رواية خيانة الدم كامله وحصريه بقلم الهام عبدالرحمن
بقلمى الهام عبدالرحمن
في أحد المنازل بالصعيد كان الحاج صفوان البحيري ملقى على الأرض في حجرة مكتبه سابحا في دمائه وولده عثمان البالغ من العمر 30 عاما يجلس بجواره يحاول وقف النزيف بيديه وبعد لحظات دخل عليه أخوه التوأم راغب ومعه عمه صالح وابنه أكرم وشلت الصدمة عقولهم إلى أن اندفع راغب باتجاه جسد أبيه الملقى أرضاً وهو يردد بفزع...
راغب:«بوي.. بوي مالك يا بوي چرالك ايه اوعى تهملني يابوي ثم نظر لاخيه وقال بحزن وغضب ليه يا عثمان ليه جتلت ابوي حرام عليك هتروح من ربنا فين منك لله يا شيخ منك لله ثم دفعه بعيدا عن جثة ابيه وهو يقول بعد عنيه ما لكش صالح بيه.
عثمان بصدمه: انا ما جتلتوش والله ما جتلته هجتله ليه، ثم نظر باتجاه عمه والله يا عمى ما ليا صالح ولا عارف مين عمل فيه اكده.
راغب بحده: لا انت اللي جتلته لما عرفت انه هيحرمك من الورث وهيكتب كل حاچه باسمي لما وجفت جصاده عشان تتجوز المصراويه اللي لحست عجلك وخلتك تنسى اهلك وناسك مش اكده يا دكتور.
بقلمى الهام عبدالرحمن
صالح وهو يبكي قهرا على اخيه: ليه اكده يا ولدي ليه تعمل في ابوك اكده دا كان طول عمره ما هيحبش حد كَدك واصل اه يا اخوي رحت غدر يا اخوي وبيد ولدك اللي كنت حاطه تاچ على روسنا ولدك الدكتور اللي كنت بتتفشخر بيه جِدام البلد كلاتها.
اكرم: هِم يا ابوي خلينا ناخد عمي نوديه المستوصف يمكن لساته فيه النفس ويلحجوه.
راغب بحده: ابوي ما هيروحش في حته الا لما البوليس ياجي والكلب ده مش هيتحرك من اهنه انا هوديك ورا الشمس يا ابن ابوي.
عثمان وهو يحاول الاقتراب من والده: بَعِّد
يا راغب خلينا نلحج بوي اطَّلع لساته بيتنفس.
راغب بحده وغضب: لا بوك مات وانت اللي جتلته ولازم تتعدم انت نبتة شيطاني وآنى اللي لازم اجلعها من ارضنا.
صالح بحده وهو يبعد راغب عن جسد اخيه: اوعى يا وِلْد خلينا نلحجه وبعدين اعملوا اللى انتم عاوزينه.
بعد مدة كان الجميع فى المستوصف ولكن أخبرهم الطبيب بأسى أن الحاج صفوان قد فارق الحياة وحضرت الشرطة وألقت القبض علىعثمان والذى كان يصرخ بشدة وقهر...
عثمان بصراخ وقهر:مظلوم والله ماجتلته ياعالم ياعمى ياأكرم والله برئ يابوى جوم يابوى جولهم الحجيجة جولهم إنى عمرى ماأجدر أأذيك واصل.
فاق عثمان من شروده فى تلك الذكرى المريرة حينما اقترب منه ذلك الرجل الخمسينى والذى يدعا عواد مرزوق.
عواد:لساتك مهموم ياولدى عدى خمس سنين دلوك ليه كل شوية تفكر نفسك باللى فات انسى ياولدى والحمد لله انك هتخرج خلاص بكفياك عاد الحزن مش هيرجع اللى راح.
عثمان بحزن :اللى راح آنى عارف إن عمره ماهيرچع يا عم عواد لكن كسرتى وجهرة جلبى واعرة جوى كفاية إنى خسرت أبوى وخسرت سمعتى وشغلى،ثم أكمل بغل وخسرت مرتى اللى ماصدجت إنى دخلت المخروب ده وطلبت الطلاج بس والله ماهسكت واصل على حجى ولازم أدفعها تمن اللى عِملته فيا بس أخرچ من اهنه.
بقلمى الهام عبدالرحمن
عواد:استهدى بالله ياولدى وانساها دى واحدة جليلة الاصل متفكرش فيها واصل والمثل بيجول اللى يبيعك بيعه.
عثمان بغضب مكتوم: انت عندك حج يا عم عواد وانا كنت هنتظر ايه من واحدة تربية ملاچئ ما طمرش فيها المعروف اللي عملته معاها، كنت بساعدها واحنا في الچامعه ولما اتخرچنا اتوسطت ليها وشغلتها في اكبر مستشفى حبيتها لا دا آنى عشجتها واتحديت الكل عشانها واتجوزتها وچبتلها احسن شُجة في مصر ما بخلتش عليها بحاچة واصل ليه تعمل فيا اكده ليه تتخلى عني آنى هتچنن نفسي اعرف سابتني ليه دا ما هانش عليها اول ما اتجبض عليا انها تاجي وتطمن عليا ولا حتى تعزيني فى بوي لا دي هملتني وطفشت بس وديني وأيماني ما هخليها تتهنى يوم واحد بعد خروچي من اهنه هچيبها حتى لو في بطن الحوت لازم اعرف هي عملت معايا اكده ليه.
