اخر الروايات

رواية ما بعد الجحيم الفصل التاسع 9 بقلم زكية محمد

رواية ما بعد الجحيم الفصل التاسع 9 بقلم زكية محمد 

الفصل التاسع

توقف مراد عن لكمه قائلا :-
جدع يلا أنا سامعك .....

مسح الدماء من على شفتيه قائلا
- قاعدين فى ...............

هتف بتحذير ووعيد
- ولو كنت بتكدب ..

أسرع قائلا بتعب:- لا يا باشا ما بكدبش ....

:- تمام هنشوف

إندفع مراد إلى الخارج بسرعة البرق وكأنه يسابق الزمن ......

صعد إلى سيارته وأنطلق مسرعا فى طريقه لذلك العنوان ....

بعد دقائق كان قد وصل للمكان فطرق الباب وأنتظر أن يفتحه أحد .......

قام عابدين بفتح الباب وشهق بصدمة حينما رأى الطارق ...

:- والله ووقعت فى إيدى يا عابدين أخيرا ..

هتق بصدمة :- مممراد !!!!

جز على أسنانه بحقد دفين قائلا
:- أيوة مراد اللى إنت قتلت أبوه كويس إنك فاكر ....

ثم أمسكه من ياقة قميصه بقوة يكاد يقتله
قائلا بغضب :- دا أنا هقتلك النهاردة ...
ثم أخذ يكيل له اللكمات غافلا عن كبر سنه فهو يرى صورة والده الراحل وهو ملقى بين زراعيه .....
توقف عن الضرب فجأة وأسودت الدنيا فخر أرضا فاقدا الوعى. ....

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى إحدى الحوارى الشعبية بالإسكندرية وفى شقة بسيطة كان يفترش الفراش رجلا كبيرا يبدو عليه المرض الشديد فهو مصاب بالشلل الكلى ..وإلى جواره تجلس إبنته الغالية تعانقه بخوف وبكاء تحتمى فيه رغم عجزه قائله :-

:- بابا قوم علشان خاطرى ما تسبنيش لوحدى انا خايفة من ناصر يا بابا ....

ربت محمود بضعف على رأسها قائلا
- ما تخافيش يا بنتى إن شاء الله ربنا هيحلها من عنده ....

قاطع ذلك دلوف الأبن العاق كالثور قائلا بغضب :- هتتجوزيه غصب عنك سامعة ولا لا؟

هتفت بشجاعة مزيفة :- لا مش سامعة أنت ملكش كلمة عليا طالما ما ابويا موجود ...

صفعها بقوة قائلا :- يا سلام يا ستنا الشيخة طيب ورينى هتعملى إيه إنتى وابوكى اللى مش بيتحرك من السرير دة وبكرة كتب الكتاب على المعلم خميس ....

إرتمت تحت قدميه ممسكة بها تترجاه قائلة
:- لا لا حرام عليك دة قد ابويا حرام عليك ....

أزاحها بقدميه بقوة قائلا بغضب
- مليش دعوة طالما هستنفع من وراكى يبقى خلاص مش مهم ....

قال ذلك ثم خرج صافعا الباب خلفه هرولت سجود إلى أبيها قائلة :- إلحقنى يا بابا ...إلحقنى منه ......

بكى والدها مشفقا على حالها ويبكى على ضعفه قائلا :- متخافيش يا حبيبة ابوكى
ثم شرد فى ماضيه وعاد قائلا :- هاتى ورقة وقلم بسرعة ....وإكتبى ورايا اللى هقولهولك .

إستغربت سجود ولكنها ذهبت واحضرت ما أخبرها به والدها ...

واخذت تكتب وهى لا تفهم شيئا ولكن بعد ذلك بدات الخطوط تتضح لها فنظرت له بصدمة فقال :- مش وقت صدمات دة يا بنتى ربنا عاقبنى وانا راضى بدة المهم دلوقتى تروحى تلبسى وتروحى على العنوان اللى كتبته ليكى من شوية دى الحاجة الوحيدة اللى هتنجدك من منصور وشره ...

:- وإنت يا بابا أنا لا يمكن أسيبك .

