رواية تأخر وقت العشق الفصل الرابع 4 بقلم فاطمة طه
بعد مرور عشرة ايام وكان اليوم هو يوم الجمعة وكانت رحمة اجازة اليوم وشقيقها كذلك ولكن كان يجلس مع اصدقائه علي القهوة
بعد العصر تقريبا دخلت خديجة غرفة رحمة فهي بعد تناولها الافطار معهم توجهت الي غرفتها
حينما دخلت وجدتها تشاهد أحدي المسلسلات علي الحاسوب المحمول ( اللاب توب )
جلست خديجة بجانبها وأردفت قائلة بنبرة متسائلة واستغراب
- مروحتيش مع منار ليه، منار دي قبل ما تكون مرات اخوكي هي بنت خالتك ووحدانية ولا اخ ولا اخت وعيب لما تبقي اقرب حد ليها متروحيش معاهم
أردفت رحمة بنبرة متذمرة فلا تريد ان تشعر بتأنيب الضمير تجاه منار او يلقي احدهما اللوم عليها مما يجعلها تلوم نفسها أيضا
- يا جدعان انا مخنوقة
عايزة ارتاح شوية انا بقالي اسابيع من ساعة ما رجعت من شرم الشيخ وانا يوميا بشتغل حتي الجمعة مكنتش باخده اجازة ، انا من حقي ارتاح واكيد انا مش قصدي اسيبها وبعدين مرواحي وانا مقريفة كده هيكون اوحش من اني مروحش
أردفت خديجة بنبرة قلقة وشك أن تكن ابنتها في قلبها شيء من الحزن بخصوص تلك المواضيع عن الزواج وغيره لان ليس هناك سبب محدد لانزعاجها ونادرا ما تكن رحمة منزعجة فالمعروف عنها انها ذات وجه بشوش تجعل الجميع يبتسم
- في حاجة يا يا بنتي ايه اللي مضايقك ؟
أردفت رحمة بصدق فهي لا تعلم حتي سبب انزعاجها فالايام الاخيرة كانت تشعر بالاختناق بدون سبب ولكن كانت ترجع ذلك الي الضغط التي تعرضت عليه في عملها
- مفيش يا ماما انا بس مرهقة شوية عايزة ارتاح
- طب ايه اللي خانقك يا بنتي احكيلي يعني هو في غيري تحكي ليه اللي مضايقك
تنهدت رحمة وهي تغلق الحاسوب وتنظر الي والدتها وأردفت قائلة بنبرة هادئة
- ابدا ملل شوية من الروتين يعني الواحد بيكرر الايام اللي بيبات فيه بيصبح فيه
- اعلي حاجة اكسري بيها الملل شوفي اصحابك فين انتي بقيتي مقفلة اكتر من الاول
قهقهت رحمة بتلقائية فهي لم تستطع تمالك نفسها حينما أردفت والدتها بتلك الكلمات، ثم حاولت أن تتمالك نفسها وأردفت قائلة بمرح
- يا سلام شوفوا مين اللي بيتكلم اللي انا شاحطه واللي قدي عندهم عيال علي رايك وبتقفيلي بالساعة وكل شوية انتي فين اتأخرتي
أردفت خديجة بغيظ علي عادة ابنتها التي لا تتغير
- صدقيني انتي مهزقة والله وحيوانة انا غلطانة مش بيجيلي منك الا اللسان الطويل والعند
( بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة )
دخلت منار وهي تدق علي ذلك الصندوق التي تحمله وعلي ما يبدو انه مخصص للهدايا وخلفها احمد وهو يحمل علبة اخري علي ما يبدو أن بها شيئا من الحلويات
أردفت رحمة باستغراب وقد شعرت بالفزع
- بسم الله الرحمن الرحيم
هما بيجوا امته دول
أردفت منار بطريقة مسرحية وهي تضيق عينيها
- كل يوم هتلاقيني في وشك انا مش هعيش في شقتنا وهعيش هنا معاكم انتي فاكرة ايه
أردفت رحمة وهي تنظر لوالدتها وأردفت بمرح
- الحقي يا ماما ده احنا شوية وهيسرقونا واحنا عمالين نرغي ومش حاسيين
خديجة أردفت وهي مبتسمة
- مجانين والله
محسناش بيكم خالص دخلتم امته
أردفت منار قائلة بنبرة هادئة فهي شكت انها من الممكن ان تكون ازعجتها بغير قصد
- لسه حالا يا خالتو قولت اجي اشوف الهانم زعلانة مني وله ايه
وكلمت احمد قولتله ان مفيش تجهيزات ولا هروح اي مكان طول ما رحمة مكتئبة ومفيش فرح طول ما رحمة مخنوقة واعرف هي زعلانة مني وله ايه
أردفت خديجة قائلة بمرح
- والله يا بنت اختي طول ما انتي بالحساسية دي ابني هيموتك ناقصة عمر ده حلوف
أردف أحمد بغيظ من كلمات أمه
- جرا ايه يا ماما هو انتي بتهزقيني ليه دلوقت وبعدين البتاعة اللي شايلها دي هتسيح اوديها التلاجة وله ايه
