رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني الفصل الثامن 8 بقلم نور زيزو
الفصل الثامن (
__ بعنوان “بداية الأنتقام” __
دلف رجل إلى مكتب “نوح” بالمحجر ووقف صامتًا ليرمقه “نوح” بجدية ثم قال :-
-روح أنت يا عطيه
أنصرف “عطيه” من المكتب ليشير “نوح” على الرجل بيده ليقترب فجلس الرجل أمامه وقال:-
-كيفك يا جناب البيه
تحدث “نوح” بجدية صارمة قائلًا:-
-خشي في الموضوع
قصي عليه الرجل مقابلة “تاج” مع العجوز الغجرية وعن خطتها التي سمعها فأستشاط “نوح” غضبًا من تفكيرها في قتل طفله وأذية زوجته ليهب واقفًا من المكان ثم غادر المكتب عازمًا على قتل هذه المرأة الشيطانة ثم صعد إلى سيارته وأنطلق إلى المنزل....
وقفت “عهد” مصدومة مما تسمع لتضع يديها على بطنها بخوف على طفلها بينما “عليا” طوقتها بذراعيها بخوف على أختها وكل هذا الشر والخبث يلحقان بها، أشار “نوح” لـ “خلف” بأن يأخذوها بعيدًا ثم ألتف ليرى زوجته واقفة بين ذراعي أختها بخوف ويديها تحيط بطنها رغم أرتجافها فأشاح نظره بعيدًا وتنهد تنهيدة قوية ثم أقترب منها ليمسك يد “عهد” ويجذبها بقوة من “عليا” وضمها إليه لتتشبث به بضعف وخوف وتسمع صوته يُحدثها قائلًا:-
-متخافيش طول ما أنا جارك
أنهمرت دموعها أخيرًا بعد أن دخلت لمأوى الوحيد بين ذراعيه فمسح على رأسها بيده بلطف...
___________________
جلست “فاتن” مع “سلمى” على الأريكة بغرفة المستشفى ويتناول القليل من الفاكهة ويتسامرون بينما “أسماء” كانت شاردة الذهن وتنظر بهاتفها الجديد الفارغ فلم يحمل به أي صور أو حسابات على الأنترنت أو أسماء تتصل بهم، ربما خشيت “فاتن” من أحضار الهاتف القديم لعل أبنتها تكن تحمل به شيء لـ “نوح”، تذكرت كيف حملها في المصعد وركضه إليها وأنفاسه التي كانت تضرب وجهها عندما عاد بها للغرفة وتتطلع بها، لم تكن فاقدة للوعى تمامًا لكن عندما حملها في المصعد أدعت كل هذا من الخجل وحفاظًا على كبرياءها العنيد معه، وقفت “فاتن” من مكانها وقالت بدهشة:-
-أنتِ تعبانة
لم تسمعها “أسماء” بل كانت بعالم أخر لكنها شعرت بيد تلمس وجنتها وعندما رفعت نظرها كانت والدتها تتحسس درجة حرارتها بعد أن أحمرت وجنتها خجلًا فجأة بعد تفكيرها به فقالت بحيرة:-
-في أيه
-أنتِ حمرة ليه عيانة أجبلك الدكتور
دفعت “أسماء” يد والدتها بعيدًا بانفعال وقالت بارتباك:-
-لا أنا كويسة مش حمرة ولا حاجة
نظرت “فاتن” إلى “سلمى” وقالت بقلق:-
-مش البت دى حمرة يا سلفتى؟
قبل أن تجيب “سلمي” قطعتها “أسماء” بصراخ شديد مُرتبكة قائلة:-
-جولتلك لا مفيش حاجة
تعجبت “أسماء” من انفعال ابنتها على اللاشيء بينما فُتح الباب ودلف “نادر” وفور رؤيتها له أرتفاعت حرارتها أكثر خجلًا لتزداد أحمرارًا، تحاشت النظر إليه بخجل بينما أبتعدت “فاتن” لكى يفحص ابنتها فأنتبه لحمرتها ليضع يده على جبينها بلطف يتحسس درجة حرارتها فرفعت “أسماء” نظرها به لتتقابل أعينهما وشعرت بضربة كهربائية صاعقة تضرب قلبها بينما هو ألتزم الصمت وأخذ مقياس الحرارة من الممرضة ووضعه بأذنها وكانت مؤشراتها طبيعية، نزع الطاقية عنها وأقترب أكثر منها وبدأ بنزع الشاش عن رأسها وهى بعالم أخر مع ضربات قلبها وتوترها، نظر إلى جرح رأسها ثم نظفه وطهره ووضع لاصقة طبية كبيرة على الجرح وقال:-
-هنغيرلها على الجرح مرتين في اليوم وتابعى معها لو ظهر أي ألتهاب أو ألم أبجى بلغنى