هتف بإعياء :- يا بنتى ريحينى وإعملى اللى قولتلك عليه بقى ما تتعبنيش أنا كلها كام يوم وهودع الدنيا دى روحى علشان أبقى مطمن عليكى .....

قبلت يده قائلة :- بعد الشر عنك يا بابا متقولش كدة ..

- يلا يا بنتى مفيش وقت يدوب تلبسى وتمشى

هزت رأسها بنفى قائلة
- لا لا مش همشى مش همشى يا بابا خلينى جنبك بس يا بابا ....

:- طيب يا بنتى ماشى بس لو حصلتلى حاجة لازم تروحى للمكان اللى قولتلك عليه ....

:- بابا إحكيلى مين الست دى اللى عاوزنى أروحلها ؟

هتف متأملا إياها :- دى تبقى عمتك ..

شهقت بصدمة قائلة :- إيه ؟ إزاى ..فهمنى يا أبا الله لا يسيئك ..

أردف بندم وهو يعود بذاكرته إلى الوراء قائلا:-
زمان أكتر من تلاتين سنة ايام ما كنت فى عز شبابى ...كنت زى ناصر فى كل حاجة حتى جبروته وكأن الزمن بيعيد نفسه .......
كان الطمع عامينى لدرجة إنى إتهمت أختى فى شرفها علشان أخد الفلوس والورث اللى حيلتها وخليت أبويا يطردها من البيت ومحدش عرف عنها حاجة أمى ماتت بحسرتها عليها وبعد أما أبويا مات أخدت الفلوس وأخذت أمك اللى الله يسامحها لعبت فى دماغى وخلتنى أعمل كل دة وأشترينا شقة فى حتة نضيفة وفتحت مشروع وكان معانا ناصر وبعد كدة خلفتك وماتت بعديها بفترة مقتولة زى ما إنتى عارفة لما إتعرضلها حرامى وأخد منها الفلوس وقتلها وأنا زى ما إنتى شايفة ربنا سلط عليا ناصر علشان يعمل اللى عملته زمان خسرنى تجارتى في لعب القمار والمخدرات اللى بيشربها دى وأدينى أهو المرض بينهش فيا. ......
من كام سنة فوقت من اللى انا فيه وسألت عليها لقيتها بسم الله ما شاء الله متجوزة لوا بس إتوفا ومخلفة ولد ماشاء الله دلوقتى ظابط
ربنا أخد حقها مننا كلنا يا بنتى لما تشوفيها قوليلها تسامحنى علشان أعرف أنام فى تربتى أنا إتكسفت أروحلها بعد اللى حصل بس المرض زى ما إنتى شايفة مانعنى من كدة
أنا عارف إزاى إنتى بصالى بس كانت ساعة شيطان عمتنى عن الحق. ...

- متعذبش نفسك تانى يا بابا إرتاح دلوقتى. ..وأنا هروح أعملك حاجة تشربها. ..

تنهد محمود بتعب قائلا :- سامحنى يارب وسامحينى يا بنت أمى وابويا. ..

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

دلف محسن إلى الداخل وتفاجئ بمراد يضرب والده فأمسك بالمزهرية الموجودة على الطاولة ثم توجه إليه وقام بضربه بها بقوة على رأسه فنزفت رأسه وفقد وعيه في الحال.

نظر عابدين ومحسن إلى جسد مراد الهاوى على الأرض

هتف بصدمة :- يلا بينا نهرب بسرعة بدل ما نروح في داهية. .

محسن وهو يمسك بالسكين ويتوجه إليه :- أقتله الأول. .

أمسكه بقوة مانعا إياه عما ينوى فعله
:- إنت عاوز تودينا في داهية إخلص بينا نلحق نهرب بدل ما يجى البوليس وراه وتبقى مصيبة. ...
إعقل ويلا بينا قبل ما يفوق ودة لو فاق أصلا بعد الضربة اللى خدها دى. ...

نظر محسن له بغل ثم رحل مع والده على مضض. .

