اخر الروايات

رواية تأخر وقت العشق الفصل السابع 7 بقلم فاطمة طه

رواية تأخر وقت العشق الفصل السابع 7 بقلم فاطمة طه 

اذكروا الله

__________________________

بعد مرور أسبوع من طلب باسل

التي اكتفت به رحمة بقولها أنها مريضة ومشغولة عن أخذ قراراها وحجج بدت تافهه

استيقظت اليوم من نومها وجلست علي فراشها دون ان تفعل أي شيء تفكر في هذا الطلب الذي طالما كان اي شاب يتقدم لذلك الطلب لا تتردد في قولها أنها غير موافقة والان تتردد في الإجابة بالإيجاب او بالسلب

ولكن لا تنكر ان هناك شعور مختلف دب فيها رونق لم تشعر به من قبل وكأن قلبها أصبح قادر علي العمل

منذ اليوم التالي مباشرًا بعد طلب باسل كانت قد استيقظت من نومها وجدت ضرسها يؤلمها وهناك تورم في الخَدُّ الأيسر لها، فتتحدث بصعوبة من يومها، وانشغلت عنها والدتها في تلك الايام بذهاب عمرو الي خطبة تلك الفتاة التي كان يواعدها بالزواج منذ عام وكانت خديجة مشغولة بالفعل بتحضيرات الخطوبة فهي تعتبر عمرو ابنها الحقيقي وليس فقط بانها أرضعته حليبها فمنذ ولادته وموت والدته هي من تتكفل بكل شيء يخصه

نهضت رحمة من فراشها وتوجهت الي المطبخ لتصنع تلك القهوة التي لا تستطيع بدء يومها بدونها واخذت ترتب الشقة وتغسل بعض الصحون، وحضرت شيء لتأكله وتأخذ هذا المسكن الذي لا يفعل معها شيء منذ اسبوع فلم تذهب الي طبيب

واليوم لم تذهب الي العمل، دقت أمينة الباب لتذهب رحمة وتفتح لها، فأخبرتها امينة انها ستمر عليها لزيارتها بعد ان تنتهي من العمل

دخلت أمينة وجلست عاي الأريكة وجلست رحمة علي كرسي متواجد بجانبها بعد أن جاءت لها بمشروب غازي

أردفت امينة قائلة بمرح وهي تخلع حجابها بعد ان علمت ان لا أحد في المنزل غيرها

- دا ما شاء الله شديد وسره باتع طلبك للجواز ادشملتي تاني يوم وصوتك مبقاش يطلع

ضحكت رحمة ثم تحدثت بصعوبة بالغة

- والله ما قادرة اتكلم ههزقك

أردفت امينة بمرح وهي تضع حجابها بجانبها

- احسن متتكلميش طنط خديجة فين

أردفت رحمة قائلة بلا مبالاة

- مع عمرو بيجيبوا الشبكة هما والعروسة تقريبا

أردفت امينة قائلة بمرح

- طب واحنا هنجيب شبكتك امته وله اقولك احنا نخش في الموضوع علطول ننزل نجيب فستان الفرح

-يا بنتي اخرسي بقا والله ما قادرالك

أجابت أمينة عليها قائلة

- مترديش عليا انا مش مهم هتردي عليه هو امته

أردفت رحمة قائلة بتلقائية وبلاهة لن تغيرها

- لما ضرسي يخف

أردفت امينة قائلة بمرح فهي فهمت حركات رحمة التي تلجأ لها حينما تخجل او لا تجد إجابة علي شيء

- اكتبي في ورقة مترديش مش عايزين نسمع صوتك أساسا، طب مروحتيش لدكتور ؟؟

- لا مروحتش بأخد مسكن وحاجات جبتها من الصيدلية .....

