اخر الروايات

رواية جبر السلسبيل الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم نسمة مالك

رواية جبر السلسبيل الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم نسمة مالك 

الفصل الرابع..
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
أنهمرت عبرات "سلسبيل" على وجنتيها بغزارة حين رأت نظرة "جابر" المتألمة، دفنت وجهها بظهر "عبد الجبار" هروبًا من نظرته التي تشعرها بذنب لا دخل لها به، ف قلوبنا ليست عليها سلطان، لو كانت تستطيع التحكم فى زمام الأمور بعقلها بدلاً من ذلك النابض بعشق رجل تُشاركها فيه امرأة غيرها، لكانت إختارت إعطاء فرصة لبدأ حياة جديدة مع "جابر"..
لكن القدر لعب لعبته معها كعادته، و استمعت بأذنها رفض والدته على وجودها بحياته من الأساس ، و هي لن تخوض أي صراعات أخرى، يكفيها ما عشته من قسوة و عذاب لم ينتهي بعد..
تراخي جسدها الضعيف على جسد "عبد الجبار" و سقطت يديها من حول خصره، و أوشكت على السقوط بعدما أصبحت قدميها لم تعد تحملها،
ألتفت "عبد الجبار" لها على الفور، و ألتقطها بلهفة محاوطًا خصرها بذراعه القوي، و مال عليها قليلاً واضعًا ذراعه الأخر أسفل ركبتيها..
رفعها بمنتهي الخفة بين يديه فأراحت هي رأسها على كتفه غالقة عينيها براحة لم تنعم بها إلا بين حنايا صدره،
سار بها بخطوات مهرولة تجاه سيارته و أجلسها على المقعد الخلفي بتمهلٍ، و صعد بجوارها و هو يقول بأمر لسائقه الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي..
"هم يا حسان على المستشفى قوام"..
كل هذا أمام "جابر" الذي لم يبتعد بعينيه عن "سلسبيل"، إنتبه على حالته و هرول مسرعًا نحو سيارته يستعد للسير خلفهم، لن يتركها إلا بعدما يطمئن عليها حتى لو كلفه الأمر حياته..
بينما إنتقل "حسان" من مقعده لمقعد السائق، انفجر صوت هدير محرك السيارة ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها..
أغلق "عبد الجبار" زجاج النوافذ العاتم الذي لا يُتيح لمن بالخارج رؤية من بالداخل، و مد يده للفتحة التي بينهم و بين السائق أغلقها أيضًا..
و اعتدل بجزعه تجاه "سلسبيل" يتطلع بعينيها الباكية بإشتياق و عشق فاق كل الحدود، كتم أنفاسه و هو يقترب منها و يفك حجابها بكل ما يملك من رفق، شعر بقبضة حديديه تعتصر قلبه حين رأي مدى تطور حالتها للأعياء الشديد..
وجهها يزداد شحوبًا، و قد تناثرت حبيبات العرق على جبهتها، تلاحقت أنفاسها و هي تهمس بصعوبة بصوتٍ مجهد..
"عطشانة أوي يا عبد الجبار"..
مد يده لبراد صغير يحتوي على زجاجات مياه و عصائر باردة و تناول زجاجة من المياه، و أخرى من العصير و فتح أحدهما و بدأ يسقيها بتلهف مغمغمًا..
"أيه اللي حُصل يا سلسبيل.. مين عمل فيكِ أكده!!!"..
"وقعت.. وقعت على وشي"..
همست بها" سلسبيل " بأنفاس متهدجة،
أسقاها هو حتى أرتوت من المياه، و أسرع بأعطاءها العصير رغم أعتراضها، لكنه لم يتركها إلا بعدما أنهته و بدأت تستعيد قواها رويدًا رويدًا..
تناول زجاجة مياه ثانية و سكب القليل منها بكف يده، و سار بها على وجهها يزيل عنه آثار الدماء و يتفقد جرح جبهتها بملامح مرتعدة من شدة خوفه عليها..
كان يتحسس وجنتيها الباردة بأنامله الخشنة يستشعر ملمس بشرتها الناعمة بافتنان، لجم نفسه عنها بشق الأنفس حتى لا يلتهمها كلها دفعة واحدة لعل تلك النيران التي تتآجج بأعماقه تهدأ و لو قليلاً..
