رواية ميما الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسماء الاباصيري
11. غيرة أم ماذا ؟
صمت مهيب عم المكان يملؤة دهشة و حقد و سخرية و ... غضب
حاولت مريم تدارك دهشتها من هذا الغريب عديم الحياء لتجيب
مريم بمكر : يال حظي السيء ... لست نوعى المفضل
فارس بإعجاب : لم تتعرفي علي جيداً لتقولى هذا
مريم : لا حاجة لذلك فلا ارى امامي سوى مراهق يتفاخر بوسامته دون خجل
فارس بسرعة : اذاً تعترفين بكونى وسيم
همت مريم بالرد عليه وقد ادركت للتو ما تفوهت به لكن قاطعها صوته الغاضب
آسر بغضب حاول اخفاؤه لكن باء بالفشل : فاااااارس
انتفاضة بسيطة شملت جسد مريم لم يلاحظها احد سوى فارس ليبتسم ابتسامة صغيرة اختفت فوراً ويلتفت لإبن عمه فلقد انتبه للغضب فى ندائه له
فارس : ماذا ؟
تحرك آسر فى اتجاه مريم وابعد يد فارس عنها بقوة لتنظر له هى فى غضب وكادت ان تبدأ جدالها المعتاد الا ان اوقفها صوته
آسر معرفاً : مريم احمد البندارى ..... ابنة عمك احمد رحمه الله ....... وهذا فارس عادل البندارى ...... اظنك قد خمنتى قرابتك به
اتسعت مقلتا فارس عند سماعه لحديث آسر
فارس بدهشة : غير معقول ... انتى .... تلك الطفلة المختلة
مريم بحدة : فلتنتبه الى كلامك هل ابدو لك طفلة الان كما انى لا اجد مختل غيرك هنا
فارس بنبرة لعوبة : معك حق لابد من كونى مختل لأنعت كل هذا الجمال بطفلة .... ألتمس منك السماح على مثل هذا الخطأ الشنيع
انهى كلامه بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها لتشتعل وجنتيها بحمرة الخجل
فى حين يقف بجانبهم من يشتعل ايضاً لكن غيظاً من كلام ابن عمه او اخيه الاصغر كما اعتاد ان يكون .... كاد ان يحدجه بكلمات تشفى غيظه ذاك لكن وجد من انقذه من تحت يديه
رولا بدلع : تؤتؤتؤ انا غاضبة منك كثيراً رورو ..الا ترى هنا غير تلك الفتاة لتتغزل بها
فارس بتهكم رافعاً احدى حاجباه : رورو ؟؟؟؟ .....ممم لا ... لا اري اية فتاة اخرى بالمكان ... ميما اترين احداهن ؟؟؟
اعجبت مريم بأسلوبه وعلمت كونه لا يستسيغ رولا او طريقة حديثها كما انه ناداها بلقبها المفضل لذا قررت مجاراته بالحديث
مريم : لا ... انا الاخرى لا ارى اية فتيات اخريات بالمكان ربما ما هى الا خيالات تراها وحدها
قاطعت صافى هذا الحديث فلقد بات يزعجها
صافي : هيا هيا كفى حديثاً لقد انتهت الدادة من تحضير الغداء فلنذهب لتناوله
انتهى الجميع من تناول الطعام ونراهم الان مجتمعين للحديث بشتى الامور ... لم تعتاد مريم على مثل هذه الجلسات فمنذ قدومها الى هذا المنزل اصبحت غرفتها هى كل منزلها لا تخرج منها سوى للمدرسة او لتناول الطعام لكنها شعرت بأن هذا سيتغير قريباً فلقد قرر آسر استضافة فارس بالفيلا حتى يستقر ويجد منزل مناسب له لذا فبقاؤه معها بالفيلا سيغير الكثير خصيصاً ملاحظتها عدم تجاوبه مع صافى و رولا لذا ...... مرحبا بك ايها الحليف الجديد
استيقظت من افكارها تلك على صوت فارس يسألها
فارس : ميما بأي صف دراسي اصبحتى؟
