رواية معدن فضة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم لولي سامي
البارت ٣٨
حبيت انزل البارت وقت ما يخلص حتى لو متأخر افضل من أن أجله للمرة يارب يعجبكم
يمهل ولا يهمل
ولكن المؤكد أنه سبحانه جل شأنه سيجلبه لك .
ولأنه العدل .....
فكما أدمى قلبك حزنا سيرسل من يطمأن قلبك فرحا....
بل وربما يجعلك شاهد على ارتداد حقك اليك
في الصباح وقد اشرقت الشمس بنورها لتنشر شعاع الحق بكل مكان استيقظت ماجدة وميار تتأهب كلا منهم لليوم المعهود
فقد تم الاتفاق على موعد زفاف ميار وجواد والذي سيتم خلاله الاحتفال بخطبة نضال وماجدة
والذي سيوافق نفس يوم زفاف محمد وماسة ليصبح يوم تاريخي في العائلة
كما أنه يوم مجهد للغاية للجميع
ولذلك أصبح الجميع كخلية النحل التي لا تكل ولا تمل
من أجل إنهاء كل ما لديها من مهام
فاتجهت ماجدة للمصممة لمتابعة الفساتين التي اختاروها سويا هي واختها وماسة
بعد أن اختاروا معا التصاميم واثناء ما كانت تلقي بعض الملاحظات على المصممة
جاءت فتاة تلقي السلام والتحية على المصممة ومن طريقة تحيتهم فهمت ماجدة أنها صديقة المصممة القريبة
لتتنحى جانبا وتترك لهم فرصة للسلام ولكن صوتهم كان عاليا فاستمعت للحوار الذي أثار فضولها فانتبهت أكثر له حينما قالوا .
_ عرفتي أن حسن اتجوز نورا.
_ يا نهار ابيض ده لبس مقلب مش هيعرف يطلع منه بالساهل
البنت ده مبتخسرش ابدا ؟؟..........
وأم حسن وقعت الواقعة ده ازاي ؟
ده مش سهلة برضه!!
_ ده أمه هي اللي جوزتهاله.....
أصلها طمعت في العفش اللي معاها .
اقتربت ماجدة منهم مقاطعة حديثهم معتذرة / انا اسفة لقطع كلامكم ........
بس عايزة اسال على حاجة.
اعتذرت المصممة لماجدة معتقدة تأخرها عليها لتجيبها ماجدة قائلة / لا مش قصدي كدة.....
انا سمعت كلامكم بالصدفة فعايزة اسال عن حسن اللي بتتكلموا عنه هو ده حسن ابن انوار ؟؟
نظرا الفتاتين لبعضهم ليومؤا معا أنه هو ثم سألتها المصممة متعجبة / انتي تعرفيه ؟؟
اجابتها ماجدة بملامح مشمئزة من مجرد سيرته قائلة / الا اعرفه ده كان جوز اختي.....
وبهدلها اخر بهدلة .
ضحكت الفتاتين ثم قالت زميلة المصممة / لا لو بهدل اختك ابقي طمنيها ......
وقوللها ربنا جايلك حقك وبزيادة .
عقدت ماجدة حاجبيها ونظرت لكلتاهما ثم تسائلت / ازاي ؟؟
قربت المصممة لها مقعد وأشارت لها بالجلوس قائلة / ده موضوع يطول شرحه اقعدي بقى علشان نحكيلك .
جلست ماجدة ونظرت لهم بفضول جم منتظرة حديثهم بفروغ الصبر لتتحدث المصممة قائلة / قبل ما نبدا احب اعرفك بينا .......
انا اخت مروان اللي كان جوز نورا وده صاحبتي مرام وخطيبة مروان حاليا وجارة نورا من المنطقة.......
بصي يا ستي بقى.
ظلت تستمع ماجدة لما يروه وتوزع نظراتها بين المصممة وصديقتها بأعين متسعه ولسان يردد يمهل ولا يهمل
حتى انتهوا واعترف كلا منهم للآخر أن الان قد ردت الحقوق لأصحابها
وقد جمعهم الله بدون ميعاد ليطمئن كلا منهم الآخر ويؤكد له أنه كان على حق.