قاطعتها امينة قائلة بجدية ومرح في أنن واحد

- لا روحي لدكتور علشان تخفي خدك وارم اوي انتِ هتبوظي شكلك وله ايه الراجل يقول علينا ايه

صمتت لدقيقة لتستكمل حديثها بما جعل ضحكاتهم تتعالي

- هيقول ايه يعني ام خد وارم، استني لما يلطشك قلم وله يديكي بوكس كده وبعدين يورم هتروحي للراجل وارمه جاهزة

ذمت رحمة شفتيها بانزعاج فتقريبا تجاهل الجميع الموضوع عدا امينة، أردفت رحمة قائلة

- انتِ شوفتيني وافقت ؟؟

أجابت امينة بانزعاج من ترددها ولكن كالعادة تصبغ حديثها بنبرة مرحة

- انت بتدلعي بس لو هترفضي كان زمانك رفضتي في نفس اللحظة اللي اخوكي قالك فيها بطلي سهوكة بنات بقا علشان انا اختارت الفستان وهنزل اجيبه بكرا

- متجبهوش مش يمكن تصرفي نص مرتبك في فستان ممكن متلبسهوش

أردفت امينة بانزعاج

- يا فقر اخرسي

تحدثت رحمة بنبرة تملؤها الحيرة

- مش فقر مش عارفة

أردفت امينة قائلة بتساؤل

- يعني بعيدا عن ضرسك اللي هنروح لدكتور يشوفلنا حل فيه ده، منتظرة ايه يعني

أردفت رحمة وهي تحاول ان تفهمها مخاوفها

- انا برضو معرفش عنه حاجة، غير من كلام اخته او مواقفه القليلة معايا، وغير كمان هدي عارفة اخته وهيكون في كلام كتير وانا مبحبش الحوارات

حاولت أمينة ان تبسط لها الأمور التي تضع لها اهمية أكثر مما يجب

- الخطوبة دي علشان تعرفيه اكتر، وطنط خديجة لو فعلا ادتها كلمتين في عضمها مش هتفتح بقها

فعلا النصيب وتدابير ربنا دي غريبة سبحان الله فعلا انا ضحكت لما حكتيلي انك قولتلها انك متجوزه وعندك 3 عيال

قاطعها رحمة قائلة باستغراب أيضا

- انتِ عارفة ان الموضوع ده فات عليه سنتين وكنت بقابلها خلال الفترة دي واسلم عليها سبحان الله فعلا ارجع اقالها تاني وبعدين عدت السنين دي لا وصدفة ان هو يخبط احمد ده شيء عجيب أصلا

تنهدت امينة ثم أجابت بمنطقية

- ربنا ليه حكمة مع ان ممكن كان يتم الموضوع من سنتين بس مكنش وقته كل حاجة ليها وقتها، ها هتوافقي الراجل دخل البيت من بابه علشان تتعرفي عليه

- خلاص عرفت والله

أردفت امينة قائلة بمرح

- ده راجل صبور والله انا قولت ولا هيعبرك تاني اصلا بعد اللي هببتيه آخر مره بصراحة لفته ملهاش حل وحلوة منه

اجابت رحمة متصنعة اللامبالاة

- مش اوي

- يا شيخة عيني في عينك كده

ضيقت أمينة عينيها ثم استكملت حديثها بمرح

- اعترفي يا مغرورة، بدل ما اقوم اديكي بوكس اورملك خدك التاني

ضحكت رحمة ثم بدأت حديثها قائلة بجدية وصدق وتفسير لمشاعرها

- خلاص بصي يا ستي هو لافت للنظر معرفش ليه يعني بحس انه ملفت رغم ان مفيهوش حاجة غريبة، تحسي انك تعرفيه من زمان، رغم اني معرفهوش وبهبل في الكلام بس تحسي أنك في امان وانتي بتتكلمي معاه

تنهدت ثم استكملت حديثها بجدية

- انا اتعاملت مع ستات ورجالة كتيرة بحكم شغلي، في راجل او شاب لما تقعدي معاه رغم انك بتتكلمي عادي وهو بيتكلم في كلام عادي بس نظراته ونبرته مطمنش، هو مختلف ليه معرفش