أردفت رحمة قائلة باستغراب
- انتم شايلين ايه
أردف أحمد بابتسامة هادئة لربما او سريع الغضب أكثر من شقيقها الاكبر ولكن ليس هناك أحن من قلبه علي الجميع ولكن ما يزعجهم هو عصبيته المبالغة أحيانا ولكن سرعان ما يهدأ قلبه أبيض وتحبه رحمة كثيرا
- تورتة ايس كريم رحمة هانم ام لسان طويل اللي عاملة مصايب ومشاكل دايما
جبتها مخصوص علشانك ومن المكان اللي بتجبيها منه قولت يمكن نغير مودك بالمفاجأة دي
ثم صمت لتستكمل منار الحديث وهي تشير الي أحمد فهي قد قابلته بعدما صنعت صندوق مميز مليء بمجموعة من انواع الشيكولاتات المختلفة التي تحبها رحمة
- انا قابلت الرجل اللي انا معرفهوش ده في الطريق وقولت اجي اشوفك وجيبالك البوكس كله حاجات من اللي قلبك يحبها
أردفت رحمة بامتنان وقد ابتسمت من قلبها حقًا
- تعبتم نفسم ليه كل ده
أردفت منار بتلقائية
- اومال هنتعب علشان مين لو متعبناش عشانك
المهم تكوني مبسوطة ومتتخنقيش ابدا ولا اكون عملت حاجة تزعلك مني غصب عني
اتمني بس اننا نكون فرحناكي فعلا والا والله ما هتجوز اخوكي
أردف أحمد بغيظ قائلا
- علي فكرة انتِ متجوزاني فعلا والقسيمة جوا
أردفت منار بمرح وهي تجلس بجانب رحمة وثد وضعت الصندوق أمامها
- ابدا ده شفقة علشان رحمة وامك اخلصهم منك شوية او اهرب انا عندهم أيهما أقرب
_____________________________
بعد نصف ساعة تقريبا كانت رحمة تجلس مع منار بعدما جاءت جارة خديجة وجلست معاها في الخارج لتتركهما في الغرفة وذهب أحمد الي القهوة وكانت منار تنتظر والدها ليمر ويأخذها بعد أن يأخذ والدتها من حفل زفاف ابنه صديقتها المقربة
كانت رحمة تقص لها اخر التطورات في حياتها ان كان في عملها او ما اكتشفته حينما ذهبت الي أخذ سيارتها
أردفت منار بعتابٍ ومرح وهما يأكلوا تلك ( التورتة )
- بقا الراجل القمر ده هو اللي قولتي لاخته انك متجوزة
أردفت رحمى متصنعة اللامبالاة
- اه
أردفت منار وهي تضرب كفًا علي كف
- يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل
أردفت قائلة وهي تتصنع اللامبالاة وانزعاج
- بت بطلي اوفر علي فكرة شكله عادي جدا جدا
أردفت منار وهي لا تنكر ان الرجل شكله جذاب وإن رحمة بالتأكيد تكذب
- لا كدابة والله
وقور جدا انا اعرف الرجل الوقور من قعدته
ده بيقولوا أحبيه ثلاثيني وأربعيني انتِ مش بتقعدي في جروبات البنات وله ايه
أردفت رحمة قائلة بسخرية
- لا سبتلك الجروبات
وبعدين انتِ قابلتي احمد ازاي يعني مش كنتي المفروض تروحي النهاردة ( ******** )
والتجهيزات تبدأ بقا
أردفت منار قائلة بتفسير
- لا مهوا انا مروحتش اجلته بكرا قولت اجي انهاردة علشان انتِ اجازة وبعدين قابلنا احمد
رفعت رحمة حاجبيها وهي تأكل التورتة
- انتم مين
- انا وبابا أصل العربية بتاعته فيها حاجة بايظة باين فاحمد وداه عند البشمهندس باسل
أردفت وهي تتمني أن يكن اي شخص غيره
- بشمهندس مين
أردفت منار بضيق من البلاهة التي سقطت عليها فجأة
- يا نيلة انتِ هتعملي نفسك من بنها
اللي كنا بنتكلم عنه
أردفت رحمة قائلة باستغراب وغضب مكتوم وهي تترك الملعقة
- واشمعنا يعني
اردفت منار قائلة بتخمين
- معرفش اعتقد أن أحمد حبه مش عارفة بصراحة حتي انه اداله دعوة للفرح
أردفت رحمة وهي تخبط جبهتها
- احية
أردفت منار باستفزاز واستغراب
- معلش يا بنتي تعيشي تاخدي غيرها
هو أحمد علي كده ميعرفش أن أخت باسل ده هي اللي عملت الحوار ده كله
- لا انا مقولتش
أردفت منار بتأكيد
- عشان كده
اصل أحمد لو كان يعرف حاجة زي دي مكنش راح تاني او اتقابل مع الراجل ده
_________________
في اليوم التالي في شقة باسل
رغم أن الساعة لم تتجاوز الثامنة مساء
