رواية قلب حبيبتي الفصل الرابع والثلاثون 34 والاخير بقلم ماما سيمي
الجزء الرابع والثلاثون (الأخير)
لحظات فقط مجرد لحظات أنقلبا فيها كل شئ منذو ثواني معدودات كان يقف وهو يمسك يدها بيده ويعلن للناس أنها خطيبته وزوجته والأن هي بين يديه يجلس بها أرضاً ساكنة سكون مخيف مقبض للروح لا تتحرك وهو مصدوم لا وكأنه لوح من زجاج لا يتحرك فقط ينظر لها وقد بدأت الدموع بالتجمع في عينيه جاءت صفية ومريم مسرعتان إليه ونزل أرضا بجوارهما محاولين أفاقت كليهما
مريم بحزن: فوق يا مازن فوق الله يخليك مش وقت صدمه تالا هتضيع منك
صفية ببكاء: يعني يوم ما تفرح بيها وتفرح بيك يحصل ليكم كدا
جاء حسين مهرولا من بعيد غير مصدقا ما حدث لإبنته ، سبقه آسر بفزع ينظر لتالا بجحوظ وكأنه فقد عقله
هبط آسر لأسفل: لااااااا تالا فوقي يا حبيبتي لأ مش هسيبك تموتي أوعي تعمليها فيا فاهمه أنا مليش غيرك يا حبيبتي
حسين ببكاء وهو يجلس ببطئ ويتمسك بيد أبنته : كنت خايف أن فرحتك متكملش ليه عملتي فينا كدا ليه
حاول آسر حمل تالا بيديه ، لكن مازن في تلك اللحظة عاد إليه وعيه وصرخ فيه
مازن: لأ متحركهاش للرصاصة تتحرك ويكون خطر عليها
جاء يامن ومروان مهرولن في تلك اللحظة وقاموا بأبعادهم من حول تالا
يامن: متخافوش هي مغمى عليها بس الرصاصة مجتش فيها أصلاً
مازن مدققاً النظر لتالا : قصدك ايه والرصاصة اللي أنضربت جت في مين
يامن : دي رصاصة من مسدس الظابط صاب بيها القناص اللي كان عايز يقتلك أنا استدعيته لما سمعت واحد بيتكلم في تليفونه مع واحد تاني في طرف الجنينة بعيد وبيأكد له أنه هيقتلك النهاردة صورته من غير ما يحس وجريت على أقرب قسم وبلغت الظابط وهو متأخرش وجه جري معايا وأمن المكان من كل جانب ووريته المجرم وفضل مراقبه لغاية لما لاقاه بيستعد عشان يصوب عليك صوب هو عليه وجت الرصاصة في دراعة والحمدلله قبضوا عليه وانا جيت جري عشان أقولكم اللي حصل
مازن بفرحه وهو يقلب نظره على تالا ليجدها ليس بها أية جروح أو آثار لأي دماء ويحاول افاقتها: تالا حبيبتي فوقي يا قلبي أنتي سليمة مفيكيش حاجه قومي الله يخليكي متخوفنيش عليكي
جاء الدكتور زهران فهو مدعو للحفل مع عائلته يتفقد تالا افسحوا له المجال حتى يتمكن من فحصها ، أمسك معصمها وقاس لها النبض ، وفتح جفن عينيها ليتأكد من حركتها
عبدالمجيد: متقلقوش هى مغمى عليها نتيجة صدمة من المفاجأة اللي حصلت ليها بس أنا محتاجها تروح معايا المستشفى عشان اطمن عليها أكتر
مازن: يعني هي كويسه مش كدا
عبدالمجيد بأبتسامة: متخافش يا مازن متخافوش كلكم هى كويسه بس محتاجه أدوية معينه عشان تتخطى الصدمة اللي تعرضت ليها مش أكتر
