اخر الروايات

رواية تأخر وقت العشق كامله وحصريه بقلم فاطمة طه

رواية تأخر وقت العشق كامله وحصريه بقلم فاطمة طه 


الأنثى لا تريد رجلًا غنيًّا ولا وسيمًا ولا حتّى شاعرًا، هي تُريد رجلًا يفهم عينيها عندما تحزن ويشير إلى صدره ليقول لها هنا وطنك.

___________

في منتصف شهر أكتوبر

مازالت الرياح غير مستقرة فيوماً نشعر ببرودة الشتاء وفي اليوم الاخر نشعر ببعض الهواء الساخن الذي يجعلك تتذكر درجة حرارة الصيف، فليكن الخريف كحال بعض الناس لا يجدوا لأنفسهم طريق ويظلوا عالقين بين برودة المشاعر او لهيب العشق وبعضهم قد يؤمن بأن الوقت قد فات للوقوع في الحب ولكن متي كان القلب يتوقف عن الخفقان بمرور بعض السنوات

فلا يتوقف قلب عن الحب الا بالموت مهما كان يتظاهر الإنسان عكس ذلك فلابد ان هناك روح كامنة بداخله يحاول اخفاءها ..
__________________________

في إحدى مراكز التجميل

كانت منار تجلس علي ذلك المقعد وتقف خلفها احدي الفتيات العاملة بالمركز وتمشط شعرها

( منار فتاة في الرابعة والعشرون من عمرها خريجة كلية حاسبات والمعلومات وتعمل في إحدى الشركات منذ شهرين تقريبا
تمتلك بشرة فاتحة وأنف صغير وأعين عسلي وفم مكتنز، وشعر نفس لون عينيها وطويل وترتدي فوقه حجاب منذ سنوات
وجسدها ممتلئ بعض الشيء فيراها البعض ملكة جمال ولكن يبقي عُقدتها هي جسدها رغم ان وزنها غير مبالغ فيه ولكنها مصممة علي خسارة تلك الزيادة ليصبح وزنها مثالي فهي تخضع لنظام غذائي ( دايت ) تحديداً لاقتراب زفافها علي ابنه خالتها

( أحمد ) فقد تم عقد قرانهما قبل شهر ومن المفترض ان حفل زفافهما بعد شهر ونصف تقريبا )

أخذت تنادي منار علي رحمة التي كانت تقف بعيداً وتتحدث مع أحدي صديقاتها حتي تنتهي منار من قص شعرها، فأردفت رحمة

- جاية يا منار هقفل وجاية

رحمة فتاة في الثانية والثلاثون من عمرها خريجة إدارة أعمال وقد أخذت العديد من ( الكورسات ان كانت تخص التجارة أو إدارة الاعمال والتسويق او اللغات ) فهي شخصية طموحة محبة للعمل فهي تمتلك تلك الصفة من المرحوم والدها الذي كان يعمل حتي اخر يوم في حياته محامي فقد توفي منذ خمسة سنوات تقريبا، لديها شقيقان عبد الرحمن وهو شقيقها الاكبر يبلغ من العمر ثلاثة وأربعون عام ومتزوج من ٢١ عام ولديها ولد وابنه ويعمل محامي كوالده

وشقيقها الاصغر منها احمد يبلغ من العمر ثمانية وعشرون عام ويعمل في احدي البنوك ( خدمة العملاء )
تمتلك رحمة جسد يتناسب مع طولها فهي تبلغ ١٦٣ سم، تعمل في إحدى الشركات المعروفة لإدارة الأعمال، فقد توسط لها خالها لتعمل هناك بعد تخرجها، بشرتها قمحية بعض الشيء، انفها صغير وتمتلك أعين ما بين العسلي والزيتوني ولكن ما يزعجها في شكلها انفها فهي تراها عريضة
وترتدي الحجاب من بعد وفاة والدها، قد التزمت بالصلاة وليس الحجاب فقط، فقد أثر وفاته بها كثيراً لطالما كان كل شيء لها وحتي انه في بعض الأحيان كان أقرب لها من والدتها في التفاهم وكان دائما يشجعها ويريدها ان تكون ذات شأن ومرت بفترة عصيبة بعد وفاته وكانت حالتها النفسية سيئة

