدم لها منديلاً ورقياً لتتناوله من يده محاولة الهدوء
فارس : هاك ...... حسناً هل هدأتى قليلاً ؟
اومأت له بالموافقة
فارس : حسنا هذا جيد والان اخبريني ماذا اصابك ؟
نظرت له بصمت وبقايا الدموع بعينيها لترى فى عيناه رجاءاً وقلقاً
فرح بصوت مبحوح : لق ... لقد ازع ... ازعجتك بحديثي لذا .... ا انا ااسفة لذلك
فارس بصدمة : أتبكين بسبب هذا ؟
اومأت له لينهار هو ارضاً فور استيعابه لسبب بكاءها
فارس بغضب حقيقي : تبا لكِ يا فتاة لقد ارعبتينى .. ظننت حية قد لدغتك .... حشرة ما اصابتك بأذي ... التواء بالقدم ..... اي شيء غير هذا
هيستيريا ضحك دخلت بها فرح لتجيبه
فرح بضحك : حية ؟؟؟؟ حشرة ؟؟؟؟؟ .... خيالك واسع لدرجة كبيرة اظننت هذا حقاً
استمرت بالضحك ليطالعها هو بغيظ
فارس : فلتضحكى وتسخرى منى كما تشاءين هذا افضل من بكاءك .... ااااه لقد ارعبتبني حقاً
فرح وقد تمالكت نفسها : آسفة حقاً لذلك
فارس : سأسامحك فقط فى حالة توقفك عن قول آسفة
اومأت له والابتسامة مازالت على محياها
فارس : حسنا هيا انهضي لنكمل سيرنا ... اظننا ابتعدنا عنهم كثيراً
ثم نهضا لاكمال سيرهم نحو المعسكر
مريم بتذمر : كفى ... هذا يكفى ... لقد تعبت
قالت جملتها تلك وهى تجلس ارضاً يقف بجانبها آسر ينظر للمكان حولهم بقلق
آسر بإنزعاج : نسير منذ فترة ولا أثر لهم اظننا سلكنا طريقاً خاطئاً او ما شابه
مريم بخوف و ترقب : اذا ؟؟ ..... ضعنا ؟؟؟؟
يذفر فى ضيق ويجلس بجانبها
آسر بتنهيدة: للاسف اخشى ذلك
مريم بذعر : ماذا سنفعل الآن .... قارب الليل ان يحل و لن نستطيع البحث فى الظلام
آسر بتفكير : الهاتف
اخرج هاتفه ليجده ولسوء الحظ فارغ شحنه شتم بسره فلقد تذكر انه نسى وضعه بالشاحن بالامس ظناً منه انه سيقضى يومه التالى بالفندق لكن ها هو خاب ظنه ذاك ليجد نفسه الان ضائعاً وسط غابة ببلد غريب
آسر : ماذا عن هاتفك ؟
مريم بحزن : ليس معى اعطيته لفارس ليلتقط به بعض الصور لنا ونسيته معه
آسر بغضب : تباً لقد حوصرنا تماماً
انتفضت هى لصراخه هذا وامتلأت عيناها بالدموع ... نظر لها فى صمت وحاول تدارك الموقف واردف محاولاً الهدوء
آسر بهدوء : مريم استمعى الي ولا تذعري حسناً .... سنضطر للبقاء والمبيت بمكاننا هنا فربما سيقومون غداً بالبحث عنا عند ملاحظة غيابنا
لتنظر هى بخوف للمكان حولها
مريم بذعر : لا لا يمكننا البقاء هنا ... المكان مخيف كما اننا بغابة ماذا إن هاجمتنا احدى الحيوانات المفترسة
آسر بتهكم : وهل كان سيُسمح لنا بإنشاء معسكر هنا ان كانت للحيوانات المفترسة وجود بهذه الغابة
اقتربت منه سريعاً لتصبح ملاصقة له تماماً وتتشبث بملابسه بخوف
مريم بخوف ورجاء : آسر ارجوك تصرف .... لا اريد البقاء بهذا المكان .... المكان هنا مخيف كما انى اخشي الظلام
نظر لها بدهشة وحزن و قلق و .... سعادة
نعم سعادة وفرح فهذه هى المرة الاولى التى تستنجد به وتطلب مساعدته بل تتشبث به و ترجو حمايته
و بدون تفكير احاطها بين ذراعيه يربت على ظهرها بخفة محاولاً بث الطمأنينة بداخلها لتدفع هى بجسدها نحوه اكثر محاولة البحث عن الامان داخل احضانه
آسر بهدوء : لا داعى للخوف .... انا معك ... لن اسمح ان يمسك أذي .... والآن استمعى الى ... اولاً نحن معنا حقائبنا وهذا تحديداً جيد جداً لذا نملك ماء و طعام وملابس ان شعرنا بالبرد او الجوع فهناك حل لذلك ... كما اننى سأحاول ايجاد بعض الحطب لإشعال النار وبذلك نتغلب على الظلام الذي تخشينه ... اتفقنا ؟
شعر بها فى احضانه تومأ برأسها بتردد
ابعدها بهدوء عن احضانه فور تذكره لامر هام
آسر بخوف : مريم اخبريني ... انت تحملين دواءك معك اليس كذلك ؟
مريم بقلق : بلى احمل معى ما يكفيني ليوم اما الباقى فهو بحقيبة فرح
آسر وقد انتابه قلق حاول اخفاؤه : لا بأس هذا جيد فبقاؤنا هنا لن يتعدى ليلة واحدة وسننطلق غداً بحثاً عنهم إن لم يسبقونا هم ويعثروا علينا
اومأت له فى تردد ....