تنفس الجميع الصعداء ، واسرع مازن يحمل تالا ، وجلس بها في سيارة مروان في الخلف ، وفى الامام جلس الدكتور زهران مع مروان ، وقاد مروان السيارة الى المشفى وصلوا المشفي بعد وقت قليل ، وضعت تالا بأحدى الغرف ، وأشرف الدكتور زهران على علاجها واعطائها المهدئات التي تساعدها في الاسترخاء وتمالك اعصابها لكي تتجاوز تلك الصدمة
في الخارج وقفوا جميعا برواق الدور ينتظرون افاقة تالا والأطمئنان عليها ، في ذلك الوقت جاء عصام للمرور على حالات مرضية يشرف عليها تفاجئ بوجود آسر وحسين فاسرع لهما ليستوضح سبب تواجدهم هنا ، قص آسر عليه ما حدث ، فاسرع لغرفة تالا لكي يرى تقرير حالتها
مازن بضيق: مين ده يا آسر وماله مهتم بتالا كدا ليه
آسر: اسف نسيت أعرفك عليه ده يبقى الدكتور عصام شرف الدين أبن خالتي
مازن: بس لهفته مش طبيعية على تالا
آسر: مش أبن خالتها وزي أخوها
مازن : زي أخوها مش أخوها زي اللي قابلناه في مطروح
رغماً عنه ابتسم على تذكر الأمر بعد أن قصته تالا عليه سابقاً: قصدك أكرم لأ أكرم أبن عمي وراضع عليا أنا وبناء عليه بقى اخ لتالا كمان
أنما عصام أكبر مني بتلات سنين يعني ابن خالتي بس
مازن بضيق: بص يا آسر لما تالا تفوق بالسلامة عاوزك تكتبلي لسته بكل قرايبك عشان أبقى عارف مين يبقى قريب مراتي ويقرب ليها أيه اه أنا مش كل شوية هتعب في اعصابي
آسر مستغرباً: سبحان مغير الاحوال اللي يشوفك من كام يوم ميشوفكش دلوقتي وأنت غيران عليها من الدكتور اللي داخل يشوفها
مازن: الأول مكنش من حقي لكن دلوقتي حقي أني أغير على حبيبتي ومراتي
آسر مربتا علي ذراعه: ربنا يهنيكم ويسعدكم يارب
خرج عصام من الغرفة ليلمح صفية تجلس على أحد المقاعد اتجه نحوها وجلس أمامها متكئاً على أحدي ركبتيه
عصام متناولاً يدها يقبلها بحب: ازي حضرتك يا طنط عامله ايه
صفية بأبتسامة: دكتور عصام أنت فين من زمان جيت هنا كان مرة ومشوفكش خير
عصام: كنت واخد أجازة عشان قربت أناقش رسالة الدكتوراه فكانت واحده كل واقتي
صفية وهي تربت على يده: ربنا يوفقك يا بني واشوفك احسن دكتور في الدنيا
عصام : تسلميلي يا ست الكل ربنا يديكي الصحة وطولة العمر
صفية: قربتك عامله ايه وازي صحتها كويسه
عصام: حلوة الحمدلله أنتي متعرفيهاش
صفية: لأ هعرفها منين هي حد أعرفه
عصام: أنا من زمان وأنا عايز اقولك هى مين بس كنت متردد لكن خلاص لازم تعرفي
صفية: أعرف أيه يا حبيبي هي تعبت تاني لا قدر الله
عصام: لأ الحمدلله هى بخير عارفه هى تبقى مين تبقى تالا اللي نايمه جوه واللي مازن أبنك حبها وخطبها
صفية بذهول: معقوله تالا هى
عصام وهو يومئ برأسه: أه هى اللي خدت قلب تولين
صفية باضطراب: وو وهى عرفت بده
عصام: أه لما شافت مازن يوم فرح مريم عرفته وقلبها حس بيه وجت سألتني ومقدرتش أخبي عليها لأنها كانت منهارة جدا
