رواية الخلود او الآس الفصل السابع 7 بقلم آيلا
_انت متأكد من اللي بتقوله؟
_أيوا، أنا شفتهم كذا مرة بيحكوا و بيضحكوا سوى، و لما بيجي الليل بيروحلها الشقة بعد ما بيلبس هدوم سودا و ماسك أسود عشان محدش يعرفه تقريباً، بس على مين؟ أنا كشفتهم.
_برافو عليك، قولتلي اسمه كان ايه تاني كدا؟
_طبعاً يا سيف انت دلوقتي مستني مكافئة.
_والله يعني يا بيه....اللي تشوفه.
أخرج المسدس الذهبي من جيب سترته و قام بتوجيهه نحو الواقف أمامه.
_لا أنا راجل حقاني، بحب أدي كل واحد حقه.
_طب..طب و ليه مطلع مسدس؟
_مسدس حاف كدا؟ اسمه البيه مسدس، دا حبيبي دا، و عشان انت غالي عليا هموتك بيه.
_ايه؟ سيادتك...سيادتك بتقول اي؟ اهدي بس، خلاص مش عايز حاجة.
_بس أنا عايز أديك حاجة، بص وراك كدا.
خطف الرجل نظرة إلى الخلف ليرى جسد رجلٍ آخر تم ربطه على كرسيٍّ معدني ، يده اليمنى مقطوعة و جسده ممتلئ بالجروح و الكدمات و مغطى بأكمله بالدماء.
في الواقع لقد اشتم الرائحة الكريهة منذ أن سمحت له السكرتيرة بالدخول ؛ لكن حماسه للإدلاء بما لديه أعمى بصيرته عن الموقف الذي كان فيه، لقد خطط الرجل لقتله منذ البداية!
_أ..أرجوك، س..سيبني أعيش.
_يوووه منك يا سيف، أنا قولتلك تبص عليه عشان تعرف الفرق بينك و بينه، هو مات متعذب و انت هتموت بسرعة من غير ما تحس بحاجة، لا و كمان بايه..بأغلى مسدس في العالم، لازم تشكرني مش تخاف!
أدرك المدعو بسيف أن الرجل الجالس أمامه ليس سوى مختلٍّ عقلي حتماً، و ندم في قرارة نفسه على مساعدته منذ البداية، أغلق عينيه و من ثم دوى صوت إطلاق النار قبل أن يخور جسده على الأرض و الدماء تنساب ببطئ من رأسه.
ضغط الأخير على زرٍّ في المكتب و ما هي إلا لحظات حتى فتحت سكرتيرته الباب.
_بلغي الرجالة يجيبولي مجدي محمد اللي شغال في كافيه السعادة....
ألقى نظرة على الرجلين في الغرفة و من ثم عاد ليكمل حديثه:
_آه، و ابقي هاتي حد ينضف.
نهض من خلف المكتب بعد أن أعاد مسدسه إلى جيب سترته، و قبل أن يغادر استدار ليحدثها:
_و بعد ما تخلصي تعاليلي، متنسيش.
أنهى حديثه بغمزة لتلعن تحت أنفاسها.
********
_عشان أقولك القاعدة التانية.
مش دا...مش دا اللي كنت مستنية أسمعه!
_هه، قاعدة تانية! لا يا بابا شطبنا، روح لم عزالك و العب في حتة تاني بعيد.
_بس انا و انتِ جوا اللعبة غصب عنا.
_متجمعنيش انا و انت في نفس الجملة! أسبوع كامل كنت مختفي فين؟ استنيت كل يوم بس مجتش!
_طيب براحة متعيطيش، لو وحشتك أوي كدا كان ممكن ترني عليا.
مسح بيده دمعة مأخدتش بالي منها، في الحقيقة أنا مأخدتش بالي بدأت أبكي امتى!
_أنا...أنا مش بعيط دي حاجة بس دخلت في عيني.
قولت و لفيت وشي بعيد.
_أيوا أيوا أنا عارف، روحي غيري هدومك يلا.
لفيت ناحيته تاني.
_أغير هدومي ليه؟
_طيب متغيرهاش لو عايزة تنزلي كدا براحتك.
_أنزل؟ أنزل فين؟
_النهاردا بما إن مزاجي رايق هاخدك ناكل في مطعم و هقولك القاعدة هناك.