عادت ماجدة للمنزل وفي طريقها أجرت اتصال بماسة لتؤكد لها ضرورة الحضور لامر هام.
وصلت ماجدة للمنزل لتجد ميار التي تولت لها مهمة تجميع ملابس بالحقائب لحين عودتها لتجدها تجلس في غرفتها أمام الحقائب بعد أن اعدتهم شاردة الذهن لتربت على كتفها فالتفت لها ميار لتجد مقلتيها مليئة بالدموع الحبيسة لتندهش ماجدة من منظرها المحتقن فسألتها بتعجب / مالك يا ميرو ؟
ضغطت ميار على شفتيها وكأنها تريد أن تخرس نفسها لتنطق بكلمة واحدة / خايفة.
وبدأت تجهش بالبكاء لتحتضنها ماجدة مربتة على ظهرها تحاول طمأنتها وهي تتعجب من حالها فقالت لها / خايفة من ايه بس ؟؟
دانا جايبالك خبر يفرحك ويفش غليلك .
لو تفسريلي خايفة من ايه !؟
ظلت ميار تنتحب عاجزة عن توضيح سبب رهبتها لتحاول تهداة حالها فكفكفت دموعها لتردف ماجدة محاولة تغيير الحوار قائلة / خلاص بقى عايز اشوف عملتي ايه قوليلي لميتي كل الهدوم ؟
هزت ميار رأسها إيجابا لتستطرد ماجدة / كويس علشان ماسة جاية وعندي ليكوا حكاية عجب .
تممت ماجدة على حقائب اختها وجمعت بعض مستحضرات التجميل التي جلبتها لها بحقيبة احضرتها خصيصا من أجلها لتصل ماسة وبعد التحيات يجلسا ثلاثتهم على الفراش ميار وماسة بجوار بعضهم وتجلس ماجدة أمامهم لتسرد لهم ما استمعت له عند المصممة فقالت مثيرة لفضولهم / تخيلوا ندي المصممة تبقى مين ؟
تعجبت ميار وماسة ونظروا لبعضهم لتجيبها ماسة قائلة / انا اصلا معرفش أن المصممة اسمها ندي علشان اعرف تبقى مين !؟
ما تنطقي يا ماجي وخلصي.
اومأت ماجدة ثم قالت/ حاضر حاضر .......
ندي طلعت اخت مروان طليق نورا مرات حسن.
حاولت ميار كتم ضحكتها بينما سخرت ماسة من جملة ماجدة قائلة / والله لا بصراحة وضحتي وبزيادة .
ثم هدرت بها بصوت عالي / ما تتكلمي يا بت وبطلي الغاز عرفنا احنا ندي لما هنعرف كل دول ؟
ضحكت ماجدة وحاولت تهدأة ماسة بينما ميار ظلت تضحك على مشاداتهم لتبدأ ماجدة بتوضيح حديثها قائلة/ اهدوا بس هفهمكوا بس متقاطعونيش .
ثم نظرت تجاه ميار قائلة بابتسامة / ربنا حب يطبطب على قلبك ويقولك أن حقك رجع.....
ومش بس كدة ده رتب الأمور علشان ميعجبناش اي فساتين ونروح للمصممة ده بالذات .
حركت ميار رأسها بعدم استيعاب ونظرت لها بتساؤل لتردف ماجدة قائلة / رحت للمصممة ندي اللي بتظبطلنا الفساتين عرفنها ده!!
وانا بقولها على بعض الملاحظات لاقيت بنت دخلت سلمت عليها جامد عرفت انها صاحبتها المهم لاقتهم بيتكلموا عن واحد اسمه حسن وحسيت من كلامهم أنه حسن طليقك يا ميار .
ازداد انتباه ميار وبدأ قلبها يخفق رعبا من مجرد ذكر اسمه لتكمل ماجدة / وعرفت أنه اتجوز......
واللي اتجوزها كانت مرات اخو ندي المصممة .....
المهم بقي اللي عرفته .
زاد فضول ماسة لتحث ماجدة على الاستمرار فقالت لها / عرفتي ايه كملي؟؟
ماجدة وهي تتابع ملامح اختها المضطربة / عرفت أن مرات حسن من النوع الطماع والقادرة
يعني لما عرفت انها مبتخلفش هددت جوزها أنه لو طلقها يتنازل عن العفش وكل حاجه يا اما هتطلع عليه سمعة أنه مبيعرفش ...
