اخر الروايات

رواية ورد الجناين الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي

رواية ورد الجناين الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي 


بعد ثلاثة أيام

خرج حكيم من السفارة المصرية بلندن وهو يحمل نوارة بين أحضانه وبصحبته ورد بعد أن أعادها إلى عصمته..وبصحبتهم نور وبعض أصدقائهم وهم يهنئونهم ويحتفلون بهم

نور : انا هاخد نوارة معايا النهاردة ..وانتو روحوا انبسطوا واشوفكم بكرة أن شاء الله

ورد : هتعبك يانور

نور : انتى عارفة أن انا ونوارة أصحاب ، ياللا انتو بالسلامة

حكيم : طب على الأقل هنوصلكم الاول عشان نتطمن عليكم

نور : خلاص ماشى ..ياللا

ليوصلاها إلى المنزل لتهبط نور من السيارة ونوارة باحضانها وتقوم بتقبيل ورد قائلة : الف مبروك ياورد ..يارب تتهنى، ثم وجهت حديثها لحكيم قائلة : الف مبروك يا استاذ حكيم ..خد بالك منها

حكيم بابتسامة واسعة : دى فى قلبى قبل عنيا

ليودعاها وينطلقوا سويا إلى الفندق الذى يقيم به حكيم

فى غرفتهم

حكيم وهو يضم ورد إلى صدره بعد أن أغلق الباب : حبيبتى ...عاوزين نعيش كل اللى ماعيشناهوش ...واوعدك انى هعمللك كل اللى بتتمنيه

ورد : اول حاجة عاوزة اكلم عمى وماما

حكيم : طبعا ، بس نغير هدومنا الأول ونصلى سوا ونكلمهم على طول

……………………..

كانت ورد و حكيم يحلقان فى سحابة من السعادة ، ولكن آن أوان عودة حكيم مرة أخرى إلى مصر

ورد : يعنى خلاص كده ، هتسافر بكرة

حكيم : على عينى ياورد انى اسيبكم ، ماتعرفيش انا هبقى عامل ازاى من غيركم ، مش عارف ازاى هفتح عينى الصبح مالاقيكيش قدامى انتى و نوارة

ومش عارف ازاى هتقدرى تبقى معاها ومع مذاكرتك لوحدك

ورد : من الناحية دى ماتقلقش ..نور معايا وكمان الجليسة ، بس انت هتوحشنى اوى يا حكيم

ليضمها حكيم إلى قلبه قائلا ،: لو كانت دقات قلبى قلت يوم ماسيبتينى فى مصر ، فأنا حاسس دلوقتى أن أنفاسى مفارقانى ياورد

ورد : خد بالك على نفسك ، وهستناك ، انت وعدتنا هتجيلنا كل شهر

حكيم : تفتكرى هقدر أن الشهر يعدى عليا كده

ورد : انا كمان هستغل كل إجازة وتلاقينا عندك

حكيم : يوم المنى ياحبيبتى يوم ماتنورى بيتك من تانى

ورد ،: على فكرة فى نوع علاج جديد بيشكروا فيه هبعت معاك منه لصفيه ، ربنا يرزقها بالذرية يارب

حكيم بأسى : بخاف عليها كل مايتتعلق بالامل وترجع بعد كده تحزن وقلبها بوجعها

ورد : ده بيبقى رزق من عند ربنا ياحكيم

حكيم : ونعم بالله

……………………….

ليعود حكيم إلى مصر ومزاولة عمله بهمة ونشاط وسعادة وقد لاحظ عليه الجميع بأن شئ ما قد تغير بداخله فقد أصبح أكثر نشاطا وأكثر تفاؤلا وكم كانت سعادته عند عودته عندما علم بخطبة مها إلى أحد الاشخاص وتقديم استقالتها ، فكان يشعر بالسعادة لغلق صفحة قد ينتج عن استمرارها غصة فى قلب ورد

وكان ينتهز كل فرصة للسفر إلى وردته ونوارته ليقضى معهم كل ساعة يستطيع أن يسرقها من الزمن