كره نظرة الخوف تلك داخل عيناها اراد لو بإستطاعته محوها فوراً لكن وضعهم الحالى لا يساعده على الاطلاق
تنهد بنفاذ صبر و اعاد ضمها مرة اخرى لاحضانه فهذا اقصى ما يستطيع فعله فى حالتهم تلك
فرح بهدوء: ضعنا
فارس بدهشة وتهكم : ضعنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ ... حقاً ؟
فرح بتعجب : ما بك ؟
فارس بغيظ : منذ قليل كنتى تبكين بسبب مزاح والآن و نحن فى حالة جدية وخطرة اراكي تتحدثين بكل هدوء وتقولين بكل برود "ضعنا"
لتجلس هي ارضاً تفترش قطعة قماش و تشرع بفتح حقائبها فى هدوء وكأنها قد وصلت بالفعل الى المكان المنشود وباقى الافراد هم الضائعون وهى بإنتظارهم
فارس بإندهاش : ماذا تفعلين ؟
فرح بهدوء : الذعر والتوتر لن يساعدانا بشيء لذا فلنهدء قليلاً حتى نستطيع التفكير بحل ..... كنا سنعسكر بمكان ما والآن تم تغيير وجهتنا
فارس بغيظ : بتلك البساطة ؟؟؟
فرح بإبتسامة : بتلك البساطة
ليجلس هو بجانبها ينظر لها بغيظ وانزعاج
فارس : و كأن كونى ضائع بغابة و ببلد غريب ليس كافياً لتكون رفقتى ما هى سوى فتاة مجنونة و مخبولة
آسر بجدية : فلتجد لنفسك مقعد آخر ...... هذا مكانى انا
ابتسامة صغيرة ارتسمت على ثغر فارس قبل ان يمتثل لطلب آسر ويتحرك سريعاً من مكانه الى احدى المقاعد الخلفية بجوار احدى الفتيات والتى تنظر له نظرات عاشقة .. فى حين جلس هو بجانبها لتناظره بتساؤل
مريم بذهول : ماذا تفعل هنا ؟
آسر ببرود : كما ترين ... قررت مشاركتكم المعسكر ... انهيت اعمالى هنا و ارغب ببعض المرح
مريم بتهكم : آسر ومرح بجملة واحدة .... اشك فى امكانية حدوث ذلك لكن لنرى ما سيحدث
آسر بغموض : فعلاً لنرى
اما فى مكان آخر بنفس الحافلة
فرح بخجل : مرحباً انا فرح .... انت فارس قريب مريم اليس كذلك؟
فارس بإبتسامة : بلى انا فارس ابن عمها مرحباً فرح اظنك صديقتها المفضلة فرح والتى اصابني الصداع من كثرة حديث مريم عنها
فرح بمزيد من الخجل : حقاً ؟ .... اسفة ان كانت ازعجتك بالحديث عنى تلك الثرثارة
فارس بمرح : ههههههههه لا بأس لا داعى للاعتذار فأنا اعشق حديثها ذاك و مواقفكما المسلية معاً ... ولقد ادركت من حديثها مدى قربكما من بعضكما البعض .. اتمنى حقاً ان تستمرا بهدة الصداقة الى الابد فأنا ارى انها احسنت الاختيار
فرح بسعادى وخجل : سنستمر ان شاء الله شكراً لك واتمنى ان تستمع معنا بالمعسكر