عواد: هون على نفسك يا ولدي ربنا يبرد نار جلبك بس جولي ناوي تعمل ايه مع اخوك يا ترى هيرضى ترچع وتعيش معاه ولا هتعيش في شُجتك اللي في مصر.
عثمان: ده بيتى يا عم عواد ولازم أعاود ليه آنى مش هسيب حجي آنى عارف ان اخوي طول عمره مش بيحبني كنت دايما حاسس بكرهه ليا لكن ما كنتش اتوجع ان هو يتهمني بجتل ابوي ويدخلني السجن لا وكمان ما يسألش فيا وكأنه ماصدج خلص منى.
في منزل الحاجه صفوان البحيري كان راغب ممددا على الفراش ينفث احدى سجائره بشراهة ممسكاً بهاتفه وينظر الى صورتها تلك التي اثرت قلبه ولكنه لم يستطع امتلاك قلبها...
راغب بتنهيدة: اه يا سما هتفضلى لحد ميته رفضاني ليه ما رايداش تحبيني واصل بس صدجيني مهما عملتي هفضل احبك انت و بنتنا، بنتنا اللي مصبراني على چفاكي وبعدك عني.
بعض لحظات دخلت طفله ذات اربع سنوات الى الحجره وهي تقول...
بقلمى الهام عبدالرحمن
نجمه: بابي بابي خبيني بسرعه.
راغب وهو يلتقطها بين احضانه: حبيبة بابي نچمتي الچميله ايه يا روحي مالك عاوزه تستخبي من مين؟!
نجمه ببراءه: عاوزه استخبى من مامي عشان هي عاوزه تحميني وانا مش عاوزه استحمى دلوقتي.
راغب: بس انتى لازم تتسبحي عشان تبجي نضيفه وچميله.
نجمه: بس مامي بتدخل الشامبو في عيني وبتحرقني يا بابي.
راغب بحنان: خلاص انا هجولها ما تدخلش الشامبو في عينيكى مبسوطه اكده ولا تحبى اسبحك آنى.
نجمه بخجل: لا يا بابي اتكسف منك عيب كده انت راجل وانا بنوته ما ينفعش.
راغب بضحك: مين جالك اكده يا نور العين آنى ابوكي يعني عادي وانتى لساتك صغيره لما تكبري مش هسبحك.
نجمه: لا يا بابي خلاص مامي هي اللي هتحميني بس قولها ما تدخلش الشامبو في عيني وخلاص.
راغب بحنان: حاضر يا جلب ابوكي.
بقلمى الهام عبدالرحمن
ثم احتضنها واخذ يقبلها ويدغدغها ونجمه تضحك ببراءه وفي تلك اللحظه دخلت والدتها وهي تنادي عليها بحده قليلا...
سما بحده قليلا: كده يا نجمه تهربي مني وتخليني ادور عليكى في كل مكان وانتي قاعده هنا.
نجمه باسف: سوري يا مامي بس بابي وحشني أوي وكنت عاوزه اقعد معاه شوية.
سما: طيب يلا يا روحي عشان تاخدي شاور وتنامي.
راغب: سيبيها جاعده معايا شويه انا اتوحشتها جوي جوي قالها وهو ينظر لسما باشتياق.
سما بجمود : لا مش هينفع هي لازم تنام دلوقتي عشان دا ميعاد نومها وانا مش بحب حد يلخبطلها النظام بتاعها.
ثم اقتربت منها واخذتها وذهبت بها الى حجرتهم بعد مده طرق راغب باب الحجره ففتحت له سما الباب بعد ان وضعت حجابها على راسها.
سما بجمود: نعم خير في حاجه؟!
راغب: عاوز اتحدت معاكي شويه.
بقلمى الهام عبدالرحمن
سما بضيق: وانا مش عاوزه اتكلم مع حد لو سمحت اتفضل امشى عشان عاوزة انام.
راغب بحدة من بين اسنانه:سما لو سمحتي آنى بكلمك بكل ذوج بلاش تخلينى اتعامل معاكى بالوش التانى واللى متأكد إنه مش هيعچبك واصل فتعالى بالحسنة يابت الناس خلينا نتحدت مع بعض شوية.
سما بتأفف: يووووه هو انت مفكر انك كدا هتخوفنى خلاص اللى كنت خايفة عليه راح معدش فى حاجة تانية اخاف عليها اعمل اللى انت عاوزة مبقاش فى حاجه تهمنى.
نظر لها راغب والشرر يتطاير من عينيه ثم مد يده وجذبها من ذراعها بشدة ساحبا إياها الى حجرته وما ان وصل داخل الحجرة حتى اغلق الباب بشدة والقاها أرضاً ووقف يلهث بشدة ووجهه لايبشر بالخير مما جعل سما تشعر بالخوف من نظراته اليها.