رواية معدن فضة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم لولي سامي
البارت ٣٦
الاقناع ليس دوما بالمنطق
احيانا يكن بأسلوبك في طرح مسألتك.
وبكل ما يتفوه به بفضل حديثه المعسول
الذي يعلم كيف تعشقه الفتيات
كما يعلم كيفية العزف على اوتار قلبهن.
إلا أنه قد اكتشف قدراته في إقناع السيدات كبار السن
فبرغم اعتراض والدة غرام على تزويج غزل بهذه السرعة إلا أن يزن استطاع أن يقنعها
بل وازاح عنها هم إقناع غزل نفسها
عندما تحججت برغبتها في العمل قبل الزواج
ليتفق معها فور حضور خالهم ليتم الاتفاق علي كل شيء
وإتمام زواجه هو وأخيه بنفس اليوم .
بعد أن أنهى زيارة والدة غرام والتي كانت بالصباح فور ذهاب غزل لجامعتها
توجه مباشرة الي جامعة غزل ليهاتفها وهو بطريقه إليها
ظل ينتظر أن تجيب عليه ولكن كالعادة
لم تجيب من المرة الأولى ليجز على أسنانه ويتغاضى حاليا عن غضبه ويكرر مهاتفتها مرة أخرى لتجيب عليه بكل هدوء وبرود قائلة / خير يا يزن .......... عايز ايه ؟
يزن وهو يجيب عليها عبر مكبر الصوت حيث أنه كان يقود سيارته ويوزع نظراته بين الطريق يمينا ويسارا سائلا / ايه يا غزل مردتيش ليه من اول مرة عندك محاضرة ولا ايه ؟
قلبت غزل عيونها من الجهة الأخري لتجيب بنبرة تحمل الملل قائلة / لا .. ابدا .... بس كنت بكلم واحدة زميلتي........ خير .
_ طب اطلعي انا مستنيكي برة عايزك في موضوع ضروري.
نطق بها يزن وهو يصف سيارته أمام كليتها لتجيب عليه غزل بلامبالاه / عارفة عايز ايه .........وبلغت غرام رفضي......
انا مش مستعدة لاي حاجه دلوقتي.
سحب يزن نفسا عميقا لا يعلم لماذا يصبر عليها ؟
ولا يعلم لماذا يصر عليها أيضا رغم عنادها الصريح معه؟
كل ما يعلمه أنها بالنسبة له مميزة.... مميزة جدا...
عن جميع من قابلهن
فهي فقط من أشغلت تفكيره وحركت مشاعره التي ظن أنها ملك يمينه يحركها كيفما يشاء وينهيها إذا أراد أن ينهي أي علاقة سالفة.
ولكن هذه لم يستطع فعل ذلك معها بل ويجد نفسه يهرول خلفها .
يعشق إثارة غضبها وروح التحدي بينهم
زفر أنفاسه ثم قال بهدوء وكأنه يطلب منها وباحترام بطريقة لم تعتاد هي عليها منه / طب اخرجي نتكلم شوية لو سمحت
ولو معجبكيش الكلام بعد كدة براحتك........
هعمل اللي انتي عايزاه.
عقدت حاجبيها ونظرت للهاتف للتتأكد أنه هو من يحدثها ثم أعادت الهاتف مرة أخرى تشعر بخيفة من هذا الهدوء لتجيبه بريبة قائلة / استناني .......... انا خارجة حالا.
وما هي إلا لحظات وظهرت أمام بوابة الكلية ليبتسم يزن داخليا ويخرج من سيارته لاستقبالها فازداد تعجب غزل من حركته تلك ليتقدم يزن ماددا يده ليسلم عليها ثم فتح لها باب سيارته ليزداد تعجب غزل وتعقد جبينها ولكنها تسلم أمرها وتستقل السيارة بالمقعد المجاور له ليتوجه يزن ويستقل السيارة بدوره ويتوجه مباشرة الي كازينو وبعد أن جلسا سويا أرادت غزل أن تفهم سبب كل ذلك لتبادر بسؤالها قائلة / جيت عند الكلية...........
وكلمتني بهدوء على غير العادة .........
وتفتحلي باب العربية.............
وتجبني كازينو!!