كادت ان تحيبه الا ان قاطعها صوت آسر المزعج
آسر : مريم .... اسمها مريم .... الا تخجل من نطقك لهذا الاسم " ميما "
نطق الاسم بإنزعاج وسخرية
مريم : يعجبني الاسم كثيراً كما انه لقبي انا فما شأنك
آسر بغضب : مريم
مريم بغضب مماثل : ماذا ؟؟؟ هذا اسمي لما التدخل؟
فارس محاولا تهدئة الاجواء : آسر ما بك؟ الاسم ليس سيئاً لهذه الدرجة كما انها على حق انه شأنها الخاص .... واكمل بهمس يغيظه ..... و شأنى
آسر : ماذا؟
تجاهله فارس ضاحكاً ووجه حديثه مرة اخري لها
فارس : لم تخبريني بأي سنة دراسية اصبحتى؟
مريم بإبتسامة : بالصف الثالث الثانوى
فارس بحماس : اذاً تبقى لدخولك الجامعة سنة واحدة
اومأت مريم موافقة
فارس : اذاً هل قررتى بأي مجال ترغبين للتخصص ؟
مريم بحماس : نعم بالتأكيد .... ارغب بالتخصص الهندسي ..... الهندسة المدنية
انتبه آسر لحديثها ذاك وتفاجأ لرغبتها بهذا التخصص فلم يسبق له معرفة ميولها تلك .... لكن لما التعجب فهو يكاد لا يعلم عنها سوى القشور
قاطع حديث فارس ومريم صوت رولا مرة اخرى
رولا بسخرية : و هل تظنين ان الوصول لهذا التخصص يأتى بالتمنى فقط ام ماذا ؟
مريم : بالطبع لا ... انا ادرس واجتهد للوصول لهدفي وسأحققه بمشيئة الله تعالى
رولا بسخرية : سنرى هذا
فارس : الامر ليس مستحيل فقط بعض الصبر والاجتهاد وبعدها ستصلين الى ما تطمحين وانا هنا اذا احتجتى لاية مساعدة
انهى حديثه بغمزة ابتسمت على إثرها مريم واغتاظ الباقين لانسجامهم السريع هذا
مضى اسبوع على تواجد فارس بالمنزل ازداد فيه قرباً من مريم حتى اصبح لا يفارقها سوى بوقت مدرستها ونومها ، يعاونها بالدراسة و فى وقت فراغها يتحدثون بشتى الامور
تقاربهم هذا ازعج جميع من بالمنزل وعلى رأسهم آسر ..... لما ؟ لما يهمه الامر من الاساس ؟ اصبح هذا السؤال هو ما سعى طوال هذا الاسبوع لايجاد اجابة مناسبة له .... هى ابنه عمه و كان هو من اعتنى بها حتى تلك اللحظة لذا فهى كإبنة له .... أيمكن ان تكون غيرة الاب على ابنته .... لكن لحظة هم لم يكونا بهذا القرب الذي يستدعى الغيرة ...... و عند وصوله لهذه النقطة يزداد غيظاً وغضب لما لم يتقاربا كل هذه السنوات وبمجرد اسبوع اصبح السيد فارس اقرب الاشخاص لها يكاد يذكر المرة الوحيدة التى رأي فيها فارس مريم منذ سبع سنوات كان قد اوشك على السفر وهى مازالت جديدة بالمنزل اتى لهم بزيارة ليودع آسر قبل مغادرته للخارج
فلاش باك
فارس : واخيراً سمح لى جدي بالسفر للخارج حقاً لا اعلم كيف اقنعته بالامر
آسر : هو يخشي عليك كثيراً خصيصاً وانك كل ما يملك بعد وفاه ابنته رحمها الله فأنت حفيده الوحيد .... فقط اقنعته بمرافقة احد الاشخاص الذين اثق بهم لك للخارج ووافق
فارس بإمتنان : شكرا لك اخي فلولاك لما وافق او اقتنع بأهمية سفري
آسر : لا داعى لهذا الشكر فقط اشكرني عن طريق إهتمامك بدراستك واحصل على شهادتك وعد الى هنا لتكون عونا لي
فارس : لا تقلق فهذا ما انوى فعله بالفعل
ينظر آسر الى ساعته .. ثم يهم بالنهوض مستأذنا ًمن فارس
