رواية قلب حبيبتي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ماما سيمي
لجزء الثاني والثلاثون
في منزل تالا
جلس آسر مع حسين ليلاً في الشرفة يستمتعان بنسمات الهواء العليلة الطبيعية بعيداً عن برودة مبرد الهواء الصناعية المتعبه للجسم بالأخص حسين نظراً لكبر سنه
حسين: أنا خلاص تعبت من التكييف تعبلي رجليا ومفاصلي
آسر : معاك حق يا بابا بس هنعمل أيه أحنا في شهر أغسطس يعني الحر على أصوله لولا التكييف كنا هجينا من البيوت من شدة الحر
حسين: معاك حق بس مفيش احسن من هوا ربنا الطبيعي بيحسسك بالراحة والانتعاش
آسر : ماشي يا عم الشباب المنتعش أنت
حسين: هههههههه شباب ايه بقى ما خلاص راحت علينا
آسر : هتفضل طول عمرك شباب وبعدين مش انت اللي طول عمرك بتقول الشباب شباب القلب
حسين: أهو كلام بنداري فيه عجزنا يا آسر بس قولي أنا حاسس أن فيه موضوع عايز تكلمني فيه صح ولا احساسي غلط
آسر: طول عمرك بتحس بينا من غير ما نتكلم حسين: يعني أحساسي صح طيب الحمدلله قول بقى في أيه
آسر بتحرج: كنت عايز اروح أخطب بس مش هعمل أي حاجه غير بعد ما اخلص تالا من المشكلة اللي حطتها فيها الأول
حسين: وفيها ايه يا حبيبي متردد كدا ليه أنا من زمان بتحايل عليك تخطب وانت اللي رافض
آسر: كنت عايز اطمن على تالا الأول
حسين: يا حبيبي أن شاء الله تالا بكرة ربنا يراضيها باللي يفهمها ويريحها وأنا عايزك متحرمش نفسك من حاجة بتحبها عشان مترجعش تندم تاني
آسر: وعشان كدا كلمت حضرتك دلوقتي لأن البنت اللي بحبها متقدم ليها عريس ومامتها بتضغط عليها عشان توافق
حسين : هى مين دي اللي قدرت تحركك قلبك وأخيراً خليتك تفكر في الجواز
آسر بخجل : بنت اسمها نور شغاله مبرمجة كمبيوتر معانا في الشركة
حسين: متأكد من اخلاقها وأنها بنت أصول
آسر: اه طبعاً يا بابا سألت عليها وعارف اخلاقها كويس وأهلها ناس طيبين ومحترمين جداً وعلى فكرة هى متعرفش أني هتقدم ليها لان الكلام بيني وبينها في حدود الشغل بس
حسين: وعرفت منين أنها متقدم ليها عريس وهى مش عايزاه
آسر: أنا سمعتها بالصدفة وهي بتحكي لزميلتها في الشركة عن ضغط والدتها عليها عشان توافق على أبن خالها المتقدم ليها
حسين: طيب أفرض أنت اتقدمت وهى رفضت هتعمل أيه
آسر: لأ ما هو أنا مش هتقدم غير لما أكلمها الاول في الشركة وأشوف رأيها أيه
حسين: على خيرة الله ولما تبلغك ردها أن شاء الله بالموافقة نبقى نروح نتقدم ونطلب أيدها ليك
آسر بفرحة: أن شاء الله يا بابا ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا
حسين بأبتسامة: ده يوم المنى عندي لما اطمن عليك أنت وأختك وأشوف ولادكم قبل ما أموت
آسر: ربنا يخليك لينا ويديك الصحة وطولت العمر لما تشيل عيالنا أنا وتوتي
حسين: تسلميلي يا حبيبي قولي عملت ايه في موضوع تالا قابلت يامن
آسر بضيق: أنا بقالي اسبوع مشفتوش ومجاش الشركة وكل لما أسأل عليه يقولوي مجاش اخر ما زهقت النهاردة روحت أكلم مازن ملقتوش كلمت مروان وقولتله خليه يطلق أختي بالذوق بدل ما اقتله وساعتها هتبقي أرملته
حسين: يامن ده غريب قوي هو مش وعدك أنه يطلق لو حس أن تالا مش عايزاه ليه بيهرب منك دلوقتي
آسر: هجيبه يا بابا لو في أخر الدنيا كلها عجيبه وهخليه يطلقها بكيفه أو غصب عنه
جاءت تالا وهى تحمل لهم المشروب البارد لكي يزيد من أنتعاشهم ، دق جرس تليفون آسر رفعه من على الطاولة ونظر فيه وجد رقم مازن استغرب كثيرا أجاب عليه
آسر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مازن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آسر : خير يا مازن في حاجة
مازن بجمود : أنزلي انا واقف تحت بيتكم عايزك في موضوع مهم جداً
نظر آسر من الشرفة لاسفل ليجد سيارة مازن تقف على بعد عدة خطوات من منزله فعلاً .