بعد مرور بعض الوقت نهض مراد متألما ووضع يده على رأسه موضع الألم فوجد نفسه ينزف غلت الدماغ فى عروقه وأخذ يضرب بيده بقوة على المنضدة قائلا بصراخ ودموع :-
يا ولاد ال **** يا ولاد ال ***
آاااااه سامحنى يا بابا مقدرتش أجيبلك حقك المرة دى. .
ثم أكمل بفحيح :- بس وعد منى حقك هاخده وقريب أوى كمان. .......

نفض ملابسه ثم نزل إلى الأسفل وصعد إلى سيارته منطلقا إلى عمله. .....

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى فيلا فريد المنشاوى توقفت لمار عن البكاء أخيرا

هتفت أمينة بحنان :- أحسن دلوقتى؟

هزت لمار رأسها دون أن تنطق بكلمة

:- مالك بقى؟ أنا سايباكى الصبح نايمة هو إنتى كل ما بتصحى بتعيطى ولا إيه؟

أجابتها بكذب :- لا مش بعيط بس. ....أصل إفتكرت ماما الله يرحمها أصلها زارتنى في الحلم

ربتت أمينة على كتفها قائلة :- الله يرحمها. .يلا طيب دلوقتى روحى غيرى هدومك علشان تنزلى تفطرى. ...

شهقت بتذكر وقالت :- يا خبر. ...أنا معملتش الفطار أنا آسفة هروح دلوقتى والله معلش. .....

ضحكت قائلة :- إهدى بس مفيش داعى أنا جبت الخدم من تانى وبعد كدة إنتى مش هتعملى حاجة تانية. ..

إلتمعت الدموع في عينيها قائلة :- بس. ..بس حضرة الظابط هيضربنى. .

:- لا مش هيضربك متخافيش أنا معاكى.

أردفت بدموع :- هو إنتى حضرتك بتعاملينى حلو ليه إنتى المفروض تكرهينى وتعذبينى !

تنهدت بحزن قائلة :- إنتى ملكيش ذنب فى حاجة أبدا وربنا يجازى اللى كان السبب. ...

- حضرتك طيبة اوى أنا والله ماليا ذنب في حاجة دة أنا حتى بكرهم أكتر منكوا كفاية إنهم خلوا ماما تروح منى. ....أنا مش هسامحهم أبدا. ...

ثم إنخرطت فى البكاء مرة أخرى على ذكرى رحيل والدتها. ....

أحتضنتها أمينة بشدة وقد أنسابت دموعها هى الأخرى :- خلاص يا بنتى إهدى دى راحت عند اللى أرحم منى ومنك. .أدعيلها بالرحمة والمغفرة. ...

هتفت بإنهيار وهى تستعيد تلك الذكرى :-
كنت. ..كنت فى المدرسة وجيت وأخدتنى في حضنها زى كل مرة وبعدين أتغدينا وكنا بنعمل الواجب فجأة الباب خبط جامد أنا إتخضيت ساعتها وماما حضنتنى علشان ما أخافش
بس سابتنى وراحت فتحت الباب وياريت ما فتحته. طلع واحد من البلطجية اللى يعرفهم أبويا دخل زى المجنون يدور على بابا ولما مالقيهوش قعد يزعق لماما ويقولها فين بابا بس هى ما كنتش تعرف وهو مصدقهاش راح لمحنى وقام راح ماسكنى من شعرى وقال لماما إنه هياخدنى رهن عنده لحد ما بابا يجيب فلوس البضاعة اللى سرقها بس ماما ما سكتتش وراحت ماسكة فيه علشان تاخدنى راح طلع مطوة من جيبه وفتحها علشان يهدد ماما بس بردو قاومتو من خوفها عليا
وفجأة راح غزها فى قلبها وقعت علطول هو هرب علطول وأنا قعدت جنب ماما أعيط وأقولها قومى يا ماما بس هى مرضيتش وسابتنى لوحدى. ....آاااه يا ماما. ...وحشتينى أوى. ....تعالى خدينى علشان إرتاح من اللى انا فيه. ....

عانقتها بدموع قائلة:- خلاص يا حبيبتى إهدى ووحدى ربنا. ....