صدرت شهقة من كلا من ماسة وميار .
عقدت ماجدة حاجبيها لتسأل ميار / يعني ايه مبيعرفش يا ميرو ؟
نظرت ميار للاسفل خجلا بينما ماسة حاولت السيطرة على ضحكتها لتقول لها محاولة تغيير الحوار / هبقى افهمك بعدين المهم كملي.....
لتستطرد ماجدة معلقة ومكملة / المهم وافق بالرغم انها مجابتش حاجه في الجواز خالص وكان واخدها بشنطة هدومها
بس جوزها علشان يخلص منها لانها كمان كانت قادرة ومتتعاشرش فرضي وتنازل عن كل حاجه وهي اخدت العفش كله وهو يا عيني هيبدا من اول وجديد ......
طبعا لما ظهرت قدام ام حسن عروسة وشابة وجميلة ومعاها العفش يعني فرصة متتعوضتش
قامت ام حسن خطبتها لابنها وهي متعرفش أنها مبتخلفش .....
الكارثة بقى أن نورا ده علشان توافق تتجوز حسن من غير عفش اشترطت يكتبوا الشقة باسمها .
وبالفعل كتبوا الشقة باسمها وبقالهم شهر ونص بس .
وبتقولك مطلعة عنيهم ومخلية ام حسن هي اللي تعمل كل حاجه وهي حاطة رجل على رجل وتعمل مونكير وباديكير قدامها لما الست هتتنقط وهتتشل قريب ......
وحسن مبينطقش اصلهم لو نطقوا هتطردهم .
نطقت ماسة وهي جاحظة العين سائلة بتعجب / يا سبحان الله طب ده زي ما بتقولي مبتخلفش هيعملوا ايه ؟
ابتسمت ماجدة بسخرية ثم قالت / مانا سألتهم السؤال ده قالتلي مش هيقدروا يعملوا حاجه لان من طمعهم مسألوش وراها وتعرفوا متأخر........
وطبعا بساطة جدا هي معاها الشقة
ده غير أنها بتهدد حسن أنها هتطلع عليه سمعة أنه مبيعرفش الا بالوسائل المساعدة علشان كان متجوز قبلها يعني...
ثم وجهت نظرها لميار مكررة سؤالها بتعجب يعني ايه مبيعرفش؟
وايه الوسائل مساعدة دي يا ميرو ؟
حاولت كلا من ماسة وميار كتم ضحكاتهم لتعقب ماسة / وطبعا محدش هيرضى يجوز بنته لواحد كدة ثم وجهت ماسة سؤالها لميار / هو كان كدة فعلا يا ميرو.
نظرت ميار للاسفل واحمر وجهها خجلا ثم اومأت برأسها إيجابا وهي تغلق عيونها تحاول أن لا تتذكر هذه اللحظات وقد انتابها بعض الذكريات المؤلمة لتنتبه على تربيت ماجدة لها قائلة / لا ما انا كدة مش فاهمة....
ومحدش عايز يفهمني ما تفهموني يا بنات.
لينخرطا كلا من ميار وماسة بالضحك وتشتعل ماجدة غضبا لتعقب قائلة / كدة ؟؟
هو ده جزاتي؟؟
طب مش عايزة افهم منكم حاجه انا هسال نضال هو مبيخبيش عليا حاجه......
وهنا انطلقت ضحكات صاخبة من ميار وماسة ولم تستطع أحد منهم ايقاف ذاتها لتغضب ماجدة وتحاول تركهم إلا أن ميار حاولت اللحاق بها و أمسكت بيدها حتى هدأت من نوبة الضحك الهستيرية التي تملكتهم ثم قالت بوسط ضحكاتها / اوعي تسألي نضال ده حاجه عيب هتفهميها بعدين........
وضحكت قليلا لتعقب ماسة قائلة من وسط ضحكاتها / داهية ليكون نضال كدة .........
وانخرطا مرة أخرى بالضحك لتهب ماجدة غاضبة قائلة / انا هسال ماما .
فيقفزا كلاهما عليها للامساك بها ليقعا ثلاثتهم على الفراش منخرطين بالضحك الهستيري .