فارس بشرود ومكر محدقاً بشخصان بعينيهما : سأستمتع بالتأكيد فلقد بدأت الاحداث بالاشتعال
تحركت الحافلة الى مكان المعسكر وقبل الوصول إليه بمسافة ليست بالقصيرة قرروا التوقف والترجل من الحافلة لإكمال باقى الطريق سيراً على الاقدام
سُمِع تذمر من بعض الافراد على هذه الفكرة لكن تحمست بطلتنا لها كثيراً وأسرعت بمغادرة الحافلة واتجهت مباشرة لتناول حقائبها والاستعداد للسير لكن وجدت من يوقفها بحديثه
آسر : فلتتركيها سأتولى انا امرها
مريم بغباء : ماذا ؟
آسر : الحقائب .... اتركيها سأحملها انا
مريم بتعجب : اتمزح ؟ تريد حمل حقائبي بدلا عنى؟؟
آسر : هذا ما قلته بالظبط هيا لا وقت لدينا لقد تحركوا بالفعل
ثم تقدم منها وتناول حقيبتها وحقيبته ثم استدار لينضم الى الطلاب المتجهين للمعسكر
اسرعت هى بخطواتها تلحقه ثم سبقته ووقفت امامه لتفاجئه بفعلٍ شَل من حركته وجعله مسمراً بمكانه
حسناً .. هى وضعها كالتالى .... تقف على اطراف اصابع قدميها قريبة منه جداً لا يفصل بينهما سوى عدة انشات قليلة يستطيع ان يستشعر تنفسها السريع ورائحتها العطرة المُسكرة بالنسبة له لكن لحظة ... هل هى تضع يديها على جبينه حقاً وتنظر له بتلك العينان القلقتان والتى اصبحت تُثمله كلما نظر اليها ..." اااه منك ايتها الصغيرة ماذا تفعلين بى "... كان هذا لسان حال بطلنا آسر
استيقظ من صدمته تلك على صوتها القلق
مريم بتعجب : لست مصاب بالحمى حرارتك عادية
آسر بصوت حاول جعله طبيعي : ومن قال انى كذلك؟
مريم : فلتنظر لتصرفاتك اولاً ... قررت فجأة المجيء معنا للمعسكر والآن تتصرف بلطف معى وتحمل عنى حقيبتى ..... بل والأدهى انك فضلت الجلوس بجانبي على ان تجلس بجانب احد آخر ...... انا ..... اكثر شخص تمقته بهذه الرحلة بل ربما بحياتك كلها
آسر بهدوء : اولا قررت المجيء معكم رغبة مني فى الحصول على بعض الراحة والاستجمام وثانياً عيب فى حقى كرجل ان تسيري بجانبي حاملةً حقائبك دون ان اعرض عليك مساعدتى ... ثالثاً والاهم ...... انا لا امقتك اطلاقاً
مريم بخبث : اذن تكرهنى ؟؟؟
آسر : بالطبع لا اكرهك
مريم : تبغضنى ؟؟؟
آسر بتأفف : ليس هذا ايضاً
مريم بخبث : لا تمقتنى ولا تكرهنى و لا تبغضنى ... اذن ...... ؟
توقفت عن حديثها فجأءة ليطالعها هو بتساؤل يحثها على اكمال كلامها
مريم : تحبني ؟!!!!