عايزة اعرف كل ده ليه وانت عارف اجابتي ؟
ظل ينظر لها يزن بتمعن بل ويهيم بكل تفاصيل وجهها وكأنه يقيم ملامحها الذى يحفظها عن ظهر غيب ليستند بذراعه على الطاولة ويقرب جزعه ورأسه ويقول بنبرة هائمة /
مش يمكن علشان بحبك ؟
مش يمكن بحاول معاكي بكل الطرق علشان متضعيش مني ؟
مش يمكن شايف أن عنادنا ممكن يبعدنا عن بعض برغم أننا بنعاند علشان نخبي حبنا!؟
رمشت غزل باهدابها لا تصدق ما تفوه به يزن ،
هل حقا يشعر بها وبمشاعرها تجاهه ؟
اذا لما كل هذا العناد !؟
ظلت تنظر له لا تصدق ما يتحدث به يزن ولكن كل ما تشعر به اضطراب حالها بل ورجفة قلبها التي لم تعتاد على رجفته الا بصحبته هو فقط .
انتهز يزن تشتت أفكارها وحالها ليمد كفه ويضعها على كفها الموضوعه على الطاولة لترتعش يدها وتحاول سحبها ولكن امسك يزن بها جيدا ليقول بنبرة حانية / مش عايزة تصدقي ليه يا غزل ؟
ليه مش عايزة تسمعي لقلبك وقلبي ؟
_ خايفة .....
خايفة اوي وبحاول ابعد........
ولازم ابعد .....
علشان متوجعش .........
اللي زيك ملوش امان .
نطقت بها غزل وكأنها تذكر حالها بما يستوجب عليها فعله
ليبتسم يزن ويربت على كفها قائلا / الله يكرمك .............
اللي زيي ملوش امان !!
وبتقوليها كدة في وشي عادي !!
_ الله مش بقول الحقيقة مانت بصباص وبتاع بنات .
نطقت غزل بمحاولة للدفاع عن نفسها ليرفع يزن حاجبيه قائلا بتعجب / وانتي عايزة ايه من بتاع الرجالة ؟؟
_ نعم!!
_ لا متاخديش في بالك......
قصدي يعني مش يمكن كنت بدور بين البنات اللي عرفتهم عليكي ........
على اللي خلتني مبطلش تفكير فيها طول الوقت.........
ابتسمت غزل وبدأت تصدق حالها لتسأله بابتسامة هائمة / يعني مش هتبص لبنات تاني .
تحمحم يزن ثم قال / بصي هو انا متعودتش اكدب يعني موضوع عدم البص ده صعب شوية ........
بس بالنسبة لتهور الجواز اوعدك مش هكررها تاني ......
جذبت غزل كفها بقوة من أسفل كفه وتبدل حالها كليا لتهب واقفه قائلة / وعلي ايه تتهور من الأساس...........
ولا تتجوز اول ولا تاني .
خلي البص علي البنات ينفعك .........
كادت أن تلتقط حقيبتها لولا امسك يزن بذراعها محاولا اجلاسها قائلا / اقعدي يا غزل انا بهزر .........
والله بهزر .
معدن فضة لولي سامي
حاولت سحب يدها مرة أخرى وهي تقول / انا بقى مبهزرش
والجوازة ده مش هتم يا يزن .......
وابقى قابلني يا بتاع البنات .
_ طب عند على عندك الجوازة هتم يا غزل ولما تروحي البيت ابقي قولي لوالدتك سبب وجود برفاني في دولابك وسط هدومك ايه ؟
الا اذا كنتي بدوبي فيا ؟؟
وساعتها ولا هتعرفي تنكري ولا ترفضي ايه رايك بقي!؟
وقفت مصدومة أمامه عقلها لا يسعفها على ما تفوه به كل ما أدركته أن ما فعله منذ البداية كانت مجرد خدعة وقد تمت كما خطط لها لتهوى جالسة على مقعدها أمامه تتسائل بعقل مغيب / يعني انت كنت مخطط لكل ده؟؟
تاخد البرفيام وتبدله بالبرفيام بتاعك علشان تعمل كل ده ؟؟ طب ليه ؟
ثم شهقت وكأنها تذكرت أمرا ما لتجحظ عيونها قائلة / واخوك كمان كان بيضحك على اختي؟؟
انتوا عايزين ايه بالظبط ؟
عقد يزن حاجبيه وشعر أنها تهزي ليربت على كفها قائلا / في ايه يا غزل مخطط ايه وبتاع ايه ؟
الموضوع كله صدفة
واكيد لو مخطط مش هخطط لتجريحك لعربيتي مثلا .
_ امال عرفت منين أن البرفيام في دولابي !؟
ابتسم يزن وهندم من لياقة قميصة قائلا بفخر / حاجه بديهية يعني.
يا بنتي هي خبرتي مع البنات ده من شوية.
توقعت يعني تكوني مخبياه وسط هدومك مش اكتر.
_ طب وقولت لماما ليه؟
سألته غزل بهمس وكأنها تريد أن تصدقه فقال لها بنبرة حانية ليطمينها / انا مقولتش حاجه لسه ،
الفكرة جت في بالي بس............