صفية برجاء: أرجوك يا عصام مش عايزه حد يعرف وخصوصاً مازن أنا مضمنش ردة فعله أيه وأنا ما صدقت أنه خلاص حب وهيتجوز
عصام متقلقيش: تالا هى المفروض تصارحه بكل حاجة
صفية بخوف: ربنا يستر ويتقبل الأمر بسهولة جاء مازن يستوضح معرفة والدته بعصام: خير يا ماما في حاجة خير يا دكتور عصام تالا فيها أيه
عصام: لا الحمدلله تالا بخير
صفية: الدكتور عصام معرفة قديمة كان بيكشف عليا كل لما أجي أعمل شيك اب علي صحتي
عصام: والمعرفة دي زادت شرف دلوقتي بعد تالا ما بقت مرات باشمهندس مازن
مازن بأبتسامة: الشرف لينا أحنا يا دكتور عصام
أطمئن حسين وآسر من عصام على صحة تالا وأنصرف عصام لمتابعة حالاته المرضية
أصر مازن على والدته ومريم بالرجوع إلى المنزل من أجل الصغير وأمر مروان بارجاعهم بنفسه والبقاء معهم كما أصر على آسر أيضاً بأخذ والده أيضا بعد شعور حسين بتعب بسيط فى صدرة وأمرة الدكتور زهران بالرجوع إلى المنزل والراحة في الفراش حاول حسي أن يعترض وأمام أصرار مازن رحل إلى بيته وبقى مازن مع تالا بالمشفي بعد أن تعهد يامن بمتابعة التحقيقات مع الضابط المسؤول في الحادثة
استعادت تالا وعيها لتجد نفسها راقده على فراش بغرفة ما دققت النظر لتعرف أنها بالمشفى نظرت حولها وجدت مازن يقف أمام النافذة ويضع كلتا يديه في جيب بنطاله
تنحنحت تالا ، فا أنتبه لها مازن فاسرع إليها يجلس بجوارها يحتوي كفيها بيديه
مازن بسعادة: حمدالله على سلامتك يا نور عيوني حاسه بحاجه
تالا بخجل وهى تنظر لنفسها: أنا لسه عايشه بجد ولا أنا بحلم ولا ايه أنت كويس فيك حاجة
مازن بعد أن ساعدها على الجلوس ثم احتواها بين ذراعيه: الحمدلله أنتي كويسه ولسه منورة دنيتي وأنا كمان الحمدلله بخير وعايزك تعرفي أنك مجنونة أزاي تعملي كدا أزاي تقفي قدامي وتحميني بروحك كنت هعمل ايه لو لا قدر الله جرالك حاجة المرة دي كنت هموت بجد
تالا وهي تشدد من احتضانه وتصع رأسها عند صدره : أنا افديك بعمري كله وروحي مقدرش اتخيل حياتي من غيرك أصلا أنت كل حاجة ليا في الدنيا دي كلها
مازن وهو يشدد من أحتضانها : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي لو فضلت اتكلم كلام الدنيا كلها ميوفكيش حقك يا كل دنيتي
تالا وهى تأخذ نفساً طويلاً : مازن في حاجة لازم تعرفها
مازن وهو يتكئ براسه علي رأسها: مش وقته ارتاحي الاول يا حبيبتي والايام بينا طويلة هنبقى نتكلم زي ما أحنا عايزين
تالا بأصرار: لأ يا مازن هتكلم دلوقتي وأنت هتسمعني ممكن
أبتعد مازن عنها وهوينظر لها: عايزه تقولي ايه أنا سامعك
تالا بثقة: هجاوبك على سؤالك ليا عرفت كلام تولين ليك منين
مازن بأبتسامة: أنت لسه فاكره كبري
تالا : لأ اسمعني من فضلك .