ولكن كان باسل نائم، ولكنه آفاق علي أصوات ضجة في الخارج ووقوع شيئا ما نهض سريعً وهو يشعر بالذعر تحديدًا لانه بمفرده في الشقة
وما أن خرج من غرفته وجد شقيقته وابنتها و علي ما يبدو ان صغيرتها كالعادة أفسدت شيئا فهناك زجاج علي الأرض
وكانت شقيقته تعاتبها ناسية نوم شقيقها وانه لا يعلم بوجودهما حتي
فمنذ ثلاثة أيام ذهبت إلي بيتها بسبب ولادة شقيقة زوجها
باسل أردف قائلا
- يا شيخة حرام عليكي
انتم جيتم امته
أردفت أية قائلة بعد تنهيدة طويلة من غضبها وحينما جلست دينا علي الأريكة
- احنا جينا من نص ساعة كدة ودخلت بالمفتاح اللي معايا
أردف قائلا باستغراب ومازال لم يفيق جيدًا وجلس بجانب دينا وجعلها تجلس علي قدمه وقبل رأسها
- ايه اللي جابكم
أردفت أية قائلة وهي تلم تلك الزجاجات
- الله دي مقابلة يا باسل
أردف باسل بانزعاج
- مقولتيش انك جاية يعني مش قصدي حاجة متفتحليش مرشح
أردفت أية بمرح
- قولتلك تعالي اتغدي معايا قعدت تقولي لا فقولت اجيب الاكل ونيجي احنا نكبس عليك ونقفشك متلبس
احسن تكون جايب مزة البيت وله حاجة
أردف باسل بغيظ ولكنه لم يكن يريد ان يذهب لها فهو يعود نفسه علي غيابها وعلي وحدته حتي يكون الأمر سهل عند فراقهما
- اتلمي يا مهزقة
أردفت أية بمرح
- يا ابني انحرف شوية، انتَ مستقيم كده ليه
أردف قائلا بسخرية حينما جلست علي كرسي موضوع بجتمية فقد انتهت من لم قطع الزجاج
- اتأخر والله وقت الانحراف معملتهاش وانا مراهق
أردفت اية بتساؤل
- طب يا عم البأس مجتش تتغدي ليه معايا
أردف باسل قائلا بأي إجابة اتت لعقله
- عادي كسلت
أردفت رحمة قائلة بسخرية كم نفسها
- كنت فاكر ربنا نجدك من أكلي وعايز تهرب وفاكر اني هسيبك بس علي مين جيتلك وهتاكل هتاكل مفيش تفاهم
أردف باسل ساخرًا وهو يحك ذقنه
- واضح ان مفيش مفر يعني
أردفت أية بتساؤل
- بالظبط قولي عامل ايه مفيش في حياتك طابع انثوي وله حاجة
أردف اية قائلة بسخرية
- والله ما قادر ارد عليكي مصدع جدا وانا لو في حاجة هخبي عليكي ليه خايف منك يعني
أردفت أية قائلة بسخرية وانزعاج
- بطل تقصف جبهتي دايما كده بس اعتبرني انسانة عاقلة
طب رحمة عاملة ايه
أردف باسل بلا مبالاة
- وانا مالي بيها
أردفت اية بمكر وهي تضيق عينيها
- الله بقا
ده انتَ فاكرها يعني مسالتش رحمة مين
أردف باسل بتهرب
- اقعدي فسري كل حاجة حسب دماغك انا فاكرها
علشان امبارح اخوها كان عندنا واعتقد جوز خالتها كانوا عندنا علشان بيصلح عربيته
- علي كده اخوها ميعرفش ان انا اختك وان انا اللي قولت كده
أردف باسل ساخرًا
- ما شاء الله فهمتيها لوحدك
أردفت أية بتلعثم
- طب من غير ما تتعصب عليا او تقفش
ايه رأيك في رحمة
أردف باسل ساخرًا
- واحدة مشفتهاش الا مرة واحدة خمس دقايق ادي رأيي فيها بناء عن ايه
- بكلمك بجد
أردف باسل وهو يحك ذقنه
- كدابة ارتحتي
- لا غيره
أردف باسل قائلا وهو يذهب الي المطبخ ليأتي بزجاجة من المياة
- بت متقرفنيش
أردفت بصوت مرتفع حتي يسمعها وهو في المطبخ
- سيب باسل العصبي ده واتكلم معايا بجد يعني حلوة ؟
أردف قائلا وهو يعود مرة أخري ويجلس مكانه
- ملحقتش اركز فيها
وبعدين انا هيفرق معايا حلوة وله لا لنفسها
أردفت اية بسخرية
- مثلا مثلا من غير ضرب او تهزيق او شتيمة كزوجة ليك مثلا رأيك فيها
تنهد تهيدة مطولة ثم أردفت قائلة
- بصي انتِ كبرتي واتجوزتي وخلفتي
بس متحاوليش تلعبي عليا انا بالكلام وتعملي نفسك كبيرة علي اللي مربيكي
انا مش عيل صغير علشان كل ما تشوفي واحدة تعتبريها مراتي ولو كنت بهزر في ساعتها
بس الموضوع بيضايقني افهمي ده وكفايا اوي الموقف اللي عملتيه في الفرح
انا اكبر من كده ولا احب اطلع صغير في مرة