دلوقتي بس فهمت كان لابس بدلة سودة ليه النهاردا.
حسيت بوشي بدأ يسخن، دا شبه موعد غرامي! لا اهدي يا مريم دا عايز يكلمك عادي، هزيت راسي بسرعة عشان أنفض الفكرة من دماغي.
_مالك؟ بتهزي راسك كدا ليه؟ مش موافقة؟
_لا لا، رايحة ألبس أهو......
جريت بسرعة ناحية الدولاب و قبل ما أطلع هدومي لفيت تاني و بصيت ناحيته.
_احم...
_ايه؟
_دي اوضتي.
_و بعدين؟! ما أنا عارف.
ضربت راسي بيدي من غبائه.
_أقصد إن هدومي هنا كمان.
_طيب، يلا غيري بسرعة.
بصيتله بذهول.
_أغير قدامك يعني و لا ايه؟!
ضحك بتوتر.
_آآه فهمت عايزاني أطلع يعني؟ عموماً مش همانع تغيري قدامي برضو.
خلص كلامه و قعد يهز حواجبه فوق و تحت.
زقيته برا الأوضة و قفلت الباب، غبي! ليه بيعمل كدا ما دام مش بيحس بمشاعر ناحيتي؟
*********
مع إن الشخص المجهول عمره ما شال الماسك و لا مرة من على وشه قدرت ألاحظ الدهشة عليه أول ما شاف لبسي من عيونه اللي بقت أوسع و حواجبه اللي اترفعت فوق.
كنت لابسة فستان أحمر ستان، مقفول من عند الرقبة و ملهوش كمام، و ممدود لغاية الأرض بفتحة من على الجنب و كعب أسود.
_ايه؟ بتفكر إنك اتسرعت في قرار عدم الإرتباط؟
سألته بنبرة سخرية.
_ممكن، على العموم كنت بدأت أنسى إنك صحافية مشهورة دلوقتي افتكرت.
الشخص المجهول جابنا مطعم فاخر بعربيته، استغربت و زاد فضولي أكتر أعرف هو مين و شغال ايه.
قعدنا على تربيزة في مكان معزول شوية عن باقي التربيزات و النادل جه أخد طلباتنا.
_مش هتقولي برضو انت مين؟
_قولتلك كل حاجة هتعرفيها في وقتها، ها قابلتي عمر تاني؟
حطيت رجل على رجل و رجعت بضهري لورا.
_كل حاجة هتعرفها في وقتها.
_آه بتستخدمي كلامي ضدي يعني، طيب عندي فكرة أحسن...ايه رأيك سؤال قصاد سؤال.
سكتت للحظة عشان أفكر قبل ما أجاوبه.
_اممم، موافقة...بس بشرط.
_ايه هو؟
_مينفعش تكدب و لا تتجاوز السؤال.
_طب و لو مش عايز أجاوب؟
_ساعتها هتضطر تقول حقيقة عن نفسك بدل الإجابة.
_موافق..ما دام نفس الشروط منطبقة عليكِ برضو.
ابتسمت.
_أكيد.
**********
في نفس الوقت الساعة العاشرة و النصف مساءً على ممشى نهر النيل :
_يووه بقى يا مجدي، فيها ايه يعني لما تبقى أوضتنا لونها بينك؟
أمسك بيدها لينظر في عينيها متحدثاً:
_يا روحي يعني يرضيكِ تبقى أوضتنا شبه علبة باربي؟!
_و مالها باربي يعني؟
تنهد بملل و أفلت يدها.
_خلاص يا رندا لما آجي أدهن الشقة يبقى يحلها ربنا.
_ لا أنا قولت عايزة أوضتي لونها بينك يعني بينك.
_رندا...
كاد أن يتحدث لولا أن قاطعه صوتٌ أجش.
_مزعل المدام منك ليه؟ ما تجيبلها أوضة بينك.
نظر مجدي ناحية الصوت ليجده رجلاً مقنعاً مفتول العضلات، لم يهبه، في الواقع هو كان رياضياً أيضاً و عضلات الرجل ليست بأفضل من عضلاته.
_طب ما الظريف يخليه في حاله أحسن.
تحدث بينما يدفع حبيبته بعيداً برفق.
_ظريف! لا انت لسه مشوفتش حاجة، دا أنا هعجبك جداً.