___________________

بعد مرور ثلاثة أيام

قد ذهبت رحمة الي الطبيب وتحسن ضرسها قليلا

في الصباح الباكر، أخذت رحمة نفسها وذهبت الي المقابر التي تتواجد بها قبر والدها فهو منذ أيام يروادها في أحلامها وكلما يأتي لها تذهب لزيارته فورًا

وجاءت ببعض الورود التي طالما كان يعشقها والدها وتشتريها له كثيرًا قبل وفاته بمناسبة او من غير مناسبة، كانت تقف بجانب قبره والدموع تهبط منها تلقائيا وكأنه مات بالأمس فالاب لن يعوض

- فاكر لما كنت بقولك يا بابا انتَ الراجل الرومانسي الوحيد اللي بتحب الورد

تنهدت ثم استكملت حديثها وهي تطلق لدموعها العنان

- مملة اوي الأحاديث اللي بكلمك وانتَ مش بترد عليا فيها، كان نفسي تكون معايا تفرح بيا ليا شأن في وقت قليل جدا وكان نفسي تشوف اليوم ده اللي العيلة الصغيرة اللي مش فالحة في حاجة بقت مديرة، صحيح علي قدي بس بقيت

ثم التقطت أنفاسها ولم تحاول مسح دموعها حتي

- علي فكرة انتَ السبب في قعدتي لغايت دلوقتي، لاني كنت فاكرة اني هلاقي زيك بسهولة ولانك علمتني اني اعرف قيمة نفسي ولو مش هلاقي اللي يقدرها واني غالية ومينفعش اقبل بأي راجل

ثم استكملت حديثها بنبرة خافته

- في واحد اسمه باسل يشبهك في تحمل المسؤولية شوية، معلش أصلي زهقت بقالي سنين بدور علي حد زيك بس مش لاقية، جبته في حوار اصلي محوارتيه زي ما انتَ كنت بتقول عليا دايما بوقع نفسي في حورات من غير ما اقصد

مسحت علي القبر وأردفت قائلة والدموع تنهمر منها

- انتَ واحشني اوي اوي بحب اجي اتكلم معاك من غير ما اقول لحد، ست سنين عدوا كأنهم ست أيام والله يا بابا

أخذت تتحدث لنصف ساعة تقريبا، خرجت من المقابر الخاصة بهم وارتدت نظارتها الشمسية لتخفي عيناها المليئة بالدموع والمتورمة، وشعر بالاندهاش الشديد تكاد تظن انه من صنع خيالها

وجدته يستند علي سيارتها وعلي ما يبدو أن سيارته مركونه في الناحية الأخرى، اقربت رحمة قليلا وأردفت قائلة باحراج شديد وتعالت دقات قلبها التي لم تخمد منذ أن كانت تبكي في الداخل

- كده كتير

أردف باسل قائلا بثقة

- فعلا بقالك كتير جوا

ضيقت عينيها من أسفل نظارتها الشمسية وأردفت قائلة

- صدفة وله .....

قاطعها باسل قائلا بصدق

- لا خالص المرة دي بالذات مش صدفة ابدا، انا براقبك عادي ده تاني أربع في نفس الشهر تيجي هنا

أردفت قائلة باستغراب ولا تدري هل يجب أن تخف من غرابته ام تعجبها

- عرفت منين

أردف باسل قائلا بسخرية من طريقتها التي لا تتغير

- في جزء تاني في الجملة مختيش بالك منه

أردفت قائلة بعدم تصديق أنه يراقبها حقًا فكيف علم كل ذلك

- انتَ بتراقبني بجد ؟؟

أردف قائلا بلا مبالاة فهو يتصف بالصراحة اكثر منها فمرت أسابيع وهو يراقب ويعرف تحركاتها