أردفت بانزعاج وقلق
- هو علشان عايزة افرح بيك اكون عايزة اطلعك صغير وبعدين انتَ ايه اللي ناقصك دلوقتي يعني مبقاش عندك مسؤوليات ولا انا ولا اخوك
عيال، والحمدلله ربنا اداك وعيشتنا أحسن من الاول بكتير بقيت مهندس في شركتك معروف غير شغلك مع صاحبك وشقتك معاك
تنهدت ثم أردفت قائلة بتساؤل وهي تريد أن تجعله يستيقظ
- ايه اللي ناقصك يا باسل انتَ عجباك وحدتك ؟
بلاش حكاية سفري ما انا حتي لو مسافرش جوزي هيرجع وهيكون عندي مسؤوليات مش هقدر ابات معاك زي دلوقتي أغلبية الوقت
ليه متخلفش وتعيش حياتك
أردف باسل قائلا بانزعاج
- انا كنت مأجله زمان بس دلوقتي لأن فعلا انا قادر اني اتجوز دلوقي بس انا ملقتش واحدة تنفعني مثلا مبقاش في وقت أعيش علاقات واجرب قصص حب فاشلة
وواحدة تتجوزني والسلام بعد ما قضتها بالطول والعرض
ثم تنهد وأخذ أنفاسه ليستكمل حديثه قائلا
- وانا مش ساذج علشان اروح اتجوز واحدة قد عيالي ولا الجواز هيجي بأن كل واحده سلمت عليا تبقي تنفعني افهمي دي في حاجة اسمها نصيب جه يبقي ربنا كتبهولي مجاش يبقي الحمدلله برضو
أردفت اية قائلة بنبرة تفطر القلب
- باسل انا مبعملش كده والله علشان هسافر يمكن من قبل ما اتجوز وأنا بزن عليك وكنت تقعد تقولي مش هجيب واحدة اقرفك انتَ من حقك تكون مبسوط بقا وتعيش حياتك
- مبسوط الحمدلله
أردفت اية قائلة بجدية في بداية حديثها ثم عادت لنبرتها المرحة
- انا مش هضايقك تاني بس فكر في كلامي بمنظور تاني مش بمنظور أن زنانة وانا وعد مش هفتح الموضوع ده تاني لو قولتلي ايه رأيك في رحمة
أستطاعت أن تجعله يبتسم مرة أخري وأردف قائلا
- مفيش فايدة فيكي
أردفت اية قائلة بجدية وابنتها جلست علي قدمها
- بس انا حاسة انها معلقة معاك بس ده بجد
أردف باسل قائلا وهو يلوي شفتيه بضيق
- يمكن شوية مش معلقة معايا زي ما انتِ متخيلة
بس ممكن لانها كدبت مرتين يعني معلقة معايا بالوحش
ثم قص لها ذلك الموقف الذي حدث حينما أتت لأخذ سيارتها
فأردفت واكتفت بتحليلاتها لنفسها
- طيب ياله نأكل هسخن الاكل علشان اكيد برد
ونهضت بالفعل وتوجهت الي المطبخ ولم تعلق بشيء من فضولها او لم تشعر أخيها بأنها سعيدة لذلك الإنجذاب
فلم يتحدث شقيقها يومًا أن يقص أي فعل فعلته اي إمرأه أمامه
لربما لانه لا يؤثر به شيء او يهتم بشيء وليس كثير الكلام او لأنها فضولها يجعلها يشعر بالانزعاج ولكن بالتأكيد هناك شيء غريب حدث به
___________________
مرت الأيام سريعة كالعادة وأتي يوم زفاف أحمد ومنار الذي أهُلكت به رحمة مع منار
لم تتركها ابدا بعد عملها تذهب لها والعكس صحيح
________________________
في بيت باسل
رنت أية الجرس فهي قد نست المفتاح في المنزل ليفتح لها باسل وهو يضع رابطة عنقه بطريقه عشوائية حول رقبته وعلي ما يبدو انه يتجهز للذهاب
إلي مكان ما هكذا علمت أية من تخمينها
دخلت بمفردها فقد اشترت بعض إحتياجات له وكانت تتسوق اليوم وتركت ابنتها مع والده زوجها
أية أردفت باستغراب
- رايح فين يا باسل وايه الشياكة دي كلها
دخل باسل لتدخل خلفه وأغلقت الباب وأردف قائلا وهو ينظر الي المرآة
- رايح فرح
- فرح مين ده
- هو انتِ تعرفي كل الناس اللي انا اعرفها
تمتمت باستغراب
- لا بس انتَ مش عادتك بتروح أفراح يعني
تمتم بلا مبالاة
- عادي قاعد مواريش حاجة فقولت اروح انتِ جاية ليه من غير دينا
أردفت أية بلا مبالاة
- سبتها مع ماما فاطمة لاني كنت بجبلك الحاجات اللي طلبتها للبيت كدا كدا كنت بشتري طلبات فقولت اعدي اديك حاجتك
أردف باسل باستغراب
- كنت قولتيلي اجيلك انا بالعربية بدل ما تتعبي نفسك
ثم أردفت بفضول لن تتنازل عنه
- لا متقلقش مش شايلة حاجات كتير
- طب ده ف ..