توتر من سؤالها المفاجيء ومن نبرتها التى غلب عليها المزاح ليجيب محاولاً تغيير الموضوع
آسر بإرتباك : اااااا .... هيا هيا لقد تخلفنا عنهم كثيراً لقد سبقونا بمسافة ليست بالقليلة يجب علينا اللحاق بهم سريعاً
مريم بمرح : حسناً حسناً .... سأتغاضى عن تغييرك للموضوع .... اه ولمعلوماتك ان ايضا لا اكرهك .... او هذا ما اظنه الآن
قالت جملتها الاخيرة تلك بهمس وسارت خلفه بخطوات سريعة محاولان اللحاق ببقية الافراد
فرح : لا يمكنك فعل ذلك ارجوك ارجعها لى
فارس : اااااه كفى تذمراً قلت لكِ لا بأس حقاً ليست بثقيلة كما اننا اوشكنا على الوصول
فرح بخجل : لكن كيف يمكننى تركك تحمل حقائبي عنى ... انا اسفة حقاً لذلك
فارس : كفاكِ اسفاً منذ مقابلتك صباحاً وكلما تحدثتى بجملة ما يتبعها الأسف
فرح دون وعي : آسفة لذلك
فارس بإنزعاج مصطنع : اااااااه لا فائدة منك حقاً .... لازالت تتأسف لقولها آسفة ... كفاكِ حديثاً يا فتاة فلتلتزمى الصمت قليلاً افضل لكِ ولي
اكملا سيرهما فى صمت لعدة دقائق قبل ان يمل هو سريعاً من هذا الهدوء فينظر لها يبدأ حواراً معها ليرى سيلاً من الدموع تذرفها واضعة يديها على فمها محاولة ايقاف صوت شهقاتها توقف سريعاً مكانه واستدار ليصبح مواجهاً لها فى وقفته
فارس بصدمة : اهدأي فلتهدأي رجاءاً لما البكاء ماذا حدث هل تأذيتي ؟ أأنتى بخير ؟
وفى هذه اللحظة سمحت لشهقاتها بالخروج ليزداد بكاءها شدة
فارس يتوتر : حسناً حسناً فلتجلسي هنا لتهدأي قليلا ً... رجاءاً هيا اجلسي على هذه الصخرة .... نعم هكذا .....
انحنى ليكون فى مستواها بعد جلوسها على صخرة ما وقدم لها منديلاً ورقياً لتتناوله من يده محاولة الهدوء
فارس : هاك ...... حسناً هل هدأتى قليلاً ؟
اومأت له بالموافقة
فارس : حسنا هذا جيد والان اخبريني ماذا اصابك ؟
نظرت له بصمت وبقايا الدموع بعينيها لترى فى عيناه رجاءاً وقلقاً
فرح بصوت مبحوح : لق ... لقد ازع ... ازعجتك بحديثي لذا .... ا انا ااسفة لذلك
فارس بصدمة : أتبكين بسبب هذا ؟
اومأت له لينهار هو ارضاً فور استيعابه لسبب بكاءها
فارس بغضب حقيقي : تبا لكِ يا فتاة لقد ارعبتينى .. ظننت حية قد لدغتك .... حشرة ما اصابتك بأذي ... التواء بالقدم ..... اي شيء غير هذا
هيستيريا ضحك دخلت بها فرح لتجيبه
فرح بضحك : حية ؟؟؟؟ حشرة ؟؟؟؟؟ .... خيالك واسع لدرجة كبيرة اظننت هذا حقاً
استمرت بالضحك ليطالعها هو بغيظ
فارس : فلتضحكى وتسخرى منى كما تشاءين هذا افضل من بكاءك .... ااااه لقد ارعبتبني حقاً
فرح وقد تمالكت نفسها : آسفة حقاً لذلك
فارس : سأسامحك فقط فى حالة توقفك عن قول آسفة
اومأت له والابتسامة مازالت على محياها
فارس : حسنا هيا انهضي لنكمل سيرنا ... اظننا ابتعدنا عنهم كثيراً
ثم نهضا لاكمال سيرهم نحو المعسكر
مريم بتذمر : كفى ... هذا يكفى ... لقد تعبت
قالت جملتها تلك وهى تجلس ارضاً يقف بجانبها آسر ينظر للمكان حولهم بقلق
آسر بإنزعاج : نسير منذ فترة ولا أثر لهم اظننا سلكنا طريقاً خاطئاً او ما شابه
مريم بخوف و ترقب : اذا ؟؟ ..... ضعنا ؟؟؟؟
يذفر فى ضيق ويجلس بجانبها
آسر بتنهيدة: للاسف اخشى ذلك
مريم بذعر : ماذا سنفعل الآن .... قارب الليل ان يحل و لن نستطيع البحث فى الظلام
آسر بتفكير : الهاتف