....................................
جاء اليوم المنتظر ليهنأ چواد بحفل حناء مميز أعده له اصدقائه على الطراز السوري
كما أعدت اخلاص بعض الأطعمة السورية المميزة لهذا اليوم وبدأت تغني اغاني سورية وچواد ويزيد ويزن ونضال يرقصون الدبكة احتفالا بالحناء
ومعهم غزل وغرام اللاتي استمتعا كثيرا باليوم ثم توجهوا جميعا لمنزل العروس حاملين الحناء ويتقدمهم چواد وإخلاص تغني وتنثر الحلوى والزهور أمامه لتفرش الطريق أمامه بالزهور والحلويات وتلتقط الاطفال الحلوى من الهواء وسط التصفيق والفرحة العارمة التي تعم علي الجميع
حتى وصلوا لمنزل العروس لتتقدمهم اخلاص وتحتضن ميار وتزغرط وتعيد شدو الأغنية التي لطالما تمنت أن تغنيها بفرح ابنها ولكن مع اختلاف مشاعرها فأول مرة تغنيها لميار كان نياط قلبها يتمزق حزنا
ولكن اليوم تشعر وكأنها تطير فرحا .
ظلت تغني وتزغرط وهي محتضنة ميار التي نسيت نفسها بأحضان اخلاص لتشدو بنبرتها السورية الجميلة قائلة
بسك تجي حارتنا .. يا عيوني ..
وتتلفت حوالينا .. الله الله
عينك على جارتنا .. يا عيوني ..
ولا عينك علينا .. دخيل الله
وش جابك ع حارتنا .. يا عيوني
وتتخبا بالقراني .. الله الله
وعرايس ماكو عنٌا .. يا عيوني
ويا عويد الخيزراني .. الله الله
بين بيروت وبين الشام .. يا عيوني
مرقت سياره حمرا .. الله الله
وهاي سيارة حبيبي .. يا عيوني
وانا عرفتا من النمرا .. الله الله
وقف چواد ودمعت عيناه فرحا بل وقف الجميع أمام هذا المشهد الذى لم ولن يتكرر
حتى قطع هذا المشهد محمد الذي صاح قائلا / يا جدعان يالا في عروسة تانية مستنياني......
انتوا مش حاسبني في الليلة ده ولا ايه؟
ضحك الجمع وبدأ يستعدا للذهاب لماسة وبالفعل توجها جميعهم بالسيارات الي منزل العروس ماسة
فأخذ چواد ميار بسيارته واستأذن والدته بالركوب مع نضال فخضعت اخلاص لرغبة چواد واتجهت إلى نضال الذي كان للتو يقنع ماجدة من الركوب معه واخيرا وافقت ليري اخلاص تخبره بمطلب چواد لينظر نضال لچولد الذي نظر له مستعطفا فيتمتم نضال هامسا/ يعني مش قادر تصبر لبكرة فقولت تقطع عليا النهاردة .
ثم التفت لاخلاص مبتسما ابتسامة صفراء قائلا لها من بين اسنانه/ لحظة يا طنط راجع حالا.
واتجه مباشرة الي يزن والذي كان يقدم غزل للجلوس بجواره بالسيارة وقبل أن يفتح باب السيارة الأمامي لها وقف أمامه نضال يستحلفه بأن يستضيف اخلاص معهم بالسيارة بما ان يزيد وغرام معهم إذا فهم لن يظلوا بمفردهم وقبل أن ينطق يزن تسرعت غزل كعادتها لتقول مرحبة / طبعا طنط اخلاص تشرف وهتركب مكاني قدام كمان.......
وانا بنفسي اللي هروح اعزمها.
وبالفعل تركت يزن يكاد يخرج دخانا فينظر لنضال قائلا / شايف .
ليكتم نضال ضحكته ويربت على كتفه قائلا / بالشفا .
وصل نضال الي اخلاص وماجدة ليجد غزل تعرض على اخلاص استضافتها بالسيارة معهم لتوافق اخلاص فهي أدركت الموقف تماما والتمست لهم العذر داعية لهم بالسعادة وهناء البال .
