رواية سقطة قلب كاملة وحصرية بقلم ناهد خالد
"أنتِ غيرانة من أختك يا فاطمة عشان اتخطبت قبلك؟؟"
وكأن شياطين الجن تلبستها وهي تجحظ بعينيها بشكل غريب، وكأن والدتها سبتها للتو، تقول بغضب واضح:
_ أنا؟ أنا أغير منها ليه إن شاء الله! هو انا وحشة ولا هي أحسن مني في حاجة عشان اغير منها؟
_ مقصدش يا حبيبتي ده أنتِ زي القمر، ومحدش فيكوا احسن من التاني، أنا بس التعبير خاني متضايقيش انا مقصدش اللي قولته، أنا بس استغربت لهجتك في الكلام عليها.
رفعت رأسها بكبرياء وشمخت بأنفها وهي تقول بهدوء كاتمة مشاعرها وغيظها بداخلها:
_ يمكن عشان هي أصغر مني واتخطبت قبلي، يمكن عشان لسه بتدرس واتخطبت وأنا متخرجة ولسه، فكرتي إني اغير منها عشان كده! بس لا يا ماما، مش أنا اللي اغير من أختي.. أمور الجواز نصيب محدش له دخل فيها، وانا نصيبي هييجي في وقته.
ابتسمت لها والدتها بلطف معتذر ولمست وجنتها تربط عليها بكفها تقول بحب:
_ أنا عرفاكي يا فاطمة أنتِ مستحيل تكرهي الخير لاختك او تغيري منها، متزعليش مني أنا مقصدتش التعبير ده.
كبحت دموع عينيها بقوة وصعوبة، ورفرفت بأهدابها كي تهدأ قبل أن تكمل:
_ انا بس شايفة إن أختي طلبتها أوفر، ومش مراعية ظروف بابا إن كانت بطلبتها هتخنقه ولا لأ، اه احنا حالتنا المادية كويسة بس هي طلبتها كتير أوي في جهازها، ليه تروح تجيب تلاجة ب ٥٥ الف جنية! ما في تلاجات كويس وتعيش ب ٣٠ الف والبايع نفسه قال انها كويسه وماركة، عرفتِ ليه اتكلمت كده، مش من غيرتي..
وقبل أن تعلق والدتها دلف شقيقها وهو يقول بمرح ما إن أبصرها تقف مع والدتها في شرفة المنزل:
_ ايه ده فاطمة الصفرا هنا...
واقترب يحيط والدته بذراعه بفاكهة يقول محذرًا وهو يشير للأخيرة:
_ اوعي تسمعي للحربؤة دي... دي هتولعلنا في البيت..
وضربته والدته بخفة مبتسمة على فكاهته، وضحك هو بمزاح، لتضحك "فاطمة" قائلة:
_ خفة اوي حضرتك.. انا هروح اغير بلا هم.
وتركتهم دالفة للمنزل لتتساقط دموعها في صمت مؤلم وكلمات شقيقها لم تأخذها أبدًا على محمل المرح كما أدعت بل كان لها في نفسها وقع الخنجر المسموم... وعقلها يردد
"لا أحد يحبني
لا أحد يتقبلني
الجميع يراني حرباء متلونة تسعى لنبش الخراب
لم تقل كلمة يومًا إلا وانقلبت ضدها
لم تشارك في حديث إلا وخرجت منه مكسورة الخاطر بكلمة قيلت من باب المزاح!"
الثاني من هنا