ولما العفريت ركبك قولت الحقك قبل ما العند يرجع تاني.
تنهد بصوت عالي ليربت على كفها قائلا / خلاص بقى يا غزل انتي تعبتيني معاكي جدا ،
دانتي خلصتي ذنب البنات اللي عرفتهم كلهم.
استوحشت نظراتها ثانية لتسحب يدها وتضربه على كفه قائلة / ما تبطل بقى سيرة البنات اللي عرفتهم دول ،
كل شويه تقولها واكنك بتتباهى بيها !!......
ثم إن ايه ؟
شايفاك واخد راحتك قوي وعمال تمسك ايدي وتطبطب عليها عيب كدة على فكرة .......
اقترب يزن برأسه ونظر بداخل عيونها قائلا / بطبطب على ايدك علشان اطمنك ثم إني كدة ماخدتش راحتي ،
لو اخدت راحتي هطبطب بس في مكان تاني خالص.
فهمت غزل مقصده لتجحظ عيونها ليضغط هو على عيونه ليؤكد ما توصل إليه عقلها ثم قال بتعجب / ثم تعالي هنا ايه هو يا بتاع بنات يا بتاع بنات !؟
ده حاجه تفرحك على فكرة .........
مش هيفيدك بحاجة بتاع الرجالة اسمعي مني .
شهقت غزل وكادت أن تتفوه لولا أغلق يزن فمها فور إدراكه لرد فعلها قائلا / بس هتفضحينا انا بقول نعجل الجواز علشان اكتر من كدة والموضوع هيفلت من ايدي .
...............................................
استيقظ عدي ومسح بكفه على وجهه ليتذكر من ترقد بجواره فالتفت إليها ليجدها غارقة في نوم عميق ومازالت يدها مكبلة بالاصفاد فنظر لها نظرة شمولية والإبتسامة تعلو ثغره متذكرا ليلة أمس والتي كانت بالنسبة له ذات ذكريات مبهجة لتزيد رغبته واثارته فور رؤياها هكذا في منظر غاية الاغراء بالنسبة له وخاصة وهي كل ما يسترها مئزرا خفيفا يكشف عن مفاتنها بسخاء نظرا لعدم تمكنها من تغطية حالها بسبب تكبيل يدها .
بدأ في إزالة المئزر عنها لتستيقظ هي على شئ صلب يطبق على انفاسها وبعض النكزات واللدغات المؤلمة ثم تطور الأمر للقضم والصفعات لتتألم بصوت عالي والدموع تتجمع بمقلتيها تتذكر ما حدث بالأمس وتموت رعبا من تكراره فتقول باستجداء وسط نحيبها / اااااه.... عدي كفاية ابوس ايدك بتوجعني بجد .........
جسمي كله وجعني اوي.
اعتدل عدي من فوقها وابتسم قائلا / ايه يا قمر مانا هادي معاكي اهو ومرضتش اصحيكي على عزيزة .......
وعامل اعتبار أن النهارده الصباحية .......
علشان زيارة اهلك متكونيش قدامهم تعبانة .
قضبت غادة حاجبيها لتتسائل / كل ده ومكونش تعبانة !؟
دانا مكسرة ......
ثم مين عزيزة دي ؟
انا مش حمل حاجه تانية ابوس ايدك.
ابتسم عدي وهو يرى نظرة الرعب في عيونها فيقول/ عزيزة لحقتي تنسيها أوام .
ثم أشار بعيونه تجاه عصاته فنظرت تجاه ما ينظر له لتعرف ما يقصده بعزيزة لتحرك رأسها بالرفض والدموع تنساب على وجنتيها ليربت على وجنتها قائلا / متخافيش بكرة تتعودوا على بعض وتطلبيها كمان ،
تحبي افكلك ايدك ولا كدة احسن؟
ظلت تبكي وتنتحب وتومئ بالرفض ليجيبها مبتسما / انا برضه شايف انك كدة افضل
وبدأ يقضم شفتيها حتى ادماها وسط بعض الصفعات والتي بالطبع بعيدة عن الوجه حتى لا يترك علامة واضحة ليستمع لصوت صراخها مع كل صفعة وكأنه يعزف لحنا حتى أنهى ما بدأه ليفك قيودها قائلا / تقدري تقومي يا جميل تاخدي الشاور بتاعك لحد ما اريح شوية .
ثم وضع وسادة أعلى رأسه بينما هي حاولت جاهدة النهوض من الفراش وهي تشعر بأن كل جسدها يأن عليها زاد نحيبها وعلى صوت بكاءها ليرفع عدي الوسادة التي وضعها أعلى رأسه قائلا بعصبية / لا .........
لما اقول هريح شوية مسمعش صوت. ........
عايزة تكملي عياط يبقى في الحمام .........