حتى مر مايقرب من أربعة أعوام وكانت ورد على مشارف مناقشة رسالة الدكتوراه ولم يبقى سوى سويعات قليلة وهى تدور وتدور فى قلق بالغ حتى أتتها نوارة وهى تحمل دميتها المحببة وقالت : ماما

لتلتفت لها ورد بابتسامة واسعة : أيوة ياحبيبتى

نوارة : نور بتقوللك ياللا اجهزى

لتنظر ورد إلى ساعتها لتتفاجئ بأنه لم يتبقى على موعد مناقشتها سوى أقل من ثلاث ساعات لتهرع إلى غرفتها حتى تستعد وما أن انتهت وخرجت من غرفتها حتى تفاجئت بحكيم وهو يرتدى بزة رسمية ويمسك بيده نوارة وباليد الأخرى صحبة من الورد الجوري ، وما أن رأته ورد الا وارتمت باحضانه قائلة : حكيم ...جيت امتى

حكيم بابتسامة وهو يضمها إلى صدره ويقدم لها الورود: وانتى كنتى فاكرة انى ممكن اضيع اللحظة دى وما ابقاش جنبك

ورد : انا مرعوبة

حكيم : انتى تعبتى وآن الاوان انك تجنى ثمرة تعبك .. ياللا بينا

وبعد أكثر من ثلاث ساعات من المناقشات الشديدة بين ورد واساتذتها ، تم منحها الدكتوراة بجراحة الاعصاب بامتياز مع مرتبة الشرف

وحلقت ورد فرحا وسط تهنئة الجميع لها وعلى رأسهم أساتذتها وأصدقائها إلى أن أتى الدور على حكيم الذى أصر أن ينتظر إلى النهاية حتى لا يأخذها أحد أخر من بين أحضانه

وكانت هديته لها أن اخذها ونوارة برحلة لمدة سبعة أيام إلى إسبانيا ، ومن اسبانيا عادوا إلى أرض الوطن وهم يرسمون ملامح حياة جميلة يملؤها الحب والدفء خاصة وهم فى انتظار مولود جديد بعد بضعة أسابيع

وبعد مكوثهم بمنزلهم أيام قلائل قرروا السفر مرة أخرى لاجتماع ورد اخيرا بعمها وزوجته بعد غياب دام خمس سنوات لم تجتمع بهم سوى مرتين ولسويعات قليلة ، أما هذه المرة فقررت أن تبقى معهم حتى تضع حملها وتقضى معهم مايسعدهم ويسد جوعهم لاحفادهم

ولم تكد ورد أن تقضى بضعة أيام بكنف عائلتها حتى فاجئتها آلام المخاض لتضع مولودها بعد نقلها للمشفى بدقائق قليلة وسط بهجة من الجميع لتعود بمولودها إلى المنزل فى صبيحة اليوم التالى

……………..

فى غرفة ورد

تجلس ورد بفراشها وهى تحمل مولودها بينما حكيم يعدل من وضع الوسائد خلف ظهرها وهو يقول بحنان : حمدالله على سلامة ورد الجناين

ورد بابتسامة : يسلملى القلب الحنين

حكيم وهو يقبل رأسها ويجلس بجوارها : ها هتسميه ايه

ورد : أنا سميت نوارة ، العدل أن انت اللى تسمى اخوها

حكيم : انا وانتى واحد ياحبيبتى

ورد : مافيش فى دماغى اسم معين ، وحابة أن انت اللى تسميه

ولا انتى ولا هو ...انا اللى هسميه

ليلتفتوا على صوت صفية وهى تضحك وتدخل لتختطف الصغير من أحضان ورد وتقول : ده حبيب صفية وصفية هى اللى هاتسميه

ورد ضاحكة : هانى اللى عندك يا ست صفية ، اشجينى

صفية وهى تقبل وجنة الصغير : زين ...سموه زين ياورد

ليتبادل حكيم وورد النظرات بشجن ليقف حكيم وهو يقول بحنان : بس انتى كنتى عاوزة تسمى ابنك زين ياصفية

صفية بصدق : وابنك ابنى ياحكيم ، وانا عاوزة اسميه زين ، ثم ضحكت قائلة : ولو ماسمعتوش الكلام هجننلكم الواد وهخليه مايعرفلوش اسم ...قلتوا ايه بقى