ثم قصت عليه الحقيقة كاملة من بداية رؤيتها للذكريات إلي الأن
وقف مازن غير مستوعب لما تقوله تالا
مازن: أيه اللي قولتيه ده حصل حقيقي ولا دي قصة فيلم بتحكهولي
تالا بخوف من ردة فعله: أرجوك أهدى وحاول تتقبل الأمر يا مازن
لتجد تالا مازن يهجم عليها يلثم ثغرها بقبلة عاصفة عصفت بكيانها ووجدت نفسها تحاوط عنقه بيديها وهو يشدد من أحتضانها له حاولت تالا الإبتعاد عنه لكنها كلما حاولت الإبتعاد أعادها مازن لحضنه مجددا استسلمت له بكل جوارحها ، بصعوبة أبتعد عنها ونظر لها بحب
مازن: ليه مقولتليش من زمان ليه سكتي يا مجنونة كل ده
تالا: عشان مكنتش عايزه تبقى مجبور تاخدني عشان قلب تولين جوايا كنت عاوزاك تحبني عشان نفسي لذاتي أنا زي ما أنا عشقتك من قبل ما اشوفك
مازن: أنا قولتلك أني حبيتك من زمان من قبل ما أشوفك بردو يا هابله
تالا: ههههههههه وأنا كنت أعرف منين يعني
مازن وهو يأخذها بأحضانه: يلا مش مهم الحمدلله على كل حال المهم أننا مع بعض دلوقتي
تالا: فعلاً المهم أننا مع بعض الحمدلله كتير
مازن : بس مين اللي وافق على نقل القلب
تالا: بصراحة معرفش بس أنا استنتجت أنه مفيش غير مروان أو ماما صفية اللي ممكن يكون عملوا كدا لأنهم هما اللي كانوا موجودين ساعة الحادثة بتاعتك
مازن بتفكير: فعلاً عندك حق بس أعرف هو مين وأنا هعمله حاجات
تالا بريبه: هتعمل ايه اوعى تزعلهم
مازن: دا أنا هكافئه أكبر مكافئة لأنه رجعلي حياتي تاني
تالا بضحك: هههههههه خضتني كنت بحسبك هتزعله ولا تعمل فيه حاجه
مازن: وانا أقدر بردو
في اليوم التالي خرجت تالا من المشفى بعد أن أطمئن عليها الدكتور زهران واوصلها مازن الى منزلها وأطمئن عليها ثم عاد إلى منزله كي ينعم بشور دافئ يزيل عنه عناء اليوم السابق
بعد فترة نزل مازن لاسفل ليجد والدته ومروان ومريم مجتمعين في بهو المنزل
مازن : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا عليه جميعاً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مازن : جيت من الشركة أمتى يا مروان
مروان : يدوب خدت شور ونزلت أنت أتاخرت ليه فوق
مازن: بعد ما خدت الشور محستش بنفسي ونمت
صفية: كويس يا حبيبي أنك ريحتلك شوية انت منمتش من أمبارح
سحب مازن نفسا عميقا: ماما أنتي ومروان كنت عايز أعرف مين منكم وافق على نقل قلب تولين
مروان بصدمة: أيه بتقول أيه يا مازن نقل قلب ايه اللي بتقول عليه ومين سمح بكدا
مريم: هما خدوا قلب تولين طب أزاي ومين اللي خدته
نظر مازن لولدته في صمت اتجهت أنظار مروان ومريم لها أيضاً منتظرين أجابة منها لسؤال مازن
صفية بثبات: أنا اللي وافقت على نقل القلب ما هى تولين كدا كدا ميته وفى بنت تانيه بتموت وقلب تولين هيحيها أنا كنت متردده لولا الدكتور أبن خالتها لما عيط قدامى وهو بيترجاني لقيت نفسي بمضي على الورق من غير ما أحس بأي ذنب بالعكس حسيت بكدا أني بساعد في أنقاذ روح من الموت
قام مازن وجلس بجوارها يقبل رأسها : أنتي مش أنقذتي روح واحده انتي أنقذتي روحين أنقذتي تالا من الموت وأنقذتيني من وضع العايش من غير روح لأن تالا رجعت روحي ليا تاني
مريم: هي تالا مزروع ليها قلب لأ وكمان قلب تولين يا حبيبتي يا تالا وأنا اقول بحس فيها روح تولين ليه
مروان: حكايه عجيبه يعنى تولين تموت ويفضل قلبها موجود ويرجع لحبك تاني
مازن بأبتسامة: فعلاً عندك حق ماتت وسابتلي قلبها اللي حبني اكتر من أي حاجة في الدنيا
أمسك مازن يد والدته يقبلها : تسلميلي يا حبيبتي مش عارف اشكرك ازاي
صفية بحب وهي تربت على رأسه: أنى أشوفك سعيد دي عندي بالدنيا كلها ربنا يسعدكم ويخليكم ليا يارب
جاء يامن في ذلك الوقت وهو يحمل معه اخبار جديدة تخص القضية
يامن : المجرم أعترف أخيراً على اللي أجره عشان يقتلك
مازن: ويا ترى طلع مين
يامن : هو واحد اسباني اسمه ماثيو خوسيه وواحد تاني مصري اسمه ناصف محروس
مازن: دا ماثيو شايل في قلبه بقى بس أنا هعرف أأدبه كويس
يامن للأسف: سافر اسبانيا أمبارح العصر وناصف محروس هربان لسه بيدورو عليه
مازن : بكره يظهر وماثيو أنا ليا كلام مع والده
مروان : أحنا لازم نفض الشراكة معاهم
صفية بحنق: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
مازن: اصبر يا مروان المواضيع دي ماتتاخدش قفش كدا لازم ليها قاعدات كتير .