قاطعها باسل قائلا بعدما انتهي من ربطة عنقه
- والله ما انتِ مكمله انا هقولك فرح مين يا حشرية علشان مفيش فايدة فرح احمد اخو رحمة اللي خبطناه
- بجد
- اه ياله علشان اوصلك قبل ما اروح
بعد العصر تقريبا دخلت خديجة غرفة رحمة فهي بعد تناولها الافطار معهم توجهت الي غرفتها
حينما دخلت وجدتها تشاهد أحدي المسلسلات علي الحاسوب المحمول ( اللاب توب )
جلست خديجة بجانبها وأردفت قائلة بنبرة متسائلة واستغراب
- مروحتيش مع منار ليه، منار دي قبل ما تكون مرات اخوكي هي بنت خالتك ووحدانية ولا اخ ولا اخت وعيب لما تبقي اقرب حد ليها متروحيش معاهم
أردفت رحمة بنبرة متذمرة فلا تريد ان تشعر بتأنيب الضمير تجاه منار او يلقي احدهما اللوم عليها مما يجعلها تلوم نفسها أيضا
- يا جدعان انا مخنوقة
عايزة ارتاح شوية انا بقالي اسابيع من ساعة ما رجعت من شرم الشيخ وانا يوميا بشتغل حتي الجمعة مكنتش باخده اجازة ، انا من حقي ارتاح واكيد انا مش قصدي اسيبها وبعدين مرواحي وانا مقريفة كده هيكون اوحش من اني مروحش
أردفت خديجة بنبرة قلقة وشك أن تكن ابنتها في قلبها شيء من الحزن بخصوص تلك المواضيع عن الزواج وغيره لان ليس هناك سبب محدد لانزعاجها ونادرا ما تكن رحمة منزعجة فالمعروف عنها انها ذات وجه بشوش تجعل الجميع يبتسم
- في حاجة يا يا بنتي ايه اللي مضايقك ؟
أردفت رحمة بصدق فهي لا تعلم حتي سبب انزعاجها فالايام الاخيرة كانت تشعر بالاختناق بدون سبب ولكن كانت ترجع ذلك الي الضغط التي تعرضت عليه في عملها
- مفيش يا ماما انا بس مرهقة شوية عايزة ارتاح
- طب ايه اللي خانقك يا بنتي احكيلي يعني هو في غيري تحكي ليه اللي مضايقك
تنهدت رحمة وهي تغلق الحاسوب وتنظر الي والدتها وأردفت قائلة بنبرة هادئة
- ابدا ملل شوية من الروتين يعني الواحد بيكرر الايام اللي بيبات فيه بيصبح فيه
- اعلي حاجة اكسري بيها الملل شوفي اصحابك فين انتي بقيتي مقفلة اكتر من الاول
قهقهت رحمة بتلقائية فهي لم تستطع تمالك نفسها حينما أردفت والدتها بتلك الكلمات، ثم حاولت أن تتمالك نفسها وأردفت قائلة بمرح
- يا سلام شوفوا مين اللي بيتكلم اللي انا شاحطه واللي قدي عندهم عيال علي رايك وبتقفيلي بالساعة وكل شوية انتي فين اتأخرتي
أردفت خديجة بغيظ علي عادة ابنتها التي لا تتغير
- صدقيني انتي مهزقة والله وحيوانة انا غلطانة مش بيجيلي منك الا اللسان الطويل والعند
( بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة )
دخلت منار وهي تدق علي ذلك الصندوق التي تحمله وعلي ما يبدو انه مخصص للهدايا وخلفها احمد وهو يحمل علبة اخري علي ما يبدو أن بها شيئا من الحلويات
أردفت رحمة باستغراب وقد شعرت بالفزع
- بسم الله الرحمن الرحيم
هما بيجوا امته دول
أردفت منار بطريقة مسرحية وهي تضيق عينيها
- كل يوم هتلاقيني في وشك انا مش هعيش في شقتنا وهعيش هنا معاكم انتي فاكرة ايه
أردفت رحمة وهي تنظر لوالدتها وأردفت بمرح
- الحقي يا ماما ده احنا شوية وهيسرقونا واحنا عمالين نرغي ومش حاسيين
خديجة أردفت وهي مبتسمة
- مجانين والله
محسناش بيكم خالص دخلتم امته
أردفت منار قائلة بنبرة هادئة فهي شكت انها من الممكن ان تكون ازعجتها بغير قصد
- لسه حالا يا خالتو قولت اجي اشوف الهانم زعلانة مني وله ايه
وكلمت احمد قولتله ان مفيش تجهيزات ولا هروح اي مكان طول ما رحمة مكتئبة ومفيش فرح طول ما رحمة مخنوقة واعرف هي زعلانة مني وله ايه
أردفت خديجة قائلة بمرح
- والله يا بنت اختي طول ما انتي بالحساسية دي ابني هيموتك ناقصة عمر ده حلوف
أردف أحمد بغيظ من كلمات أمه
- جرا ايه يا ماما هو انتي بتهزقيني ليه دلوقت وبعدين البتاعة اللي شايلها دي هتسيح اوديها التلاجة وله ايه
أردفت رحمة قائلة باستغراب