- براقبك هتقدملك بناء عن ايه يعني

أردفت رحمة قائلة بتلقائية تجاهلت ما يجب أن تكن به الآن او اي مشاعر يجب أن تشعر بها أن كان خجل او توتر أو قلق

- انتَ عارف انك تقريبا اول واحد يعرف اني باجي هنا

أردف قائلا باستغراب شديد فلما لا يعلم أحد

- اشمعنا يعني محدش يعرف أنك هنا

أردفت قائلة بجدية بعد تنهيدة طويلة

- مبحبش اقولهم قبل ما اروح لان ماما مبترضاش اروح لوحدي وعموما هما مش زيي مبيحبوش مرواح التُرب

أردف باسل قائلا بحزنٍ فهو يعلم جيدًا ما هو فقدان الأب والأم فهو ذاق ألم الاثنان

- ربنا يرحمه

- يارب

أردف قائلا باستغراب فكان شيء جديد بالنسبة له ان هناك فتاة او امرأة لا تخاف من الذهاب الي المقابر بمفردها

- مبتخافيش يعني وانتِ لوحدك هنا

أردفت قائلة بلا مبالاة فلا تظن ان الأموات هم الأضعف شرًا

- عادي مبخافش بالعكس انا بحس بالراحة لما باجي واتكلم معاه

أردف باسل قائلا وهو يري دموعها علي وجنتيها ولا تجف علي ما يبدو مازالت دموعها تأخذ مجراها في الهبوط فهو لا يعلم انها تظل لساعات طويلة علي هذه الحالة

- راحة ازاي وانتِ بتعيطي

خلعت نظارتها ومسحت دموعها ثم ارتدتها مرة أخري

- انتَ عارف انك جاتلي في اكتر وقت انا ولا بهنج فيه ولا بكدب بكون في حالتي الأقرب

رن هاتفها فاخرجته من جيب جاكتها، لتجيب عليه

- الو يا أمينة

- انتِ فين كل ده

أجابت عليها رحمة قائلة

- حاضر جاية

- .............

- كلمي مدام نسرين وانا جاية يا امينة

- ..........

- طيب لما اجي سلام بقا

اغلقت معها لتنظر له من أسفل نظارتها الشمسية وهي مازالت لا تصدق تواجده هنا، أردفت قائلة بنبرة لم يستطع باسل تحليلها اهل هي سخرية ؟ أم سعيدة ومرحة

- مراقبة سعيدة وفي مكان أسعد يا بشمهندس

- فعلا عند حق المكان مناسب جدا

- في مراقبة تاني وله ايه ؟؟

أردف باسل قائلا بمرح أيضا

- لا خلاص هروح الشغل بقا مش فاضي اراقبك تاني

أردفت قائلة باستغراب فكيف راقبها ومتي استطاع فعل ذلك فلم تتجاوز الساعة التاسعة صباحًا بعد

- لا بجد انتَ عرفت منين اني هنا

ارتدي نظارته الشمسية وتوجه إلي سيارته قائلا

- امينة ومدام نسرين مستنينك، مع السلامة

توجهت ناحية سيارتها وركبتها وجدته تحرك بالفعل فأردفت قائلة مُحدثة نفسها

- هو ايه اللي جابه وراقبني ازاي

وكلمني في ايه، ده احنا مقولناش حاجة مفيدة

هو ايه اللي بيحصل ده ده راجل ملوش وصف

ياخي خرجتني من مود العياط انا طول الطريق كنت بقضيه عياط هتخليني اقعد اعمل تحليلات

_____________________

في مساء اليوم التالي

في بيت عائلة رحمة كانت تجلس مع رحمة بعد انتهاء عملها وتناولهم العشاء، وكانت والدتها تشاهد أحدي الافلام القديمة ( الأبيض والأسود )، حاولت رحمة فتح حديث مع والدتها لا تعلم لما تتجاهلها هكذا حتي إنها لا تحدثها في الموضوع وأحيانا ترجح انها مشغولة مع عمرو، ولكن والدتها التي تعرفها لا يشغلها عنها عمرو ولا احمد ولا أي شخص