كان يُحدث الممرضة لتدرك “أسماء” أنه لن يأتي إليها بعد الآن إلا في الحالات القصوى فقط وستتابع الممرضة علاجها السطحية، أعتقدت بأنه يفعل ذلك لأنها تشاجره دايمًا وتعنفه بحديثها، بحركة لا أرادية منه بعد أن انتهى من وضع اللاصقة على جرح رأسها هندم خصلات شعرها الأمامية بأصبعه الوسطي وكأنه يخبرها بأنها جميلة حتى مع جرحها ولا حاجة لإخفاء الجرح بالطاقية، لم ينتبه أحد لحركته ولا هو فقد فعلها بعفوية شديدة وتلقائية على عكس “أسماء” الجالسة تراقب كل حركة وكل نفس من دخوله فرأت نظرها به ليقول بنبرة دافئة:-
-بلاش الطاقية هتحررك وغلط على الجرح
أومأت إليه بصمت وعينيها حادقة به ثم ألتف ليغادر فمسك طرف البلطو الأبيض بأناملها ليستدير إليها ونظر إلى يدها كأنها طفلة صغيرة تتشبث به ثم رفع نظره بها ول يعقب على فعلتها لتُتمتم:-
-أنا هخرج أمتى؟
-لما حالتك تتحسن ولا مواخداش بالك أن كل ما تجفى على رجلك تجعى من طولك
أومأت إليه بنعم وتركت ملابسه فغادر الغرفة وهو يقول بنبرة صوت مرتفعة:-
-أنا هروح دلوقت وهجب نبطشية بليل
قالها مُحدث الممرضة التي تسير معه علنا بينما خلسًا كان يخبرها هي بأنه سيعود مساءًا لتبتسم بعفوية فحدقت “سلمى” ببسمتها وأقتربت من أذن “فاتن” وقالت:-
-مشوفتهاش بتتضحك من ساعة ما فاجت
أجابتها “فاتن” بالنميمة قائلة:-
-لا وملاحظتى يا سلفتي أنها أحمرت وظهر فيضان براءة وحنية لما الداكتور جه
أومأت “سلمى” لها بعفوية وتابعت همساتها:-
-لا وكمان العصبية هربت أول ما الباب أتفتح
هز الأثنين رأسهما وكأنه بدأوا يفهموا بأن هناك شيء يحدث مع هذه المريضة
___________________
صرخ “على” بـ “حُسنة” وهكذا الفتيات الأخريات التي جلبتهما في مساعدتها قائلة:-
-أجلبوا الأوضة فوج وتحت والأزازة دى لازم تلاقوها فاهمين
كانوا الثلاثة نساء يبحثون في غرفة “تاج” على القارورة التي جلبتها من العجوز وبداخلها السحر والهلع والخوف يتملك الجميع بسبب وجود “على” الذي يشرف على بحثهم بنفسه خوفًا من أن يفقد حفيده الذي لم يخرج للعالم بعد، دخلت “خلود” من باب الغرفة تحمل كوب الشاي الساخن الخاص بـ “على” وقالت:-
-أتفضل يا حج
رمقها بنظره بعينين حادتين ثم مسك عكازه من المنتصف وقال بغيظ من هذه الفتاة:-
-وااا هي دا المذاكرة يا بت، مش أنا حذرتك ونبهت عليكي متهمليش مذاكرتك واصل
ضحكت “خلود” بعفوية بعد أن رفع العكاز بوجهها عازمًا على ضربها أو نكزها به ثم جلست جواره وقالت:-
-ما أنا هفهمك يا حج، أنا جومت أعملى كوباية شاى عشان أركز وأخد بريك شوية قوم جولت أيه بجى أنا أعمل للحج كوباية معايا
رمقها بنظره وأنزل عكازه أرضًا ثم رفع حاجبه بهذه الفتاة الماكرة وقال:-
-ماشي يا بنت حُسنة، شايفة يا حُسنة بنتك البكاشة بتتضحك عليا
ألتفت “حُسنة” له ببسمة عفوية وقالت:-
-ربنا يديك الصحة يا حج
قرص “خلود” من وجنتها بلطف وقال:-
-وأنا كام مرة جولتلك يا مقصوفة الرجبة أنتِ متجوليش يا حج وتجولى يابا
قهقهت ضاحكة وهى تربت على يده الماسكة وجنتها هاتفة بعفوية:-
-حاضر حاضر
تركها لتترك له كوب الشاي وتغادر فتبسم “على” عليها وقال بعفوية:-
-بنتك كبرت يا حُسنة بجت تستحى تجولى يابا
تبسمت “حُسنة” بأمتنان لهذه العائلة وقبل أن تتحدث عاد “على” لصراخه مُجددًا بهما قائلة:-
-همي يا بت منك ليها هنقضي اليوم كله هنا إياك
___________________
كان “خالد” يقود سيارته في المساء فتوقفت السيارة الأمامية فجأة ليستشيط غضبًا لكن سرعًا ما تلاشي الغضب عندما ترجلت فتاة من السيارة ليبتسم بعفوية وهم بالنزول من سيارته، تحدثت الفتاة بلطف:-
-أنا أسفة جوى والله
-ولا يهمك
قالها بنبرة هادئة وهو يتطلع بالفتاة وملامح وجهها لتقول:-
-ولا يهمنى أيه بس دا عربيتك باظت
أقترب خطوة منها وهو يقول:-
-فداكي العربية وصاحب العربية والله
تبسمت الفتاة إليه بمكر وقبل أن يحفظ ملامحها، نثرت الفتاة شيء من زجاجة صغيرة في وجهه ثم ظهر الرجال من العدم وأخذه بالقوة وقد فقد الوعي تمامًا....