ورد بضحك : لا وعلى ايه الطيب احسن ، واسم زين جميل فعلا ياصفية ، ثم أكملت وهى تنظر لحكيم : ها يا ابو زين ..اديك عرفت اسمه ياللا بقى روح سجله وهاتلى شهادة الميلاد عشان اعرف مواعيد التطعيم بتاعته

صفية ضاحكة : ولادك هتبقى واحدة امريكانية وواحد صعيدى ياورد

ورد : وانا صعيدية واتشرف بالصعيد ياست صفية …. اومال عمى عتمان فين

حكيم بأسى : مابقاش يقدر على طلوع السلم ياورد ، لما تشدى انتى حيلك أن شاء الله تبقى تنزليله

صفية : ياللا اتكل على الله روح طلع الشهادة وانا هفضل مع ورد على ما ماما تطلعها الاكل

…………………….

عند هبوط حكيم إلى الاسفل يجد والده يجلس فى صمت وهو ينظر إلى الخارج من خلال الشرفة فى شرود ليقبل حكيم رأسه وهو يقول : ايه اللى شاغل سيد الناس اوى كده

ليلتفت عتمان إلى ولده قائلا بتنهيدة عميقة : ماتشغلش بالك يابنى وماتعكرش فرحتك بابنك ، انت هاتسميه ايه صحيح

حكيم بابتسامة : صفية سمته زين

ليومئ عتمان رأسه بحزن قائلا : ربنا يجعله لك زين طول العمر يا بنى

حكيم بتوجس : مالك ياحاج

عتمان : سلامتك يابنى ، انت كنت رايح على فين كده وسايب مراتك

حكيم : صفية قالتلى اروح استخرج لزين شهادة الميلاد وارجع وهى هتفضل شوية مع ورد

عتمان : صح كده ، ياللا اتوكل على الله والحق وقتك

حكيم : بس انت فى حاجة شغلاك ، وحاجة كبيرة كمان

عتمان : اتوكل على الله يابنى روح مشوارك وبعدين لما ترجع بالسلامة نبقى نتكلم

…………………..

فى غرفة ورد

تدخل حكمت وبصحبتها نوارة التى كانت تتقافز بسعادة فى صحبة جدتها

حكمت : ها يابنات ...ايه الاخبار طمنونى

صفية ضاحكة : زين بخير ياماما

حكمت باستغراب : زين !

ورد بمرح : أيوة ياماما ..صفية صممت هى اللى تسمى الولد زين قوة واقتدار

حكمت بابتسامة حنونة : ربنا يخليكم لبعض يا اولاد ، ويجعلكم دايما سند وعون لبعضيكم

نوارة : يعنى انا دلوقتى اخويا اسمه زين واللا قوة واقتدار

لتنقض صفية بالتقبيل والدغدغة على نوارة وهى تقول : ده انا اللى هاكلك قوة واقتدار ، مش كفاية امريكانية..كمان عسلية يابنت ورد

لتدمع عينا حكمت وهى تنظر لابنتها بشفقة لتتمتم ورد بالكثير من الأدعية لصفية ، لعل الله يفرج كربها

…………………

عند عودة حكيم من الخارج يدلف ليجد والده على نفس جلسته عندما غادر ليحييه ويجلس بجانبه وهو يقول : ادينى خلصت اللى ورايا وجيت ...ها ياحاج ، خير

عتمان : صفية اتطلقت ياحكيم

لينتفض حكيم واقفا من هول المفاجأة ويقول : ايه ..انت بتقول ايه يا ابويا ! حصل امتى الكلام ده وازاى

عتمان : من اول امبارح

حكيم : وصفية عرفت

عتمان وهو يومئ برأسه : أيوة يا ابنى عرفت والسكينة سارقاها و زى ماتكون نايمة ومش حاسة

حكيم : وازاى ماحدش قاللى

عتمان: ماحبناش نعكر فرحتكم يابنى

حكيم : طب ليه ، ده على و صفية روحهم فى بعض ، ليه بعد العمر ده كله ليه

عتمان بتنهيدة : على معذور ياحكيم ، حارب واتحمل كتير ، بس الموج بقى عالى عليه يابنى

حكيم بغضب : موج ايه وزفت ايه ...ده بنى آدم خسيس ، بقى يطلقها بعد العمر ده كله

عتمان : اختك اللى صممت ع الطلاق ياحكيم

حكيم : ولو ياحاج .. ولو

عتمان : نصيبهم يابنى ، من زمان وانا حامل هم اليوم ده ، وماكنتش اتمنى ابدا أنه ييجى وانا عايش

حكيم : ربنا يديك الصحة وطولة العمر ياحاج ، وان شاء الله خير

عتمان : أيوة ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

…………………..