- ماما عاملة إيه

أردفت والدتها بعد أن أخذت رشفة من فنجان قهوتها

- هعمل ايه ما انا جنبك اهو

أردفت رحمة قائلة بنبرة مغتاظة من والدتها التي تستمر في تجاهلها

- ليكي وحشة

أردفت خديجة بعد أن وضعت فنجان قهوتها علي الطاولة ونظرت لها بطرف عين

- اخلصي عايزة تقولي ايه

أردفت رحمة قائلة بنبرة متذمرة

- هو انتِ مش حاسة انك ناسية حاجة يا ماما

أردفت خديجة قائلة بمكرٍ شديد

- لا هنسي ايه يعني يا بنتي

أردفت خديجة بخجل لا تعلم هل هناك فتاة تخجل مثلها للتحدث بتلك المواضيع في عمرها او لا، فتقريبا كل من تقابلهم يسهل عليهم الحديث بتلك المواضيع، نعم هي قريبة من والدتها ولكن أيضا تشعر بالخجل

- ولا حاجة يا ماما كملي الفيلم

أردفت خديجة قائلة وهي تري ابنتها وحركاتها وتراقبها وتعلم ان هذا الرجل مختلف عن أي رجل فكر أن يتقدم لها، فعقلها مشغول به بالتأكيد

- هو احنا يا بنتي نكلمك في موضوع تقولي انك بتزعلي وانك مش صغيرة، نسيبك تفكري مع نفسك الوضع مش عاجبك ده يا ستار منك والله

أردفت رحمة قائلة بتذمر

- يعني انتِ عارفة انا بتكلم في ايه

أردفت خديجة قائلة بنبرة حانية

- اكيد يعني امته مفهمتكيش

- اومال مش معبراني ليه

أردفت خديجة بمرح وهي تضيق عينيها

- ما انتِ كنتي بتفهمي انا بتكلم في ايه ومبتعبرنيش عادي يا بنتي مرة من نفسي

ضحكت رحمة ثم أردفت بفضول وحماس حاولت اخفاءه بقدر الإمكان

- هو احمد متكلمش معاكي تاني يعني هو مقالش حاجة

- شيفت أحمد الايام دي بليل ولا بقابله ولا هو بيكون عنده وقت يكلمني بس يعني مردضمش قالك فكري

أردفت رحمة قائلة وهي تريد اجابة والدتها

- انتِ رايك ايه طيب

أردفت والدتها قائلة بحكمة

- هو انا رأيي هيفرق في ايه وبعدين انا معرفهوش اصلا يعني مشفتهوش إلا مرة واحدة لما جه هنا ساعة الحادثة وانتِ مسافرة معرفش غير كده

- مهوا انا زيك بالظبط

- والله كدبك ده اللي موديكي في داهية

- انا كدبت في ايه دلوقتي

أردفت خديجة قائلة وهي تحاول أن تخرج الكلمات من فمها

- شوفتيه كام مرة

أردفت رحمة قائلة

- كتير بس مش زي ما انتِ فاكرة

أردفت والدتها قائلة بخبث

- وايه اللي المفروض افتكره، اخر مرة شوفتيه امته

- من يومين

- شوفتيه فين

أردفت قائلة بتلقائية شديدة

- في التُرب

ظنت خديجة انها تمرح معها، فأردفت قائلة بعصبية

- انتِ هتستعبطي ؟؟

- والله ما بهزر شوفته في التُرب لما قولتلك روحت ازور بابا زي ما بعمل لقيته في وشي