____________________
خرج “عمر” من المرحاض بعد ما أخذ حمام دافيء مُرتدي بنطلون أسود وفنالة حمالة صفراء ويجفف شعره بالمنشفة المبللة فوقع نظره على زوجته “عليا” الواقفة أمام شرفتها شاردة تماما، ترك المنشفة على المقعد المجاور وسار نحو زوجته ليعانقها من الخلف ويحيط خصرها بيديه ورأسه سكنت على كتفها بينما يقول:-
-حبيبى واقف كدة ليه زعلان
تبسمت “عليا” بعفوية بعد أن شعرت بيه يعانقها وعندما سألها تبدلت بسمتها إلى قلق:-
-بفكر فى عهد واللى بيجري لها هنا؟ حاسة أن أنا السبب، أنا اللى جبتها للمكان دا
لفها “عمر” إليه بلطف وقال:-
-أنتِ السبب فعلاً أنها تيجى عشان بس مش عشان حياتها تبوظ لا دا عشان تلاقى حب عمرها وحياتها، كلنا حياتنا مليانة مشاكل بس بنعدى ونستحمل بفضل الناس اللى حواليا اللى بيدعمونا وبيخافوا عليا وساندنا يا عليا، أنتِ لو سألتى عهد هتقولك أنها سعيدة فى حياتها بفضل نوح وبوجوده معاها
أومأت إليه بوجه عابس ملأ بالقلق وقالت:-
-أنا عارفة أنها سعيدة مع جوزها وبتمنالها السعيدة دايمًا بس فكرة أن فى شر فى حد يجيبوا لدرجة انه يقتل طفل فى بطن امه صعب أوى يا عمر ولسه ست أسماء دى لما ترجع وتشوفهم … أه هى فاقدة الذاكرة بس تفتكر هتفضل للأبد فاقدة الذاكرة
أخذ “عمر” يدها فى يده وقال بلطف مُبتسمًا إليها:-
-توكلى على الله وسيبها عليه هو قادر على كل شيء يا حبيبتى لكن دلوقت ممكن تطلعى تنامى شوية أنتِ صاحية من امبارح ومنمتيش خالص
أخذها إلى الفراش وجعلها تستلقي ليضع الغطاء عليها ويظل جالسًا أمامها يمسح على شعرها مُبتسمًا إليها فتبسمت إليه ووضعت رأسها على قدمه بارتياح لوجوده بجانبها حتى غاصت فى نومها ….
________________________
خرجت “عهد” من الأستوديو الخاص بها ودلفت إلى غرفة نومها وكان “نوح” جالسًا على الأريكة مُرتدي بنطلون أزرق غامق وتي شيرت أبيض واضعًا قدامًا على الأخرى ويقرأ بكتاب وفور دخولها أغلق اكتاب ليعطي أهتمامه كله لزوجته وحبيبة قلبه، جلست بجواره بعفوية والبسمة تنير وجههها فسأل بفضول:-
-أيه السعادة دى كلتها فرحينى وياكى
أجابته “عهد” بعفوية وحماس قائلة:-
-هوقع عقد كتابى الجديد
رفع يده إلى وجنتها ليضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف تلك الحركة الساحرة إلى قلبها ثم قال بكلمات ثابتة:-
-ألف مبروك يا حبيبة قلبى من نجاح لنجاح
تبسمت إليه بسعادة ثم قالت بتردد:-
-بس مش دا بس اللى مفرحنى
رمقها بنظرة فضول مُنتظر أن تكمل الحديث ليعلم سبب توترها فقالت بتلعثم :-
-بصراحة يا نوح عندى لقاء فى برنامج و...
قطعها بعد أن فهم ما تلوح بيه قائلًا:-
-هتعمليه أمتى؟
حدقت به بسعادة وقالت بحماس:-
-أنت موافق
أخذ يدها فى يده ثم نظر إليها بحب شديد ثم قال بصوت دافئة:-
-أنا جولتلك أنى مهقفش فى طريج نجاحك وهكون دايمًا معاكي وفى ضهرك سند ليكى، جوليلى عاوزة تسافرى ميتى
ضحكت بعفوية وقالت:-
-بكرة ينفع؟
أومأ إليها بنعم فعانقته بسعادة ليطوقها بذراعيه وبهذه اللحظة شعر بأنها طفلة تأخذ الأذن من والدها للخروج، وضعت قبلة على وجنته ثم قالت:-
-هروح أفرح يا ليلى
ركضت بعيدًا وهو يتابعها بنظره حتى خرجت من الغرفة لكنها عادت برأسها من خلف الباب وقالت بحب:-
-نوح
رفع نظره عن الكتاب مرة أخرى لأجلها فقالت بدفء ونعومة:-
-أنا بحبك
أغلقت الباب قبل أن يجيبها فضحك عليها وأكمل ما يفعله.....
__________________
كانت “أسماء” جالسة فى فراشها بتوتر شديد من الأنتظار ثم نظرت فى شاشة الهاتف وكانت الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل ولم يأتى لها كما قال، أشتعلت غضبًا منه ثم وقفت لكى تتسلل من غرفتها برفق حتى لا تستيقظ “”فاتن” من نومها، فتحت باب الغرفة وهى تنظر على والدتها بالخلف لتصطدم بجسده القوية وكادت أن تسقط ليمسكها “نادر” من خصرها بقوة فنظرت لتراه واقفًا أمامًا لتشهق بقوة وقالت بغضب:-
-هملنى
أجابها بنبرة هادئة وهو يحدق بملامح وجهها وعينيها الجميلة:-
-لو هملتك هتجعى
تحدثت وهى تكز على أسنانًا غضبًا منه قائلة:-
-مالكش صالح أجع ولا أموت
-بعد الشر عنك
قالها بلطف وعينيه تحدق بعينيها لتحمر خجلًا منه أكثر وترتبك فقالت بخجل مُتحاشية النظر إليه:-
-أنت..أنا .. هو .. أصل..