برغم تعبي الإ اني كتبت الخاتمة عشان عارفه أنكم مستنينها اشوف تقديركم ليا بقى ورأيكم في الرواية عايزة ريڤيوهات مطرة عارفين يعني أيه ولايكات بقى عشان أبقى اقدركم في روايتي الجديدة
( خائنة لا تطلب الغفران)
الخاتمة
فُتحت أبواب القاعة الزجاجية ليدخل منه أجمل عروسين استقبلهم الجميع بأبتسامة جميلة تعبر عن فرحتهم ، عزفت الموسيقى ابتهاجاً بزفافهم السعيد
تأبطت تالا ذراع مازن بخجل وهى تسير بجانبه الى مكان جلوسهم نثرت الورود الحمراء أمامهم نظرت على جانبيها لتجد العديد والعديد من الشخصيات العامة المهمة من رجال أعمل وصحافة ورجال من الحكومة لم تتوقع تالا حضور ذلك الحشد الكبير وكأن زفافها صار مناسبة قومية وجب على الجميع حضورها وبرغم بساطة أحلامها فهي لم تكن ترغب سوى في زفاف بسيط لكن مازن أصر على إقامة زفاف اقل ما يقال عنه اسطورياً وحضر أكثر من مطرب لإحياء الحفل الكثير من المطربين المعروفين ما بين شعبي ورومانسي وصارت فقرات الحفل بسلاسة ويسر وصارت قاعة الزفاف عبارة عن شعله من الابتهاج والفرحة ،صعد حسين لإبنته يهنئها هى وزوجها
حسين محتضناً تالا: مليون مبروك يا قلب أبوكي الحمدلله أن ربنا قر عينك بحبيبك وقر عيني وشوفتك عروسة كان نفسي رقية تبقى موجودة معانا النهاردة
شددت تالا من أحتضان والدها ولمعت عينيها بعبرات : ربنا يباركلي فيك يا أحسن وأحن أب في الدنيا كلها وانا كمان كان نفسي قوي ماما تشاركنا فرحتنا النهاردة لكن هنقول ايه الله يرحمها ويحسن اليها
صافح حسين مازن ثم احتضانه بحب: خد بالك من تالا يا مازن دي مش بس بنتي دي كل دنيتي وعمري أوعى تزعلها في يوم وهي واللهي طيبة وبتحبك وهتسمع كلامك
مازن : متخافش يا عمي تالا في عينيه وعايزك تكون مطمن عليها قوي لأن تالا روحي مفيش حد بيقدر يزعل روحه أو يستغنى عنها وأن شاء الله هحطها جوه عنيه تالا أمانة في رقبتي يا عمي
حسين مقبلاً مازن بحب: ربنا يباركلي فيك ويجبر بخطرك يا حبيبي زي ما طمنتي على تالا ورديت فيا روحي لم حسيت حبك ليها
مازن مقبلاً رأس حسين: ربنا يخليك لينا ويديك الصحة وطولة العمر يارب
امتدا الحفل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ، لكن مازن لم ينتظر أنتهاء الحفل ، وأخذا تالا وغادر المكان الى وجهه مجهوله ، لم يعلم أحد بها ، فا مازن لم يخبر أحد بمكان شهر عسلهما ، لأنه لا يريد أن يزعجه أو يتطفل عليهما أحد ، فهو ينوي قضاء شهراً كاملاً في أحضان بعضهما ، فيكفي ما ضاع من حياتهما ، وهما بعيداً عن بعض يكتويا بنار الفراق ، وترك مسؤولية الشركة إلى مروان وآسر ، فيكفي خمس سنوات يعمل بها دون كلل أو ملل ،