وبعد ما تخلصي جهزي الاكل وصحيني .
انتفضت غادة اثر نهرته لها لتومأ برأسها وتكتم شهقاتها بيدها وهي تلملم الملاءة حولها كمحاولة فاشلة لستر ذاتها تتحامل علي ذاتها لتستطيع السير متوجهه للمرحاض لتجهش بالبكاء فور غلق بابه عليها ثم توجهت لحوض الاستحمام وجلست بداخله واشغلت الصنبور ليتساقط منه قطرات المياة على رأسها
ومع كل قطرة تتذكر كيف كانت تتوق للحياة الزوجية .
مع قطرات أخرى تذكرت كيف كانت تحلم بعدي وهو ملك يمينها تأمره فيستجيب .....
مع تساقط القطرات فوق رأسها تذكرت كيف كانت تحسد ميار لمجرد أنها تزوجت بسن مبكر عنها ......
مع تكرار تساقط القطرات تذكرت كيف كانت تقف متفرجة بل ومستمتعة وهي تشاهد أخيها يضرب زوجته ضربا مبرحا.....
ولكم ابتسمت بل ووصلت الابتسامات الي الضحكات مع محاولة كتمها بيدها عندما كان يسحلها أمامهم ولم يتدخل أحد ليخلصها منه لا هي ولا والدتها برغم علمها أنها لم تخطئ.
أغلقت صنبور المياة وكأنها أرادت أن تغلق صنبور الذكريات فقد اكتفى عقلها مما تذكرت بل وجلست بالمياه تفكر
هل هذا ذنب ميار ؟
هل هذا ذنب مشاهدتها وصمتها على عذابها ؟
هل هذا ذنب شهادتها الزور التي شهدتها عليها ؟
ظلت تبكي وعيونها تزرف الدمع حزنا على حالها ندما علي ما وصلت إليه .
بعد فترة خرجت من المرحاض لتبدأ بتجهيز بعض الطعام كما أخبرها عدي قبل نومه فأخذت تتذكر كيف كانت تجبر ميار على إعداد الطعام فور قدومها من العمل وتعللها بالنوم أو بالإرهاق.
أعدت الطعام وايقظته ليجلسا يتناولون معا الطعام ثم توجه إلى المرحاض وقبل الدلوف به استدار ليقول لها / نضفي الاوضة دي قبل ما حد يجي ........
ونصيحة مني اللي يحصل هنا ميطلعش برة .
دلف للمرحاض وبدأت بالفعل تعيد ترتيب الغرفة حتى جاءت والدتها تزامنا مع ولوجه من المرحاض فاستقبلها واستأذن ليتركهم سويا لبعض الوقت ونزل هو عند والدته .
فور ولوجه من المنزل ارتمت غادة بأحضان والدتها ولم تستطع اخفاء ما حدث لها عنها ربما وجدت عندها العون أو الحل لما هي به
لتخرجها انوار من أحضانها قاضبة حاجبيها وتتحدث بكل استهانة / وماله يا خايبه اعرفي مزاج جوزك ودلعيه .....
مش كنتي هتموتي علي الجواز ......
اهو حب من اول ليلة يعرفك مزاجه .
مسحت غادة دموعها بعصبية وعدم تصديق لتنظر لوالدتها سائلة / بتقولي ايه يا ماما !؟
بدل ما تقوليلي هتاخديني معاكي أو تقولي لاخويا وابويا وتطلقوني منه !؟
شهقت انوار قائلة / طلاق ايه وناخدك ايه انتي اتهبلتي يا بت؟
فوقي يا بت ده النهارده صباحيتك يعني لو رجعتي معايا تبقي معيبوبة......
ثم ايه يعني شوية وهتتعودي على طبعه ......
_ طبع ايه يا ماما دانا ممكن اموت في أيده في مرة !؟
مازالت غادة لا تصدق ما تستمع له من والدتها لتحاول إقناعها أن ما تم ليس بالطبيعي كما تحاول والدتها ان تبث هذه الفكرة لها ولكن انوار كانت لها رؤية أخرى فقالت لها وهي توكزها بفخذها / يا عبيطة اللي زي دول بيشتغلوا بمزاج يعني عارف بيعمل ايه وفين ........
مفيش موت يا اختي أن شاء الله .........
انتي بس حاولي تستمتعي معاه والموضوع قدام هيعجبك اوي وهتيجي تقوليلي كتر خيرك يا اما ......
قال تطلق قال!!!