لتمر الايام بين هذا وذاك حتى أتى يوم نشر العتمة على أرواحهم جميعا ، حين دخلت إحدى الخادمات وهمست بشئ ما بأذن حكمت ولكن صوتها كان مسموعا لصفية

كانت صفية تصغر حكيم بثلاث سنوات ، وبرغم أنها كانت عادية الملامح إلا أنها كانت بهية الطلعة باسمة الثغر والعيون ، فكان من ينظر بعينيها كان دائما يجدها متبسمة دون اى مجهود منها أو تكلف

ولكن كل شىء قد تبدل وتغير تماما ، فقد ذهب عنها رفيقها رغم حب السنين ، تركها بعد أن خسر معركته مع أهله من أجلها ، صفية لم تستطع أن تنجب له وريثا يحمل اسمه رغم زواج دام أكثر من عشر سنوات ، خاضوا خلالها صراعا مع الاهل ورحلات مع الأطباء والأدوية رغم عدم وجود أى مانع للانجاب لدى اى منهم ، فكلاهما يستطيعان الإنجاب ولكن من آخرين.

اخيرا انتصر اهل على ، ووافق على زواجه من أخرى ، وهو ما ابت صفية أن يحدث وهى لا تزال على ذمته ، وطلبت الطلاق ووافقها على ذلك ….وتم لها ما أرادت

قد انكسر الزجاج وأصبح بحواف جارحة واصاب قلب صفية بمقتل ، فانطفئت بسمة عينيها وعادت لتحيا بمنزل أبيها وهى كالروح الطائفة بين جدران المنزل ، تطوف بهم تلبى حاجاتهم ، ثم تنزوى بعيدا تلعق جراحها ، حتى أتاها نبأ زفاف على ..على لسان الخادمة وهى تهمس به لامها...لتسقط بين أبويها ، لا تستطيع الحركة

…………………..

كان نهارا حزينا ومضطربا على الجميع ، فعند نقلت صفية إلى المشفى وتبين أن الصدمة قد سببت لها شللا بقدميها فلم تعد تستطيع تحريك قدميها ، وقد الجمت الصدمة لسانها ، ولا زالوا لا يعلمون هل اثرت الصدمة على نطقها أيضا ام أنها هى من تأبى الحديث

وكانت حكمت تجلس بجوارها تحتضنها وتقرأ لها بعض آيات الذكر الحكيم مدعمة بدموعها بينما صفية تنظر إلى اللا شئ بنصف عين واجمة لا تلقى بألا لما حولها

بينما بالخارج كان يجلس عتمان متكئا على عصاه التى أصبحت تلازمه فى كل حركة وعينيه يملؤها الحزن على صغيرته التى خلقت للاحزان ، بينما حكيم فكان شعلة من الغضب ، فكان يروح ويجئ كالنمر المجروح لا يدرى مابيده أن يفعل لشقيقته الغالية التى دائما ماكان يعتبرها نصف قلبه وما أن خرجت ورد من الحجرة وأغلقت الباب حتى رفع عتمان رأسه متمنيا خير وهرع إليها حكيم قائلا : ها ياورد طمنينى

ورد بحنان : أن شاء الله خير ياحكيم ، ماعندهاش حاجة عضوية ، ده بسبب الصدمة وفى أى لحظة ممكن تلاقيها بقت زى الفل

ثم جلست ارضا أمام عمها بحنان وقالت : هون على نفسك ياعمى ، والله انا قلبى متطمن وعندى احساس أن اللى جاى كله خير

ليربت عتمان على وجنتيها قائلا : ربنا يجعللنا الخير فى اللى مكتوب لنا يابنتى...اللهم لا اعتراض