عاد يامن إلى كندا مرة أخرى ، وأرجع زوجته إلى عصمته ثانياً ، بعد أن وجدها تغيرت كليا وصارت أمراة عاقلة ناضجة ، ليست الفتاة الطائشة التي مررت عليه الحياة ، وجعلته يكره نفسه ويكرهها ويكره حتى أبنته منها ، لكنها الأن أهدى كثيراً ، تتقبل كلامه بعفوية شديدة تسمع لنصائحه وتعمل بها ، فهى وجدت أن كل ما نصحها به هو الصح في حد ذاته ، تعذبت في بعده هى وأبنتها كثيراً ، وعت الدرس جيداً ، من يحبنا هو من يهتم لأمرنا فقط ، كما فعل يامن وأهتما بكل تفاصيلها سابقاً ، وهى اليوم من تبادر بالأهتمام به وبي أبنتها وتهتم لكل شئ يخصهما ،
حمدا يامن ربه كثيراً ،على تفاهم زوجته معه حالياً ،واستقرار الحياة بينهما ، وشعر بأن الله يكافئه على رجوعه ، عن ظلم مازن ونزع الشر من نفسه وقلبه ، فا الشر لا يحصد سوى الشر والخير لا يحصد سوى الخير ، والأن يحيا حياة سعيدة ما كان يتوقع يوم أن يحياها ، وزوجته حامل للمرة الثانية وسيحظى اخيرا بالعائلة المحبة التي حرم منها كثيراً .
ذهب آسر برفقة والده إلى نور تلك الفتاة الرقيقة ، التي سحرت عقلة وخطفت قلبه منه ، يطلب يدها من والدها بعد أن أبدت له موافقتها ، حينما عرض عليها الزواج وقراءوا الفاتحة وحددوا موعد الخطبة بعد عودة مازن وتالا من شهر عسلهما الذي أمتدا الى الشهر ونصف الشهر ولا أحد يعلم عنهما شئ وكأن مازن أختطفا تالا رهينة لحبه
تفاوض مروان وآسر مع شريكهم الإسباني خوسية بشأن اتفاق ابنه مع قاتل مأجور لقتل مازن وهداده بالأنسحاب من مشروع بنى القرية السياحية بمطروح واعطائة ما دفعه فقط دون دفع الشرط الجزائي مقابل تنازلهم عن القضية وافق خوسية على الفور مقابل حرية أبنه المعتوه ودخل آسر شريكاً لمازن ومروان بدلاً من خوسية وأصبح شريكاً معهما وأتسع حجم معاملات الشركة وزاد حجمها واسهمها في بورصة الأوراق المالية
في جزيرة ما على المحيط الهادئ ، يجلس مازن أمام البحر شارداً في حياته ، التي قلبت رأساً على عقب منذو دخول تالا إليها ، وكأنها الأكسجين الذي أنعش هذة الحياة البائسة ، أو اللون الذي أعطاها معني للحياة وجعل لها طعم جميل ، جاءت تالا من خلفه تتهدا في خطواتها ، وهى تشبك يديها خلف ظهراها ،
وقفت أمامه وابتسامة عريضة على محياها ، نظر لها مازن يتأمل ذلك الجمال الرباني الذي حباها الله به ثم صار بنظراته الى ذلك الفستان الصيفي الطويل الذي ترتديه بلون البينك وبه ورود زرقاء فاتحه ذو أكتاف عارية الإ من حمالاتين رفيعتين واكمام قصيرة جداً وشعرها المسدل على كتفيها وظهرها وتلك القبعة النسائية العريضة من نفس لون الفستان مزدانه أيضاً بنفس وروده وكأنهما قطعة واحدة ،