:- لا اله الا الله. ...بس هى وحشتنى أوى. .....

:- إهدى وأنا هوديكى تزوريها ماشى. ..؟

هتفت بفرح :- بجد؟ حضرتك بتتكلمى جد؟ بس إبنك. ....

- مالكيش دعوة بيه خليكى معايا أنا. ..
يلا غيرى لبسك علشان تنزلى معايا. ...

:- حاضر. .......

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

ظهرا في فيلا حامد الداغر
كانت ورد تلاعب سليم الذى أخذته للتو من والدته نظرت له بحنان قائلة :-
بتضحكى يا كميلة إنتى ياختى خراشى قمر. ..
ثم أكملت بغيظ :- مش زى عمك البارد دة. ..

:- ياه دة إنتى شايلة من عمه أوى على كدة

صرخت بقوة ثم نظرت خلفها قائلة بضجر :-
ربنا يسامحك خضتينى يا ندى. ..

هتفت بضحك :- أعملك إيه يعنى؟ ما تكلميش نفسك تانى بصوت عالى المرة دى جات فيا أنا المرة الجاية الله أعلم. .....
مش بعيد يكون البارد نفسه ههههه. ...

ذمت شفتيها بتذمر قائلة:- متضحكيش تانى كدة ماشى. ...

قهقهت عاليا قائلة :- خلاص خلاص انا آسفة ......
سليم شكله حبك أوى عقبال الكبير يارب
المهم أنا رايحة أنا وسليم نشتريله شوية هدوم إيه رأيك تيجى معانا؟

:- بجد ؟ يعنى ينفع؟

:- أه طبعا يا حبيبتى يلا هاتى سليم أروح البسه على ما تجهزى ..

:- طيب رايحة أهو. ....

بعد دقائق وصلوا إلى مول كبير ترجلن من السيارة ثم دلفن إلى الداخل بصحبة الصغير سليم. ....

كانت ورد تتطلع للمكان بإنبهار شديد فهى لم يسبق لها التواجد في أماكن مثل هذه من قبل. هتفت بعيون متسعة إنبهارا :- الله المكان حلو أوى. ...

:- اى حاجة تعوزيها شاورى عليها بس. .

- بس أنا مش معايا فلوس. ....

- طيب دة إسمه كلام يا بنتى محدش بيمتن عليكى دى فلوسك يلا يلا قدامى ولا إتصل بماما صفاء تشوف شغلها معاكى؟

:- لا خلاص خلاص

:- أيوا كدة يلا قدامى بقى. ...

ذهبن لإنتقاء الملابس لسليم ثم أنتقيا بعض الملابس لأنفسهن وذهبوا للمطعم وتناولوا الطعام وسط سعادة ورد العارمة غادرن إلى الفيلا ...

******************************

وصل مراد إلى مكتبه وهو يركل قل ما تطوله يداه من الغيظ. .....

مراد صارخا معاتبا نفسه :- غبى غبى سيبتهم ليه؟ إزاى تسيبهم إزاى؟

دلف عمر إلى المكتب فوجده في حالة يرثى لها ووجد صديقه يجلس على الأريكة يضع يده على رأسه. ...
تقدم عمر منه وجلس الى جواره ووضع يده على كتفه أما الآخر عندما رآه نظر له بندم قائلا :-
هربوا يا عمر هربوا وحق أبويا راح تانى. ..

ربت على كتفه قائلا بتشجيع:- متزعلش يا صاحبي هيتمسكوا ما تقلقش كل الحكاية إن أجلهم لسة مجاش. ..

هتف بنبرة محملة بالندم:- متزعلش منى يا عمر إنت عارفنى لما بغضب مابشوفش قدامى. ...

ضحك عاليا ثم أضاف بمرح :- لا يا عم أنا زعلان ودينى أى مطعم ناكل وانا هصالحك. .

هتف بغيظ :- طفس من يومك. ...

عمر بصدمة وقد سقطت عينيه على لياقة قميص مراد التى تحولت إلى اللون الأحمر
:- مراد إنت بتنزف. ...