بداخل سيارة چواد استقرت ميار بالمقعد المجاور له وقد ارتفع لديها مستوى الادرينالين من كثرة التوتر التي شعرت به بقربه ظلت تفرك في يدها حتى وضع چواد كفه على يدها قائلا / اخيرا نورتي عربيتي تاني .......
اخيرا ربنا جمعنا تاني مع بعض.......
ثم رفع يدها لفمه وقبلها قبلة طويلة بينما ميار كانت مغمضة العينين تستعيد كافة المشاعر والذكريات لينظر لها چواد ويبتسم ثم يتجه بنظراته للطريق قائلا / انا مش مصدق نفسي .....
اخيرا اطيب واجمل واحدة في العالم بقت من نصيبي .....
يارب قرب البعيد بقى......
ظلت ميار مغمضة العينين تهمس لذاتها / يارب يا چواد متكرهنيش يااارب.
في سيارة نضال كاد أن ينطلق بسيارته وهو يقول / ياااااه اخيرا بقينا مع بعض لوحدنا شوية دانا.......
قطعت ماجدة حديثة عندما رأت اثنان من صديقاتها قد حضرا لتنادي عليهم ثم التفتت لنضال قائلة / استني استنى يا نضال زمايلي هيجوا معانا.
اتسعت نظرات نضال بينما نادت ماجدة على زميلاتها ليستقلوا السيارة بالخلف فيقترب نضال من ماجدة هامسا لها / مش هعدي الموضوع خلي بالك.
لوحت ماجدة له بيدها ثم بدأ ينطلقا بالسيارة وسط الاغاني وصيحات الفتيات والتصفيق وكلما يحاول امساك يدها تتملص منه بحجة التصفيق.
أما يزن الذي باءت خطته بالفشل لتستقل اخلاص بجواره ويستقلا كلا من يزيد وغرام وغزل المقعد الخلفي .
لا ينكر يزيد سعادته باقتراب غرام منه ليمسك كفها ويقبلها تحت أعين يزن الذي يستشيط في الامام فيطلق بوق السيارة بغيظ لتفهمه غزل وتضحك على حاله .
وصلوا بالفعل الي منزل ماسة والتي كانت الاضواء والأصوات تدل على الحال ليتقدم محمد ووالدته واخواته يزفانه بالزغاريد ويتبعونه الشباب حتى وصل محمد امام عروسه ليضمها فجأة أمام الجميع فتشهق ماسة وتختبئ خجلا في صدره ليربت على ظهرها هامسا لها بأذنها / انتي مراتي على فكرة .
لتومأ ماسه برأسها بصدره فيخرج رأسها ويقبل جبينها ويبدأ معا الرقص والاحتفال
لينتهز نضال الفرصة ليسحب ماجدة جانبا ويستقر بها بمكان نائي عن الجمع لتجد نفسها بغرفة من الغرف لتنظر حولها وتشهق قائلة بعدم استيعاب/ يخرب بيت شيطانك......
ايه اللي عملته ده ؟؟
انت عارف احنا فين؟
لم تدرك حالها أنها حرفيا في احضانه
فقد احتجزها بين يديه خلف باب الغرفة
لينطق بصوت رخيم وبنبرة هامسة هزت وجدانها ونظراته تجول على ملامحها من قرب / مش عارف اتلايم عليكي من الصبح ......
نفسي اقولك وحشتيني .......
اتهربتي مني بالعربية لكن هنا مش هتعرفي تهربي .
وكأن صوته تعويذة أطلقت عليها لتدرك حينها مدى قربه ولتنظر حولها فتجد نفسها تقريبا باحضانه فقط يبعد عنها سنتيمترات
ليخفق قلبها بشدة رهبة ورغبة
لا تعرف ماذا تفعل في هذه المواقف
كل ما أدركته أن أسوارها التي تشيدها حول شخصيتها قد انهارت من قربه
قد تحطمت من أنفاسه
حاولت أن تصمد حتي تخرج من هذه الشرنقة
فحاولت التحدث ولكن ذهب صوتها هباءا فتحركت شفتاها بدون أن تصدر صوتا وكأنها كانت دعوة منها له لتقبيلها لتغمض هي عيونها تتخذ نفسا عميقا حتى تستطيع التحدث
بينما هو انتهز الفرصه ليقترب منها ببطئ محبب لتشعر هي بانفاسه الساخنة تلهب بشرتها فتزيد من اغماض عيونها ليلتهم هو شفتاها بتلذذ وبطئ
بينما هي شعرت بنفسها أنها كالثلج تذوب ذوبا من قربه المهلك هذا فلم تستطع الثبات على أقدامها لتكاد تسقط لولا يده التي لحقت بها وامسكها من خصرها ليبتعد عنها قليلا بقلق عليها قائلا / ماجي مالك؟؟
انا اسف مقصدش اوترك كدة .