آسر : سأضطر الى الذهاب للشركة الان فلدى اجتماع هام ابقى هنا حتى اعود لن اتأخر
غادر آسر لعمله وبقى فارس ينتظره لمدة تزيد عن الساعتين حتى رأي فتاة لا يتعدى طولها الخمسون متراً تتشاجر بعنف مع ابنة عمه رولا فاتجه اليهم سريعاً
فارس : رولا ماذا هناك ومن هذه؟
رولا مدعية البكاء : تلك الحقيرة تتهمنى بسرقة احد اشياؤها
مريم بحدة : لا تنعتيني بالحقيرة .... انتى من قمتى بالتعدى على اشيائي و اقدمتى على سرقة صورة امى وابي من الغرفة
رولا بسخرية : ولما سأفعل هذا ايتها الحمقاء ؟
مريم : لا سبب لهذا سوى رغبتك بإزعاجى
فارس : كفى حديثاً واخبرانى بما يحدث هنا لما هذا الصراخ ومن انتى من الاساس؟
مريم بحدة : وما شأنك انت بي ؟ .... بل يجب علي سؤالك من تكون لتتدخل بأموري؟
فارس : كيف تتحدثين الي بتلك الطريقة ايتها القزمة ؟
مريم بغيظ : لست قزمة ... طولى مناسب لسني اما انت فتبدو صغيراً بالسن ومع ذلك طولك مبالغ فيه لا يتناسب مع سنك
فارس بصراخ وحدة : ماذا ؟ هل ابتلعتى راديو ؟ كفاك حديثاً واخبريني من انتى ؟
مريم : قلت سابقا لا شأن لك
آسر بصراخ : ماذا هناك ؟
نهاية الفلاش باك
ابتسم آسر عند تذكره لهذا الموقف فلقد بدت مغتاظة كثيراً عندما بدأ فارس بسرد ماحدث له ونعتها تارة بالقزمة وتارة اخرى بالطفلة المختلة
استيقظ على صوتهما يدخلان من باب الفيلا معاً يضحكان بصوت عال
فارس : لكنك كنتى قزمة حقاً .... طولك كان لا يتعدى الخمسون سنتيمتراً
مريم متذمرة : بل انت من كان طويلاً للغاية لذا ترى الجميع قصيري القامة
فارس مربطاً على رأسها بخفة
فارس : حسناً حسناً لا تنزعجى انتى طويلة جداااااا ... هل ارتحتى الآن ؟
ابعدت يده بإنزعاج طفولى وهمت بالرد عليه لكن
آسر : فااااااااارس
تصلب الاثنان فى اماكنهم ينظرون لآسر الماثل امامهم فى دهشة فتقدم اليهم سريعاً
آسر بغضب : من تظن نفسك لتلمسها بتلك الطريقة هاااااا ؟
فارس : لما انت غاضب هكذا ؟
مريم : مابك ؟
التفت لها بحدة
آسر : انتى الى غرفتك ..... فوراً
نظرت له بخوف لترى بعينيه نظرة تأكدت ان امر ما جلل قد حدث لذا لم تجادله بل اتجهت مباشرة الى غرفتها
فارس : آسر ما بك ؟ لما الغضب ؟ هل حدث شيء ما بالشركة ؟
آسر : ماذا تنوى من افعالك تلك؟
فارس بدهشة : ماذا تقصد بكلامك هذا ؟
آسر بصوت عال : ماذا تريد منها ؟ لما هذا التقارب بينكم ؟ على ماذا تنوى ؟
فارس : اتقصد مريم ؟ لا شئ فقط نحن منسجمان كثيراً ولقد احببتها بشدة هذا كل ما فى الامر
احببتها
احببتها
احببتها
لم يستمع الى اية كلمة اخرى ولم يُقدم حتى على فهمها بأية صورة غير الصورة التى اتت بباله وقتها .... فلم يشعر بنفسه الا وهو ينقض على فارس بلكمة قوية اسقطته ارضاً
تلقى فارس لكمة مفاجئة ووجد من يمسكه من مقدمة ملابسه محذراً
آسر بغضب مخيف : إياك ثم إياك والاقتراب منها او لمسها مرة اخرى .... توقف عن افعالك الغير مسئولة تلك والا سترى منى ما لا يعجبك .... سترى آسر آخر غير ابن عمك واخاك ...... وقد اعذر من انذر ..