هتف بدون إهتمام:- متخدش فى بالك دة جرح صغير. ..

صاح فيه غاضبا بقلق:- قوم معايا بلا جرح صغير إنت رأسك بتنزف وحضرتك ولا هنا. ..

تأفف قائلا :- بس زن يا عمر انا كويس.

هتف بإصرار :- لا مش هبطل إلا لما تطلع معايا على الدكتور. ..

:- عمر. عمر بس يابابا وانت عامل كدة زى الست الزنانة.

ضحك بنبرة أنثوية قائلا :- ما طبعا مش لازم أخاف على جوزى يلا يا بيبي. ..

إبتسم على مزاحه قائلا :- والله مجنون. ...يلا يا سيدى. ..

وبعد دقائق وصلوا المشفى وقام الطبيب بتخييط الغرز وسط نظرات عمر الحانقة. .
وبعد إنتهاء الطبيب كتب له بعض الأدوية. .

أخذ عمر يقضم شفتيه بغيظ قائلا:- بقى مش مستاهلة مش كدة؟
واخد سبع غرز ومش مستاهلة يا جبروتك يا أخى يا جبروتك. ...

ضحك قائلا:- خلاص يا عمر مش حكاية هى يلا بينا نمشى. ...

:- ماشى يا سيدى إتفضل قدامى. ..

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في فيلا فريد المنشاوي نزلت لمار برفقة أمينة بخجل شديد وعندما رات الجميع ينظر إليهن بدهشة فتركتها بآلية متوجهة للمطبخ ....

مسكتها أمينة بسرعة من يدها قائلة
:- إنتي رايحة فين؟

أجابتها وهى تنظر أرضا خجلا من البقية
- رايحة المطبخ هقعد هناك. ...

هتفت بإصرار - لا تعالى إقعدى معانا علشان تفطرى .

هزت رأسها بسرعة قائلة بترجى
- لا لا أنا هاكل في المطبخ الله يخليكى سيبينى أروح

هتفت بإستسلام :- ماشى إعملى اللى يريحك. ....

توجهت أمينة إلى الطاولة والقت عليهم تحية الصباح وجلست تتناول فطورها معهم. ...
كان الجميع ينظر لها بصدمة. .....

لاحظت هى نظراتهن فهتفت قائلة :-
إيه مالكم بتبصولى كدة ليه؟

صاحت فاطمة بغضب شديد :- إنتي ايه اللى عملتيه دة ها؟

أجابتها ببرود :- عملت إيه يعنى؟

:- يعنى ما انتيش عارفة؟ إنتي إزاى تتعاملى مع البنت دى ؟ إنتي ناسية هى مين؟

- لا مش ناسية يا فاطمة بس هى ملهاش ذنب. .

هتفت زينة بسخرية :- الله الله هى لحقت تضحك عليكى؟

:- إيه تضحك عليا دي كمان هو انا عيلة صغيرة؟

- ما أقصدش يا مرات عمى. .بس دى واحدة مجرمة إزاى تأمنيها على نفسك كدة وعلينا ؟

:- أنا عارفة بعمل ايه كويس جدآ. ...

جزت على أسنانها بغيظ قائلة
- براحتك يا أمينة براحتك. ..

*********
بعد لحظات كانت زينة تقف إلى جوار والدتها

تهتف بحقد :- بقى كدة البت ضحكت عليها وخلتها زى الخاتم فى صباعها وهى مالهاش يومين ...

- مش خايبة زيك ليكى سنين هنا ومش عارفة تكسبيها. .

:- بس وحياتك لأجيبلك عاليها واطيها وبكرة تقولى زينة قالت. ..

- لما نشوف يا أختى قدامى بدل ما حد يسمعنا.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

ليلا في شقة محمود بالإسكندرية
دلفت سجود لتعطي والدها الدواء جلست إلى جواره وأخذت تهزه برفق قائلة :-
بابا بابا قوم علشان تاخد الدوا بتاعك. .....بابا.
ثم أخذت تهزه بقوة وتصيح بإسمه ولكن دون فائدة فأحتضنته بقوة وأخذت تصرخ وتبكى :-
بابا بابا قوم ماتسبنيش ....قوم يا بابا. ....آااااه بابا. ....أنا محتجالك متسبنيش. ....قوم يا بابا قوم. .....