يرسم ملامحها بأبهامه، عيونها الحزينة التي تتحشي النظر له، نزولاً بوجنتيها التي أشتعلت بحمرة قانية بفضل قربه منها ، وصولاً بشفتيها المرتعشة أثر لمساته الخبيرة التي تداعب أنوثتها..
رفعت يدها ببطء و ضعف شديد، و أطبقت على معصمه بأصابعها الهشة، أزاحت يده عن وجهها ، و اعتدلت بجلستها بوهن مبتعده عنه حين رأته يميل عليها قاصدًا شفتيها و قد غلبه شوقه لها فقده كل ذرة تعقل يملكها..
"دادة عفاف.. اتصلي بيها.. زمانها قلقانة عليا أوي "..
قالتها "سلسبيل" بصوتٍ مبحوح أثر المشاعر المتضاربة التي تعيشها معه..
اجتهد "عبد الجبار" للسيطرة على نفسه معاها قد إستطاعته، لكنه فشل و بكل أسف فشل ذريع، لم يقدر على منع نفسه عنها خاصةً بعدما كاد أن يفقدها إلى الأبد..
لم يفكر مرتين و مد ذراعه طوه خصرها، و خطفها داخل حضنه، أجلسها على قدميه، و ضمها لصدره بعناق قوي، كتمت "سلسبيل" آهه خافته على أثره..
"أبعد يا عبد الجبار أنا مُحرمة عليك.. أنت رميت عليا يمين طلاق".. همست بها "سلسبيل" بصوتٍ اختنق بالبكاء و هي تكافح بضرواة للتخلص من حصار جسده حولها..
خرج صوته هو بحنينٍ مفعمًا بالشوق الجارف الدائم إليها وحدها..
"رديتك.. رديتك على ذمتي يا بنت جلبي"..
ابتعد عنها بضعة أنشات ليتمكن من النظر لعينيها،
أشرق وجهه في هذه اللحظة بإبتسامة محمّلة بمشاعره القوية التي يكنَّها لها، خاصةً حين لمح طرف ياقتة جلبابه التي ترتديها "سلسبيل" أسفل أسدالها و أستطرد ..
"لحظة غضب يا سلسبيل و لما فوقت منِها قولت إنك أكيد مهتعمليش فيا أكده إلا لو حد هددتك بحاچة واعرة قوي قوي لأچل ما يفرقونا.. مش أكده يا حبة جلب عبد الچبار.. أني متوكد إني مهونش عليكِ تشقي جلبي شق "..
أنهى جملته و نظر داخل عينيها بعمق بنظراته المُتيمة التي تخطف أنفاسها و تتغلغل بأعماقها تلمس شيئًا شديد الحساسية بداخلها..
إزدردت لعابها بتوتر و هي تمتثل رغمًا عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته، و كاد أن يطبق على ثغرها بشفتيه بقبلة جامحة، لكن صوت هاتفه الذي صدح تزامنًا مع صوت "حسان" يقول ..
"وصلنا المستشفى يا عبد الچبار بيه"..
كل ما يحدث لم يمنعه من مراده، تقبيلها هذا كل ما يريده في الوقت الحالي، فليقبلها الآن و يلقى حتفه بعدها..
شهقت "سلسبيل" بخفوت حين مال عليها و لثم ثغرها بلهفة قبلات عميقة متتالية شلت حركتها تمامًا و أبقتها ساكنة، مستسلمة لفيض غرامه الذي يغرقها دومًا به، و لكن أستسلامها له هذه المرة كان بمثابة الوادع بالنسبة لها..
بينما "جابر".. الذي صف سيارته أمام المستشفى الذي تقفت أمامها سيارة غريمة، رفع يده و مسح عبراته التي خانته لأول مرة، و هبطت على خديه دون بكاء، يرى أمام عينيه المرأة التي يذوب في حبها و قلبه معلق بها منذ نعومة أظافره تهيم عشقًا برجل غيره عشقًا، و ما أصعب الوقوع في الحب من طرف واحد،
شعور لا يتحمله أحد خاصةً إذا كان يمتلك بقلبه عشقًا صادق..
رغم علمه أنه يركض وراء سراب، يوهم نفسه أن القدر سوف يرأف بقلبه الملتاع و تعود له صغيرته "سلسبيل"، يحيا على أمل الفوز بحبها ذات يومًا..
يتبع.................


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close