ليلتفت الجميع على صوت خطوات سريعة ليجدوا أن القادم ماهو الا على ...ويبدو على وجهه الحزن والألم الشديد ، وما أن وصل إليهم الا وانحنى يقبل يد عتمان باحترام قائلا : سامحنى ياعمى ...انت عارف أنه كان غصب عنى

ليتطلع إليه حكيم جاذبا إياه من ملابسه وهو يقول بغضب مكبوت : بقى هى دى الأمانة ياعلى..هو ده حبك ليها وانك هتصونها فى عيونك

على : والله مافرطت ابدا يا حكيم ، وربى عالم وشاهد ، غصب عنى ، امى حلفت انى لو ماتجوزتش عشان اخلف هتغضب عليا وتقاطعنى ياحكيم ، كنت عشمان أن صفية هتوافق ، لكن صممت ع الطلاق ، وبرضو كنت عشمان أنها شوية وهتروق ، ماكنتش اعرف ابدا ان كل ده هيحصل

ليتركه حكيم قائلا بخنق : واهو حصل يا صاحبى ، جاى تعمل ايه بقى تانى ، عاوز تخلص عليها المرة دى …….امشى ياعلى ، امشى الله لا يسيئك

على برجاء: سيبنى أشوفها ياحكيم

حكيم بغضب : على جثتى ياعلى

لتجذب ورد يد حكيم بقلق لتنذوى به بعيدا ثم قالت : ماتقررش عنها ياحكيم

حكيم بغضب : يعنى اسيبه يدخلها ويخلص عليها ياورد

ورد : انا ماقلتش كده ، بس اللى أقصده انك ماتصادرش على رأيها حتى لو كان رأيها من رأيك ، سيبها تطلع اللى جواها ،وانا معاها ومش هسيبها، ماتنساش ان ده تخصصى ..الاعصاب

حكيم : يعنى تسيبه يدخلها

ورد : لأ … انا هدخل اسألها لو تحب تشوفه واللا لا

…………………………

فى غرفة صفية

تدخل ورد لتجد صفية على حالها بأحضان والدتها لتجلس أمامها وتربت بيدها على وجنة صفية بحنان وهى تحاول لفت انتباهها لتنظر صفية إليها كالشاردة فتنتهز ورد الفرصة وتقول : تعرفى ياصفية ...ساعات الواحد بيبقى عاوز يعمل حاجة أو يقول حاجة بس مابيبقاش عارف يبتدى منين أو ازاى ، واحيانا بنعمل حاجة واحنا مغصوبين عليها وكارهينها ونتفاجئ بعد كده أنها كانت كل الخير اللى حصل فى حياتنا

وساعات بنعمل حاجات مضطرين نعملها لأسباب من جوانا مابنطلعهاش لحد ، بس انا عاوزاكى تطلعيها ياصفية

لتنظر صفية إليها بعدم فهم قربتت ورد على يدها قائلة : اقوللك على حاجة ..بس قبل ماتردى ، لازم تعرفى أن ده لمصلحتك صدقينى

ثم تأخذ ورد نفسا عميقا وتقول : انتى اختارتى تطلقى من على ، وعارفة انك كنتى موجوعة وجع السنين يوم مااخدتى القرار ده ، يمكن أو اكيد كنتى بتتمنى حاجة معينة من جواكى وماحصلتش ، لكن اللى حاصل دلوقتى أن فى صفية واللى لازم تفكرى فيها لوحدها دلوقتى ...صفية وبس ، اللى لازم تشوف حياتها ..سواء رجعتى لورا ، أو قررتى ترمى كل حاجة ورا ضهرك

على واقف برة ياصفية وعاوز يشوفك ، ولو عاوزة رأيى ماترفضيش تسمعيه، وياتسامحى ، ياتقفلى الصفحة وتقطيعها من حياتك خالص ..انتى لسه صغيرة وجميلة والف من يتمناكى حتى لو كان قلبك دلوقتى مش معاكى ، لكن مافيش حاجة بتفضل على حالها

لتومئ لها صفية برأسها علامة الموافقة ، لتساعدها مع حكمت لتعتدل بجلستها وتغسل لها وجهها ونتركها هى وحكمت ليسمحا لعلى بالدلوف اليها