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى فيلا حامد الداغر كانت ندى مع ورد كالعادة يتسامران. ...

هتفت ورد بعيون ذابلة :- هو هو صحيح فرح سليم الإسبوع الجاي؟

نظرت لها بحزن قائلة:- اه هو قال كدة مصطفى قالى. .

هتفت بتردد ودموع :- وهو بيحبها ؟

قوست شفتيها بعدم معرفة قائلة
:- مش عارفة هما بيخرجوا كتير مع بعض بس دة اللى أعرفه. ..

تنهدت بحزن قائلة- ربنا يسعدهم. .....

:- حبيبتى ما تقلقيش إن شاء الله ربنا هيرضيكى إنتي طيبة وتستاهلى كل خير. ...

:- ربنا يخليكى بس أوعى تقولى قدام حد إنى مرات سليم. ...هيزعقلى. ..ماشى؟

:- ماشي يا حبيبتي متقلقيش. ..

:- طيب أنا هطلع أوضتى ومتنادنيش على العشا مليش نفس. ...

صعدت إلى الأعلى بسرعة ودلفت إلى غرفتها فخلعت حجابها وألقت بنفسها على السرير وأخذت تبكى بصوت مسموع على حالها
كيف ستتحمل رؤيته ملك لغيرها يعطيها كل شئ وهى لا شئ ....
كيف ستعيش معها فى بيت واحد ؟ دعت الله أن تمر الأيام على خير. ....
فمهما كانت الظروف فهى بالتأكيد أفضل من العيش عند خالها وعلى ذكر خالها إرتعش جسدها خوفا فضمت نفسها وتكورت كالجنين مستمرة في وصلة بكائها. .....

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

عاد مراد من عمله ألقى عليهم السلام

ما إن رأته والدته ركضت نحوه قائلة بقلق :- مالك يا ابنى إيه اللي في رأسك دة. ....؟

هتف بكذب مطمئنا إياها
:- متقلقيش يا أمى دة أنا خبطت راسى من غير ما أقصد. .

:- الحمد لله إنها جات على قد كدة.

تلقائيا وجد عينيه تبحث عنها فنظرت له أمينة بخبث قائلة :- اللى بتدور عليه مش هنا.

توتر قائلا :- أاا ...إنتي. .انتى تقصدى إيه؟

ضحكت قائلة بخبث:- أبدا يا حبيبي أنا أقصد عمك في مكتبه بيتابع الشغل. ....

جز على أسنانه بضيق قائلا :- اه ماشى أنا هطلع فوق أغير هدومى علشان أتعشى. .
ثم أكمل بقسوة :- الزفتة اللى هنا عملت الأكل؟

:- لا معملتش حاجة انا رجعت الخدم تانى و هما اللى عملوا الأكل.

هتف بغيظ :- ممكن أعرف ليه بتعارضينى؟

:- أنا مش بعارضك بس حرام علينا نعمل في البنت كدة

أردف بسخرية:- والله! هى لحقت تضحك عليكى ؟
دى حرباية ذى أبوها ميجيش من وراها غير المصايب وبكرة تشوفى. .

ضيقت عينيها بضيق قائلة :- ماشى يا حبيبى اه وكمان أنا خصصتلها اوضة جنبى في الجناح تقعد فيها. .

إبتسم بسخرية قائلا:- طيب ما نسبلها الفيلا أحسن
أنا طالع أوضتى بدل ما أتشل. ...

صعد إلى غرفته ولكن بلغ غيظه منها منتهاه فتوجه لغرفتها فورا وفتح الباب بقوة دون إستأذان إنتفضت الأخرى على إثره. ...

نظرت له بخوف وأخذت تنظر هنا وهناك لعلها تجد مكانا تفر منه وعندما لمحته يتقدم منها بخطوات بطيئة أتلفت أعصابها سحبت الغطاء عليها بسرعة وأخذت تتنفس بقوة وكأن أحدا يعدو خلفها. ........