بعد فترة وجيزة ظلت غادة بها صامته تنظر لوالدتها ببغير تصديق لا تستطيع أن تتفوه بكلمة بعد أن استمعت لمنطقها وكأنها أصابها الخرس رحلت انوار ليأتي عدى ليجد غادة تجلس وكأنها تفكر بأمر ما فنظر لها سائلا / مالك قعدة مسهمة كدة ليه ؟
وكأنه أشار لها بحل المعضلة التي كانت تشغل بالها وهي كيف تعاقب حالها؟
بل وتتقبل عقابها جراء ما فعلته بميار وصمتها على ما لم تفعله!
لتنظر له وكأنه أهداها الحل فتهب من مكانها وتذهب حيث توجد عزيزة لتسحبها من مكانها وتقدمها لعدي ليبتسم قائلا / مش قولتلك هتحبي الموضوع وتطلبيه .
...............................................
وصل كلا من نضال وچواد أمام شقة توفيق ولكن هيهات فالفرق بين حالتهم بدا على وجههم فنضال يشعر بالثقة والإبتسامة تملئ ثغره لا يعرف من أين يأتي بكل هذه الثقة برغم أنه مخطأ من وجهة نظر هذه العائلة ولكنه يشعر بالثقة التامة لتحقيق هدفه .
بينما چواد يشعر بالاضطراب العارم لا يعرف من أين يأتي كل هذا العرق الذي يملئ جسده
يشعر وكانه تتلبسه حاله من التيهه لا يعلم من أين يبدأ ولا كيف يبدأ يقف أمام بوابة منزلهم التى وقف أمامها من قبل وخرج منها مكسور القلب والخاطر .
فتح محمد الباب ليواجه چواد الذي وقف كلا منهم أمام الاخر وكأنهم يستعيدا نفس الموقف السابق مع اختلاف المشاعر فالمرة السابقة كانت كلاهما فرحين ولكن الآن كلا منهم يشعر بالخجل والخزي من الاخر لينتبه چواد بمن يربت على كتفه قائلا / احنا هنقف كدة كتير ؟
تحمحم چواد وادعى الابتسامة ليفسح لهم محمد فدخل چواد والذى يعرف الطريق جيدا ليتجه مباشرة الي الصالة ويتبعه نضال الذي كانت عيونه تدور بالمكان كخصلة من خصال عمله حينما يدخل اي مكان يدور بعينه ويلتقط أدق التفاصيل لما لديه من سرعة الملاحظة ليلفت نظره ظل اختباء أحد خلف ستارة فيبتسم داخليا ويتاكد من أنها هي من تقف هكذا.
دخل للصالون لترجع ماجدة الي غرفة اختها وهي تدور حول نفسها قائلة / شوفتي البجح .......
البجح جاي لحد هنا ولا همه.......
اعمل معاه ايه ده؟
حركت ميار كتفها للأعلى بلامبالاه قائلة / وانتي مالك مش يمكن جاي يعتذر لاخوكي !؟
معدن فضة لولي سامي
ضحكت ماجدة باستهزاء قائلة / يعتذر !!!
هو ده صنف يعتذر ابقي قابليني .
ضيقت ميار عيونها وسألت بخبث / طب تتوقعي يكون جاي ليه ؟
تفتكري هيتقدملك تاني .
رمشت ماجدة باهدابها واضطربت انفاسها قائلة / ها ..... معرفش .... يمكن ...... تفتكري؟
نطقت ماجدة اخر كلماتها بتمني لتربت ميار على كتفها بابتسامة قائلة / ربنا يقدم اللي في الخير يا حبيبتي ،
ثم وكزتها لتغمز لها بعيونها قائلة / قومي بقى علشان نشوف هنقدم قهوة ولا شربات!؟
اشتعلت وجنتي ماجدة احمرارا ثم تذكرت شيئا ما لتنظر لمليار فجأة قائلة /نسيت اقولك مش چواد جاي معاه !!
ثم وكزتها ماجدة بدورها قائلة / يا ترى مين فينا هيقدم القهوة ومين هيقدم الشربات.
فور استمعت ميار لهذه المعلومة حتى ازداد دقات قلبها لتتذكر حينما جاء للتقدم لها وانتظرت لعل والدها يدعوها لتقدم له العصير او ما شابه ذلك
دليل على موافقة ابيها
ولكن لم يحدث حينها شيئا فهل سيحدث هذه المرة ؟؟
لينتبها كلاهما على نداء والدتهم والتي طلبت منهم اللحاق بها للمطبخ.
أما بالصالون فجلس چواد يفرك بيده بينما نضال أخذ ينظر حوله وينتظر عودة محمد حتى وجد توفيق يدخل بصحبة ابنه ليجلس ويرحب بهم ليبدأ نضال بالتحدث قائلا / انا طبعا بعتذر عن طلب الزيارة المفاجئ....
بس حبيت اوضح الموقف بتاع امبارح قبل ما يعدي عليه وقت .