تحاول ماجدة الوقوف على أقدامها وهي تشعر بأنها تلهث وكأنها كانت بعدو مرهق
ولم تستطع النظر له لتقول بهمس والخجل يزين وجهها/ لو سمحت .....
عايزة أخرج .
يمرر نضال اصبعي السبابة والوسطى على وجنتيها ويبتسم قائلا / مكنتش اعرف انك بيور اوي كدة .....
انا بجد محظوظ بيكي يا ماجي ....
ثم اقترب من أذنها قائلا بهمس / انا بحبك على فكرة.
لتغمض عيونها تلذذا بهذه الكلمة وتطلق تنهيده عالية ليفتح بعدها باب الغرفه ويشير لها بيده قائلا / اتفضلي .
انتهى الحفل وذهب كل فرد لمنزله المؤقت لحين الالتقاء للغد ينعم كلا منهم بأحلام يتمنى تحقيقها بالواقع.
الا ميار فقد شعرت أنها تتقلب على فراشها كالتى تتقلب على جمر من نار
فمنذ انتهاء حفل الحنة وانفرادها بذاتها وهي تفكر وتحاول جاهدة ابعاد هذه الأفكار والذكريات السيئة عن عقلها ...
تحاول طمأنة حالها أن چواد غير حسن
ولكن هيهات فهذا يزيد الطينة بلة
إذا كان چواد غير حسن فهي من ستظلمه معها .
حاولت جاهدة النوم للهروب من هذه الأفكار السوداء تحاول إقناع ذاتها أنها اخيرا ستنعم بقرب حبيب القلب
حتى غلبها النعاس اخيرا ربما من كثرة التفكير
وربما من كثرة المجهود .
استيقظت ميار على صدوح صوت هاتفها فتحسست الكوميد بجوارها والتقطت الهاتف لتجيب بنعاس واضح بنبرة صوتها دون النظر لشاشته / الوو
لتسمع الي المتحدث والذي قال / يا صباح الهنا والسعادة .....
يا صباح القلوب الطيبة .......
يا صباح الجمال كله.....
اعتدلت ميار بجلستها ونظرت لهاتفها لتجد أنه چواد من يحدثها إذا أذنها لم تخطئ
لتبتسم تلقائيا وتجيب عليه بصوت متحشرج من أثر النوم / صباح الخير ، صحيت امتى ؟
_ لسه حالا اول ما فتحت عيني قولت لازم اصحى على صوتك
هانت كلها ساعات النهار وبكرة أن شاء الله اصحى على وشك القمر .....
يااااه يا ميرو انا مش مصدق ده كان حلم حياتي ....
بجد مش مصدق أنه هيتحقق.
لاحظ چواد صمتها وانفاسها العالية ليعقد حاجبيه ويستائل بريبة / انت ساكته ليه يا ميرو انتي نمتي؟
تنحنحت ميار قائلة بخجل وتوتر / چواد.....
توعدني مهما يحصل مني تعذرني ومتكرهنيش.
_ مقدرش اكرهك .....
في حد بيكره نفسه يا ميرو ؟
انتي نفسي وحياتي وقلبي اللي بيدق ده بيدق بسببك .
لا يعرف سبب رهبتها وسؤالها هذا ولكن كل ما أراده أن يطمئن قلبها ليكمل مردفا / وبالنسبة للعذر اللي عايزاني ادهولك احب اقولك انتي تعملي ما بدالك ومتشليش همي خالص .....
انا في حياتك علشان أشيل عنك الهم.......
سامعة يا ميرو....
ارمي همومك عليا ومتشغليش بالك غير بميرو وبس.
شعرت وكان الابتسامة تخط ثغرها والامآن يدق بابها
فقد وجدت الحنان التي تمنته ......