- انتم شايلين ايه
أردف أحمد بابتسامة هادئة لربما او سريع الغضب أكثر من شقيقها الاكبر ولكن ليس هناك أحن من قلبه علي الجميع ولكن ما يزعجهم هو عصبيته المبالغة أحيانا ولكن سرعان ما يهدأ قلبه أبيض وتحبه رحمة كثيرا
- تورتة ايس كريم رحمة هانم ام لسان طويل اللي عاملة مصايب ومشاكل دايما
جبتها مخصوص علشانك ومن المكان اللي بتجبيها منه قولت يمكن نغير مودك بالمفاجأة دي
ثم صمت لتستكمل منار الحديث وهي تشير الي أحمد فهي قد قابلته بعدما صنعت صندوق مميز مليء بمجموعة من انواع الشيكولاتات المختلفة التي تحبها رحمة
- انا قابلت الرجل اللي انا معرفهوش ده في الطريق وقولت اجي اشوفك وجيبالك البوكس كله حاجات من اللي قلبك يحبها
أردفت رحمة بامتنان وقد ابتسمت من قلبها حقًا
- تعبتم نفسم ليه كل ده
أردفت منار بتلقائية
- اومال هنتعب علشان مين لو متعبناش عشانك
المهم تكوني مبسوطة ومتتخنقيش ابدا ولا اكون عملت حاجة تزعلك مني غصب عني
اتمني بس اننا نكون فرحناكي فعلا والا والله ما هتجوز اخوكي
أردف أحمد بغيظ قائلا
- علي فكرة انتِ متجوزاني فعلا والقسيمة جوا
أردفت منار بمرح وهي تجلس بجانب رحمة وثد وضعت الصندوق أمامها
- ابدا ده شفقة علشان رحمة وامك اخلصهم منك شوية او اهرب انا عندهم أيهما أقرب
_____________________________
بعد نصف ساعة تقريبا كانت رحمة تجلس مع منار بعدما جاءت جارة خديجة وجلست معاها في الخارج لتتركهما في الغرفة وذهب أحمد الي القهوة وكانت منار تنتظر والدها ليمر ويأخذها بعد أن يأخذ والدتها من حفل زفاف ابنه صديقتها المقربة
كانت رحمة تقص لها اخر التطورات في حياتها ان كان في عملها او ما اكتشفته حينما ذهبت الي أخذ سيارتها
أردفت منار بعتابٍ ومرح وهما يأكلوا تلك ( التورتة )
- بقا الراجل القمر ده هو اللي قولتي لاخته انك متجوزة
أردفت رحمى متصنعة اللامبالاة
- اه
أردفت منار وهي تضرب كفًا علي كف
- يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل
أردفت قائلة وهي تتصنع اللامبالاة وانزعاج
- بت بطلي اوفر علي فكرة شكله عادي جدا جدا
أردفت منار وهي لا تنكر ان الرجل شكله جذاب وإن رحمة بالتأكيد تكذب
- لا كدابة والله
وقور جدا انا اعرف الرجل الوقور من قعدته
ده بيقولوا أحبيه ثلاثيني وأربعيني انتِ مش بتقعدي في جروبات البنات وله ايه
أردفت رحمة قائلة بسخرية
- لا سبتلك الجروبات
وبعدين انتِ قابلتي احمد ازاي يعني مش كنتي المفروض تروحي النهاردة ( ******** )
والتجهيزات تبدأ بقا
أردفت منار قائلة بتفسير
- لا مهوا انا مروحتش اجلته بكرا قولت اجي انهاردة علشان انتِ اجازة وبعدين قابلنا احمد
رفعت رحمة حاجبيها وهي تأكل التورتة
- انتم مين
- انا وبابا أصل العربية بتاعته فيها حاجة بايظة باين فاحمد وداه عند البشمهندس باسل
أردفت وهي تتمني أن يكن اي شخص غيره
- بشمهندس مين
أردفت منار بضيق من البلاهة التي سقطت عليها فجأة
- يا نيلة انتِ هتعملي نفسك من بنها
اللي كنا بنتكلم عنه
أردفت رحمة قائلة باستغراب وغضب مكتوم وهي تترك الملعقة
- واشمعنا يعني
اردفت منار قائلة بتخمين
- معرفش اعتقد أن أحمد حبه مش عارفة بصراحة حتي انه اداله دعوة للفرح
أردفت رحمة وهي تخبط جبهتها
- احية
أردفت منار باستفزاز واستغراب
- معلش يا بنتي تعيشي تاخدي غيرها
هو أحمد علي كده ميعرفش أن أخت باسل ده هي اللي عملت الحوار ده كله
- لا انا مقولتش
أردفت منار بتأكيد
- عشان كده
اصل أحمد لو كان يعرف حاجة زي دي مكنش راح تاني او اتقابل مع الراجل ده
_________________
في اليوم التالي في شقة باسل
رغم أن الساعة لم تتجاوز الثامنة مساء
ولكن كان باسل نائم، ولكنه آفاق علي أصوات ضجة في الخارج ووقوع شيئا ما نهض سريعً وهو يشعر بالذعر تحديدًا لانه بمفرده في الشقة