……………………

وفى الخارج تسأل حكمت ورد بشئ من اللوم : ليه قويتيها عليه ياورد

ورد : صدقينى ياماما كده احسنلهم هم الاتنين ، صفية لو رجعت لعلى هتفضل طول عمرها موجوعة ، ومين قالك أن على هيفضل يعاملها كويس بعد مايخلف من غيرها ، أو أن اللى يتجوزها ماتعايرهاش وتحرق دمها كل دقيقة ، أو أن صفية نفسها تتوجع كل مانشوف خلفته فى حضنه

ليه تعيش حياتها محرومة من الخلفة طالما ممكن ربنا يرزقها ...عشان بتحبه ؟! حبها ماجبلهاش غير الوجع

صفية لازم تطلع كل اللى جواها وواجعها عشان تفوق وتقدر تكمل حياتها

لكن صدقينى لو اختارت ترجعله هدعمها بكل قوتى ….المهم انها تبقى راضية عن قرارها ده

…………………

أما بالداخل

يقترب على من فراش صفية ليجلس بجوارها وهو يمد كف يده ليمسك كفها ، ولكن صفية سحبت يدها لتضم كفيها على قدميها وهى تنظر لعلى نظرة تحذير أن يعيدها مرة أخرى ، ليذم على شفتيه بإحباط ثم يتنهد قائلا : ليه ياصفية ، انتى عارفة انى بحبك وعمرى ماحبيت ولا هحب غيرك

لتنظر له صفية بسخرية وبنصف ابتسامة دون أن تتحدث

على بقلة صبر : ماتبصليش كده ياصفية ..انتى عارفة انى مغصوب ومش بايدى ، امى هتغضب عليا ياصفية وانا ماقدرتش اعيش وانا شايل وزر غضبها فوق كتافى

كنت فاكرك هتفهمى وهتساعدينى ، مش تطلبى الطلاق وتبعدى عنى ياصفية

صفية : جاى ليه ياعلى

على : جايلك ياصفية ، ماقدرتش اعرف انك وقعتى من طولك ومااجيلكيش ، ده انتى روحى وعقلى ياصفية

صفية بتهكم : اوعى. تفكر انى وقعت من طولى عشان زعلانة عليك ياعلى ، انا وقعت زعل على عمرى اللى ضاع ، لو كنت حبتنى صحيح ماكنتش ضحيت بسنين عمرى اللى راحت معاك ، ماكنتش تقعد مع امك تختار العروسة ،اخترت نفسك ياعلى وده حقك ومايزعلش حد

على : طب اومال ليه طلبتى الطلاق ياصفية

صفية : انا صفية بنت عتمان كبير البلد ياعلى ، لما اتجوز ، اتجوز راجل كامل ، ليا لوحدى من غير شريك ياعلى

وانت اخترت تعيش حياتك وانا كمان اخترت اعيش حياتى واتجوز واخلف ولاد من بطنى انا يقولولى ياماما مش يا مرآة ابويا

على : انا وعدتك أنهم هيبقوا ولادك

صفية بغضب : بلاش كدب وكلام روايات ياعلى لانه مش هيحصل ، روح عيش حياتك وسيبنى انا كمان اعيش حياتى

على بغضب : مش هتقدرى تعيشى من غيرى ياصفية ، واديكى شفتى اللى حصل لك اول ماسمعتى بمعاد فرحى

صفية بجمود: اديك قلتها ، معاد فرحك اللى بعد خمس ايام ياعلى ، واللى اكيد متحدد من قبل طلاقى ، أو يمكن حددته بعد مارجعت من عند المأذون

انا هنت عليك ياعلى واللى أهون عليه قيراط ، اشطبه من حياتى كلها

على : ده قرارك النهائى يا صفية

صفية : أيوة ياعلى

لينهض على من جلسته ويستدير للخروج من الغرفة وهو منكس الرأس محنى الكتفين وذهب مودعا عشر أعوام من عمرهما وكل منهما يؤمن بداخله أنه مجنى عليه ولا يعلم أحد من هو الجانى

…………………….