نظر محمد لوالده وكلا منهم يشعر بالخزي تجاه نضال فاستطرد الاخير قائلا/ انا طبعا قبل اي حاجة بقدم اعتذاري على طريقتي امبارح ...
الموقف بتاع أهل العروسة وترني شوية وخلاني اسئ التصرف.
شعر محمد أنه يتهرب ولا يريد الإفصاح عن سبب غضبه ليزيد احترامه له وشعر أنه هو من سيحافظ على أخته حتى من أهلها
ولكن أراد محمد أن يخبره أن ابنتهم لا تخفي عنهم شئ ربما شعر بالغيرة منه وربما أراد أن يرسل له رسالة انك لم ولن تزل اختي بأي طريقة فقال له قاطعا حديثه / استاذ نضال أو نضال باشا انا عارف حضرتك اتنرفزت ليه امبارح.
ماجدة مش بتخبي عن أهلها حاجه وخاصة عليا ......
وكون انك مش راضي تتكلم ده يخليني احترمك بزيادة
وانا اللي بقدم اعتذاري علشان اتهورت عليك شوية قبل ما افهم الموضوع بس لما ماجدة فهمتني الموضوع قدرت خوفك عليها ...
قطع نضال استرسال محمد وكأنه يريد تصحيح حديثه ليقول / غيرت ... انا فعلا ساعتها غيرت جدا عليها........
وده اللي دفعني اني اتقدملها بالطريقة ده .
ولما انت وضحتلي أن ده مش طريقة تقديم لحد فجيت النهارده علشان اتقدم للآنسة ماجدة واطلب أيدها منكم واتمنى اكون المرة دي أحسنت الطريقة.
نظر كلا من محمد وتوفيق لبعضهم البعض بينما جلس نضال محافظ علي ابتسامته وينظر لنظراتهم لبعضهم بينما چواد جلس بجانب نضال ينظر له ويمني نفسه ،
يحسده على شجاعته وثباته حتى شعر وكأنه يستمد الشجاعة منه فانتبه على صوت توفيق الذي قال وهو مبتسم / احنا طبعا اتشرفنا بيك يا ابني
وبصراحة مكناش متوقعين انك هتكرر طلبك تاني
فخليني دلوقتي اشكرك على موقفك اللي كان بالفرح
وبالنسبة لطلبك هعرضه على بنتي وابلغك بقرارنا أن شاء الله.
ثم التفت توفيق لابنه مستطردا وكأنه يرسل موافقة مبطنة ومؤجلة / خلي ماجدة اختك تعملنا قهوة يا محمد .
ثم استدار تجاه نضال يسأله بوجه بشوش / قهوتك ايه يا ابني .
قبل أن ينطق نضال كان چواد ناطقا وكأنه اتخذ قراره واستمد شجاعته ليخرج عن صمته ناظرا لتوفيق قائلا بنبرة مستجدية / عمي..... انا بطلب ايد ميار ...... واتمنى متردنيش المرة دي مكسور الخاطر .
فوجئ توفيق بطلب چواد ليلتفت إليه جاحظ العينين لم يستطيع النطق وكأن المفاجأة ألجمت لسانه
فلم يستطيع التفوه بينما محمد الذي كان يقف استعدادا لإبلاغ ماجدة بطلب نضال ثبتت أقدامه وبرغم سعادته لهذا الطلب الا انه فوجئ بتوقيته ،
وقف محمد لا يعلم ماذا يفعل تاره يبتسم وتاره يتعجب ثم نظر لوالده الصامت يريد أن يحثه على اتخاذ القرار الصائب ولو مرة واحدة
لينظر له توفيق ويرى الابتسامة على وجه ابنه ليعي معناها فابتسم ليطمئنه ثم التفت بنفس الابتسامة لجواد وكأنه يريد اصلاح ما فات قائلا / احنا يسعدنا ويشرفنا انضمامك لينا يا ابني .....
وان شاء الله تخلص عدتها بس ....
واللي فيه الخير يقدمه ربنا
ثم التفت لمحمد الذي ابتسم واومأ برأسه وكأنه يشكره ثم توجه مسرعا لغرفة اخوته فلم يجد أحدا بها ليسمع صوتهم قادم من المطبخ ليذهب مسرعا وفور وصوله وقف صامتا يوزع نظراته بينهم مبتسما فتعجبت ماجدة من ابتسامته وصمته لتسأله / مالك يا محمد في ايه ؟؟
بينما ميار بحكم انها الأقرب لمحمد قرأت بعيونه خطب ما ولكنها حاولت أن تكذب احساسها،
ظلوا ينظرون لبعضهم فأراد محمد أن يؤكد احساسها فاقترب منها واحتضانها لتشدد ميار من احتضانه ثم أخرجها من أحضانه تسأله بعيونها
لم تستطيع أن تنطق بسؤالها ليطمئنها محمد ويؤمأ برأسه مؤكدا احساسها لترتمي باحضانه وتجهش بالبكاء بينما ماجدة بعد لحظات أدركت سبب نظراتهم تلك لتقترب منهم وتسحب ميار لاحضانها قائلة / مبروووك مبروووك يا ميرو مبروك يا حبيبتي.