- وهو بيعمل ايه هناك

- بيقول انه بيراقبني وحتي مقالش سبب

- قومي هاتي تليفوني من جوا

أردفت رحمة قائلة باستغراب

- ليه

- هكلم احمد

أردفت رحمة قائلة ببلاهة

- مش بتقولي هيكون في الشغل دلوقتي وبعدين انتِ عايزة منه ايه

أردفت خديجة قائلة لتفسر مشاعر ابنتها

- هقوله يقول لباسل يجي اما اشوف مين اللي راقب بنتي ده

_________________

في الساعة الثانية بعد منتصف الليل

في شقة محمد وأية

كان محمد يجلس علي فراشه وفي حضنه ابنته دينا، التي علي الاغلب قد ذهبت في النوم وكانت أية تجلس أمام المرآة وتضع بعض الكريمات قبل نومها، حتي أخبرها بذلك الخبر لتنهض وتنظر له بدهشة لا تصدق ما سمعته منه

- انتَ تقصد اخويا باسل صح

أجاب محمد قائلا وهو يتوقع دهشتها فقال له باسل ذلك

- اه هو انتِ ليكي كام اخ اسمه باسل يا غبية

كانت تقفز في مكانها وكأنها طفلة أصغر من ابنتها

- لا عيد تاني كده الله يرضي عليك

أردف محمد قائلا بسخرية

- صدقي اخوكي كان عنده حق لما قال متقولهاش انا هقولها بكرا، انا ايه اللي خلاني افتح بوقي

أردفت أية وهي تعيد كلماته

- يوم الخميس انتَ هتروح مع باسل انتَ ومراد علشان هيطلب ايد عروسة

- أيوة

كانت السعادة تغمرها فهي تعلم أن أخيها هو أكثر رجل يستحق السعادة وإن يعش مع من يختارها قلبه ومع امرأه تحبه لأنه ضحي بأشياء كثيرة من اجلها هي وشقيقها

- ياربي مش قادرة، يالله نروحله دلوقتي

أردف محمد قائلا بنبرة خافتة

- وطي صوتك البت هتصحي مفزوعة منك

الساعة اتنين تروحي فين ده اخوكي اصلا زمانه نام

ضيقت ملامحها ثم أردفت قائلة

- وبعدين يقولك انتَ ليه هو انا اخته أولي اني اعرف اول واحده اصلا

أردف ساخرًا من الجنون الذي أصابها

- يمكن لاني جوز اخته ويعتبر من العيلة، وكمان لانه عارف انه مش هيخلص منك في التليفون

- معلش مختش بالي، طب تعرف مين البنت ؟؟

أردف محمد قائلا وهو يتذكر مكالمة باسل له

- معرفش اعتقد اسمها رحمة واخوها اسمه احمد

- أحلف

- والله

أردفت قائلة والضحك لا يفارقها، كان صوتها مرتفع قليلا

- هات بوسة والله لابوسك دلوقتي يا شيخ

قبلته من وجنتيه بسعادة شديدة ثم ركضت الي الخارج وهو يعلم انها لن تنام اليوم ابدأ من الحماس التي اصبحت به

استيقظت دينا وابتعدت عن أحضان ابيها

- قومتي ليه يا بنتي امك مش هتخليكي تنامي تاني ولا انا هنام لينا ربنا يتولنا لغايت الصبح ما يصبح، او خالك يجي ينقذنا

أردفت دينا بفرحة

- بوسي جاي ؟

____________

جاء ذلك اليوم المعهود وكان باسل في بيت رحمة هو ومراد وزوج شقيقته فهما أقرب الناس له، اما منار امتنعت عن الذهاب لاول يوم وقالت انها ستذهب بعد الاتفاق، كانت منار وهدي (زوجة شقيق رحمة الاكبر) تجلس معها وبعض الاقارب وأمنية لم تأتي بسبب مرض والدتها، وكان شقيقها الاكبر وزوج خالتها وعمها وأحمد كان يجلسوا مع باسل وعائلته