دارت تالا حول عقبيها لتريه الفستان عليها
تالا : أيه رأيك يا حبيبي عجبك الفستان عليا
مازن بأعجاب: أحسن مما تخيلته كمان أنتي أصلاً جميلة وبتحلي أي حاجة تلبسيها يا قلبي
تالا بسعادة : ربنا يخليك ليا يا حبيبي ، بس أنا خايفة لحد يجي وانا كدا
مازن بثقة: متخافيش يا حبيبتي الشالية والشاطئ اللي قدامة خاص يعني مفيش حد يقدر يتعدى حدوده ويجي ناحية سور الجنينة مش هنا
تالا : طيب مش كفايا كدا قاعدة هنا أحنا داخلين على شهرين وأحنا عمالين نتنقل من بلد لبلد
مازن وهو يجذبها لتجلس على قدمة ويحاوطها بيده : زهقتي مني ولا أيه يا قمر
تالا وهي تحاوط عنقه : عمري ما أزهق منك أبداً يا روح قلبي الحكاية بس أن الجماعة في مصر وحشوني قوي وكمان عشان نطمنهم علينا
مازن: اول واحده أشوفها عايزه تنهي شهر العسل غيرك بيتحيلوا علي أجوازهم يطولوه
تالا: أيامي معاك كلها عسل يا حبيبي أن شاء الله مش بس الشهرين دول
مازن مقبلاً شفتيها بقبلة رقيقة: أنا حجزت لينا بعد اسبوع على مصر
تالا بخجل: عندي ليك مفجأة معرفش هتسعدك ولا لأ
مازن عاقداً حاجبيه معاً: أي حاجة منك هتسعدني يا حياة روحي ، بس قولي أنتي ،
أمدت تالا يدها له وهي مغلقة ثم فتحتها ، لتظهر له قطعة بلاستيكية بيضاء ، استغرب مازن شكلها في بداية الأمر ، لكن سرعان ما رفعا حاجباه لأعلي ، بعد أن عرف ما هي ، أمسكها مازن ونظر فيها لتجحظ عيناه بعدم تصديق ، ثم نظرا لتالا ليجدها مبتسمة له ،
مازن : ده بتاعك مش كده
تالا وهي تومئ برأسها له : أه ده بتاعي
مازن: أنتي متأكدة من النتيجة دي صح
تالا: أه أنا لسه عملاه قبل ما أقيس الفستان لما شكيت في نفسي والأعراض اللي بتحصلي
أوقف مازن تالا برفق ثم وقف هو الأخر لكي يستعد لتلك المفاجأة السعيدة
مازن: يعني أنني حامل مش كده
تالا بضحك: أيوه حامل
رفع مازن تالا بيديه وهو يحتضنها صارخاً: بحبك بحبك يا نور عيوني بحبك ياروح قلبي ثم خفض صوته بعض الشئ وهو يقول
مازن بسعادة غامرة: أنتي مش عارفه اسعدتيني ازاي بالخبر ده أنتي حيتي فيا أمل كان اتقطع من زمان معقوله أنا هبقى أب
تالا وهى تقبل وجنته بحب: هتبقى أحلى بابا في الدنيا كلها ربنا يخليك لينا يارب
انزلها مازن وهو يسندها الى صدره وتحسس بطنها بيده : ويخليكوا ليا يارب
رجعا مازن وتالا الى مصر أخيراً ، وأعدت صفية لهما استقبالاً حافلاً ، يجمع كلتا العائلتين فقط ، وطهت جميع أنواع الطعام التي يفضلها مازن وتالا ، واجتمعوا مع بعضهم والحب يغلفهم ، شعر حسين بالاطمئنان وبسعادة غامرة ، عندما أحس بحب مازن لتالا صدقاً وأحتوائه لها ، حمدا الله في نفسه كثيراً أن عوضها الله بعد كل ما عانته من مرض وحب ميؤس منه .