هتفت منار بحماس حينما جاءت لها رحمة فهي تعتبرها شقيقتها وأقرب إنسانة لها فهي وحيدة والدها ووالدتها غير انها ليست شخص اجتماعي او لها العديد من المعارف وأعجبت بذلك التغيير

- ايه رايك يا رحمة حلو لما قصيته ؟؟

رحمة لمست خصلاتها ثم أردفت قائلة بابتسامة هادئة

- فعلا جميل بجد شكله حلو أكتر مما اتوقعنا

هتفت منار بنبرة خائفة حينما تذكرت حديث أحمد معها منذ فترة بألا تقصه ولكنها كانت تريد ان تغير من هيئته ولا تدري اي حبوب شجاعة ابتلعت حتي تفعلها

- مش هتقولي لاحمد حاجة صح

ذهبت الفتاة حينما نادت عليها أحدي العاملات، فأردفت رحمة قائلة بنبرة هادئة وماكرة

- الخوف مش اني اقوله الخوف انتِ اللي متعرفيش تمسكي نفسك ولسانك

ثم أردفت قائلة بحنق حينما تذكرت رفضها في البداية

- انا مبحبش شغل العيال انا قولتلك فكري كويس علشان مترجعيش تقولي اني شجعتك دلوقتي افتكرتي احمد، جاية بعد العرفي مش بتيجوا قبل العرفي ابدا

تنحنحت منار قائلة بعدم ثقة فهي تعلم انها لا تستطيع إخفاء ذلك الأمر عنه فهي تعودت إخباره كل شيء لطالما كانت تخشي ان تغضبه حتي ولو بأبسط الاشياء

- الله مش انتِ اخته الكبيرة واختي وصاحبتي وبنت خالتي اللي شجعتني
فلازم تقفي في ضهري وبعدين انا لسه برا بيته لما ادخل بيته يحكم علي شعري

أردفت رحمة وهي تلوي شفتيها بتهكم وتنظر في المرأه لتعدل حجابها قائلة

- انا ولا اعرفك

- غدارة بس سيبك انتِ بجد البنات هنا شاطرين جدا بس ايه اللي جابك هنا

أردفت رحمة وهي تحاول انهاء فضول ابنة خالتها

- كنت بأخذ كورس قريب من هنا وزي ما قولتي شاطرين
فقولت اجي ولا اقابل جيران ولا حد يعرفني يقعد يرغي يعني هنا افضل بكتير وغير كده انضف

- لا حويطة انت يا رحمة

- اومال

أردفت منار بتوتر وهي تشعر بالخوف حيال ما فعلته

- هتقولي لاحمد ؟

أردفت رحمة قائلة وهي تخبط جبهتها فهي من أتت بوجع الرأس لنفسها فما كانت يجب أن تطاوعها فاسهل شيء لدي منار التراجع بعد حدوث الأمر

- اقعدي بالطرحة قدامه وبعدين انت بتترعبي منه يا ماما في ايه انشفي شوية والله انا عارفة انك عيله هتفضلي تاكلي دماغي يارتني ما جبتك بس انتِ دخلتي من ناحية انا وحدانية معرفش أماكن وبتكسف وشوية كنتي هتشحتي