هدي أردفت قائلة

- مش عارفة اكيد في عيب يعني راجل غريب

أردفت منار قائلة بتوتر وهي تحاول الا يزعج أحد رحمة في يومها هذا

- ايه يا ابلة هدي عيب ايه بس ما الراجل زي الفل

أردفت رحمة قائلة وهي تريدها أن تخرج ما تكتمه بداخلها

- عايزة تقولي ايه مش فاهمة

أردفت هدي قائلة بخبث شديد

- انا عايزة مصلحتك يا رحمة انتِ زي اختي الكبيرة يعني متفرحيش بالعريس وخلاص وتنسي جانب مهم

أردفت رحمة قائلة بثقة

- هو انتِ شايفة ان كل واحد فكر يدق الباب دخل وانا مش من النوع اللي اول ما اشوف راجل بجري عليه لو ده قصدك، انا معنديش نقص

أردفت منار قائلة بخفة وهي تحاول أن تخفف من حدة الأجواء

- لا اكيد طبعا مش قصدها

أردفت هدي قائلة وهي تحاول وضع سمها بأي طريقة

- انا خايفة عليكي يا حبيبتي يعني ايه اللي يخلي راجل داخل علي الاربعين ميتجوزش طول الفترة دي كلها الا لو كان فيه عيب

أردفت رحمة قائلة بسخرية

- ولو كان مطلق او ارمل انتِ قولتي اني استاهل واحد سنجل

أردفت هدي قائلة بنبرة منزعجة

- بتاخدي كلامي انا يا رحمة وتفسريه غلط

أردفت خالة رحمة ووالده منار قائلة

- علي فكرة ده احلي سن يا جماعة وبعدين راجل واعي وناضج وميعبوش شيء ومركزه حلو ومهندس

أردفت هدي قائلة وهي تلوي شفتيها

- لا الرجالة عموما بتوصل لسن ده يكونوا عايزين اي واحده وخلاص تقضية واجب

أجابت رحمة بمنتهي الثقة وهي تمسك أحدي الفرش الخاصة بالميكب وتمسك أحدي أصابع حمرة الشفاة

- اعتقد لو عايز أي وحده كان اختار غيري انا، وبعدين هي النصايح دي جبتيها منين يا هدي

أردفت هدي قائلة باستغراب من نبرتها

- منين مش فاهمة

أردفت رحمة قائلة بسخرية

- يعني اللي بيتكلم بيتكلم عن تجربة وانتِ اتجوزتي اخويا وانتم لسه متخرجين فمعشتيش التجربة دي علشان تحكمي عليها، لما اعيشها انا هقولك

تنفست منار الصعداء وأردفت قائلة حينما وجدت خديجة تدلف الي الغرفة

- اهي طنط جت

أردفت خديجة قائلة بنبرة هادئة

- اطلعي سلمي عليهم انتِ قاعده بتعملي ايه هنا كل ده يا رحمة

_____________________

بعد مرور شهرين

وقد تمت خطبة رحمة وباسل في جلسة عائلية فلقد اتفقا علي أن يكن الزفاف بعد ستة أشهر ولكن كانت رحمة معترضة علي تلك المدة القصيرة

ولكن اتفقت انها اذا احتاجت المزيد من الوقت فليعطوها

دخلت رحمة وهي تحمل هدية امينة وبعض هدايا الموظفين فاليوم هو عيد ميلاها

فعادًا كل عام امينة تجعل الجميع من أجل عيد ميلاد رحمة

أمينة أردفت قائلة وهي تجد رحمة ليست علي طبيعتها

- انتِ حتي مكلتيش التورتة يا رحمة

أردفت رحمة قائلة وهي تضع تلك الهدايا علي أحد المقاعد وتجلس مكانها

- مليش نفس يا امينة

- انتِ لسه مضايقة من اللي اسمها هدي دي

أردفت رحمة قائلة بخبث

- مبتريحش نفسها كل مرة لازم تسالني عن باسل وكل حاجة تسم بدني فيها

أردفت أمينة قائلة وهي تحاول التهوين عليها

- ياستي متزعليش مني ما تولع يعني مش انتِ بتقولي أن باسل كويس معاكي وبيجبلك أي حاجة تطلبيها ومتفاهمة معاه