مسحت الام دموعها لتقترب خاجلة من ابنتها تقول بخجل / مبروك يا بنتي ربنا يهنيكي يا رب .
تأوهت ماجدة فور سقوط صفعة بخلف رأسها لتلتفت لمحمد بغضب وقبل أن تتفوه قال محمد / نسيت اقولك يا قردة أن نضال كمان طلب ايدك .
ليتفاجأ الجمع فتتبدل الأدوار وتبدأ التهاني والقبلات لماجدة التي حاولت مداراة خجلها فقالت / انا لسه موافقتش يا جماعة بتباركولي على ايه بس؟
لينظر لها محمد مضيقا عيونه ثم قال بخبث وهو يدعي الخروج من المطبخ/ شايفك مش مبسوطة لو مش عايزاه اطلع أبلغه رفضك عادي جدا.
_ لا مش قصدي.....
نطقت بها ماجدة بسرعة للحاق بمحمد ثم تحمحمت قائلة بتصحيح / انا قصدي متبلغوش حاجه....
لسه هصلي استخارة يعني.........
نظر محمد لها بطرف عيونه وابتسم ساخرا ثم قال/ طب ياختي متخافيش مش هنطفشه دلوقتي،
واعملي قهوة .
معدن فضة لولي سامي
ثم التفت تجاه ميار مردفا بابتسامة / بس ميار تقدمها .
ثم غمز لماجدة قائلا / وبعد كدة هتقعدي مع الاستاذ نضال يا هانم ربنا يستر وميرجعش في كلامه بعد كدة .
ثم قال موضحا / لكن ميار مش هينفع تقعد مع جواد لحد ما العدة تخلص أن شاء الله.
تقدمت ميار حاملة صينية بها قداحين من القهوة وكأنها المرة الأولى لها
تتبعها ماجدة وكأنها تشد من ازرها .....
تشعر بارتعاش أناملها وتخبط مفاصلها وازدياد نبضات قلبها عن المعتاد ،
تشعر وكأنها بحلم تخشى الاستيقاظ منه ،
ويا له من حلم رائع تتمنى أن لا ينتهي .
وصلت أمامه تقدم قدح القهوة بايديها وكأنها تقدم قلبها هامسة بكلمة واحدة / اتفضل.
ليستمع لها چواد رغم انخفاض نبرة صوتها والتي تكاد تصل للهمس الا انه سمعها أو بالأحرى شعر بها
ليرد بسعادة بالغة تكاد تقفز من عيونه وهو ينظر لها ويتمنى لو يحتضنها بين ضلوعه قائلا / يقبرني قلبك وعيونك.
بعد فترة وجيزة جلس چواد مع توفيق ومحمد بينما ميار جلست بغرفتها تحاول تهدأة حالها برغم شعورها بالتوتر الزائد ظلت تقف أمام المرآه تعدل من حالها وتصفف شعرها وهي مبتسمة وتتذكر كل الذكريات الجميلة السابقة ثم اتجهت لخزانتها لتخرج السلسة وارتدتها لتشرد بذكرياتها فيما سبق والإبتسامة تزين قلبها قبل ثغرها.
بينما ماجدة جلست بالمقعد المقابل لنضال تفرك يدها وتنظر للأرض وكأنها تبحث عن شيء ما .......
ظل نضال ينظر لها متعجب من حالتها الخجولة تلك والتي لم يظن أن بها هذه الشخصية الأنثوية فابتسم بمكر ثم قال بهمس / عاملة ايه يا ماجي.
قضبت ماجدة حاجبيها ورفعت نظرها إليه شاعرة أنها سمعت لهمس ما قائلة/ معلش مسمعتش انت قولت حاجه.
هب نضال فجأة من مقعده ليجلس بالمقعد المجاور لها قائلا بنفس الهمس/ ما اكيد مش هتسمعيني وانتي بعيدة كدة.
ازداد اضطراب ماجدة عند اقتراب نضال منها واسرعت من فرك يدها وازداد سرعة انفاسها وعلى صوتها فلاحظ نضال كل هذا ليهمس لها قائلا/ معرفش انك خفيفة كدة ......