أردفت قائلة بنبرة حاولت جعلها واثقة بقدر الإمكان

- لو عرف هقوله اختك الكبيرة كانت معايا

- اختك الكبيرة ضحكتيني طب القفا اللي بأخدة قدامك مبيخلكيش تحسي بحاجة ؟

__________________

في بيت عائلة المغربي

كانت رحمة تأكل ( تورته الايس كريم ) التي قامت بشرائها عند عودتها من مركز التجميل، فهي تعشق الحلويات بشكل عام وكانت خديجة ( والدتها ) تصلي في غرفتها وكانت تتابع تلك المناقشة العنيفة او الطفولية بين شقيقها وزوجته

أردف احمد بغضب مما فعلته تلك الحمقاء

- هو انتِ مين اللي خلاكي تعملي كده

أردفت رحمة وهي تبتلع معلقة من تلك الحلوي وتنظر لهما

- المهم انها قصت شعرها، وبعدين هي حرة في شعرها بلاش أفوره وصداع وحياة ابوك يا شيخ

قهقه قائلا وهو يرتدي حذائه فكان علي وشك الخروج ولكنها استفزته جدا

- هو مين يشهد يعني، طب قدامها شهر ونصف علي الفرح شعرها مطولش قد طوله القديم مرتين هحلقلك قرعة انتِ وهي

نهضت رحمة وهي تمسك طبق الحلوي ومازالت تأكل منها وهي تتحدث في منظر فكاهي

- وانا ذنبي ايه يا لمبي

أردف أحمد قائلا بنبرة شبة جادة

- بتأكلي ايه

لتأخد قطعة وتضعها في فمه بدون مقدمات ليبتلعها بصعوبة كاد أن يلعن شقيقته وقهقهت منار علي فعلتها، فأردفت قائلة

- انتَ مش اجازة النهاردة يا حمادة لابس ورايح فين

- رايح عند واحد صاحبي سهرانين سوا وهنشوي ومش هرجع الا الصبح

أردفت منار قائلة بابتسامة بلهاء وهي تعلم انه يتجاهلها

- وانا مين يوصلني يا حمودي

لوي أحمد شفتيه بتهكم وعاد الي تلك النبرة الباردة

- معرفش يا ماما انا ماشي

عقدت ساعديها بتذمر فهي حرة لتفعل ما تريده فما شأنه، ثم سخرت من نفسها

- حمادة انتَ قموص ليه بعدين انا قايله لماما انك هتوصلني علشان كده رجعت مع رحمة

أردف أحمد قائلا وهو ينظر علي شقيقته التي تتصنع العبث في الطبق

- ابقي خلي اللي وزتك توصلك

ثم أردفت قائلة وهي تضع الطبق علي الطاولة

- انا ورايا شغل بدري ومفيش اعصاب اني انزل اوصل حد واسوق الساعة داخله علي ١٠ ونصف

أردف أحمد قائلا وهو يتصنع اللامبالاة علي أكمل وجه
- خليها تبات معاكوا مليش فيه ما انا كلامي مش مهم، هي ماما فين

تحدثت رحمة بلا مبالاة وهي تجيبه علي سؤاله

- بتصلي جوا وبتدعي عليكم

ثم أكملت بمرح ومكرٍ حينما رأت تلك الدموع التي تترقرق في أعين منار فهي شخصية حساسه جدا منذ الصغر وتجاهله لها حتي لو لسبب بسيط يحزنها

- خلاص امشي انتَ ومتصدعناش بقا، انا هخلي عمرو يوصلها

اغضبته شقيقته فهي تعلم غيرته عن ظهر قلب ولأنه كان يجعلها تشعر بالغيظ فقط والتجاهل لا أكثر فهو لن يدعها تذهب الي المنزل بمفردها او حتي أن تنزل أخته وتوصلها، فأردف أحمد وهو يستشيط من الغضب

- عمرو مين

حاولت رحمة كبح ابتسامتها بصعوبة فهي تعلم غيره شقيقها من ابن عمه ( شقيق رحمة في الرضاعة ويقطن معهما هو ووالده بنفس العمارة ) وتحديدا يغار من عمرو لتفكيره بأن يتقدم الي منار قبل أن يعلنوا عن علاقتهما