زُف آسر الى عروسه الجميل ليكون أخر عازب في العائلة يتزوج وأقام مع والده في منزلهم بعد أن رفضت نور فكرة الأقامة في بيت بعيداً عن والده حتي لا يكون عبئ على آسر مراعاة والده نظراً لكبر سنه ومنّا الله عليهما بحمل زوجته وينتظران حضور ولي عهدهما بفارغ الصبر
ورزق يامن بطفلاً جميلاً يشبهه كثيرا وأصر يامن على تسميته مازن تيمناً بأبن عمته الخلوق الذي بفضل الله ثم بفضل خلقه الحسن اعاده الى رشده قبل أن يرتكب خطئ يندم عليه كثيراً
في مشفى الدكتور زهران مشفى العائلة الجميل الذي كتب الله فيه نهاية حياة تولين وبداية حياه لتالا وكذلك أبنتها ، وقف مازن وتالا خلف زجاج غرفة حديثي الولادة ينظران على طفلتهما الجميلة الراقدة بسلام في سريرها الزجاجي ، وكأنها حورية من الجنة خطفت قلب أبويها وهما ينظران لها
مازن: الحمدلله علي نعمه الكتيرة علينا أنا مش مصدق نفسي أخيراً بقيت أب
تالا وهي تستند على ظهره : الحمدلله كتير أنا كمان مش مصدقة أني بقيت أم
مازن: ربنا يخليها لينا وميحرمناش منها
تالا بتمني: يارب يارب يا مازن
مازن: نويتي تسميها أيه يا حبيبتي
تالا بأبتسامة: أنا أختارت ليها أسم تالين بعد أذنك طبعاً لأنك لازم توافق عليه الاول
مازن: تالين أسم حلو بس أشمعنى تالين يعني
تالا: لأنه بيجمع بين اول حرفين من أسمي وأخر ٣ حروف من أسم تولين
أدارها مازن له وهو ينظر لها بأعجاب : ليه دمجتي بين حروفك وحروف تولين
تالا: عشان تالين زي ما هى بنتي هي كمان بنت قلب تولين وفي النهاية أنا عايشه بقلبها صح ولا لأ
أحتضن مازن تالا بشدة : أنتي أزاى جميلة وطيبة كدا وأنا أزاى مخدتش بالي من كمية الطيبة والبراءة اللي جواكي دي صحيح كنت غبي وأعمى كمان
تالا: لأ يا حبيبي أنت لا كدا ولا كدا أنت محب وفي جداً في زمن قل فيه الوفاء والحب
مازن زافرا بعمق وهو يشدد من أحتضان تالا: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وأم بنتي وفرحتي
هكذا عاد الحب إلى مازن من جديد بعد أن فقده ويأس من أن يجده مرة أخري ليعوضه الله بقلب حبيبته الذي توقف عن النبض بحبه مره ثم ما لبث أن عادت إليه الحياة من جديد ونبض بحبه مجدداً بداخل فتاة طيبة بريئة استطاعت بأيمانها بالله وقوة الحب بداخلها أن تجعل منه عاشق جديد لها مع قلب حبيبته ومنا الله عليهما بالذرية التي حرم منها سابقا ورضي بقضاء الله فعوضه الله بها من حبيبته الثانية ليرزقه الله منها بتالين ويامن ومروان وأخيراً روقية تيمنا بأسم والدتها ، وعاشا الإثنان بسعادة طيلة حياتهما مع بعض الغيرة الزائدة من مازن وتالا أيضاً .
في النهاية أعرف جيدا ما منع الله عنك شئ إلا أبدلك الله خيراً منه فا لابد دائماً وأبداً أن نرضي بالقدر خيره وشره ونحمد الله علي جميع أرزاقنا ولابد من أن نتيقن أن الله يدبر لنا أمرنا كله فنتوكل عليه في جميع شئون حياتنا فمن يرزق الدود في الحجر قادر على أن يرزقنا ويحفظنا ويرعانا فهو أحن علينا من والدينا الذي أنجبانا فا كفى بالله رازقاً ومعيناً ووكيلاً .
تمت بحمد الله
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
قلب حبيبتي بقلم / ماما سيمي .