آسر: موضوع أيه يا مازن بخصوص يامن .
مازن بحده: لما تنزل هتعرف انزل يلا بسرعة .
أغلق آسر هاتفه وهو يتوقع أن مازن يريده من أجل موضوع تالا ويامن ، فاق من شروده على صوت والده
حسين: خير يا آسر في أيه
آسر: معرفش مازن عاوزني في أيه
تجاهلت تالا حديثهم برغم الآلاف الأسئلة التي تعتمل بداخلها وفضولها يقتلها تريد أن تسأل آسر ماذا يريد منه مازن ، لكنها عاهدت نفسها على تجاهله مثلما يتجاهلها
حسين: هتنزل تروح له فين
آسر: مازن واقف تحت قدام البيت الظاهر موضوع مهم جداً اللي يخليه يجي لغاية هنا
حسين: ماشي ابقى طمني وعرفني هو عايزك ليه
آسر: حاضر يا بابا بعد أذنك هروح اغير هدومي
حسين: ماشي يا حبيبي روح
رغماً عنها خفق قلبها بشدة كيف لا وهو بجوارها يفصلها عنه عدة درجات فقط لو تتخطاها وترمي بنفسها في أحضانه تريد أن تشتم رائحة الأمان بقربه تريد ذلك وبشدة لكنه حلم سيظل بالنسبة لها حلم وقفت عند الدرابزون الحديدي للشرفة علها تلمحه رغبة قلبها الملحه من جعلتها تقترب حتى وقفت أمام سور الشرفة ونظرت لتجد سيارته لكنها نسيت أن زجاجها عاتم لا تراه من خلاله عبست ملامحها بضيق لتتفاجئ بنزول مازن من السيارة وسار بجانبها حتى وقف أمامها يتكئ على مقدمتها وينظر لها نظرات غامضه جعلتها ترتبك بشدة لا تعرف ماهية الشعور التي تشعر به حاليا هو مزيج من الفرح الخجل الغيظ الحب الضيق كلها احاسيس اختلطت مع بعضها لينتج أحساس جديد لا تعرف له مسمى سوى أنها عاشقة لذلك الرجل حد الجنون حد الألم حد السعادة حد العشق جميع الحدود التي نعرفها هى تخطتها في حبه ليته يشعر بها ، لتفيق من تحديقها به على صوت نغمة الرسائل في هاتفها تنبهها بأستلام هاتفها لرساله جديده فتحتها لتجده من رقم غريب غير مسجل لديها فتحتها لتقرائها لتجدها( أنتي لي مهما طال بنا الوقت ، أنتي لي حبيبة ومعشوقة ، أنتي طفلتي الجميلة ، ومدللتي الشقية ، أنتي سعادة شقت ليل حزني ، أنتي نور شق عتمت حياتي ، أنتي أمل أعادني ثانياً إلى الحياة بعد أن فقدت الأمل في الرجوع ، وفي الأخير أنتي حياة أريد أن أحياها .)