صاح بسخرية :- إنتى غبية؟ هو الغطا دة اللى هيحوشك عنى. ...

قال ذلك ثم سحب الغطاء فشهقت بخوف ووضعت يديها على وجهها قائلة :-
والله ما عملت حاجة علشان تضربنى ...

أمسكها مراد من ياقة المنامة التى ترتديها فقال :-
شايف إنك واخدة راحتك على الآخر ولا بيت أبوكى الصراحة. ....

نظرت له بدموع قائلة:- طيب قولي إيه اللى فى إيدى ممكن أعمله بقولك ودينى بيت ماما مش راضى بقولك مظلومة مش راضى تصدق أعملك ايه يعنى حرام عليك والله. .....

مراد بغل وهو يضغط أكثر على ملابسها فكادت أن تختنق :-
عارفة كنت هقتله النهاردة بس أخوكى الجبان خدنى على خوانة وضربنى من ورا لحد ما أغمى عليا وهربوا بس وعد منى ليكى مش هرتاح إلا لما يتقبض عليهم. ....

توقف عن الكلام عندما إستمع لرنين هاتف بالقرب منهم تركها وتوجه لمصدر الصوت أما هى فشحب وجهها كالأموات. ...

فتح الدرج وأخرج منه الهاتف ونظر للمتصل بصدمة عندما وجده ذلك اللعين. ....
أحمر وجهه من الغضب ونظر لها بشر. ..

أسرعت تقول ببكاء :- بص والله. ..هفهمك. ...إستنى آاااه. ..

صفعها بقوة ثم شدها من زراعها وأوقفها أمامه قائلا بفحيح :- ردى وشوفى عاوز ايه وبانى طبيعية وإلا والله هتشوفى النجوم فى عز الضهر. .....

هزت رأسها بخوف وألتقطت منه الهاتف بأيدي مرتعشة فتحت المكالمة وتحدثت بصوت جاهدت أن يظهر فيه طبيعيا :-
أاا. ....ألو. ....

أتاها صوت والدها الغاضب قائلا:- بقى يا بنت ال******* بعتالى الظابط يقبض عليا إن ما وريتك مبقاش أنا. .

لمار بخوف متجاهلة وجود مراد فكل منهم يجلد فيها دون رحمة :-
والله أبدا يا بابا مقلتلوش. ...

ضغط الآخر على يديه بعصبية شديدة جراء حديثها فأعتقد إنها متفقة معه. ...

زجر بعنف قائلا:- وحياة أمك صدقتك أنا كدة ماشي يا زفتة أخلص من اللى أنا فيه وشوفى مين اللى هيرحمك منى. ...

إرتجفت بخوف قائلة :- حرام عليكوا. ...لا لا

ثم سقطت أرضا فاقدة للوعي وضع الآخر الهاتف على أذنه فسمع صراخ الآخر :-
طيب ايه رأيك لما أقول للظابط إنك مشتركة معايا في كل حاجة والمخدرات اللى إنتى بتشيليهالى عندك ولا شغلك في الدعارة دول بيسألوا عنك بالأسم تقدرى تنكرى دة؟
سلام يا حبيبة أبوكى أشوفك قريب. ...

أغلق الهاتف أما الآخر الذى كان يستمع بغضب شديد لكلماته المسمومة التى من سوء الحظ سمعها هو. ..
نظر لها بكره وهى ممدة على الأرض لا حول لها ولا قوة. :- بقى إنتى تستغفلينا كل دة وعملالى فيها ستنا الشيخة ماشى ورحمة أبويا لتشوفى. ...
تركها كما هى وإتجه لغرفته وبعدها لغرفة الرياضية ووقف أمام كيس الملاكمة يفرغ غضبه فيها. .......

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

بعد مرور إسبوع من تلك الأحداث في فيلا حامد الداغر
فى غرفة ندى التى تتجهز للذهاب إلى الزفاف وقفت أمام المرآة بغيظ تقول :-
كل شوية لازقة فيه كل شوية أنا أحلى منها على فكرة يا مصطفى. ..يعنى علشان بتلبس مش محترم. ....ماشى يا مصطفى. ....