- ابن عمك نسيته وله ايه سلامتك، شكل الذاكرة بعافية شكلها

أردف أحمد غاضباً

- شيفاني قرني علشان يروح يوصلها هو

تحدثت رحمة بمكر وخبث شديد

- الله هو عمرو غريب وبعدين مش انتَ اللي مش عايز توصلها

أردف قائلا وهو يرمق منار بنظرة ثاقبة يتعهد لها بالكثير

- متعصبنيش خليها تلبس طرحتها وهوصلها انا ياريت ننجز

______________________

في شقة ما بحي راقي تعود هذه الشقة الي باسل سلامة وهو رجل في نهاية الثلاثينات من عمره مهندس ميكانيكا لديه من الاشقاء اثنان

أية وهي تبلغ من العمر ثمانية وعشرون عام ومتزوجة منذ أربعة أعوام ولديها طفلة عمرها ثلاث سنوات تقريبا

اما شقيقة الاخر يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثون عاما ويعمل في احدي دول الخليج بعد انتهاءه لدراسته حتي انه تزوج ولديه طفلين، فقد أفني باسل سنوات عديدة في العمل من أجل اشقاءه بعد موت والده منذ أن كان في السنة الاولي من الجامعة

فكان والده نجار ومنذ أن كان بالجامعة كان يعمل أي شيء وكل شيء من أجل علاج والدته قبل وفاتها ومن اجل اشقاءه الذي سعي أن ينهوا دراستهم، سنوات عديدة قد مرت نسي بها نفسه انشغل بالعمل من الممكن ان في السنوات الستة الأخيرة حينما شارك صديقه لعمل مشروع ما كانت تحسنت اوضاعهما الاقتصادية هما سبق حتي أنه قد اشتري تلك الشقة ونقل بها حديثا

دخل المنزل ولم يتفاجأ بأن شقيقته هنا فمنذ سفر زوجها تقريبا تعيش معه، وكان يجلس علي السفرة ويتناول الطعام وكان يعاتبها علي ما تفعله بزوجها

فتحدثت أية بنبرة مستنكرة وانزعاج وهي عاقدة ساعديها وتوقفت عن تناول الطعام بعد أن نامت صغيرتها دينا

- علي فكرة انا مقولتش ليه حاجة ولا عملت مشكلة

أردف باسل ساخراً من تلك الحمقاء التي تزيف الحديث وكأنه لا يعرف ابنته فهي بالفعل ابنته

- فعلا الراجل الغربة لحست عقله ومش لاقي حاجة يعملها غير يتخانق معاكي في التليفونات ويتبلي عليكي

تحدثت بانزعاج وهي تحاول معرفة ان كان قد ازعج أخيها بالكلمات

- طب هو انتَ قولت له ايه

وضع الملعقة في فمه وابتلع حبيبات الأرز ثم أردف قائلا

- يطلقك

احتقن وجه أيه بالدماء والغيظ من شقيقها فهي تحب زوجها ولكن يصعب عليها تنفيذ ما يريده

- انتَ بتقول ايه يا باسل يطلقني؟؟ انا اختك علي فكرة

- قولت مطلقهاش حرام انتم بينكم بنت

ثم أردف بنبرة مرحة

- قولتله يتجوز عليكي لكن خراب البيوت لا

- انتَ معايا وله معاه

ترك باسل الملعقة وحاول أن يتحدث بجدية

- انا مع الحق لو ليكي حق عنده فانا اجيبه منه ومن التخين بس انتِ اللي غلطانه والمفروض تربيتي متعصيش جوزها

تنهد ليستكمل حديثه قائلا وهو يحاول أن يجعلها تتراجع عن عنادها بسببه

- ده لو واحد غير كريم والله العظيم كان زمانه مطلقك، راجل في الغربة ميعرفش حد ولما يجهز كل حاجة مترضيش تسافري معاه علشاني لو حد غيره قسما بالله لكان طلقك هو طيب وبيحبك بس هو مش هيفضل يقدرك كتير هيجي وقت وهيزهق