قام الرجل بتسديد لكمة ناحيته ليتفادها بسهولة، بينما تمسكت حبيبته في قميصه بخوف.
نظر إليها مطمئناً قبل أن يلتف ليلكم الرجل بسرعة في وجهه.
بصق الرجل بعض الدماء من فمه قبل أن يستقيم بجزعه مجدداً.
_واو، ما هو أنا برضو مكانش لازم أستهين بالملاكم الوطني.
حرك رأسه بإشارة صامتة ليظهر من خلفه رجلين مقنعين آخرين و بأجساد ضخمة مثله.
_يا لهوي يا مجدي، مين دول و عايزين منك ايه؟
_رندا، اجري من هنا.....
_لا مستحيل أسيبك.
قام الرجال بمحاوطته و محاولة ضربه لكن أياً من ضرباتهم لم تصبه بينما كان هو يوجه إليهم اللكمات بسرعة و مهارة.
عندما شعروا باليأس منه تسلل أحدهم إلى الفتاة التي كانت لا تزال واقفة تتابع الموقف بخوف و قام بإمساكها و وضع سك_ينٍ على رقبتها.
_لو..لو مجتش معانا بالذوق هقت_لها.
تحدث الرجل بنفس متقطع و جسد منهك.
_إياك تلمسها.
_مجدييي...
_اخرسي.
_طيب طيب أنا هعمل اللي انتوا عايزينه بس سيبها.
_شايف العربية اللي هناك دي؟ أول ما تركبها هسيبها.
_ماشي، أنا هركبها، بس صدقني لو شفتك اتأخرت ثانية واحدة في إنك تفلتها بعد ما أركب مش هتردد في إني أدشدشكم بالعربية.
ضحك الرجل بسخرية.
_واثق من نفسك اوي مش كدا؟ عموماً متخافش اركب و هسيبها، أنا مبرجعش في كلامي.
_مجدي متروحش معا...
_قولت اخرسي.
**********
_انت مين؟
ابتسم بجانبية.
_كنت متوقع تسألي السؤال دا، قولتلك بالفعل قبل كدا...شخص محتاج مساعدة.
_مساعدة في ايه؟
_تؤ تؤ، سؤال واحد في كل مرة، دوري.
_عرفتي عمر ازاي؟
_هو جه خطبني و أنا قبلته مكانش ليا معرفة سابقة بيه.
_محتاج مساعدتي في ايه؟
_في كشف الحقيقة للناس.
همت أن تسأله سؤالاً آخراً لكنها صمتت عندما تذكرت أنه لا يسعها أن تسأله إلا سؤالاً واحداً في كل مرة.
_ايه رأيك في شكل عمر؟
_بكرهه.
_مسألتكيش عن مشاعرك ناحيته، سألتك عن شكله.
صمتت تسترجع مظهره في ذاكرتها، عمر لديه عيون عسلية مع أهداب كثيفة و حاجبين ثخينين، شعره بني فاتح بلون عينيه و ناعم، هو يصففه بطريقة جيدة حقاً، أما بالنسبة لجسده فقد كان من الواضح أنه شخص رياضي بسبب عضلاته التي تبرز من تحت ملابسه بشكل صارخ.
_كويس، شكله مش بطال، ليه بتسألني عن رأيي في شكله؟
_بحب اللون الأزرق.
_ايه؟ ايه علاقة دا بسؤا....
لم تكمل حديثها بسبب تذكرها للشرط، إن لم يرغب بإجابة إحدى الأسئلة فيجب أن يذكر حقيقة عن نفسه.
_ايه؟ دا مكانش سؤالي.
_ملياش دعوة بقصدك، دوري، انتِ بأي صدفة...معجبة بيا؟
_أنا....
_افتكري إنك حتى لو مجاوبتيش و قولتي حقيقة عن نفسك فكدا تُعتبر الإجابة وصلت.
سكتت لتبتلع ريقها بتوتر، هو محق، كيف ستجيبه الآن؟
فجأة صدح صوت رنين هاتفها من حقيبة اليد السوداء الصغيرة التي كانت أمامها على الطاولة.
استغلت الفرصة لتتهرب من السؤال و سحبته بسرعة لتجيب على المتصل دون أن تقرأ الاسم.
_مريم الحقيني، خطفوا مجدي و هددوني مقولش لحد....