مسكت ذلك الفستان الأحمر القصير العارى ودلفت إلى الحمام وخرجت بعد دقائق ووقفت أمام المرآة ثم فردت شعرها ثم أصبغت شفتيها باللون الأحمر الداكن وتأملت نفسها بإعجاب ولكنها سرعان ما شهقت بخجل تقول :-
يالهوى بتقعد بيه ازاى دة؟ دة أنا مكسوفة من نفسى أما ألحق أروح أغيره قبل ما. .........

ولم تكمل كلماتها حيث دلف مصطفى فتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها فأخذت تشد أطرافه لأسفل لتخفى ما تستطيع وكاد أن يتحدث ولكنه تصنم مكانه حينما رأى تلك الجنية بتلك الإطلالة فأخذ يتأملها من رأسها لأخمص قدميها . .....ولكنه غضب حينما فكر إن رآها غيره بتلك الهيئة المهلكة. ....
تقدم منها بسرعة وأمسكها من زراعها بقوة قائلا بغضب :- إيه الزفت اللي إنتى لبساه دة؟

ندى بغضب فهى ظنت إنها لم تنال إعجابه :-
يا سلام ما الست هايدي علطول بتلبس كدة ولا هى بس اللى بتعجبك. .

هزها بعنف قائلا:- وأنا مال أمى بيها ليه هو إنتى كنتي ناوية تطلعى بالشكل دة؟

هتفت بإستفزاز :- أيوة. .......

قاطعها صائحا بغضب :- جاتك أوة أمشي إقلعي الزفت دة بدل ما أقطعه عليكي

هزت رأسها بموافقة فهي تعلم غضبه جيداً إلي أي طريق سيسلك.

بعد وقت خرجت وهي ترتدي ثيابها المحتشمة ولفت حجابها وبعد أن إنتهت وقفت قبالته وأخذت تبكى قائلة من بين شهقاتها :-
إنت بتعاملنى بالقسوة دي ليه يا مصطفى تعبت وحياة ربنا تعبت. بحاول افهمك بس إنت مش مدينى فرصة ...
ثم أكمل بتألم :- أنا بحبك أوى يا مصطفى بس انت مش بتحبنى. ......

:- ومين قالك إنى ما بحبكيش؟ !!!

نظرت له بصدمة قائلة :- تقصد ايه ؟

إبتعد عنها بهروب قائلا :- يلا علشان ننزل ونلحق الجماعة.

هتفت بخيبة أمل :- ماشى يا مصطفى. ....

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى فندق ضخم يدلف سليم برفقة ميس على الانغام الموسيقية ثم جلسوا في مكانهم المخصص ......
وعلى طاولة بعيدة عن مرأى الجميع تجلس ورد تكبح دموعها بشدة فهى الآن تحضر زفاف من أحبه وعشقه قلبها تشعر بنغزات في صميم قلبها ...فتحاشت النظر إليهم
شعرت بالإختناق وكأن روحها تسلب منها فلم تسطع الصمود أكثر من ذلك فنهضت مسرعة وخرجت من المكان بحذر. خرجت من الفندق ونظرت حولها بضياع فوجدت شجرة على مرمى بعيد من الناس فتوجهت إليها وجلست تحتها تنتحب بمرارة على عشق لم تسطر كلماته بعد. .....
بعد مرور الوقت إنتهى الزفاف وغادر العروسين وتبعهم باقى العائلة ورحلت ورد برفقة ندى التى تفهمت وضعها وأشفقت عليها
وكذبت عليهم عندما رأوا تعب ورد الواضح فأخبرتهم إنها متعبة ولم تعتاد على السهر. .

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

دلف مراد إلى غرفته ووجد المصباح مشتعل وهي تغفو بسلام علي الفراش فدلف إلى الحمام ثم أبدل ملابسه إلى منطلون قطنى أسود وتيشرت زيتى ثم ألقى بجسده على الفراش جوارها ناظرا إليها وتذكر ما فعله بها منذ أسبوع. ........
FLASH BACK
.. ....... ..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close