ثم تركه وسط دهشته تلك و انصرف من امامه بل غادر المنزل بأكمله
صمت مهيب عم المكان يملؤة دهشة و حقد و سخرية و ... غضب
حاولت مريم تدارك دهشتها من هذا الغريب عديم الحياء لتجيب
مريم بمكر : يال حظي السيء ... لست نوعى المفضل
فارس بإعجاب : لم تتعرفي علي جيداً لتقولى هذا
مريم : لا حاجة لذلك فلا ارى امامي سوى مراهق يتفاخر بوسامته دون خجل
فارس بسرعة : اذاً تعترفين بكونى وسيم
همت مريم بالرد عليه وقد ادركت للتو ما تفوهت به لكن قاطعها صوته الغاضب
آسر بغضب حاول اخفاؤه لكن باء بالفشل : فاااااارس
انتفاضة بسيطة شملت جسد مريم لم يلاحظها احد سوى فارس ليبتسم ابتسامة صغيرة اختفت فوراً ويلتفت لإبن عمه فلقد انتبه للغضب فى ندائه له
فارس : ماذا ؟
تحرك آسر فى اتجاه مريم وابعد يد فارس عنها بقوة لتنظر له هى فى غضب وكادت ان تبدأ جدالها المعتاد الا ان اوقفها صوته
آسر معرفاً : مريم احمد البندارى ..... ابنة عمك احمد رحمه الله ....... وهذا فارس عادل البندارى ...... اظنك قد خمنتى قرابتك به
اتسعت مقلتا فارس عند سماعه لحديث آسر
فارس بدهشة : غير معقول ... انتى .... تلك الطفلة المختلة
مريم بحدة : فلتنتبه الى كلامك هل ابدو لك طفلة الان كما انى لا اجد مختل غيرك هنا
فارس بنبرة لعوبة : معك حق لابد من كونى مختل لأنعت كل هذا الجمال بطفلة .... ألتمس منك السماح على مثل هذا الخطأ الشنيع
انهى كلامه بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها لتشتعل وجنتيها بحمرة الخجل
فى حين يقف بجانبهم من يشتعل ايضاً لكن غيظاً من كلام ابن عمه او اخيه الاصغر كما اعتاد ان يكون .... كاد ان يحدجه بكلمات تشفى غيظه ذاك لكن وجد من انقذه من تحت يديه
رولا بدلع : تؤتؤتؤ انا غاضبة منك كثيراً رورو ..الا ترى هنا غير تلك الفتاة لتتغزل بها
فارس بتهكم رافعاً احدى حاجباه : رورو ؟؟؟؟ .....ممم لا ... لا اري اية فتاة اخرى بالمكان ... ميما اترين احداهن ؟؟؟
اعجبت مريم بأسلوبه وعلمت كونه لا يستسيغ رولا او طريقة حديثها كما انه ناداها بلقبها المفضل لذا قررت مجاراته بالحديث
مريم : لا ... انا الاخرى لا ارى اية فتيات اخريات بالمكان ربما ما هى الا خيالات تراها وحدها
قاطعت صافى هذا الحديث فلقد بات يزعجها
صافي : هيا هيا كفى حديثاً لقد انتهت الدادة من تحضير الغداء فلنذهب لتناوله
انتهى الجميع من تناول الطعام ونراهم الان مجتمعين للحديث بشتى الامور ... لم تعتاد مريم على مثل هذه الجلسات فمنذ قدومها الى هذا المنزل اصبحت غرفتها هى كل منزلها لا تخرج منها سوى للمدرسة او لتناول الطعام لكنها شعرت بأن هذا سيتغير قريباً فلقد قرر آسر استضافة فارس بالفيلا حتى يستقر ويجد منزل مناسب له لذا فبقاؤه معها بالفيلا سيغير الكثير خصيصاً ملاحظتها عدم تجاوبه مع صافى و رولا لذا ...... مرحبا بك ايها الحليف الجديد
استيقظت من افكارها تلك على صوت فارس يسألها
فارس : ميما بأي صف دراسي اصبحتى؟
كادت ان تحيبه الا ان قاطعها صوت آسر المزعج