لم تعلم ماذا تقول فتبسم على ربكتها وخجلها الذي زادها أحمرارًا وتوردت وجنتيها فقال بعفوية:-
-إذن مكانتش حمي
تذكرت عندما أحمرت خجلًا صباحًا وصنعت والدتها ضجة على هذه معتقدة أنها مريضة فدفعته بعيدًا فى صدره بقوة وقالت بضيق:-
-غليظ
عادت لفراشها بعد أن أغلقت الباب فى وجهه، تبسم إليها من خلف الزجاج وأشار إليها بيده الممسكة بالهاتفبأنه سيحدثها، نظرت للجهة الأخرى ونامت بالفراش ثم وضعت الغطاء عليها فضحك أكثر، رن هاتفها معلن عن أستلم رسالة فنظر بالهاتف وهى أسفل الغطاء لترى رسالة وصلت على الواتس أب وعندما فتحتها كانت محتواها
(كيف البدر فى غضبك)
وكانت الرسالة من رقم مسجل على الهاتف باسم “دكتور نادر” أعتدلت فى جلستها بدهشة وكيف سجل رقمه على هاتفها فنظرت على باب الغرفة وكان قد غادر بالفعل لتنظر للرسالة مرة أخرى بدهشة وتشعر بضربات قلبها من الربكة والتوتر فأدركت بأن هذا الرجل لم يكتفى بمعالجتها او أن تكن بمريضة لديه بل يصبو لشيء أكثر وأكثر نحوها ومنها وهذا القلب اللعين أرتجف إليها بهذه السهولة دون أن يكن صعب المنال بل قلب لين بسهولة أرتشف الماء ….
__________________
فى الصباح الباكر
ألقى الرجل بدلو من الماء المُتسخ على وجهه ليستفيق “خالد” من نومه وكانت الرائحة قذرة وهو مُقيد من ذراعيه للأعلى وواقفًا على قدمه، نظر بغيظ ليرى “نوح” جالسًا أمامه على مقعد وواضعًا قدم على الآخرى بغرور مُرتدي بدلة رمادية اللون وقميص أسود ثم قال:-
-أعملك أيه يا ولد عمى ملاقتش طريقة أجيبك بيها غير أكدة ما انت نجس
-أنت يا نوح؟
قالها “خالد” بغضب سافر فهز “نوح” رأسه بارتياح وبرود يثير غضبه أكثر ثم قال بجدية:-
-كُنت فاكر أنى ههملك أكدة تعمل اللى يحلى لك، لا أنا كنت مهملك بمزاجى وكيف ما هملتك بمزاجى هربيك برضو التربية الصح اللى أبوك مربهاش لك بمزاجى
أستشاط “خالد” غضبًا ثم قال محاولة فك قيد يده قائلًا:-
-فكنى وأنا أوريك مين اللى هيربى التانى، متبجاش جبان وتتحامي في شوية الجربيع دول
تبسم “نوح” ببرود شديد وقال:-
-أنا جبان وبحب أتحامي في رجالتى مالكش صالح وأن عن تربيتك فمتجلجش هتتربي هتتربي وتجول حجى برقبتى ورأسي تحت رجلك يا نوح
أشار له “نوح” برأسه لكى ينظر جانبًا وعندما نظر رأي “تاج” داخل صندوق زجاجى ومُغلق فقال:-
-ما هو مينفعش تتربي لحالك ولا أيه
كز “خالد” على اسنانه بغيظ أكثر ورمق “نوح” الذي وقف من مكانه ووضع يديه في جيب بنطلونه بغرور وتقدم منه أثناء حديثه قائلًا:-
-هدى حالك امال دا لسه الموضوع في أوله وأنا لسه بسخن
توقف “نوح” على بُعد خطوتين منه ووضع يده على انفه من الرائحة وقال:-
-أوووه أنت جبت المياه دى منين يا خلف
تبسم “خلف” وهو يقف في الخلف ثم قال:-
-من الزريبة يا بيه ملاجتش غيرها في الاسطبل
حدق “نوح” بـ “خالد” ببسمة مُستفزة وقال:-
-طب والله رائحة نتانتك ونجاستك فايحة حتى مع مياه الزريبة، أنا طالع القاهرة يومين عايزك تستجم فيهم بجى وتتعود على رائحة الزريبة عشان لما أرجع أعرف أعلمك أخد الحج بيكون كيف واللى يجرب من مرت نوح الصياد بيحصل فيه أيه
ألتف “نوح” ليغادر لكنه توقف عن بعد وأستدار إلى “خالد” وقال:-
-اه صح كنت هنسي عاوزك في اليومين دول بجى تفكر في الغازية بتاعتك دى نعملوا فيها أيه ونسيت أجولك أنهى حامل بس مش الحبل الكدة وكدة بتاعكم لا دا حبل جديد، نمس انت برضو يا ولد عمي ونصيحتي الأخيرة لك متحاولش تشد الحبل وتفك نفسك أصل الحبل لو اتحرك هتفتح المياه على حبيبتك وهتقتلها هي وولدك بيدك.. باى
غادر “نوح” المكان ليضرب “خالد” الأرض بقدميه بقوة شديدة غيظًا ونظر إلى “تاج” الموجودة داخل الصندوق غائبة عن الوعي وتأفف بضيق....