لما ينزل اجازة هتسافري معاه

أردفت أية بنبرة متذمرة فلو نسي شقيقها الاخر فضل باسل عليه وسافر ولا يهتم بمحادثهم الا مرتين في الاسبوع تقريبا فهي لن تنسي فضله عليها

- انا مش همشي واسيبك

أردف باسل بسأم من عنادها فهي ستخرب حياتها وبيتها بسببه

- ملكيش دعوة بيا خليكي في نفسك

أردفت بنبرة حازمة ومندفعة

- انا مهما حبيت كريم مش هيكون اغلي منك، انتَ ضيعت سنين من عمرك علينا وفضلتنا كتير علي نفسك وانا مش هسيبك واسافر، انا لما اتجوزته كان هنا في مصر وكنت عارفة ان شغله وحياته هنا

أردف باسل بنبرة هادئة

- وربنا أراد تجيله فرصة زي دي المفروض كونك مراته اول واحدة تقف جنبه

أردفت بصدق وإصرار علي موقفها

- لو اعرف اني هوصل لكده مكنتش اتجوزته انتَ ابويا يا باسل مش اخويا

أردف باسل بنبرة منفعلة قليلاً فيكفي ذلك فهي ليست طفلة ولا يريد أن يكون سبباً في خراب بيتها

- انتِ في متربية علي ايد راجل، وعمري ما اقبل تربيتي تكون كده، احترمي جوزك وظروفه وتسافري معاه لما يرجع يا تطلقي وخليكي قاعده معايا واخربي بيتك ايكش تنبسطي، انا مطلبتش منك تقعدي معايا متبوظيش حياتك وبطلي عبط

- خلاص عايزني اسافر اتجوز وأطمن انك مش لوحك

أردف باسل بنبرة غاضبة

- انتِ مالك اتجوز وله لا دي حياتي

- طب بص ...

- ما تفصلي يا ماما بقا روحي كلمي جوزك وقوليله انا هرجع معاك وعرفت غلطي وانزلي من علي دماغي كلتيها انا عايز انام

_________________

في بيت عائلة المغربي

كانت رحمة قد خرجت من غرفتها قبل دقائق وجلست بجانب خديجة ( والدتها )

رحمة أردفت بنبرة هادئة ومشرقة

- وحشاني يا ماما

رمقتها خديجة بنظرة غريبة ثم أردفت وهي تمرر الابرة في تلك الاعمال اليدوية التي تخص الكروشية فهي هوايتها منذ سنوات

- هو انا كنت مسافرة يعني ما انا كل يوم في وشك

- كل يوم بتوحشيني يا ماما والله

لوت خديجة شفتيها بضيق فهي تعلم ان هناك شيء ستفاجئها به ابنتها بعد قليل

- استرها يارب

- ايه

- في حاجة يا بنتي

أردفت رحمة بابتسامة وانكار

- مفيش هو لازم يكون في حاجة علشان نتكلم سوا وبعدين ده انا بنت الوحيدة يعني ليكي غيري

- ماليش يا بنتي ربنا يخليكي ليا عقبال ما افرح بيكي يا بنتي ده بنت اخوكي خلاص هتتجوز

أردفت رحمة متصنعة الجدية وكأن والدتها تحزن لهذا السبب

- انا عارفة والله المفروض احس، انا اتاخرت في شراءالفستان اوي

أردفت خديجة بغضب

- قومي علشان هتعليني وانا ضغطي بيعلي بسرعة خليكي كده لغايت ما اموت وخليكي قاعدة مع اخواتك يمكن النفوس تتغير بعد كده

أردفت رحمة وهي تشعر بالسأم من هذه الاسطوانة

- بعد الشر عليكي يا ماما وبعدين نفوس ايه اللي هتتغير، ما يمكن اتجوز واحد يطع عيني ويمرمطني في المحاكم