بالخارج

عند خروج على يناديه حكيم قائلا : على …….مبروك على الجواز وان شاء الله ربنا يرزقك بالذرية الصالحة ، بس ابعد عن صفية ياعلى ، بكفياك لحد كده

ليومئ على برأسه فى أسى ويكمل مسيرته حتى اختفى من أمامهم

حكمت : يعنى صفية ماقبلتش ترجعله

حكيم بغضب : وانتى فكرك كنت هوافق لو هى وافقت

حكمت : يابنى اختك …..

عتمان بحزم : أخته عملت الصح ياحكمت ، صانت كرامتها وعززت روحها

ورد وهى تربت على كتف زوجة عمها : ماتقلقيش على صفية ياماما ، صدقينى هتبقى زى الفل

لتنهض ورد وتتجه إلى غرفة صفية لتدخل إليها واغلقت الباب من خلفها وتذهب للجلوس بجوارها قائلة

ورد : سمعينى صوتك عشان اعرف اتكلم معاكى

لتنظر لها صفية بعيون تمتلئ بالدموع وقالت : انا تعبانة اوى ياورد

لتاخذها ورد بين أحضانها قائلة : عيطى ياصفية ، انا عاوزاكى تعيطى لحد عينك ماتنشف

لتنفجر صفية بالبكاء وكأنها كانت تنتظر الاذن للإفراج عن دموعها وصوتها وظلت على وضعها بأحضان ورد حتى كفت عن البكاء ولم يبقى سوى بعض شهقات تصدر عن صدرها بين فينة وأخرى ، لتناولها ورد بعض المحارم لتجفيف وجهها ثم بدأت ورد فى الحديث : البقاء لله

لترفع صفية رأسها برعب قائلة : مين اللى مات ياورد

ورد بابتسامة : صفية القديمة ، صفية مرآة على ، واتولد مكانها صفية جديدة نوڤى .. لانج ..لسه بالسوليفانة بتاعتها

لتتنهد صفية بحزن ، لتستأنف ورد حديثها قائلة : انتى فاتك كتير اوى ياصفية ، انتى خريجة حقوق زى اخوكى ، اتجوزتى وانتى لسه فى الكلية ، وخدتى الليسانس وشكرا على كده لا خرجتى للدنيا ولا حاولتى تشتغلى

اخرجى للدنيا بقى ياصفية ، أرمى كل حاجة ورا ضهرك ، انتى لسه اللى زيك مااتجوزوش ، وعاوزاكى تبقى على رجلك ، و ماتندميش على حاجة ، شوية زعل وراحوا لحالهم أو هيروحوا

المهم والخلاصة انى بأيدك على قرارك ، انتى اخدتى القرار الصح ، حتى لو لسه بتحبيه ، ملعون الحب اللى يدمر حياتنا ، لكن انا متاكده انك هتتخطى كل ده بسرعة لو اشتغلتى

لتبتسم صفية قائلة : احلى حاجة فيكى ياورد انك مطرح مابترسى بتدقيلها

ورد ضاحكة بزهو : ده طبعا غير انى مرآة اخوكى

لتضحك صفية بملئ شدقيها ليدخل الجميع على صوت ضحكاتهم

حكيم وهو يحتضن أخته بحب : حمدالله على سلامتك يانص قلبى

صفية بابتسامة : تسلملى ياحكيم ويسلملى نصك التانى

عتمان بحنان : عاملة ايه دلوقتى يابنتى

صفية : بخير يابابا ماتقلقش عليا

عتمان : يارب دايما كلكم بخير

صفية : بس انا عاوزة اروح

ورد : وانا كمان شايفة كده ، انتى بس محتاجة شوية تمارين وتبقى زى الفل

حكيم : يعنى اعمل لها خروج

ورد : ياللا نروح نعمله سوا

ليتجه حكيم وورد إلى الطبيب المعالج لصفية ليقفا على بواطن الأمور ليملأهم الامل وينتهوا من إجراءات الخروج ليعودوا جميعا إلى المنزل

وفى خلال ثلاثة أسابيع تعود صفية للاعتماد الكلى على نفسها فى الحركة ليقيم حكيم احتفالا بشفائها مع عقيقة ولده زين وسط بهجة الجميع

وبعد انتهاء الحفل يتفاجئ حكيم بطلب صفية



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close