وجدت من يطمئن قلبها دون حتى أن يسألها عن السبب ....
حقا شعرت أنها وجدت السند
لتهمس بصوتها الرقيق دون وعي منها قائلة بهيام تام / انا بحبك اوي يا چواد .......
بحبك اوي .
هب واقفا تتعالى أنفاسه من الفرحة يخبرها أنه سمعها جيدا سمعها ويريد أن تكررها قائلا / قوليها كمان .....
وحياتي عندك قوليها كمان.
رمشت باهدابها عدة مرات حين أدركت أنه سمعها لتحاول الفرار منه / ماما بتنده عليا ......
هروح اشوفها باي.
أغلقت الهاتف ثم وضعت يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط من كم المشاعر الفياضة التي شعرت بها تحاول تهدأة حاله .
ظلت تجلس على فراشها تنظر للاشئ والإبتسامة تزين وجهها ابتسامة عيونها قبل ابتسامة ثغرها .
ظلت تداعب شعرها شاردة باحلامها تعود بذكرياتها لعام سابق تتذكر احداثهم المحببة لقلبها حتى هداها عقلها لذكرى السلسة فاتسعت ابتسامتها واستقامت من فراشها توجهت الي مرآتها لتنظر لنفسها بالمرآه تصفف شعرها بهيام ثم استخرجت السلسلة وارتدتها لتتحسسها على جيدها وكأنها تجدد العهد .
لم اعرف هل عادت الي دلالة حبك ام عدت انا إليها !؟
كل ما اعرفه أن بعودتك قد عادت إلي نفسي.
ولم يعد سبب لاخفاءها
بل حان وقت بزوغها للجميع
لم تشعر بحالها الا حين ربتت والدتها على كتفها لتلتفت إليها لا تعرف متي دخلت أو كيف دخلت غرفتها
لتبتسم الام قائلة لميار / بسم الله ما شاء الله
وشك بدر منور والفرحة هتنط من عيونك.....
ربنا يهنئ قلبك يا بنتي ويبعد عنك الهم والحزن قادر يا كريم .
ثم فتحت ذراعها لتستقر ميار داخل أحضانها فتتحسس عزة على ظهرها قائلا بأسف / سامحينا يا ميار.....
سامحينا يا بنتي.
تخرج ميار من احضان والدتها لتزيل دموع والدتها قائلة بابتسامة وكأنها تصالحت مع نفسها / متعيطيش يا ماما انا مش زعلانة من حد فيكم .....
انا عارفه أن ده نصيب وكان لازم اخده....
وراضية بيه كمان علشان العوض بعده كان جميل جميل اوي يا ماما ......
لم يسعى الام سوى إطلاق زغرودة تعبر بها عن فرحتها وسعادة ابنتها ثم احتضنتها ثانية لينتبها كلاهما على ماجدة التي تقف على باب الغرفة تفرك بعيونها قائلة بصوت ناعس / ايه الزغاريد ده كلها......
مش هنعرف ننام في البيت ده ولا ايه ؟
ضحكا كلا من ميار وعزة لتتجه عزة لماجدة تصفعها على رأسها من الخلف قائلة باستهزاء / اصحى يا اختي......
كفاية نوم النهارده ورانا مليون حاجة .
عبست ماجدة قائلة / طب بتضربيني ليه طيب.....
هو انا عملت حاجه.
لم تهتم عزة لحديث ماجدة بل التفتت لميار قائلة / يالا يا ميرو ادخلي خدي دش بتاعك يا حبيبتي عقبال ما اختك ما تجهزلك الفطار والحق اشوف اللي ورايا قبل ما حد يجي .
وزعت ماجدة نظراتها بين ميار ووالدتها لتدبدب بقدمها متوجهه للفراش متمتمة لنفسها / هو كل مرة هي تستحمى وانا اعمل الفطار .....
امتى بقى استحمى انا وهي تعمل الفطار ؟
_ قريب جدا أن شاء الله.
التفتت ماجدة لترى وجه اختها قريب منها وتبتسم ثم ربتت ميار على كتفها لتكمل جملتها / وساعتها هعملك احلى فطار كمان.
ابتسمت ماجدة ثم هبت واحتضنت اختها بكل سعادة وحب.