آسر : مريم .... اسمها مريم .... الا تخجل من نطقك لهذا الاسم " ميما "
نطق الاسم بإنزعاج وسخرية
مريم : يعجبني الاسم كثيراً كما انه لقبي انا فما شأنك
آسر بغضب : مريم
مريم بغضب مماثل : ماذا ؟؟؟ هذا اسمي لما التدخل؟
فارس محاولا تهدئة الاجواء : آسر ما بك؟ الاسم ليس سيئاً لهذه الدرجة كما انها على حق انه شأنها الخاص .... واكمل بهمس يغيظه ..... و شأنى
آسر : ماذا؟
تجاهله فارس ضاحكاً ووجه حديثه مرة اخري لها
فارس : لم تخبريني بأي سنة دراسية اصبحتى؟
مريم بإبتسامة : بالصف الثالث الثانوى
فارس بحماس : اذاً تبقى لدخولك الجامعة سنة واحدة
اومأت مريم موافقة
فارس : اذاً هل قررتى بأي مجال ترغبين للتخصص ؟
مريم بحماس : نعم بالتأكيد .... ارغب بالتخصص الهندسي ..... الهندسة المدنية
انتبه آسر لحديثها ذاك وتفاجأ لرغبتها بهذا التخصص فلم يسبق له معرفة ميولها تلك .... لكن لما التعجب فهو يكاد لا يعلم عنها سوى القشور
قاطع حديث فارس ومريم صوت رولا مرة اخرى
رولا بسخرية : و هل تظنين ان الوصول لهذا التخصص يأتى بالتمنى فقط ام ماذا ؟
مريم : بالطبع لا ... انا ادرس واجتهد للوصول لهدفي وسأحققه بمشيئة الله تعالى
رولا بسخرية : سنرى هذا
فارس : الامر ليس مستحيل فقط بعض الصبر والاجتهاد وبعدها ستصلين الى ما تطمحين وانا هنا اذا احتجتى لاية مساعدة
انهى حديثه بغمزة ابتسمت على إثرها مريم واغتاظ الباقين لانسجامهم السريع هذا
مضى اسبوع على تواجد فارس بالمنزل ازداد فيه قرباً من مريم حتى اصبح لا يفارقها سوى بوقت مدرستها ونومها ، يعاونها بالدراسة و فى وقت فراغها يتحدثون بشتى الامور
تقاربهم هذا ازعج جميع من بالمنزل وعلى رأسهم آسر ..... لما ؟ لما يهمه الامر من الاساس ؟ اصبح هذا السؤال هو ما سعى طوال هذا الاسبوع لايجاد اجابة مناسبة له .... هى ابنه عمه و كان هو من اعتنى بها حتى تلك اللحظة لذا فهى كإبنة له .... أيمكن ان تكون غيرة الاب على ابنته .... لكن لحظة هم لم يكونا بهذا القرب الذي يستدعى الغيرة ...... و عند وصوله لهذه النقطة يزداد غيظاً وغضب لما لم يتقاربا كل هذه السنوات وبمجرد اسبوع اصبح السيد فارس اقرب الاشخاص لها يكاد يذكر المرة الوحيدة التى رأي فيها فارس مريم منذ سبع سنوات كان قد اوشك على السفر وهى مازالت جديدة بالمنزل اتى لهم بزيارة ليودع آسر قبل مغادرته للخارج
فلاش باك
فارس : واخيراً سمح لى جدي بالسفر للخارج حقاً لا اعلم كيف اقنعته بالامر
آسر : هو يخشي عليك كثيراً خصيصاً وانك كل ما يملك بعد وفاه ابنته رحمها الله فأنت حفيده الوحيد .... فقط اقنعته بمرافقة احد الاشخاص الذين اثق بهم لك للخارج ووافق
فارس بإمتنان : شكرا لك اخي فلولاك لما وافق او اقتنع بأهمية سفري
آسر : لا داعى لهذا الشكر فقط اشكرني عن طريق إهتمامك بدراستك واحصل على شهادتك وعد الى هنا لتكون عونا لي
فارس : لا تقلق فهذا ما انوى فعله بالفعل
ينظر آسر الى ساعته .. ثم يهم بالنهوض مستأذنا ًمن فارس
آسر : سأضطر الى الذهاب للشركة الان فلدى اجتماع هام ابقى هنا حتى اعود لن اتأخر