- اه

- يبقي في داهية كلامها متسمحيش لحد يضايقك

أخذت رحمة نفس طويل ثم أردفت قائلة

- مش بسمحلها انا برد عليها وبحرجها دايما بس انا عموما كلامها بيضايقني انا مبحبش اكون تحت عين حد ومهما احرجها مش بتفصل

ولا برضي اقول لماما علشان اخويا ومتتخانقش معاه بسبب مراته ولا عايزة اشيل النفوس من بعضها

أردفت أمينة قائلة وهي تقبل وجنتيها

- طب سيبك منها

كل سنة وانتِ طيبة يا قمر

- وانتِ طيبة يا أمينة ربنا يخليكي ليا

-ويخليكي يا قلبي، ايه باسل باشا قدملك ايه في عيد ميلادك

تنهدت ثم قالت بنبرة عابسة

- مجابش حاجة هو ممكن يكون مش مركز او مش واخد باله

- ليه يعني

- معتقدش ان الحاجات دي بتهمه

أردفت امينة وهي تحاول ألا تزعجها أكثر

- برضو هي شخصيات عادي

زفرت بضيق ثم أردفت قائلة

- عادي

خرجت أمينة بعد دقائق ليدق هاتف رحمة واجابت حينما علمت أن المتصل باسل

- الو يا باسل

- صباح الخير يا رحمة

- صباح النور ايه روحت الشركة وله مروحتش الشغل مش بتكون فاضي تتكلم دلوقتي

- لا مش في الشغل

- في البيت ؟ انتَ تعبان ؟

- لا مش في البيت

أردفت رحمة باستغراب

- اومال فينك يعني

أغلق المكالمة ليفتح باب المكتب بعد أن أخبرته امينة أنه يمكنه الدخول

- انا هنا

أردفت رحمة قائلة بدهشة

- باسل !!

اقترب باسل منها بابتسامته المعهودة وقدم لها باقة الورود التي يحملها

- كل سنة وانتِ طيبة

امسكت منه الباقة وابتسمت ثم أردفت قائلة

- وانتَ طيب

- تعبت نفسك

- مفيش تعب ولا حاجة وبعدين حبيت اجي اشوف مكتبك

- خلاص اقعد شوية نشربك حاجة

أردف قائلا بمرح وهو يضع هاتفه وميدالية مفاتيحه علي الطاولة ويجلس علي المقعد

- عندكم ايه في المكتب

- عندنا اي حاجة تطلبها

أردف قائلا بنبرة هادئة

- قهوة مظبوط

اتصلت رحمة باحدي الفتيات وطلبت منهم فنجانين من القهوة، أخرج باسل علبة صغيرة من جيبة، فهي هدية اختارها بعناية

وضعها أمامها ثم أردف قائلا

- افتحيها

- ايه ده

- لو فتحتي من غير ما تسألي هتعرفي

أمسكت العلبة فتحتها لتجد قلادة ذهبية وعليها اسمها

أردفت قائلة وهي تمسكها بيديها

- باسل والله تعبت نفسك اكتر من اللازم

- مفيش تعب ولا حاجة ياريت تكون عجبتك انا استنعت بمساعدة من اية بسيطة بس هي تعتبر ذوقي

أردفت قائلة والسعادة تغمرها

- تسلموا جدا

- عجبتك يعني ؟

- جدا والله كفايا انك جيت أساسا

- يعني لسه زعلانة ؟

- انا مش زعلانة منك

- عارف انك زعلانة بسبب حاجة مش عايزة تقوليها ليا بس انا مش عايز حاجة تضايقك

- صدقني

بعد مجيتك دلوقتي كنت مضايقة لكن دلوقتي مش مضايقة


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close