شهقت تالا بفرحة ونظرت لاسفل لتجده مازال يقف بهيبته خفق قلبها بشدة وهى تمني نفسها أن يكون هذا رقمه وهذه الرسالة منه حدثت نفسها
تالا لنفسها: معقوله يكون ده مازن بس اكيد هو دي جملتي ليه مفيش غيرنا يعرفها
أغمضت عينيها وهى تدعو الله أن يكون هو من إرسالها ليروي صحراء حبهما بأول قطرات الحب التي تجعل منها جنةً خضراء .
جاء والدها من خلفها بعد أن ذهب خلف آسر يوصيه بضرورة إنهاء مشكلتها العالقة مع يامن
حسين: مالك يا توتي في حاجة
تالا بخجل: هه لأ يا بابا مفيش هو آسر نزل ولا لسه
حسين: لسه نازل دلوقتي
نظرت تالا لأسفل لتجد سيارة مازن تغادر محيط منزلهما ، جلست بجوار والدها وهي تكاد تحلق في السماء من فرط سعادتها .
في مكان ما جلس ذلك المدعو بناصف يهاتف بشر القاتل المأجور لكي يحدد له مكان أغتيال وتصفية مازن العزيزي
ناصف: اسمعني كويس يا بشر أنا خلاص حددت ليك المعاد اللي تصفي فيه مازن العزيزي ركز معايا في اللي هقولهولك
بشر: كلي أذان صاغية يا باشا قول سمعني واشجيني
ناصف: المعاد بكرة في نادي (........) البيه هيكون بكرة هناك عامل عقيقة ابن أخته في القاعة المفتوحة تتصرف وتدخل وتخلص مهمتك وتخرج من غير ما حد يحس بيك فاهمني
بشر: ههههههئ فاهمك يا باشا سيب كل حاجه عليا أنت ليك تستلم مني شغل علي مايه بيضا وبس أما التفاصيل دي سيبها ليا
ناصف: تمام اتصرف بقى ووريني همتك سلام
بشر: سلام يا باشا .
في منزل مازن العزيزي
صفية بحزن: أنت ليه مُصر على السفر تاني يا يامن مش قولت يا حبيبي أنك هتستقر هنا
يامن وهو يحتضن صفية: أن شاء الله هستقر هنا يا عمتي متقلقيش هي فترة بسيطة هروح أظبط بس شوية أمور وأرجع مصر تاني استقر هنا تاني
صفية: أرجع يا يامن متكتبش الغربة على نفسك يا حبيبي زي أبوك مفيش أحلى ولا أغلى من بلد الواحد مهما بعد ومهما شاف هتفضل بلدك هي أمانك وحمايتك هى يمكن متكونش في مستوى البلد اللي عايش فيها بس هنا بتلاقي الروح الحلوة اللي تحسسك أنك عايش اللمه اللي تخليك تحس انك محبوب وليك قيمة هنا أرضك اللي أندفن فيها ابوك وأجدادك عشان كدا هتحس بيهم معاك وحواليك هنا في حاجة حلوة تخليك تعشق تراب مصر هي يمكن متكونش أجمل بلد في الدنيا لكن بالنسبالنا أحنا هنا هي أجمل بلد في الدنيا هى أجمل الجميلات
يامن بابتسامة: تعرفي يا عمتي أنتي معاكي حق في كل كلمة قولتيها بس أنت المفروض تكتبي شعر في حب مصر أنتي بتعشقيها قوي
صفية بزهو: طبعا بعشقها دي بلدي اللي معرفش ليا بلد غيرها كبرت فيها وأن شاء الله هموت فيها بردو
يامن وهو يقبل رأس صفية : ربنا يخليكي لينا يا قمر يا أحلى عمتو في الدنيا
صفية : ربنا يخليك يا حبيبي حجزت تذكرتك أمتى
يامن : بعد ٤٠ يوم كان نفسي احجزها قبل كدا عشان أروح أطمن على تولين بس ماسك شغل ديكور لمازن هخلصه وسافر على طول
صفية وهى تربت على يده: تروح وتيجي بالسلامة يا قلبي
يامن: الله يسلمك يا عمتي .