يتبـــــــــــــــــع...
__ بعنوان “بداية الأنتقام” __
دلف رجل إلى مكتب “نوح” بالمحجر ووقف صامتًا ليرمقه “نوح” بجدية ثم قال :-
-روح أنت يا عطيه
أنصرف “عطيه” من المكتب ليشير “نوح” على الرجل بيده ليقترب فجلس الرجل أمامه وقال:-
-كيفك يا جناب البيه
تحدث “نوح” بجدية صارمة قائلًا:-
-خشي في الموضوع
قصي عليه الرجل مقابلة “تاج” مع العجوز الغجرية وعن خطتها التي سمعها فأستشاط “نوح” غضبًا من تفكيرها في قتل طفله وأذية زوجته ليهب واقفًا من المكان ثم غادر المكتب عازمًا على قتل هذه المرأة الشيطانة ثم صعد إلى سيارته وأنطلق إلى المنزل....
وقفت “عهد” مصدومة مما تسمع لتضع يديها على بطنها بخوف على طفلها بينما “عليا” طوقتها بذراعيها بخوف على أختها وكل هذا الشر والخبث يلحقان بها، أشار “نوح” لـ “خلف” بأن يأخذوها بعيدًا ثم ألتف ليرى زوجته واقفة بين ذراعي أختها بخوف ويديها تحيط بطنها رغم أرتجافها فأشاح نظره بعيدًا وتنهد تنهيدة قوية ثم أقترب منها ليمسك يد “عهد” ويجذبها بقوة من “عليا” وضمها إليه لتتشبث به بضعف وخوف وتسمع صوته يُحدثها قائلًا:-
-متخافيش طول ما أنا جارك
أنهمرت دموعها أخيرًا بعد أن دخلت لمأوى الوحيد بين ذراعيه فمسح على رأسها بيده بلطف...
___________________
جلست “فاتن” مع “سلمى” على الأريكة بغرفة المستشفى ويتناول القليل من الفاكهة ويتسامرون بينما “أسماء” كانت شاردة الذهن وتنظر بهاتفها الجديد الفارغ فلم يحمل به أي صور أو حسابات على الأنترنت أو أسماء تتصل بهم، ربما خشيت “فاتن” من أحضار الهاتف القديم لعل أبنتها تكن تحمل به شيء لـ “نوح”، تذكرت كيف حملها في المصعد وركضه إليها وأنفاسه التي كانت تضرب وجهها عندما عاد بها للغرفة وتتطلع بها، لم تكن فاقدة للوعى تمامًا لكن عندما حملها في المصعد أدعت كل هذا من الخجل وحفاظًا على كبرياءها العنيد معه، وقفت “فاتن” من مكانها وقالت بدهشة:-
-أنتِ تعبانة
لم تسمعها “أسماء” بل كانت بعالم أخر لكنها شعرت بيد تلمس وجنتها وعندما رفعت نظرها كانت والدتها تتحسس درجة حرارتها بعد أن أحمرت وجنتها خجلًا فجأة بعد تفكيرها به فقالت بحيرة:-
-في أيه
-أنتِ حمرة ليه عيانة أجبلك الدكتور
دفعت “أسماء” يد والدتها بعيدًا بانفعال وقالت بارتباك:-
-لا أنا كويسة مش حمرة ولا حاجة
نظرت “فاتن” إلى “سلمى” وقالت بقلق:-
-مش البت دى حمرة يا سلفتى؟
قبل أن تجيب “سلمي” قطعتها “أسماء” بصراخ شديد مُرتبكة قائلة:-
-جولتلك لا مفيش حاجة
تعجبت “أسماء” من انفعال ابنتها على اللاشيء بينما فُتح الباب ودلف “نادر” وفور رؤيتها له أرتفاعت حرارتها أكثر خجلًا لتزداد أحمرارًا، تحاشت النظر إليه بخجل بينما أبتعدت “فاتن” لكى يفحص ابنتها فأنتبه لحمرتها ليضع يده على جبينها بلطف يتحسس درجة حرارتها فرفعت “أسماء” نظرها به لتتقابل أعينهما وشعرت بضربة كهربائية صاعقة تضرب قلبها بينما هو ألتزم الصمت وأخذ مقياس الحرارة من الممرضة ووضعه بأذنها وكانت مؤشراتها طبيعية، نزع الطاقية عنها وأقترب أكثر منها وبدأ بنزع الشاش عن رأسها وهى بعالم أخر مع ضربات قلبها وتوترها، نظر إلى جرح رأسها ثم نظفه وطهره ووضع لاصقة طبية كبيرة على الجرح وقال:-
-هنغيرلها على الجرح مرتين في اليوم وتابعى معها لو ظهر أي ألتهاب أو ألم أبجى بلغنى
كان يُحدث الممرضة لتدرك “أسماء” أنه لن يأتي إليها بعد الآن إلا في الحالات القصوى فقط وستتابع الممرضة علاجها السطحية، أعتقدت بأنه يفعل ذلك لأنها تشاجره دايمًا وتعنفه بحديثها، بحركة لا أرادية منه بعد أن انتهى من وضع اللاصقة على جرح رأسها هندم خصلات شعرها الأمامية بأصبعه الوسطي وكأنه يخبرها بأنها جميلة حتى مع جرحها ولا حاجة لإخفاء الجرح بالطاقية، لم ينتبه أحد لحركته ولا هو فقد فعلها بعفوية شديدة وتلقائية على عكس “أسماء” الجالسة تراقب كل حركة وكل نفس من دخوله فرأت نظرها به ليقول بنبرة دافئة:-