أردفت خديجة بغضب من ابنتها الماكرة ومن كلماتها

- هو انا هجوزك لبلطجي يعني وله اخواتك اتعدموا انتِ وراكي رجاله

قهقهت رحمة وأردفت قائلة

- يا سبحان الله، في نفس الدقيقة اخواتي النفوس هتغيرهم وبرضو اخواتي رجالة في ضهري ما ترسي علي بر

أردفت خديجة بغضب فابنتها تعطيها درس في كل كلمة

- انا خلفتك وحملت فيكي تسع شهور علشان تعلي ضغطي

- خلاص يا ستي انا هعملك اللي انتِ عيزاه فاكرة حسام أقصد، كريم ابن طنط منال اللي قولتيلي عيزاني اقابله

نظرت لها خديجة نظرة ثاقبة وهي ترفع حاجبيها فهي لا تصدق ما تقوله ابنتها، أردفت خديجة قائلة بتصحيح ذلك الاسم الذي تفوهت به

- اسمه كرم

- مش مهم، المهم ان ابن طنط منال

أردفت خديجة باستغراب فما الذي غير رأي ابنتها التي رأسها أصلب من الحجر

- مش انتِ قولتي لا، اصغر مني بسنتين وقولتلك الواد معندوش مشكلة اشمعنا دلوقتي يعني

أردفت رحمة بنبرة حنونة ومتصنعة بها الطيبة بقدر الامكان

- انا عايزة اريحك واطمنك عليا، انا مستعدة اقابله واتكلم معاه يمكن يحصل قبول زي ما انتِ قولتي مدام انا مش متعلقة بحد

أردفت خديجة قائلة بشك فهي تظن أن ابنتها قد فقدت عقلها

- انتِ كويسه النهاردة وله سخنة يا بنتي

- ماليش هو علشان اعملك اللي انتِ عيزاه يبقي في حاجة ولو معملتش تقولي اني مش بريحك

- مش عارفة هكلم منال انا مكنتش ريت عليها بس عارفة لو رجعتي صغرتيني انتِ حرة

- لا ابدا لا عشت ولا كنت علشان اصغرك

- طيب

نادت رحمة عليها حينما وجدتها قد أكملت ما تفعله

- ماما

- ايه تاني

- في حاجة كنت عايزة اتكلم معاكي فيها يا حبيبه قلبي

أردفت خديجة بنبرة ساخرة

- اهلا قولي كده حاجة ايه دي ان شاء الله

- اوعي تفهميني غلط

- اللي ربا غير اللي اشتري يا نن عيني اشجيني بقا عمالة تلفي وتدوري علشان ايه

قالتها رحمة دفعة واحدة

- سفرية في الشغل مؤتمر في شرم الشيخ، 3 ايام

- لا

أردفت رحمة بانزعاج وهي تحاول اقناعها

- علشان خاطري مش كل مرة لا، متقفيش في طريقي انا مش عيلة صغيرة

- ايكش يكون عند ستين سنة انا امك وكلمتي تمشي عليكي

أردفت رحمة بنبرة حاولت جعلها هادئة والا تنفعل

- يا ماما انا مش قصدي

هو انا امته بعمل حاجة من غير رايك بس انا مش صغيرة علشان يتخاف عليا وبعدين اناهسافر مع الشركة كلها وانتِ عارفة ان عمرو معايا وكمان اخوكي نفسه معايا ده كأني رايحة مع العيلة أصيف

- مليش فيه

أردفت بانفعال وانزعاج شديد

- علي فكرة بقا انا مش هقابل كريم وله كرم ده وخدي الكبيرة انا مضيت علي نفسي اني رايحة وكده هترفض من الشغل