اخرج هاتفه ليجده ولسوء الحظ فارغ شحنه شتم بسره فلقد تذكر انه نسى وضعه بالشاحن بالامس ظناً منه انه سيقضى يومه التالى بالفندق لكن ها هو خاب ظنه ذاك ليجد نفسه الان ضائعاً وسط غابة ببلد غريب
آسر : ماذا عن هاتفك ؟
مريم بحزن : ليس معى اعطيته لفارس ليلتقط به بعض الصور لنا ونسيته معه
آسر بغضب : تباً لقد حوصرنا تماماً
انتفضت هى لصراخه هذا وامتلأت عيناها بالدموع ... نظر لها فى صمت وحاول تدارك الموقف واردف محاولاً الهدوء
آسر بهدوء : مريم استمعى الي ولا تذعري حسناً .... سنضطر للبقاء والمبيت بمكاننا هنا فربما سيقومون غداً بالبحث عنا عند ملاحظة غيابنا
لتنظر هى بخوف للمكان حولها
مريم بذعر : لا لا يمكننا البقاء هنا ... المكان مخيف كما اننا بغابة ماذا إن هاجمتنا احدى الحيوانات المفترسة
آسر بتهكم : وهل كان سيُسمح لنا بإنشاء معسكر هنا ان كانت للحيوانات المفترسة وجود بهذه الغابة
اقتربت منه سريعاً لتصبح ملاصقة له تماماً وتتشبث بملابسه بخوف
مريم بخوف ورجاء : آسر ارجوك تصرف .... لا اريد البقاء بهذا المكان .... المكان هنا مخيف كما انى اخشي الظلام
نظر لها بدهشة وحزن و قلق و .... سعادة
نعم سعادة وفرح فهذه هى المرة الاولى التى تستنجد به وتطلب مساعدته بل تتشبث به و ترجو حمايته
و بدون تفكير احاطها بين ذراعيه يربت على ظهرها بخفة محاولاً بث الطمأنينة بداخلها لتدفع هى بجسدها نحوه اكثر محاولة البحث عن الامان داخل احضانه
آسر بهدوء : لا داعى للخوف .... انا معك ... لن اسمح ان يمسك أذي .... والآن استمعى الى ... اولاً نحن معنا حقائبنا وهذا تحديداً جيد جداً لذا نملك ماء و طعام وملابس ان شعرنا بالبرد او الجوع فهناك حل لذلك ... كما اننى سأحاول ايجاد بعض الحطب لإشعال النار وبذلك نتغلب على الظلام الذي تخشينه ... اتفقنا ؟
شعر بها فى احضانه تومأ برأسها بتردد
ابعدها بهدوء عن احضانه فور تذكره لامر هام
آسر بخوف : مريم اخبريني ... انت تحملين دواءك معك اليس كذلك ؟
مريم بقلق : بلى احمل معى ما يكفيني ليوم اما الباقى فهو بحقيبة فرح
آسر وقد انتابه قلق حاول اخفاؤه : لا بأس هذا جيد فبقاؤنا هنا لن يتعدى ليلة واحدة وسننطلق غداً بحثاً عنهم إن لم يسبقونا هم ويعثروا علينا
اومأت له فى تردد ....
كره نظرة الخوف تلك داخل عيناها اراد لو بإستطاعته محوها فوراً لكن وضعهم الحالى لا يساعده على الاطلاق
تنهد بنفاذ صبر و اعاد ضمها مرة اخرى لاحضانه فهذا اقصى ما يستطيع فعله فى حالتهم تلك
فرح بهدوء: ضعنا
فارس بدهشة وتهكم : ضعنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ ... حقاً ؟
فرح بتعجب : ما بك ؟
فارس بغيظ : منذ قليل كنتى تبكين بسبب مزاح والآن و نحن فى حالة جدية وخطرة اراكي تتحدثين بكل هدوء وتقولين بكل برود "ضعنا"
لتجلس هي ارضاً تفترش قطعة قماش و تشرع بفتح حقائبها فى هدوء وكأنها قد وصلت بالفعل الى المكان المنشود وباقى الافراد هم الضائعون وهى بإنتظارهم
فارس بإندهاش : ماذا تفعلين ؟
فرح بهدوء : الذعر والتوتر لن يساعدانا بشيء لذا فلنهدء قليلاً حتى نستطيع التفكير بحل ..... كنا سنعسكر بمكان ما والآن تم تغيير وجهتنا
فارس بغيظ : بتلك البساطة ؟؟؟
فرح بإبتسامة : بتلك البساطة
ليجلس هو بجانبها ينظر لها بغيظ وانزعاج
فارس : و كأن كونى ضائع بغابة و ببلد غريب ليس كافياً لتكون رفقتى ما هى سوى فتاة مجنونة و مخبولة