-بلاش الطاقية هتحررك وغلط على الجرح
أومأت إليه بصمت وعينيها حادقة به ثم ألتف ليغادر فمسك طرف البلطو الأبيض بأناملها ليستدير إليها ونظر إلى يدها كأنها طفلة صغيرة تتشبث به ثم رفع نظره بها ول يعقب على فعلتها لتُتمتم:-
-أنا هخرج أمتى؟
-لما حالتك تتحسن ولا مواخداش بالك أن كل ما تجفى على رجلك تجعى من طولك
أومأت إليه بنعم وتركت ملابسه فغادر الغرفة وهو يقول بنبرة صوت مرتفعة:-
-أنا هروح دلوقت وهجب نبطشية بليل
قالها مُحدث الممرضة التي تسير معه علنا بينما خلسًا كان يخبرها هي بأنه سيعود مساءًا لتبتسم بعفوية فحدقت “سلمى” ببسمتها وأقتربت من أذن “فاتن” وقالت:-
-مشوفتهاش بتتضحك من ساعة ما فاجت
أجابتها “فاتن” بالنميمة قائلة:-
-لا وملاحظتى يا سلفتي أنها أحمرت وظهر فيضان براءة وحنية لما الداكتور جه
أومأت “سلمى” لها بعفوية وتابعت همساتها:-
-لا وكمان العصبية هربت أول ما الباب أتفتح
هز الأثنين رأسهما وكأنه بدأوا يفهموا بأن هناك شيء يحدث مع هذه المريضة
___________________
صرخ “على” بـ “حُسنة” وهكذا الفتيات الأخريات التي جلبتهما في مساعدتها قائلة:-
-أجلبوا الأوضة فوج وتحت والأزازة دى لازم تلاقوها فاهمين
كانوا الثلاثة نساء يبحثون في غرفة “تاج” على القارورة التي جلبتها من العجوز وبداخلها السحر والهلع والخوف يتملك الجميع بسبب وجود “على” الذي يشرف على بحثهم بنفسه خوفًا من أن يفقد حفيده الذي لم يخرج للعالم بعد، دخلت “خلود” من باب الغرفة تحمل كوب الشاي الساخن الخاص بـ “على” وقالت:-
-أتفضل يا حج
رمقها بنظره بعينين حادتين ثم مسك عكازه من المنتصف وقال بغيظ من هذه الفتاة:-
-وااا هي دا المذاكرة يا بت، مش أنا حذرتك ونبهت عليكي متهمليش مذاكرتك واصل
ضحكت “خلود” بعفوية بعد أن رفع العكاز بوجهها عازمًا على ضربها أو نكزها به ثم جلست جواره وقالت:-
-ما أنا هفهمك يا حج، أنا جومت أعملى كوباية شاى عشان أركز وأخد بريك شوية قوم جولت أيه بجى أنا أعمل للحج كوباية معايا
رمقها بنظره وأنزل عكازه أرضًا ثم رفع حاجبه بهذه الفتاة الماكرة وقال:-
-ماشي يا بنت حُسنة، شايفة يا حُسنة بنتك البكاشة بتتضحك عليا
ألتفت “حُسنة” له ببسمة عفوية وقالت:-
-ربنا يديك الصحة يا حج
قرص “خلود” من وجنتها بلطف وقال:-
-وأنا كام مرة جولتلك يا مقصوفة الرجبة أنتِ متجوليش يا حج وتجولى يابا
قهقهت ضاحكة وهى تربت على يده الماسكة وجنتها هاتفة بعفوية:-
-حاضر حاضر
تركها لتترك له كوب الشاي وتغادر فتبسم “على” عليها وقال بعفوية:-
-بنتك كبرت يا حُسنة بجت تستحى تجولى يابا
تبسمت “حُسنة” بأمتنان لهذه العائلة وقبل أن تتحدث عاد “على” لصراخه مُجددًا بهما قائلة:-
-همي يا بت منك ليها هنقضي اليوم كله هنا إياك
___________________
كان “خالد” يقود سيارته في المساء فتوقفت السيارة الأمامية فجأة ليستشيط غضبًا لكن سرعًا ما تلاشي الغضب عندما ترجلت فتاة من السيارة ليبتسم بعفوية وهم بالنزول من سيارته، تحدثت الفتاة بلطف:-
-أنا أسفة جوى والله
-ولا يهمك
قالها بنبرة هادئة وهو يتطلع بالفتاة وملامح وجهها لتقول:-
-ولا يهمنى أيه بس دا عربيتك باظت
أقترب خطوة منها وهو يقول:-
-فداكي العربية وصاحب العربية والله
تبسمت الفتاة إليه بمكر وقبل أن يحفظ ملامحها، نثرت الفتاة شيء من زجاجة صغيرة في وجهه ثم ظهر الرجال من العدم وأخذه بالقوة وقد فقد الوعي تمامًا....