غادر آسر لعمله وبقى فارس ينتظره لمدة تزيد عن الساعتين حتى رأي فتاة لا يتعدى طولها الخمسون متراً تتشاجر بعنف مع ابنة عمه رولا فاتجه اليهم سريعاً
فارس : رولا ماذا هناك ومن هذه؟
رولا مدعية البكاء : تلك الحقيرة تتهمنى بسرقة احد اشياؤها
مريم بحدة : لا تنعتيني بالحقيرة .... انتى من قمتى بالتعدى على اشيائي و اقدمتى على سرقة صورة امى وابي من الغرفة
رولا بسخرية : ولما سأفعل هذا ايتها الحمقاء ؟
مريم : لا سبب لهذا سوى رغبتك بإزعاجى
فارس : كفى حديثاً واخبرانى بما يحدث هنا لما هذا الصراخ ومن انتى من الاساس؟
مريم بحدة : وما شأنك انت بي ؟ .... بل يجب علي سؤالك من تكون لتتدخل بأموري؟
فارس : كيف تتحدثين الي بتلك الطريقة ايتها القزمة ؟
مريم بغيظ : لست قزمة ... طولى مناسب لسني اما انت فتبدو صغيراً بالسن ومع ذلك طولك مبالغ فيه لا يتناسب مع سنك
فارس بصراخ وحدة : ماذا ؟ هل ابتلعتى راديو ؟ كفاك حديثاً واخبريني من انتى ؟
مريم : قلت سابقا لا شأن لك
آسر بصراخ : ماذا هناك ؟
نهاية الفلاش باك
ابتسم آسر عند تذكره لهذا الموقف فلقد بدت مغتاظة كثيراً عندما بدأ فارس بسرد ماحدث له ونعتها تارة بالقزمة وتارة اخرى بالطفلة المختلة
استيقظ على صوتهما يدخلان من باب الفيلا معاً يضحكان بصوت عال
فارس : لكنك كنتى قزمة حقاً .... طولك كان لا يتعدى الخمسون سنتيمتراً
مريم متذمرة : بل انت من كان طويلاً للغاية لذا ترى الجميع قصيري القامة
فارس مربطاً على رأسها بخفة
فارس : حسناً حسناً لا تنزعجى انتى طويلة جداااااا ... هل ارتحتى الآن ؟
ابعدت يده بإنزعاج طفولى وهمت بالرد عليه لكن
آسر : فااااااااارس
تصلب الاثنان فى اماكنهم ينظرون لآسر الماثل امامهم فى دهشة فتقدم اليهم سريعاً
آسر بغضب : من تظن نفسك لتلمسها بتلك الطريقة هاااااا ؟
فارس : لما انت غاضب هكذا ؟
مريم : مابك ؟
التفت لها بحدة
آسر : انتى الى غرفتك ..... فوراً
نظرت له بخوف لترى بعينيه نظرة تأكدت ان امر ما جلل قد حدث لذا لم تجادله بل اتجهت مباشرة الى غرفتها
فارس : آسر ما بك ؟ لما الغضب ؟ هل حدث شيء ما بالشركة ؟
آسر : ماذا تنوى من افعالك تلك؟
فارس بدهشة : ماذا تقصد بكلامك هذا ؟
آسر بصوت عال : ماذا تريد منها ؟ لما هذا التقارب بينكم ؟ على ماذا تنوى ؟
فارس : اتقصد مريم ؟ لا شئ فقط نحن منسجمان كثيراً ولقد احببتها بشدة هذا كل ما فى الامر
احببتها
احببتها
احببتها
لم يستمع الى اية كلمة اخرى ولم يُقدم حتى على فهمها بأية صورة غير الصورة التى اتت بباله وقتها .... فلم يشعر بنفسه الا وهو ينقض على فارس بلكمة قوية اسقطته ارضاً
تلقى فارس لكمة مفاجئة ووجد من يمسكه من مقدمة ملابسه محذراً
آسر بغضب مخيف : إياك ثم إياك والاقتراب منها او لمسها مرة اخرى .... توقف عن افعالك الغير مسئولة تلك والا سترى منى ما لا يعجبك .... سترى آسر آخر غير ابن عمك واخاك ...... وقد اعذر من انذر ..
ثم تركه وسط دهشته تلك و انصرف من امامه بل غادر المنزل بأكمله