وما أن خرج من غرفته وجد شقيقته وابنتها و علي ما يبدو ان صغيرتها كالعادة أفسدت شيئا فهناك زجاج علي الأرض
وكانت شقيقته تعاتبها ناسية نوم شقيقها وانه لا يعلم بوجودهما حتي
فمنذ ثلاثة أيام ذهبت إلي بيتها بسبب ولادة شقيقة زوجها
باسل أردف قائلا
- يا شيخة حرام عليكي
انتم جيتم امته
أردفت أية قائلة بعد تنهيدة طويلة من غضبها وحينما جلست دينا علي الأريكة
- احنا جينا من نص ساعة كدة ودخلت بالمفتاح اللي معايا
أردف قائلا باستغراب ومازال لم يفيق جيدًا وجلس بجانب دينا وجعلها تجلس علي قدمه وقبل رأسها
- ايه اللي جابكم
أردفت أية قائلة وهي تلم تلك الزجاجات
- الله دي مقابلة يا باسل
أردف باسل بانزعاج
- مقولتيش انك جاية يعني مش قصدي حاجة متفتحليش مرشح
أردفت أية بمرح
- قولتلك تعالي اتغدي معايا قعدت تقولي لا فقولت اجيب الاكل ونيجي احنا نكبس عليك ونقفشك متلبس
احسن تكون جايب مزة البيت وله حاجة
أردف باسل بغيظ ولكنه لم يكن يريد ان يذهب لها فهو يعود نفسه علي غيابها وعلي وحدته حتي يكون الأمر سهل عند فراقهما
- اتلمي يا مهزقة
أردفت أية بمرح
- يا ابني انحرف شوية، انتَ مستقيم كده ليه
أردف قائلا بسخرية حينما جلست علي كرسي موضوع بجتمية فقد انتهت من لم قطع الزجاج
- اتأخر والله وقت الانحراف معملتهاش وانا مراهق
أردفت اية بتساؤل
- طب يا عم البأس مجتش تتغدي ليه معايا
أردف باسل قائلا بأي إجابة اتت لعقله
- عادي كسلت
أردفت رحمة قائلة بسخرية كم نفسها
- كنت فاكر ربنا نجدك من أكلي وعايز تهرب وفاكر اني هسيبك بس علي مين جيتلك وهتاكل هتاكل مفيش تفاهم
أردف باسل ساخرًا وهو يحك ذقنه
- واضح ان مفيش مفر يعني
أردفت أية بتساؤل
- بالظبط قولي عامل ايه مفيش في حياتك طابع انثوي وله حاجة
أردف اية قائلة بسخرية
- والله ما قادر ارد عليكي مصدع جدا وانا لو في حاجة هخبي عليكي ليه خايف منك يعني
أردفت أية قائلة بسخرية وانزعاج
- بطل تقصف جبهتي دايما كده بس اعتبرني انسانة عاقلة
طب رحمة عاملة ايه
أردف باسل بلا مبالاة
- وانا مالي بيها
أردفت اية بمكر وهي تضيق عينيها
- الله بقا
ده انتَ فاكرها يعني مسالتش رحمة مين
أردف باسل بتهرب
- اقعدي فسري كل حاجة حسب دماغك انا فاكرها
علشان امبارح اخوها كان عندنا واعتقد جوز خالتها كانوا عندنا علشان بيصلح عربيته
- علي كده اخوها ميعرفش ان انا اختك وان انا اللي قولت كده
أردف باسل ساخرًا
- ما شاء الله فهمتيها لوحدك
أردفت أية بتلعثم
- طب من غير ما تتعصب عليا او تقفش
ايه رأيك في رحمة
أردف باسل ساخرًا
- واحدة مشفتهاش الا مرة واحدة خمس دقايق ادي رأيي فيها بناء عن ايه
- بكلمك بجد
أردف باسل وهو يحك ذقنه
- كدابة ارتحتي
- لا غيره
أردف باسل قائلا وهو يذهب الي المطبخ ليأتي بزجاجة من المياة
- بت متقرفنيش
أردفت بصوت مرتفع حتي يسمعها وهو في المطبخ
- سيب باسل العصبي ده واتكلم معايا بجد يعني حلوة ؟
أردف قائلا وهو يعود مرة أخري ويجلس مكانه
- ملحقتش اركز فيها
وبعدين انا هيفرق معايا حلوة وله لا لنفسها
أردفت اية بسخرية
- مثلا مثلا من غير ضرب او تهزيق او شتيمة كزوجة ليك مثلا رأيك فيها
تنهد تهيدة مطولة ثم أردفت قائلة
- بصي انتِ كبرتي واتجوزتي وخلفتي
بس متحاوليش تلعبي عليا انا بالكلام وتعملي نفسك كبيرة علي اللي مربيكي
انا مش عيل صغير علشان كل ما تشوفي واحدة تعتبريها مراتي ولو كنت بهزر في ساعتها
بس الموضوع بيضايقني افهمي ده وكفايا اوي الموقف اللي عملتيه في الفرح
انا اكبر من كده ولا احب اطلع صغير في مرة
أردفت بانزعاج وقلق
- هو علشان عايزة افرح بيك اكون عايزة اطلعك صغير وبعدين انتَ ايه اللي ناقصك دلوقتي يعني مبقاش عندك مسؤوليات ولا انا ولا اخوك