____________________
خرج “عمر” من المرحاض بعد ما أخذ حمام دافيء مُرتدي بنطلون أسود وفنالة حمالة صفراء ويجفف شعره بالمنشفة المبللة فوقع نظره على زوجته “عليا” الواقفة أمام شرفتها شاردة تماما، ترك المنشفة على المقعد المجاور وسار نحو زوجته ليعانقها من الخلف ويحيط خصرها بيديه ورأسه سكنت على كتفها بينما يقول:-
-حبيبى واقف كدة ليه زعلان
تبسمت “عليا” بعفوية بعد أن شعرت بيه يعانقها وعندما سألها تبدلت بسمتها إلى قلق:-
-بفكر فى عهد واللى بيجري لها هنا؟ حاسة أن أنا السبب، أنا اللى جبتها للمكان دا
لفها “عمر” إليه بلطف وقال:-
-أنتِ السبب فعلاً أنها تيجى عشان بس مش عشان حياتها تبوظ لا دا عشان تلاقى حب عمرها وحياتها، كلنا حياتنا مليانة مشاكل بس بنعدى ونستحمل بفضل الناس اللى حواليا اللى بيدعمونا وبيخافوا عليا وساندنا يا عليا، أنتِ لو سألتى عهد هتقولك أنها سعيدة فى حياتها بفضل نوح وبوجوده معاها
أومأت إليه بوجه عابس ملأ بالقلق وقالت:-
-أنا عارفة أنها سعيدة مع جوزها وبتمنالها السعيدة دايمًا بس فكرة أن فى شر فى حد يجيبوا لدرجة انه يقتل طفل فى بطن امه صعب أوى يا عمر ولسه ست أسماء دى لما ترجع وتشوفهم … أه هى فاقدة الذاكرة بس تفتكر هتفضل للأبد فاقدة الذاكرة
أخذ “عمر” يدها فى يده وقال بلطف مُبتسمًا إليها:-
-توكلى على الله وسيبها عليه هو قادر على كل شيء يا حبيبتى لكن دلوقت ممكن تطلعى تنامى شوية أنتِ صاحية من امبارح ومنمتيش خالص
أخذها إلى الفراش وجعلها تستلقي ليضع الغطاء عليها ويظل جالسًا أمامها يمسح على شعرها مُبتسمًا إليها فتبسمت إليه ووضعت رأسها على قدمه بارتياح لوجوده بجانبها حتى غاصت فى نومها ….
________________________
خرجت “عهد” من الأستوديو الخاص بها ودلفت إلى غرفة نومها وكان “نوح” جالسًا على الأريكة مُرتدي بنطلون أزرق غامق وتي شيرت أبيض واضعًا قدامًا على الأخرى ويقرأ بكتاب وفور دخولها أغلق اكتاب ليعطي أهتمامه كله لزوجته وحبيبة قلبه، جلست بجواره بعفوية والبسمة تنير وجههها فسأل بفضول:-
-أيه السعادة دى كلتها فرحينى وياكى
أجابته “عهد” بعفوية وحماس قائلة:-
-هوقع عقد كتابى الجديد
رفع يده إلى وجنتها ليضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف تلك الحركة الساحرة إلى قلبها ثم قال بكلمات ثابتة:-
-ألف مبروك يا حبيبة قلبى من نجاح لنجاح
تبسمت إليه بسعادة ثم قالت بتردد:-
-بس مش دا بس اللى مفرحنى
رمقها بنظرة فضول مُنتظر أن تكمل الحديث ليعلم سبب توترها فقالت بتلعثم :-
-بصراحة يا نوح عندى لقاء فى برنامج و...
قطعها بعد أن فهم ما تلوح بيه قائلًا:-
-هتعمليه أمتى؟
حدقت به بسعادة وقالت بحماس:-
-أنت موافق
أخذ يدها فى يده ثم نظر إليها بحب شديد ثم قال بصوت دافئة:-
-أنا جولتلك أنى مهقفش فى طريج نجاحك وهكون دايمًا معاكي وفى ضهرك سند ليكى، جوليلى عاوزة تسافرى ميتى
ضحكت بعفوية وقالت:-
-بكرة ينفع؟
أومأ إليها بنعم فعانقته بسعادة ليطوقها بذراعيه وبهذه اللحظة شعر بأنها طفلة تأخذ الأذن من والدها للخروج، وضعت قبلة على وجنته ثم قالت:-
-هروح أفرح يا ليلى
ركضت بعيدًا وهو يتابعها بنظره حتى خرجت من الغرفة لكنها عادت برأسها من خلف الباب وقالت بحب:-
-نوح
رفع نظره عن الكتاب مرة أخرى لأجلها فقالت بدفء ونعومة:-
-أنا بحبك
أغلقت الباب قبل أن يجيبها فضحك عليها وأكمل ما يفعله.....
__________________
كانت “أسماء” جالسة فى فراشها بتوتر شديد من الأنتظار ثم نظرت فى شاشة الهاتف وكانت الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل ولم يأتى لها كما قال، أشتعلت غضبًا منه ثم وقفت لكى تتسلل من غرفتها برفق حتى لا تستيقظ “”فاتن” من نومها، فتحت باب الغرفة وهى تنظر على والدتها بالخلف لتصطدم بجسده القوية وكادت أن تسقط ليمسكها “نادر” من خصرها بقوة فنظرت لتراه واقفًا أمامًا لتشهق بقوة وقالت بغضب:-
-هملنى
أجابها بنبرة هادئة وهو يحدق بملامح وجهها وعينيها الجميلة:-
-لو هملتك هتجعى
تحدثت وهى تكز على أسنانًا غضبًا منه قائلة:-
-مالكش صالح أجع ولا أموت
-بعد الشر عنك
قالها بلطف وعينيه تحدق بعينيها لتحمر خجلًا منه أكثر وترتبك فقالت بخجل مُتحاشية النظر إليه:-
-أنت..أنا .. هو .. أصل..