رجع آسر لمنزله وجد تالا في انتظاره على أحر من الجمر تنتظره كي تسمع منه ما يرضي خاطرها وقلبها تنتظره يقول لها أن من أنتظرته طويلاً يريدها زوجه له انتظرته أن يبدأ حديثه مع والدها لكنها تفاجأت به يعطيها حقيبة ورقية خاصة بماركة شهيرة للملابس
تالا : أيه ده يا آسر
آسر: فستان اشترتهولك وأنا جاي
تالا بأستغراب: ليه أنا مقولتلكش أني عايزه فساتين
آسر: أنا جبته ليكي عشان تحضري بيه بكرة عقيقة أبن مروان ومريم
تالا بغضب: مازن كان عايزك ليه يا آسر
آسر بجمود: كان في ورق معايا في مكتبي هو عايزه بتاع قرية مطروح خدني جبتهوله من المكتب
حسين بغضب: كلمته في موضوع يامن
آسر : أه وهو وعدني بعد العقيقة يكلم يامن يطلق من غير ما نلجئ للمحاكم
حسين بنفاذ صبر: صدقني لو منفذش وعده انا هيبقى ليا كلام تاني خلاص صبري نفذ
آسر: متقلقش مازن وعدني وهو قد كلامه
آسر: قومي يا توتي قيسي الفستان عشان أشوفه مظبوط ولا لأ
تالا بغضب: مش لبسه حاجة ومش راحه اي حفلات
آسر: وهتزعلي مريم منك هى مش اتصلت بيكي وعزمتك بنفسها هتزعليها وأنتي بتعبريها زي أختك
دخلت تالا غرفتها قبل أن يرى والدها وآسر تلك الدموع التي لمعت بعينيها لفقدان أمل جديد بث فيها الحياة ثانياً ، مسحت عينيها ووقفت ترى ما جلبه لها أخيها فهى لن توقف حياتها عليه وهو من خسرها وليست هى ، فضت غلاف الحقيبة لكي تجرب قياس الفستان عليها سرعان ما حملقت به عيناها من شدة روعته فهو عبارة عن فستان من اللون الأخضر الزمرد طويل فضفاض من الحرير الخالص يحيط خصره حزام ذات ماسات بيضاء رقيق للغاية وكذلك وجدت معه طقم الماس يحمل اللونين الابيض والأخضر ، شهقت تالا في نفسها وهى تضع يدها على فمها من شدة روعة الفستان وطقم الألماس ، أرتدت تالا الفستان مع وشاحه الشيفون الاخضر ووضعت عقد الألماس حول عنقها لكي تظهر وكأنها لوحة جميلة متكاملة الارجاء ، خرجت تالا لوالدها وأخيها لكي تريهما ما جلبه آسر
حسين بانشداه: بسم الله مشاء الله تبارك الله أيه الجمال ده يا توتي
آسر بنظرة بلهاء: أنتي كدا هتخليني متجوزشي غير لو لقيت نسخة تانيه منك بسم الله ماشاء الله زي القمر يا حبيبتي
تالا بخجل: بصراحة أنت ذوقك المرة دي حلو جداً اول مرة تجيب حاجة كلاسيك زي ما بحب
آسر بأرتباك: عشان تعرفي ذوق أخوكي
تالا بشك : أه عرفت بس أنت جبت الطقم ده منين شكله غالي قوي
آسر: مفيش حاجة تغلى عليكي يا قمر لو أطول أجبلك ماس وياقوت الدنيا كله مش هتأخر عليكي ابداً
تالا بأبتسامة: ربنا يخليكم ليا يااااارب