- بت انتِ انا محدش يمشي كلمته عليا ولا انتِ ولا حتي اخواتك الرجالة وبعدين اترفضي يا رحمة ابقي اقعدي في البيت مش بتصرفي عليا علشان أخاف

- بقا كده

- اه لما تفكري انك تحطيني قدام الامر الواقع يبقي كده

أردفت رحمة قائلة

- انتِ تعرفي ان اخوكي قالي اسافر معاهم واقولك وانا في الطريق

- مليش دعوة باخويا، ولو فكرتي تسافري من ورايا يبقي انا فشلت في تربيتك وهعيدها من اول وجديد

- ده انا لو عيلة في ثانوي مش هتعملي معايا كدة

قالتها رحمة بنبرة متذمرة

______________

بعد مرور اسبوع

كان أحمد يودع شقيقته فقد اقنعوا خديجة بصعوبة لرُبما هي تخاف عليها ولانها تحدثت معها باسلوب لا يناسبها في البداية لذلك رفضت

ولكنها اقتنعت حينما علمت التفاصيل وانها ستسافر مع في اتوبيس خاص بالشركة

أردف عمرو قائلا وهو يوجه حديثه الي خديجة فهو يعتبرها أمه فقد ماتت والدته وهو مازال رضيع

- خلاص يا ماما انا خايف الاتوبيس يتقلب بينا من كتر ما انتِ مش راضية عن السفرية

أردفت خديجة بانزعاج

- اتلم يا واد بعد الشر عليكم، ربنا يرجعكم بالسلامة

ثم وجهت حديثها الي رحمة

- خدي بالك من نفسك

- حاضر يا ماما

سافرت رحمة بالفعل لتكن في طريق ونصيبها في طريق اخر ..

___________

في بيت باسل

كان يغلق أزرار قميصه ليتوجه الي عمله

فمنذ أخر نقاش بينه وبين اخته يعود الي المنزل متأخر لتجنب اي نقاش فد يحدث بينهما

دخلت دينا ابنه اخته الصغير التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات تقريبا يشعر انها ابنته حقا ويحبها كثيراً، فأردفت قائلة

- بوسي

أردف باسل بغيظ منها التي تغضبه او تضحكه بنطقها لاسمه

- يا نهار امك ابيض بوسي ؟؟

اسمي باسل

حاولت جاهدة نطقه بعد أن حملها وقبل رأسها ووجنتيها

- باس

حاول أن يبسط لها الحروف

- بااا سلل

حاولت جاهدة ولكنها أردفت لتقطع آماله

- بوسي

أردف وهو يقرص وجنتيها بخفة لتبتسم علي دعابته

- مفيش فايدة

دخلت أيه وهي تمشي بخطوات هادئة وتنظر في الارض وكانت علي وشك إخباره بأنها قد جهزت الفطار

فأردف باسل قائلا وهو ينظر لها بمرح

- ارفعي راسك يا ماما بطلي الحركات دي باينه اوي انك بتمثلي الهدوء

- بجد

- اه اوي

أردفت قائلة وهي تقترب منه وتنظر له فهي تريد مصلحته لطالما فضل مصلحتهما عليه

- متزعلش مني يا باسل انا مكنش قصدي اضايقك

تنهد تنهيدة مطولة وهو ينزل دينا بعد أن كان يحملها

- انا مش زعلان منك بس مش عايزك تخربي حياتك بسببي

- ما انتَ مش عايز تريحني

- اريحك ازاي يعني اجيب عروسة دلوقتي منين بطلي هبل الله يرضيكي مش علي الصبح

- اهو انا كل ما اقول حاحة تاخدني علي قد عقلي

- ربنا يهديكي

أردفت بغضب وهي تذم شفتيها فهي عالقة بين أمرين لا تريد أن تزعج زوجها وتريد أن تشاركه حياته ولكنها لا تستطيع ترك شقيقها الذي لم يكن كأي شقيق

- طيب انا رايحة مشوار


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close