لم تعلم ماذا تقول فتبسم على ربكتها وخجلها الذي زادها أحمرارًا وتوردت وجنتيها فقال بعفوية:-
-إذن مكانتش حمي
تذكرت عندما أحمرت خجلًا صباحًا وصنعت والدتها ضجة على هذه معتقدة أنها مريضة فدفعته بعيدًا فى صدره بقوة وقالت بضيق:-
-غليظ
عادت لفراشها بعد أن أغلقت الباب فى وجهه، تبسم إليها من خلف الزجاج وأشار إليها بيده الممسكة بالهاتفبأنه سيحدثها، نظرت للجهة الأخرى ونامت بالفراش ثم وضعت الغطاء عليها فضحك أكثر، رن هاتفها معلن عن أستلم رسالة فنظر بالهاتف وهى أسفل الغطاء لترى رسالة وصلت على الواتس أب وعندما فتحتها كانت محتواها
(كيف البدر فى غضبك)
وكانت الرسالة من رقم مسجل على الهاتف باسم “دكتور نادر” أعتدلت فى جلستها بدهشة وكيف سجل رقمه على هاتفها فنظرت على باب الغرفة وكان قد غادر بالفعل لتنظر للرسالة مرة أخرى بدهشة وتشعر بضربات قلبها من الربكة والتوتر فأدركت بأن هذا الرجل لم يكتفى بمعالجتها او أن تكن بمريضة لديه بل يصبو لشيء أكثر وأكثر نحوها ومنها وهذا القلب اللعين أرتجف إليها بهذه السهولة دون أن يكن صعب المنال بل قلب لين بسهولة أرتشف الماء ….
__________________
فى الصباح الباكر
ألقى الرجل بدلو من الماء المُتسخ على وجهه ليستفيق “خالد” من نومه وكانت الرائحة قذرة وهو مُقيد من ذراعيه للأعلى وواقفًا على قدمه، نظر بغيظ ليرى “نوح” جالسًا أمامه على مقعد وواضعًا قدم على الآخرى بغرور مُرتدي بدلة رمادية اللون وقميص أسود ثم قال:-
-أعملك أيه يا ولد عمى ملاقتش طريقة أجيبك بيها غير أكدة ما انت نجس
-أنت يا نوح؟
قالها “خالد” بغضب سافر فهز “نوح” رأسه بارتياح وبرود يثير غضبه أكثر ثم قال بجدية:-
-كُنت فاكر أنى ههملك أكدة تعمل اللى يحلى لك، لا أنا كنت مهملك بمزاجى وكيف ما هملتك بمزاجى هربيك برضو التربية الصح اللى أبوك مربهاش لك بمزاجى
أستشاط “خالد” غضبًا ثم قال محاولة فك قيد يده قائلًا:-
-فكنى وأنا أوريك مين اللى هيربى التانى، متبجاش جبان وتتحامي في شوية الجربيع دول
تبسم “نوح” ببرود شديد وقال:-
-أنا جبان وبحب أتحامي في رجالتى مالكش صالح وأن عن تربيتك فمتجلجش هتتربي هتتربي وتجول حجى برقبتى ورأسي تحت رجلك يا نوح
أشار له “نوح” برأسه لكى ينظر جانبًا وعندما نظر رأي “تاج” داخل صندوق زجاجى ومُغلق فقال:-
-ما هو مينفعش تتربي لحالك ولا أيه
كز “خالد” على اسنانه بغيظ أكثر ورمق “نوح” الذي وقف من مكانه ووضع يديه في جيب بنطلونه بغرور وتقدم منه أثناء حديثه قائلًا:-
-هدى حالك امال دا لسه الموضوع في أوله وأنا لسه بسخن
توقف “نوح” على بُعد خطوتين منه ووضع يده على انفه من الرائحة وقال:-
-أوووه أنت جبت المياه دى منين يا خلف
تبسم “خلف” وهو يقف في الخلف ثم قال:-
-من الزريبة يا بيه ملاجتش غيرها في الاسطبل
حدق “نوح” بـ “خالد” ببسمة مُستفزة وقال:-
-طب والله رائحة نتانتك ونجاستك فايحة حتى مع مياه الزريبة، أنا طالع القاهرة يومين عايزك تستجم فيهم بجى وتتعود على رائحة الزريبة عشان لما أرجع أعرف أعلمك أخد الحج بيكون كيف واللى يجرب من مرت نوح الصياد بيحصل فيه أيه
ألتف “نوح” ليغادر لكنه توقف عن بعد وأستدار إلى “خالد” وقال:-
-اه صح كنت هنسي عاوزك في اليومين دول بجى تفكر في الغازية بتاعتك دى نعملوا فيها أيه ونسيت أجولك أنهى حامل بس مش الحبل الكدة وكدة بتاعكم لا دا حبل جديد، نمس انت برضو يا ولد عمي ونصيحتي الأخيرة لك متحاولش تشد الحبل وتفك نفسك أصل الحبل لو اتحرك هتفتح المياه على حبيبتك وهتقتلها هي وولدك بيدك.. باى
غادر “نوح” المكان ليضرب “خالد” الأرض بقدميه بقوة شديدة غيظًا ونظر إلى “تاج” الموجودة داخل الصندوق غائبة عن الوعي وتأفف بضيق....
يتبـــــــــــــــــع...