عيال، والحمدلله ربنا اداك وعيشتنا أحسن من الاول بكتير بقيت مهندس في شركتك معروف غير شغلك مع صاحبك وشقتك معاك
تنهدت ثم أردفت قائلة بتساؤل وهي تريد أن تجعله يستيقظ
- ايه اللي ناقصك يا باسل انتَ عجباك وحدتك ؟
بلاش حكاية سفري ما انا حتي لو مسافرش جوزي هيرجع وهيكون عندي مسؤوليات مش هقدر ابات معاك زي دلوقتي أغلبية الوقت
ليه متخلفش وتعيش حياتك
أردف باسل قائلا بانزعاج
- انا كنت مأجله زمان بس دلوقتي لأن فعلا انا قادر اني اتجوز دلوقي بس انا ملقتش واحدة تنفعني مثلا مبقاش في وقت أعيش علاقات واجرب قصص حب فاشلة
وواحدة تتجوزني والسلام بعد ما قضتها بالطول والعرض
ثم تنهد وأخذ أنفاسه ليستكمل حديثه قائلا
- وانا مش ساذج علشان اروح اتجوز واحدة قد عيالي ولا الجواز هيجي بأن كل واحده سلمت عليا تبقي تنفعني افهمي دي في حاجة اسمها نصيب جه يبقي ربنا كتبهولي مجاش يبقي الحمدلله برضو
أردفت اية قائلة بنبرة تفطر القلب
- باسل انا مبعملش كده والله علشان هسافر يمكن من قبل ما اتجوز وأنا بزن عليك وكنت تقعد تقولي مش هجيب واحدة اقرفك انتَ من حقك تكون مبسوط بقا وتعيش حياتك
- مبسوط الحمدلله
أردفت اية قائلة بجدية في بداية حديثها ثم عادت لنبرتها المرحة
- انا مش هضايقك تاني بس فكر في كلامي بمنظور تاني مش بمنظور أن زنانة وانا وعد مش هفتح الموضوع ده تاني لو قولتلي ايه رأيك في رحمة
أستطاعت أن تجعله يبتسم مرة أخري وأردف قائلا
- مفيش فايدة فيكي
أردفت اية قائلة بجدية وابنتها جلست علي قدمها
- بس انا حاسة انها معلقة معاك بس ده بجد
أردف باسل قائلا وهو يلوي شفتيه بضيق
- يمكن شوية مش معلقة معايا زي ما انتِ متخيلة
بس ممكن لانها كدبت مرتين يعني معلقة معايا بالوحش
ثم قص لها ذلك الموقف الذي حدث حينما أتت لأخذ سيارتها
فأردفت واكتفت بتحليلاتها لنفسها
- طيب ياله نأكل هسخن الاكل علشان اكيد برد
ونهضت بالفعل وتوجهت الي المطبخ ولم تعلق بشيء من فضولها او لم تشعر أخيها بأنها سعيدة لذلك الإنجذاب
فلم يتحدث شقيقها يومًا أن يقص أي فعل فعلته اي إمرأه أمامه
لربما لانه لا يؤثر به شيء او يهتم بشيء وليس كثير الكلام او لأنها فضولها يجعلها يشعر بالانزعاج ولكن بالتأكيد هناك شيء غريب حدث به
___________________
مرت الأيام سريعة كالعادة وأتي يوم زفاف أحمد ومنار الذي أهُلكت به رحمة مع منار
لم تتركها ابدا بعد عملها تذهب لها والعكس صحيح
________________________
في بيت باسل
رنت أية الجرس فهي قد نست المفتاح في المنزل ليفتح لها باسل وهو يضع رابطة عنقه بطريقه عشوائية حول رقبته وعلي ما يبدو انه يتجهز للذهاب
إلي مكان ما هكذا علمت أية من تخمينها
دخلت بمفردها فقد اشترت بعض إحتياجات له وكانت تتسوق اليوم وتركت ابنتها مع والده زوجها
أية أردفت باستغراب
- رايح فين يا باسل وايه الشياكة دي كلها
دخل باسل لتدخل خلفه وأغلقت الباب وأردف قائلا وهو ينظر الي المرآة
- رايح فرح
- فرح مين ده
- هو انتِ تعرفي كل الناس اللي انا اعرفها
تمتمت باستغراب
- لا بس انتَ مش عادتك بتروح أفراح يعني
تمتم بلا مبالاة
- عادي قاعد مواريش حاجة فقولت اروح انتِ جاية ليه من غير دينا
أردفت أية بلا مبالاة
- سبتها مع ماما فاطمة لاني كنت بجبلك الحاجات اللي طلبتها للبيت كدا كدا كنت بشتري طلبات فقولت اعدي اديك حاجتك
أردف باسل باستغراب
- كنت قولتيلي اجيلك انا بالعربية بدل ما تتعبي نفسك
ثم أردفت بفضول لن تتنازل عنه
- لا متقلقش مش شايلة حاجات كتير
- طب ده ف ..
قاطعها باسل قائلا بعدما انتهي من ربطة عنقه
- والله ما انتِ مكمله انا هقولك فرح مين يا حشرية علشان مفيش فايدة فرح احمد اخو رحمة اللي خبطناه
- بجد
- اه ياله علشان اوصلك قبل ما اروح