انتي ليه قولتي لاخوكي انك رقصتي ؟
وكانه أراد أن يستفزها حتى تخرج من حالة التوتر تلك وبالفعل رفعت وجهها له قائلة بتحدي / انا مبخبيش حاجه عن اهلي.
ابتسم نضال وقرب وجهه منها غامزا لها قائلا بصوته الرخيم / عقبالي .
ابتلعت ريقها بصعوبة وتوقفت انفاسها من قربه المهلك حتى شعرت أنها اخيرا تنفست الصعداء عندما ابتعد برهه عنها فقالت بتوتر / على فكرة انا لسه موافقتش عليك .
ابتسم نضال وقال بكل ثقة / هتوافقي.
_ يا سلام وايه سبب الثقة ده كلها ؟
نطقت بها ماجدة كاعتراض على إجابته ليرفع كتفيه بلامبالاه قائلا بابتسامة / احساسي.
ثم اقترب منها هامسا/ وانا احساسي مبيكدبش .
شعرت ماجدة بتخبط حالها ،
اين شخصيتها العنيفة ؟
اين حدتها بالحديث ؟
كيف استطاع أن يسيطر عليها هكذا ؟
وكانه يستمع لافكارها فوكزها قائلا بغرض اكمال جملته السابقة / ظابط بقى .........
والحاسة السادسة عندي عالية........
................................................
بعد أن انتهت المقابلة طلب توفيق بتجمع عائلته جميعا ليقول بخجل من حاله / انا مجمعكوا دلوقتي علشان اعتذرلكم عن غلطتي اللي عارف ان مهما اعتذرت مش كفاية .
كادت أن تقاطعه ميار قائلة / يا بابا .....
ليسكتها توفيق مشيرا لها بيده ويستطرد مكملا / مش عايز حد يقاطعني .
الاعتذار مش عيب ولا حرام
بالعكس ده اقل حاجه بقدمها يمكن تسامحوني .
ثم التفت لميار قائلا والدمع يتغلغل في حدقتيه / عزائي الوحيد أن نيتي كانت مصلحتك يا بنتي
وربنا العالم
ممكن اكون اسأت التصرف
بس الهدف هو مصلحتك
واللي أن شاء الله هحاول بكل جهدي اعوضك عن اللي فات .
نظرت له ميار وقد اختلط بعيونها دموع السعادة والشفقة. السعادة على حالها فلكم تمنت مثل هذه اللحظة .
والشفقة على احساس والدها بالذنب وهي تراه يعتذر لها. بدأت الدموع تنساب من حدقتيها محاولة التخفيف عنه قائلة/ متعتذرش يا بابا....
كل الي حصلي ده نصيب وانا راضية بيه.....
وربنا ارضاني الحمد لله ........
مكنتش متخيلة اخلص من حسن اصلا.
احتضن والدها وجهها بين يداه ليزيل دموعها من على وجنتها ثم قبلها بجبينها لتنطق ماجدة بنبرة ساخرة محاولة تغيير أحوال الجلسة قائلة / يا سلام يعني ميار جالها عريس تقوم تتباس وتتحضن وانا ايه يعني شفافة مفيش حتى كلمة بالشفاء.
لينطق الجميع ضاحكين ليعلق محمد قائلا / لا لو بالشفا ده نقولها لنضال مش ليكي الصراحة.
ليضحك الجميع بينما تقفز ماجدة مهرولة خلفه كمحاولة لامساك محمد .
......................................
انطلق نضال وچواد بالسيارة للعودة لمنزلهم ليظل نضال يتحدث كثيرا كيف يشعر بتبدل حاله في صحبتها ؟
كيف يرى عيوب شخصيتها كما يقولون مميزات في نظره ؟كيف يراها مميزة عن كل من قبلهم / عارف يا جواد حدتها اللي ممكن متعجبش حد ده عجباني جدا.......
وخاصة لما تكون حادة وهي يتناقش ......
لا ومقنعة بنت الايه وبتحاول تقنع اللي قدامها مهما كان........
والأهم من كل ده أنها مبتصطنعش........
مش زي البنات اللي بيمثلوا وبيكون باين عليهم التمثيل جدا علشان يلفتوا نظري .......
دي بقى العكس بحسها بتحاول تبعد نظري عنها وبالرغم من كدة بتشدني بكل ما فيها ..........
ظل يعيد ويزيد في صفاتها آلتي تجذبه إليها وهو يقود السيارة بينما چواد كان يجلس بجانبه شاردا صامتا يسبح بدنيا الخيال ويمني نفسه بما هو قادم.
يرى نفسه على مشارف السعادة ليدعو قائلا / يارب قرب البعيد.
ليس الحب بأن ترى الجمال فيمن تحب
بل ان ترى القبح به جمالا